علم دو گونه است: علم فطرى و علم اكتسابي؛ اگر هماهنگ با علم فطري نباشد سودمند نخواهد بود.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >   ترجمه ( عمران علیزاده)  >  خطبه قاصعه ( خطبه شماره 234 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم
برای دسترسی سریع به حکمت مورد نظر، شماره حکمت را وارد کنید

متن عربی

234.و من خطبة له (علیه السلام):تسمى القاصعة

(1)و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه، على استكباره و تركه السجود لآدم عليه السلام،

(2)و أنه أول من أظهر العصبية و تبع الحمية،

(3)و تحذير الناس من سلوك طريقته.

(4)الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ‏ خَلْقِهِ

(5)وَ جَعَلَهُمَا حِمًى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ

(6)وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ‏

رأس العصيان‏

(7)وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ

(8)ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ

(9)لِيَمِيزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ

(10)فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ‏

 (11)إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ

(12)فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ‏

(13)اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ

(14)فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ

(15)الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِيَّةِ

(16) وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ

(17)أَ لَا [يَرَوْنَ‏] تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ

(18)فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً

ابتلاء اللّه لخلقه‏

(19)وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ

(20) وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ

(21)وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ

(22)وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً

(23)وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ

(24)وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَبْتَلِي خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ

(25)تَمْيِيزاً بِالاخْتِبَارِ لَهُمْ

(26)وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ‏

طلب العبرة

(27)فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ

(28)إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ

(29)وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ

(30)لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ

(31)عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ

(32)فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ

(33)كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً

(34)إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ

(35)وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ‏

التحذير من الشيطان‏

(36)فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ

(37)وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ

(38)وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ [رَجْلِهِ‏]

(39)فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ

(40)وَ أَغْرَقَ إِلَيْكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ

(41)وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ

(42)فَقَالَ‏ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏

(43)قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ  غَيْرِ مُصِيبٍ

(44)صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ وَ الْجَاهِلِيَّةِ

(45)حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَّةُ مِنْهُ فِيكُمْ

(46)فَنَجَمَتِ [فَنَجَمَتْ فِيهِ‏] الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ

(47)اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ

(48)فَأَقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ

(49)وَ أَوْطَئُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ

(50)طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ

(51)وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُمْ

(52)وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ

(53)فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً

(54)مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ

(55)فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَ لَهُ جِدَّكُمْ

(56)فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ

(57)وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ

(58)وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِيلَكُمْ

(59)يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ

(60)لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ

(61)فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ

(62)فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ

(63)فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ

(64)وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ

(65)وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ

(66)وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ

(67)وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ‏ وَ جُنُودِهِ

(68)فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا [رَجْلًا] وَ فُرْسَاناً

 (69)وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ

(70)سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ [الْحَسَبِ‏]

(71)وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ

(72)وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ

(73)الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ

(74)وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

التحذير من الكبر

(75)أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ

(76)مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ

(77)فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ

(78)فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ

(79)الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ

(80) حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي ضَلَالَتِهِ

(81)ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ

(82)أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ

(83)وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ‏

التحذير من طاعة الكبراء

(84)أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ

(85)الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ

(86)وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ‏ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ (87)مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ

(88)فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ [آسَاسِ‏] الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ (89)وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ

(90)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً

(91)وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ

(92)وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ

(93)وَ هُمْ أَسَاسُ [آسَاسُ‏] الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ

(94)اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ

(95)وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ

(96)وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ

(97)فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ‏

العبرة بالماضين‏

(98)فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ

(99)مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ

(100)وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ

(101)وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ

(102)فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ

(103)وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ (104)فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ

(105)وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ

(106) قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ

(107)وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ [مَحَّصَهُمْ‏] بِالْمَكَارِهِ

(108)فَلَا تَعْتَبِرُوا [الرِّضَا] الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ

(109)جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الِاقْتِدَارِ [الِاقْتَارِ]

(110) فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ‏

(111)فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ‏

تواضع الأنبياء

(112)وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ (علیه السلام)عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ (113)فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ

(114)فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ

(115)وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ

(116)فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ

(117)إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ

(118)وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ

(119)وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ

(120)وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ

(121) وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أُجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ

(122)وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ

(123)وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا

(124)وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ

(125)وَ ضَعَفَةً فِيمَا  تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالاتِهِمْ

(126)مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى

(127)وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى

(128)وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ

(129)وَ مُلْكٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ

(130)لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ [مِنَ‏] فِي الِاسْتِكْبَارِ

(131)وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ
(132)فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً
(133)وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ

(134)وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ

(135)أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا [يَشُوبُهَا] مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ

(136)وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ‏

الكعبة المقدسة

(137)أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ (صلی الله علیه و آله و سلم)إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ

(138)بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ

(139)فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ [اللَّهُ‏] لِلنَّاسِ قِيَاماً

(140)ثُمَ‏ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً

(141)وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً

(142)وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً

(143)بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ

(144)وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ

(145)لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ

(146)ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ (علیه السلام)وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ (147)فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ

(148)تَهْوِي إِلَيْهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ

(149) وَ مَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ

(150)حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ

(151)وَ يَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ

(152)قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ

(153)ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً

(154)وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً

(155)جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ 

(156)وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ

(157)وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ دَانِيَ الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَى مُتَّصِلَ الْقُرَى

(158)بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ

(159)وَ أَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ

(160)وَ [زُرُوعٍ‏] رِيَاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ

(161)لَكَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ

(162)وَ لَوْ كَانَ [الْأَسَاسُ‏] الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ [مِنْ‏] زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ

(163) لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ

(164)وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ

(165)وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ

(166)وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ

(167)وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ

(168)إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ

(169) وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ‏

عود إلى التحذير

(170)فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ

(171)فَإِنَّهَا مَصْيَدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى

(172)الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ

(173)فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَ لَا تُشْوِي أَحَداً

(174)لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِهِ

(175)وَ عَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ

(176)وَ مُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ

(177)تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ وَ تَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِيلًا لِنُفُوسِهِمْ

(178)وَ تَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُيَلَاءِ عَنْهُمْ

(179)وَ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً

(180)وَ الْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً

(181)وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلًا

(182)مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ.

فضائل الفرائض‏

(183)انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْكِبْرِ

(184)وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ

(185)أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ

(186)فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ

(187)أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ

(188) فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌ‏

عصبية المال‏

(189)وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ (190)فَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ‏

(191)فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ

(192)وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ

(193)مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ

(194)بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ

(195)فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ

(196)وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ

(197)وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ
(198) وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

(199)وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِيمِ الْأَعْمَالِ

(200)فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ

(201)وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ

(202)فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ [حَالَهُمْ‏]

(203)وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ الْعَافِيَةُ بِهِ عَلَيْهِمْ

(204)وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ

(205) مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ

(206)وَ التَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَ التَّوَاصِي بِهَا

(207)وَ اجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ

(208)مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ

(209)وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَيْدِي

(210)وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ

(211)كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ وَ الْبَلَاءِ

(212)أَ لَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً

(213)وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالًا

(214)اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ [جَرَّعُوهُمْ جُرَعَ الْمُرَارِ] جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ

(215)فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ

(216) لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ
(217)حَتَّى إِذَا رَأَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ (218)وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ

(219)جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً

(220)فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ

(221)فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً

(222)وَ قَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ‏ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ (223)فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً

(224)وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً

(225)وَ الْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَ السُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً

(226)وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً

(227)أَ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ

(228)فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ

(229)وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ

(230)وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ

(231)وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ

(232)وَ بَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبَراً [عِبْرَةً] لِلْمُعْتَبِرِينَ [مِنْكُمْ‏]

الاعتبار بالأمم‏

(233)فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَ بَنِي إِسْحَاقَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (علیه السلام)

(234)فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْأَمْثَالِ

(235)تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ

(236)لَيَالِيَ كَانَتِ الْأَكَاسِرَةُ وَ الْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ

(237)يَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِيفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْيَا

(238) إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَ مَهَافِي الرِّيحِ وَ نَكَدِ الْمَعَاشِ

(239)فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ

(240)أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً

(241)لَا يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا

(242)وَ لَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا

(243)فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَ الْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ

(244) فِي بَلَاءِ أَزْلٍ وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ

(245)مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ

(246)وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ

النعمة برسول اللّه‏

(247)فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا

(248)فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ

(249)كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا

(250)وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا

(251)وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا

(252)فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ وَ فِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ [فَاكِهِينَ‏] (253)قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ

(254)وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ

(255)وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ

(256)فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ

(257)يَمْلِكُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ

(258)وَ يُمْضُونَ الْأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ

(259)لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ

لوم العصاة

(260)أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ

(261)وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ

(262) فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَ‏ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيمَا عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ

(263)الَّتِي [يَتَقَلَّبُونَ‏] يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا وَ يَأْوُونَ إِلَى كَنَفِهَا

(264)بِنِعْمَةٍ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً

(265)لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ

(266)وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالاةِ أَحْزَاباً
(267)مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ

(268)تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ

(269)كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ

(270)انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ

(271)الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ

(272)وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ

(273)ثُمَّ لَا [جَبْرَائِيلَ‏] جَبْرَائِيلُ وَ لَا [مِيكَائِيلَ وَ لَا مُهَاجِرِينَ وَ لَا أَنْصَارَ] مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ

(274)إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ

(275)وَ إِنَّ عِنْدَكُمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ (276)فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ

(277)فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ [الْقُرُونَ الْمَاضِيَةَ] بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ

(278)فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي (279)أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ (280)أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ‏

(281)فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ

(282)وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ 

(283)وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ

(284)وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً

فضل الوحي‏

(285)أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ

(286)وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ

(287)وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ

(288)وَضَعَنِي فِي [حَجْرِهِ‏] حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ [وَلِيدٌ]

(289) يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ

(290)وَ يُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ

(291)وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ

(292)وَ مَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ

(293)وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ

(294)يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ

(295)وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ

(296)يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالاقْتِدَاءِ بِهِ

 (297)وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي

(298)وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا
(299)أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ

(300)وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)

(301)فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ

(302)فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ

(303)إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى

(304)إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ

(305)وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ (صلی الله علیه و آله و سلم)لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ

(306)يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ

(307)وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ

(308)وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ
(309)فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلم)وَ مَا تَسْأَلُونَ

(310)قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ

(311)فَقَالَ (صلی الله علیه و آله و سلم)إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ  شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ

(312)فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ

(313) قَالُوا نَعَمْ

(314)قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ

(315)وَ [أَنَ‏] إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ

(316)ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلم)يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ

(317)وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ

(318)[وَ الَّذِي‏] فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ‏ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ

(319)حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)مُرَفْرِفَةً (320)وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)

(321)وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ (صلی الله علیه و آله و سلم)

(322)فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً

(323)فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا

(324)فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً (325)فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِ بِرسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم)

(326)فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ

(327)فَأَمَرَهُ (صلی الله علیه و آله و سلم)فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

(328)إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

(329)وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ

(330)فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ‏ ساحِرٌ كَذَّابٌ‏ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ

(331)وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا يَعْنُونَنِي

(332)وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ

(333)سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ

(334)عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ

(335)مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ

(336)لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يُفْسِدُونَ

(337)قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ‏.


متن فارسی

234. از خطبه­ های آن حضرت است، وبعض مردم این خطبه را قاصعه می­نامد(چون یکی از معناهای قصع تحقیر و توهین است ودر این خطبه متکبران و پیروان ابلیس تحقیر شده است)[1]- صبحی 192-

(1)و این خطبه شامل است بر مذمت شیطان ملعون به خاطر تکبر نمودنش و سجده نکردنش بر آدم علیه السلام.

(2)و انیکه او(ابلیس) اولین کسی است اظهار تعصب نموده و تابع حمّیت بی­اساس شد.

(3)و شامل است بر بیم دادن مردم از پیمودن راه او.

(4)ثنا وستایش خدائی را که جامه عزت و گبریایی را پوشیده و آن دو را بری خود انتخاب و مخصوص نمود نه بر مخلوقاتش.

(5)و آن دو را نسبت به دیگران قورق و حرام قرار داده است.

(6)و آن دو برای جلالت و بزرگواری خود اختیار نموده است.

(7)و لعنت مقرر نمود بر هر کسی از بندگانش که در این دو صفت با خدا به نزاع و شرکت برخیزد.

(8)سپس با آن فرشته­ های مقرب خود را امتحان نمود.

(9)تا تواضع کنندگان آنها را از تکبر کنندگان جدا سازد.

(10)پس خدای سبحان که آگاه بر پنهان قلبها و مستور غیبها است فرمود:

(11)من بشری از گل خواهم آفرید، و چون اعضاء او را درست مساوی کردم و در او از روح خود دمیدم در مقابل او به سجده بیفتند.

(12)پس فرشته­ها همه بطور دسته جمعی سجده کردند به جز شیطان.

(13)حمیّت عارض او شد، و بر آدم بخاط خلقتش خود فخر نمود، و به جهت اصل خود(آتش) به او تعصب نشان داد.

(14)پس دشمن خدا پیشوای تعصب کنندگان و پیشروو تکبر کنندگان است.

(15)که پایه و بنای عصبیت را نهاد و با خدا در لباس و عبای جباریت و عظمت به نزاع برخاست.

(16)و لباس اظهار عزت دربرکرد، و پوشش اظهار ذلت و تواضع را دور افکند.

(17)نمی­بینید که خدا او را چگونه کوچک نموده به جهت تکبر نمودنش، و پست و زبون نمود بخاطر بلند پروازی نمودنش.

(18)پس او را در دنیا رانده شده درگاهش قرار داد و در آخرت برایش آتس برافروخته مهیا نمود.

(19)و اگر خدا می­خواست حضرت آدم را از نوری بیافریند که چشمها را درخشش آن برباید.

(20)و قیافه زیبای او بر عقلها غلبه کند.

(21)و از عطری بیافریند که بوی خوش آن نفسها را بگیرد حتماً میآفریند.

(22)و اگر آن طور می­آفرید مسلماً گردنها به او متواضع میشدند.

(23)و امتحان و آزمایش فرشته­ها سبک و آسان میشد.

(24)ولی خدای سبحان بندگان خود را آزمایش نموده با بعض چیزهایی که اصل آنرا نمیدانند.

(25)برای اینکه نیکان و بدان آنها را با امتحان از هم جدا کند.

(26)و برای اینکه تکبر را از آنها برطرف سازد ، وخیالبافی و خودپسندی را از آنها دور سازد.

(27)پس عبرت بگیرید از معامله ای که خدا با شیطان کرد.

(28)زمانی خدا عملهای طولانی و تلاشهای زیاد او را باطل و بی­نتیجه ساخت.

(29)در صورتیکه خدا را شش هزار سال عبادت نموده بود.

(30)که معلوم نیست از سالهای متعارف دنیا بود، یا از سالهای آخرت(که هر روزش به اندازه پنجاه هزار سال دنیا می­باشد).

(31)عملهای او را باطل نمود-بخاطر یک ساعت تکبر نمودن.

(32)پس چه کسی بعد از شیطان از عذاب و خشم الهی سالم خواهد ماند با بجا آوردن نشزیر نافرمانی او.

(33)حاشا! نمیشود که خدای سبحان داخل بهشت کند بشری را بوسیله کاری(تکبری) که بخاطر آن فرشته­ای را از آن خارج نمود.

(34)حکم و فرمان خدا در اهل آسمان و اهل زمین یکسان است.

(35)و میان خدا و کسی از مخلوقاتش رخصتی و نرمشی نیست در حلال نمودن قوروقی که بر جهانیان حرام نموده است.

(36)پس حذر کنید ای بندگان خدا از اینکه مرض خود را به شما سرایت دهد.

(37)و از اینکه شما را با ندای خود به حرکت درآورد.

(38)و از اینکه سواره­ها و پیاده­های خود را بر شما بسیج کند.

(39)بجانم سوگند که تیرهای شرّ و فریب را برای شما آماده کرده است.

(40)و آنرا برای زدن شما با شدت کامل کشیده است.

(41)و شما را از مکان نزدیک هدف تیرهای خود قرار داده است.

(42)و گفت: پروردگارا بخاطر اینکه مرا به گمراهی انداختی حتماً گناه را در روی زمین جلوه­گر خواهم و همه آنها را به گمراهی خواهم کشید-سوره حجر آیه 39.

(43)این سخن او سنگ انداختن است به تاریکی دور(سخنی است دور از علم) و احتمال دادن است از روی ظنّی که واقعیت ندارد.

(44)او را در این سخن و کمان تصدیق نموده(به سخن او جامه عمل پوشانده) فرزندان حمیّت و غرور، و برادران عصبیت، و سواران تکبر و نادانی.

(45)تا زمانی که سرکشان شما به او رام شدند، و طمع و امیدواری او در شما استحکام یافت.

(46)پس حال و کار از راز پنهان بودن تبدیل به امر آشکار شد.

(47)تسلط او بر شما قوت یافته، و با سپاه خود بسوی شما نزدیک شده است.

(48)پس شما را برجایگاههای ذلت وارد نموده، و در ورطه و گودالهای کشتار داخل کرده­اند.

(49)و شما را با زخمهای زیاد پایمال کرده­اند.

(50)با طعن و صدمه زدن در چشمهای شما(با تصرف در دید شما) و بریدن گلوهای شما.

(51)و با کوبیدن بر بینی و دماغ شما، و با هدف قرار دادن جاهای کشنده شما.

(52)و با حلقه­های مهار قهر و غلبه شما را می­کشند بسوی آتشی که برای شما مهیا شده است.

(53)پس جراحت و صدمه شیطان در دین شما بزرگتر شده و آتش افروزی او در دنیای شما زیادتر شده است.

(54)از کسانی بر علیه آنها اظهار دشمنی میکنید، و بر علیه آنها جمع همراه می­کنید.

(55)پس بر علیه او قرار دهید تندو تیزی خود را و تلاش خود را در مقابله با او قرار دهید.

(56)بخدا سوگند که بر اصل شما- که خاک است- فخر نموده است.

(57)و درحسب شما طعن و ایراد نموده، و بر نسب شما را دفع و تحقیر نموده است.

(58)و سواره­های خود را بر شما بسیج کرده، و با پیاده­های خود راه شما را اراده نموده است.

(59)شما را از هرجا  شکار میکنندف و سر انگشتان شما را میزنند(در هر اعضای شما تصرف میکنند).

(60)با حیله و چاره از او سرباز نمی­زنید، و با هر تصمیم و اراده او دفع نمی­کنید.

(61)در ذلت زیاد و متراکم، و در حلقه فشار و تنگی، و عرصه مرگ و جولانگاه بلا.

(62)پس خاموش کنید آنچه راکه در دلهای شما پنهان است از آتشهای عصبیت و کینه­های جاهلیت.

(63)همانا این حمیّت در شخص مسلمان بوجود می آید از خطورهای شیطان وخودخواهیها وتحریک­ها و دمیدنهای او.

(64)قصد کنید که ذلت و تواضع را روی سرتان بگذارید.

(65)و اظهار عزت و بزرگ فروشی را بزیر قدم بیاندازید.

(66)و تکبر و گردنکشی را از کردنهای خود دور سازید.

(67)و تواضع را در میان خودتان و دشمنانتان که شیطان و سپاهیان او است اسلحه خانه و وسیله دفاع قرار دهید.

(68)چون شیطان را از هر امت و گروهی سپاهی و یارانی و پیاده نظام و سواره نظام است.

(69)و نباشید مانند کسی که پسر مادرش(برادرش)تکبر کرد بدون اینکه خدا در او فضل و برتری قرار داده باشد(مانند قابیل نباشید که هیچ برتری بر برادرش هابیل نداشت).

(70)-وی فضیلتی نداشت- جز آنچه تکبر بر نفس او چسبانده و ملحق نموده بود از دشمنی رشک و حسد.

(71)و آتش خشمی که حمیّت او در دل او روشن نموده بود.

(72)و باد تکبری که شیطان بر دماغ و دمیده بود.

(73)تکبری که خدا در نتیجه آن پشیمانی را نصیب او کرد.

(74)و بر او لازم نمود شریک بودن در گناه آدم کشان ناحق را تا روز قیامت.

(75)آگاه باشید که شما در ستمگری زیاده روی و در روی زمین فساد کردید.

(76)در حال اظهار دشمنی با خدا و مبارزه و جنگجویی با مؤمنان آمدید.

(77)پس از خدا بترسید، از خدا بترسید درباره تکبر برخاسته از حمیت و افتخار جاهلیت.

(78)که آن وسیله تلقیح عداوت و دشمنی و از اسباب نفخ و دمیدن شیطان است.

(79)وسیله­ای که با ان امتهای گذشته و قرنهای پیشین را فریب داده است.

(80)تا انکه هم آغوش شده­اند در تاریکی نادانی آن، و پرتگاههای گمراهی آن.

(81)درحالیکه در برابر راندن و حرکت دادن آن رام بودند. برکشیدن زمام آن مطیع بودند.

(82)هم آغوش و رام شدند- با کاری که دلها در آن شبیه و مانند هم بود، و قرنها در پی یکدیگر آنرا(تکبر و گردنکشی) انجام داده­اند.

(83)و انجام دادید- تکبر و خودپسندی را که سینه­ها در اثر آن تنگ شده است.

(84)آگاه باشید پس بترسید و بپرهیزید از فرمانبری سروران و بزرگان خود.

(85)آنهایی که از شرف و حسب خود بزرگی کردند، و از نسب خود بلند طلبی نمودند.

(86)و زشتی­ها را به پرودگار نسبت داده و به سوی او انداختند، و خدا را در اثر احسانهایی که به آنها کرده بود انکار کردند.

(87)برای تکبر کردن و نزاع نمودن با قضا و قدراو، و غلبه و برتری جستن بر نعمتهای او.

(88)همانا آنها پایه­های بنای عصبیت و ستونهای ارکان فتنه و آشوب می­باشند.

(89)و شمشمیرهای نسبتها و افختارات جاهلیت هستند.

(90)پس از خدا بترسید، و بر نعمتهای او که به شما داده ضدّ و ناسپاس نباشید، و بر فضل و احسان او که نزد شما است حسد نکنید.

(91)و اطاعت نکنید از اشخاص بی اصل و تباری که آب صاف و زلال خود را با آب تیره و آلوده آنها می­نوشید.

(92)و صحت و تندرستی خود را با بیماری آنها مخلوط کردید، و باطل ایشانرا داخل در حق نمودید.

(93)و آنها پایه­های فسق و فجور، و پلاسها و ملازمان عقوق(مخالفت با بزرگان)هستند.

(94)شیطان آنها را مرکبهای رام گمراهی قرار داده، و سپاه خود نموده که با آنها به مردم حمله می­کند.

(95)و آنها را مترجم خود نموده که با زبان ایشان سخن میگوید برای برده نمودن عقلهای شما.

(96) و برای داخل شدن در چشمهای شما، و برای ایشان سخن میگوید برای برده نمودن عقلهای شما.و برای داخل شدن در چشمهای شما، و برای دمیدن و وسوسه کردن در گوشهای شما.

(97)پس شما را هدف تیر خود، و جایگاه پای خود، و دستگیره دست خود قرار داده است.

(98)پس عبرت بگیرید از آنچه بر امتهای پیش از شما رسیده است.

(99)از خشم خدا و حمله­های او،و حوادث و عقوبتهای او.

(100)و موعظه بگیرید از جایگاههای چهره­های آنها و از خوابگاه پهلوهای آنها.

(101)و از دمیدنها و تولید تکبر بخدا پناه ببرید همچنانکه از حوادث روزگار پناه می­برید.

(102)پس اگر خدا برای کسی از بندگانش اجازه تکبر میداد حتما برای پیغمبران و اولیای مخصوص خود میداد.

(103)ولی خدای سبحان برای آنها تکبر و خودنمایی را ناپسند داشته و تواضع و فروتنی را از ایشان پسندیده است.

(104)پس ایشان رخسار خود را به زمین چسباندند، و روهای خود را به خاک مالیدند.

(105)و بال رحمت خود را بر مؤمنان گستردند، و انبیاء و پیروان آنها قوم مستضعف بودند(متکبران آنها را به ضعف کشیده بودند).

(106)خدا آنها را با گرسنگیی امتحان نمود، و گرفتار زحمت و تلاش کرد.

(107)و آنها را با ترسها آزمایش نمود، و با شداید و چیزهای ناپسند آنها را فشار و حرکت داد.

(108)پس رضایت و خشم خدا را با مال و اولاد اعتبار نکنید( داشتن و نداشتن مال و اولاد را معیار خشنود و ناخوشنودی خدا ندانید).

(109)به جهت جاهل بودن به موقعیت امتحان و آزمایش در جایگاههای توانگری و تنگدستی(نمیدانند که فقر و توانگر وسیله امتحان است).

(110)خدای پاک و متعال میفرماید: آیا گمان میکنند آنچه بوسیله آن آنها را مدد و کشش میدهیم از قبیل مال و فرزندان در خیر رسانی آنها شتاب میکنیم، بلکه درک نمیکنند(که اینها وسیله فتنه و امتحان است) سوره المؤمنون آیه 55.

(111)چون خدای سبحان بندگان خود را که در دل و درباره خود مستکبر و خودبین هستند با بندگان خود که در نظر آنان ضعیف و ناتوان گرفته شده­اند امتحان میکند.

(112)حضرت موسی و برادرش هارون- درود خدا به آن دوباد- بر فرعون وارد شدند در حالی­که لباسهای پشمی در برو عصای چوبی در دست داشتند.

(113)و با او شرط نمودند که اگر تسلیم امر الهی و مسلمان شود سلطنتش باقی بماند و عزتش ادامه یابد.

(114)فرعون گفت: از این دو نفر تعجب نمی­کنید با من در ادامه یافتن عزت من و بقاء وسلطنتم را شرط میکنند.

(115)در حالی­که آنها به این کیفیت فقیر و زبون هستند.

(116)پس چرا به آنها بازوبدنهای طلایی داده نشده­است؟!

(117)فرعون این سخن را گفت- بجهت آنکه طلا و گردآوری آنرا بزرگ میشمرد، و پشم و پوشیدن آنرا پست و حقیر میداشت.

(118)و اگر خدای سبحان برای پیامبرانش صلاح میدانست موقعی که آنها را مبعوث میکرد که برایشان بگشاید طلاو کانهای زرناب و باغهای پردرختان را.

(119)و اینکه مرغان هوا و جانوران زمین را همراه ایشان محشور کند- همه اینها را- میکرد.

(120)و اگر چنان میکرد امتحان و آزمایش از بین میرفت، و پاداش عمل باطل می­شد، و خبرهای- آُسمانی- بی­مورد می­شد.

(121)و برای قبول کنندگان- برنامه­های دینی­- اجر و مزد امتحان داده­ها ثابت نمیشد.

(122)و اشخاص با ایمان شایسته ثواب اشخاص نیکوکار نمیشدند.

(123)و نامها(مؤمن-کافر-مطیع- عاصی و امثال اینها) معنای واقعی خود را نمی­یافت.

(124)ولی خدای سبحان پیامبران خود را دارای تصمیم قوی قرار داده­است.

(125)و در دید ظاهری از حالات آنها ضعیف و ناتوان بنظر میرسند.

(126)با آن همه قناعتی که دلها و چشمها را از بی­نیازی پر میکند.

(127)و با فقر و تنگدستی که چشمها و گوشها را پر از ناراحتی و رنج میکند.

(128)اگر پیامبران دارای قوت بی­نفوذ و عزت بی­مانند بی­نظیر بودند.

(129)و دارای سلطنتی بودند که گردنهای مردان بسوی آن کشیده می­شد، و گره­های بندهای بارها بسوی ایشان بسته می­شد.

(130)اگر خدا این چنین میکرد- در آن صورت پذیرش و امتحان برای مردم آسان میشد، و از تکبر و خود بزرگ بینی دورتر بودند.

(131)و مردم ایمان می­آوردند از روی ترسی که بر ایشان غالب میشد، و یا از روی رغبت و طمعی که آنها را مایل و راغب میکرد.

(132)در آن صورت نیتها مشترک و ناخالص و حسنات و نیکویها قسمت شده بود.

(133)ولی خدای سبحان خواسته است که پیروی نمودن از پیامبرانش و تصدیق نمودن کتابهایش.

(134)و خشوع نمودن برای ذات او، و تواضع نمودن در مقابل امر او، و تسلیم بودن بر اطاعت او.

(135)همه اینها کارهایی باشد مخصوص و خالص برای خدا که چیز دیگر بر آنها مخلوط نباشد.

(136)و هر چه گرفتاری و امتحان بزرگتر باشد ثواب و پاداش بیشتر و کاملتر میشود.

(137)مگر نمی­بینید که خدای سبحان پیشینیان این عالم را از زمان حضرت آدم علیه السلام-درود خدا به او باد- تا آخرین امتحان نموده است.

(138)یا سنگهایی که ضرر و سود نمیرساند، و نمی­­بیند و نمی­شنود.

(139)پس آنرا قرار داد در سختترین سنگستانهای زمین.

(140)ودر کم خاک ترین ارتفاعات زمین.

(141)و در تنگ قطرترین درّه­ها.

(142)میان کوههای سخت و ناهموار، و ریگهای نرم.

(143)و چشمه­های کم آب، و روستاهای دور و جدا از هم.

(144)در آنجا شتر و اسب و گاو و گوسفند فربه نمیشود و رشد نمیکند.

(145)سپس حضرت آدم و فرزندانش را دستور داد که بسوی آن عطف توجه کنند و شانه فرود آرند.

(146)پس محل بازگشت سفره­های سودمند آنها، و مقصد برای بازگشایی بارهای آنها شد.

(147)میوه­های دلها بسوی آن میل میکند از صحراه­های بی­آب و علف دور.

(148)و از پرتگاههای دره­های عمیق و از جزیره­های دریاهای جدا شده.

(149)تا دوشهای خود را بعنوان تواضع و فروتنی حرکت و در اطراف آن برای خدا لااله الا الله بگویند(خدا را بوحدانیت یاد کنند).

(150)روی پاهای خود هروله(حرکت مخصوص) میکنند در حالی­که ژولیده و غبار آلودند.

(151)لباسهای خود را کنده و پشت سر انداخته­اند، وبا نتراشیدن موها و باقی گذاشتن آن زیبایی خلقت خود را زشت نموده­اند.

(152)و این گرفتاری بزرگ و امتحان سخت است.

(153)و آزمایشی است آشکار، وخالص نمودن کامل است.

(154)خدا آنرا برای رحمت خود سبب، و برای رسیدن به بهشت خود وسیله قرار داده است.

(155)و اگر خدای سبحان میخواست که خانه محترم و عبادتگاههای بزرگ خود را قرار دهد در میان باغها و چشمه­ها.

(156)و در زمین هموار با درختان بسیار و میوه­های در دسترس و ساختمانهای بهم پیوسته و روستاهای نزدیک بهم.

(157)میان گندم سرخ(گندم زارها) و باغهای سرسبز.

(158)و زمینهای پر از گیاه و درخت، و عرصه­های پر طراوت.

(159)و کشتزارهای با صفا و راههای آباد و پرتردد.

(160)در آن صورت مقدار و ارزش جزا را کوچک و کم کرده بود به جهت ضعیف و کم بودن گرفتاری و آزمایش.

(161)و اگر پایه­هایی که بیت روی آن نهاده شده، و سنگهایی که بیت را با آنها بالا برده­اند از زمرد سبز و یاقوت سرخ و نور و روشنایی بود.

(162)اینها هجوم و کشتی گرفتن شک را در سینه­ها سبک و کم میکرد.

(163)و تلاش و کوششها شیطان را(ّبرای وسوسه) از دلها برطرف میکرد.

(164)و امواج اضطراب و تردید را از مردم دور می­نمود.

(165)ولی خدا بندگان خود را با سختیهای گوناگون امتحان میکند، و با اقسام کوششها رام نموده و به بندگی دعوت میکند.

(166)و آنها را با چیزهای ناخوش آیند گوناگون گرفتار و آزمایش میکند.

(167)برای بیرون نمودن تکبر از دلهای آنها و جایگزین نمودن تواضع و فروتنی در نفوس ایشان.

(168)و تا آن آزمایشها و گرفتاریها را دری گشاده بسوی رحمتش، و اسباب آُان برای عفو و بخشش خود قرار دهد.

(169)پس از خدا بترسید، و از خدا بترسید از کیفر زودگیر بغی و تجاوزکاری، و آِنده وخیم و خطرناک ستم، و بدی عاقبت تکبر.

(170)چون ستم و تکبر بزرگترین دام شیطان و مهمترین مکر و حیله او است.

(171)چنان کید و فریبی که به دلهای مردان حمله و غلبه میکند مانند حمله و غلبه زهرهای کشنده.

(172)پس هرگز بی­اثر نمی­ماند،و از هیچ کس خطا نمیرود و نمیگذرد.

(173)نه از عالمی به خاطر عملش و نه از بی­چیزی در لباس کهنه­اش.

(174)و از ان کیدها و فریب­ها آنست که خدا بندگان با ایمان خود را از آن حفظ نموده بوسیله نمازها و زکاتها.

(175)و با تلاش نمودن در گرفتن روزه در روزهای مقرر و واجب.

(176)برای رام نمودن اعضاء و جوارح آنها، و متواضع و روبزیرنمودن چشمهای آنها، و فروتن نمودن نفوس ایشان.

(177)و برای پایین آوردن دلهای آنها، و برطرف نمودن تکبر و خیالبافی از ایشان.

(178)چون در این کارها مالیدن روی­های نیک است بر خاک از روی تواضع.

(179)و چسباندن اعضای باارزش هست بر زمین از روی کوچکی نشان دادن.

(180)و لاحق شدن شکمها بر پشتها است در روزه داری از راه ذلت و خواری.

(181)و در زکات این هست که میوه­های زمین(گندم و جو و خرما و کشمش) و غیر آنها(شتر و گاو و گوسفند و طلا و نقره) بر مسکین­ها و نیازمندان صرف و خرج میشود.

(182)نگاه کنید به آثار و منافع این کارها که بروز و ظهور فخر را ریشه­کن میکند، و از آشکاار شدن تکبر جلوگیری می­نماید.

(183)من نظر و فکر کردم کسی را از جهانیان نیافتم که برای چیزی از چیزها تعصب ورزد مگر از روی علتی و سببی که مناسبت به اشتباه انداختن نادانان را دارد.

(184)یا از روی دلیلی که به عقل سفیهان و کم عقلان می­چسبد، جز شما.

(185)چون شما تعصب میکنید برای چیزی که برای آن سببی و علتی ناشناخته نشده­است.

(186)اما شیطان روی اصل خود بر آدم متعصب و اظهار بزرگی نمود و بر خلقت و اصل آفرینش او طعن نمود.

(187)و گفت: من از آتشم و تو از گل.

(188)و اما توانگران امتها آنها را که مغرور شده بودند، آنها هم به آثار و موقعیتهای نعمتها تعصب و تکبر کردند.

(189)و گفتند: مال و اولاد ما از همه بیشتر است و ما گرفتار عذاب نمیشویم.

(190)پس اگر چاره­ای از تعصب نباشد(اگر باید تعصب کنید) باید تعصب شما درباره خصلتهای باارزش باشد.

(191)و کارهای پسندیده، و چیزهای خوبی که در آن اشخاص بزرگوار و دلاور بر یکدیگر برتری جسته­اند.

(192)از خاندانهای عرب و بزرگان قبیله­ها.

(193)با خلق و خوی­های مرغوب، و اندیشه­ها و عقلهای بزرگ، و ارزشها و مقامهای با جلالت، و نشانه­های پسندیده.

(194)پس تعصب نشان دهید برای خصلتهای پسندیده:از قبیل محافظت نمودن حق همسایگی و حق پناهندگی، و وفا نمودن به عهد و پیمان.

(195)و نافرمانی نمودن از تکبر.

(196)وپیروی نمودن از کارهای نیک و نافرمانی از تکبر و در پیش گرفتن تفضل و احسان.

(197)و دست نگهداشتن از تجاوز، و بزرگ شمردن آدم کشی، و انصاف و عدالت نمودن با مخلوقات.

(198)و فروبردن خشم، ودوری جستن از فساد و تبهکاری در زمین.

(199)و حذر کنید و بترسید از عقوبتهایی که بر امتهای پیش از شما نازل شد در اثر کارهای بد و عملهای مذموم و زشت.

(200)و در جانب خیر و شرّ احوال آنها را بیاد بیاورید.

(201)و بترسید از اینکه مانند آنها(گرفتار)باشید.

(202)پس چون در تفاوت دو حال(خیر و شر) آنها فکر و دقت کردید ملازمت و مواظبت کنید به آن چیزی که به وسیه آن عزت و ارجمدنی شامل حال آنها شد.

(203)و بخاطر آن دشمنان از آنها برطرف شدند، و عافیت و سلامتی به آنها گسترده شد.

(204)و به جهت آن نعمت مطبع و در اختیار آنها قرار گرفت، و کرامت و رحمت ریسمان خود را به ایشان وصل نمود.

(205)از قبیل دوری نمودن از تفرقه و جدایی، و ملازمت نمودن بر الفت و محبت.

(206)-

(207)پرهیز و دوری کنید از هر کاری که پشت و کمر آنها را شکست و قوت و قدرت آنها را سست نمود.

(208)از قبیل کینه­ورزی دلها وبا یکدیگر دشمنی داشتن سینه­ها.

(209)و به یکدیگر شت کردن نفسها، و یاری یکدیگر نکردن دستها.

(210)و فکر کنید در احوال مؤمنانی که پیش از شما گذشته است.

(211)که چگونه بودند در حالت گرفتاری و امتحان.

(212)آیا از همه مردم سنگین بارتر و بازحمت­تر نبودند.

(213)و با مشقت ترین بندگان در گرفتاری نبودند؟و حال آنها در میان اهل دنیا تنکتر نبود.

(214)فرعوها و متکبران آنها را برده خود قرار دادند، و با آها معامله عذاب و ناراحتی آور نمودند، و تلخیها را جرعه جرعه به آنها نوشاندند.

(215)پس حال و وضع آنها ثابت بود در ذلت هلاکت و تباهی و تسلط مغلوبیت.

(216)چاره­ای برای سرباززدن از خدمت و راهی برای دفاع از ظلم نمی­یافتند.

(217)تا آنکه خدای سبحان مورد نظر قرار داد صبر و استقامت راستین آنها را بر اذیت­ها و گرفتاریها در راه محبت او.

(218)و متمحل شدن آنها بر ناشایستها و ناپسندیها از جهت ترس از او.

(219)خدا برای آنها از تنگنای بلا گشایش عطا نمود.

(220)خدا به ایشان عوض داد عزت را بجای ذلت، و امنیت را بجای ترس.

(221)پس شاهان و فرمانروایان، و پیشوایان راهنمایان شدند.

(222)و کرامت الهی به ایشان بقدری شامل حال شد که امید و آرزوی آنرا نداشتند.

(223)نگاه کنید چگونه بودند موقعی که بزرگان آنها مجتمع بودند.

(224)و اندیشه­­ها با هم در الفت، و دلها با هم یکسان هم بودند.

(225)و دستها با یکدیگر هم ردیف و شمشیرها یاور هم بودند.

(226)وبصیرتها و بینشها نافذ و تصمیم­ها یکسو بود.

(227)آیا در روی زمین و نواحی آن بزرگ و فرمانروا نبودند.

(228)و پادشاهان مردم جهان نبودند؟!

(229)پس نگاه کنید به آنچه در آخر کارشان به آن رسیدند و گرفتار شدند موقعی که میانشان تفرقه و جدایی افتاد.

(230)و محبت و مهر متفرق و سخنها و دلها با هم مختلف شد.

(231)و به شعبه­ها و دسته­های مختلف درآمدند، و از هم جدا شده و به حالت جنگ درآمدند.

(232)که هدا لباس کرامت را از بر آنها کند، و طروات و لطافت نعمتش را از دست آنها گرفت.

(233)داستانهای آنها در میان شما باقی ماند که عبرت باشد برای عبرت گیرندگان شما.

(234)پس عبرت بگیرید از حال و وضع فرزندان حضرت اسماعیل و پسران و بنی اسرائیل(فرزندان یعقوب چون اسرائیل لقب حضرت یعقوبب است).

(235)پس چقدر حال شما با حال آنها متعادل و مثل شما با مثل آنها شبیه و نزدیک است.

(236)کار و وضع آنها را به فکر و ملاحظه کنید در حال جدایی و تفرقه.

(237)شبهایی(روزهای تری) که کسرها(شاهان ایران) و قیصرها(پادشاهان روم) به آنها آفا و فرمانروا بودند.

(238)آنها را از کشتزارهای اطراف، و دریای عراق، و سبزه­زارهای دنیا جمع نوده و سوق میدادند.

(239)بسی محلهای رویش گیاه درمنه، و وزش بادها، و زندگانی سخت و دشوار.

پس ایشانرا نیازمند و محتاج و همراه شتران زخم پشت و چادر و بی خانمان گذاشتند.

(240)ذلیلترین امتها بودند از لحاظ خانه و کاشانه، و در قحط زده­ترین مردم بودند از جهت قرارگاه و محیط.

(241)به زیر بال دعوتی و بزرگی پناهنده نمی­شدند تا خود را بوسیله آن حفظ کنند.

(242)و به زیر سایه الفت و اتفاق نمی­رفتند که به عزت آن تکیه و اعتماد کنند.

(243)پس احوال آنها پریشان و دستها مختلف و جمعیت و کثرت آنها متفرق بود.

(244)در گرفتاری سخت، و نادانی فراگیر.

(245)از قبیل دختران زنده بگور شده،  بتهای پرستش شده.

(246)و خویشاوندیهای قطع شده، و غارتهای پراکنده.

(247)پس بنگرید به تأثیر نعمتهای الهی در وضع ایشان موقعی که برای آنها پیمغبری فرستاد.

(248)اطاعت آنها را بر شریعت خود گره زد بر دعوت خود الفت آنها را جمع کرد.

(249)چگونه نعمت بال کرامت خود را به سر آنها گشود.

(250)و جویهای نعمت و رفاه را به آنها جاری نمود.

(251)و ملت و شریعت با همه منافع و برکاتش به آنها درهم پیچید.

(252)پس در نعمت آن(َشریعت) غوطه­ور شدندف و در طراوت و سرسبزی آن خرم و شاد شدند.

(253)کارهای آنها در سایه سلطنت و حکومت غاب روبراه و منظم شد.

(254)و حال و وضع آنها در پناه عزت غالب برقرار شد.

(255)و کارها در سایه ملک و سلطنت ثابت به آنها روی و توجه نمود.

(256)پس ایشان حاکمان جهانیان، و پادشاهان اطراف زمین شدند.

(257)مالک کارهای کسانی شدند که مالک کارهای ایشان بودند.

(258)اجرای احکام می­کنند در حق کسانی که برایشان اجرای احکام میکردند.

(259)نیزه­ای بسوی ایشان فشرده نمی­شود، و سنگ(محیط و خاک) ایشان کوبیده نمی­شود.

(260)آگاه باشید که شما دستهای خود را از ریسمان اطاعت و فرمانبری برداشته­اید.

(261)و حصار الهی را که در مقابل شما کشیده شده بود با احکام جاهلیت شکستید.

(262)و خدای سبحان بر جماعت و جمعیت این امت احسان نموده و منت نهاده با ریسمان الفتی که در میان آنها گره زده است.

(263)الفتی که در سایه آن حرکت میکنند، و در پناه آن پناهنده میشوند.

(264)با نعمتی که هیج کس از مخلوقات ارزش آنرا نمیداند.

(265)چون آن نعمت از هر بها و قمیت سنگین­تر و از هر چیز بزرگی بزرگتر است.( و آن نعمت همان الفت اسلامی و اخوت دینی است).

(266)و بدانید که شما بعد از هجرت( گرد آمدن به دور پیمغبر و حوزه مرکزی دین) اعرابی(بادیه نشین که از مزایای واقعی دین بی­خبر است) گشته­اید، و پس از دوستی و اتحاد حزب­ها و دسته­های مختلف گشته­اید.

(267)چنگ نمیزنید از اسلام مگر بنامش، و نمیشناسید از ایمان جز نشان و علایم آنرا.

(268)میگویید: آتش را می­پذیریم ولی ننگ را نه.

(269)گویا که شما میخواهید اسلام را وارونه کنید و برو بیاندازید.

(270)به عنوان از بین بردن احترام آن(اسلام) و شکستن پیمان آن.

(271)چنان پیمانی که خدا آنرا در زمین خود برای شما حرم(وسیله احترام) و در بین مخلوقاتش وسیله ایمنی قرار داده است.

(272)و اگر شما به غیر خدا پناهنده شوید اهل کفر به جنگ با شما برمی­خیزند.

(273)سپس نه جبرئیل و نه میکائیل و نه مهاجران و نه انصار بیاری شما می­یآیند.

(274)مگر اینکه یکدیگر را با شمشیر بکوبید و بجنگید تا آنکه خدا در میان شما حکم کند.

(275)و نزد شما نمونه­هایی هست از خشم خدا و بلاهای کوبنده و روزهای سخت و وقایع او.

(276)پس تهدید خدا را دیر نشمارید، و به خاطر جاهل بودن به گرفتن خدا، و خوار شمردن غضب او، و مأیوس شند از خشم و حمله او.

(277)خدای پاک اهل قرن گذشته پیش از شما را لعنت نکرد مگر به خاطر ترک نمودن امر به معروف و نهی از منکر.

(278)پس خدا لعنت کرد سفیهان را به خاطر مرتکب شدن گناهان، و حلیمان را به خاطر ترک نمودن تنهای(دست برداشتن از معصیت).

(279)آگاه باشید که شما بندهای اسلام را بریده و حدود و مقررات آنرا تعطیل و احکام آنرا از بین برده­اید.

(280)آگاه باشید که خدا مرا مأمور نموده به جنگیدن با اهل بغی(آنهایی که بر حکومت عادله خروج کردند) و اهل نکث (آنهایی که بیعت خود را شکستند) و اهل فساد در روی زمین.

(281)پس اما پیمان شکنان(طلحه و زبیر) که با آنها جنگیدم و کشتم، و اما ستمگران (معاویه و اتباع او) با آنها جهاد نمودم، و اما مارقین(خوارج که از سپاه امام بیرون شدند) آنها را هم درهم کوبیدم.

(282)(ردهه: بمعنی گودال و یا شکاف در زمین گویند، صعقه: صدای ترسناک و هراس اور، مراد از شیطان ردهه بعقیده جمعی ذوالثدیه رهبر خوارج است که موجب شکاف در میان اصحاب حضرت شد و جنازه­اش در گودالی افتاد، و بعقیده بعضی منظور جنیان بئر العلم است که امام در چاهی با آنها جنگیده است).

و اما شیطان ردهه از او کفایت شدوم(از شر او خلاص شدم) با صدای هولناکی که در اثر آن ترس قلب و اضطراب سینه­اش را شنیدم).

(283)و بقیه و عده­ای از اهل بغی مانده­اند(معاویه و یاران او).

(284)اگر خدا اجازه حمله به ایشان بدهد(دوباره به جنگ آنها فرصت یابم) دولت و قدرت را از آنها می­گیرم مگر اندکی که در اطراف بلاد اسلام متفرق باشند.

(285)من در کوچکی(نوجوانی) سینه­های عرب(بزرگان عرب) را به زمین انداختم.

(286)و شاخه­های روییده ربیعه و مضر را شکستم(ربیعه و مضر دو قبیله معروف و شجاع بود و منظور از شاخهای روییده پهلوانان آنها است).

(287)و جایگاه مرا از رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم میدانید که با آن حضرت خویشاوندی نزدیک و منزلت مخصوص داشتم.

(288)رسول خدا صلی الله علیه و آله وسلم مرا در آغوش خود می­نهاد در حالیکه من بچه بودم.

(289)مرا به سینه خود می­چسبانید، و در بستر خود مرا جا میداد.

(290)و تن خود را با من تماس میداد، و بوی خوش خود بمن می­بویانید.

(291)غذا را میجوید سپس در دهان من میگذاشت.

(292)و در این مدت از من دروغی در گفتار، و خطایی در کردار نیافت.

(293)و خدای مهربان با او همراه نمود از هنگامی که از شیر جدا شد بزرگترین فرشته را از فرشتگان خود.

(294)به او نشان میداد راه بزرگواریهاو اخلاق نیک جهان را در شب و روزش.

(295)من از پی آن حضرت میرفتم مانند رفتن بچه شتر در پی مادرش.

(296)در هر روز از اخلاق خود برایم پرچمی میافراشت(نشان میداد و عرضه میکرد) و مرا پیروی از او امر می­کرد.

(297)و در هر سال در کوه خراء(کوهی است در نزدیکی مکه) مجاورت و گوشه نشینی میکرد، من او را میدیدم و خدمتش میرسیدم، و کسی غیر از من او را نمیدید.

(298)و در آن روز هیچ خانه­ای در اسلام جمع نشده و تشکیل نیافته بود غیر از رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم و همسرش خدیجه و من سومی آنها بودم.

(299)نور وحی و رسالت را میدیدم، و بوی پیمغبری را استشمام میکردم.

(300)ناله شیطان را شنیدم موقعی که به آن حضرت وحی نازل شد.

(301)پس گفتم: یا رسول الله این ناله چیست؟

(302)فرمود: این شیطان است که از پرستش خود مأیوس شده است.

(303)

(304)جز این نیست که تو پیغمبر نیستی، بلکه وزیر و یاور می­باشی و تو بر خیر هستی.

(305)و من در خدمت آن حضرت بودم هنگامی که بزرگان قریش نزد حضرت آمدند و گفتند:

(306)ای محمد ادعا کردی چیز بزرگی را که نه پدرانت و نه یکی از افارد خانواده­ات آنرا دعا نکرده ­اند.

(307)ما از تو کاری درخواست می­کنیم، اگر آنرا قبول نموده و انجام آنرا نشان دهی میدانی که تو پیمغبر و فرستاده می­باشی.

(308)و اگر انجام ندهی میدانم که جادوگر و دروغگو می­باشی

(309)حضرت فرمود: چه می­خواهید؟

(310)گفتند: این درخت را بخوانی تا با ریشه­هایش کنده شده و آمده در پیش تو بایستد.

(311)حضرت فرموند: خدا به هر چیز قدرت دارد.

(312)اگر خدا برای شما درخواست شما را درآورد آیا ایمان میآورید و به حق گواهی میدهید؟

(313)گفتند: بلی.

(314)فرمود: من آنچه را که میخواهید به شما نشان میدهمد، و میدانم که شما به خیر و نیکویی برنمی­گردید.

(315)و در میان شما کسانی هستند که در چاه انداخته میشوند(در جنگ بدر بدست مسلمانان کشته شدند،جنازه آنها را به دستور پیغمبر به چاه ریخته شد) و کسانی هستند که لشکرها و دسته­ها جمع میکنند(مانند ابوسفیان و عکرمه و امثال آنها).

(316)سپس حضرت فرمود: ای درخت اگر به خدا و روز قیامت ایمان داری.

(317)و میدانی که من پیغمبر خدا هستم، و با ریشه­های خود کنده شده وبه فرمان خدا آمده جلو من بایست.

(318)سوگند به خدایی که آن حضرت را به حق برانگیخت درخت با ریشه­هایش کنده شده پیش آن حضرت درآید در حالیکه او را حرکت شدید بود، و صدایی داشت مانندصدای بال پرندگان.

(319)تا با شاخه­های گسترده(مانند بالهای گشوده پرنده­ها) درجلو رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم ایستاد.

(320)و شاخه­ بالای سر خود به سر رسول خدا افکند.

(321)و بعض شاخه­هایش را بدوش من که در اطراف راست پیمغبر بودم افکند.

(322)چون آن گروه این را دیدند از راه بزرگی طلبی و تکبر گفتند:

(323)پس آنرا امر کن تا نصفش پیش تو بیاید و نصفش در جایش بماند.

(324)پس درخت را به آمد دستور داد نصف درخت بطور عجیب و حرکت شدید بسوی حضرت آمد.

(325)پس نزدیک بود به رسول خدا بپیچد.

(326)پس از راه کفر و عناد گفتند: این نصف را دستور ده به طرف نصف دیگر رفته و متصل شود همچنانکه بود.

(327)پس حضرت امر نمود درخت به اصل خود برگشت، در این موقع من گفتم: معبودی جز خدا نیست.

(328)من اولین ایمان آورنده به تو هستم یا رسول الله.

(329)و نخستین کسی هستم که اقرار نمود به اینکه درخت این کار را با امر خدا انجام داد برای تصدیق نمودن نبوت تو، و بزرگ داشت سخن تو.

(330)آن قوم همگی گفتند: بلکه ساحری است بسیار دروغگو، سحر شگفت آور میکند و در آن چابک و ماهر است.

(331)و آیا ترا در کارت تصدیق میکند غیر از مانند این-که قصد آنها من بودم-

(332)و من از گروهی هستم که آنها را در راه و کار خدا سرزنش ملامت کنندگان باز نمیدارد.

(333)چهره و قیافه آنها چهره راستگویان و راست کرداران است، و سخن آنها سخن نیکانست.

(334)آبادکنندگان شبند- با عبادت، و وسیله روشنایی روزند.

(335)و به ریسمان قرآن چنگ میزنند، سنتهای خدا و سنتهای پیمغبرش را زنده میدارند.

(336)تکبر نمیکنند، بلند طلبی نمیکنند، کینه و تبهکاری نمی­کنند، و فساد نمی­کنند.

(337)دلهای آنها در بهشت(متوجه و در فکر بهشت) است و بدنهاشان مشغول عمل است.

 


[1] . این خطبه در کتابهای: کتاب الیقین ابن طاوس، فروع کافی ج4، من لایحضره الفقیه ج1، ربیع الابرار زمخشری و اعلام التبوه ماوردی نقل شده است.

قبلی بعدی