چون دنيا به كسى روى آورد ، نيكى هاى ديگران را به او عاريت دهد ، و چون از او روى برگرداند خوبى هاى او را نيز بربايند.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >  قاصعة ( خطبه شماره 234 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم
برای دسترسی سریع به خطبه مورد نظر، شماره خطبه را وارد کنید
برای دسترسی سریع به حکمت مورد نظر، شماره حکمت را وارد کنید

متن عربی

234.وَ مِنْ خُطْبَة لَهُ عَلَيْهِ السّلامُ وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُسَمّى هذِهِ الْخُطْبَةَ بِالْقاصِعَةِ  وَ هِىَ تَتَضَمَّنُ ذَمَّ اِبْليسَ لَعْنَهُ اللّهُ عَلَى اسْتِكْبارِهِ وَ تَرْكِهِ السُّجُودَ لاِدَمَ عَلَيْهِ السّلامُ، وَ اَنَّهُ اَوَّلُ مَنْ اَظْهَرَ الْعَصَبِيَّةَ وَ تَبِعَ الْحَمِيَّةَ،وَ تَحْذيرَ النّاسِ مِنْ سُلُوكِ طَريقَتِهِ.

  1. الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذى لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِياءَ، وَ اخْتارَهُما لِنَفْسِهِ
  2. دُونَ خَلْقِهِ، وَ جَعَلَهُما حِمًى وَ حَرَماً عَلى غَيْرِهِ،وَ   اصْـطَـفاهُـما لِـجَـلالِـهِ.
  3. وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلى مَنْ نازَعَهُ فيهِما مِنْ عِبادِهِ.
  4. ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذلِكَ مَلائِكَتَهُ الْمُقَرَّبينَ لِيَميزَ الْمُتَواضِعينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرينَ،
  5. فَقالَ سُبْحانَهُ ـ وَ هُوَ الْعالِمُ بِمُضْمَراتِ الْقُلُوبِ، وَ مَحْجُوباتِ
  6. خطاب الْغُيُوبِ ـ : «اِنّى خالِقٌ بَشَراً مِنْ طين، فَاِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فيهِ مِنْ رُوحى فَقَعُوا لَهُ ساجِدينَ. فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ اَجْمَعُونَ، اِلاّ اِبْليسَ»
  7. اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَافْتَخَرَ عَلى آدَمَ بِخَلْقِهِ، وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لاَِصْلِهِ.
  8.  فَعَدُوُّ اللّهِ اِمامُ الْمُتَعَصِّبينَ، وَ سَلَفَ الْمُسْتَكْبِرينَ،
  9. الَّذى وَضَعَ اَساسَ الْعَصَبِيَّةِ، وَ نازَعَ اللّهَ رِداءَ الْجَبَرِيَّةِ،
  10. وَ ادَّرَعَ لِباسَ التَّعَزُّزِ، وَ خَلَعَ قِناعَ التَّذَلُّلِ. اَلاتَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللّهُ بِتَكَبُّرِهِ،
  11.  وَ وَضَعَهُ اللّهُ بِتَرَفُّعِهِ؟! فَجَعَلَهُ فِى الدُّنْيا مَدْحُوراً، وَ اَعَدَّ لَهُ فِـى الاْخِـرَةِ سَـعيـراً .
  12. وَ لَوْ اَرادَ اللّهُ اَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُور يَخْطَفُ الاَْبْصارَ ضِياؤُهُ،
  13. وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُواؤُهُ، وَ طيب يَأْخُذُ الاَْنْفاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ،
  14. وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الاَْعْناقُ خاضِعَةً، وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوى فيهِ عَلَى الْمَلائِكَةِ،
  15. وَلكِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ يَبْتَلى خَلْقَهُ بِبَعْضِ ما يَجْهَلُونَ
  16. اَصْلَهُ، تَمْييزاً بِالاِْخْتِبارِ لَهُمْ، وَ نَفْياً لِلاِْسْتِكْبارِ عَنْهُمْ، وَ اِبْعاداً لِلْخُيَـلاءِ مِنْهُـمْ .
  17. فَاعْتَبِرُوا بِما كانَ مِنْ فِعْلِ اللّهِ بِاِبْليسَ، اِذْ اَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّويلَ،وَ جَهْدَهُ الْجَهيدَ،
  18.  وَ كانَ قَدْ عَبَدَاللّهَ سِتَّةَ آلافِ سَنَة ـ لا يُدْرى اَمِنْ سِنِى الدُّنْيا اَمْ سِنِى الاْخِرَةِ ـ عَنْ كِبْرِ ساعَة واحِدَة.
  19.  فَمَنْ ذا بَعْدَ اِبْليسَ يَسْلَمُ عَلَى اللّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ؟
  20.  كَلاّ! ما كانَ اللّهُ سُبْحانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِاَمْر اَخْرَجَ بِهِ مِنْها مَلَكاً،
  21. اِنَّ حُكْمَهُ فى اَهْلِ السَّماءِ وَ اَهْلِ الاَْرْضِ لَواحِدٌ، وَ ما بَيْنَ اللّهِ وَ بَيْنَ اَحَد مِنْ خَلْقِهِ هَوادَةٌ فى اِباحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعالَمينَ.
  22. فَاحْذَرُوا عِبادَ اللّهِ عَدُوَّ اللّهِ اَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدائِهِ، وَ اَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدائِهِ،
  23. وَ اَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجِلِهِ. فَلَعَمْرى لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعيدِ،
  24. وَ اَغْرَقَ لَكُمْ بِالنَّزْع  ِ الشَّديدِ، وَ رَماكُمْ مِنْ مَكان قَريب.
  25.  وَ قالَ: «رَبِّ بِما اَغْوَيْتَنى لاَُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى الاَْرْضِ وَ لاَُغْوِيَنَّهُمْ اَجْمَعينَ»،
  26.  قَذْفاً بِغَيْب بَعيد،وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصيب، صَدَّقَهُ بِهِ اَبْناءُ الْحَمِيَّةِ،
  27. وَ اِخْوانُ الْعَصَبِيَّةِ، وَ فُرْسانُ الْكِبْرِ وَالْجاهِلِيَّةِ. حَتّى اِذَا انْقادَتْ لَهُ الْجامِحَةُ مِنْكُمْ،
  28.  وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّماعِيَةُ مِنْهُ فيكُمْ، فَنَجَمَتِ الْحالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِىِّ اِلَى الاَْمْرِ الْجَلِىِّ، اسْتَفْحَلَ سُلْطانُهُ عَلَيْكُمْ،
  29. وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ، فَاَقْحَمُوكُمْ وَلَجاتِ الذُّلِّ،
  30. وَ اَحَلُّوكُمْ وَرَطاتِ الْقَتْلِ، وَ اَوْطَاُوكُمْ اِثْخانَ الْجِراحَةِ، طَعْناً فى عُيُونِكُمْ، وَ حَزّاً فى حُلُوقِكُمْ، وَ دَقّاً لِمَناخِرِكُمْ، وَ قَصْداً لِمَقاتِلِكُمْ،
  31. وَ سَوْقاً بِخَزائِمِ الْقَهْرِ اِلَى النّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ.
  32. فَاَصْبَحَ اَعْظَمَ فى دينِكُمْ جَرْحاً، وَ اَوْرى فى دُنْياكُمْ قَدْحاً،
  33. مِنَ الَّذينَ اَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُناصِبينَ، وَ عَلَيْهِمْ مُتاَلِّبينَ. فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَـدَّكُـمْ ، وَ لَـهُ جِـدَّكُـمْ .
  34. فَلَعَمْرُ اللّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلى اَصْلِكُمْ، وَ وَقَعَ فى حَسَبِكُمْ،
  35. وَ دَفَعَ فى نَسَبِكُمْ، وَ اَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ، وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبيلَكُمْ،
  36. يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكان، وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنان، لاتَمْتَنِعُونَ بِحيلَة،
  37. وَ لاتَدْفَعُونَ بِعَزيمَة. فى حَوْمَةِ ذُلٍّ، وَ حَلْقَةِ ضيق، وَ عَرْصَةِ مَوْت، وَ جَوْلَةِ بَلاء.
  38. فَاَطْفِئُوا ما كَمَنَ فى قُلُوبِكُمْ مِنْ نيرانِ الْعَصَبِيَّةِ، وَ اَحْقادِ الْجاهِلِيَّةِ،
  39. فَاِنَّما تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِى الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَراتِ الشَّيْطانِ وَ نَخَواتِهِ، وَ نَزَغاتِهِ وَ نَفَثاتِهِ.
  40. وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلى رُؤُوسِكُمْ، وَ اِلْقاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ اَقْدامِكُمْ، وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ اَعْناقِكُمْ،
  41.  وَ اتَّخِذُوا التَّواضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ اِبْليسَ وَ جُنُودِهِ،
  42. فَاِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ اُمَّة جُنُوداً وَ اَعْواناً، وَ رَجِلاً وَ فُرْساناً.
  43. وَ لا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ اُمِّهِ مِنْ غَيْرِ ما فَضْل جَعَلَهُ اللّهُ فيهِ
  44. سِوى ما اَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَداوَهِ الْحَسَدِ،
  45. وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ فى قَلْبِهِ مِنْ نارِ الْغَضَبِ، وَ نَفَخَ الشَّيْطانُ فى اَنْفِهِ مِنْ ريح  ِ
  46. الْكِبْرِ الَّذى اَعْقَبَهُ اللّهُ بِهِ النَّدامَةَ، وَ اَلْزَمَهُ آثامَ الْقاتِلينَ اِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
  47. اَلا وَ قَدْ اَمْعَنْتُمْ فِى الْبَغْىِ، وَ اَفْسَدْتُمْ فِى الاَْرْضِ، مُصارَحَةً لِلّهِ بِالْمُناصَبَةِ،
  48.  وَ مُبارَزَةً لِلْمُؤْمِنينَ بِالْمُحارَبَةِ.
  49. فَاللّهَ اللّهَ فى كِبْرِ الْحَمِيَّةِ، وَ فَخْرِ الْجاهِلِيَّةِ، فَاِنَّهُ مَلاقِحُ الشَّنَـآنِ، وَ مَنافِخُ الشَّيْطانِ،
  50.  
  51. الَّتى خَدَعَ بِهَا الاُْمَمَ الْماضِيَةَ، وَ الْقُرُونَ الْخالِيَةَ، حَتّى اَعْنَقُوا
  52. فى حَنادِسِ جَهالَتِهِ، وَ مَهاوى ضَلالَتِهِ، ذُلُلاً عَنْ سِياقِهِ، سُلُساً
  53. فى قِيادِهِ، اَمْراً تَشابَهَتِ الْقُلُوبُ فيهِ، وَ تَتابَعَتِ الْقُرُونُ
  54. عَلَيْـهِ ، وَ كِبْـراً تَضـايَقَـتِ الصُّـدُورُ بِـهِ .
  55. اَلا، فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طاعَةِ ساداتِكُمْ وَ كُبَرائِكُمُ! الَّذينَ
  56. تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ، وَ اَلْقَوُا الْهَجينَةَ عَلى
  57. رَبِّهِمْ، وَ جاحَدُوا اللّهَ عَلى ما صَنَعَ بِهِمْ، مُكابَرَةً لِقَضائِهِ، وَ مُغالَبَةً
  58. لآِلائِهِ، فَاِنَّهُمْ قَواعِدُ اَساسِ الْعَصَبِيَّةِ، وَ دَعائِمُ اَرْكانِ الْفِتْنَةِ،
  59. وَ سُيُوفُ اعْتِزاءِ الْجاهِلِيَّةِ.
  60. فَاتَّقُوا اللّهَ وَلا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ اَضْداداً، وَلا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسّاداً،
  61. وَلاتُطيعُوا الاَْدْعِياءَ الَّذينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ،
  62. وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ، وَ اَدْخَلْتُمْ فى حَقِّكُمْ باطِلَهُمْ،
  63. وَ هُمْ اَساسُ الْفُسُوقِ، وَ اَحْلاسُ الْعُقُوقِ، اتَّخَذَهُمْ اِبْليسُ مَطايا
  64. ضَلال، وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النّاسِ، وَ تَراجِمَةً يَنْطِقُ عَلى
  65. اَلْسِنَتِهِمْ، اسْتِراقاً لِعُقُولِكُمْ، وَ دُخُولاً فى عُيُونِكُمْ، وَ نَفْثاً
  66. فى اَسْماعِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ مَرْمى نَبْلِهِ، وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ، وَ مَأْخَذَ يَدِهِ.
  67.  
  68. فَاعْتَبِرُوا بِما اَصابَ الاُْمَمَ الْمُسْتَكْبِرينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللّهِ
  69. وَ صَوْلاتِهِ، وَ وَقائِعِهِ وَ مَثُلاتِهِ، وَ اتَّعِظُوا بِمَثاوى خُدُودِهِمْ،
  70. وَ مَصارِع  ِ جُنُوبِهِمْ، وَ اسْتَعيذُوا بِاللّهِ مِنْ لَواقِح  ِ الْكِبْرِ،
  71. كَما تَسْتَعيذُونَهُ مِنْ طَوارِقِ الدَّهْرِ.
  72. فَلَوْ رَخَّصَ اللّهُ فِى الْكِبْرِ لاَِحَد مِنْ عِبادِهِ لَرَخَّصَ فيهِ لِخاصَّةِ
  73. اَنْبِيائِهِ وَ اَوْلِيائِهِ، وَلكِنَّهُ سُبْحانَهُ كَرَّهَ اِلَيْهِمُ التَّكابُرَ،
  74. وَ رَضِىَ لَهُمُ التَّواضُعَ، فَاَلْصَقُوا بِالاَْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَ عَفَّرُوا فِى التُّرابِ وُجُوهَهُمْ،
  75.  
  76. وَ خَفَضُوا اَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنينَ،
  77. وَ كانُوا اَقْواماً مُسْتَضْعَفينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللّهُ بِالْمَخْمَصَةِ، وَابْتَلاهُمْ
  78. بِالْمَجْهَدَةِ، وَامْتَحَنَهُمْ بِالْمَخاوِفِ، وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكارِهِ.
  79. فَلاتَعْتَبِرُوا الرِّضا وَالسَّخَطَ بِالْمالِ وَالْوَلَدِ، جَهْلاً بِمَواقِعِ الْفِتْنَةِ
  80. وَالاِْخْتِبارِ، فى مَواضِعِ الْغِنى وَالاِْقْتِدارِ، فَقَدْ قالَ سُبْحانَهُ
  81. وَ تَعالى: «اَيَحْسَبُونَ اَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مال وَ بَنينَ نُسارِ عُ لَهُمْ
  82. فِى الْخَيْراتِ؟ بَلْ لايَشْعُرُونَ»، فَاِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ يَخْتَبِرُ
  83. عِبادَهُ الْمُسْتَكْبِرينَ فى اَنْفُسِهِمْ بِاَوْلِيائِهِ الْمُسْتَضْعَفينَ
  84. فــى اَعْيُـنِهِـمْ .
  85. وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ وَ مَعَهُ اَخُوهُ هارُونُ ـ صَلَّى اللّهُ
  86. عَلَيْهِما ـ عَلى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِما مَدارِعُ الصُّوفِ، وَ بِاَيْديهِمَا
  87. الْعِصِىُّ، فَشَرَطا لَهُ اِنْ اَسْلَمَ بَقاءَ مُلْكِهِ وَ دَوامَ عِزِّهِ، فَقالَ:
  88. «اَلاتَعْجَبُونَ مِنْ هذَيْنِ يَشْرِطانِ لى دَوامَ الْعِزِّ وَ بَقاءَ الْمُلْكِ،
  89. وَ هُما بِما تَرَوْنَ مِنْ حالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ؟! فَهَلاّ اُلْقِىَ عَلَيْهِما اَساوِرُ
  90. مِنْ ذَهَب؟!» اِعْظاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ، وَاحْتِقاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ.
  91. وَ لَوْ اَرادَ اللّهُ سُبْحانَهُ لاَِنْبِيائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ اَنْ يَفَتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ
  92. الذُّهْبانِ، وَ مَعادِنَ الْعِقْيانِ، وَ مَغارِسَ الْجِنانِ، وَ اَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ
  93. طُيُورَ السَّماءِ وَ وُحُوشَ الاَْرْضِ لَفَعَلَ، وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلاءُ،
  94. وَ بَطَلَ الْجَزاءُ، وَاضْمَحَلَّتِ الاَْنْباءُ، وَ لَما وَجَبَ لِلْقابِلينَ اُجُورُ
  95. الْمُبْتَلينَ، وَ لاَ اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوابَ الْمُحْسِنينَ، وَ لا لَزِمَتِ
  96.  
  97. الاَْسْـماءُ مَعانِيَـها.
  98. وَلكِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ اُولى قُوَّة فى عَزائِمِهمْ، وَ ضَعَفَةً
  99. فيما تَرَى الاَْعْيُنُ مِنْ حالاتِهِمْ، مَعَ قَناعَة تَمْلاَُ الْقُلُوبَ وَالْعُيُونَ
  100. غِنًى، وَ خَصاصَة تَمْلاَُ الاَْبْصارَ وَالاَْسْماعَ اَذًى. وَ لَوْ كانَتِ الاَْنْبِياءُ
  101. اَهْلَ قُوَّة لاتُرامُ، وَ عِزَّة لاتُضامُ، وَ مُلْك تَمْتَدُّ
  102. نَحْوَهُ اَعْناقُ الرِّجالِ، وَ تُشَدُّ اِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحالِ،
  103. لَكانَ ذلِكَ اَهْوَنَ عَلَى الْخَلقِ فِى الاِْعْتِبارِ، وَ اَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الاِْسْتِكْبارِ،
  104. وَ لاَ مَنُوا عَنْ رَهْبَة قاهِرَة لَهُمْ، اَوْ رَغْبَة مائِلَة
  105. بِهِمْ، فَكانَتِ النِّيّاتُ مُشْتَرَكَةً، وَالْحَسَناتُ مُقْتَسَمَةً. وَلكِنَّ اللّهَ
  106. سُبْحانَهُ اَرادَ اَنْ يَكُونَ الاِْتِّباعُ لِرُسُلِهِ، وَالتَّصْديقُ بِكُتُبِهِ، وَالْخُشُوعُ
  107. لِوَجْهِهِ، وَالاِْسْتِكانَةُ لاَِمْرِهِ، وَ الاِْسْتِسْلامُ لِطاعَتِهِ اُمُوراً لَهُ خاصَّةً،
  108. لاتَشُوبُها مِنْ غَيْرِها شائِبَةٌ؛ وَ كُلَّما كانَتِ الْبَلْوى وَالاِْخْتِبارُ اَعْظَمَ،
  109. كانَتِ الْمَثُوبَةُ وَالْجَزاءُ اَجْزَلَ.
  110. اَلا تَرَوْنَ اَنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ اخْتَبَرَ الاَْوَّلينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ ـ صَلَواتُ
  111. اللّهِ عَلَيْهِ ـ اِلَى الاْخِرينَ مِنْ هذَا الْعالَمِ بِاَحْجار لا تَضُرُّ وَ لا تَنْفَعُ،
  112. وَ لا تُبْصِرُ وَ لا تَسْمَعُ؟! فَجَعَلَها بَيْتَهُ الْحَرامَ الَّذى جَعَلَهُ لِلنّاسِ
  113. قِياماً. ثُمَّ وَضَعَهُ بِاَوْعَرِ بِقاعِ الاَْرْضِ حَجَراً، وَ اَقَلِّ نَتائِقِ الدُّنْيا
  114. مَدَراً، وَ اَضْيَقِ بُطُونِ الاَْوْدِيَةِ قُطْراً، بَيْنَ جِبال خَشِنَة، وَ رِمال
  115. دَمِثَة، وَ عُيُون وَشِلَة، وَ قُرًى مُنْقَطِعَة، لا يَزْكُو بِها خُفٌّ، وَ لا حافِرٌ
  116. وَ لا ظِلْفٌ. ثُمَّ اَمَرَ آدَمَ ـ عَلَيْهِ السَّلامُ ـ وَ وَلَدَهُ اَنْ يَثْنُوا اَعْطافَهُمْ
  117. نَحْوَهُ، فَصارَ مَثابَةً لِمُنْتَجَعِ اَسْفارِهِمْ، وَ غايَةً لِمُلْقى رِحالِهِمْ،
  118. تَهْوى اِلَيْهِ ثِمارُ الاَْفْئِدَةِ، مِنْ مَفاوِزِ قِفار سَحيقَة، وَ مَهاوى فِجاج
  119. عَميقَة، وَ جَزائِرِ بِحار مُنْقَطِعَة، حَتّى يَهُزُّوا مَناكِبَهُمْ ذُلُلاً،
  120. يُهَلِّلُونَ لِلّهِ حَوْلَهُ، وَ يَرْمُلُونَ عَلى اَقْدامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ، قَدْ نَبَذُوا
  121. السَّرابيلَ وَراءَ ظُهُورِهِمْ، وَ شَوَّهُوا بِاِعْفاءِ الشُّعُورِ مَحاسِنَ
  122. خَلْقِهِمْ، ابْتِلاءً عَظيماً، وَ امْتِحاناً شَديداً، وَ اخْتِباراً مُبيناً،
  123. وَ تَمْحيصاً بَليغاً، جَعَلَهُ اللّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَ وُصْلَةً اِلى جَنَّتِهِ.
  124. وَلَوْ اَرادَ سُبْحانَهُ اَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرامَ، وَ مَشاعِرَهُ الْعِظامَ بَيْنَ
  125. جَنّات وَ اَنْهار، وَ سَهْل وَ قَرار، جَمِّ الاَْشْجارِ،دانِى الثِّمارِ، مُلْتَفِّ
  126. الْبُنى، مُتَّصِلِ الْقُرى، بَيْنَ بُرَّة سَمْراءَ، وَ رَوْضَة خَضْراءَ، وَ اَرْياف
  127. مُحْدِقَة، وَ عِراص مُغْدِقَة، وَ زُرُوع ناضِرَة، وَ طُرُق عامِرَة، لَكانَ
  128. قَدْ صَغَّرَ قَدْرَ الْجَزاءِ عَلى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلاءِ. وَ لَوْ كانَ الاِْساسُ
  129. الْمَحْمُولُ عَلَيْها، وَالاَْحْجارُ الْمَرْفُوعُ بِها، بَيْنَ زُمُرُّدَة خَضْراءَ،
  130. وَ ياقُوتَة حَمْراءَ، وَ نُور وَ ضِياء لَخَفَّفَ ذلِكَ مُصارَعَةَ الشَّكِّ فِى
  131. الصُّدُورِ، وَ لَوَضَعَ مُجاهَدَةَ اِبْليسَ عَنِ الْقُلُوبِ، وَ لَنَفى مُعْتَلَجَ
  132. الرَّيْبِ مِنَ النّاسِ. وَلكِنَّ اللّهَ يَخْتَبِرُ عِبادَهَ بِاَنْواع  ِ الشَّدائِدِ،
  133. وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِاَنْواعِ الْمَجاهِدِ، وَ يَبْتَليهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكارِهِ، اِخْراجاً
  134. لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَ اِسْكاناً لِلتَّذَلُّلِ فى نُفُوسِهِمْ، وَلِيَجْعَلَ ذلِكَ
  135. اَبْواباً فُتُحاً اِلى فَضْلِهِ، وَ اَسْباباً ذُلُلاً لِعَفْوِهِ.
  136. فَاللّهَ اللّهَ فى عاجِلِ الْبَغْىِ، وَ آجِلِ وَخامَةِ الظُّلْمِ، وَ سُوءِ عاقِبَةِ
  137. الْكِبْرِ، فَاِنَّها مَصيدَةُ اِبْليسَ الْعُظْمى، وَ مَكيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتى
  138. تُساوِرُ قُلُوبَ الرِّجالِ مُساوَرَةَ السُّمُومِ الْقاتِلَةِ، فَما تُكْدى اَبَداً،
  139. وَ لاتُشْوى اَحَداً، لا عالِماً لِعِلْمِهِ، وَ لا مُقِلاًّ فى طِمْرِهِ.
  140. وَ عَنْ ذلِكَ ما حَرَسَ اللّهُ عِبادَهُ الْمُؤْمِنينَ بِالصَّلَواتِ وَ الزَّكَواتِ،
  141. وَ مُجاهَدَةِ الصِّيامِ فِى الاَْيّامِ الْمَفْرُوضاتِ، تَسْكيناً لاَِطْرافِهِمْ،
  142. وَ تَخْشيعاً لاَِبْصارِهِمْ، وَ تَذْليلاً لِنُفُوسِهِمْ، وَ تَخْفيضاً لِقُلُوبِهِمْ،
  143. وَ اِذْهاباً لِلْخُيَلاءِ عَنْهُمْ، لِما فى ذلِكَ مِنْ تَعْفيرِ عِتاقِ الْوُجُوهِ
  144. بِالتُّرابِ تَواضُعاً، وَالْتِصاقِ كَرائِمِ الْجَوارِحِ بِالاَْرْضِ تَصاغُراً،
  145. وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّيامِ تَذَلُّلاً؛ مَعَ ما فِى الزَّكاةِ مِنْ
  146. صَرْفِ ثَمَراتِ الاَْرْضِ وَ غَيْرِ ذلِكَ، اِلى اَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْفَقْرِ.
  147. اُنْظُرُوا اِلى ما فى هذِهِ الاَْفْعالِ مِنْ قَمْعِ نَواجِمِ الْفَخْرِ، وَ قَدْعِ طَوالِعِ 
  148. الْـكِـبْـرِ  .
  149. وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَما وَجَدْتُ اَحَداً مِنَ الْعالَمينَ يَتَعَصَّبُ لِشَىْء مِنَ
  150. الاَْشْياءِ اِلاّ عَنْ عِلَّة تَحْتَمِلُ تَمْويهَ الْجُهَلاءِ، اَوْ حُجَّة تَليطُ بِعُقُولِ
  151. السُّفَهاءِ، غَيْرَكُمْ فَاِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لاَِمْر لا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لا عِلَّةٌ.
  152. اَمّا اِبْليسُ فَتَعَصَّبَ عَلى آدَمَ لاَِصْلِهِ، وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فى خِلْقَتِهِ،
  153. فَقالَ: اَنَا نارِىٌّ وَ اَنْتَ طينىٌّ. وَ اَمَّا الاَْغْنياءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الاُْمَمِ،
  154. فَتَعَصَّبُوا لاِثارِ مَواقِع  ِ النِّعَمِ، فَقالُوا: «نَحْنُ اَكْثَرُ اَمْوالاً وَ اَوْلاداً،
  155. وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبينَ».
  156. فَاِنْ كانَ لابُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكارِمِ الْخِصالِ،
  157. وَ مَحامِدِ الاَْفْعالِ، وَ مَحاسِنِ الاُْمُورِ الَّتى تَفاضَلَتْ فيهَا الْمُجَداءُ
  158. وَالنُّجَداءُ مِنْ بُيُوتاتِ الْعَرَبِ، وَ يَعاسيبِ الْقَبائِلِ، بِالاَْخْلاقِ
  159. الرَّغيبَةِ، وَالاَْحْلامِ الْعَظيمَةِ، وَالاَْخْطارِ الْجَليلَةِ، وَ الاْثارِ
  160. الْمَحْمُودَةِ. فَتَعَصَّبُوا لِخِلالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوارِ، وَالْوَفاءِ
  161. بِالذِّمامِ، وَ الطّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَالْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ، وَالاَْخْذِ بِالْفَضْلِ،
  162. وَالْكَفِّ عَنِ الْبَغْىِ، وَالاِْعْظامِ لِلْقَتْلِ، وَالاِْنْصافِ لِلْخَلْقِ، وَالْكَظْمِ
  163. لِلْغَيْظِ، وَاجْتِنابِ الْفَسادِ فِى الاَْرْضِ. وَاحْذَرُوا ما نَزَلَ بِالاُْمَمِ
  164. قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلاتِ بِسُوءِ الاَْفْعالِ وَ ذَميمِ الاَْعْمالِ، فَتَذَكَّرُوا فِى
  165. الْخَيْرِ وَالشَّرِّ اَحْوالَهُمْ، وَاحْذَرُوا اَنْ تَكُونُوا اَمْثالَهُمْ.
  166. فَاِذا تَفَكَّرْتُمْ فى تَفاوُتِ حالَيْهِمْ، فَالْزَمُوا كُلَّ اَمْر لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ
  167. شَأْنَهُمْ، وَ زاحَتِ الاَْعْداءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَ مُدَّتِ الْعافِيَةُ فيهِ عَلَيْهِمْ،
  168. وَانْقادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَ وَصَلَتِ الْكَرامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ
  169. الاِْجْتِنابِ لِلْفُرْقَةِ، وَاللُّزُومِ لِلاُْلْفَةِ، وَالتَّحاضِّ عَلَيْها، وَ التَّواصى
  170. بِها. وَاجْتَنِبُوا كُلَّ اَمْر كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ، وَ اَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ،
  171. مِنْ تَضاغُنِ الْقُلُوبِ، وَ تَشاحُنِ الصُّدُورِ، وَ تَدابُرِ النُّفُوسِ،
  172. وَ تَخـاذُلِ الاَْيْـدى .
  173. وَ تَدَبَّرُوا اَحْوالَ الْماضينَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ قَبْلَكُمْ كَيْفَ كانُوا
  174. فى حالِ التَّمْحيصِ وَالْبَلاءِ! اَلَمْ يَكُونُوا اَثْقَلَ الْخَلائِقِ اَعْباءً،
  175. وَاَجْهَدَ الْعِبادِ بَلاءً، وَ اَضْيَقَ اَهْلِ الدُّنْيا حالاً؟ اتَّخَذَتْهُمُ الْفَراعِنَةُ
  176. عَبيداً، فَسامُوهُمْ سُوءَ الْعَذابِ، وَ جَرَّعُوهُمُ الْمُرارَ، فَلَمْ تَبْرَح  ِ
  177. الْحالُ بِهِمْ فى ذُلِّ الْهَلَكَةِ، وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ، لايَجِدُونَ حيلَةً فِى
  178. امْتِناع  ، وَ لا سَبيلاً اِلى دِفاع  . حَتّى اِذا رَأَى اللّهُ سُبْحانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ
  179. مِنْهُمْ عَلَى الاَْذى فى مَحَبَّتِهِ، وَ الاِْحْتِمالَ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ،
  180. جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضايِقِ الْبَلاءِ فَرَجاً، فَاَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكانَ الذُّلِّ،
  181. وَ الاَْمْنَ مَكانَ الْخَوفِ، فَصارُوا مُلُوكاً حُكّاماً، وَ اَئِمَّةً اَعْلاماً، وَ قَدْ
  182. بَلَغَتِ الْكَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُمْ ما لَمْ تَذْهَبِ الاْمالُ اِلَيْهِ بِهِمْ.
  183. فَانْظُرُوا كَيْفَ كانُوا حَيْثُ كانَتِ الاَْمْلاءُ مُجْتَمِعَةً، وَ الاَْهْواءُ
  184. مُؤْتَلِفَةً، وَالْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً، وَ الاَْيْدى مُتَرادِفَةً، وَ السُّيُوفُ مُتَناصِرَةً،
  185. وَ الْبَصائِرُ نافِذَةً، وَ الْعَزائِمُ واحِدَةً! اَلَمْ يَكُونُوا اَرْباباً فى اَقْطارِ
  186. الاَْرَضينَ، وَ مُلُوكاً عَلى رِقابِ الْعالَمينَ؟ فَانْظُرُوا اِلى ما صارُوا
  187. اِلَيْهِ فى آخِرِ اُمُورِهِمْ حينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ، وَ تَشَتَّتَتِ الاُْلْفَةُ،
  188. وَاخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَالاَْفْئِدَةُ، وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفينَ، وَ تَفَرَّقُوا
  189. مُتَحارِبينَ، قَدْ خَلَعَ اللّهُ عَنْهُمْ لِباسَ كَرامَتِهِ، وَ سَلَبَهُمْ غَضارَةَ
  190. نِعْمَتِهِ، وَ بَقِىَ قَصَصُ اَخْبارِهِمْ فيكُمْ عِبَرَةً لِلْمُعْتَبِرينَ مِنْكُمْ.
  191. فَاعْتَبِرُوا بِحالِ وَلَدِ اِسْماعيلَ وَ بَنى اِسْحاقَ وَ بَنى اِسْرائيلَ
  192. عَلَيْهِمُ السَّلامُ. فَما اَشَدَّ اعْتِدالَ الاَْحْوالِ، وَ اَقْرَبَ اشْتِباهَ الاَْمْثالِ!
  193. تَاَمَّلُوا اَمْرَهُمْ فى حالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ، لَيالِىَ كانَتِ الاَْكاسِرَةُ
  194. وَالْقَياصِرَةُ اَرْباباً لَهُمْ، يَحْتازُونَهُمْ عَنْ ريفِ الاْفاقِ، وَ بَحْرِ
  195. الْعِراقِ، وَ خُضْرَةِ الدُّنْيا، اِلى مَنابِتِ الشّيح  ِ، وَ مَهافِى الرّيح  ِ،
  196. وَ نَكَدِ الْمَعاشِ. فَتَرَكُوهُمْ عالَةً مَساكينَ، اِخْوانَ دَبَر وَ وَبَر،
  197. اَذَلَّ الاُْمَمِ داراً، وَ اَجْدَبَهُمْ قَراراً، لايَأْوُونَ
  198. اِلى جَناح  ِ دَعْوَة يَعْتَصِمُونَ بِها، وَ لا اِلى ظِلِّ اُلْفَة يَعْتَمِدُونَ عَلى
  199. عِزِّها. فَالاَْحْوالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَالاَْيْدى مُخْتَلِفَةٌ، وَالْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ،
  200. فى بَلاءِ اَزْل، وَ اَطْباقِ جَهْل! مِنْ بَنات مَوْؤُودَة، وَ اَصْنام مَعْبُودَة،
  201. وَ اَرْحام مَقْطُوعَة، وَ غارات مَشْنُونَة.
  202. فَانْظُرُوا اِلى مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَيْهِمْ حينَ بَعَثَ اِلَيْهِمْ رَسُولاً،
  203. فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُمْ، وَ جَمَعَ عَلى دَعْوَتِهِ اُلْفَتَهُمْ، كَيْفَ نَشَرَتِ
  204. النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَناحَ كَرامَتِها، وَ اَسالَتْ لَهُمْ جَداوِلَ نَعيمِها،
  205. وَالْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فى عَوائِدِ بَرَكَتِها! فَاَصْبَحُوا فى نِعْمَتِها غَرِقينَ،
  206. وَ فى خُضْرَةِ عَيْشِها فَكِهينَ، قَدْ تَرَبَّعَتِ الاُْمُورُ بِهِمْ فى ظِلِّ سُلْطان
  207. قاهِر، وَ آوَتْهُمُ الْحالُ اِلى كَنَفِ عِزٍّ غالِب، وَ تَعَطَّفَتِ الاُْمُورُ عَلَيْهِمْ
  208. فى ذُرى مُلْك ثابِت. فَهُمْ حُكّامٌ عَلَى الْعالَمينَ، وَ مُلُوكٌ فى اَطْرافِ
  209. الاَْرَضينَ، يَمْلِكُونَ الاُْمُورَ عَلى مَنْ كانَ يَمْلِكُها عَلَيْهِمْ، وَ يُمْضُونَ
  210. الاَْحْكامَ فيمَنْ كانَ يُمْضيها فيهِمْ. لا تُغْمَزُ لَهُمْ قَناةٌ، وَ لا تُقْرَعُ
  211. لَـهُـمْ صَـفـاةٌ .
  212. اَلا وَ اِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ اَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطّاعَةِ، وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ
  213. اللّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِاَحْكامِ الْجاهِلِيَّةِ. وَ اِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ قَدِ
  214. امْتَنَّ عَلى جَماعَةِ هذِهِ الاُْمَّةِ فيما عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هذِهِ الاُْلْفَةِ
  215. الَّتى يَنْتَقِلُونَ فى ظِلِّها، وَ يَأْوُونَ اِلى كَنَفِها، بِنِعْمَة لايَعْرِفُ اَحَدٌ
  216. مِنَ الْمَخْلُوقينَ لَها قيمَةً، لاَِنَّها اَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَن، وَ اَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَـطَــر .
  217. وَ اعْلَمُوا اَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ اَعْراباً، وَ بَعْدَ الْمُوالاةِ اَحْزاباً،
  218. ما تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الاِْسْلامِ اِلاّ بِاسْمِهِ، وَ لاتَعْرِفُونَ مِنَ الاْيمانِ
  219. اِلاّ رَسْمَهُ. تَقُولُونَ: النّارَ وَ لاَ الْعارَ! كَاَنَّكُمْ تُريدُونَ اَنْ تُكْفِئُوا
  220. الاِْسْلامَ عَلى وَجْهِهِ، انْتِهاكاً لِحَريمِهِ، وَ نَقْضاً لِميثاقِهِ الَّذى وَضَعَهُ
  221. اللّهُ لَكُمْ حَرَماً فى اَرْضِهِ، وَ اَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ! وَ اِنَّكُمْ اِنْ لَجَأْتُمْ اِلى
  222. غَيْرِهِ حارَبَكُمْ اَهْلُ الْكُفْرِ، ثُمَّ لا جَبْرائيلُ وَ لا ميكائيلُ
  223. وَ لا مُهاجِرُونَ وَ لا اَنْصارٌ يَنْصُرُونَكُمْ اِلاَّ الْمُقارَعَةَ بِالسَّيْفِ،حَتّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَكُمْ.
  224. وَ اِنَّ عِنْدَكُمُ الاَْمْثالَ مِنْ بَأْسِ اللّهِ وَ قَوارِعِهِ، وَ اَيّامِهِ
  225. وَ وَقائِعِهِ. فَلاتَسْتَبْطِئُوا وَعيدَهُ جَهْلاً بِاَخْذِهِ، وَ تَهاوُناً بِبَطْشِهِ،
  226. وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ، فَاِنَّ اللّهَ سُبْحانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْماضِىَ بَيْنَ
  227. اَيْديكُمْ اِلاّ لِتَرْكِهِمُ الاَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىَ عَنِ الْمُنْكَرِ. فَلَعَنَ اللّهُ
  228. السُّفَهاءَ لِرُكُوبِ الْمَعاصى، وَالْحُلَماءَ لِتَرْكِ التَّناهى.
  229. اَلا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الاِْسْلامِ، وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ، وَ اَمَتُّمْ اَحْكامَهُ.
  230. اَلا وَ قَدْ اَمْرَنِىَ اللّهُ بِقِتالِ اَهْلِ الْبَغْىِ وَالنَّكْثِ وَالْفَسادِ فِى الاَْرْضِ.
  231. فَاَمَّا النّاكِثُونَ فَقَدْ قاتَلْتُ، وَ اَمَّا الْقاسِطُونَ فَقَدْ جاهَدْتُ، وَ اَمَّا
  232. الْمارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ، وَ اَمّا شَيْطانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفيتُهُ بِصَعْقَة
  233. سَمِعْتُ لَها وَجْبَةَ قَلْبِهِ، وَ رَجَّةَ صَدْرِهِ، وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ اَهْلِ الْبَغْىِ،
  234. وَلَئِنْ اَذِنَ اللّهُ فِى الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لاَُديلَنَّ مِنْهُمْ اِلاّ
  235. مـا يَتَشَـذَّرُ فـى اَطْـرافِ الْبِـلادِ تَشَـذُّراً .
  236. اَنَا وَضَعْتُ فِى الصِّغَرِ بِكَلاكِلِ الْعَرَبِ، وَ كَسَرْتُ نَواجِمَ قُرُونِ
  237. رَبيعَةَ وَ مُضَرَ. وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعى مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ
  238. وَ آلِهِ بِالْقَرابَةِ الْقَريبَةِ، وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصيصَةِ. وَضَعَنى فى حَجْرِهِ
  239. وَ اَنَا وَليدٌ، يَضُمُّنى اِلى صَدْرِهِ، وَ يَكْنُفُنى فى فِراشِهِ، وَ يُمِسُّنى
  240. جَسَدَهُ، وَ يُشِمُّنى عَرْفَهُ، وَ كانَ يَمْضَغُ الشَّىْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنيهِ.
  241. وَ ما وَجَدَ لى كَذْبَةً فى قَوْل، وَ لا خَطْلَةً فى فِعْل. وَ لَقَدْ قَرَن اللّهُ بِهِ
  242. صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ لَدُنْ اَنْ كانَ فَطيماً اَعْظَمَ مَلَك مِنْ
  243. مَلائِكَتِهِ، يَسْلُكُ بِهِ طَريقَ الْمكارِمِ، وَ مَحاسِنِ اَخْلاقِ الْعالَمِ لَيْلَهُ
  244. وَ نَهارَهُ. وَ لَقَدْ كُنْتُ اَتَّبِعُهُ اتِّباعَ الْفَصيلِ اَثَرَ اُمِّهِ، يَرْفَعُ لى فى كُلِّ
  245. يَوْم مِنْ اَخْلاقِهِ عَلَماً، وَ يَأْمُرُنى بِالاِْقْتِداءِ بِهِ. وَ لَقَدْ كانَ يُجاوِرُ فى
  246. كُلِّ سَنَة بِحِراءَ، فَاَراهُ وَ لايَراهُ غَيْرى. وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ
  247. واحِدٌ يَوْمَئِذ فِى الاِْسْلامِ غَيْرَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ
  248. وَ خَديجَةَ وَ اَنَا ثالِثُهُما. اَرى نُورَ الْوَحْىِ وَ الرِّسالَةِ، وَ اَشُمُّ ريحَ النُّــبُــوَّةِ  .
  249. وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطانِ حينَ نَزَلَ الْوَحْىُ عَلَيْهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ،
  250. فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللّهِ، ما هذِهِ الرَّنَّةُ؟ فَقالَ: هذَا الشَّيْطانُ
  251. قَدْ اَيِسَ مِنْ عِبادَتِهِ. اِنَّكَ تَسْمَعُ ما اَسْمَعُ، وَ تَرى ما اَرى، اِلاّ اَنَّكَ
  252. لَسْتَ بِنَبِىٍّ، وَلكِنَّكَ لَوَزيرٌ، وَ اِنَّكَ لَعَلى خَيْر.
  253. وَلَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمّا اَتاهُ الْمَلاَُ مِنْ قُرَيْش،
  254. فَقالُوا لَهُ: يا مُحَمَّدُ، اِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظيماً لَمْ يَدَّعِهِ آباؤُكَ وَ لا اَحَدٌ
  255. مِنْ بَيْتِكَ، وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ اَمْراً اِنْ اَنْتَ اَجَبْتَنا اِلَيْهِ وَ اَرَيْتَناهُ، عَلِمْنا
  256. اَنَّكَ نَبِىٌّ وَ رَسُولٌ، وَ اِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنا اَنَّكَ ساحِرٌ كَذّابٌ. فَقالَ
  257. صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: وَ ما تَسْأَلُونَ؟ قَالُوا: تَدْعُو لَنا هذِهِ الشَّجَرَةَ
  258. حَتّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِها وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ. فَقالَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:
  259. اِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، فَاِنْ فَعَلَ اللّهُ لَكُمْ ذلِكَ اَتُؤْمِنُونَ
  260. وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قالَ: فَاِنّى سَاُريكُمْ مَا تَطْلُبُونَ،
  261. وَ اِنّى لاََعْلَمُ اَنَّكُمْ لاتَفيئُونَ اِلى خَيْر، وَ اِنَّ فيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِى
  262. الْقَليبِ، وَ مَنْ يُحَزِّبُ الاَْحْزابَ. ثُمَّ قالَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ:
  263. يَا اَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ، اِنْ كُنْتِ تُؤْمِنينَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الاْخِرِ وَ تَعْلَمينَ اَنّى
  264. رَسُولُ اللّهِ، فَانْقَلِعى بِعُرُوقِكِ حَتّى تَقِفى بَيْنَ يَدَىَّ بِاِذْنِ اللّهِ.
  265. فَوَالَّذى بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِها، وَ جَاءَتْ وَ لَها دَوِىٌّ شَديدٌ
  266. وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ اَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللّهِ
  267. صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُرَفْرِفَةً، وَ اَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الاَْعْلى عَلى رَسُولِ
  268. اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ بِبَعْضِ اَغْصانِها عَلى مَنْكِبى، وَ كُنْتُ
  269. عَنْ يَمينِهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. فَلَمّا نَظَرَ الْقَوْمُ اِلى ذلِكَ قالُوا
  270. ــ عُلُواًّ وَ اسْتِكْباراً ــ : فَمُرْها فَلْيَأْتِكَ نِصْفُها، وَ يَبْقى نِصْفُها.
  271. فَاَمَرَها بِذلِكَ، فَاَقْبَلَ اِلَيْهِ نِصْفُها كَاَعْجَبِ اِقْبال وَ اَشَدِّهِ دَوِيّاً،
  272. فَكادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ. فَقالُوا ــ كُفْراً
  273. وَ عُتُوّاً ــ : فَمُرْ هذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ اِلى نِصْفِهِ كَما كانَ. فَاَمَرَهُ
  274. صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَرَجَعَ. فَقُلْتُ اَنَا: لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ؛ اِنّى اَوَّلُ مُؤْمِن
  275. بِكَ يَا رَسُولَ اللّهِ، وَ اَوَّلُ مَنْ اَقَرَّ بِاَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِاَمْرِ
  276. اللّهِ تَعالى تَصْديقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ اِجْلالاً لِكَلِمَتِكَ. فَقالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ:
  277. بَلْ ساحِرٌ كَذّابٌ، عَجيبُ السِّحْرِ، خَفيفٌ فيهِ، وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فى
  278. اَمْرِكَ اِلاّ مِثْلُ هذا؟ ـ يَعْنُونَنى .
  279. وَ اِنّى لَمِنْ قَوْم لاتَأْخُذُهُمْ فِى اللّهِ لَوْمَةُ لائِم، سيماهُمْ سيمَا
  280. الصِّدِّيقينَ، وَ كَلامُهُمْ كَلامُ الاَْبْرارِ، عُمّارُ اللَّيْلِ وَ مَنارُ النَّهارِ،
  281. مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ، يُحْيُونَ سُنَنَ اللّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ،
  282. لا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لا يَعْلُونَ، وَ لايَغُلُّونَ وَ لايُفْسِدُونَ. قُلُوبُهُمْ فِى
  283. الْجِنانِ، وَ اَجْسادُهُمْ فِى الْعَمَلِ.

متن فارسی

از خطبه هاى آن حضرت است که گروهى از مردم آن را «قاصعه» (کوبنده متکبران) مى نامند این خطبه حاوى مذمّت ابلیس ملعون به خاطر استکبار و ترک سجودش نسبت به آدم علیه السّلام است، و اینکه او اولین کسى است که بر عدم پذیرش حق اصرار ورزید، و پیرو خودخواهى شد،و این خطبه مردم را از پیروى راه او برحذر مى دارد.

  1. حمد خداى را که لباس عزت و بزرگوارى شایسته اوست، و این دو صفت را نه براى آفریده هایش
  2. بلکه به خود اختصاص داد، و آنها را قرقگاه و حریم خود نمود، و بر دیگران ممنوع کرد،و هر دو را محض جلالت و عظمت خویش برگزید.
    تکبر رأس گناهان
  3. و برهرکس ازبندگانش که در این دو صفت با او به ستیز برخاست لعنت مقرر کرد.
  4.  آن گاه با این دو وصف فرشتگان مقرّب خود را آزمایش نمود، تا خاکساران آنان را از گردنکشان جدا کند،
  5. پس با اینکه به آنچه در دلها مستور است و از غیوب هستى که ازنظرها محجوب است داناست،
  6. به فرشتگان فرمود: «من بشرى را از گل به وجود مى آورم، چون او را ساختم و ازروح خود در او دمیدم براى او سجده کنید. جز ابلیس تمام فرشتگان
  7. سجده کردند»
  8. که کبر و نخوت به او روى آورد، و به آفرینش خویش به آدم فخر کرد، و به خاطر ریشه اش که از آتش بود بر او تعصّب ورزید.
  9. این دشمن خداوند پیشواى اهل تعصّب، و پیشرو گردنکشان است،
  10. که بنیاد عصبیت را بنا کرد، و با خداوند در لباس عزّت و کبریایى به ستیز برخاست،
  11. و آن لباس عزّت را برخود پوشید، و جامه فروتنى و خاکسارى را درآورد. نمى بینید خداوند چگونه او را محض تکبرش به شدت تحقیر کرد،
  12.  و به سبب گردنکشى به چاه سرافکندگى درانداخت؟! پس او را در دنیا طرد از رحمت نمود، و براى وى در آخرت آتش فروزان مهیّا ساخت.
    فلسفه آزمایش الهى
  13. اگر خداوند مى خواست آدم را از نورى که روشنى اش دیده ها را برباید،
  14. و زیبایى آن خردها را مات و مبهوت کند، و از مادّه خوشبویى که بوى خوشش نفسها را بگیرد بیافریند مى آفرید،
  15. و اگر بدین صورت مى آفرید گردنها در برابرش خاضع، و آزمایش فرشتگان سهل و آسان مى شد،
  16. ولى خداوندِ پاک بندگانش را به برخى از امورى که به حقیقت و ریشه آن آگاه نیستند
  17. آزمایش مى کند، تا خالص از ناخالص جدا شود، و کبر و نخوت از آنان برطرف، و خودخواهى وخودپسندى از آنان دور گردد.
    طلب عبرت آموزى
  18. از برنامه حضرت حق در رابطه با شیطان عبرت بگیرید، که اعمال طولانى، و سختکوشى او را به خاطر یک ساعت تکبر تباه کرد،
  19. در صورتى که خداوند را شش هزار سال بندگى کرد که معلوم نیست ازسالهاى دنیایى است یا سالهاى آخرتى (که هر روزش هزارسال دنیایى است).
  20. چه کسى پس از ابلیس با آلوده شدن به گناهى چون گناه او از عذاب حق سالم مى ماند؟
  21. حاشا؟ خداوند هرگز انسانى را به عملى وارد بهشت نمى کند که به خاطر همان عمل فرشته اى را از آنجا بیرون کرد؛
  22.  امر و فرمانش درحق آسمانیان و زمینیان مساوى است، و بین خداوند و اَحدى از بندگانش صلح خاصى وجود نداردتا به خاطر آن آنچه را بر جهانیان حرام کرده بر او مباح کند.
    گریز از شیطان
  23. بندگان خدا، از دشمن خدا حذر کنید، مباد آنکه شما را به درد خود مبتلا  کند، و با ندایش شما را به حرکت آورد،
  24. و با ارتش سواره و پیاده اش بر شما بتازد. به جان خودم سوگند که تیرى سهمناک علیه شما به کمان گذاشته،
  25.  و کمان را با شدت هرچه تمامتر کشیده، و از مکانى نزدیک به شما تیر انداخته.
  26.  و گفته: «پروردگارا، براى آنکه مرا اغوا کردى، زر و زینت دنیا را در زمین در برابر دیده آنان جلوه مى دهم و همه را به ضلالت دچار مى نمایم»،
  27. به تاریکى تیرى به هدفى دور انداخت،و گمانى ناصواب و خطا بر زبان راند، ولى زادگان کبر و نخوت با عمل خود ادّعایش را تصدیق کردند،
  28. و برادران عصبیّت، و سواران کبر و جاهلیت آن گفتار کجوباطل را راست آوردند، تا چون گردنکشان شما مطیع او شدند،
  29.  و طمع او در گمراهى شما پابرجا شد، و در نتیجه صورت حال او از پرده نهان به ظهور درآمد، سلطه اش بر شما قدرت گرفت،
  30. و لشکرش را به جانب شما نزدیک کرد، سپاه او شما را به بیشه خوارى انداختند،
  31. و در ورطه کشتار درآوردند، و شما را زخمى کارى زدند: با فرو بردن نیزه گناه در چشمتان،و بریدن گلویتان با کارد معصیت، و کوبیدن مغزتان با اندیشه هاى باطل، و فرود آوردن ضربه بر اعضاى حساس و کشنده تان،
  32.  و کشاندنتان با مهار قهر و غلبه به سوى آتشى که از پیش براى شما مهیا شده.
  33. شیطان در زخم زدن به دینتان قوى تر، و براى فساد در دنیایتان آتش افروزتر است
  34. از کسانى که آشکارا با آنان دشمنى مى ورزید، و براى جنگ با آنها جمع مى شوید. پس آنچه خشم و نیرو دارید بر دفع او به کار گیرید، و در این برنامه از کوشش همه جانبه دریغ نورزید.
  35. به بقاى حق قسم که او نسبت به ریشه وجود شما فخر و ناز کرد، و از حسب شما عیبجویى نمود،
  36. و نسب شما را پست شمرد، و با لشکر سواره اش به جانب شما تاخت، و با ارتش پیاده اش راه را بر شما بست،
  37. به هر مکانى شما را به دام مى اندازند، و دستتان را از راه هدایت قطع مى کنند، با هیچ نقشه اى نمى توانید از خواسته آنان امتناع ورزید،
  38. و با هیچ تصمیمى قدرت ندارید آنان را دفع کنید، که دام آنان دریاى خوارى،و حلقـه اى تنـگ، و عرصـه گـاه
  39. مـرگ، و جـولانـگاه بلاسـت.
  40. پس آتش عصبیت و کینه هاى جاهلیت را که در دلهایتان پنهان است خاموش کنید،
  41. چرا که این کبر و خودخواهى در فرد مسلمان از خاطره انگیزى هاى شیطان و ایجاد نخوتها و فسادها و وسوسه هاى اوست.
  42. گوهر تواضع بر سر نهید، خرمهره کبر زیر پا اندازید، حلقه تکّبر از گردن باز کنید،
  43. و فروتنى را سنگر بین خود و دشمنتان یعنى شیطان و لشکرش قرار دهید،
  44. زیرا این موجود خطرناک را از هر ملّتى لشکرى و یارانى، و پیاده و سوارانى است.
  45. شما مانند آن متکبرى (قابیل) که بر فرزند مادرش (هابیل) کبر ورزید نباشید که خداوند او را بر
  46. برادرش برترى نداده بود جز آنکه خودپسندى دلش را دچار حسادت کرده،
  47. و عصبیت و کبر آتش خشم را در قلبش شعلهور ساخت، شیطان هم با کبر در دماغش دمید،
  48. کبرى که خداوند او را پس از آلوده شدن به آن دچار ندامت کرد، و گناه هر قاتلى را تا قیامت به گردناو انداخت.
    پرهیز از کبر و حمیّت جاهلى
  49. شما در تجاوز و ستمگرى به شدت پیش راندید، و در روى زمین فساد ایجاد کردید، به گونه اى که آشکارا با
  50. حضرت حق دشمنى نموده
  51.  و علناً با مردم مؤمن به جنگ برخاستید.
  52. خدا را خدا را از کبر برگرفته از عصبیت، و خودخواهى جاهلى، که زاینده کینه و دشمنى، و مجراى دمیدن و افسون شیطان است،
  53. کبرى که با آن امت هاى پیشین، و ملتهاى گذشته را فریب داده است، تا کارشان به جایى رسید
  54. که در تاریکیهاى جهالت، و دامهاى ضلالت او درافتادند، و در برابر ساربانى اش نرم، و در مقابل
  55. راهبریش آرام شدند. دلها در صفت کبر و نخوت با هم مشابهند، و مردم روزگاران گذشته به دنبال هم بر این
  56. منوال ره سپردند، و کبرى را پیش گرفتند که تمام سینه ها به آن تنگ است.
  57. هان، از پیروى رؤسا و بزرگانتان حذر، حذر! آنان که از حسب خود
  58. فراتر رفتند، و خود را برتر از نسب خود شمردند، امور زشت و ناپسند را (بر اساس اعتقاد باطلشان) به خدا
  59. نسبت دادند، و احسان خدا را بر خود منکر شدند، تا با قضاى حق بستیزند، و بر نعمتهاى او
  60. چیره آیند، زیرا این نابکاران پایه هاى ساختمان عصبیت، و ستونهاى ارکان فتنه،
  61. و شمشیرهـاى تفـاخر جاهلیـت اند.
  62. بنابراین از خدا پروا کنید، و با نعمتهایش به ستیزه برنخیزید، و به احسان او بر خودتان حسادت نورزید،
  63.  و از بى پدرانى که آب تیره طبعشان را با آب صافى قلبتان نوشیدید،
  64. و بیمارى روانشان را با سلامت روح خود آمیختید، و باطلشان را در حق خود داخل کردید پیروى نکنید،
  65. آنان پایه گناهانند، و ملازم نافرمانیها، شیطان اینان را حیوان بارکش
  66. گمراهى نموده، و سپاه خود قرار داده که به سبب آنان بر مردم حمله مى برد، با زبان آنان
  67. سخن مى گوید، تا عقلتان را بدزدد، و در دیدگانتان درآید، و در گوشتان
  68. بدمد، او شما را هدف تیرش، و مایه پایمال شدن گامهایش، و ابزار دست خویش قرار داده.
    عبرت از گذشتگان
  69. از آنچه به گردنکشان پیش از شما از عذاب خدا و دشواریها و حوادث و کیفرهاى او رسید
  70. عبرت گیرید، و از خاک تیره اى که صورتشان بر آن نهاده شده و زمینى که پهلویشان
  71. بر آن افتاده پند پذیرید، و از امورى که زاینده کبر است به خدا پناه جویید،
  72. چنانکه از آفات ناگهانى روزگار به او پناه مى برید.
  73. اگر خداوند اجازه کبر ورزیدن را به فردى از بندگانش مى داد هرآینه رخصت آن را به پیامبران و
  74. اولیائش که از خاصان اویند عنایت مى فرمود، ولى خداوند پاکْ کبرورزى را بر آنان روا نداشت،
  75. و فروتنى را براى آن بزرگواران پسندید، آنان گونه هاى خود را به عبادت بر زمین گذاشتند، و صورتهاى خویش را بر خاک ساییدند،
  76. و در برابر اهل ایمان تواضع کردند،
  77. و در نظر بى خبرانْ بى قدرت و ناتوان به حساب مى آمدند، خداوند آنها را به گرسنگى امتحان کرد، و به رنج و سختى
  78. مبتلا نمود، با برنامه هاى خوفناک آزمایششان فرمود، و به جفاها و ناخوشیها خالصشان کرد.
  79. از باب نادانى به موارد آزمایش و امتحان در مواضع غنا و فقر، ثروت
  80. و اولاد را معیار رضایت و خشم خدا نگیرید، خداوند پاک
  81. فرمود: «آیا گمان مى کنند از این که آنان را به ثروت و فرزندان مدد مى کنیم در نیکیهاى ایشان شتاب
  82. مىورزیم؟ نه این طور نیست، اینان حقیقت را نمى فهمند»، زیرا خداوند متکبران از بندگانش را که
  83. در نظر خود بزرگ مى نمایند با اولیائش که در دیده آنان ضعیف به شمار مى آیند آزمایش مى کند
  84. (و شاهد این واقعیت وضع موسى و فرعون است).
    فلسفه فروتنى پیامبران
  85. موسى بن عمران همراه برادرش هارون ـ درود خدا بر آنان ـ
  86. وارد بر فرعون شدند در حالى که تن پوشى از پشم به تن داشتند، و هر یک را عصایى در دست
  87. بود، و درصورت اسلام آوردن اوبقاء حکومت و دوام عزتش را با او شرط کردند، فرعون رو به مردم
  88. کرد و گفت: «از این دو نفر تعجب نمى کنید که دوام عزت و بقاء سلطنتم را با من شرط مى کنند،
  89. در حالى که خود آنان را در تهیدستى و خوارى مى بینید؟! چرا دستبندهایى از طلا به آنان
  90. داده نشده؟!» این را گفت محض اینکه طلا و جمع کردن آن را بزرگ، و پوشش پشمینه آنان را پست شمرد.
  91. اگر خداوند پاک به وقت بعثت انبیاء خود مى خواست درب گنج هاى
  92. طلا، و معادن زر ناب، و باغهاى سرسبز را به روى آنان باز کند، و پرندگان آسمان،
  93. و جانوران زمین را همراه آنان نماید انجام مى داد، ولى در این صورت جایى براى امتحان باقى نمى ماند،
  94. و اجر و پاداش بى مورد مى شد، و اخبار آسمانى از بین مى رفت، و براى قبول کنندگان دعوت انبیا ثواب مبتلایان
  95. به رنج و سختى واجب نمى گشت، و نه اهل ایمان استحقاق مزدى همپایه نیکوکاران را داشتند، و براى اسماء و لغات
  96. مفهومى باقى نمى ماند (زیرا بر اساس تمکّن مادّى انبیا، ایمان مردم بر اساس طمع بود و محلّى براى انجام عمل نیک وجود نداشت).
  97. ولى خداوند پاک پیامبرانش را در تصمیم هایشان نیرومند و قوى، و از نظر
  98. برنامه هاى ظاهرى ضعیف قرار داد، با قناعتى که از بى نیازى چشمها را
  99. پر مى کرد، و تهیدستى و فقرى که دیده ها و گوشها را از آن مملو مى ساخت. اگر انبیا داراى قدرتى
  100. بودند که کسى را توان معارضه با آنان نبود، و داراى عزّتى که مغلوب کسى نمى شدند، و شوکتشان به گونه اى
  101. بود که گردنهاى مردان به سوى آن کشیده مى شد، و مردم براى تماشاى بزرگى و سطوتشان بار سفر مى بستند،
  102. این وضع در پندگیرى مردم از آنان آسانتر، و از گردنکشى در برابر آنان دورتر بود،
  103. و به خاطر ترسى که از عظمت ظاهر انبیا برمى داشتند، یا به خاطر رغبتى که به ثروت آنان پیدا مى کردند ایمان
  104. مى آوردند، آن هنگام قصدها خالص نبود، و خوبیها به طمع دنیا وآخرت انجام مى گرفت. ولى خداوند
  105. پاک اراده فرمود پیروى از انبیائش، و تصدیق کتابهایش، و خشوع
  106. در پیشگاهش، و تسلیم در برابر فرمانش، و گردن نهادن به طاعتش امورى باشد خاصّ او،
  107. و نیّت دیگرى با آن حقایق نیامیزد ؛ که هرچه آزمایش و امتحان بزرگتر،
  108. پـاداش و جـزایش فـراوان تـر اسـت.
    جایگاه خانه خدا
  109. آیا نمى بینید خداوند پاک گذشتگان را از زمان آدم ـ درود خدا بر او باد ـ
  110. تا آخرین انسان این جهان به سنگهایى آزمایش نموده که نه زیان مى رساند و نه سود مى دهد،
  111. نه مى بیند، و نه مى شنود؟! آنجا را خانه حرمت خود و جایگاه قیام مردم به عبادت
  112. قرار داد. و آن را در سنگلاخ ترین محل ها، و کم کلوخ ترین مکانهاى مرتفع
  113. دنیا، و درّه اى از دیگر درّه ها تنگ تر، در میان کوههاى سخت، و رملهاى
  114. نرم و روان، و چشمه هاى کم آب، و دهات دور از هم، که شتر و گاو و گوسپند در آنجا از بى آب و علفى
  115. رشد نمى کنند بنا کرد. سپس به آدم ـ علیه السّلام ـ و فرزندانش دستور داد به آن ناحیه
  116. توجه کنند، در نتیجه آن منطقه مرکزى براى سودبخشى سفرها، و مقصدى براى باراندازى قاصدان گردید،
  117. اعماق دلها آهنگ آن خانه مى کند، از بیابانهاى بى آب و علف و دور از آبادى، و ارتفاعات درّه هاى عمیق
  118. و شیب دار، و جزایر جدا از همِ دریاها روى به آن مى آورند، تا از روى ذلّت شانه ها را حرکت دهند،
  119. و گرداگرد آن خانه تهلیل گویند، و ژولیده موى و غبارآلود هَرْوَله نمایند، لباسهاى
  120. خود را کنار انداخته، و با اصلاح نکردن سر و صورتْ زیبایى خلقت خود را
  121. زشت نمایند، به جهت ابتلایى بزرگ و امتحانى سخت، و آزمایشى روشن،
  122. و تطهیـرى به نهایـت، که آن را موجـب رحمـت، و رسـیدن به بهشـت قـرار داد.
  123. و اگر خداوند پاک مى خواست خانه با حرمت خود و مراکز مناسک حج را در میان
  124. باغها و نهرها، و زمین هاى نرم و هموار و پردرخت، و میوه هاى در دسترس، و ساختمانهاى
  125. به هم پیوسته، و آبادیهاى متّصل به هم، میان گندمزارى نیکو، و باغهاى سرسبز و خرّم، و کشتزارهاى
  126. وسیع، و نواحى پر آب، و زراعتهاى تازه و شاداب، و جادّه هاى آباد قرار دهد قرار مى داد، آنوقت
  127. مقدار اجر و ثواب را به تناسب آزمایشِ سهل و آسان اندک ساخته بود. و اگر بنیانى که خانه بر آن
  128. استوار است، و سنگهایى که بیت حق از آن ساخته شده، از زمرّد سبز،
  129. و یاقوت قرمز، و روشنى و درخشش خیره کننده بود، بار دو دلى را از سینه ها
  130. سبک مى کرد، و کوشش ابلیس را براى وسوسه در قلوب فرو مى گذاشت، و تلاطم شک و تردید را
  131. از مردم برطرف مى نمود. ولى خداوند بندگانش را به انواع سختى ها امتحان مى کند،
  132. و با کوشش هاى گوناگون به عبادت وامى دارد، و به امور ناخوشایند مى آزماید، تا کبر را
  133. از دلهایشان بیرون کند، و خوارى و تواضع را در جانشان بنشاند، تا با این گونه آزمایشها
  134. ابواب فضل و رحمتش را به رویشان بگشاید، و اسباب عفو خود را به راحتى به آنان عنایت فرماید.
    فلسفه عبادات
  135. خدا را خدا را، از عقوبت تجاوز در این جهان، و نتیجه وخامت ستم در آن جهان، و بدى عاقبت
  136. کبر ، که بزرگترین دام شیطان ، و عظیم ترین مکر اوست ، چنان
  137. کیدى که با دلها چونان زهرهاى کشنده مى رزمد، شیطان هرگز از کارش عاجز نمى گردد،
  138. و راه هلاک کسى را خطا نمى کند، نه دانشمند را به خاطر دانشش، و نه تهیدست را به علت لباس کهنه اش.
  139. خداوند بندگانش را از این همه شرور با نماز و زکات،
  140. و زحمت در روزه گرفتن در ماه رمضان حراست فرموده، تا اندامشان را از گناه آرام سازد،
  141. و دیدگانشان را خاشع نماید، و جانشان را خوار و فروتن گرداند، و دلهایشان را از برترى جویى فرود آورد،
  142. و کبر و خودپسندى را از آنان بزداید، زیرا ساییدن جبهه به خاک
  143. علّت تواضع، و وانهادن اعضاى پرارزش به روى زمینْ شکستن خود،
  144. و لاغر شدن بدن از پىِ روزه باعث خاکسارى است، و نیز در اداى زکاتْ پرداخت
  145. میوه هاى زمین و غیر آن به مسکینان و تهیدستان نهفته است.
  146. آثار این عبادات را بنگرید که چگونه جوانه هاى فخر را برمى کَند، و از نهالهاى سربرآورده کبر
  147. جلوگیرى مى کند.
    تعصب هاى ناروا
  148. حقّاً دقت کردم احدى از جهانیان را نیافتم که نسبت به چیزى تعصّب ورزد،
  149. مگر آنکه ظهور آن تعصّب را علّتى بود که حقیقت را بر جاهلان مشتبه کند، یا امرى که به غلط به عنوان
  150. حجّت به اندیشه نفهمان چسبد، جز شما که تعصبتان را سبب و علّتى نیست.
  151. ابلیس به خاطر ریشه خود که از آتش بود بر آدم تعصّب ورزید، و او را نسبت به خلقتش سرزنش کرد،
  152. و گفت: من از آتشم و تو از خاکى. اما ثروتمندان نازپرورده امتها،
  153. به نعمتهاى فراوان خود تعصب به خرج دادند، و گفتند: «اموال و اولادمان از همه افزون تر است،
  154. و مـا را عـذابـى نخواهـد بـود».
    تعصب هاى روا
  155. اگر بنا به تعصب باشد باید تعصب شما براى صفات پسندیده،
  156. و کردارهاى شایسته، و امور نیکى باشد که بزرگان و دلیران از خاندان هاى
  157. ریشه دار عرب و رؤساى قبایل به آنها برترى مى طلبند: به اخلاق
  158. خوب، و اندیشه هاى بزرگ، و مقامات بلند، و آثار ستوده
  159. تعصب بوزرید. به خصلت هاى باارزش که عبارت است از حفظ حقوق همسایه ها، وفاى
  160. به عهد، پیروى نیکى، روى گرداندن از کبر، توسل به احسان و بخشش،
  161. خوددارى از تجاوز، مهم شمردن قتل نفس، انصاف دادن به خلق خدا، فرو خوردن
  162. خشم، و اجتناب از فساد در روى زمین. و از عذابهایى که بر اثر
  163. زشتى افعال و بدى اعمال بر امم گذشته رسید حذر نمایید، نیک و بد
  164. احوالشـان را بینـدیشید، و از اینکه هماننـد آنـان شـوید برکنار بمانیـد.
  165. چون در تفاوت وضع امم گذشته در نیکى و بدى اعمالشان اندیشه کردید، آن کارى را اختیار نمایید که عزت
  166. آنان بدان سبب تأمین شد، و دشمنانشان از عرصه حیاتشان دور شدند، و زمان سلامتیشان طولانى گشت،
  167. و نعمت در اختیارشان قرار گرفت، و پیوند کرامت آنان استوار شد، به این معنى که از
  168. تفرقه اجتناب کردند، و بر الفت پایدارى نمودند، و یکدیگر را به آن تشویق و ترغیب کردند و سفارش
  169. نمودند. و از امورى که ستون فقراتشان را درهم شکست، و قدرتشان را قرین سستى کرد دورى نمایید:
  170. از کینهورزى قلوب ، و عداوت سینه ها ، و ناموافق بودن نفوس ،
  171. و دست از یارى یکدیگر کشیدن.
    عبرت از مؤمنان پیشین
  172. در احوالات مؤمنین گذشته اندیشه کنید، که چگونه
  173. در حال آزمایش و امتحان بودند! آیا از همه خلایق مشکلاتشان بیشتر نبود؟
  174. آیا بیش از همه مردم در زحمت و رنج نبودند؟ آیا از همه مردم دنیا در تنگناى بیشترى قرار نداشتند؟ فراعنه
  175. آنان را برده خود ساختند، و به عذاب سخت کشیدند، جرعه جرعه تلخى به آنان نوشاندند، پیوسته
  176. در ذلّت هلاکت، و مورد سلطه و استیلا بودند، چاره اى براى
  177. سر باز زدن، و راهى براى دفاع نمى یافتند. تا چون خداوند جدیّت آنان را در صبر
  178. بر آزار در راه محبّتش، و تحمّل ناراحتى ها را در مسیر بیم و خوفش از آنان دید،
  179. گشایشى از تنگناهاى بلا براى آنان قرار داد، ذلّتشان را به عزّت
  180. و بیمشان را به امنیت تبدیل کرد، پس سلاطینِ حکمران، و پیشوایانِ راهنما شدند، و کرامت
  181. خداوند درباره آنان به جایى رسید که خیالش هم درباره آنان نمى رفت.
  182. بنگرید چگونه بودند زمانى که اجتماعشان متّحد، خواسته هایش
  183. متّفق، دلها معتدل و مناسب، دستها پیشتیبان هم، و شمشیرها مددکار یکدیگر،
  184. چشم دلشان نافذ، و تصمیم هایشان یکى بود! آیا با این خصال آقاى سراسر زمین
  185. نبودند، و بر جهانیان حکومت نمى کردند؟ از طرفى به پایان کارشان
  186. نظر کنید که به کجا رسید زمانى که بینشان جدایى افتاد، الفتشان به پراکندگى رسید،
  187. وحدت کلمه و دلهایشان به اختلاف مبدل شد، دسته دسته شده، به جنگ با هم
  188. برخاستند، خداوند لباس کرامت را از وجودشان به در آورد، و نعمت فراوانش را از آنان
  189. گرفت، و داستان زندگى آنان در بین شما به عنوان درس عبرتى براى عبرت گیرندگان شما باقى ماند.
  190. از حال اولاد اسماعیل و اسحاق و یعقوب ـ درود خدا بر آنان ـ
  191. پند گیرید، چه اندازه احوالات با هم متناسب، و چقدر داستانها به هم نزدیک است!
  192. در امورشان به هنگام پراکندگى و جداییشان از یکدیگر دقت کنید، روزگارى که
  193. کسرى ها و قیصرها حاکم آنان بودند، آنها را از مرغزارها، و دریاى
  194. عراق، و سرزمین هاى سبز و خرّم ربودند، و به زمین هایى که گیاه دِرَمْنه روید، و بادهاى سخت وزد،
  195. و زندگى در آن مشکل باشد روانه نمودند. آنان را فقیر و تهیدست، و در شغل شترچرانى رها کردند،
  196. خوارترین امم از نظر خانه و مکان، و در بى حاصل ترین سرزمین ها از نظر مسکن و مأوا ساختند، نه دعوت
  197. حقّى که به آن چنگ زنند ، نه سایه الفتى که به عزّتش تکیه
  198. نمایند. احوالشان مضطرب، و قدرتشان پراکنده، و جمعیّتشان قرین تفرقه،
  199. گرفتار بلایى سخت، و جهالتى متراکم! که نتیجه کارشان زنده به گور کردن دختران، پرستش بتها،
  200. قطع رحـم، و غـارت پـى در پـى یکـدیگـر بـود.
    نعمت وجود پیامبر(صلی الله علیه و آله و سلم)
  201. به نعمت هاى خداوند زمانى که پیامبر اسلام را در بین آنان برانگیخت دقت کنید،
  202. که اطاعتشان را به آیین پیامبر پیوند داد، و در سایه دعوتش ایشان را جمعیت واحد نمود، چگونه نعمت
  203. الهى پر و بال کرامتش را بر عرصه حیات آنان گسترد، و نهرهاى آسایش و راحتى را به سوى آنان جارى نمود،
  204. و دین خدا در میان انواع منافع و برکات خود آنان را گرد هم آورد؟ در نعمت آن غرق شدند،
  205. و از خرّمى عیش آن دلشاد گشتند، زندگى آنان در سایه حکومتى قوى
  206. استوار شد، و نیکویى احوالشان آنان را به عزتى پیروز رساند، و در بلندیهاى دولتى
  207. ثابت کارشان سهل و آسان شد، بر جهانیان حاکم شدند، و پادشهان روى زمین
  208. گشتند، مالک امور کسانى شدند که آنان قبلاً مالک امور اینان بودند، و بر آنانى فرمان راندند
  209. که در گذشته بر اینان فرمان مى راندند. کسى قدرت درهم شکستن آنان را نداشت، و در مبارزه علیه
  210. ایشان به خود جرأت نمى داد.
    سرزنش یاران نافرمان
  211. بدانید که شما دست از رشته طاعت برداشتید، و با زنده کردن احکام جاهلى در حصن محکم
  212. حق که به اطراف شما کشیده شده بود رخنه ایجاد نمودید، و خداوند پاک
  213. بر این امت با پیوند الفتى که میان آنان برقرار کرد
  214. تا در سایه اش زندگى کنند و در حمایتش مأوى گیرند، به نعمتى منّت نهادکه ارزش آن را احدى
  215. از آفریدگان نمى داند، زیرا بهاى الفت با یکدیگر از هر بهایى بالاتر، و از هر عظمتى عظیم تر است.
  216. و بدانید که شما پس از دیندارى بى دین شدید، و بعد از الفت و برادرى حزب حزب گشتید،
  217. تعلّقى به اسلام جز به نام آن ندارید، و از ایمان جز نشان
  218. آن را نمى دانید. مى گویید به دوزخ مى رویم ولى ننگ را نمى پذیریم! گویى قصد دارید
  219. اسلام را وارونه کنید، با هتک حرمت حریم حق، و شکستن پیمانى که خداوند آن را در زمین
  220. خود پناهگاه شما، و منطقه امن براى آفریدگانش قرار داده است! اگر به غیر اسلام پناهى
  221. بگیرید اهل کفر به جنگ شما برمى خیزند، آن وقت جبرئیل و میکائیل
  222. و مهاجر و انصار در میان نیستند که شما را یارى کنند، جز شمشیر زدن بر یکدیگر چیزى به جاى نماند
  223. تا خـداونـد بین شما حکـم کنـد.
  224. امثال و داستانهایى از عذاب خدا و کیفرهاى کوبنده و روزگار بلا و حوادث سخت که کیفر گناهان گذشتگان
  225. بود در اختیار شماست. فرا رسیدن عذابش را به بهانه جهل به مؤاخذه او و یا سهل انگارى نسبت به خشمش،
  226. یا ایمنى از کیفرش دیر مپندارید، زیرا خداوند پاک، گذشتگان را از رحمتش
  227. دور نکرد مگر به خاطر ترک امر به معروف و نهى از منکر. آرى پروردگار جاهلان
  228. را به خاطر ارتکاب گناه، و عاقلان را به علّت ترک نهى از منکر از رحمت خود دور نمود.
  229. بدانیدکه شما رشته اسلام را ازگردن جان برداشتید، حدود آن را واگذاشتید، واحکامش رامیراندید.
  230. معلومتان باد که خداوند مرا به جنگ با ستم پیشگان و پیمان شکنان و آنان که در زمین اهل فسادند امر فرموده.
  231. بر این اساس با پیمان شکنان جنگیدم، و با متجاوزان به نبرد برخاستم، و بیرون شدگان
  232. از مدار دین را خوار و زبون ساختم، و اما شیطان رَدْهَه (رئیس خوارج) با فریاد وحشتى که از پى
  233. آن بانگِ تپش دل و لرزه سینه او را شنیدم کارش تمام شد، و تعدادى اندک از ستمکاران باقى مانده اند،
  234. اگر خداوند مرا اجازت دهد که دوباره براى جنگ به جانب ایشان حرکت نمایم نابودشان مى کنم جز
  235. گروهى اندک که این طرف و آن طرف پراکنده مى شوند و از دسترس خارج مى گردند.
    در بیان فضایل خود
  236. من در خردسالى سرکشان عرب را به زمین رساندم، و شاخ قدرت دو قبیله
  237. ربیعه و مُضَر را شکستم. شما موقعیت مرا نسبت به رسول خدا ـ صلّى اللّه علیه و آله
  238. به خاطر خویشى نزدیک و منزلت مخصوص مى دانید، وقتى کودک بودم مرا در دامن مى نشاند،
  239. در آغوشش مى فشرد، در فراشش جاى مى داد، تنش را به تنم
  240. مى سایید، و بوى خوشش را به من مى بویانید، غذا را جویده در دهانم قرار مى داد.
  241. هرگز دروغى در گفتار، و اشتباهى در عمل از من ندید. از وقتى رسول خدا
  242. صلّى اللّه علیه وآله را از شیر گرفتند خداوند بزرگترین فرشته از فرشتگانش را مأمور
  243. وى نمود، تا شبانه روز او را در مسیر کرامت و محاسن اخلاق جهان
  244. سوق دهد. من همانند طفلى که به دنبال مادرش مى رود دنبال او مى رفتم، هر روز براى من
  245. از اخلاق پاک خود نشانه اى برپا مى کرد، و مرا به پیروى از آن فرمان مى داد. هر سال در
  246. حراء مجاورت مى نمود، تنها من او را مى دیدم و غیر من کسى وى را مشاهده نمى کرد. آن زمان در خانه اى
  247. جز خانه اى که رسول حق ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ و خدیجه در آن بودند اسلام وارد
  248. نشده بود و من سومى آنان بودم. نور وحى و رسالت را مى دیدم، و بوى نبوت را استشمام مى کردم.
  249. به هنگام نزول وحى بر ایشان ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ صداى ناله شیطان را شنیدم،
  250. عرضه داشتم: یا رسول اللّه، این صداى ناله چیست؟ فرمود: این ناله شیطان است که وى را از پرستش
  251. شدن یأس و ناامیدى دست داده؛ تو آنچه را مى شنوم مى شنوى، و آنچه را مى بینم مى بینى، جز اینکه
  252. پیامبـر نیسـتى، ولى وزیـر مـن و بـر طریـق خیـر هستى .
  253. من همراه رسول خدا ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ بودم که دسته اى از بزرگان قریش نزد او آمدند،
  254. و گفتند: اى محمّد، تو مسأله عظیمى را ادعا مى کنى که پدرانت و احدى از خاندانت آن را
  255. ادعا نکردند، ما کارى از تو مى خواهیم که اگر آن را بپذیرى و به ما بنمایانى، مى دانیم که
  256. تو پیامبر و فرستاده خدایى، وگرنه به این نتیجه مى رسیم که جادوگر و دروغگویى! آن حضرت
  257. صلّى اللّه علیه وآله فرمود: چه مى خواهید؟ گفتند: این درخت را به خاطر ما صدا کن
  258. که از ریشه درآید و جلو آمده در برابرت بایستد. پیامبر ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ فرمود:
  259. خداوند بر هر کارى تواناست، اگر خداوند این برنامه را برایتان انجام دهد ایمان مى آورید
  260. و به حق شهادت مى دهید؟ گفتند: آرى. فرمود: آنچه را مى خواهید به شما نشان مى دهم،
  261. ولى مى دانم که به خیر و نیکویى بازنمى گردید، در میان شما کسى است که به چاه افکنده مى شود
  262. (درجنگ بدر)، و نیز کسى است که احزاب را فراهم خواهد آورد. سپس آن حضرت صلّى اللّه علیه وآله فرمود:
  263. اى درخت، اگر به خدا و قیامت ایمان دارى، و آگاهى که من فرستاده
  264. خداوندم، با ریشه از جاى بیرون آى تا به اذن خدا در برابر من بایستى.
  265. قسم به خدایى که او را به راستى برانگخیت درخت همراه ریشه هایش از زمین برآمد، و در حالى که آوازى شدید
  266. و صدایى چون صداى بال پرندگان داشت آمد تا آنکه چون مرغى بال گشاده در برابر پیامبر
  267. ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ ایستاد، و شاخه هاى بلند خود را بر پیامبر
  268. ـ صلّى اللّه علیه وآله ـ و بعضى از شاخه هایش را به روى دوش من گستراند و من در
  269. جانب راست رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله بودم. چون قریش این واقعه را دیدند، از باب
  270. برترى جویى و گردنکشى فریاد زدند: بگو نصف درخت نزد تو آید و نصف دیگر بر جایش بماند.
  271. رسول خدا فرمان داد نیمى از آن با حالتى شگفت آور و صداى سخت ترى به حضرت روى آورد
  272. که نزدیک بود به رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله بپیچد. پس از آن از روى کفر
  273. و سرکشى گفتند: بگو این نصفه درخت پیش نصفه دیگرش بازگردد. حضرت رسول
  274. صلّى اللّه علیه وآله امر فرمود پس درخت بازگشت. من فریاد زدم: لا اله الاّ اللّه، اى رسول خدا، من
  275. اولین کسى هستم که به تو ایمان آوردم، و نخستین کسى که اعتراف کرد که درخت آنچه را دستور دادى
  276. به فرمان خدا انجام داد تا به پیامبریت شهادت دهد و سخنت را بزرگ شمارد. ولى همه آنان گفتند:
  277. بلکه ساحرى است دروغگو، و جادوگرى است عجیب جادو و تردست! آیا رسالتت را جز
  278. امثال این تصدیق مى کند؟ ـ منظورشان من بودم ـ .
  279. من از کسانى هستم که در راه خدا از ملامت ملامت کنندگان باک ندارند، از کسانى هستم که چهره
  280. آنان چهره صدّیقان، و سخنشان سخن نیکان است، شب زنده دارانند و نشانه هاى روز روشن،
  281. تمسک به ریسمان قرآن دارند، سنّت خدا و رسولش را زنده مى کنند،
  282. استکبار و برترى جویى ندارند، و خیانت و فساد در کارشان نیست، دلهایشان در
  283. بهشت، و بدنهایشان در عبـادت خـداوند است.
قبلی بعدی