ناتوانى ، آفت و شكيبايى ، شجاعت و زُهد ، ثروت و پرهيزكارى ، سپرِ نگه دارنده است : و چه همنشين خوبى است راضى بودن و خرسندى .
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >   ترجمه ( علی اصغر فقیهی)  >  شناخت الهي ( خطبه شماره 90 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم

متن عربی

90- و من خطبة له (علیه السلام) تعرف بخطبة الأشباح و هی من جلائل خطبه (علیه السلام) :
 رَوَی مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (علیه السلام) أَنَّهُ قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ عَلَی مِنْبَرِ الْکوفَةِ وَ ذَلِک أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صِفْ لَنَا رَبَّنَا مِثْلَ مَا نَرَاهُ عِیاناً لِنَزْدَادَ لَهُ حُبّاً وَ بِهِ مَعْرِفَةً فَغَضِبَ وَ نَادَی الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعَ النَّاسُ حَتَّی غَصَّ الْمَسْجِدُ بِأَهْلِهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ هُوَ مُغْضَبٌ مُتَغَیرُ اللَّوْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِی (صلی الله علیه وآله) ثُمَّ قَالَ :
وصف اللّه تعالی
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا یفِرُهُ الْمَنْعُ وَ الْجُمُودُ وَ لَا یکدِیهِ الْإِعْطَاءُ وَ الْجُودُ إِذْ کلُّ مُعْطٍ مُنْتَقِصٌ سِوَاهُ وَ کلُّ مَانِعٍ مَذْمُومٌ مَا خَلَاهُ وَ هُوَ الْمَنَّانُ بِفَوَائِدِ النِّعَمِ وَ عَوَائِدِ الْمَزِیدِ وَ الْقِسَمِ عِیالُهُ الْخَلَائِقُ ضَمِنَ أَرْزَاقَهُمْ وَ قَدَّرَ أَقْوَاتَهُمْ وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرَّاغِبِینَ إِلَیهِ وَ الطَّالِبِینَ مَا لَدَیهِ وَ لَیسَ بِمَا سُئِلَ بِأَجْوَدَ مِنْهُ بِمَا لَمْ یسْأَلْ الْأَوَّلُ الَّذِی لَمْ یکنْ لَهُ قَبْلٌ فَیکونَ شَی‏ءٌ قَبْلَهُ وَ الْآخِرُ الَّذِی لَیسَ لهُ بَعْدٌ فَیکونَ شَی‏ءٌ بَعْدَهُ وَ الرَّادِعُ أَنَاسِی الْأَبْصَارِ عَنْ أَنْ تَنَالَهُ أَوْ تُدْرِکهُ مَا اخْتَلَفَ عَلَیهِ دَهْرٌ فَیخْتَلِفَ مِنْهُ الْحَالُ وَ لَا کانَ فِی مَکانٍ فَیجُوزَ عَلَیهِ الِانْتِقَالُ وَ لَوْ وَهَبَ مَا تَنَفَّسَتْ عَنْهُ مَعَادِنُ الْجِبَالِ وَ ضَحِکتْ عَنْهُ أَصْدَافُ الْبِحَارِ مِنْ فِلِزِّ اللُّجَینِ وَ الْعِقْیانِ وَ نُثَارَةِ الدُّرِّ وَ حَصِیدِ الْمَرْجَانِ مَا أَثَّرَ ذَلِک فِی جُودِهِ وَ لَا أَنْفَدَ سَعَةَ مَا عِنْدَهُ وَ لَکانَ عِنْدَهُ مِنْ ذَخَائِرِ الْأَنْعَامِ مَا لَا تُنْفِدُهُ مَطَالِبُ الْأَنَامِ لِأَنَّهُ الْجَوَادُ الَّذِی لَا یغِیضُهُ سُؤَالُ السَّائِلِینَ وَ لَا یبْخِلُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّینَ.
صفاته تعالی فی القرآن
فَانْظُرْ أَیهَا السَّائِلُ فَمَا دَلَّک الْقُرْآنُ عَلَیهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَ اسْتَضِئْ بِنُورِ هِدَایتِهِ وَ مَا کلَّفَک الشَّیطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَیسَ فِی الْکتَابِ عَلَیک فَرْضُهُ وَ لَا فِی سُنَّةِ النَّبِی (صلی الله علیه وآله) وَ أَئِمَّةِ الْهُدَی أَثَرُهُ فَکلْ عِلْمَهُ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَإِنَّ ذَلِک مُنْتَهَی حَقِّ اللَّهِ عَلَیک وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّاسِخِینَ فِی الْعِلْمِ هُمُ الَّذِینَ أَغْنَاهُمْ عَنِ اقْتِحَامِ السُّدَدِ الْمَضْرُوبَةِ دُونَ الْغُیوبِ الْإِقْرَارُ بِجُمْلَةِ مَا جَهِلُوا تَفْسِیرَهُ مِنَ الْغَیبِ الْمَحْجُوبِ فَمَدَحَ اللَّهُ تَعَالَی اعْتِرَافَهُمْ بِالْعَجْزِ عَنْ تَنَاوُلِ مَا لَمْ یحِیطُوا بِهِ عِلْماً وَ سَمَّی تَرْکهُمُ التَّعَمُّقَ فِیمَا لَمْ یکلِّفْهُمُ الْبَحْثَ عَنْ کنْهِهِ رُسُوخاً فَاقْتَصِرْ عَلَی ذَلِک وَ لَا تُقَدِّرْ عَظَمَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ عَلَی قَدْرِ عَقْلِک فَتَکونَ مِنَ الْهَالِکینَ هُوَ الْقَادِرُ الَّذِی إِذَا ارْتَمَتِ الْأَوْهَامُ لِتُدْرِک مُنْقَطَعَ قُدْرَتِهِ وَ حَاوَلَ الْفِکرُ الْمُبَرَّأُ مِنْ خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ أَنْ یقَعَ عَلَیهِ فِی عَمِیقَاتِ غُیوبِ مَلَکوتِهِ وَ تَوَلَّهَتِ الْقُلُوبُ إِلَیهِ لِتَجْرِی فِی کیفِیةِ صِفَاتِهِ وَ غَمَضَتْ مَدَاخِلُ الْعُقُولِ فِی حَیثُ لَا تَبْلُغُهُ الصِّفَاتُ لِتَنَاوُلِ عِلْمِ ذَاتِهِ رَدَعَهَا وَ هِی تَجُوبُ مَهَاوِی سُدَفِ الْغُیوبِ مُتَخَلِّصَةً إِلَیهِ سُبْحَانَهُ فَرَجَعَتْ إِذْ جُبِهَتْ مُعْتَرِفَةً بِأَنَّهُ لَا ینَالُ بِجَوْرِ الِاعْتِسَافِ کنْهُ مَعْرِفَتِهِ وَ لَا تَخْطُرُ بِبَالِ أُولِی الرَّوِیاتِ خَاطِرَةٌ مِنْ تَقْدِیرِ جَلَالِ عِزَّتِه الَّذِی ابْتَدَعَ الْخَلْقَ عَلَی غَیرِ مِثَالٍ امْتَثَلَهُ وَ لَا مِقْدَارٍ احْتَذَی عَلَیهِ مِنْ خَالِقٍ مَعْبُودٍ کانَ قَبْلَهُ وَ أَرَانَا مِنْ مَلَکوتِ قُدْرَتِهِ وَ عَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثَارُ حِکمَتِهِ وَ اعْتِرَافِ الْحَاجَةِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَی أَنْ یقِیمَهَا بِمِسَاک قُوَّتِهِ مَا دَلَّنَا بِاضْطِرَارِ قِیامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلَی مَعْرِفَتِهِ فَظَهَرَتِ الْبَدَائِعُ الَّتِی أَحْدَثَتْهَا آثَارُ صَنْعَتِهِ وَ أَعْلَامُ حِکمَتِهِ فَصَارَ کلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَ دَلِیلًا عَلَیهِ وَ إِنْ کانَ خَلْقاً صَامِتاً فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِیرِ نَاطِقَةٌ وَ دَلَالَتُهُ عَلَی الْمُبْدِعِ قَائِمَةٌ فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَک بِتَبَاینِ أَعْضَاءِ خَلْقِک وَ تَلَاحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْمُحْتَجِبَةِ لِتَدْبِیرِ حِکمَتِک لَمْ یعْقِدْ غَیبَ ضَمِیرِهِ عَلَی مَعْرِفَتِک وَ لَمْ یبَاشِرْ قَلْبَهُ الْیقِینُ بِأَنَّهُ لَا نِدَّ لَک وَ کأَنَّهُ لَمْ یسْمَعْ تَبَرُّؤَ التَّابِعِینَ مِنَ الْمَتْبُوعِینَ إِذْ یقُولُونَ تَاللَّهِ إِنْ کنَّا لَفِی ضَلالٍ مُبِینٍ إِذْ نُسَوِّیکمْ بِرَبِّ الْعالَمِینَ کذَبَ الْعَادِلُونَ بِک إِذْ شَبَّهُوک بِأَصْنَامِهِمْ وَ نَحَلُوک حِلْیةَ الْمَخْلُوقِینَ بِأَوْهَامِهِمْ وَ جَزَّءُوک تَجْزِئَةَ الْمُجَسَّمَاتِ بِخَوَاطِرِهِمْ وَ قَدَّرُوک عَلَی الْخِلْقَةِ الْمُخْتَلِفَةِ الْقُوَی بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاک بِشَی‏ءٍ مِنْ خَلْقِک فَقَدْ عَدَلَ بِک وَ الْعَادِلُ بِک کافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْکمَاتُ آیاتِک وَ نَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَینَاتِک وَ إِنَّک أَنْتَ اللَّهُ الَّذِی لَمْ تَتَنَاهَ فِی الْعُقُولِ فَتَکونَ فِی مَهَبِّ فِکرِهَا مُکیفاً وَ لَا فِی رَوِیاتِ خَوَاطِرِهَا فَتَکونَ مَحْدُوداً مُصَرَّفاً.
و منها : قَدَّرَ مَا خَلَقَ فَأَحْکمَ تَقْدِیرَهُ وَ دَبَّرَهُ فَأَلْطَفَ تَدْبِیرَهُ وَ وَجَّهَهُ لِوِجْهَتِهِ فَلَمْ یتَعَدَّ حُدُودَ مَنْزِلَتِهِ وَ لَمْ یقْصُرْ دُونَ الِانْتِهَاءِ إِلَی غَایتِهِ وَ لَمْ یسْتَصْعِبْ إِذْ أُمِرَ بِالْمُضِی عَلَی إِرَادَتِهِ فَکیفَ وَ إِنَّمَا صَدَرَتِ الْأُمُورُ عَنْ مَشِیئَتِهِ الْمُنْشِئُ أَصْنَافَ الْأَشْیاءِ بِلَا رَوِیةِ فِکرٍ آلَ إِلَیهَا وَ لَا قَرِیحَةِ غَرِیزَةٍ أَضْمَرَ عَلَیهَا وَ لَا تَجْرِبَةٍ أَفَادَهَا مِنْ حَوَادِثِ الدُّهُورِ وَ لَا شَرِیک أَعَانَهُ عَلَی ابْتِدَاعِ عَجَائِبِ الْأُمُورِ فَتَمَّ خَلْقُهُ بِأَمْرِهِ وَ أَذْعَنَ لِطَاعَتِهِ وَ أَجَابَ إِلَی دَعْوَتِهِ لَمْ یعْتَرِضْ دُونَهُ رَیثُ الْمُبْطِئِ وَ لَا أَنَاةُ الْمُتَلَکئِ فَأَقَامَ مِنَ الْأَشْیاءِ أَوَدَهَا وَ نَهَجَ حُدُودَهَا وَ لَاءَمَ بِقُدْرَتِهِ بَینَ مُتَضَادِّهَا وَ وَصَلَ أَسْبَابَ قَرَائِنِهَا وَ فَرَّقَهَا أَجْنَاساً مُخْتَلِفَاتٍ فِی الْحُدُودِ وَ الْأَقْدَارِ وَ الْغَرَائِزِ وَ الْهَیئَاتِ بَدَایا خَلَائِقَ أَحْکمَ صُنْعَهَا وَ فَطَرَهَا عَلَی مَا أَرَادَ وَ ابْتَدَعَهَا.
و منها فی صفة السماء
وَ نَظَمَ بِلَا تَعْلِیقٍ رَهَوَاتِ فُرَجِهَا وَ لَاحَمَ صُدُوعَ انْفِرَاجِهَا وَ وَشَّجَ بَینَهَا وَ بَینَ أَزْوَاجِهَا وَ ذَلَّلَ لِلْهَابِطِینَ بِأَمْرِهِ وَ الصَّاعِدِینَ بِأَعْمَالِ خَلْقِهِ حُزُونَةَ مِعْرَاجِهَا وَ نَادَاهَا بَعْدَ إِذْ هِی دُخَانٌ فَالْتَحَمَتْ عُرَی أَشْرَاجِهَا وَ فَتَقَ بَعْدَ الِارْتِتَاقِ صَوَامِتَ أَبْوَابِهَا وَ أَقَامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّوَاقِبِ عَلَی نِقَابِهَا وَ أَمْسَکهَا مِنْ أَنْ تُمُورَ فِی خَرْقِ الْهَوَاءِ بِأَیدِهِ وَ أَمَرَهَا أَنْ تَقِفَ مُسْتَسْلِمَةً لِأَمْرِهِ وَ جَعَلَ شَمْسَهَا آیةً مُبْصِرَةً لِنَهَارِهَا وَ قَمَرَهَا آیةً مَمْحُوَّةً مِنْ لَیلِهَا وَ أَجْرَاهُمَا فِی مَنَاقِلِ مَجْرَاهُمَا وَ قَدَّرَ سَیرَهُمَا فِی مَدَارِجِ دَرَجِهِمَا لِیمَیزَ بَینَ اللَّیلِ وَ النَّهَارِ بِهِمَا وَ لِیعْلَمَ عَدَدُ السِّنِینَ وَ الْحِسَابُ بِمَقَادِیرِهِمَا ثُمَّ عَلَّقَ فِی جَوِّهَا فَلَکهَا وَ نَاطَ بِهَا زِینَتَهَا مِنْ خَفِیاتِ دَرَارِیهَا وَ مَصَابِیحِ کوَاکبِهَا وَ رَمَی مُسْتَرِقِی السَّمْعِ بِثَوَاقِبِ شُهُبِهَا وَ أَجْرَاهَا عَلَی أَذْلَالِ تَسْخِیرِهَا مِنْ ثَبَاتِ ثَابِتِهَا وَ مَسِیرِ سَائِرِهَا وَ هُبُوطِهَا وَ صُعُودِهَا وَ نُحُوسِهَا وَ سُعُودِهَا.
و منها فی صفة الملائکة
ثُمَّ خَلَقَ سُبْحَانَهُ لِإِسْکانِ سَمَاوَاتِهِ وَ عِمَارَةِ الصَّفِیحِ الْأَعْلَی مِنْ مَلَکوتِهِ خَلْقاً بَدِیعاً مِنْ مَلَائِکتِهِ وَ مَلَأَ بِهِمْ فُرُوجَ فِجَاجِهَا وَ حَشَا بِهِمْ فُتُوقَ أَجْوَائِهَا وَ بَینَ فَجَوَاتِ تِلْک الْفُرُوجِ زَجَلُ الْمُسَبِّحِینَ مِنْهُمْ فِی حَظَائِرِ الْقُدُسِ وَ سُتُرَاتِ الْحُجُبِ وَ سُرَادِقَاتِ الْمَجْدِ وَ وَرَاءَ ذَلِک الرَّجِیجِ الَّذِی تَسْتَک مِنْهُ الْأَسْمَاعُ سُبُحَاتُ نُورٍ تَرْدَعُ الْأَبْصَارَ عَنْ بُلُوغِهَا فَتَقِفُ خَاسِئَةً عَلَی حُدُودِهَا. وَ أَنْشَأَهُمْ عَلَی صُوَرٍ مُخْتَلِفَاتٍ وَ أَقْدَارٍ مُتَفَاوِتَاتٍ أُولِی أَجْنِحَةٍ تُسَبِّحُ جَلَالَ عِزَّتِهِ لَا ینْتَحِلُونَ مَا ظَهَرَ فِی الْخَلْقِ مِنْ صُنْعِهِ وَ لَا یدَّعُونَ أَنَّهُمْ یخْلُقُونَ شَیئاً مَعَهُ مِمَّا انْفَرَدَ بِهِ بَلْ عِبادٌ مُکرَمُونَ لا یسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یعْمَلُونَ جَعَلَهُمُ اللَّهُ فِیمَا هُنَالِک أَهْلَ الْأَمَانَةِ عَلَی وَحْیهِ وَ حَمَّلَهُمْ إِلَی الْمُرْسَلِینَ وَدَائِعَ أَمْرِهِ وَ نَهْیهِ وَ عَصَمَهُمْ مِنْ رَیبِ الشُّبُهَاتِ فَمَا مِنْهُمْ زَائِغٌ عَنْ سَبِیلِ مَرْضَاتِهِ وَ أَمَدَّهُمْ بِفَوَائِدِ الْمَعُونَةِ وَ أَشْعَرَ قُلُوبَهُمْ تَوَاضُعَ إِخْبَاتِ السَّکینَةِ وَ فَتَحَ لَهُمْ أَبْوَاباً ذُلُلًا إِلَی تَمَاجِیدِهِ وَ نَصَبَ لَهُمْ مَنَاراً وَاضِحَةً عَلَی أَعْلَامِ تَوْحِیدِهِ لَمْ تُثْقِلْهُمْ مُؤْصِرَاتُ الْآثَامِ وَ لَمْ تَرْتَحِلْهُمْ عُقَبُ اللَّیالِی وَ الْأَیامِ وَ لَمْ تَرْمِ الشُّکوک بِنَوَازِعِهَا عَزِیمَةَ إِیمَانِهِمْ وَ لَمْ تَعْتَرِک الظُّنُونُ عَلَی مَعَاقِدِ یقِینِهِمْ وَ لَا قَدَحَتْ قَادِحَةُ الْإِحَنِ فِیمَا بَینَهُمْ وَ لَا سَلَبَتْهُمُ الْحَیرَةُ مَا لَاقَ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِضَمَائِرِهِمْ وَ مَا سَکنَ مِنْ عَظَمَتِهِ وَ هَیبَةِ جَلَالَتِهِ فِی أَثْنَاءِ صُدُورِهِمْ وَ لَمْ تَطْمَعْ فِیهِمُ الْوَسَاوِسُ فَتَقْتَرِعَ بِرَینِهَا عَلَی فِکرِهِمْ وَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ فِی خَلْقِ الْغَمَامِ الدُّلَّحِ وَ فِی عِظَمِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ وَ فِی قَتْرَةِ الظَّلَامِ الْأَیهَمِ وَ مِنْهُمْ مَنْ قَدْ خَرَقَتْ أَقْدَامُهُمْ تُخُومَ الْأَرْضِ السُّفْلَی فَهِی کرَایاتٍ بِیضٍ قَدْ نَفَذَتْ فِی مَخَارِقِ الْهَوَاءِ وَ تَحْتَهَا رِیحٌ هَفَّافَةٌ تَحْبِسُهَا عَلَی حَیثُ انْتَهَتْ مِنَ الْحُدُودِ الْمُتَنَاهِیةِ قَدِ اسْتَفْرَغَتْهُمْ أَشْغَالُ عِبَادَتِهِ وَ وَصَلَتْ حَقَائِقُ الْإِیمَانِ بَینَهُمْ وَ بَینَ مَعْرِفَتِهِ وَ قَطَعَهُمُ الْإِیقَانُ بِهِ إِلَی الْوَلَهِ إِلَیهِ وَ لَمْ تُجَاوِزْ رَغَبَاتُهُمْ مَا عِنْدَهُ إِلَی مَا عِنْدَ غَیرِهِ قَدْ ذَاقُوا حَلَاوَةَ مَعْرِفَتِهِ وَ شَرِبُوا بِالْکأْسِ الرَّوِیةِ مِنْ مَحَبَّتِهِ وَ تَمَکنَتْ مِنْ سُوَیدَاءِ قُلُوبِهِمْ وَشِیجَةُ خِیفَتِهِ فَحَنَوْا بِطُولِ الطَّاعَةِ اعْتِدَالَ ظُهُورِهِمْ وَ لَمْ ینْفِدْ طُولُ الرَّغْبَةِ إِلَیهِ مَادَّةَ تَضَرُّعِهِمْ وَ لَا أَطْلَقَ عَنْهُمْ عَظِیمُ الزُّلْفَةِ رِبَقَ خُشُوعِهِمْ وَ لَمْ یتَوَلَّهُمُ الْإِعْجَابُ فَیسْتَکثِرُوا مَا سَلَفَ مِنْهُمْ وَ لَا تَرَکتْ لَهُمُ اسْتِکانَةُ الْإِجْلَالِ نَصِیباً فِی تَعْظِیمِ حَسَنَاتِهِمْ وَ لَمْ تَجْرِ الْفَتَرَاتُ فِیهِمْ عَلَی طُولِ دُءُوبِهِمْ وَ لَمْ تَغِضْ رَغَبَاتُهُمْ فَیخَالِفُوا عَنْ رَجَاءِ رَبِّهِمْ وَ لَمْ تَجِفَّ لِطُولِ الْمُنَاجَاةِ أَسَلَاتُ أَلْسِنَتِهِمْ وَ لَا مَلَکتْهُمُ الْأَشْغَالُ فَتَنْقَطِعَ بِهَمْسِ الْجُؤَارِ إِلَیهِ أَصْوَاتُهُمْ وَ لَمْ تَخْتَلِفْ فِی مَقَاوِمِ الطَّاعَةِ مَنَاکبُهُمْ وَ لَمْ یثْنُوا إِلَی رَاحَةِ التَّقْصِیرِ فِی أَمْرِهِ رِقَابَهُمْ. وَ لَا تَعْدُو عَلَی عَزِیمَةِ جِدِّهِمْ بَلَادَةُ الْغَفَلَاتِ وَ لَا تَنْتَضِلُ فِی هِمَمِهِمْ خَدَائِعُ الشَّهَوَاتِ قَدِ اتَّخَذُوا ذَا الْعَرْشِ ذَخِیرَةً لِیوْمِ فَاقَتِهِمْ وَ یمَّمُوهُ عِنْدَ انْقِطَاعِ الْخَلْقِ إِلَی الْمَخْلُوقِینَ بِرَغْبَتِهِمْ لَا یقْطَعُونَ أَمَدَ غَایةِ عِبَادَتِهِ وَ لَا یرْجِعُ بِهِمُ الِاسْتِهْتَارُ بِلُزُومِ طَاعَتِهِ إِلَّا إِلَی مَوَادَّ مِنْ قُلُوبِهِمْ غَیرِ مُنْقَطِعَةٍ مِنْ رَجَائِهِ وَ مَخَافَتِهِ لَمْ تَنْقَطِعْ أَسْبَابُ الشَّفَقَةِ مِنْهُمْ فَینُوا فِی جِدِّهِمْ وَ لَمْ تَأْسِرْهُمُ الْأَطْمَاعُ فَیؤْثِرُوا وَشِیک السَّعْی عَلَی اجْتِهَادِهِمْ لَمْ یسْتَعْظِمُوا مَا مَضَی مِنْ أَعْمَالِهِمْ وَ لَوِ اسْتَعْظَمُوا ذَلِک لَنَسَخَ الرَّجَاءُ مِنْهُمْ شَفَقَاتِ وَجَلِهِمْ وَ لَمْ یخْتَلِفُوا فِی رَبِّهِمْ بِاسْتِحْوَاذِ الشَّیطَانِ عَلَیهِمْ وَ لَمْ یفَرِّقْهُمْ سُوءُ التَّقَاطُعِ وَ لَا تَوَلَّاهُمْ غِلُّ التَّحَاسُدِ وَ لَا تَشَعَّبَتْهُمْ مَصَارِفُ الرِّیبِ وَ لَا اقْتَسَمَتْهُمْ أَخْیافُ الْهِمَمِ فَهُمْ أُسَرَاءُ إِیمَانٍ لَمْ یفُکهُمْ مِنْ رِبْقَتِهِ زَیغٌ وَ لَا عُدُولٌ وَ لَا وَنًی وَ لَا فُتُورٌ وَ لَیسَ فِی أَطْبَاقِ السَّمَاءِ مَوْضِعُ إِهَابٍ إِلَّا وَ عَلَیهِ مَلَک سَاجِدٌ أَوْ سَاعٍ حَافِدٌ یزْدَادُونَ عَلَی طُولِ الطَّاعَةِ بِرَبِّهِمْ عِلْماً وَ تَزْدَادُ عِزَّةُ رَبِّهِمْ فِی قُلُوبِهِمْ عِظَماً.
و منها فی صفة الأرض و دحوها علی الماء
کبَسَ الْأَرْضَ عَلَی مَوْرِ أَمْوَاجٍ مُسْتَفْحِلَةٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلْتَطِمُ أَوَاذِی أَمْوَاجِهَا وَ تَصْطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثْبَاجِهَا وَ تَرْغُو زَبَداً کالْفُحُولِ عِنْدَ هِیاجِهَا فَخَضَعَ جِمَاحُ الْمَاءِ الْمُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَمْلِهَا وَ سَکنَ هَیجُ ارْتِمَائِهِ إِذْ وَطِئَتْهُ بِکلْکلِهَا وَ ذَلَّ مُسْتَخْذِیاً إِذْ تَمَعَّکتْ عَلَیهِ بِکوَاهِلِهَا فَأَصْبَحَ بَعْدَ اصْطِخَابِ أَمْوَاجِهِ سَاجِیاً مَقْهُوراً وَ فِی حَکمَةِ الذُّلِّ مُنْقَاداً أَسِیراً وَ سَکنَتِ الْأَرْضُ مَدْحُوَّةً فِی لُجَّةِ تَیارِهِ وَ رَدَّتْ مِنْ نَخْوَةِ بَأْوِهِ وَ اعْتِلَائِهِ وَ شُمُوخِ أَنْفِهِ وَ سُمُوِّ غُلَوَائِهِ وَ کعَمَتْهُ عَلَی کظَّةِ جَرْیتِهِ فَهَمَدَ بَعْدَ نَزَقَاتِهِ وَ لَبَدَ بَعْدَ زَیفَانِ وَثَبَاتِهِ فَلَمَّا سَکنَ هَیجُ الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ أَکنَافِهَا وَ حَمْلِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ الشُّمَّخِ الْبُذَّخِ عَلَی أَکتَافِهَا فَجَّرَ ینَابِیعَ الْعُیونِ مِنْ عَرَانِینِ أُنُوفِهَا وَ فَرَّقَهَا فِی سُهُوبِ بِیدِهَا وَ أَخَادِیدِهَا وَ عَدَّلَ حَرَکاتِهَا بِالرَّاسِیاتِ مِنْ جَلَامِیدِهَا وَ ذَوَاتِ الشَّنَاخِیبِ الشُّمِّ مِنْ صَیاخِیدِهَا فَسَکنَتْ مِنَ الْمَیدَانِ لِرُسُوبِ الْجِبَالِ فِی قِطَعِ أَدِیمِهَا وَ تَغَلْغُلِهَا مُتَسَرِّبَةً فِی جَوْبَاتِ خَیاشِیمِهَا وَ رُکوبِهَا أَعْنَاقَ سُهُولِ الْأَرَضِینَ وَ جَرَاثِیمِهَا وَ فَسَحَ بَینَ الْجَوِّ وَ بَینَهَا وَ أَعَدَّ الْهَوَاءَ مُتَنَسَّماً لِسَاکنِهَا وَ أَخْرَجَ إِلَیهَا أَهْلَهَا عَلَی تَمَامِ مَرَافِقِهَا ثُمَّ لَمْ یدَعْ جُرُزَ الْأَرْضِ الَّتِی تَقْصُرُ مِیاهُ الْعُیونِ عَنْ رَوَابِیهَا وَ لَا تَجِدُ جَدَاوِلُ الْأَنْهَارِ ذَرِیعَةً إِلَی بُلُوغِهَا حَتَّی أَنْشَأَ لَهَا نَاشِئَةَ سَحَابٍ تُحْیی مَوَاتَهَا وَ تَسْتَخْرِجُ نَبَاتَهَا أَلَّفَ غَمَامَهَا بَعْدَ افْتِرَاقِ لُمَعِهِ وَ تَبَاینِ قَزَعِهِ حَتَّی إِذَا تَمَخَّضَتْ لُجَّةُ الْمُزْنِ فِیهِ وَ الْتَمَعَ بَرْقُهُ فِی کفَفِهِ وَ لَمْ ینَمْ وَمِیضُهُ فِی کنَهْوَرِ رَبَابِهِ وَ مُتَرَاکمِ سَحَابِهِ أَرْسَلَهُ سَحّاً مُتَدَارِکاً قَدْ أَسَفَّ هَیدَبُهُ تَمْرِیهِ الْجَنُوبُ دِرَرَ أَهَاضِیبِهِ وَ دُفَعَ شَآبِیبِهِ. فَلَمَّا أَلْقَتِ السَّحَابُ بَرْک بِوَانَیهَا وَ بَعَاعَ مَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ مِنَ الْعِبْ‏ءِ الْمَحْمُولِ عَلَیهَا أَخْرَجَ بِهِ مِنْ هَوَامِدِ الْأَرْضِ النَّبَاتَ وَ مِنْ زُعْرِ الْجِبَالِ الْأَعْشَابَ فَهِی تَبْهَجُ بِزِینَةِ رِیاضِهَا وَ تَزْدَهِی بِمَا أُلْبِسَتْهُ مِنْ رَیطِ أَزَاهِیرِهَا وَ حِلْیةِ مَا سُمِطَتْ بِهِ مِنْ نَاضِرِ أَنْوَارِهَا وَ جَعَلَ ذَلِک بَلَاغاً لِلْأَنَامِ وَ رِزْقاً لِلْأَنْعَامِ وَ خَرَقَ الْفِجَاجَ فِی آفَاقِهَا وَ أَقَامَ الْمَنَارَ لِلسَّالِکینَ عَلَی جَوَادِّ طُرُقِهَا فَلَمَّا مَهَدَ أَرْضَهُ وَ أَنْفَذَ أَمْرَهُ اخْتَارَ آدَمَ (علیه السلام) خِیرَةً مِنْ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُ أَوَّلَ جِبِلَّتِهِ وَ أَسْکنَهُ جَنَّتَهُ وَ أَرْغَدَ فِیهَا أُکلَهُ وَ أَوْعَزَ إِلَیهِ فِیمَا نَهَاهُ عَنْهُ وَ أَعْلَمَهُ أَنَّ فِی الْإِقْدَامِ عَلَیهِ التَّعَرُّضَ لِمَعْصِیتِهِ وَ الْمُخَاطَرَةَ بِمَنْزِلَتِهِ فَأَقْدَمَ عَلَی مَا نَهَاهُ عَنْهُ مُوَافَاةً لِسَابِقِ عِلْمِهِ فَأَهْبَطَهُ بَعْدَ التَّوْبَةِ لِیعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ وَ لِیقِیمَ الْحُجَّةَ بِهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ لَمْ یخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا یؤَکدُ عَلَیهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِیتِهِ وَ یصِلُ بَینَهُمْ وَ بَینَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالْحُجَجِ عَلَی أَلْسُنِ الْخِیرَةِ مِنْ أَنْبِیائِهِ وَ مُتَحَمِّلِی وَدَائِعِ رِسَالَاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّی تَمَّتْ بِنَبِینَا مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه وآله) حُجَّتُهُ وَ بَلَغَ الْمَقْطَعَ عُذْرُهُ وَ نُذُرُهُ وَ قَدَّرَ الْأَرْزَاقَ فَکثَّرَهَا وَ قَلَّلَهَا وَ قَسَّمَهَا عَلَی الضِّیقِ وَ السَّعَةِ فَعَدَلَ فِیهَا لِیبْتَلِی مَنْ أَرَادَ بِمَیسُورِهَا وَ مَعْسُورِهَا وَ لِیخْتَبِرَ بِذَلِک الشُّکرَ وَ الصَّبْرَ مِنْ غَنِیهَا وَ فَقِیرِهَا ثُمَّ قَرَنَ بِسَعَتِهَا عَقَابِیلَ فَاقَتِهَا وَ بِسَلَامَتِهَا طَوَارِقَ آفَاتِهَا وَ بِفُرَجِ أَفْرَاحِهَا غُصَصَ أَتْرَاحِهَا وَ خَلَقَ الْآجَالَ فَأَطَالَهَا وَ قَصَّرَهَا وَ قَدَّمَهَا وَ أَخَّرَهَا وَ وَصَلَ بِالْمَوْتِ أَسْبَابَهَا وَ جَعَلَهُ خَالِجاً لِأَشْطَانِهَا وَ قَاطِعاً لِمَرَائِرِ أَقْرَانِهَا عَالِمُ السِّرِّ مِنْ ضَمَائِرِ الْمُضْمِرِینَ وَ نَجْوَی الْمُتَخَافِتِینَ وَ خَوَاطِرِ رَجْمِ الظُّنُونِ وَ عُقَدِ عَزِیمَاتِ الْیقِینِ وَ مَسَارِقِ إِیمَاضِ الْجُفُونِ وَ مَا ضَمِنَتْهُ أَکنَانُ الْقُلُوبِ وَ غَیابَاتُ الْغُیوبِ وَ مَا أَصْغَتْ لِاسْتِرَاقِهِ مَصَائِخُ الْأَسْمَاعِ وَ مَصَایفُ الذَّرِّ وَ مَشَاتِی الْهَوَامِّ وَ رَجْعِ الْحَنِینِ مِنَ الْمُولَهَاتِ وَ هَمْسِ الْأَقْدَامِ وَ مُنْفَسَحِ الثَّمَرَةِ مِنْ وَلَائِجِ غُلُفِ الْأَکمَامِ وَ مُنْقَمَعِ الْوُحُوشِ مِنْ غِیرَانِ الْجِبَالِ وَ أَوْدِیتِهَا وَ مُخْتَبَإِ الْبَعُوضِ بَینَ سُوقِ الْأَشْجَارِ وَ أَلْحِیتِهَا وَ مَغْرِزِ الْأَوْرَاقِ مِنَ الْأَفْنَانِ وَ مَحَطِّ الْأَمْشَاجِ مِنْ مَسَارِبِ الْأَصْلَابِ وَ نَاشِئَةِ الْغُیومِ وَ مُتَلَاحِمِهَا وَ دُرُورِ قَطْرِ السَّحَابِ فِی مُتَرَاکمِهَا وَ مَا تَسْفِی الْأَعَاصِیرُ بِذُیولِهَا وَ تَعْفُو الْأَمْطَارُ بِسُیولِهَا وَ عَوْمِ بَنَاتِ الْأَرْضِ فِی کثْبَانِ الرِّمَالِ وَ مُسْتَقَرِّ ذَوَاتِ الْأَجْنِحَةِ بِذُرَا شَنَاخِیبِ الْجِبَالِ وَ تَغْرِیدِ ذَوَاتِ الْمَنْطِقِ فِی دَیاجِیرِ الْأَوْکارِ وَ مَا أَوْعَبَتْهُ الْأَصْدَافُ وَ حَضَنَتْ عَلَیهِ أَمْوَاجُ الْبِحَارِ وَ مَا غَشِیتْهُ سُدْفَةُ لَیلٍ أَوْ ذَرَّ عَلَیهِ شَارِقُ نَهَارٍ وَ مَا اعْتَقَبَتْ عَلَیهِ أَطْبَاقُ الدَّیاجِیرِ وَ سُبُحَاتُ النُّورِ وَ أَثَرِ کلِّ خَطْوَةٍ وَ حِسِّ کلِّ حَرَکةٍ وَ رَجْعِ کلِّ کلِمَةٍ وَ تَحْرِیک کلِّ شَفَةٍ وَ مُسْتَقَرِّ کلِّ نَسَمَةٍ وَ مِثْقَالِ کلِّ ذَرَّةٍ وَ هَمَاهِمِ کلِّ نَفْسٍ هَامَّةٍ وَ مَا عَلَیهَا مِنْ ثَمَرِ شَجَرَةٍ أَوْ سَاقِطِ وَرَقَةٍ أَوْ قَرَارَةِ نُطْفَةٍ أَوْ نُقَاعَةِ دَمٍ وَ مُضْغَةٍ أَوْ نَاشِئَةِ خَلْقٍ وَ سُلَالَةٍ لَمْ یلْحَقْهُ فِی ذَلِک کلْفَةٌ وَ لَا اعْتَرَضَتْهُ فِی حِفْظِ مَا ابْتَدَعَ مِنْ خَلْقِهِ عَارِضَةٌ وَ لَا اعْتَوَرَتْهُ فِی تَنْفِیذِ الْأُمُورِ وَ تَدَابِیرِ الْمَخْلُوقِینَ مَلَالَةٌ وَ لَا فَتْرَةٌ بَلْ نَفَذَهُمْ عِلْمُهُ وَ أَحْصَاهُمْ عَدَدُهُ وَ وَسِعَهُمْ عَدْلُهُ وَ غَمَرَهُمْ فَضْلُهُ مَعَ تَقْصِیرِهِمْ عَنْ کنْهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ.
دعاء
اللَّهُمَّ أَنْتَ أَهْلُ الْوَصْفِ الْجَمِیلِ وَ التَّعْدَادِ الْکثِیرِ إِنْ تُؤَمَّلْ فَخَیرُ مَأْمُولٍ وَ إِنْ تُرْجَ فَخَیرُ مَرْجُوٍّ اللَّهُمَّ وَ قَدْ بَسَطْتَ لِی فِیمَا لَا أَمْدَحُ بِهِ غَیرَک وَ لَا أُثْنِی بِهِ عَلَی أَحَدٍ سِوَاک وَ لَا أُوَجِّهُهُ إِلَی مَعَادِنِ الْخَیبَةِ وَ مَوَاضِعِ الرِّیبَةِ وَ عَدَلْتَ بِلِسَانِی عَنْ مَدَائِحِ الْآدَمِیینَ وَ الثَّنَاءِ عَلَی الْمَرْبُوبِینَ الْمَخْلُوقِینَ اللَّهُمَّ وَ لِکلِّ مُثْنٍ عَلَی مَنْ أَثْنَی عَلَیهِ مَثُوبَةٌ مِنْ جَزَاءٍ أَوْ عَارِفَةٌ مِنْ عَطَاءٍ وَ قَدْ رَجَوْتُک دَلِیلًا عَلَی ذَخَائِرِ الرَّحْمَةِ وَ کنُوزِ الْمَغْفِرَةِ اللَّهُمَّ وَ هَذَا مَقَامُ مَنْ أَفْرَدَک بِالتَّوْحِیدِ الَّذِی هُوَ لَک وَ لَمْ یرَ مُسْتَحِقّاً لِهَذِهِ الْمَحَامِدِ وَ الْمَمَادِحِ غَیرَک وَ بِی فَاقَةٌ إِلَیک لَا یجْبُرُ مَسْکنَتَهَا إِلَّا فَضْلُک وَ لَا ینْعَشُ مِنْ خَلَّتِهَا إِلَّا مَنُّک وَ جُودُک فَهَبْ لَنَا فِی هَذَا الْمَقَامِ رِضَاک وَ أَغْنِنَا عَنْ مَدِّ الْأَیدِی إِلَی سِوَاک إِنَّک عَلی کلِّ شَی‏ءٍ قَدِیرٌ.


متن فارسی

خطبه اشباح
خطبه ای است از امیرالمومنین علیه السلام: که به خطبه اشباح معروف است این خطبه از خطبه های بزرگ و جلیل القدر امیرالمومنین علیه السلام است و (آن را هنگامی ایراد فرمود که) مردی از آن حضرت درخواست کرد که خدا را به گونه ای وصف کند که گویی آشکارا او را می بیند، امیرالمومنین علیه السلام از این درخواست در خشم شد.
 (در شرح ابن ابی الحدید و شرح ابن میثم (با مختصر اختلافی) و در بسیاری از نسخه های نهج البلاغه قبل از ذکر خطبه اشباح، چنین آمده است که مسعده پسر صدقه از امام صادق جعفربن محمد علیهماالسلام روایت کرده است که امیرالمومنین (علیه السلام) این خطبه را در منبر مسجد کوفه، ایراد فرمود و علت ایراد آن چنین بود که مردی نزد وی آمد و گفت ای امیر مومنان، پروردگار ما را بدانگونه وصف کن که گویی آشکارا او را می بینیم تا دوستی ما نسبت به او افزون شود و معرفت ما درباره وی زیادت گردد امیرالمومنین (علیه السلام) ازاین سخن در غضب شد و ندا در داد که همه برای نماز در مسجد گرد آیند، مردم حضور یافتند تا مسجد از جمعیت پر شد آن حضرت در حالیکه از شدت غضب رنگش دگرگون شده بود، بر فراز منبر رفت، حمد و ثنای خدا را به جا آورد و درود بر پیامبر فر ستاد، آن گاه فرمود:) ستایش برای خدایی که خودداری و امساک از عطا، دارایی او را افزون نمی سازد و بخشیدن و عطا او را به فقر نمی کشاند و خزانه اش را تهی نمی کند، در حالی که هر عطا کننده ای جز او، مالش در اثر عطا کم می گردد و هر کس جز او که از احسان به دیگران خودداری کند، مورد نکوهش قرار می گیرد، اوست که نعمتهای سودمند و فوائد فراوان و نصیبهای همه خلق خود را به ایشان احسان کرده است ، مخلوقات، همه عیال و جیره خوار او هستند، روزی آنها را به عهده گرفته و قوت و خوراکشان را معین فرموده است، راه کسانی که خواهان او و جویای چیزهایی می باشند که در نزد اوست، آشکارا نشان داده است، چنین نیست که خداوند نسبت به آنچه از وی درخواست شده در برابر آنچه از او درخواست نشده، بخشنده تر باشد، او وجود نخستینی است که قبلی برای او نیست تا بتوان گفت که چیزی پیش از وی بوده و وجود آخری است که بعدی برای او نخواهد بود.
تا در نتیجه آن بتوان گفت که چیزی بعد از وی وجود خواهد داشت، او خدایی است که مردمک چشمان مردم را، از اینکه به حقیقت ذات او برسند و آن را درک نمایند، باز می دارد، زمان بر او نمی گذرد، تا با مرور زمان، حالتهای گوناگون پیدا کند، در مکانی قرار ندارد تا بتوان برای او، انتقال از مکانی به مکانی دیگر را جایز دانست، اگر خداوند، هر چه را که از معدنهای موجود در کوهها استخراج می گردد و آنچه را که صدف دریاها مانند کسی که می خندد دهان باز می کند و بیرون می اندازد، از قبیل سیم و زر خالص و در یتیم و غلطان و آن دانه گرانبها که از مرجان به دست می آید، (اگر خداوند) همه اینها را ببخشد، در جود و بخشندگی او تاثیری نخواهد داشت و وسعت نعمتهای وی را پایان نخواهد داد، و هر آینه نعمتهایی که در نزد او ذخیره می باشد به اندازه ای است که درخواست مردم هر قدر هم که باشد آن را به انتها نخواهد رسانید، زیرا او بخشنده ای است که درخواست درخواست کنندگان، در خزانه نعمتهای او کمی و کسری پدید نمی آورد، و پافشاری اصرار کنندگان او را بخیل نمی نماید.
 پس ای کسی که چنین پرسشی را از من کردی، خوب فکر کن و بیندیش، آن گاه، هر چه را قرآن درباره صفات خدا، تو را راهنمایی کرده، پیشوا و رهنمون خود قرار ده، و از نور هدایت قرآن روشنایی و راهنمایی بخواه، و چیزهایی که شیطان، تو را به فرا گرفتن آن وادار کرده، از چیزهایی که نه در کتاب خدا بر تو واجب گردیده، و نه در سنت پیغمبر صلی الله علیه و آله و ائمه هدی (علیه السلام) اثری از آن وجود دارد، علم این گونه امور را به خدا واگذار کن، پس به راستی چنین چیزی ، نهایت حق خداست بر تو.
 و بدان که رسوخ کنندگان در علم و (آنان که علم را با دقت و عمق فرا گرفته اند) کسانی هستند که اعتراف ایشان به تمام چیزهایی که تفسیر آن را نمی دانند، یعنی امور نهانی که میان آنان و آن چیزها پرده کشیده شده (این اعتراف) ایشان را از هجوم آوردن به طرف درهای بسته شده ای که میان آنان و امور نهانی فاصله است، بی نیاز می سازد، پس خداوند اعتراف ایشان را به عدم درک و دریافت اموری که علمشان به آن احاطه ندارد، ستوده و نپرداختن ایشان را به تعمق و فرو رفتن در چیزی که خداوند، آنان را به بحث از حقیقت آن مکلف نکرده، رسوخ در علم نامیده است، پس تو به همان اموری که در کتاب و سنت به آن راهنمایی شده ای اکتفا کن و عظمت خدای سبحان را به اندازه عقل و درک خود نسنج که اگر چنین کنی در زمره هلاک شوندگان خواهی بود، او خداوند قادر و توانایی است که اگر وهمها به این آهنگ برخیزند که نهایت توانایی وی را دریابند و فکری دور از خطر و وسوسه های شیطانی، درصدد آید به عمق عظمتهای نهانی او برسد و دلها شیفته وار و واله و شیدا به سوی او روند تا برای درک چگونگی صفات او به جولان آیند و راههای ورود عقل برای شناخت ذات او به آن حد باریک و ناپیدا شود که به وصف نیاید (اگر همه این امور انجام گیرد) خداوند چنین عقول و افکاری را از این گونه کنجکاویها باز می دارد، و در حالی که آن عقلها و فکرها با اخلاص برای شناخت ذات خدای سبحان، در وادی هلاکت، گام برمی دارند، به پیشانی ایشان زده می شود و ناامید باز می گردند.
 در حالی که معترفند که با انحراف از راه راست، به کنه ذات او نتوان رسید و اینکه اندازه گیری بزرگی و عظمت قدرت او به قلب هیچ صاحب عقلی خطور نمی کند، خداوندی که مخلوقات را پدیدار ساخت بی آنکه مثل و مانندی از هر یک از آنها قبلا وجود داشته و او آن را مثالی قرار داده باشد و بی آنکه از خالقی مفروض پیش از خود، نمونه و اندازه ای را ، پیش رو داشته باشد، خدایی که عظمت و شکوه قدرت خود و شگفتیه ایی که نشانه های حکمت او، گویای آن است، به ما نشان داد و نیز اعتراف همه مخلوقات در مورد احتیاج خود به اینکه خداوند با قدرت خویش، آنها را نگاه دارد، همه اینها چیزهایی است که ما را از پذیرفتن دلیلهایی استوار و پابرجا بر شناخت خداوند، ناگزیر می سازد، خداوندی که آثار آفریدگاری و نشانه های حکمت او در مخلوقات بدیع و شگفتی آوری که آنها را آفریده ظاهر و آشکار است، بنابراین هر یک از آفریده شدگان او حجت و دلیلی بر وجود وی می باشد، و اگر این موجودات، بی زبان و خاموش باشند، باز هم تدبیری که در آفرینش آنها به کار رفته، گویای وجود خالق است و راهنمایی آنها بر کسی که به وجود آورنده آنها می باشد، ثابت و استوار است.
 (خداوندا) شهادت می دهم به اینکه هر کس تو را در جدا بودن اندامهای تن مخلوقاتت و پیوستگی سر استخوان مفصلهای آنها که از روی حکمت با پوست و گوشت، آن استخوانها را پوشیده نگاه داشته ای، مانند آن مخلوقات بداند، باطن ضمیر و خاطر او با شناختن تو، بستگی پیدا نکرده و به طور شایسته تو را نشناخته و دل او به اینکه تو شریکی نداری، همراه با یقین نبوده است، گویی بیزاری جستن پیروان (یعنی بت پرستان) را از پیروی شدگان (یعنی بتها و شیطانهای) خود نشنیده در آن وقت که (در خطاب به بتها) می گویند: تالله ان کنا لفی ضلال مبین اذ نسویکم برب العالمین.(سوگند به خدا که ما در گمراهی آشکاری بودیم.در آن وقت که ما شما را با خدای جهانیان برابر می دانستیم) آنها که تو را با مخلوقاتت برابر دانستند دروغ گفتند، در آن وقت که تو را به بتهای خود تشبیه کردند و با گمانهای خود صفات مخلوقات را به تو نسبت دادند و با خیالات خویش برای تو عضو و جزئی همانند عضو و جزئی که برای مخلوقاتت آفریده ای، قائل شدند و تو را با قریحه و پیشنهاد عقل خود با مخلوقات تو که از نیروها و عناصر گوناگون ترکیب یافته سنجیدند و شهادت می دهم که هر کس تو را با چیزی از مخلوقاتت برابر بداند، به راستی از تو برگشته و چنین کسی به آیه های محکم و استوار تو که فرو فرستاده شده و به شاهدهایی از دلیلهای آشکارت که به آن گویا می باشد، کافر است، و نیز (شهادت می دهم) به اینکه تو خداوندی هستی که خردها به نهایت درک ذات تو نمی رسد تا در مجرای اندیشه آن خردها به چگونگی و کیفیتی متصف شوی، و نه در اندیشه خاطر آن خردها تصور می شوی تا تو را به حدودی محدود نمایند و تا عقلها با فهم و درک خود گمان دگرگونی در آن حدود ببرند و تو را دارای حرکت و تغییر بدانند.
 و از همین خطبه است: خداوند هر چیزی را آفرید و اندازه گیری کرد، و اندازه گیری هر یک را محکم و استوار ساخت و در هر چیزی که خلق نمود، نظم و تدبیر به کار برد و آن نظم و تدبیر را با لطف و نیکویی همراه کرد و هر یک را به همان روی و راهی که باید باشد، قرار داد، هیچیک از آنها از آن حد و از آن جایی که برایش معین شده بود، پای خود را فراتر ننهاد و در رسیدن به انتهای وظیفه ای که بر عهده داشت، کوتاهی نکرد و از هر چه خداوند رفتن و پرداختن به آن را اراده فرموده و انجام آن را به او فرمان داده بود سرپیچی نکرد و دشوار نشمارد، و چگونه می توانست سرپیچی کند در حالی که بی گمان همه کارها از مشیت و اراده خداوند صادر می شود، خداوندی که بی آنکه فکری را به جولان بیاورد یا با غریزه و طبیعتی در اندیشه آفریدن باشد، انواع موجودات را به وجود آورد، و در آفرینش مخلوقات خود از تجربه ای که از حوادث روزگاران اندوخته باشد، بهره نگرفت، شریکی هم نداشت تا در پدیدار ساختن این امور شگفت و عجیب، او را یاری کرده باشد، پس، خلقت موجودات، تمام و کامل گشت و همه به فرمان او گردن نهادند و دعوتش را پذیرا شدند و در برابر فرمان او هیچگونه کندی و سستی پیش نیامد، و تردید و تعلل یا تاخیری در آن رخ نداد، پس خداوند، کجی هر چیزی را، راست کرد و راه و رسم و حدود هر یک را معین نمود و (با قدرت خود) در میان چیزهای متضاد، مناسبت برقرار ساخت و آنها را با یکدیگر گرد آورد و رشته جانها را به بدنها پیوست و مخلوقات را در حد و اندازه و طبیعت و شکل و هیئت به انواع مختلفی قسمت کرد، مخلوقاتی ابتکاری که خداوند از روی حکمت، آفرینش آنها را استوار نمود و به هر نوع که اراده او تعلق گرفت، آنها را خلق کرد، و بی هیچ خمیر مایه ای آنها را پدیدار ساخت.
از همین خطبه است در وصف آسمان: بلندیها و پستیهای آسمان را که در میان هر یک فرجه و فاصله ای بود، بی آنکه هر یک از دیگری آویخته باشد منظم ساخت و شکافهای آسمان را به همدیگر پیوست و میان هر یک از آنها با اجرام دیگر سماوی با ریسمانهای قدرت، پیوستگی برقرار کرد و دشواری آمد و رفت فرشتگانی را که برای اجرای قانون او فرود می آیند یا برای ارائه اعمال خلق او بالا می آیند، آسان گردانید، خداوند بعد از آن زمان که آسمان هنوز دود بود، به او ندا در داد (فرمان داد) تا بندهای هر جزء به جزء دیگری بسته شد و اجزاء همدیگر را جذب کردند و به یکدیگر پیوستند ، و پس از آنکه جسمی واحد و بدون شکاف و رخنه بود، آن را از هم شکافت و به چند بخش کرد و میان هر بخش با بخشهای دیگر درها و شکافهایی پدیدار گشت و برای مراقبت از شکافها و رخنه های آسمان از تیرهای (شهاب) بسیار تابناک و نفوذ کننده، کمینگاهها و دیده بانهایی قرار داد و با دست قدرت خویش آن را نگاه داشت تا در فضا مضطرب و لرزان نباشد و به آن (آسمان) فرمان داد در حالی که تسلیم امر الهی است، بر جای خود قرار گیرد.
 خورشید آسمان را علامتی روشنایی دهنده در تمام روز آن قرار داد و ماه آسمان را نشانه ای در شب که نور آن گاهی محو می شود معین فرمود و هر یک از آن دو را در منازل و مدارات خود، به حرکت در آورد حرکت آنها را اندازه گرفت و معین کرد تا با این گردش، میان شب و روز، تمیز داده شود و تا شماره سالها و حساب هر چیز به اندازه خود، معلوم گردد، آن گاه در جو آسمان، فلک آن را معلق ساخت و برای زینت و آرایش آسمان، اخترانی خرد و کم نور و اخترانی تابناک همچون چراغ، در آن آویخت.
 شهابهای ثاقب و تیرهای نفوذ کننده را به سوی شیطانهایی که استراق سمع می کردند و دزدانه گوش می دادند، پرتاب کرد، آسمان را با پابرجا بودن ستاره های ثابت آن و با گردش ستاره های سیار آن و با فرا رفتن و فرود آمدن آنها و با بودن ستاره های نحس و سعد (بدی آور و نیکی آور) در آن و با تسخیر آن به آسانی به جریان انداخت.
 از همین خطبه است 
در وصف فرشتگان علیهم السلام سپس خدای سبحان، مخلوقاتی بدیع از فرشتگان خود بیافرید تا در آسمانهایش سکونت یابند و سطح فلک اعظم را از قدرت و جبروت او، آباد سازند، با آن فرشتگان، شکافهای آسمان را پر کرد و فاصله میان اجرام سماوی را از آنها بیانباشت، در فرجه های میان این شکافها فریادهای فرشتگان که سرگرم تسبیح و تقدیس ذات احدیت هستند از مکانهای پاک و مقدسی که به ارواح طاهره اختصاص دارد و از پشت پرده های حجاب الهی و سرا پرده های عظمت و بزرگواری به گوش می رسد، در ماوراء این اضطراب و فریادی که گوش را کر می کند درخشندگی و جلالت عظمت نور الهی است که دیدگان را از رسیدن به آن باز می دارد و (دیدگان) مطرود و رانده شده در همان جایی باز می ایستند که در حد آنها است و قدرت دیدن آن را دارند، خداوند، آن فرشتگان را به صورتهای مختلف و اندازه های متفاوت، خلق کرد، همه دارای بالهایی هستند، و عظمت قدرت او را به پاکی می ستایند و آنچه از قدرت خداوند در مخلوقات او دیده می شود به خود نسبت نمی دهند و چنین ادعایی ندارند که چیزهایی را که آفریدن آنها مخصوص خداوند است ، آنان می توانند آن چیزها را به وجود آورند، بلکه آن فرشتگان بندگان گرامی داشته شده خدا هستند که : لا یسبقونه بالقول و هم بامره یعملون (در سخن خود بر او پیشدستی نمی کنند و ایشان به فرمان او عمل می کنند) خداوند آنها را درباره چیزهایی که در آنجا وجود دارد امین وحی خود قرار داد و ایشان را در حالی که حامل امانتهایی از اوامر و نواهی او بودند به سوی پیامبران فرستاد آنان را از اینکه دچار شک و شبهه شوند محفوظ داشت، از این روی هیچیک از ایشان هرگز از راهی که مورد رضای خداست منحرف نمی شود، (همچنین) خداوند به ایشان از سودهای یاری خود، مدد رسانید و دلهایشان را از فروتنی و خوار داشتن خود در درگاه الهی و آرامش و وقاری که لازمه این فروتنی است، آگاه ساخت، درهایی از نرمی و فرمانبری در ستایش و پرستش وی برای ایشان گشود، علامتهایی روشن و آشکار بر نشانه های توحید خود برای ایشان نصب کرد، بار گناهان، پشتشان را سنگین نکرده و پی در پی آمدن شب و روز (و گذشت زمان) ایشان را دگرگون نساخته و به سوی وادی فنا نبرده است، تیرهای شک و تردید در ایمان استوار ایشان راه نیافته و گمانهای باطل بر عقیده یقینی ایشان هجوم نیاورده، آتش کینه در میانشان شعله ور نگشته و سرگردانی و بلاتکلیفی آنچه را که از معرفت خدا به خاطرشان چسبیده و آنچه از عظمت و شکوه و جلال او در میان سینه هایشان نشسته، از آنان نربوده است، وسوسه ها در ایشان طمع نکرده تا آلودگیهای خود را به نوبت در فکرشان وارد سازد.
 پاره ای از فرشتگان آنهایی هستند که خلقتشان همچون خلقت ابرهای پربار و در عظمت همانند کوههای بلند و در ناشناسی و نهان بودن، مثل تاریکی بسیار شدید هستند، بعضی از ایشان فرشتگانی می باشند که قدمهایشان، منتهای اعماق زمین را شکافته، و آن قدمها مانند پرچمهای سفیدی است که در شکافهای هوا نفوذ کرده و در زیر آن قدمها باد ملایمی است که آنها را در منتهای حد زمین نگاه داشته است، سرگرم بودن به عبادت، آن فرشتگان را از پرداختن به هر کار دیگری باز داشته و حقیقت ایمان در میان ایشان و معرفت خداوند، اتصال و ارتباط بر قرار ساخته و یقین قطعی به ذات احدیت باعث گردیده تا شیفته و واله او باشند، میل و رغبت ایشان به چیزهایی که در نزد خدا یافته می شود موجب شده که رغبتشان به چیزهایی که در نزد غیر خداست، تجاوز و توجه نکند، ایشان در حقیقت شیرینی شناخت خدا را چشیده و جامی سرشار از محبت او را که هر تشنه ای را سیراب می سازد، نوشیده اند، موجبات ترس از خدا در نقطه مرکزی قلبشان جای گرفته و ریشه دوانده و بنابراین با پرداختن به طاعت و عبادت طولانی، قامت راستشان را خمیده کرده اند، رغبت و میل طولانی و فراوان ایشان به خدا اساس ترس از او و خوار ساختن خود را در برابر او، از میان نبرده و به پایان نرسانیده است، منزلت عظیم ایشان در درگاه خداوند، پیوندهای فروتنی آنان را در برابر او باز نکرده است، خودپسندی بر ایشان مستولی نشده تا اعمال گذشته خویش را، بسیار بشمارند، خضوع در برابر عظمت خداوند، سهمی در بزرگ دانستن کارهای نیکشان باقی نگذاشته است، و با طولانی بودن کوشش عظیم و همیشگی ایشان در عبودیت، هیچگونه سستی و فتوری به آنان راه نیافته و از رغبت نسبت به خدا کم نکرده است، تا در نتیجه آن، از امید به پروردگارشان، سرپیچی نمایند، مناجات و راز و نیاز با خدا، در مدتی دراز، باعث نشده است که اطراف زبانشان خشک گردد، کاری جز عبادت بر ایشان چیره نشده تا در نتیجه (ضعف و خستگی ناشی از) آن ناگزیر شوند فریادشان را کوتاه سازند، در مکانهای طاعت و عبادت، شانه های همه آنان مساوی همدیگر قرار گرفته و شانه هیچکدام از شانه دیگری جلوتر یا عقب تر نبوده است، برای آسایش و استراحت به وسیله کوتاهی کردن در اجرای امر خدا، گردن خود را برنگردانده اند، در اراده جدی و استوار ایشان، کودنی ناشی از غفلت چیره نمی گردد و نیرنگهای شهوت در راه همت و کوشش آنان پرتاب نمی شود، همانا ایشان، خدای جهان را برای روز نیازمندی خویش ذخیره کرده اند، و در آن هنگام که مخلوقات دیگر به غیر خدا توجه پیدا می کنند، اینان با میل و رغبت و امیدواری به سوی خدا می روند، ایشان هرگز حد نهایی بندگی و معرفت او را نمی پیمایند و به آن نمی رسند ، اشتیاق و ولع ایشان به عبادت و ادامه فرمانبری از خدا ، جز به ریشه های جدا نشدنی از امید و ترس که در دلهای آنان پابر جاست به چیز دیگری باز نمی گردد، رشته ترس از خدا، هیچگاه در دلهای ایشان جدا نشده تا در اثر آن، سستی در جدیت آنان در عبادت، راه یابد، اسیر طمع نگشته اند تا در نیتجه آن، سهل انگاری را بر جد وجهد خود برگزینند، اعمال گذشته خویش را بزرگ نمی شمارند که اگر چنین کنند، این امر چنان امیدی در دلشان پدیدار می سازد که ترس از خدا را از میان می برد، با غلبه وسوسه های شیطان، درباره خدای خود به اختلاف نپرداخته اند، جدایی در اثر دشمنی، آنان را پراکنده نساخته و کینه توزی که معلول حسد بردن به همدیگر است به ایشان نزدیک نگشته است، دگرگونیهایی که از شک و دودلی پیدا می شود، چند دستگی در آنان ایجاد ننموده و همتهای پراکنده و پست، ایشان را به چند دسته قسمت نکرده است.
 بنابراین، ایشان دربند ایمانند و انحراف و عدول از حق و سستی، گردن آنان را از قید حق، رها نساخته است، در طبقات آسمانها، هیچ نقطه ای حتی به اندازه یک پوست حیوان، یافته نمی شود، جز اینکه فرشته ای در آن در حال سجده است، یا شتابان سرگرم انجام اوامر الهی است، به هر اندازه که عبادت و طاعتشان طولانی شود، معرفت و علمشان نسبت به خدا ، افزون می گردد و عظمت قدرت پروردگارشان، در دلهای آنان، بیشتر می شود.
 و از همین خطبه است 
در وصف زمین و گسترده شدن آن بر روی آب: خداوند زمین را در میان آمد و رفت امواج پرهیجان آب و در قسمتی عظیم و پر آب از دریا، به شدت فرو برد، دریایی که موجهای بلند آن به یکدیگر می خورد، گویی هر موجی به موجی دیگر سیلی می زد و امواج مرتفع آب با سرعت بسیار، هر یک، آن دیگر را به لرزه در می آورد و همچون شتری مست و هیجان زده صدا می کرد و کف از دهان بیرون می افکند، آن گاه سرکشی و هیجان آب پرتلاطم، به سبب بار سنگینی که حمل می کرد (یعنی بارور بودن به زمین) آرام و فروتن گردید و چون زمین سینه خود را به آن می مالید، هیجان تلاطم آن فرو نشست، و بدین سبب که زمین با شانه های خود بر روی آن میغلطید، به سستی و نرمی گرایید و بعد از آن که دارای امواجی بلند و خروشان بود، آرام و مغلوب شد و همچون اسبی که به آن دهنه زده باشند، فرمانبر و اسیر گردید.
 زمین در آن آب انبوه و عمیق و پر موج قرار گرفت و گسترده شد و دریا را از نخوت و خودخواهی و گمراهی و بلندپروازی و باد در بینی انداختن (کنایه از تکبر) و از حد خود تجاوز کردن باز داشت، و با انبوهی و شدت امواج در یا (چون شتری سرکش) به آن دهن بند، زد و پس از سبکسریها، آرام یافت و بعد از حرکت متکبرانه، بر جای خود ایستاد.
 پس چون هیجان و حرکت شدید آب از زیر گوشه های زمین و با حمل کوههای عظیم و بلند بر شانه های خود آرام گردید، چشمه های آب را از بالای بینی زمین جاری ساخت و آن آب را در زمینهای هموار و دره ها روان گردانید و جنبشهای زمین را به وسیله سنگهای سنگین کوهها و قله های بلند صخره های عظیم آنها، تعدیل و آرام نمود، فرو رفتن کوهها در اجزاء و قسمتهای مختلف سطح زمین و نفوذ در ریشه های آن و رسوخ در سوراخها و حفره های بالای بینی زمین (همانند روباهی که در لانه خود بخزد) و سوار شدن کوهها بر گردن زمینهای هموار و پست، (همه اینها) باعث شد که اضطراب و جنبش زمین، از میان برود و آرام گردد، خداوند میان زمین و فضا را وسعت داد، هوا را آماده ساخت تا برای ساکنان روی زمین جای وزیدن نسیم و محل دم زدن باشد، و اهل زمین را با تمام آنچه مورد احتیاجشان می باشد، در آن پدیدار ساخت، سپس زمینهای خشک و بدون گیاه را که آب چشمه سارها به بلندیهای آن نمی رسد و نهرهای کوچک برای رسیدن به آن راهی ندارد به حال خود نگذاشت، بلکه ابرهایی برای آنها آفرید که زمینهای مرده و بدون گیاه را، زنده سازد و گیاهان آنها را از زیر زمین بیرون آورد، (همچنین) خداوند، قطعه های پراکنده ابر را، پس از متفرق و جدا بودن آنها از یکدیگر به هم پیوست تا اینکه آب فراوان باران که در ابر بود، مانند شیری که بخواهند از آن خامه بگیرند، سخت به جنبش در آمد و در اطراف آن، برق درخشید و درخشندگی برقهای جهنده در قطعه های عظیم ابرهای سفید و ضخیم و به هم فشرده، فتور و سستی پدیدار نساخت ، خداوند آن ابر را فرستاد تا پی درپی ببارد، به تحقیق ابرهای پربار آویخته به طرف زمین، به زمین نزدیک شد، باد جنوب، آن را نوازش می داد تا بار خود را فرو ریزد و بارانهای سیل آسا را به سوی زمین بجهاند، پس چون ابر، سینه خود را بر زمین افکند و آنچه را با خود حمل کرده بود، فرو ریخت، از زمینهای خشک و بی حاصل گیاه بیرون آورد و از کوههای کم گیاه ، سبزه پدیدار ساخت، پس (در این هنگام) زمین به واسطه گلها و گیاهانی که در آن روییده بود، به وجد و سرور آمد، و به جامه لطیف و نازکی که از برگ گل به آن پوشانید ه شده بود، و با گردن بندهایی از گلهای تازه به هم پیوسته که بر گردن او، آویخته شده بود، خودپسندی پیشه ساخت و به فخر و مباهات پرداخت، خداوند، اینها را به وجود آورد تا کفایت زندگی مردمان را از جهت خوراک و چیزهای دیگر بنماید و برای چارپایان و حیوانات، علوفه و روزی باشد، در اطراف زمین، راهها و دره هایی در میان کوهها گشود و شکافت و در جاده ها نشانه هایی برای روندگان بر پاداشت (تا راه را گم نکنند).
چون خداوند، زمین خود را آماده ساخت و فرمان خویش را به اجرا رسانید، آدم علیه السلام را از میان خلق خود برگزید و او را نخستین آفریدگان خود (از جنس بشر) قرار داد.
 وی را در بهشت خود جای داد و روزی فراوان به او عطا فرمود و آنچه را که وی را از ارتکاب آن نهی کرده بود به او گوشزد کرد و به وی فهمانید که اقدام بر این امر، ورود در نافرمانی او می باشد، و مقام و منزلت او را (در نزد خدا) به خطر خواهد افکند، اما آدم (علیه السلام) به انجام آنچه از ارتکاب آن، نهی شده بود، اقدام نمود تا چیزی را که علم خدا به آن تعلق گرفته بود وقوع یابد، پس بعد از توبه آدم (علیه السلام) از این نافرمانی، خداوند، او را به زمین فرو فرستاد تا با نسلی که از وی بوجود می آید، زمین او را آباد سازد و برای اینکه حجت او را بر بندگانش به پا دارد، پس از درگذشت آدم (علیه السلام) خداوند، مردم را از اموری که دلیل پروردگاری او را بر ایشان، موکد و استوار سازد و در میان آنان و شناخت خود پیوستگی برقرار نماید، خالی و بی نصیب نگذاشت بلکه با دلیلهایی که بر زبان پیامبران برگزیده و حاملان امانتهای او برای بندگانش جاری می شد، با مردمان پیمان بست، نسلی پس از نسلی می آمد و زمان سپری می شد، تا اینکه حجت و دلیل خدا بر بندگانش با وجود پیامبر ما محمد صلی الله علیه و آله کامل و تمام گردید، و عذرها و بهانه هایی که برای نافرمانی آورده می شد و بیمهایی که با زبان پیامبران داده شده بود، به خط آخر رسید، روزی مردمان را مقدر ساخت، بعضی را بسیار و پاره ای را اندک عطا فرمود و تقسیم آن را بر این قرار داد که گروهی تنگدست و گروهی دیگر در فراوانی باشند و در هر مورد عدالت رعایت گردید تا هر که را که اراده خداوندی تعلق می گیرد بیازماید، چه کسانی که به آسانی، روزی و دیگر احتیاجات خود را بدست می آورند و چه آنهایی که با دشواری به سر می برند، و نیز برای اینکه بدینوسیله اغنیا و فقرا آزمایش شوند که آیا غنی شکر نعمت به جا می آورد و فقیر در مقابل فقر، شکیبا خواهد بود؟ آن گاه خداوند، وسعت و آسایش زندگی را با دشواریهای فقر و احتیاج به هم پیوست و سلامتی را با آفتهای ناگهانی، مقرون ساخت، شادیهایی که بی پایان به نظر می رسد، با غم و اندوه های شدید و هلاک کننده، گلوگیر نمود، مدت عمر هر کس را بیافرید و مقدر و معین کرد ، پس آن را طولانی و کوتاه و مقدم و موخر قرار داد، برای مرگ هر موجودی، سببها و علتهایی همراه نمود، و مرگ را کشنده ریسمانهای طولانی و قطع کننده بندهای بسیار محکم زندگی، قرار داد.
 خداوند، دانای راز کسانی است که راز خویش را نهان می دارند و به نجوای آنان که به طور سر به گوشی سخن می گویند و به گمانهایی که بر دل هر کس می گذرد و به هر چیزی که نفس به وجود آن یقین و اطمینان دارد، و نیز به برق پلکهای چشمانی که دزدانه و بی آنکه طرف متوجه شود، نگاه می کند و آنچه در نهان خانه و اعمال دل هر کس وجود دارد سخنانی که سوراخ گوشها به طور پنهانی و دزدکی می شنود، به همه اینها آگاه است، همچنین خداوند از لانه های تابستانی مورچه های بسیار ریز و از استراحتگاههای زمستانی حشرات موذی و گزنده و از ناله های پی درپی و سوزناک زنان از فرزند جدا شده و از آهسته ترین صدای پا و از جایی که میوه درخت و ثمره گیاه، در درون غنچه و گلبرگ نمو می کند و از نهانگاههای حیوانات وحشی در غار کوهها و در میان دره ها و از محل پنهان شدن پشه ها در بن درختان و در لابلای پوست آنها و از آنجا که برگها به شاخه ها پیوسته می گردد و از مکانی که نطفه زن و مرد در هم می آمیزد و از محل جاری شدن نطفه از پشت مردان، و از آغاز پدیدار شدن ابرها و آمیخته شدن آنها با یکدیگر و از فرو ریختن قطره های باران از ابرهای به هم فشرده و پر بار و از آنچه دنباله گردبادها از خاکهای روی زمین می رباید و در هوا پخش می کند، و از چیزهایی که باران با ایجاد سیل، آنها را محو می سازد و از میان می برد، و از شناوری حشرات و گزندگان در لابلای شنهای توده شده و از آشیانه پرندگان در مرتفعات قله کوهها و از نغمه سرایی مرغان آوازخوان در لانه های تاریک و از آنچه صدفهای دریایی با خود دارد و از چیزهایی که امواج دریا آنها را پرورش می دهد، و از هر چیزی که تاریکی شب، آنها را نهان می سازد، و از آنچه روشنایی روز بر آن می تابد و از چیزهایی که پرده تاریکیها و درجات نور، پیاپی در آن جریان می یابد و از نشانه و اثر هر قدمی که بر داشته می شود و از آهنگ کوتاه هر حرکتی و از بازگشت هر کلمه ای به ذهن تا در آن اندیشه شود و از حرکت کردن هر لبی و از قرار گاه هر انسانی و از وزن هر کوچکترین چیزی و به صدای نهانی و همهمه پی درپی که در سینه هر انسان اندوهناک یا اندیشمندی، جریان پیدا می کند و از میوه هر درختی که در زمین وجود دارد یا هر برگی که از درختی فرو می ریزد یا جایی که نطفه در آن قرار می گیرد، یا محل گرد آمدن خون و قطعه گوشتی که فرزند از آن بوجود می آید یا از مخلوقات آفریده شده خود و نسلهایی که از آنها باقی مانده، خداوند از تمام اینها، آگاهی دارد و از بابت این آگاهی، هیچ رنج و مشقتی به او نمی رسد.
 در راه نگاه داری آنچه از مخلوقات خود به وجود آورده، هیچ مانعی قرار نگرفت و در اجرا و برقرار ساختن کارها و در تدبیر امور مربوط به آفریده شدگان، خستگی و سستی به او راه نیافت، بلکه علم او در آنها نفوذ یافت و با قلم تقدیر، آنها را شماره کرد و عدل او همه آنها را شامل شد و فضل و احسان او همه را فرا گرفت، با اینکه آنها در انجام حقیقت آنچه سزاوار خداوندی اوست، کوتاهی می ورزند.
 خداوندا تو شایسته وصف نیکو و دارای کمالات بی انتهایی، اگر انجام آرزویی از تو خواسته شد، تو بهترین کسی هستی که آرزوی آرزومندان را برآوری، و اگر بر آورده شدن امیدی از تو خواسته شود تو گرامی ترین کسی هستی که به او امید ورزند، خداوندا، تو به من چنان زبانی گویا و فصیح عطا فرمودی که جز به مدح تو زبان نمی گشایم و با آن زبان جز تو، کس دیگری را ثنا نمی گویم و آن را به مواضع ناامیدی و موارد شک و تردید (یعنی توجه به غیر خدا) نمی گردانم، (خداوندا) تو زبان مرا از اینکه به مدح یکی از آدمیان بگشایم و به ثناخوانی مخلوقات آفریده شده به کار بندم، برگردانیدی، خداوندا، هر ستایشگری، از کسی که او را ستوده، چشم داشت پاداشی و انتظار عطایی دارد، همانا من به حقیقت از تو امید دارم که مرا به ذخیره های رحمت و گنجهای آمرزش خود، راهنما باشی، خداوندا، این، مقام و موقعیت کسی است که تنها تو را به توحیدی که مخصوص به توست می ستاید و جز تو هیچکس را سزاوار این ستایشها و ثناخوانیها نمی داند، و من به تو احتیاجی دارم که جز فضل و بخشش تو، هیچ چیزی کمبود آن را برطرف نمی سازد و جز احسان و عطای تو هیچ چیز دیگری، آن را از میان نمی برد، پس (ای خدا) خشنودی خود را در این مقام به ما عطا فرما و ما را از اینکه دست نیاز به غیر تو دراز کنیم، بی نیاز دار که به راستی، تو به هر کاری و هر چیزی توانایی.

 

قبلی بعدی