دست نيافتن به گناه نوعى عصمت است.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >  عهدنامه مالک اشتر نخعی ( نامه شماره 53 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم
برای دسترسی سریع به خطبه مورد نظر، شماره خطبه را وارد کنید
برای دسترسی سریع به حکمت مورد نظر، شماره حکمت را وارد کنید

متن عربی

53.وَ مِنْ عَهْد لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَتَبَهُ لِلاَْشْتَرِ النَّخَعِىِّ رَحِمَهُ اللّهُ لَمّا وَلاّهُ عَلى مِصْرَ وَ اَعْمالِها. حينَ اضْطَرَبَ اَمْرُ اَميرِها مُحَمَّدِ بْنِ اَبى بَكْر. وَ هُوَ اَطْوَلُ عَهْد كَتَبَهُ وَ اَجْمَعُهُ لِلْمَحاسِنِ

  1. هذا ما اَمَرَ بِهِ عَبْدُاللّهِ عَلِىٌّ اَميرُ الْمُؤْمِنينَ، مالِكَ بْنَ الْحارِثِ
  2. الاَْشْتَرَ فى عَهْدِهِ اِلَيْهِ حينَ وَلاّهُ مِصْرَ، جِبايَةَ خَراجِها، وَ جِهادَ
  3. عَدُوِّها، وَ اسْتِصْلاحَ اَهْلِها، وَ عِمارَةَ بِلادِها.
  4. اَمَرَهُ بِتَقْوَى اللّهِ، وَ ايثارِ طاعَتِهِ، وَ اتِّباعِ ما اَمَرَ بِهِ فى كِتابِهِ:
  5. مِنْ فرائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتى لايَسْعَدُ اَحَدٌ اِلاّ بِاتِّباعِها، 
  6. وَ لايَشْقى اِلاّ مَعَ جُحُودِها وَ اِضاعَتِها؛ وَ اَنْ يَنْصُرَ اللّهَ سُبْحانَهُ بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسانِهِ، فَاِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ، وَ اِعْزازِ مَنْ اَعَــزَّهُ .
  7. وَ اَمَرَهُ اَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ عِنْدَ الشَّهَواتِ، وَ يَزَعَها عِنْدَ الْجَمَحاتِ،
  8. فَاِنَّ النَّفْسَ اَمّارَةٌ بِالسُّوءِ اِلاّ ما رَحِمَ اللّهُ.
  9. ثُمَّ اعْلَمْ يا مالِكُ، اَنّى قَدْ وَجَّهْتُكَ اِلى بِلاد قَدْ جَرَتْ عَلَيْها دُوَلٌ قَبْلَكَ مِنْ عَدْل وَ جَوْر، 
  10. وَ اَنَّ النّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ اُمُورِكَ فى مِثْلِ ما كُنْتَ تَنْظُرُ فيهِ مِنْ اُمُورِ الْوُلاةِ قَبْلَكَ، 
  11. وَ يَقُولُونَ فيكَ ما كُنْتَ تَقُولُ فيهِمْ؛ 
  12. وَ اِنَّما يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالحِينَ بِما يُجْرِى اللّهُ لَهُمْ عَلى اَلْسُنِ عِبادِهِ.
  13.  فَلْيَكُنْ اَحَبُّ الذَّخائِرِ اِلَيْكَ ذَخيرَةَ الْعَمَلِ الصّالِحِ.
  14. فَامْلِكْ هَواكَ، وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمّا لايَحِلُّ لَكَ، 
  15. فَاِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ الاِْنْصافُ مِنْها فيما اَحَبَّتْ اَوْ كَرِهَتْ. وَ اَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ،  وَ اللُّطْفَ بِهِمْ، 
  16. وَ لاتَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضارِياً تَغْتَنِمُ اَكْلَهُمْ،
  17.  فَاِنَّهُمْ صِنْفانِ: اِمَّا اَخٌ لَكَ فِى الدِّينِ، وَ اِمّا نَظيرٌ لَكَ فِى الْخَلْقِ، 
  18. يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ، وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، وَ يُؤْتى عَلى اَيْديْهِمْ فِى الْعَمْدِ وَ الْخَطَأِ، 
  19. فَاَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلَ
  20. الَّذى تُحِبُّ اَنْ يُعْطِيَكَ اللّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ، فَاِنَّكَ فَوْقَهُمْ،
  21. وَ والِى الاَْمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ، وَ اللّهُ فَوْقَ مَنْ وَلاّكَ،
  22. وَ قَدِ اسْتَكْفاكَ اَمْرَهُمْ، وَ ابْتَلاكَ بِهِمْ.
  23. وَ لاتَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللّهِ، فَاِنَّهُ لا يَدَىْ لَكَ بِنِقْمَتِهِ، وَ لا غِنى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ. 
  24. وَ لاتَنْدَمَنَّ عَلى عَفْو، وَ لاتَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَة،
  25. وَ لا تُسْرِعَنَّ اِلى بادِرَة وَجَدْتَ مِنْها مَنْدُوحَةً، وَ لا تَقُولَنَّ اِنّى مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَاُطاعُ،
  26.  فَاِنَّ ذلِكَ اِدْغالٌ فِى الْقَلْبِ، وَ مَنْهَكَةٌ لِلدّينِ، وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ.
  27.  وَ اِذا اَحْدَثَ لَكَ ما اَنْتَ فيهِ مِنْ سُلْطانِكَ اُبَّهَةً اَوْ مَخيلَةً،
  28. فَانْظُرْ اِلى عِظَمِ مُلْكِ اللّهِ فَوْقَكَ، وَ قُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلى ما لاتَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ،
  29.  فَاِنَّ ذلِكَ يُطامِنُ اِلَيْكَ مِنْ طِماحِكَ، وَ يَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ، 
  30. وَ يَفىءُ اِلَيْكَ بِما عَزَبَ عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ. اِيّاكَ وَ مُساماةَ اللّهِ فى عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فى جَبَرُوتِهِ، 
  31. فَاِنَّ اللّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبّار، وَ يُهينُ كُـلَّ مُخْتال.
  32. اَنْصِفِ اللّهَ وَ اَنْصِفِ النّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَ مِنْ خاصَّةِ اَهْلِكَ، وَ مَنْ لَكَ فيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ، فَاِنَّكَ اِلاّ تَفْعَلْ تَظْلِمْ،
  33.  وَ مَنْ ظَلَمَ عِبادَ اللّهِ كانَ اللّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبادِهِ، وَ مَنْ خاصَمَهُ اللّهُ اَدْحَضَ حُجَّتَهُ،
  34.  وَ كانَ لِلّهِ حَرْباً حَتّى يَنْزِعَ وَ يَتُوبَ. وَ لَيْسَ شَىْءٌ اَدْعى اِلى تَغْييرِ نِعْمَةِ اللّهِ، وَ تَعْجيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ اِقامَة عَلى ظُلْم، 
  35. فَاِنَّ اللّهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدينَ، وَ هُوَ لِلظّالِمينَ بِالْمِرْصـادِ.
  36. وَلْيَكُنْ اَحَبُّ الاُْمُورِ اِلَيْكَ اَوْسَطَها فِى الْحَقِّ، وَ اَعَمَّها فِى الْعَدْلِ،  وَ اَجْمَعَها لِرِضَى الرَّعِيَّةِ،
  37.  فَاِنَّ سُخْطَ الْعامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخاصَّةِ، وَ اِنَّ سُخْطَ الْخاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعامَّةِ.
  38. وَ لَيْسَ اَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ اَثْقَلَ عَلَى الْوالى مَؤُونَةً فِى الرَّخاءِ،
  39.  وَ اَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِى الْبَلاءِ، وَ اَكْرَهَ لِلاِْنْصافِ، وَ اَسْاَلَ بِالاِْلْحافِ، وَ اَقَلَّ
  40. شُكْراً عِنْدَ الاِْعْطاءِ، وَ اَبْطَاَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَ اَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمّاتِ الدَّهْرِ مِنْ اَهْلِ الخاصَّةِ.
  41.  وَ اِنَّما عِمادُ الدّينِ، وَ جِماعُ الْمُسْلِمينَ، وَ الْعُدَّةُ لِلاَْعْداءِ الْعامَّةُ مِنَ الاُْمَّةِ، فَلْيَكُنْ صَغْوُكَ لَهُمْ، وَ مَيْلُكَ مَعَهُمْ.
  42. وَلْيَكُنْ اَبْعَدُ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ، وَ اَشْنَؤُهُمْ عِنْدَكَ اَطْلَبَهُمْ لِمَعائِبِ النّاسِ،
  43.  فَاِنَّ فِى النّاسِ عُيُوباً الْوالى اَحَقُّ مَنْ سَتَرَها،
  44. فَلاتَكْشِفَنَّ عَمّا غابَ عَنْكَ مِنْها، فَاِنَّما عَلَيْكَ تَطْهيرُ ما ظَهَرَ لَكَ، 
  45. وَ اللّهُ يَحْكُمُ عَلى ما غابَ عَنْكَ.
  46. فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ، يَسْتُرِ اللّهُ مِنْكَ ما تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ. 
  47. اَطْلِقْ عَنِ النّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْد، وَ اقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْر، 
  48. وَ تَغابَ عَنْ كُلِّ ما لايَصِحُّ لَكَ، وَ لاتَعْجَلَنَّ اِلى تَصْديقِ ساع، فَاِنَّ السّاعِىَ غاشٌّ وَ اِنْ تَشَبَّهَ بِالنّاصِحينَ.
  49. وَ لاتُدْخِلَنَّ فى مَشُورَتِكَ بَخيلاً يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ، وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ؛ 
  50. وَ لا جَباناً يُضْعِفُكَ عَنِ الاُْمُورِ؛ وَ لا حَريصاً
  51. يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ، فَاِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرائِزُ شَـتّى يَجْمَعُها سُـوءُ الظَّـنِّ بِاللّـهِ.
  52. اِنَّ شَرَّ وُزَرائِكَ مَنْ كانَ لِلاَْشْرارِ قَبْلَكَ وَزيراً، وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِى الاْثامِ، 
  53. فَلايَكُونَنَّ لَكَ بِطانَةً، فَاِنَّهُمْ اَعْوانُ الاْثَمَةِ، وَ اِخْوانُ الظَّلَمَةِ، 
  54. وَ اَنْتَ واجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرائِهِمْ وَ نَفاذِهِمْ،  وَ لَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصارِهِمْ وَ اَوْزارِهِمْ، 
  55. مِمَّنْ لَمْ يُعاوِنْ ظالِماً عَلى ظُلْمِهِ، وَ لا آثِماً عَلى اِثْمِهِ. اُولئِكَ اَخَفُّ عَلَيْكَ مَؤُونَةً، وَ اَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً، وَ اَحْنى عَلَيْكَ عَطْفاً، وَ اَقَلُّ لِغَيْرِكَ اِلْفاً.
  56. فَاتَّخِدْ اُولئِكَ خاصَّةً لِخَلَواتِكَ وَ حَفَلاتِكَ. ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ اَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ، 
  57. وَ اَقَلَّهُمْ مُساعَدَةً فيما يَكُونَ مِنْكَ مِمّا كَرِهَ اللّهُ لاَِوْلِيائِهِ، واقِعاً ذلِكَ مِنْ هَواكَ حَيْثُ وَقَعَ. وَ الْصَقْ بِاَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ، 
  58. ثُمَّ رُضْهُمْ عَلى اَنْ لايُطْرُوكَ، وَ لايُبَجِّحُوكَ بِباطِل لَمْ تَفْعَلْهُ، فَاِنَّ كَثْرَةَ الاِْطْراءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ، وَتُدْنى مِنَ الْعِزَّةِ.
  59. وَ لايَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسىءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَة سَواء، 
  60. فَاِنَّ فى ذلِكَ تَزْهيداً لاَِهْلِ الاِْحْسانِ فِى الاِْحْسانِ، وَ تَدْريباً لاَِهْلِ الاِْساءَةِ عَلَى الاِْساءَةِ،
  61.  وَ اَلْزِمْ كُلاًّ مِنْهُمْ ما اَلْزَمَ نَفْسَهُ. وَ اعْلَمْ اَنَّهُ
  62. لَيْسَ شَىْءٌ بِاَدْعى اِلى حُسْنِ ظَنِّ راع بِرَعِيَّتِهِ مِنْ اِحْسانِهِ اِلَيْهِمْ،
  63. وَ تَخْفيفِهِ الْمَؤُوناتِ عَلَيْهِمْ، وَ تَرْكِ اسْتِكْراهِهِ اِيّاهُمْ عَلى ما لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ. 
  64. فَلْيَكُنْ مِنْكَ فى ذلِكَ اَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ،
  65.  فَاِنَّ حُسْنُ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً طَويلاً، وَ اِنَّ اَحَقَّ مَنْ
  66. حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلاؤُكَ عِنْدَهُ، وَ اِنَّ اَحَقَّ مَنْ ساءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ ساءَ بَلاؤُكَ عِنْدَهُ.
  67. وَ لاتَنْقُضْ سُنَّةً صالِحَةً عَمِلَ بِها صُدُورُ هذِهِ الاُْمَّةِ، وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الاُلْفَةُ، 
  68. وَ صَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ، و لاتُحْدِثَنَّ سُنَّهً تَضُرُّ بِشَىْء مِنْ ماضى تِلْكَ السُّنَنِ، 
  69. فَيَكُونَ الاَْجْرُ لِمَنْ سَنَّها، وَ الْوِزْرُ عَلَيْكَ بِـما نَقَضْـتَ مِنْـها .
  70. وَ اَكْثِرْ مَدارَسَةَ الْعُلَماءِ، وَ منافَثَةَ الْحُكَماءِ، فى تَثْبيتِ ما صَلَحَ عَلَيْهِ اَمْرُ بِلادِكَ، وَ اِقامَةِ مَا اسْتَقامَ بِهِ النّاسُ قَبْلَكَ.
  71. وَ اعْلَمْ اَنَّ الرَّعِيَّهَ طَبَقاتٌ لايَصْلُحُ بَعْضُها اِلاّ بِبَعْض، وَ لا غِنى بِبَعْضِها عَنْ بَعْض. 
  72. فَمِنْها جُنُودُ اللّهِ، وَ مِنْها كُتّابُ الْعامَّةِ وَ الْخاصَّةِ، وَ مِنْها قُضاةُ الْعَدْلِ، وَ مِنْها عُمّالُ الاِْنْصافِ وَ الرِّفْقِ،
  73. وَ مِنْها اَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَراجِ مِنْ اَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النّاسِ، وَ مِنْها التُّجّارُ وَ اَهْلُ الصِّناعاتِ، وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلى مِنْ ذَوِى الْحاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ.
  74.  وَ كُلٌّ قَدْ سَمَّى اللّهُ لَهُ سَهْمَهُ، وَ وَضَعَ عَلى حَدِّهِ وَ فَريضَتِهِ فى كِتابِهِ اَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنا مَحْفُوظاً.
  75. فَالْجُنُودُ بِاِذْنِ اللّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ، وَ زَيْنُ الْوُلاةِ، وَ عِزُّ الدّينِ، وَ سُبُلُ الاَْمْنِ،
  76.  وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ اِلاّ بِهِمْ. ثُمَّ لا قِوامَ لِلْجُنُودِ
  77. اِلاّ بِما يُخْرِجُ اللّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَراجِ الَّذى يَقْوَوْنَ بِهِ عَلى جِهادِ عَدُوِّهِمْ، 
  78. وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فيما يُصْلِحُهُمْ، وَ يَكُونُ مِنْ وَراءِ حاجَتِهِمْ. 
  79. ثُمَّ لاقِوامَ لِهذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ اِلاّ بِالصِّنْفِ الثّالِثِ مِنَ
  80. الْقُضاةِ وَ الْعُمّالِ وَالْكُتّابِ لِما يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعاقِدِ، وَ يَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنافِعِ، 
  81. وَ يُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَواصِّ الاُْمُورِ وَ عَوامِّها.
  82. وَ لا قِوامَ لَهُمْ جَميعاً اِلاّ بِالتُّجّارِ وَ ذَوِى الصِّناعاتِ فيما يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرافِقِهِمْ، 
  83. وَ يُقيمُونَهُ مِنْ اَسْواقِهِمْ، وَ يَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِاَيْديهِمْ مِمّا لايَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ. 
  84. ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلى مِنْ اَهْلِ الْحاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ الَّذينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ. وَ فِى اللّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ، 
  85. وَ لِكُلٍّ عَلَى الْوالى حَقٌّ بِقَدْرِ ما يُصْلِحُهُ،
  86. وَ لَيْسَ يَخْرُجُ الْوالى مِنْ حَقيقَةِ ما اَلْزَمَهُ اللّهُ مِنْ ذلِكَ اِلاّ بِالاِْهْتِمامِ وَ الاِْسْتِعانَةِ بِاللّهِ، وَ تَوْطينِ نَفْسِهِ عَلى لُزُومِ الْحَقِّ، وَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ فيما خَفَّ عَلَيْهِ اَوْ ثَقُلَ. 
  87. فَوَلِّ مِنْ جُنودِكَ اَنْصَحَهُمْ فى نَفْسِكَ لِلّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لاِِمامِكَ، وَ اَنْقاهُمْ جَيْباً، وَ اَفْضَلَهُمْ حِلْماً، مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ، 
  88. وَ يَسْتَريحُ اِلَى الْعُذْرِ، وَ يَرْاَفُ بِالضُّعَفاءِ، وَ يَنْبُو عَلَى الاَْقْوِياءِ، وَ مِمَّنْ لا يُثيرُهُ الْعُنْفُ، وَ لايَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ.
  89. ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِى الاَْحْسابِ وَ اَهْلِ الْبُيُوتاتِ الصّالِحَةِ وَ السَّوابِقِ الْحَسَنَةِ.
  90.  ثُمَّ اَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشَّجاعَةِ وَ السَّخاءِ وَ السَّماحَةِ، 
  91. فَاِنَّهُمْ جِماعٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ. ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ اُمُورِهِمْ ما يَتَفَقَّدُ الْوالِدانِ مِنْ وَلَدِهِما، 
  92. وَ لايَتَفاقَمَنَّ فى نَفْسِكَ شَىْءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ،
  93. وَ لاتَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ اِنْ قَلَّ، فَاِنَّهُ داعِيَةٌ لَهُمْ اِلى بَذْلِ النَّصيحَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ. 
  94. وَ لا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطيفِ اُمُورِهِمُ اتِّكالاً عَلى جَسيمِهاً، فَاِنَّ لِلْيَسيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ،
  95. وَ لِلْجَسيمِ مَوْقِعاً لايَسْتَغْنُونَ عَنْهُ.
  96. وَلْيَكُنْ آثَرُ رُؤُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاساهُمْ فى مَعُونَتِهِ،
  97. وَ اَفْضَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ بِما يَسَعُهُمْ وَ يَسَعُ مَنْ وَراءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ اَهْليهِمْ،
  98.  حَتّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً واحِداً فى جِهادِ الْعَدُوِّ، فَاِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ. 
  99. وَ اِنَّ اَفْضَلَ قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلاةِ اسْتِقامَةُ الْعَدْلِ فِى الْبِلادِ، وَ ظُهُورُ مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ. 
  100. وَ اِنَّهُ لاتَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ اِلاّ بِسَلامَةِ صُدُورِهِمْ، وَ لا تَصِحُّ نَصيحَتُهُمْ اِلاّ بِحيطَتِهِمْ عَلى وُلاةِ اُمُورِهِمْ، 
  101. وَ قِلَّةِ اسْتِثْقالِ دُوَلِهِمْ، وَ تَرْكِ اسْتِبْطاءِ انْقِطاعِ مُدَّتِهِمْ.
  102.  فَافْسَحْ فى آمالِهِمْ، وَ واصِلْ فى حُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْهِمْ، وَ تَعْديدِ ما اَبْلى ذَوُوالْبَلاءِ مِنْهُمْ،
  103.  فَاِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ اَفْعالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجاعَ، وَ تُحَرِّضُ النّاكِلَ اِنْ شاءَ اللّهُ تَعالى.
  104.  ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ ما اَبْلى، وَ لاتُضيفَنَّ بَلاءَ امْرِىء اِلى غَيْرِهِ، 
  105. وَ لاتُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غايَةِ بَلائِهِ، وَ لايَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئ اِلى اَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلائِهِ ما كانَ صَغيراً، و لا ضَعَةُ امْرِئ اِلى اَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلائِهِ ما كانَ عَظيماً.
  106. وَارْدُدْ اِلَى اللّهِ وَ رَسُولِهِ ما يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ، وَ يَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الاُْمُورِ، فقَدْ قالَ اللّهُ سُبْحانَهُ لِقَوْم اَحَبَّ اِرْشادَهُمْ:
  107. «يا اَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اَطيعُوا اللّهَ وَ اَطيعُوا الرَّسُولَ وَ اُولِى الاَْمْرِ مِنْكُمْ، فَاِنْ تَنازَعْتُمْ فى شَىْء فَرُدُّوهُ اِلَى اللّهِ وَ الرَّسُولِ».
  108. فَالرَّدُّ اِلَى اللّهِ الاَْخْذُ بِمُحْكَمِ كِتابِهِ، وَ الرَّدُّ اِلَى الرَّسُولِ الاَْخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ.
  109. ثُمَّ اخْتَرْ لِلحُكْمِ بَيْنَ النّاسِ اَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فى نَفْسِكَ، مِمَّنْ لاتَضيقُ بِهِ الاُْمُورُ،  وَ لا تُمْحِكُهُ الْخُصُومُ، وَ لا يَتَمادى فِى الزَّلَّةِ،
  110. وَ لايَحْصَرُ مِنَ الْفَىْءِ اِلَى الْحَقِّ اِذا عَرَفَهُ، وَ لاتُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلى طَمَع، 
  111. وَ لايَكْتَفى بِاَدْنى فَهْم دُونَ اَقْصاهُ، وَ اَوْقَفَهُمْ فِى الشُّبُهاتِ،
  112. وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ، وَ اَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُراجَعَةِ الْخَصْمِ، وَ اَصْبَرَهُمْ عَلى تَكَشُّفِ الاُْمُورِ،
  113.  وَ اَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضاحِ الْحُكْمِ، مِمَّنْ لايَزْدَهيهِ اِطْراءٌ، وَ لايَسْتَميلُهُ اِغْراءٌ، وَ اُولئِكَ قَليلٌ.
  114. ثُمَّ اَكْثِرْ تَعاهُدَ قَضائِهِ، وَافْسَحْ لَهُ فِى الْبَذْلِ ما يُزيلُ
  115. عِلَّتَهُ، وَ تَقِلُّ مَعَهُ حاجَتُهُ اِلَى النّاسِ، وَ اَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ
  116. ما لايَطْمَعُ فيهِ غَيْرُهُ مِنْ خاصَّتِكَ، لِيَأْمَنَ بِذلِكَ اغْتِيالَ الرِّجالِ لَهُ عِنْدَكَ. 
  117. فَانْظُرْ فى ذلِكَ نَظَراً بَليغاً، فَاِنَّ هذَا الدّينَ قَدْ كانَ اَسيراً فى اَيْدِى الاَْشْرارِ، يُعْمَلُ فيهِ بِالْهَوى، وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيا.
  118. ثُمَّ انْظُرْ فى اُمُورِ عُمّالِكَ، فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِباراً، وَ لاتُوَلِّهِمْ مُحاباةً وَ اَثَرَةً، 
  119. فَاِنَّهُما جِماعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ و الْخِيانَةِ.
  120. وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ اَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَياءِ، مِنْ اَهْلِ الْبُيُوتاتِ الصّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِى الاِْسْلامِ الْمُتَقَدِّمَةِ، فَاِنَّهُمْ اَكْرَمُ اَخْلاقاً، وَ اَصَحُّ اَعْراضاً، وَ اَقَلُّ فِى الْمَطامِعِ اِشْرافاً، وَ اَبْلَغُ فى عَواقِبِ الاُْمُورِ نَظَراً.
  121. ثُمَّ اَسْبِغْ عَلَيْهِمُ الاَْرْزاقَ، فَاِنَّ ذلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلاحِ اَنْفُسِهِمْ، 
  122. وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَناوُلِ ما تَحْتَ اَيْديهِمْ، وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ اِنْ خالَفُوا اَمْرَكَ اَوْ ثَلَمُوا اَمانَتَكَ.
  123.  ثُمَّ تَفَقَّدْ اَعْمالَهُمْ، وَابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ اَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفاءِ عَلَيْهِمْ، فَاِنَّ تَعاهُدَكَ فِى السِّرِّ لاُِمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمالِ الاَْمانَةِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ. 
  124. وَ تَحَفَّظْ مِنَ الاَْعْوانِ، فَاِنْ اَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ اِلى خِيانَة اجْتَمَعَتْ بِها عَلَيْهِ عِنْدَكَ اَخْبارُ عُيُونِكَ اكْتَفَيْتَ بِذلِكَ شاهِداً، 
  125. فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فى بَدَنِهِ، وَ اَخَذْتَهُ بِما اَصابَ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقامِ الْمَذَلَّةِ، وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِيانَةِ، وَ قَلَّدْتَهُ عارَ التُّهَمَةِ.
  126. وَ تَفَقَّدْ اَمْرَ الْخَراجِ بِما يُصْلِحُ اَهْلَهُ، فَاِنَّ فى صَلاحِهِ وَ صَلاحِهِمْ صَلاحاً لِمَنْ سِواهُمْ،
  127.  وَ لا صَلاحَ لِمَنْ سِواهُمْ اِلاّ بِهِمْ، 
  128. لاَِنَّ النّاسَ كُلَّهُمْ عِيالٌ عَلَى الْخَراجِ وَ اَهْلِهِ. وَلْيَكُنْ نَظَرُكَ فى عِمارَةِ الاَْرْضِ اَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِى اسْتِجْلابِ الْخَراجِ،
  129.  لاَِنَّ ذلِكَ لا يُدْرَكُ اِلاّ بِالْعِمارَةِ، وَ مَنْ طَلَبَ الْخَراجَ بِغَيْرِ عِمارَة اَخْرَبَ الْبِلادَ، وَ اَهْلَكَ الْعِبادَ، وَ لَمْ يَسْتَقِمْ اَمْرُهُ اِلاّ قَليلاً. 
  130. فَاِنْ شَكَوْا ثِقْلاً، اَوْ عِلَّةً، اَوِ انْقِطاعَ شِرْب اَوْ بالَّة، اَوْ اِحالَةَ اَرْض اغْتَمَرَها غَرَقٌ، اَوْ اَجْحَفَ بِها عَطَشٌ، خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِما تَرْجُو اَنْ يَصْلُحَ بِهِ اَمْرُهُمْ،
  131. وَ لايَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَىْءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَؤُونَةَ عَنْهُمْ، فَاِنَّهُ ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْكَ فى عِمارَةِ بِلادِكَ، وَ تَزْيينِ وِلايَتِكَ،
  132.  مَعَ اسْتِجْلابِكَ حُسْنَ ثَنائِهِمْ، وَ تَبَجُّحِكَ بِاسْتِفاضَةِ الْعَدْلِ فيهِمْ،
  133. مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بِما ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ اِجْمامِكَ لَهُمْ، 
  134. وَ الثِّقَةَ مِنْهُمْ بِما عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ، وَ رِفْقِكَ بِهِمْ.
  135. فَرُبَّما حَدَثَ مِنَ الاُْمُورِ ما اِذا عَوَّلْتَ فيهِ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طَيِّبَةً اَنْفُسُهُمْ بِهِ،
  136.  فَاِنَّ الْعُمْرانَ مُحْتَمِلٌ ما حَمَّلْتَهُ، وَ اِنَّما يُؤْتى خَرابُ الاَْرْضِ مِنْ اِعْوازِ اَهْلِها، وَ اِنَّما يُعْوِزُ اَهْلُها لاِِشْرافِ اَنْفُسِ الْوُلاةِ عَلَى الْجَمْعِ، وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقاءِ، وَ قِلَّةِ انْتِفاعِهِـمْ بِالْعِبَـرِ.
  137. ثُمَّ انْظُرْ فى حالِ كُتّابِكَ، فَوَلِّ عَلى اُمُورِكَ خَيْرَهُمْ،
  138. وَ اخْصُصْ رَسائِلَكَ الَّتى تُدْخِلُ فيها مَكائِدَكَ وَ اَسْرارَكَ بِاَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صالِحِ الاَْخْلاقِ، 
  139. مِمَّنْ لاتُبْطِرُهُ الْكَرامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِها عَلَيْكَ
  140. فى خِلاف لَكَ بِحَضْرَةِ مَلاَ، وَ لاتَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَةُ عَنْ ايرادِ مُكاتَباتِ عُمّالِكَ عَلَيْكَ، وَ اِصْدارِ جَواباتِها عَلَى الصَّوابِ عَنْكَ،
  141. وَ فيما يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطى مِنْكَ، وَ لايُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ، وَ لايَعْجِزُ عَنْ اِطْلاقِ ما عُقِدَ عَلَيْكَ، وَ لايَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِى الاُْمُورِ، فَاِنَّ الْجاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ اَجْهَلَ.
  142.  ثُمَّ لايَكُنِ اخْتِيارُكَ اِيّاهُمْ عَلى فِراسَتِكَ وَ اسْتِنامَتِكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ، 
  143. فَاِنَّ الرِّجالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِراساتِ الْوُلاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ، 
  144. وَ لَيْسَ وَراءَ ذلِكَ مِنَ النَّصيحَةِ وَ الاَْمانَةِ شَىْءٌ، 
  145. وَلكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِما وُلُّوا لِلصّالِحينَ قَبْلَكَ، 
  146. فَاعْمِدْ لاَِحْسَنِهِمْ كانَ فِى الْعامَّةِ اَثَراً، وَ اَعْرَفِهِمْ بِالاَْمانَةِ وَجْهاً، فَاِنَّ ذلِكَ دَليلٌ عَلى نَصيحَتِكَ لِلّهِ وَ لِمَنْ وُلِّيتَ اَمْرَهُ.
  147.  وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ اَمْر مِنْ اُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ، لايَقْهَرُهُ كَبيرُها، وَ لايَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثيرُها.
  148. وَ مَهْما كانَ فى كُتّابِكَ مِنْ عَيْب فَتَغابَيْتَ عَنْهُ اُلْزِمْتَهُ.
  149. ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجّارِ وَ ذَوِى الصِّناعاتِ، وَ اَوْصِ بِهِمْ خَيْراً،
  150. الْمُقيمِ مِنْهُمْ، وَ الْمُضْطَرِبِ بِمالِهِ، وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدنِهِ،
  151.  فَاِنَّهُمْ مَوادُّ الْمَنافِعِ، وَ اَسْبابُ الْمَرافِقِ، وَ جُلاّبُها مِنَ الْمَباعِدِ وَ الْمَطارِحِ، فى بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ، وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ، 
  152. وَ حَيْثُ لايَلْتَئِمُ النّاسُ لِمَواضِعِها، وَ لايَجْتَرِئُونَ عَلَيْها، فَاِنَّهُمْ سِلْمٌ لاتُخافُ بائِقَتُهُ، وَ صُلْحٌ لاتُخْشى غائِلَتُهُ.
  153. وَ تَفَقَّدْ اُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وَ فى حَواشى بِلادِكَ،
  154. وَاعْلَمْ مَعَ ذلِكَ اَنَّ فى كَثير مِنْهُمْ ضيقاً فاحِشاً، وَ شُحّاً قَبيحاً،وَ احْتِكاراً لِلْمَنافِعِ، 
  155. وَ تَحَكُّماً فى الْبِياعاتِ، وَ ذلِكَ بابُ مَضَرَّة لِلْعامَّةِ، وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلاةِ. 
  156. فَامْنَعْ مِنَ الاِْحْتِكارِ، فَاِنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَنَعَ مِنْهُ. 
  157. وَلْيَكُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً، بِمَوازينِ عَدْل، وَ اَسْعار لاتُجْحِفُ بِالْفَريقَيْنِ مِنَ الْبائِعِ وَ الْمُبْتاعِ.
  158.  فَمَنْ قارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ اِيّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَ عاقِبْهُ فى غَيْرِ اِسْراف.
  159. ثُمَّ اللّهَ اللّهَ فِى الطَّبَقَةِ السُّفْلى مِنَ الَّذينَ لا حيلَةَ لَهُمْ،
  160. مِنَ الْمَساكينِ وَ الْمُحْتاجينَ وَ اَهْلِ الْبُؤْسى وَ الزَّمْنى،
  161. فَاِنَّ فى هذِهِ الطَّبَقَةِ قانِعاً وَ مُعْتَرّاً.
  162. وَاحْفَظْ لِلّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فيهِمْ، 
  163. وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مالِكَ، وَ قِسْماً مِنْ غَلاّتِ صَوافِى الاِْسْلامِ فى كُلِّ بَلَد، 
  164. فَاِنَّ لِلاَْقْصى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذى لِلاَْدْنى، 
  165. وَ كُلٌّ قَدِ اسْتُرْعيتَ حَقَّهُ، فَلايَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ،
  166. فَاِنَّكَ لاتُعْذَرُ بِتَضْييعِكَ التّافِهَ لاِِحْكامِكَ الْكَثيرَ الْمُهِمَّ، فَلاتُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ، 
  167. وَ لاتُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ، وَ تَفَقَّدْ اُمُورَ مَنْ لايَصِلُ اِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ، وَ تَحْقِرُهُ الرِّجالُ،
  168. فَفَرِّغْ لاُِولئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ اَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ التَّواضُعِ، فَلْيَرْفَعْ اِلَيْكَ اُمُورَهُمْ. 
  169. ثُمَّ اعْمَلْ فيهِمْ بِالاِْعْذارِ اِلَى اللّهِ يَوْمَ تَلْقاهُ،
  170. فَاِنَّ هؤُلاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ اَحْوَجُ اِلَى الاِْنْصافِ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَ كُلٌّ فَاَعْذِرْ اِلَى اللّهِ فى تَأْدِيَةِ حَقِّهِ اِلَيْهِ. 
  171. وَ تَعَهَّدْ اَهْلَ الْيُتْمِ وَ ذَوِى الرِّقَّةِ فِى السِّنِّ مِمَّنْ لاحيلَةَ لَهُ، وَ لايَنْصِبُ لِلْمَسْاَلَةِ نَفْسَهُ.
  172.  وَ ذلِكَ عَلَى الْوُلاةِ ثَقيلٌ، وَ الْحَقُّ كُلُّهُ ثَقيلٌ، وَ قَدْ يُخَفِّفُهُ اللّهُ عَلى اَقْوام طَلَبُوا
  173. الْعاقِبَةَ، فَصَبَّرُوا اَنْفُسَهُمْ، وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللّهِ لَهُمْ.
  174. وَ اجْعَلْ لِذَوِى الْحاجاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فيهِ شَخْصَكَ، 
  175. وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عامّاً، فَتَتَواضَعُ فيهِ لِلّهِ الَّذى خَلَقَكَ، 
  176. وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَ اَعْوانَكَ مِنْ اَحْراسِكَ وَ شُرَطِكَ،
  177. حَتّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِع، 
  178. فَاِنّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَقُولُ فى غَيْرِ مَوطِن: 
  179. «لَنْ تُقَدَّسَ اُمَّةٌ لايُؤْخَذُ لِلضَّعيفِ فيها حَقُّهُ مِنَ الْقَوِىِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِع».
  180.  ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِىَّ، وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضّيقَ وَ الاَْنَفَ يَبْسُطِ اللّهُ عَلَيْكَ بِذلِكَ
  181. اَكْنافَ رَحْمَتِهِ، وَ يُوجِبْ لَكَ ثَوابَ طاعَتِهِ. وَ اَعْطِ ما اَعْطَيْتَ هَنيئاً، وَ امْنَعْ فى اِجْمال وَ اِعْذار. 
  182. ثُمَّ اُمُورٌ مِنْ اُمُورِكَ لابُدَّ لَكَ مِنْ مُباشَرَتِها. مِنْها اِجابَةُ عُمّالِكَ بِما يَعْيى عَنْهُ كُتّابُكَ. 
  183. وَ مِنْها اِصْدارُ حاجاتِ النّاسِ يَوْمَ وُرُودِها
  184. عَلَيْكَ بِما تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ اَعْوانِكَ. وَ اَمْضِ لِكُلِّ يَوْم عَمَلَهُ، فَاِنَّ لِكُلِّ يَوْم ما فيهِ.
  185.  وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فيما بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللّهِ اَفْضَلَ تِلْكَ الْمَواقيتِ وَ اَجْزَلَ تِلْكَ الاَْقْسامِ،
  186.  وَ اِنْ كانَتْ كُلُّها لِلّهِ اِذا صَلَحَتْ فيهَا النِّيَّةُ، وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ.
  187. وَلْيَكُنْ فى خاصَّةِ ما تُخْلِصُ لِلّهِ بِهِ دينَكَ اِقامَةُ فَرائِضِهِ الَّتى هِىَ لَهُ خاصَّةً،
  188.  فَاَعْطِ اللّهَ مِنْ بَدَنِكَ فى لَيْلِكَ وَ نَهارِكَ،
  189. وَ وَفِّ ما تَقَرَّبْتَ بِهِ اِلَى اللّهِ مِنْ ذلِكَ كامِلاً غَيْرَ مَثْلُوم وَ لا مَنْقُوص،
  190. بالِغاً مِنْ بَدَنِكَ ما بَلَغَ. وَ اِذا قُمْتَ فى صَلاتِكَ لِلنّاسِ فَلاتَكُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لامُضَيِّعاً، 
  191. فَاِنَّ فِى النّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَ لَهُ الْحاجَةُ. 
  192. وَ قَدْ سَاَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ حينَ وَجَّهَنى اِلَى الْيَمَنِ: كَيْفَ اُصَلّى بِهِمْ؟ فَقالَ: «صَلِّ بِهِمْ كَصَلاةِ اَضْعَفِهِمْ، وَ كُنْ بِالْمُؤْمِنينَ رَحيماً».
  193. وَ اَمّا بَعْدَ هذا، فَلاتُطَوِّلَنَّ احْتِجابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ، فَاِنَّ احْتِجابَ الْوُلاةِ عَنِ الرِّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضّيقِ، وَ قِلَّةُ عِلْم بِالاُْمُورِ.
  194. وَ الاِْحْتِجابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ، فَيَصْغُرُ
  195. عِنْدَهُمُ الْكَبيرُ، وَ يَعْظُمُ الصَّغيرُ، وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ، وَ يَحْسُنُ الْقَبيحُ، وَ يُشابُ الْحَقُّ بِالْباطِلِ. 
  196. وَ اِنَّمَا الْوالى بَشَرٌ لايَعْرِفُ ما تَوارى عَنْهُ النّاسُ بِهِ مِنَ الاُْمُورِ، وَ لَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِماتٌ تُعْرَفُ بِها ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ،
  197.  وَ اِنَّما اَنْتَ اَحَدُ رَجُلَيْنِ: 
  198. اِمَّا امْرُؤٌسَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِى الْحَقِّ فَفيمَ احْتِجابُكَ مِنْ واجِبِ حَقٍّ
  199. تُعْطيهِ، اَوْ فِعْل كَريم تُسْديهِ؟ اَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ، 
  200. فَما اَسْرَعَ كَفَّ النّاسِ عَنْ مَسْاَلَتِكَ اِذا اَيِسُوا مِنْ بَذْلِكَ؛ مَعَ اَنَّ اَكْثَرَ حاجاتِ النّاسِ اِلَيْكَ مِمّا لا مَؤُونَةَ فيهِ عَلَيْكَ، مِنْ شَكاةِ مَظْلِمَة، اَوْ طَلَبِ اِنْصاف فى مُعامَلَة.
  201. ثُمَّ اِنَّ لِلْوالى خاصَّةً وَ بِطانَةً فيهِمُ اسْتِئْثارٌ وَ تَطاوُلٌ وَ قِلَّةُ اِنْصاف فى مُعامَلَة، فَاحْسِمْ مادَّةَ اُولئِكَ بِقَطْعِ اَسْبابِ تِلْكَ الاَْحْوالِ. 
  202. وَ لاتُقْطِعَنَّ لاَِحَد مِنْ حاشِيَتِكَ وَ حامَّتِكَ قَطيعَةً.
  203. وَ لايَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِى اعْتِقادِ عُقْدَة تَضُرُّ بِمَنْ يَليها مِنَ النّاسِ فى شِرْب، 
  204. اَوْ عَمَل مُشْتَرَك يَحْمِلُونَ مَؤُونَتَهُ عَلى غَيْرِهِمْ،
  205. فَيَكُونَ مَهْنَاُ ذلِكَ لَهُمْ دُونَكَ، وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِى الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ.
  206. وَ اَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَريبِ وَ الْبَعيدِ، وَ كُنْ فى ذلِكَ صابِراً مُحْتَسِباً، 
  207. واقِعاً ذلِكَ مِنْ قَرابَتِكَ وَ خاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ، وَ ابْتَغِ عاقِبَتَهُ بِما يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ، فَاِنَّ مَغَبَّةَ ذلِكَ مَحْمودَةٌ.
  208. وَ اِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَاَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ، وَ اعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِاِصْحارِكَ،
  209.  فَاِنَّ فى ذلِكَ رِياضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ،
  210. وَ رِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ، وَ اِعْذاراً تَبْلُغُ بِهِ حاجَتَكَ مِنْ تَقْويمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ.
  211. وَ لا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعاكَ اِلَيْهِ عَدُوُّكَ وَ لِلّهِ فيهِ رِضًى،
  212. فَاِنَّ فِى الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ، وَ راحَةً مِنْ هُمُومِكَ، وَ اَمْناً لِبِلادِكَ.
  213. وَلكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ، فَاِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّما قارَبَ لِيَتَغَفَّلَ. 
  214. فَخُذْ بِالْحَزْمِ، وَ اتَّهِمْ فى ذلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ.
  215. وَ اِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوّ لَكَ عُقْدَةً، اَوْ اَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً،
  216. فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفاءِ، وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالاَْمانَةِ، وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ ما اَعْطَيْتَ، 
  217. فَاِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرائِضِ اللّهِ شَىْءٌ النّاسُ اَشَدُّ عَلَيْهِ اجْتِماعاً، 
  218. مَعَ تَفَرُّقِ اَهْوائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرائِهِمْ، مِنْ تَعْظيمِ الْوَفاءِ بِالْعُهُودِ.
  219.  وَ قَدْ لَزِمَ ذلِكَ الْمُشْرِكُونَ فيما بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلمينَ، لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَواقِبِ الْغَدْرِ. 
  220. فَلاتَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ، وَ لاتَخيسَنَّ بِعَهْدِكَ، وَ لاتَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ، 
  221. فَاِنَّهُ لايَجْتَرِئُ عَلَى اللّهِ اِلاّ جاهِلٌ شَقِىٌّ، وَ قَدْ جَعَلَ اللّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ اَمْناً اَفْضاهُ بَيْنَ الْعِبادِ بِرَحْمَتِهِ،
  222.  وَ حَريماً يَسْكُنُونَ اِلى مَنَعَتِهِ، وَ يَسْتَفيضُونَ اِلى جِوارِهِ.
  223. فَلا اِدْغالَ وَ لا مُدالَسَةَ وَ لا خِداعَ فيهِ. وَ لاتَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فيهِ الْعِلَلَ، 
  224. وَ لاتُعَوِّلَنَّ عَلى لَحْنِ قَوْل بَعْدَ التَّأْكيدِ وَ التَّوْثِقَةِ،
  225. وَ لايَدْعُوَنَّكَ ضيقُ اَمْر لَزِمَكَ فيهِ عَهْدُ اللّهِ اِلى طَلَبِ انْفِساخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ، 
  226. فَاِنَّ صَبْرَكَ عَلى ضيقِ اَمْر تَرْجُو انْفِراجَهُ وَ فَضْلَ عاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْر تَخافُ تَبِعَتَهُ، وَ اَنْ تُحيطُ بِكَ مِنَ اللّهِ فيهِ طِلْبَـةٌ  ، لاتَسْتَقيـلُ فيـها دُنْيـاكَ وَ لاآخِـرَتَـكَ  .
  227. اِيّاكَ وَ الدِّماءَ وَ سَفْكَها بِغَيْرِ حِلِّها، فَاِنَّهُ لَيْسَ شَىْءٌ اَدْعى لِنِقْمَة،
  228. وَ لا اَعْظَمَ لِتَبِعَة، وَ لا اَحْرى بِزَوالِ نِعْمَة وَ انْقِطاعِ مُدَّة مِنْ سَفْكِ الدِّماءِ بِغَيْرِ حَقِّها. 
  229. وَ اللّهُ سُبْحانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبادِ فيما تَسافَكُوا مِنَ الدِّماءِ يَوْمَ الْقِيامَةِ. 
  230. فَلاتُقَوِّيَنَّ سُلْطانَكَ بِسَفْكِ دَم حَرام، فَاِنَّ ذلِكَ مِمّا يُضْعِفُهُ وَ يُوهِنُهُ، بَلْ يُزيلُهُ وَ يَنْقُلُهُ.
  231. وَ لاعُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللّهِ وَ لا عِنْدى فى قَتْلِ الْعَمْدِ، لاَِنَّ فيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ.
  232. وَ اِنِ ابْتُليتَ بِخَطَأ، وَ اَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ اَوْ سَيْفُكَ اَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ ـ 
  233. فَاِنَّ فِى الْوَكْزَةِ فَما فَوْقَها مَقْتَلَةً ـ فَلاتَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطانِكَ عَنْ اَنْ تُؤَدِّىَ اِلى اَوْلِياءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ.
  234. وَ اِيّاكَ و الاِْعْجابَ بِنَفْسِكَ، وَ الثِّقَةَ بِما يُعْجِبُكَ مِنْها، وَ حُبَّ الاِْطْراءِ، 
  235. فَاِنَّ ذلِكَ مِنْ اَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطانِ فى نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ ما يَكُونُ مِنْ اِحْسانِ الْمُحْسِنينَ.
  236. وَ اِيّاكَ وَ الْمَنَّ عَلى رَعِيَّتِكَ بِاِحْسانِكَ، اَوِ التَّزَيُّدَ فيما كانَ مِنْ
  237. فِعْلِكَ اَوْ اَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ، فَاِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الاِْحْسانَ، 
  238. وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ، وَ الخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللّهِ وَ النّاسِ، قالَ اللّهُ تَعالى: 
  239. «كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ اَنْ تَقُولُوا ما لاتَفْعَلُونَ».
  240. وَ اِيّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالاُْمُورِ قَبْلَ اَوانِها، اَوِ التَّسَقُّطَ فيها عِنْدَ اِمْكانِها،  اَوِ اللَّجاجَةَ فيها اِذا تَنَكَّرَتْ، اَوِ الْوَهْنَ عَنْها اِذَا اسْتَوْضَحَتْ.
  241.  فَضَعْ كُلَّ اَمْر مَوْضِعَهُ، وَ اَوْقِعْ كُلَّ عَمَل مَوْقِعَهُ.
  242. وَ اِيّاكَ وَ الاِْسْتِئْثارَ بِمَا النّاسُ فيهِ اُسْوَةٌ، 
  243. وَ التَّغابِىَ عَمّا تُعْنى بِهِ مِمّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ،
  244.  فَاِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ، وَ عَمّا قَليل تَنْكَشِفُ عَنْكَ اَغْطِيَةُ الاُْمُورِ، وَ يُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ.
  245.  اِمْلِكْ حَمِيَّةَ اَنْفِكَ، وَ سَوْرَةَ حَدِّكَ، وَسَطْوَةَ يَدِكَ، وَ غَرْبَ لِسانِكَ، وَاحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذلِكَ بِكَفِّ الْبادِرَةِ، وَ تَأْخيرِ السَّطْوَةِ، 
  246. حَتّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الاِْخْتيارَ،
  247. وَ لَنْ تَحْكُمَ ذلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعادِ اِلى رَبِّكَ. 
  248. وَ الْواجِبُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَذَكَّرَ ما مَضى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ مِنْ حُكُومَة عادِلَة،
  249.  اَوْ سُنَّة فاضِلَة، اَوْ اَثَر عَنْ نَبِيِّنا صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، اَوْ فَريضَة فى كِتابِ اللّهِ، 
  250. فَتَقْتَدِىَ بِما شاهَدْتَ مِمّا عَمِلْنا بِهِ فيها،
  251. وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِى اتِّباعِ ما عَهِدْتُ اِلَيْكَ فى عَهْدى هذا،
  252. وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسى عَلَيْكَ، لِكَيْلاتَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِـكَ اِلـى هَواها.
  253. فَلَنْ يَعْصِمَ مِنَ السُّوءِ، وَلا يُوَفِّقُ لِلْخَيْرِ اِلاَّ اللّهُ تَعالى، وَ قَدْ كانَ فيما عَهِدَ اِلَىَّ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فى وَصاياهُ
  254. تَحْضيضٌ عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَ ما مَلَكَتْهُ اَيْمانُكُمْ، فَبِذلِكَ اَخْتِمُ لَكَ بِما عَهِدْتُ، وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ اِلاّ بِاللّهِ الْعَلِىِّ الْعظيمِ.
  255. وَ مِنْ هذَا الْعَهْدِ وَ هُوَ آخِرُهُ
  256. وَ اَنَا اَسْاَلُ اللّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَ عَظيمِ قُدْرَتِهِ عَلى اِعْطاءِ كُلِّ رَغْبَة، 
  257. اَنْ يُوَفِّقَنى وَ اِيّاكَ لِما فيهِ رِضاهُ، 
  258. مِنَ الاِْقامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْواضِحِ اِلَيْهِ وَ اِلى خَلْقِهِ، مَعَ حُسْنِ الثَّناءِ فِى الْعِبادِ، وَ جَميلِ الاَْثَرِ فِى الْبِلادِ،
  259.  وَ تَمامِ النِّعْمَةِ وَ تَضْعيفِ الْكَرامَةِ، وَ اَنْ يَخْتِمَ لى وَ لَكَ بِالسَّعادَةِ وَ الشَّهادَةِ،  اِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ. 
  260. وَالسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً. وَالسَّلامُ.

متن فارسی

عهدنامه مکتوب آن حضرت است براى مالک اشتر نَخَعى ـ رحمه اللّه ـ زمانى که او را به امارت مصر و مناطق تابعه آن انتخاب نمودو این برنامه به وقتى بود که کار حاکم مصر محمد بن ابوبکر در آشفتگى قرار داشت.این عهدنامه طولانى ترین عهدنامه و از جهت دربرداشتن خوبیها جامع ترین آنهاست

  1. این فرمانى است که بنده خدا امیرالمؤمنین در پیمانش به مالک بن حارث
  2. اشتر زمانى که او را به فرمانروایى مصر برگزید دستور داد، تا مالیاتهاى آن را جمع کند، و با دشمنش
  3. جهاد نماید، و به اصلاح اهلش برخیزد، و شهرهایش را آباد سازد.
  4. او را فرمان مى دهد به تقواى الهى، و مقدم داشتن طاعت خدا، و پیروى آنچه را که خداوند در کتابش
  5. از واجبات و سنّت هاى خود امر فرموده، که کسى جز به پیروى آنها خوشبخت نمى شود، 
  6. و جز به انکار و ضایع نمودن آنها بدبخت نمى گردد؛ و دیگر آنکه خداوند سبحان را به قلب و دست و زبانش یارى کند، زیرا خداوند یارىِ یارى کننده خود، و عزّت آن کس را که او را عزیز بدارد ضامن شده.
  7. او را دستور مى دهد که نفس را به وقت خواسته هاى نابجا درهم شکند، و آن را به هنگام سرکشى ها بازدارد،
  8. که نفس امرکننده به بدى است مگر خداوند رحم نماید.
  9. اى مالک، آگاه باش که تو را به شهرهایى روانه کردم که پیش از تو فرمانروایانى در آن به عدالت و ستم حکومت کردند،
  10.  و مردم به وضع تو به همان صورت مى نگرند که تو به حاکمان پیش از خود مى نگریسته اى، 
  11. و همان را در حق تو مى گویند که تو درباره حاکمان گذشته مصر مى گفته اى؛ 
  12. شایستگان را به ذکر خیرى که خداوند بر زبان بندگانش جارى مى کند مى توان شناخت.
  13.  پس باید محبوبترین اندوخته ها در نزد تو عمل صالح باشد.
  14. بنابراین بر هواهایت مسلط باش، نسبت به خود از آنچه بر تو حلال نیست بخل بورز، 
  15. زیرا بخل به خود انصاف دادن از خود است در رابطه با آنچه محبوب یا منفور انسان است. مهربانى و محبت و لطف به رعیت را شعار قلب خود قرار ده، 
  16. بر رعیت همچون حیوان درنده مباش که خوردن آنان را غنیمت دانى ، 
  17. که رعیت بر دو گروهند: یا برادر دینى توانَد، یا انسانهایى مانند تو، 
  18. که خطاهایى از آنان سر مى زند، علل گناهى بر آنان عارض مى شود، و گناهانى از آنان به عمد یا اشتباه بروز مى کند، 
  19. پس همان گونه که علاقه دارى خداوند بخشش و چشم پوشى را به تو
  20. عنایت نماید رعیت را مورد عفو و چشم پوشى قرار بده، چرا که تو از نظر قدرت برتر از آنانى،
  21. و آن که بر تو ولایت دارد بالاتر از تو مى باشد، و خداوند برتر از آن کسى که تو را والى مصر نموده،
  22. خداوند کفایت امور رعیّت را از تو خواسته، و به خاطر آنان تو را در عرصه آزمایش قرار داده.
  23. خود را در موقف جنگِ با خدا قرار مده، که تو را تحمّل کیفر او نیست، و از عفو و رحمتش بى نیاز نمى باشى.
  24.  از گذشتى که ازمردم کرده اى پشیمان مشو، و برکیفرى که داده اى شاد مباش،
  25. و به خشمى که راه بیرون رفتن ازآن وجود دارد شتاب مکن، و فریاد مزن که من برشما گمارده ام، فرمان مى دهم باید اطاعت شوم؛ 
  26. که این وضع موجب فساد دل، و کاهش و ضعف دین، و باعث نزدیک شدن زوال قدرت است. 
  27. هرگاه حکومت براى تو خودبزرگ بینى و کبر به وجود آورد،
  28. به بزرگى سلطنت خداوند که فوق توست و قدرتى که بر تو دارد و تو را بر خودت آن قدرت و توانایى نیست نظر کن، 
  29. که این نظر کبر و غرورت را مى نشاند، و تندى و شدت را از تو بازمى دارد، 
  30. و عقلِ از دست رفته را به تو بازمى گرداند. از برابر داشتن خود با عظمت حق، و از تشبّه خود با جبروت خداوند برحذر باش، 
  31. که حضرت او هر گردنکشى را خوار،و هر متکبرى را بى ارزش و پست مى کند.
  32. خدا و مردم را از جانب خود و خواص از خاندانت و کسانى از رعیتت که به او علاقه دارى انصاف ده، که اگر انصاف ندهى ستم کرده اى، 
  33. و هر که به بندگان خدا ستم کند خداوند به جاى بندگان ستمدیده خصم او مى باشد، و هرکه خداوند خصم او باشد عذرش را باطل کند،
  34.  و شخص ستمکار محارب با خداست تا وقتى که از ستم دست بردارد و توبه کند. چیزى در تغییر نعمت خدا، و سرعت دادن به عقوبت او قوى تر از ستمکارى نیست،
  35.  که خداوند شنواى دعاى ستمدیدگان، و در کمین سـتمکاران است.
  36. باید محبوبترین امور نزد تو میانه ترینش در حق، و همگانى ترینش در عدالت،  و جامع ترینش در خشنودى رعیت باشد
  37. چرا که خشم عمومْ خشنودى خواص را بى نتیجه مى کند، و خشم خواص در برابر خشنودى عموم بى اثر است.
  38. و به وقت آسانى و رفاه احدى از رعیّت بر والى پرخرج تر، 
  39. و زمان مشکلات کم یارى تر، و هنگام انصاف ناخشنودتر، و در خواهش و خواسته با اصرارتر، و زمان
  40. بخشش کم سپاس تر، و وقت منعِ از عطا دیرعذرپذیرتر، و در حوادث روزگار بى صبرتر از خواص نیست. 
  41. همانا ستون دین، و جمعیّت مسلمانان، و مهیاشدگان براى جنگ با دشمن توده مردمند، پس باید توجه و میل تو به آنـان باشد.
  42. باید دورترین رعیّت تو از حریم تو، و در شدّت کینه تو نسبت به او کسى باشد که در حق مردم عیبجوتر است، 
  43. زیرا در مردم عیوبى هست که والى در پوشاندن آن عیوب از همه کس سزاوارتر است،
  44. پس دررابطه باعیوبى که ازمردم بر توپنهان است کنجکاوى مکن، چراکه فقط در آنچه از عیوب مردم نزدتو معلوم است وظیفه اصلاح دارى، 
  45. و نسبت به آنچه از عیوب رعیّت بر تو پنهان است خداوند داورى مى کند.
  46. پس تا مى توانى عیوب مردم را بپوشان، تا خداوند عیوب تو را که علاقه دارى از مردم پوشیده بماند پرده پوشى کند.
  47.  گره هر کینه اى که از مردم به دل دارى بگشاى، و رشته هر انتقامى را قطع کن، 
  48. و در هر چه از دیگران برایت ثابت نشده خود را به غفلت زن، در باور کردن گفتار سخن چینان شتاب مکن، زیرا سخن چین خائن است گرچه خود را شبیه خیرخواهان نشان دهد.
    مشـاوران
  49. در امور خود بخیل را وارد مشورت مکن که تو را از بخشش مانع گردد، و از تهیدستى مى ترساند؛
  50.  و همچنین با بزدل و ترسو که تو را در اجراى برنامه هایت سست مى نماید؛ و نه با طمعکار
  51. که حرص براندوختن و ستمگرى را در نظرت مى آراید، همانا بخل و ترس و حرص سرشت هایى جداى از هم اند که جمع کننده آنها در انسان سوءظن به خداوند است.
    وزیــران
  52. بدترین وزراى تو وزیرى است که پیش از تو وزیر اشرار بوده، و در گناهانشان شرکت داشته،
  53.  چنین کسى نباید از محرمان تو باشد، که اینان یاران اهل گناه، و برادران اهل ستم اند، 
  54. البته درحالى که قدرت دارى جانشینى بهتر ازآنان بیابى که درکشوردارى مانند آنان داراى رأى و کاردانى است،  و بار سنگین گناهان آنان هم بر او نیست،
  55.  از کسانى که اهل ستم را درستمکارى و گناهکاران را در گناهشان یارى نکرده است. هزینه اینان بر تو سبکتر،و همکاریشان بهتر، و نسبت به تو در طریق عطوفت مایل تر، و الفتشان با بیگانه کمتر است.
  56. اینان را از خاصان خود در خلوتها و مجالس خویش قرار ده. و نیز باید از وزرایت برگزیده ترینشان نزد تو وزیرى باشد که سخن تلخ حق را به تو بیشتر بگوید، 
  57. و نسبت به آنچه که خداوند براى اولیائش خوشندارد کمتر تو را یارى دهد، گرچه این برنامه بر علیه میل تو به هر جا که خواهد برسد. به اهل پاکدامنى و صدق بپیوند، 
  58. و آنان را آنچنان تعلیم ده که تو را زیاد تعریف نکنند، و بیهوده به کارى که انجام نداده اى تو را شاد ننمایند، که تمجیدِ فراوان ایجاد کبر و نخوت کند، و به گردنکشى نزدیک نماید.
    نیکوکار و بدکار
  59. نیکوکار و بدکار در برابرت یکسان نباشند، 
  60. که این کار نیکوکار را در انجام کار نیک بى رغبت، و بدکار را در بدى ترغیب مى کند،
  61.  هر کدام را نسبت به کارشان پاداش بخش. آگاه باش
  62. که چیزى براى جلب خوشبینى حاکم بر رعیت بهتر از نیکى به آنان،
  63. و سبک کردن هزینه بر دوش ایشان، و اجبار نکردنشان به حقّى که حاکم بر آنان ندارد نیست. 
  64. به صورتى باید رفتار کنى که خوش گمانى بر رعیتت را در کمک همه جانبه به حاکم فراهم آرى،
  65.  که این خوش گمانى رنجى طولانى را از تو برمى دارد، و به خوش گمانى تو
  66. کسى شایسته تر است که از تو احسان دیده، و به بدگمانیت کسى سزاوارتر است که از جانب تو به او ناراحتى رسیده.
    روشــها
  67. روشى را که بزرگان امت بر اساس آن رفتار کرده اند، و به سبب آن در میان مردم الفت برقرار شده، 
  68. و اصلاح جامعه بر پایه آن بوده از بین مبر، و روشى را که به روشهاى گذشته ضرر مى زند به وجود نیاور، 
  69. که پاداش و اجربراى کسى است که روشهاى درست را برپاکرده، وگناه از بین بردن آن روشها بر گردن توست.
    با دانشمندان
  70. در استوار ساختن آنچه صلاح کار شهرهایت بر آن است، و برپا داشتن آنچه مردم پیش از این به آن مستقیم شده اند با دانشمندان و اندیشمندان زیاد گفتگو کن.
    طبقات جامعه
  71. آگاه باش که مردم مملکت گروههاى مختلفند که هر گروه جز به گروه دیگر اصلاح نمى شود،و با داشتن گروهى از گروه دیگر بى نیازى نیست.
  72.  اینان عبارتند از ارتش حق، و نویسندگان عمومى و خصوصى، و قاضیان عدل، و مأموران انصاف و مدارا،
  73. و اهل جزیه و مالیات از غیر مسلمان و مسلمان، و تاجران و صنعتگران، و طبقه پایین از نیازمندان و افتادگان. 
  74. خداوند سهم هر یک از این طبقات را مقرر فرموده، و در کتابش یا سنّت پیامبرش صلّى اللّه علیه وآله عهدى محفوظ را بر حدّ و اندازه واجب آن نزد ما قرار داده است.
    سـپاهیان
  75. ارتش به اذن خداوند دژ مردم، و زینت حاکمان، و ارجمندى دین، و راههاى امنیّت اند،
  76.  که مردم بدون آنان برپاى نمانند. سپس نظام ارتش
  77. جز با مالیاتى که خداوند براى آنان قرار داده استوار نگردد، مالیاتى که به وسیله آن در جنگ با دشمن توانا مى شوند،
  78.  و براى اصلاح زندگى خود به آن تکیه مى نمایند، و مایه رفع نیازمندیهاى آنان است.
  79.  سپس کار ارتش و مالیات دهندگان استوار نگردد جز با گروه سوم که عبارتند از
  80. قضات و کارگزاران حکومت و منشیان حسابگر که قراردادها را محکم مى کنند، و آنچه را به سود رعیّت است جمع مى نمایند،
  81.  و در امور خصوصى و عمومى بر آنان اعتماد مى شود.
  82. و کار اینان نیز به سامان نشود جز با تاجران و صنعتگران که آنچه براى مردم سودمند است فراهم مى آورند،
  83.  و بازارها را به آن برپا مى دارند، و به کارهایى که به نفع مردم است دست مى زنند، کارهایى که از غیر ایشان ساخته نیست.
  84.  سپس جمع نیازمند و از کار افتاده است که احسان و یارى ایشان لازم است. و براى هر کدام از این گروهها نزد خداوند گشایشى است، 
  85. و براى هر یک از این طبقات به مقدارى که امور آنان را اصلاح نماید برعهده والى حقّى است،
  86. و والى از اداى آنچه خداوند برعهده او قرار داده برنیاید جز با کوشش و یارى خواستن از خداوند، و مهیّا نمودن خود بر به کارگیرى حق و استقامت بر آن، چه اینکه بر او آسان باشد یا سخت. 
  87. آن که پیش تو نسبت به خداوند و پیامبر و پیشوایت خیرخواه تر و پاک دامن تر و بردبارتر است او را به فرماندهى ارتشت انتخاب کن، از آنان که دیر
  88. به خشم آیند،
  89.  و پوزش پذیرترند، و به ناتوانان مهربان، و در برابر زورمندان گردنفرازند، واز آنان که خشونت او را برنینگیزد، و ناتوانى وى را بر جاى ننشاند.
  90. با صاحبان مکارم و شرافت، و خانواده هاى شایسته و داراى سوابق نیکو پیوند برقرار کن،
  91.  پس از آن با دلاورمردان و شجاعان و بخشندگان و جوانمردان رابطه برقرار ساز، 
  92. زیرا اینان جامع بزرگوارى، و شاخه هایى از خوبى و احسانند. سپس از آنان چنان دلجویى کن که پدر و مادر از فرزندشان دلجویى مى نمایند،
  93.  و نباید چیزى که آنان را به وسیله آن نیرومند مى سازى در دیده ات بزرگ آید،
  94. و لطفى که نسبت به ایشان متعهد شده اى کوچک شمارى گرچه کوچک باشد، زیرا لطف تو آنان را نسبت به تو خیرخواه و خوش گمان مى نماید.
  95.  از بررسى امور ناچیز آنان به امید بررسى کارهاى بزرگشان چشم مپوش، که نیکى اندک تو جایى دارد که از آن بهره مند مى گردند،
  96. و براى احسان بزرگ تو نیز موقفى است که از آن بى نیاز نیستند.
  97. و باید برگزیده ترین سران سپاهت نزد تو کسى باشد که در کمک به سپاهیان مواسات را رعایت نماید،
  98. و از توانگرى خود به آنان احسان کند به اندازه اى که بتواند سپاهیان و خانواده هاى آنان را که از خود به جاى نهاده اند اداره نماید،
  99.  تا اندیشه آنان در جنگ با دشمن یک اندیشه باشد، چرا که عنایت تو نسبت به آنان دلهایشان را متوجه تو مى گرداند.
  100.  برترین چیزى که موجب چشم روشنى زمامداران مى شود برقرارى عدالت در شهرها، و ظهور دوستى و محبت رعیت است.
  101.  و دوستى رعیت آشکار نشود مگر به سلامت دل آنان، و خیرخواهى ایشان درست و راست نگردد جز آنکه زمامداران خود را حمایت نمایند، 
  102. و حکومت حاکمان را بر خود سنگین نشمارند، و توقع به پایان رسیدن زمان حکومتشان را نداشته باشند.
  103.  پس آرزوهاى رعیّت را برآور، و نیکو ستودن آنان را پیوسته دار، و رنج و زحمت و کوشش و ابتلاى صاحبان فعالیت را در نظر داشته باش، 
  104. چه اینکه بسیار یاد کردن کارهاى خوبْ دلیر را به هیجان آورده، و ترسو را به کوش وامى دارد ان شاء اللّه.
  105.  سپس کوشش هریک از آنان را به دقّت بشناس، و زحمت کسى را به دیگرى نسبت مده،
  106.  و در اجر و مزدش به اندازه رنجى که برده کوتاهى مکن، و مقام کسى باعث نشود که کوشش اندکش را بزرگ شمارى، و معمولى بودن شخص علت نگردد که کار بزرگش را انـــدک دانـــى .
    رجوع به کتاب و سنّت
  107. جایى که کارها بر تو مشکل شود و در امورى که برایت شبهه حاصل گردد حلّ آن را به خدا و پیامبرش ارجاع ده، که خداوند به مردمى که هدایتشان را علاقه داشته فرموده:
  108. «اى کسانى که ایمان آورده اید، خدا و پیامبر و اولى الامر از خودتان را اطاعت کنید، و اگر در برنامه اى اختلاف کردید حکمش را به خدا و رسول بازگردانید».
  109. بازگردان به خدا قبول آیات محکم او، و ارجاع به رسول پذیرفتن سنّت اوست که جمع کننده همگان بر یک رأى است و پراکنده نیست.
    قاضیـان
  110. براى قضاوت بین مردم برترین شخص نزد خودت را انتخاب کن، کسى که امور قضاوت او را دچار تنگنا نکند، و برخورد مدعیانِ پرونده وى را گرفتار لجبازى ننماید، و در خطا پافشارى نورزد،
  111. و هنگام شناخت حق از بازگشت به آن درنماند، و درونش به طمع میل نکند، 
  112. و در رسیدن به حقیقت مقصود به اندک فهم اکتفا ننماید، و درنگش در شبهات از همه بیشتر باشد،
  113. و دلایل را بیش از همه به کار گیرد، و از رفت و آمد نزاع کنندگان کمتر ملول شود، و در کشف امور از همه شکیباتر، 
  114. و در وقت روشن شدن حکم از همه قاطع تر باشد، کسى که ستایش مردم او را دچار خودبینى نکند، وتمجیدوتعریف او را به تعریف کننده مایل ننماید،که آراستگان به این صفات درجامعه اندکند.
  115. قضاوت قاضى را هرچه بیشتر بررسى کن، و در پرداخت مال به او گشاده دست باش آن مقدار که نیازش را برطرف کند، و احتیاجش به مردم کم شود، و آنچنان مقامش را نزد خود بالا بر که از نزدیکانت
  116. احدى در نفوذ به او طمع ننماید، تا از ضایع شدنش به توسط مردم نزد تو در امان بماند. 
  117. در زمینه انتخاب قاضى از هر جهت دقت کن دقّتى بلیغ و رسا، که این دین اسیر دست اشرار بود، در آن به هوا و هوس عمل مى کردند، و وسیله دنیاطلبى آنان بود.
    رسیدگى به کار کارگزاران
  118. سپس درامور کارگزاران حکومتت دقت کن و آنان را پس از آزمایش به کار گیر، از راه هوا وهوس و خودرأیى آنان را به کارگردانى مگمار،
  119.  زیرا هوا و هوس و خودرأیى جامع همه شعبه هاى ستم و خیانت است.
  120. از عمّال حکومت کسانى را انتخاب کن که اهل تجربه و حیاءاند، و از خانواده هاى شایسته و در اسلام پیش قدم ترند، چرا که اخلاق آنان کریمانه تر، و خانواده ایشان سالم تر، و مردمى کم طمع تر، و در ارزیابى عواقب امور دقیق ترند.
  121. سپس جیره آنان را فراوان ده، زیرا این برنامه براى آنان در اصلاح وجودشان قوّت است، 
  122. و ازخیانت درآنچه زیردست آنان مى باشد بى نیازکننده است، و اگر از فرمانت سر برتابند و یا در امانت خیانت کنند بر آنان حجّت است.
  123.  به کارهایشان رسیدگى کن، و جاسوسانى از اهل راستى و وفا بر آنان بگمار، زیرا بازرسى پنهانى تو از کارهاى آنان سبب امانتدارى ایشان و مداراى با رعیّت است.
  124.  از یاران و یاوران برحذر باش، اگر یکى از آنان دست به خیانت دراز کند و مأموران مخفى تو بالاتفاق خیانتش را گزارش نمایند اکتفاى به همین گزارش تو را بس باشد،
  125.  و او را به جرم خیانت کیفربدنى بده، و وى را به اندازه عمل ناپسندش عقوبت کن،وسپس اورا به مرحله ذلّت وخوارى بنشان، و داغ خیانت را بر او بگذار، و گردنبند عار و بدنامى را به گردنش بینداز.
    مـالیـات
  126. در مسأله مالیات به صورتى که اصلاح مالیات دهندگان در آن است رسیدگى کن، چه اینکه صلاح و بهبودى مالیات و مالیات دهندگان صلاح دیگران است،
  127.  و براى دیگران آسایش جز با بهبودى آنان وجود ندارد
  128. چرا که تمام مردم جیره خوار مالیات و پرداخت کنندگان آن هستند. باید اندیشه ات در آبادى زمین از تدبیرت در جمع آورى مالیات بیشتر باشد،
  129.  زیرا مالیات جز باآباد کردن زمین به دست نمى آید، و هر کس بخواهد منهاى آباد نمودن مالیات بگیرد شهرها را خراب کرده، و بندگان خدا را به هلاکت انداخته، و حکومتش جز اندک زمانى نماند. 
  130. اگر مالیات دهندگاناز سنگینى مالیات، یا برخورد به آفات، یا خشک شدن چشمه ها، یا کمى باران، یا تغییر زمینبر اثر آب گرفتگى، یا بى آبى شکایت کنند مالیات را به اندازه اى که اوضاع آنان بهبود یابد تخفیف ده،
  131. و این تخفیفِ خرجى آنان بر تو سنگین نیاید، زیرا تخفیف تو ذخیره اى است که با آبادکردن شهرهاى تو و آرایش حکومتت به تو بازمى گردانند،
  132.  علاوه ستایش مردم را به خود جلب نموده، و شادمان هستى که سفره عدالت را در بین آنان گسترده اى،
  133. در حالى که با قوت بخشیدن به آنان به وسیله ذخیره اى که در تخفیف مالیات نزد ایشان نهاده اى مى توانى بر آنان اعتماد کنى، 
  134. و با عدالت و مهربانیت که آنان را به آن عادت داده اى بر آنان مطمئن باشى،
  135. چه بسا گرفتاریهایى که پیش آید که پس از نیکى به مالیات دهندگان اگر حلّ آن را به آنان واگذارى با طیب خاطر بپذیرند، 
  136. چه اینکه بر مملکت آباد آنچه را بار کنى تحمّلِ کشیدنش را دارد، و علّت خرابى زمین بى چیزى و تنگدستى اهل آن زمین است، و فقر و ندارى آنان
  137. ناشى از زراندوزى والیان، و بدگمانى آنان به بقاء حکومت، و کم بهره گیرىآنان از عبرتها و پندهاست.
    کـاتبـان
  138. سپس در حال نویسندگان و منشیان حکومت دقّت کن، و امورت را به بهترین آنها بسپار،
  139. نامه هایت را که دربردارنده امور محرمانه است به آنان که در تمام خوبیهاى اخلاق از دیگران جامع ترند بسپار،
  140.  کسى که پست و مقام او را مست نکند و منزلتش باعث جرأت او
  141. در مخالفت با تو در جمع حاضران نگردد، و غفلتش سبب کوتاهى در رساندن نامه هاى کارگزارانت به تو، و گرفتن جوابهاى صحیح آن نامه ها از تو نشود،
  142. و در آنچه براى تو مى ستاند و یا از جانب تو مى دهد فروگذارى ننماید، و پیمان و قراردادى که براى تو مى بندد سست نبندد، و از به هم زدن قراردادى که به زیان تو منعقد شده ناتوان نماند، به مرتبه و اندازه اش جاهل نباشد تا در امور به اندازه مقام خود وارد گردد، که جاهل به مقام خویش به مقام دیگران جاهل تر است.
  143.  انتخاب منشیان به فراست و اعتماد و خوش گمانى خودت نباشد، 
  144. چرا که مردان براى جلب نظر حاکمان خود را به ظاهرسازى و خوش خدمتى مى شناسانند،
  145.  در حالى که پشت پرده این ظاهرسازى خبرى از خیرخواهى و امانتدارى نیست، 
  146. بلکه آنان را به کارهایى که براى نیکان پیش از توانجام داده اند امتحان کن،
  147.  پس به آن شخص روى آر که در میان مردم اثرش نیکوتر، و در امانتدارى معروفتر است، که این برنامه نشانه خیرخواهى تو براى خدا و براى کسى است که عهده دار کار اویى.  
  148. براى هر کارى از کارهایت رئیسى از منشیان قرار ده، که بزرگى امور او را عاجز نکند، و کثرت کارها پریشانش نسازد.
  149. چنانچه در منشیانت عیبى باشد و تو از آن بى خبر بمانى مسئول آن هستى.
    تاجران و صنعتگران
  150. درباره تاجران و صنعتگران پذیراى سفارش باش، و نسبت به آنان سفارش به نیکى کن،
  151. بدون فرق بین آنان که در یک جا مقیمند، و آنان که با مال خود در رفت و آمدند، و آنان که با هنر دست خود در پى کسب و سودند، 
  152. چه اینکه اینان مایه هاى منافع، و اسباب راحت جامعه، و جلب کننده سودها از مکانهاى دوردست، در بیابان و دریا، و زمین هموار و ناهموار منطقه حکومت تواَند، 
  153. از مناطقى که مردم در آن جمع نمى شوند، و به رفت و آمد در آنها جرأت نمى کنند، اینان اهل سلامت اندکه از ضرر آنان بیمى نیست، و اهل صلح و مسالمت اند که ترسى از بدى و آسیب آنان وجود ندارد.
  154. از آنان که در منطقه حکومت تو به سر مى برند و آنان که در گوشه و کنار شهرهایت هستند کنجکاوى کن،
  155. ولى روشن باش که با همه آنچه تذکر دادم در میان ایشان گروهى تنگ نظر و بخیل به شکلى قبیح و زشت، و مردمى محتکر، 
  156. و نرخ گذارانى به دلخواه در امر خرید و فروش وجود دارد، که در این وضع زیان جامعه و عیب و ننگ زمامداران است. 
  157. پس از احتکار جلوگیرى کن که رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله آن را منع فرمود.
  158.  داد و ستد باید آسان باشد، و بر موازین عدالت صورت گیرد، و به نرخى معامله شود که به فروشنده و خریدار اجحاف نشود
  159. هرگاه کسى پس از نهى تو دست به احتکار زد او را مجازات کن ولى در مجازاتش از زیاده روى بپرهیز.
    طبقه پایین جامعه
  160. خدا را خدا را در طبقه پایین اجتماع، از آنان که راه چاره ندارند،
  161. و از کارافتادگان و نیازمندان و دچارشدگان به زیان و سختى و صاحبان امراضى که از پا درآمده اند،
  162. در میان اینان کسانى هستند که روى سؤال و اظهار حاجت دارند و کسانى که عفت نفسشان مانع از سؤال است.
  163. بنابراین آنچه را که خداوند در مورد آنان از حفظ حقوق از تو خواسته به حفظ آن پرداز، 
  164. نصیبى از بیت المال که در اختیار توست، و سهمى از غلاّت خالصه جات اسلامى را در هر منطقه براى آنان قرار ده،
  165.  که براى دورترین آنها همان سهمى است که براى نزدیکترین آنان است، 
  166. در هر صورت رعایت حق هر یک از آنان از تو خواسته شده، پس نشاط و فرورفتن در نعمت تو را از توجه به آنان بازندارد،
  167. چه اینکه از بى توجهى به امور کوچک آنان به بهانه پرداختن به کارهاى زیاد و مهم معذور نیستى، از اندیشه ات در امور ایشان دریغ مکن، 
  168. و رخ از آنان برمتاب، نسبت به امور نیازمندان و محتاجانى که به تودسترسى ندارند، ازآنان که دیده ها خوارشان مى شمارد، و مردم تحقیرشان مى کنندکنجکاوى کن،
  169. براى به عهده گرفتن امور اینان انسانى مورد اعتماد خود را که خداترس و فروتن است مهیّا کن، تا وضع آنان را به تو خبر دهد. 
  170. سپس با آنان به صورتى عمل کن که به وقت لقاء حق عذرت پذیرفته شود،
  171. زیرا اینان در میان رعیت از همه به دادگرى و انصاف نیازمندترند، و در اداى حق همگان باید چنان باشى که عذرت نزد خداوند قبول شود.
  172.  به اوضاع یتیمان و سالخوردگان که راه چاره اى ندارند، و خودرا درمعرض سؤال ازمردم قرارنداده اندرسیدگى کن.
  173.  آنچه سفارش کردم بر حاکمان سنگین است، البته همه حق سنگین است، و گاهى خداوند آن را بر اقوامى سبک مى کند که خواهان عاقبت به خیرى هستند، 
  174. وخودرا به صبر و استقامتواداشته، وبه صدق آنچه خداوندبه آن وعده داده اعتماد کرده اند.
    ملاقات با نیازمندان
  175. از جانب خود وقتى را براى آنان که به شخص تو نیازمندند قرار ده و در آن وقت وجود خود را براى آنان از هر کارى فارغ کن، 
  176. و جلوست براى آنان در مجلس عمومى باشد، و براى خداوندى که تو را آفریده تواضع کن،
  177.  و لشگریان و یاران از پاسبانان و محافظان خود را از این مجلس برکنار دار،
  178. تاسخنگوى نیازمندان بدون ترس ونگرانى ولکنت وتردید با توسخن بگوید
  179. ،که من بارها از رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله شنیدم مى فرمود: «امتى به پاکى و قداست نرسد مگر اینکه حق ناتوان را از قدرتمند با صراحت و روانى کلام بگیرد»
  180. . آن گاه خشونت و درست حرف نزدن آنان را تحمل کن، تنگ خویى و غرور و خودپسندى نسبت به آنان را از خود دور کن تا خداوند جوانب
  181. رحمتش را بر تو بگشاید، و ثواب طاعتش را بر تو واجب کند. آنچه عطا مى کنى به خوشرویى عطا کن، و خوددارى از عطا را با مهربانى و عذر همراه نما.
  182. قسمتى از امور است که باید خودت به انجام آنها برخیزى، از جمله پاسخ دادن به کارگزاران دولت آنجا که منشیانت از پاسخ گویى ناتوانند.
  183.  و نیز جواب دادن به حاجات و مطالب مردم در همان روزى که حاجاتشان
  184. به تو مى رسد و پاسخش همکارانت را تنگدلوناراحت مى کند. برنامه هر روز را در همان روز انجام ده، زیرا هر روز را کارى مخصوص به همان روز است. 
  185. بهترین اوقات و باعظمت ترین ساعات را براى خود در آنچه بین تو و خداوند است اختصاص ده، 
  186. هرچند همه کارها در تمام اوقات براى خداست
  187. اگر نیّـت صحیح باشد، و رعیّت از آن کارها روى آسایش ببیند .
    توجه به واجبات الهى
  188. و باید در خصوص آنچه به آن دینت را براى خدا خالص مى کنى اقامه واجبات باشد واجباتى که مخصوص به خداوند است، 
  189. روى این ملاک از بدنت در شب و روز در اختیار خداوند قرار بده،
  190. و از آنچه موجب قرب تو به خداوند مى شود به نحو کامل و بدون کم و کاست انجام ده،
  191. گرچه هرگونه صدمه وفرسایشى به بدنت واردآید. چون بامردم به نمازجماعت بایستى نه چنان نمازبگزارکه مردم را رمیده کنى نه به آن صورت که نماز را ضایع نمایى، 
  192. که در میان مردم هم بیمار وجود دارد و هم کسى که حاجتى دارد و باید به دنبال آن برود.
  193.  من از رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله هنگام سفرى که مرا به یمن فرستاد پرسیدم: با مردم چگونه نماز بگزارم؟ فرمود: «با آنان نمازى بخوان مانند نمـاز ناتوان ترین آنـان، و به مردم مـؤمن مهربان باش».
  194. در میان مردم
  195. اما بعد از این، پنهان ماندنت را از رعیت طولانى مکن، که در پرده ماندن حاکم شعبه اى است از تنگ خویى و کم اطلاعى به امور.
  196. و پنهان ماندن حاکم از رعیتْ حاکمان را از دانستن آنچه بر آنان پوشیده است بازمى دارد، بر این اساس
  197. کار بزرگ پیش آنان کوچک و کار کوچک بزرگ جلوه مى کند، زیبا زشت گردد و زشت زیبا شود، و حق به باطل آمیخته مى گردد.
  198.  زمامدار انسانى است که آنچه را مردم از او پوشیده دارند نخواهد دانست، و حق را هم نشانه اى نیست که به وسیله آن انواع راستى از دروغ شناخته شود، 
  199. و تو یکى از دو مردى: یا انسانى هستى که وجودت به بخشیدن در راه خدا سخاوتمند است، پس نسبت به حق مردم واجبى که باید عطا کنى یا کار نیکى که باید ادا نمایى علّت روى نشان ندادنت به رعیت چیست؟ یا انسانى هستى مبتلا به بخل، 
  200. که در این صورت زود باشد که مردم دستِ درخواستشان را از تو بازدارند آن گاه که از عطا و بخششت ناامید گردند. با اینکه بیشترین حاجات مردم از تو چیزى است که برایت زحمت و رنجى ندارد، از قبیل شکایت از ستمى،یا درخواست انصاف در خرید و فروشى.
  201. سپس والیان را نزدیکانى است که آنان را خوى خودخواهى و دست درازى به مال مردم، و کمى انصاف در داد و ستد است، به جدا کردن اسباب و وسایل این حالات مادّه و ریشه آنان را قطع کن.
  202.  به هیچ یک از اطرافیان و اقوام خود زمینى از اقطاع مسلمین واگذار مکن.
  203. نباید در تو طمع ورزد کسى به گرفتن مزرعه اى که در آبشخور آن به همسایه زیان رساند،
  204.  یا کارى که باید با شرکت به سامان رسد مشقّت کار مشترک را به همسایگان تحمیل کند،
  205. در آن صورت سودش براى آن طمعکاران و عیب و زشتى آن در دنیا و آخرت برعهده تو خواهدبود.
  206. حق را نسبت به هر که لازم است از نزدیک و دور رعایت کن، و در این زمینه شکیبا و مزدخواه از خدا باش، 
  207. گرچه این برنامه به زیان نزدیکان و خاصانت باشد، و در این مورد نسبت آنچه بر تو گران است جویاى عاقبتش باش، که سرانجامِ رعایت حق پسندیده و نیکوست.
  208. هرگاه رعیت گمان ستمى بر تو ببرد آشکارا عذرت را به آنان ارائه کن، و به اظهار عذر گمانهاى آنان را از خود بگردان،
  209.  چرا که اظهار عذر موجب عادت دادن نفس به اخلاق حسنه،
  210. و مهربانى و نرمى نسبت به رعیت است، و این عذرخواهى تو را به خواسته ات در واداشتن رعیت به حـق مى رساند.
    صـلـح
  211. از صلحى که دشمنت به آن دعوت مى کند و خشنودى خدا در آن است روى مگردان،
  212. زیرا صلح موجب آسایش لشگریان، و آسودگى خاطر آنها، و امنیت شهرهاى توست.
  213. ولى پس از صلح به کلى از دشمن حذر کن، چه بسا که دشمن براى غافلگیر کردن تن به صلح دهد. 
  214. در این زمینه طریق احتیاط گیر، و به راه خوش گمانى قدم مگذار.
  215. اگر بین خود و دشمنت قراردادى بستى، یا از جانب خود به او لباس امان پوشاندى،
  216. به قراردادت وفا کن، و امان دادنت را به امانت رعایت نما، و خود را سپر تعهدات خود قرار ده، 
  217. زیرا مردم بر چیزى از واجبات الهى چون بزرگ شمردن وفاى به پیمان 
  218.  با همه هواهاى گوناگون و اختلاف آرایى که دارند ـ اتفاق ندارند.
  219.  مشرکین هم علاوه بر مسلمین وفاى بر عهد را بر خود لازم مى دانستند، چرا که عواقب زشت پیمان شکنى را آزموده بودند. 
  220. پس در آنچه به عهده گرفته اى خیانت نورز، و پیمان خود را مشکن ، و دشمنت را گول مزن ،
  221.  که بر خداوند جز نادان بدبخت گستاخى نکند، خداوند عهد و پیمانش را امان قرارداده و رعایت آن را از باب رحمتش برعهده همه بندگان گذاشته،
  222.  عهد وپیمان حریم امنى است تا دراستوارى آن بیاسایند، و همگان به پناه آن روند.
  223. بنابراین در عهد و پیمان خیانت و فریب و مکر روا نیست. عهد و پیمانى برقرار مکن که در آن راه تأویل و بهانه و توریه و فریب باز باشد، 
  224. و پس از تأکید و استوار نمودن عهد و پیمانْ گفتار توریه مانند و دوپهلو به کار مبر،
  225. و نباید در تنگنا افتادنت به خاطر اینکه عهد و پیمان خدا براى تو الزام آور شده تو را به فسخ آن به طور نامشروع بکشاند، 
  226. چرا که صبر تو در تنگناى عهد و پیمان که امید گشایش و برترى عاقبتش را دارى بهتر است از خیانتى که از مجازاتش ترسانى، و نیکوتر است از اینکه از جانب حق مورد بازخواست واقع گردى، به صورتى که نتوانى در دنیا و آخرت از خداوند درخواست بخشش کنى.
    پرهیز از خونریزى
  227. از ریختن خون به ناحق برحذر باش، زیرا چیزى در نزدیک ساختن انتقام حق،
  228. و عظمت مجازات، و از بین رفتن نعمت و پایان گرفتن زمان حکومت به مانند خون به ناحق ریختن نیست. 
  229. خداوند در قیامت اول چیزى که بین مردم حکم مى کند در رابطه با خونهایى است که به ناحق ریخته اند. 
  230. پس حکومت را به ریختن خون حرام تقویت مکن، که ریختن خون حرام قدرت را به سستى کشاند، بلکه حکومت را ساقط نموده و به دیگرى انتقال دهد.
  231. براى تو در قتل عمد نزد خدا و نزد من عذرى نیست، چرا که کیفر قتل عمد کشتن قاتل است.
  232. و اگر دچار اشتباه شدى، و تازیانه یا شمشیر یا دستت در کیفر دادن از حد بیرون رفت ـ 
  233. چه اینکه در مشت زدن و بالاتر از آن بیم قتل است ـ مبادا نخوت حکومت تو را از پرداخت خون بها به خاندان مقتول مانع گردد.
    سـفارشات گوناگون
  234. از خودپسندى و تکیه بر آنچه تو را آلوده به خودپسندى کند، و از علاقه به ستایش و تعریف مردم برحذر باش، 
  235. زیرا این حالات از مطمئن ترین فرصت هاى شیطان در نظر اوست تا نیکى نـیـکـوکـاران را نـابـود کنـد  .
  236. بپرهیز از اینکه احسانت را بر رعیّت منّت گذارى، یا کرده خود را بیش از آنچه هست
  237. بزرگ شمارى، یا به رعیّت وعده اى دهى و خلاف آن را به جا آورى، چرا که منّت موجب بطلان احسان، 
  238. و کار را بیش از آنچه هست پنداشتن باعث از بین بردن نور حق در قلب، و خلف وعده سبب خشم خدا و مردم است، خداوند بزرگ فرموده: 
  239. «این باعث خشم بزرگ خداست که بگوییدو انجـام نـدهیـد» .
  240. از عجله در کارهایى که وقتش نرسیده، یا سهل انگارى در امورى که انجامش ممکن شده،  یا لجبازى در چیزى که نامعلوم است، یا سستى در آنچه که روشن است
  241. برحذر باش. هر چیزى را در جاى خودش بگذار، و هر کارى را به موقع خودش انجام ده.
  242. از اینکه چیزى را به خود اختصاص دهى در حالى که همه مردم در آن مساوى هستند بپرهیز،
  243.  و از غفلت در آنچه که توجه تو به آن ضرورى است و براى همگان معلوم است برحذر باش، 
  244. زیرا آنچه را به خود اختصاص داده اى از تو به نفع دیگران مى گیرند، و در اندک زمانى پرده از روى کارهایت برداشته مى شود، و داد مظلوم را از تو بستانند.
  245.  خشم و شدّت و غضب و سرکشى و قدرت و تیزى زبانت را در اختیار گیر، و از تمام این امور به بازداشتن خود از شتاب در انتقام، و تأخیر انداختن حمله و سطوتْ خود را حفظ کن،
  246.  تا خشمت آرام گردد و عنان اختیارت را مالک شوى،
  247. و هرگز حاکم و مسلط بر خود نخواهى شد تا اینکه بسیار به یاد بازگشت به خداوند افـتــى .
  248. بر تو واجب است که به یاد حکومتهاى عدل پیش از خود باشى، 
  249. و نیز لازم است که به روش هاى خوب، یا اثرى که از پیامبرمان صلّى اللّه علیه وآله رسیده یا فریضه اى که در کتاب خداوند است توجه نمایى، 
  250. پس به آنچه که دیدى ما بر اساس آن عمل کردیم اقتدا نمایى،
  251. و در دنبال کردن آنچه که در این عهدنامه برایت مقرر کردم
  252. و به وسیله آن حجت را بر تو تمام نمودم کوشش کنى، تا براى تو به هنگام شتاب نفس به سوى هوا و هوس بهانه و عذرى نباشد.
  253. جز خداى بزرگ هرگز احدى نگاهدارنده از بدى، و توفیق دهنده به خیر و خوبى نیست، و از جمله چیزهایى که رسول خدا صلّى اللّه علیه وآله در وصایایش به من سفارش نمود
  254. ترغیب بر نماز و زکات و مهربانى بر غلامانتان بود، و من سفارش حضرت را پایان عهدى که براى تو نوشتم قرار مى دهم، و کسى را حول و قوّتى جز به خداى بزرگ نیست.
  255. قسمتى از این پیمان که پایان آن مى باشد
  256. من از خداوند با رحمت فراگیرش، و بزرگى قدرتش بر انجام هرگونه درخواست مسئلت مى نمایم 
  257. من و تو را به آنچه رضاى او در آن است، 
  258. از معذور بودن نزد خودش و مخلوقش، به همراه ثناى نیک در بین بندگانش، و آثار زیبا در شهرهایش، 
  259. و تمامِ نعمت و فزونىِ کرامت توفیق دهد، و پایان زندگى من و تو را سعادت و شهادت قرا دهد،  همه ما به سوى او بازمى گردیم. 
  260. و سلام و درود بر رسول خداصلّى اللّه علیه و بر اهل پاکیزه و پاکش باد. والسلام.
قبلی بعدی