بزرگ ترين عيب آن كه چيزى را در خوددارى، بر ديگران عيب بشمار!
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >   ترجمه ( حسین استادولی)  >  خطبه ي قاصعه ( خطبه شماره 192 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم

متن عربی

192 .و من خطبة (له (علیه السلام):تسمى القاصعة و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه، على استكباره و تركه السجود لآدم عليه السلام، و أنه أول من أظهر العصبية و تبع الحمية، و تحذير الناس من سلوك طريقته.

  1. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ‏ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ‏ وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ .
  2. ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ لِيَمِيزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ‏ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ‏ .
  3. اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ .
  4. أَلَا [يَرَوْنَ‏] تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً.

ابتلاء اللّه لخلقه‏

  1. وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ‏.

طلب العبرة

  1. فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَمِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً .
  2. إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ.‏

التحذير من الشيطان‏

  1. فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ [رَجْلِهِ‏]فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ فَقَالَ‏ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏ قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ .
  2. صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ وَ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ فَنَجَمَتِ [فَنَجَمَتْ فِيهِ‏] الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ .
  3. اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ أَوْطَئُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ .
  4. فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَ لَهُ جِدَّكُمْ فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ .
  5. فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ.
  6. وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ‏ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا [رَجْلًا] وَ فُرْسَاناً .
  7. وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ [الْحَسَبِ‏] وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

التحذير من الكبر

  1. أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ.
  2. فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ‏.

التحذير من طاعة الكبراء

  1. أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ‏ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ [آسَاسِ‏] الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.
  2. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ.
  3. وَ هُمْ أَسَاسُ [آسَاسُ‏] الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ‏

العبرة بالماضين‏

  1. فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ.
  2. فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ [مَحَّصَهُمْ‏] بِالْمَكَارِهِ .
  3. فَلَا تَعْتَبِرُوا [الرِّضَا] الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ [الِاقْتَارِ]فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ‏.

تواضع الأنبياء

  1. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ‏ وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ (علیه السلام)عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ .
  2. وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا .
  3. وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى .
  4. وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ [مِنَ‏] فِي الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً .
  5. وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا [يَشُوبُهَا] مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ‏.

الكعبة المقدسة

  1. أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ (صلی الله علیه و آله و سلم)إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ [اللَّهُ‏] لِلنَّاسِ قِيَاماً ثُمَ‏ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ .
  2. ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ (علیه السلام)وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَ مَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ يَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ.
  3. وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَى مُتَّصِلَ الْقُرَى بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَ [زُرُوعٍ‏] رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ .
  4. وَ لَوْ كَانَ [الْأَسَاسُ‏] الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ [مِنْ‏] زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ.
  5. وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ‏.

عود إلى التحذير

  1. فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَ لَا تُشْوِي أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِهِ.
  2. وَ عَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ وَ تَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِيلًا لِنُفُوسِهِمْ وَ تَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُيَلَاءِ عَنْهُمْ وَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَ الْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلًا مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ.
  3. انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْكِبْرِ .
  4. وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ .

عصبية المال‏

  1. أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌ‏؛وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ‏.
  2. فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ.
  3. فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ .
  4. وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِيمِ الْأَعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ [حَالَهُمْ‏] وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ الْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَ التَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَ التَّوَاصِي بِهَا .
  5. وَ اجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَيْدِي.
  6. وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ وَ الْبَلَاءِ أَلَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالًا اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ [جَرَّعُوهُمْ جُرَعَ الْمُرَارِ] جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ .
  7. حَتَّى إِذَا رَأَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً وَ قَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ‏ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ.
  8. فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَ الْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَ السُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَلَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ.
  9. فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَ بَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً [عِبْرَةً] لِلْمُعْتَبِرِينَ [مِنْكُمْ‏]

الاعتبار بالأمم‏

  1. فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَ بَنِي إِسْحَاقَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (علیه السلام)فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْأَمْثَالِ تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ لَيَالِيَ كَانَتِ الْأَكَاسِرَةُ وَ الْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ .
  2. يَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِيفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْيَا إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَ مَهَافِي الرِّيحِ وَ نَكَدِ الْمَعَاشِ فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً .
  3. لَا يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَ الْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ فِي بَلَاءِ أَزْلٍ وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ

النعمة برسول اللّه‏

  1. فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ وَ فِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ [فَاكِهِينَ‏].
  2. قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ .
  3. فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ يَمْلِكُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ وَ يُمْضُونَ الْأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ

لوم العصاة

  1. أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَ‏ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيمَا عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ الَّتِي [يَتَقَلَّبُونَ‏] يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا وَ يَأْوُونَ إِلَى كَنَفِهَا بِنِعْمَةٍ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالاةِ أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ.
  2. تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ .
  3. وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا [جَبْرَائِيلَ‏] جَبْرَائِيلُ وَ لَا [مِيكَائِيلَ وَ لَا مُهَاجِرِينَ وَ لَا أَنْصَارَ] مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ.
  4. وَ إِنَّ عِنْدَكُمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ .
  5. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ [الْقُرُونَ الْمَاضِيَةَ] بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي.
  6. أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ‏ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ .
  7. وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً.

فضل الوحي‏

  1. أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي [حَجْرِهِ‏] حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ [وَلِيدٌ] يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ .
  2. وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالاقْتِدَاءِ بِهِ .
  3. وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ
  4. وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ
  5. وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ (صلی الله علیه و آله و سلم)لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ
  6. فَقَالَ ((صلی الله علیه و آله و سلم)وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ((صلی الله علیه و آله و سلم) إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَتُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ
  7. قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ وَ [أَنَ‏] إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ.
  8. ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلم)يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ.
  9. [وَ الَّذِي‏] فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ‏ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ (صلی الله علیه و آله و سلم).
  10. فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِ بِرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ (صلی الله علیه و آله و سلم)فَرَجَعَ .
  11. فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ‏ ساحِرٌ كَذَّابٌ‏ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا يَعْنُونَنِي .
  12. وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ‏.

متن فارسی

192-از یک خطبه ی  آن حضرت که آن را خطبه ی  قاصعه نامند "[1] امام در این خطبه ابلیس (لعنه الله) را به خاطر خودپسندی و سجده نکردن به آدم به و اینکه او نخستین کسی بود که تعصب نشان داد و غیرت بی جا ورزید نکوهش نموده و مردم را از پیروی او برحذر فرموده است .

  1. سپاس خدایی را که جامه ی عزت و بزرگی پوشید، و آنها را ویژه ی  خود ساخت و از آفریدگانش بازداشت،و قرقگاه و حریم خود قرار داد و بر دیگران ممنوع ساخت، و تنها برای مقام جلال خویش برگزید و بپرداخت، و لعنت خود را بر بندگانی قرار داد که در این دو صفت با او بستیزند.

ریشه ی  گناهان

  1. آنگاه فرشتگان مقرب خود را بدین محک آزمود تا فروتنان از آنان را از گردنکشان جدا نمود، و با آنکه به اسرار دل ها و رازهای پوشیده آگاه بود فرمود: « من بشری را از گل خواهم آفرید، پس هرگاه او را ساختم و پرداختم و از روح خود در او دمیدم، در برابر او به سجده افتید. پس همه ی  فرشتگان به سجده افتادند مگر ابلیس[2]»
  2.  که تعصب بیجا به او دست داد و به آفرینش خود (که از آتش بود) بر آدم (که از گل آفریده شده بود) بالید و به نژاد خود بر او تعصب و رزید. پس این دشمن خدا پیشوای متعصبان و نیای مستکبران است، همو که تعصب را پایه  گذاشت، و در ردای بزرگی با خدا به رقابت پرداخت، و جامه ی  بزرگ منشی را لباس تن ساخت، و پوشش فروتنی و خاکساری را از تن به دور انداخت.
  3. آیا نمی بینید که خداوند چگونه او را به خاطر تکبرش کوچک شمرد، و به جهت بلندپروازیش به خاک ذلت نشاند، و در دنیا از درگاه رحمتش براند، و در آخرت آتش سوزان برایش فراهم ساخت؟!

آزمایش مردم

  1. و اگر خداوند می خواست آدم را از نوری که پرتوش چشمها را بزند، و زیباییش خردها را مبهوت سازد، و سرشتی که بوی خوشش جانها را مست کند بیافریند می آفرید، اگر چنین می کرد گردنها در برابرش فرومی افتاد، و آزمون فرشتگان هم درباره ی او آسان می شد.ولی خدای سبحان آفریدگانش را به برخی چیزها که از اصل و سببش بی خبرند می آزماید تا بدین وسیله (خوب و بد) آنان را از هم جداسازد، و کبر و بزرگ منشی را از آنان بزداید، و باد غرور را از سرشان بیرون کند.

عبرت آموزی

  1. پس، از رفتاری که خداوند با ابلیس کرد عبرت گیرید و ببینید که چه سان عمل فراوان شش شایان او را با آنکه شش هزار سال خدا را پرستیده بود - که معلوم نیست از سالهای دنیا ( ۳۹۵ روز) بوده  یا از سالهای آخرت (که هر روزش هزار سال دنیاست) - برای یک ساعت کبر و خودبزرگ بینی تباه ساخت. دیگر کیست که پس از ابلیس مانند گناه او از وی سرزند و از کیفر خدا ایمن بماند؟ هرگز اشیوه ی  خدا آن نیست که بشری را به خاطر کاری به بهشت برد که به همان خاطر فرشته ای را از بهشت بیرون راند.
  2. فرمان او درباره ی  اهل آسمان و زمین یکی است، و خدا با هیچ یک از آفریدگانش توافقی ندارد که ورود در قرقگاهی را که بر همه ی  جهانیان قرق کرده بر او روا شمارد.

تحذیر از شیطان

  1. پس ای بندگان خدا، از این دشمن خدا بپرهیزید که مبادا شما را به درد خویش دچار سازد، و با فریادش به سوی خواسته ی خویش برانگیزاند، و با سوارگان و پیادگانش بر شما بتازد. به جان خودم سوگند که تیر تهدیدش را به سوی شما هدف گرفته ، و کمانش را تا آخر کشیده، و از مکانی نزدیک به سوی شما پرتاب نموده ، و گفته است: «پروردگارا، حالی که مرا گمراه و محروم ساختی، من هم زینت دنیا را سخت در نظر آدمیزادگان می آرایم و همه ی  آنان را به گمراهی میکشانم»[3]. البته تیر در تاریکی افکند، و حدسی نادرست زد.
  2. ولی دست پروردگان و همزادان تعصب و حمیت، و سوارگان بر مرکب های کبرو جاهلیت، حدس و گمان او را تحقق بخشیدند، تا آنگاه که سرکشان شما تسلیم او شدند، و طمع او در شما کارگر افتاد، و وسوسه های نهانی او به مبارزه ی  علنی بدل شد.
  3. قدرتش بر شما چیره گشت، و با سپاهش به سوی شما پیش تاخت. شما را به دخمههای خواری راندند، و به صحنه های کشتار کشاندند، و زخمهای کاری شما وارد آوردند. نیزه در چشمتان زدند، و دشنه در حلقتان فرو بردند، و مشت بر بینی تان کوفتند، و ضربه بر اعضای حساستان وارد آوردند، و شما را با مهارهای قهر و خشم به سوی آتشی که برایتان آماده شده بود کشاندند.
  4. پس بیش از کسانی که دشمن آشکار آنانید و بر ضد آنان گرد آمده اید در دینتان مشکل افزود، و در دنیاتان آتش افروخت .پس تیزی شمشیرتان را به سوی او گیرید، و رابطه ی خود را با او قطع کنید[4] که به خدا سوگند او بر طینت و خمیرمایه ی  شما فخر فروخت، و به اصالت و شرف شما طعنه زد، و اصل و نسب شما را به باد انتقاد گرفت، و سواره نظام خود را بر ضد شما فراهم ساخت، و با پیاده نظامش به سوی شما تاخت. به هر جا در کمینتان می نشینند و به دستگیری شما می پردازند، و سرانگشتان شما را می زنند. نه چاره  ی  فرار دارید، و نه کوششی برای دفاع به کار می برید، بلکه در میدان خواری و حلقه ی  تنگنا و عرصه ی  مرگ و جولانگاه بلا گرفتار آمده اید.
  5. پس آتش های عصبیت و کینه های جاهلیت را که در عمق جانتان پنهان شده خاموش سازید، که این تعصب های بیجا در یک فرد مسلمان از خاطره آفرینی های شیطان و خود بزرگ بینی ها فساد انگیزی ها و وسوسه های اوست.
  6. و تاج فروتنی بر سر نهید، و خود پسندی را زیرپا گذارید، و طوق تکبر را از گردنتان باز کنید، و فروتنی را مرز دفاعی میان خود و دشمنتان ابلیس و لشگریانش قرار دهید،که او از میان هر امتی سپاه و یاران و پیادکان و سوارکان دارد.
  7. و مانند آنکس (قابیل) نباشید که بی آنکه خداوند فضیلتی در او قرار داده باشد بر فرزند مادرش بزرگی فروخت و تنها خودبزرگ بینی او کینه ی حسد را در او برانگیخت، و تعصب ناروا آتش خشم را در دل او برافروخت، و شیطان هم از باد غرور و نخوت در او دمید، غروری که خداوند بدان سبب پشیمانی را برای او در پی آورد، و گناه آدم کشان را تا روز قیامت همراه او کرد.

تحذیر از تکبر

  1. (به هوش باشید که شما در ستمکاری غوطه خوردید، و در زمین فساد انگیختید. آشکارا با خدا به دشمنی پرداختید و به میدان جنگ با مؤمنان قدم نهادید.
  2. خدا را! خدا را! که از تکبر های غرورانگیز و افتخارهای جاهلی دست بردارید! که آن تولید کننده ی بغض و دشمنی، و کوره ی  وسوسههای شیطانی است، که امت های پیشین و نسلهای گذشته را با آنها فریفت، تا جایی که در تاریکیهای نادانی و دام های گمراهی او ناپدید گشتند، و مهار خود را راحت و آسان به دست او دادند که آنها را از پشت براند و از پیش بکشاند. آری به کاری دست زد که در آن دلها به هم شبیه اند، و نسل ها بر همین منوال راه پیموده اند، و کبری ایجاد کرد که سینه ها از آن انباشته اند.

تحذیر از اطاعت سران

  1. هان، زنهارا زنهارا از فرمان سران و بزرگانتان روی بر تابید، آنان که همواره به فزو شکوهشان می بالند، و از نسبشان بالاتر می پرند، و پروردگارشان را به کار زشت و ناپسند نسبت می دهند.و نعمت هایی را که خدا به آنان داده نادیده می گیرند و به انکار خدا می پردازند، تا با آنچه بر ایشان لازم ساخته  بستیزند، و نعمت های فراوانش را زیر پا بگذارند. زیرا آنان پایه  های بنیاد خودخواهی، و استوانه های ارکان آشوب و نادرستی، و تیغهای نژادپرستی جاهلیت اند.
  2. پس از خدا پروا کنید و دشمن نعمتهای خدا و رشکبر بخششهای او به خودتان نباشید. و از ناکسان بی تباری که آب گندیده ی (نفاق) آنها را با آب زلال (اخلاص) خود آشامیدید، و بیماری (اخلاقی) آنها را با سلامت نفس خود در آمیختید، و باطلشان را در حق خود در آوردید، فرمان نبرید.
  3. آنان پایه های نابکاری، و پالانهای گناه و بی رحمی اند، که ابلیس آنها را مرکب های گمراهی، و سپاهی که با آنان بر مردم یورش برد، و سخنگویانی که بر زبان آنان سخنگوید قرار داده است، تا عقل های شما را بدزدد، و چشم هاتان را کور کند، و در گوش هاتان نوای مخالفت بخواند، از این رو شما را هدف تیرها و پایمالگام ها و محل چنگ انداختن خود ساخته است.

عبرت از گذشتگان

  1. پس، از آنچه بر سر امتهای گردنکش پیش از شما آمد از خشم و عذاب ها و حوادث کوبنده و کیفرهای الهی عبرت گیرید، و از گونه هایی که بر خاک نهاده شد و پهلوهایی که بر زمین افتاد پند پذیرید، و از آثار زشت کبر و خودبینی که در دلها میگذارد به خدا پناه برید چنان که از حوادث کوبنده ی روزگار به او پناهنده میشوید.
  2. و اگر بنا بود خداوند به احدی از بندگانش اجازه ی تکبر دهد به پیامبران و دوستان خاص خود اجازه می داد؛ ولی خدای سبحان کبرورزی و بزرگی فروشی را در نظر آنان ناپسند داشت، و فروتنی را برای آنان پسندید، از این رو گونه های خود را بر زمین چسباندند، و چهره های خویش را در خاک مالیدند، و بال لطف و فروتنی برای مؤمنان فرود آوردند.آنان مرد می مستضعف بودند که خداوند آنان را با گرسنگی آزمود، و به مشقت و سختی گرفتار کرد، و به بیم و هراس ها امتحان فرمود، و به انواع ناخوشایندیها پالایش نمود.
  3. پس خشم و رضای الهی را با داشتن یا نداشتن مال و فرزند نسنجید، که این نشانه ی نا آگاهی از موارد امتحان و آزمایش به وسیله ی ثروت و قدرت است، زیرا خدای سبحان فرموده است: « آیا چنین پندارند که وقتی آنان را به مال و فرزندان یاری می دهیم، در رساندن خیرات به آنان شتاب کردهایم؟ نه، بلکه آنها درک نمی کنند.» [5]  
  4. زیرا خداوند آن بندگانش را که بزرگ می پندارند به وسیله ی دوستانش که در نظر آنان ضعیف جلوه می کنند می آزمایند.

تواضع پیامبران

همانا موسی بن عمران با برادرش هارون غیی در حالی که جبه ای پشمینه بر تن و عصایی نتراشیده در دست داشتند بر فرعون وارد شدند، و برای او شرط کردند که اگر تسلیم (حکم خدا) گردد حکومتش برقرار و عزتش پایدار خواهد ماند؛ اما او (به اطرافیانش) گفت:«آیا از این دو تن تعجب نمی  کنید که با این وضع فلاکت باری که در آنان می بینید برای دوام عزت و بقای حکومت من شرط می گذارند؟! (اگر چنین قدرتی دارند) پس چرا زنجیرها و دستبندهای طلا بر آنان آویخته نیست؟»[6] زیرا طلا و گردآوری آن را بزرگ می پنداشت، و پشم و پشم پوشی را حقیر میشمرد!

  1. و اگر خداوند هنگامی که پیامبران خود را برمی انگیخت، می خواست که در گنجهای زر خالص و طلای ناب را برای آنان بگشاید و باغ های پر درخت را در اختیار آنان بنهد، و مرغان آسمان و جانوران زمین را نزد آنان گرد آورد چنین می کرد! و اگر می کرد دیگر آزمایش از کار می افتاد، و پاداش و کیفر معنی خود را از دست میداد،مژده ها و هشدارهایی اثر می گشت، و دیگر پاداش آزمایش شدگان برای پذیرندگان (دعوت انبیا) واجب نمی شد، و مؤمنان مستحق ثواب نیکوکاران نمی گشتند، و نام ها(ی نیک و بد) معانی خود را نمی یافت.
  2. ولی خدای سبحان رسولان خود را از سویی دارای عزم هایی آهنین، و از سوی دیگر با حالاتی که در دیدگان ضعیف نمایند قرار داد، همراه با قناعتی که دل ها و دیگران را از بی نیازی پر می کند، و فقر و نیازی که چشمها و گوشها را سخت می آزارد.
  3. و اگر پیامبران نیرویی دست نایافتنی، و عزتی شکست ناپذیر، و حکومتی که گردن ها به سوی آن کشیده شود و برای تماشای آن بارهای سفر بندند، می داشتند بی شک این کار سبب می شد که مردم آسانتر عبرت آموزند و از استکبار و گردنفرازی دورتر شوند، و بی تردید به خاطر ترسی که بر آنان چیره می شد، یا شوقی که آنان را تحریک می کرد حتماً ایمان می آوردند، اما در این صورت انگیزه ها مشترک بود و نیکی ها میان همه تقسیم می شد (خوب از بد، مخلص از ریاکار و مستحق پاداش و کیفر از یکدگر باز شناخته نمی شدند).
  4. ولی خدای سبحان خواست که پیروی از رسولانش، و باور به کتاب هایش، و خشوع در برابر ذاتش، و فروتنی نسبت به فرمانش، و گردن نهادن به طاعتش اموری ویژه ی خودش باشد و هیچ آلایشی با آن در نیامیخته باشد. و هرگاه بلا و امتحان بزرگتر باشد ثواب و پاداش نیز بیشتر خواهد بود.

کعبه ی  مقدس

  1. آیا نمی بینید که خدای سبحان، همه ی  پیشینیان را از زمان آدم (صلوات الله علیه) تا واپسین امت در این جهان، به سنگ هایی (روی هم چیده) که نه سود و زیانی می رسانند و نه می بینند و می شنوند آزمایش فرمود؟! و آن را حرمتکده و خانه  ی  محترم و شکوهمند خویش ساخت «خانه  ای که آن را مایه ی  برپايی و اداره ی  امور مردم قرار داد» [7]، آنگاه آن را در سنگلاخ ترین سرزمینها، و کم آبادی ترین منطقه ها، و تنک ترین دره ها، در میان کوه های سخت، و شنزارهای نرم، و چشمه های کم آب، و روستاهای جدا از هم قرارداد، سرزمینی که نه شتر و اسب و نه گاو و گوسفند در آن پرورش مییابد.
  2. سپس ادم و فرزندان او را فرمان داد که شانه های خود را به سوی آن کردانند و به سوی آن روی آورند. آنگاه این خانه محل سودآوری سفرها، ور بارانداز بارهای آنان شد، که صاحبدلان از فلات های خشک و دور، و دره های پست و عمیق، و جزیره های جدا جدای دریاها به سوی آن می شتابند، شانه های خود را با خواری و فروتنی در گرد آن می جنبانند، و لااله گویان گرد آن میچرخند، و ژولیده مو و غبارآلود به سوی آن هر وله می کنند، در حالی که جامه های تن را دورافکنده، و با رهاساختن موها و آرایش نکردن آنها زیبایی های خود را زشت و بدنما ساخته اند. اینها همه به جهت آزمون بزرگ و امتحان سخت و آزمایش آشکار و پاکسازی بلیغی است که خداوند آن را سبب رحمت و وسیله ی  رسیدن به بهشتش قرار داده است.
  3. و اگر خدای سبحان می خواست که حرمتکده و مشعرهای بزرگ خود را در میان بوستان های پر جویبار، و دشتهای نرم و هموار و پردرخت با میوه های در دسترسی، و بناهای انبوه، و روستاهای به هم پیوسته، و در میان گندمزارها با گندمهای درشت و پر مغز، و باغ های سرسبز، و زمینهای حاصلخیز حلقه وار، و زمینهای پر آب و بوستان های خرّم، و راه های آباد قرار دهد می توانست، اما مقدار پاداش به خاطر ضعف آزمون اندک می شد.
  4. و اگر پی هایی که آن خانه بر آن استوار است، و سنگ هایی که خانه  بر آنها بالا رفته است، از زمرد سبز و یاقوت سرخ و گوهرهای رخشنده و تابان تشکیل می یافت،را از دل ها می زدود، و هرگونه تلاطم شک و تردید را از مردم برطرف می ساخت.
  5. ولی خداوند بندگانش را به انواع سختیها می آزماید، و به انواع کوششها به بندگی فرامی خواند، و به انواع ناخوشایندی ها امتحان می کند تا تکبر را از دلشان بیرون کند، و, خواری و فروتنی را در جانشان بنشاند، و اینها را درهای کشوده به روی فضلش، و اسباب آسان برای دستیابی به عفوش قرار دهد.

باز هم تحذیر و هشدار

  1. خدارا! خدارا! از ظلم زودگذر، و عاقبت وخیم ستم، و سرانجام زشت تکبر بپرهیزید، که اینها بزرگ ترین دام شیطان، و کارگرترین نیرنگ اوست، که مانند زهرهای کشنده بر دل های آدمیان می جهند، و هیچ گاه زبون نمی شوند، و ضربتشان از کسی به خطا نمی رود، نه از عالمی به خاطر علمش، و نه از تنگدستی به جهت لباس ژنده اش.

نقش واجبات الهی

  1. از این رو خداوند بندگانش را به وسیله ی نمازها و پرداخت زکات ها و سختی روزه داری در روزهای واجب (از گزند ابلیس) حراست نموده، تا اعضا و جوارحشان را آرام سازد، و دیدگانشان را فروافکند، و جان هاشان را فروتن کند، و دل هاشان را نرم سازد، و خودبینی و بزرگمنشی را از آنان بزداید. از سوی دیگر، در نماز چهرههای گرانمایه از سر تواضع بر خاک میغلتد، و اعضای محترم بدن برای اظهار کوچکی به زمین میچسبد، و شکم ها با روزه گرفتن از سرخواری و فروتنی (در برابر خدا) به پشت ها می رسد، علاوه بر آنکه به سبب زکات فرآوردههای زمین و غیر آن به مصرف تهیدستان و بینوایان می رسد.
  2. به آثار این گونه کارها از شکستن شاخهای افتخار، و جلوگیری از پیدایش کبر بنگرید!

تعصبهای روا و ناروا

  1. و من خوب نگریستم و هیچ یک از مردم جهان را ندیدم که برای چیزی تعصب بورزد مگر به جهت علنی که نادانان را خام کند، یا دلیلی که خرد نابخردان را به بازی گیرد؛ جز شما که برای چیزی تعصب میورزید که سبب و علتی برای آن معلوم نیست.
  2. اما شیطان به خاطر خمیرمایه اش را ادم تعصب ورزید و در افرینش خود بر او سرکوفت زد و گفت من آتشین هستم و تو گلین.!

اما توانگران رفاه زده و خوشگذران و ناز پرورده ی  امت ها، به خاطر آثاری که از برخوردار بودن از نعمت ها ناشی می شود تعصب و رزیدند و گفتند: «ما بیش از دیگران از مال و فرزند بهره وریم، و ما هرگز گرفتار عذاب نخواهیم شد.[8]»

  1. حال اگر از تعصب و رزیدن ناگز یرید. باید در راه کسب خصلتهای برگزیده و کارهای پسندیده و امور نیکویی تعصب عرب و سران قبایل با خوهای پسندیده و خردورزی های بزرگ و ارزش های والا و آثار ستوده در راه آن بر یکدیگر برتری جستند.
  2. . اری برای صفات ستوده ای چون و پرهیز از تبهکاری در روی زمین تعصب ورزید.
  3. و از عقوبت هایی که بر سرامت های پیش از شما به خاطر کردارهای زشت و اعمال نکوهیده آمد حذر کنید. حال آنان را در خیر و شر یاد آورید، و بپرهیزید از اینکه به سرنوشت آنان دچار شوید.و چون در فرق آن دو حالت خوشبختی و بیچارگی آنان اندیشه کردید، به هر کاری که برایشان عزت آورد، و شر دشمنان را از آنان دور کرد، و بر مدت عافیت و سلامتی آنان افزود، و نعمت ها را در اختیارشان گذاشت، و کرامت و بزرگواری را به ریسمانشان بست، که همان پرهیز از تفرقه، و چسبیدن به الفت، و تشویق و سفارش یکدیگر به آن بود، در آویزاید.
  4. و از هر کاری که ستون فقراتشان را شکست، و نیرویشان راست نکرد، که همان دشمنی دلها، و کینه ی سینه ها، و پشت کردن جانها به یکدیگر، و دست برداشتن از یاری هم بود، بپرهیزید.
  5. و در احوال مؤمنانی که پیش از شما بودند و درگذشتند بیندیشید که در حال آزمون و بلا چگونه بودند. آیا بار تکالیف آنها از همه سنگین تر، و بلایشان از همه سختتر، و حالشان از همه ی مردم دنیا تنگ تر نبود؟ فرعونهای زمانه آنان را بردگان خود ساختند، بدترین شکنجه ها را به آنان دادند، و شرنگ تلخ به کامشان ریختند، اما در این هلاکت ذلت بار و قهر چیرگی دشمن حالشان تغییر نکرد، در حالی که نه چاره ای برای سرپیچی داشتند، و نه راهی برای دفاع می یافتند.
  6. تا چون خدای سبحان شکیبایی شایان را بر آزارها در راه محبت خود، و تحمل دشواریها را از بیم خود در آنان دید، برایشان از تنگناهای بلاگشایش نهاد، و به جای آن ذلت عزتشان داد، و به جای بیم امنیت نهاد، تا جایی که شاهانی فرمانروا، و پیشوایانی رهنما شدند، و چندان کرامت الهی به آنان رسید که هرگز آرزو و خیال آن را هم نداشتند.
  7. پس بنگرید که چگونه بودند آنگاه که گروهها گرد هم بودند، و خواستها یکسان، و دل ها سازگار، و دستها پشت یکدیگر، و شمشیرها یاور هم، و دیده ها تیزبین، و اراده ها همسو بود! آیا اربابانی در اقطار زمین و شاهانی فرمانروا برگردن جهانیان نبودند!
  8. آنگاه بنگرید که در فرجام کارشان به کجا رسیدند، هنگامی که در می آنشان جدایی افتاد، و همدلی ها به پراکندگی انجامید، و زبانها و دل هاشان ناساز شد، و به صورت گروه های گوناگون درآمدند، و روی در روی یکدیگر ایستادند، در آن حال خداوند لباس کرامت را از تنشان در آورد، و نعمت های فراوانش را از آنان گرفت، و داستان سرنوشت آنها به عنوان درسی های عبرنی برای عبرت آموزان در میان شما به جای ماند.

عبرت آموزی از حال امتهای پیشین

  1. پس، از حال اولاد اسماعیل و فرزندان اسحاق و اسرائیل علیهم السلام عبرت گیرید، که چقدر حالات با هم تناسب دارند و اوصاف به هم شبیه اند! حال آنان را در هنگام تفرقه و پراکندگی در نظر گیرید، در آن شب های تیره ای که خسروان و قیصران اربابانشان بودند.
  2. آنان را از سرزمینهای خوش آب و هوا و اطراف دریای عراق (دجله و فرات) و فضاهای سرسبز دنیا جمع می کردند و به علفزارها و سرزمینهای بادخیز و جاهایی که زندگی سخت میگذرد میفرستادند، و آنان را تهیدست و بینوا و سرگرم چراندن اسب و شتر رها می کردند. خوارترین امت ها از نظر خانه ، و قحطی زده ترین آنها از نظر سرزمین بودند.
  3. نه راهی به سوی دعوتی نجاتبخش داشتند که در پناه آن بیارامند، و نه به سایه ی الفتی که بر عزت آن تکیه کنند. احوالشان آشفت. ، قدرتشان پراکنده و جمعشان پریشان بود. در بلایی سخت و جهلی متراکم به سر می بردند! از دخترانی زنده به گور شده، و بت هایی در معرض پرستش درامده، و صر خویشاوندانی پیوند گسسته، و تاراج هایی همکانی و پیاپی.

نعمت وجود رسول خدا صلى الله عليه و آله وسلم

  1. حال به موارد نعمتهای خدا بر آنان بنگرید آنگاه که پیامبری به سوی آنان برانگیخت که طاعت آنان را به آیین خود پیوند داد، و با دعوت خویش آنان را با هم مهربان کرد، چگونه نعمت الهی بال کرامتش را بر سر آنان برافراشت، و جویبارهای خوشی را برای آنان روان داشت، در نتیجه آیین اسلام آنان را زیر چتر برکت های به دست آمده گرد آورد، و دیری نگذشت که غریق نعمتهای او شدند، و از خرمی زندگی خرسند گردیدند.
  2. أوضاع و احوال آنان را در سایه ی سلطنتی قاهر بر پاداشت، و در پناه عزتی غالب درآورد، و خوشبختیها در زیر سایه ی حکومتی ثابت به آنان روی آورد.
  3. (فرمانروای جهانیان شدند، و شاهان سراسر زمین گشتند. بر کسانی پادشاهی یافتند که قبلاً بر آنان پادشاهی می کردند، و در میان کسانی حکم راندند که پیش از آنان در می آنشان حکم می راندند! نه نیزهای به سوی آنان راست می شد (کسی قدرت مبارزه با آنان را نداشت) و نه دژ عزت و شرفشان مورد هدف و ضربه قرار می گرفت!

سرزنش  سپاه نافرمان خود

  1. هان! شما دست از ریسمان طاعت کشیدید، و با شیوه های جاهلیت رخنه در دژ محکم الهی ایجاد کردید. زیرا خدای سبحان بر جماعت این امت با رشته الفتی که میان آنان بر قرارساخت همان الفتی که در سایه اش آمد و شد کنند و به آغوش آن پناه برند - نعمتی بزرگ به آنان ارزانی داشت که هیچ یک از آفریدگان ارزش آن را نمی دانند، زیرا از هر ارزشی گرانبهاتر، و از هر مهمی.
  2. و نیز بدانید که شما پس از هجرت، دوباره خوی و رفتار اعراب جاهلیت را پیش گرفتید، و بعد از دوستی و همبستگی در پی دسته بندی و حزب بازی رفتید. از اسلام جز با نام آن پیوندی ندارید، و از ایمان جز نشانش چیزی نمی شناسید.
  3. می گوید: «دوزخ را به جان می خریم و تن به ننگ نمی دهیم»! گویا (اسلام را ننگ می دانید و با این شعار خود) می خواهید اسلام را وارونه کنید تا پرده ی حرمت آن را بدرید، و عهدی را که خداوند مایه ی  خوشی و آسایشتان در زمین، و امنیت در میان آفریدگان خود قرار داده بشکنید.
  4. این را بدانید که اگر غیر از خدا و اسلام به دیگری پناه برید هر آینه کافران با شما میجنگند، آنگاه نه جبرائیلی و نه میکائیل شما را یاری خواهند کرد و نه مهاجران و نه انصار و تنها ضرب شمشیر است که سراغتان خواهد آمد تا خداوند می آنتان داوری کند (و هرکس را به عاقبت شوم عملش گرفتار سازد).
  5. لابد از سختگیری ها و سرکوب ها و روزهای آکنده از گرفتاری ها و پیشامدهای ناگواری که خداوند پیشینیان را دچار آنها نمود آگاهید، پس مبادا از روی نادانی به عقوبت الهی، و سهل انگاری در مورد سختگیری خدا، و یاس از شدت و عذاب او، هشدارها و وعده های عذاب او را کُند و دیررس بدانید.
  6. زیرا خدای سبحان مردمان پیش از شما را لعنت نکرد جز بدین خاطر که امر به معروف و نهی از منکر را کنار گذاشتند.خداوند بی خردان را در اثر ارتکاب گناهان، و خردمندان را در اثر باز نداشتن آنان به لعنت خود گرفتار ساخت.
  7. هان، شما رشته ی اسلام را از هم گسیختید، و حدود آن را تعطیل نمودید، و احکامش را میراندید. هان بدانید که خداوند مرا به پیکار با ستمگران و پیمان شکنان و تبهکاران در زمین فرمان داده است.
  8. با پیمان شکنان جنگیدم، و با ستمگران کارزار نمودم، و کسانی را که از دین بیرون شده بودند به خاک سیاه نشاندم، (5و اما سرکرده ی شیطان صفت آنان که از ترس گریخت و از هول در گودالی افتاد و صدای ناله ی دل و سوز سینه اش شنیده می شد بدین وسیله از شرش آسوده شدم، و اینک گروهی از ستمگران باقی مانده اند که اگر خدا بخواهد و بار دیگر اجازه ی  پیکار با آنها دهد آنان را قلع و قمع مینمایم و زمام امور را از دستشان میستانم، و هیچ یک از آنان جان سالم به در نخواهد برد جز آن کس که از چنگم بکریزد و به گونه ای در گوشه و کنار این مرز و بوم آواره و در به در شود.

پرورش امام و داستان وحی

  1. من بودم که در کودکی سران عرب را به خاک افکندم، و شجاعان اقوام ربیعه و مُضر را شکست دادم.[9] شما از موقعیت من نزد رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) نیز به سبب خویشاوندی نزدیک، و مقام ویژهای که در پیشگاه او داشتم آگاهید. کودکی خردسال بودم که مرا در دامن می نشاند و به سینه اش می فشرد، و در بستر خود می خواباند، و بدن نازنینش را به من می چسباند، و بوی خوشش را به مشامم می رساند. او غذا را میجوید و در دهانم می نهاد. نه سخن دروغ از من شنید و نه رفتاری ناشایست از من دید.
  2. همانا از روزی که آن حضرت را از شیر گرفتند خداوند بزرگترین فرشته از فرشتگانش را با او دمساز کرد که شب و روز او را به راه صفات عالی انسان و نیکوترین اخلاق جهان می برد، و من مانند کودکی که به دنبال مادر رود پیوسته در پی او بودم و سایه به سایه ی او حرکت می نمودم، و او هر روز نشانه ای از اخلاق خود برایم می افراشت و مرا به پیروی آن فرمان می داد.
  3. آن حضرت هر سال مدتی در کوه حراء به سر می برد، تنها من او را می دیدم و جز من کسی او را نمی دید. در آن روزگار یک خانه در اسلام نبود که جز رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) و خدیجه و مراکه سومی آنها بودم در خودگرد آورده باشد. نور وحی و رسالت را (به چشم دل) می دیدم، و بوی نبوت را (به مشام جان) می شنیدم.
  4. آری، در آن دم که وحی بر آن حضرت نیز فرود آمد ناله ی ناهنجار شیطان را شنیدم، گفتم: یا رسول الله، این صدای ناله چیست؟ فرمود: «این شیطان است که از پرستش خود ناامید گشته است. آنچه من می شنوم تو هم میشنوی، و آنچه من می بینم تو نیز می بینی، فقط پیامبر نیستی، اما وزیر هستی و در راه خیر و درستی قرار داری.

معجزه ای از پیامبر (صلى الله عليه  و آله و سلم)

  1. »باری، من با آن حضرت (صلى الله عليه و آله و سلم)بودم آنگاه که گروهی از سران قریش نزد او آمدند و به او گفتند: «ای محمّد، تو ادعای بزرگی کردهای که نه پدرانت و نه هیچ یک از خاندانست چنین ادعایی نکرده اند، و ما از تو خواستار کاری هستیم که اگر بپذیری و در برابر چشم ما انجام دهی میدانیم که به راستی پیامبر و فرستاده ی خدایی، و اگر انجام ندهی میدانیم که جادوگر دروغگویی.»
  2. پیامبر(صلى الله عليه و آله و سلم)فرمود: « چه می خواهید؟» گفتند: «می خواهیم این درخت را نزد خود فراخوانی، به گونه ای که از ریشه کنده شود و بیاید در برابرت بایستد.» حضرت فرمود: «خدا بر هر چیزی تواناست، اگر خدا این خواهش شما را انجام داد آیا ایمان می آورید و گواهی به حق می دهید؟»
  3. گفتند: آری. فرمود: «هم اکنون آنچه را می خواهید نشانتان می دهم، ولی اطمینان دارم که با این وصف به راه خیراسلام و راه حق بازنمی گردید، و میان من و شما کسانی هستند که (در جنگ با من کشته میشوند و) در چاه (پدر) افکنده می شوند، و برخی دیگر احزاب شرک و کفر را (بر ضد من) فراهم می کنند.» سپس فرمود: «ای درخت، اگر به خدا و روز قیامت ایمان داری و میدانی که من فرستاده ی خدا هستم، به اذن خدا از ریشه ی  خود بر آی و بیا تا در برابر من بایستی.»
  4. سوگند به خدایی که آن حضرت را به حق به پیامبری برانگیخت آن درخت از جاکنده شد و در حالی که آوایی شدید و صدایی به سان صدای بال پرندگان از آن به گوش می رسید پیش آمد تا در برابر رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم) ایستاد و چون مرغی بال گشاده بر فراز سر او قرار گرفت و شاخه ی بلندش را بر سر رسول خدا (صلى الله عليه و آله و سلم)  و شاخهای دیگر را بر دوش من که در سمت راست آن حضرت بودم افکند.
  5. آن گروه وقتی چنین دیدند از روی برتری جویی و تکبر گفتند: «بفرما که نیمی از آن نزد تو بیاید و نیم دیگر در جای خود بماند.» حضرت او را چنین فرمود، پس نیمی از آن با وضعی شگفت انگیز به آن حضرت روی آورد و آوایی بلند سرداد و نزدیک بود بر آن حضرت بیبیجاد. باز از روی کفر و سرکشی گفتند: «فرمان ده که این نیمه هم به سوی آن نیمه بازگردد و به همان صورت که بود درآید.» پیامبر (صلى الله عليه و آله و سلم) فرمان داد و درخت هم بازگشت.
  6. من گفتم: لا اله الاالله، من نخستین کسی هستم که به تو ایمان آوردم یا رسول الله، و نخستین کسی هستم که اقرار میکنم آن درخت به امر خدای بزرگ کرد آنچه کرد تا پیامبری تو را تصدیق بدارد و دعوتت را بزرگ بشمارد. و آنان همگی گفتند: «بلکه جادوگر دروغگویی است که جادویش عجیب است و در جادو زرنگ و چابک است. آیا جز مانند چنین کسی - منظورشان من بودم - تو را در این ادعا باور می کند؟!»
  7. و البته من از کسانی هستم که در راه خدا سرزنش هیچ سرزنش کنندهای آنان را از راه بازنمی دارد، آنان که سیمایشان سیمای درستکاران، و سخنشان سخن نیکوکاران است. آباد کنندگان شب اند (به راز و نیاز)، و چراغان روزند (به رهنمایی بندگان خدای بی نیاز). به ریسمان قرآن چنگ می زنند، آیین و روش های خدا و فرستاده ی او را زنده می دارند، نه بزرگی میفروشند و نه برتری می جویند، نه خیانت می ورزند و نه به تباهی می پردازند. دلهاشان در بهشت پر می کشد، و پیکرهاشان درکار و تکاپو به سر می برد.

 

 

[1] قاصعه به معنای درهم شکننده و تحقیرکننده است. و چون این خطبه در حقیرشمردن و سرکوبی گردنکشان و متکبران ایراد شده، آن را قاصعه نامیده اند.

[2] سوره ی  ص، آیات 71-74

[3] سوره حجر ،آیه 39

[4] یا: و کوشش خود را در مبارزه ی  با او به کار برید.

[5] سوره ی  مؤمنون، آیات ۵۵- ۵۶.

[6] اشاره به آیه ی  ۵۳ از سوره ی  زخرف.

[7] سوره مائده ،آیه 97

[8] سوره سبأ ،آیه 35

[9] تعبیر عربی آن این است: من بودم که در کودکی سینه های عرب را به خاک مالیدم، و شاخهای برآمده ی  اقوام ربیعه و مضر را شکستم.

قبلی بعدی