كسى كه چيزى از او خواسته اند تا وعده نداده آزاد است.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >   ترجمه ( علی اصغر فقیهی)  >  خطبه قاصعه(مذمت شیطان ) ( خطبه شماره 190 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم

متن عربی

190- و من خطبة له (علیه السلام) تسمی القاصعة و هی تتضمن ذم إبلیس لعنه اللّه، علی استکباره و ترکه السجود لآدم علیه السلام، و أنه أول من أظهر العصبیة و تبع الحمیة، و تحذیر الناس من سلوک طریقته:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْکبْرِیاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًی وَ حَرَماً عَلَی غَیرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ.
رأس العصیان
وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَی مَنْ نَازَعَهُ فِیهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِک مَلَائِکتَهُ الْمُقَرَّبِینَ لِیمِیزَ الْمُتَوَاضِعِینَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَکبِرِینَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُیوبِ إِنِّی خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ فَإِذا سَوَّیتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ فَسَجَدَ الْمَلائِکةُ کلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِیسَ اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِیةُ فَافْتَخَرَ عَلَی آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَیهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِینَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَکبِرِینَ الَّذِی وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِیةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِیةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لَا تَرَوْنَ کیفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَکبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِی الدُّنْیا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْآخِرَةِ سَعِیراً.
ابتلاء اللّه لخلقه
وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ یخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ یخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِیاؤُهُ وَ یبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِیبٍ یأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَی فِیهِ عَلَی الْمَلَائِکةِ وَ لَکنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یبْتَلِی خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا یجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْییزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْیاً لِلِاسْتِکبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُیلَاءِ مِنْهُمْ.
طلب العبرة
فَاعْتَبِرُوا بِمَا کانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِیسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِیلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِیدَ وَ کانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا یدْرَی أَ مِنْ سِنِی الدُّنْیا أَمْ مِنْ سِنِی الْآخِرَةِ عَنْ کبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِیسَ یسْلَمُ عَلَی اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِیتِهِ کلَّا مَا کانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِیدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَکاً إِنَّ حُکمَهُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَینَ اللَّهِ وَ بَینَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِی إِبَاحَةِ حِمًی حَرَّمَهُ عَلَی الْعَالَمِینَ.
التحذیر من الشیطان
فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ یعْدِیکمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ یسْتَفِزَّکمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ یجْلِبَ عَلَیکمْ بِخَیلِهِ وَ رَجِلِهِ فَلَعَمْرِی لَقَدْ فَوَّقَ لَکمْ سَهْمَ الْوَعِیدِ وَ أَغْرَقَ إِلَیکمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِیدِ وَ رَمَاکمْ مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ فَقَالَ رَبِّ بِما أَغْوَیتَنِی لَأُزَینَنَّ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِینَّهُمْ أَجْمَعِینَ قَذْفاً بِغَیبٍ بَعِیدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَیرِ مُصِیبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِیةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِیةِ وَ فُرْسَانُ الْکبْرِ وَ الْجَاهِلِیةِ حَتَّی إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْکمْ وَ اسْتَحْکمَتِ الطَّمَاعِیةُ مِنْهُ فِیکمْ فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِی إِلَی الْأَمْرِ الْجَلِی اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَیکمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَکمْ فَأَقْحَمُوکمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوکمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ أَوْطَئُوکمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِی عُیونِکمْ وَ حَزّاً فِی حُلُوقِکمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِکمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِکمْ وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَی النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَکمْ فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِی دِینِکمْ حَرْجاً وَ أَوْرَی فِی دُنْیاکمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِینَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِینَ وَ عَلَیهِمْ مُتَأَلِّبِینَ فَاجْعَلُوا عَلَیهِ حَدَّکمْ وَ لَهُ جِدَّکمْ فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَی أَصْلِکمْ وَ وَقَعَ فِی حَسَبِکمْ وَ دَفَعَ فِی نَسَبِکمْ وَ أَجْلَبَ بِخَیلِهِ عَلَیکمْ وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِیلَکمْ یقْتَنِصُونَکمْ بِکلِّ مَکانٍ وَ یضْرِبُونَ مِنْکمْ کلَّ بَنَانٍ لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِیلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِیمَةٍ فِی حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِیقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ فَأَطْفِئُوا مَا کمَنَ فِی قُلُوبِکمْ مِنْ نِیرَانِ الْعَصَبِیةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِیةِ فَإِنَّمَا تِلْک الْحَمِیةُ تَکونُ فِی الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّیطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَی رُءُوسِکمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِکمْ وَ خَلْعَ التَّکبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِکمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَینَکمْ وَ بَینَ عَدُوِّکمْ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ کلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجِلًا وَ فُرْسَاناً وَ لَا تَکونُوا کالْمُتَکبِّرِ عَلَی ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَیرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِیهِ سِوَی مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَ قَدَحَتِ الْحَمِیةُ فِی قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّیطَانُ فِی أَنْفِهِ مِنْ رِیحِ الْکبْرِ الَّذِی أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِینَ إِلَی یوْمِ الْقِیامَةِ.
التحذیر من الکبر
أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِی الْبَغْی وَ أَفْسَدْتُمْ فِی الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِینَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِی کبْرِ الْحَمِیةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِیةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّیطَانِ الَّتِی خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِیةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِیةَ حَتَّی أَعْنَقُوا فِی حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِی ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِیاقِهِ سُلُساً فِی قِیادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِیهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَیهِ وَ کبْراً تَضَایقَتِ الصُّدُورُ بِهِ.
التحذیر من طاعة الکبراء
أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِکمْ وَ کبَرَائِکمْ الَّذِینَ تَکبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِینَةَ عَلَی رَبِّهِمْ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَی مَا صَنَعَ بِهِمْ مُکابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِیةِ وَ دَعَائِمُ أَرْکانِ الْفِتْنَةِ وَ سُیوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِیةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَکونُوا لِنِعَمِهِ عَلَیکمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَکمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِیعُوا الْأَدْعِیاءَ الَّذِینَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِکمْ کدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِکمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِی حَقِّکمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِیسُ مَطَایا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ یصُولُ عَلَی النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً ینْطِقُ عَلَی أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِکمْ وَ دُخُولًا فِی عُیونِکمْ وَ نَفْثاً فِی أَسْمَاعِکمْ فَجَعَلَکمْ مَرْمَی نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ یدِهِ.
العبرة بالماضین
فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَکبِرِینَ مِنْ قَبْلِکمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِی خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِیذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْکبْرِ کمَا تَسْتَعِیذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِی الْکبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِیهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِیائِهِ وَ أَوْلِیائِهِ وَ لَکنَّهُ سُبْحَانَهُ کرَّهَ إِلَیهِمُ التَّکابُرَ وَ رَضِی لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِی التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ کانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِینَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَکارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَی وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِی مَوْضِعِ الْغِنَی وَ الِاقْتِدَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی أَ یحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیراتِ بَلْ لا یشْعُرُونَ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ یخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَکبِرِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِیائِهِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی أَعْینِهِمْ.
تواضع الأنبیاء
وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَی بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ (علیه السلام) عَلَی فِرْعَوْنَ وَ عَلَیهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَیدِیهِمَا الْعِصِی فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْکهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَینِ یشْرِطَانِ لِی دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْک وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِی عَلَیهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِیائِهِ حَیثُ بَعَثَهُمْ أَنْ یفْتَحَ لَهُمْ کنُوزَ الذِّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْیانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ یحْشُرَ مَعَهُمْ طُیورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرَضِینَ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِینَ أُجُورُ الْمُبْتَلَینَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِینَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِیهَا وَ لَکنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِی قُوَّةٍ فِی عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِیمَا تَرَی الْأَعْینُ مِنْ حَالَاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُیونَ غِنًی وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًی وَ لَوْ کانَتِ الْأَنْبِیاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْک تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَیهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَکانَ ذَلِک أَهْوَنَ عَلَی الْخَلْقِ فِی الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِی الِاسْتِکبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَکانَتِ النِّیاتُ مُشْتَرَکةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَکنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ یکونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِیقُ بِکتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِکانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا مِنْ غَیرِهَا شَائِبَةٌ وَ کلَّمَا کانَتِ الْبَلْوَی وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ کانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ.
الکعبة المقدسة
أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِینَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ ( صلوات الله علیه ) إِلَی الْآخِرِینَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَیتَهُ الْحَرَامَ الَّذِی جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِیاماً ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْیا مَدَراً وَ أَضْیقِ بُطُونِ الْأَوْدِیةِ قُطْراً بَینَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُیونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًی مُنْقَطِعَةٍ لَا یزْکو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ (علیه السلام) وَ وَلَدَهُ أَنْ یثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَایةً لِمُلْقَی رِحَالِهِمْ تَهْوِی إِلَیهِ ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِیقَةٍ وَ مَهَاوِی فِجَاجٍ عَمِیقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّی یهُزُّوا مَنَاکبَهُمْ ذُلُلًا یهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ یرْمُلُونَ عَلَی أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِیلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِیماً وَ امْتِحَاناً شَدِیداً وَ اخْتِبَاراً مُبِیناً وَ تَمْحِیصاً بَلِیغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَی جَنَّتِهِ وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ یضَعَ بَیتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَینَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمَّ الْأَشْجَارِ دَانِی الثِّمَارِ مُلْتَفَّ الْبُنَی مُتَّصِلَ الْقُرَی بَینَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْیافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَ رِیاضٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَکانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَی حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ وَ لَوْ کانَ الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَیهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَینَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ یاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِیاءٍ لَخَفَّفَ ذَلِک مُصَارَعَةَ الشَّک فِی الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِیسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَی مُعْتَلَجَ الرَّیبِ مِنَ النَّاسِ وَ لَکنَّ اللَّهَ یخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ یتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ وَ یبْتَلِیهِمْ بِضُرُوبِ الْمَکارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّکبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْکاناً لِلتَّذَلُّلِ فِی نُفُوسِهِمْ وَ لِیجْعَلَ ذَلِک أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَی فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ.
عود إلی التحذیر
فَاللَّهَ اللَّهَ فِی عَاجِلِ الْبَغْی وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْکبْرِ فَإِنَّهَا مَصْیدَةُ إِبْلِیسَ الْعُظْمَی وَ مَکیدَتُهُ الْکبْرَی الَّتِی تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُکدِی أَبَداً وَ لَا تُشْوِی أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِی طِمْرِهِ وَ عَنْ ذَلِک مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّکوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصِّیامِ فِی الْأَیامِ الْمَفْرُوضَاتِ تَسْکیناً لِأَطْرَافِهِمْ وَ تَخْشِیعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِیلًا لِنُفُوسِهِمْ وَ تَخْفِیضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُیلَاءِ عَنْهُمْ وَ لِمَا فِی ذَلِک مِنْ تَعْفِیرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَ الْتِصَاقِ کرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّیامِ تَذَلُّلًا مَعَ مَا فِی الزَّکاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَیرِ ذَلِک إِلَی أَهْلِ الْمَسْکنَةِ وَ الْفَقْرِ.
فضائل الفرائض
انْظُرُوا إِلَی مَا فِی هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْکبْرِ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ یتَعَصَّبُ لِشَی‏ءٍ مِنَ الْأَشْیاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِیهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِیطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَیرَکمْ فَإِنَّکمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ مَا یعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِیسُ فَتَعَصَّبَ عَلَی آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَیهِ فِی خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِی وَ أَنْتَ طِینِی.
عصبیة المال
وَ أَمَّا الْأَغْنِیاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَقالُوا نَحْنُ أَکثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ فَإِنْ کانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِیةِ فَلْیکنْ تَعَصُّبُکمْ لِمَکارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِی تَفَاضَلَتْ فِیهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُیوتَاتِ الْعَرَبِ وَ یعَاسِیبِ القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِیبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِیمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِیلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِیةِ لِلْکبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْکفِّ عَنِ الْبَغْی وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْکظْمِ لِلْغَیظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَکمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِیمِ الْأَعْمَالِ فَتَذَکرُوا فِی الْخَیرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَ احْذَرُوا أَنْ تَکونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَکرْتُمْ فِی تَفَاوُتِ حَالَیهِمْ فَالْزَمُوا کلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ الْعَافِیةُ بِهِ عَلَیهِمْ وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْکرَامَةُ عَلَیهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَ التَّحَاضِّ عَلَیهَا وَ التَّوَاصِی بِهَا وَ اجْتَنِبُوا کلَّ أَمْرٍ کسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَیدِی وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکمْ کیفَ کانُوا فِی حَالِ التَّمْحِیصِ وَ الْبَلَاءِ أَ لَمْ یکونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْیقَ أَهْلِ الدُّنْیا حَالًا اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِیداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِی ذُلِّ الْهَلَکةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا یجِدُونَ حِیلَةً فِی امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِیلًا إِلَی دِفَاعٍ حَتَّی إِذَا رَأَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَی الْأَذَی فِی مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالَ لِلْمَکرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَایقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَکانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَکانَ الْخَوْفِ فَصَارُوا مُلُوکاً حُکاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً وَ قَدْ بَلَغَتِ الْکرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَیهِ بِهِمْ فَانْظُرُوا کیفَ کانُوا حَیثُ کانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَ الْأَیدِی مُتَرَادِفَةً وَ السُّیوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَمْ یکونُوا أَرْبَاباً فِی أَقْطَارِ الْأَرَضِینَ وَ مُلُوکاً عَلَی رِقَابِ الْعَالَمِینَ فَانْظُرُوا إِلَی مَا صَارُوا إِلَیهِ فِی آخِرِ أُمُورِهِمْ حِینَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْکلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِینَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِینَ وَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ کرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَ بَقِی قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِیکمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِینَ.
الاعتبار بالأمم
فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِیلَ وَ بَنِی إِسْحَاقَ وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ ( علیهم السلام ) فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْأَمْثَالِ تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِی حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ لَیالِی کانَتِ الْأَکاسِرَةُ وَ الْقَیاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ یحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِیفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْیا إِلَی مَنَابِتِ الشِّیحِ وَ مَهَافِی الرِّیحِ وَ نَکدِ الْمَعَاشِ فَتَرَکوهُمْ عَالَةً مَسَاکینَ إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً لَا یأْوُونَ إِلَی جَنَاحِ دَعْوَةٍ یعْتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَی ظِلِّ أُلْفَةٍ یعْتَمِدُونَ عَلَی عِزِّهَا فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَیدِی مُخْتَلِفَةٌ وَ الْکثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ فِی بَلَاءِ أَزْلٍ وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ.
النعمة برسول اللّه
فَانْظُرُوا إِلَی مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَیهِمْ حِینَ بَعَثَ إِلَیهِمْ رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَی دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ کیفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَیهِمْ جَنَاحَ کرَامَتِهَا وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِیمِهَا وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِی عَوَائِدِ بَرَکتِهَا فَأَصْبَحُوا فِی نِعْمَتِهَا غَرِقِینَ وَ فِی خُضْرَةِ عَیشِهَا فَکهِینَ قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ فِی ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَی کنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَیهِمْ فِی ذُرَی مُلْک ثَابِتٍ فَهُمْ حُکامٌ عَلَی الْعَالَمِینَ وَ مُلُوک فِی أَطْرَافِ الْأَرَضِینَ یمْلِکونَ الْأُمُورَ عَلَی مَنْ کانَ یمْلِکهَا عَلَیهِمْ وَ یمْضُونَ الْأَحْکامَ فِیمَنْ کانَ یمْضِیهَا فِیهِمْ لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ.
لوم العصاة
أَلَا وَ إِنَّکمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَیدِیکمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَیکمْ بِأَحْکامِ الْجَاهِلِیةِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَّ عَلَی جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِیمَا عَقَدَ بَینَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ الَّتِی ینْتَقِلُونَ فِی ظِلِّهَا وَ یأْوُونَ إِلَی کنَفِهَا بِنِعْمَةٍ لَا یعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَهَا قِیمَةً لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ کلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ کلِّ خَطَرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّکمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالَاةِ أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِیمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ کأَنَّکمْ تُرِیدُونَ أَنْ تُکفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَی وَجْهِهِ انْتِهَاکاً لِحَرِیمِهِ وَ نَقْضاً لِمِیثَاقِهِ الَّذِی وَضَعَهُ اللَّهُ لَکمْ حَرَماً فِی أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَینَ خَلْقِهِ وَ إِنَّکمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَی غَیرِهِ حَارَبَکمْ أَهْلُ الْکفْرِ ثُمَّ لَا جَبْرَائِیلُ وَ لَا مِیکائِیلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ ینْصُرُونَکمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّیفِ حَتَّی یحْکمَ اللَّهُ بَینَکمْ وَ إِنَّ عِنْدَکمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَیامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِیدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ یأْساً مِنْ بَأْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِی بَینَ أَیدِیکمْ إِلَّا لِتَرْکهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْی عَنِ الْمُنْکرِ فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُکوبِ الْمَعَاصِی وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْک التَّنَاهِی أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَیدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْکامَهُ أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِی اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْی وَ النَّکثِ وَ الْفَسَادِ فِی الْأَرْضِ فَأَمَّا النَّاکثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ وَ أَمَّا شَیطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ کفِیتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ وَ بَقِیتْ بَقِیةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْی وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِی الْکرَّةِ عَلَیهِمْ لَأُدِیلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا یتَشَذَّرُ فِی أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً.
فضل الوحی
أَنَا وَضَعْتُ فِی الصِّغَرِ بِکلَاکلِ الْعَرَبِ وَ کسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِی مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِیبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِیصَةِ وَضَعَنِی فِی حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ یضُمُّنِی إِلَی صَدْرِهِ وَ یکنُفُنِی فِی فِرَاشِهِ وَ یمِسُّنِی جَسَدَهُ وَ یشِمُّنِی عَرْفَهُ وَ کانَ یمْضَغُ الشَّی‏ءَ ثُمَّ یلْقِمُنِیهِ وَ مَا وَجَدَ لِی کذْبَةً فِی قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِی فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ (صلی الله علیه وآله) مِنْ لَدُنْ أَنْ کانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَک مِنْ مَلَائِکتِهِ یسْلُک بِهِ طَرِیقَ الْمَکارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَیلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ کنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِیلِ أَثَرَ أُمِّهِ یرْفَعُ لِی فِی کلِّ یوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ یأْمُرُنِی بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ کانَ یجَاوِرُ فِی کلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا یرَاهُ غَیرِی وَ لَمْ یجْمَعْ بَیتٌ وَاحِدٌ یوْمَئِذٍ فِی الْإِسْلَامِ غَیرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَی نُورَ الْوَحْی وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْی عَلَیهِ (صلی الله علیه وآله) فَقُلْتُ یا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّیطَانُ قَدْ أَیسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّک تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَی مَا أَرَی إِلَّا أَنَّک لَسْتَ بِنَبِی وَ لَکنَّک لَوَزِیرٌ وَ إِنَّک لَعَلَی خَیرٍ وَ لَقَدْ کنْتُ مَعَهُ (صلی الله علیه وآله) لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیشٍ فَقَالُوا لَهُ یا مُحَمَّدُ إِنَّک قَدِ ادَّعَیتَ عَظِیماً لَمْ یدَّعِهِ آبَاؤُک وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَیتِک وَ نَحْنُ نَسْأَلُک أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَیهِ وَ أَرَیتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّک نَبِی وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّک سَاحِرٌ کذَّابٌ فَقَالَ (صلی الله علیه وآله) وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّی تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَینَ یدَیک فَقَالَ (صلی الله علیه وآله) إِنَّ اللَّهَ عَلی کلِّ شَی‏ءٍ قَدِیرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَکمْ ذَلِک أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّی سَأُرِیکمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّکمْ لَا تَفِیئُونَ إِلَی خَیرٍ وَ إِنَّ فِیکمْ مَنْ یطْرَحُ فِی الْقَلِیبِ وَ مَنْ یحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه وآله):
یا أَیتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ کنْتِ تُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ وَ الْیوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِینَ أَنِّی رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِی بِعُرُوقِک حَتَّی تَقِفِی بَینَ یدَی بِإِذْنِ اللَّهِ فَوَالَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِی شَدِیدٌ وَ قَصْفٌ کقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّیرِ حَتَّی وَقَفَتْ بَینَ یدَی رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَی مَنْکبِی وَ کنْتُ عَنْ یمِینِهِ (صلی الله علیه وآله) فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَی ذَلِک قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِکبَاراً فَمُرْهَا فَلْیأْتِک نِصْفُهَا وَ یبْقَی نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِک فَأَقْبَلَ إِلَیهِ نِصْفُهَا کأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِیاً فَکادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ (صلی الله علیه وآله) فَقَالُوا کفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْیرْجِعْ إِلَی نِصْفِهِ کمَا کانَ فَأَمَرَهُ (صلی الله علیه وآله) فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّی أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِک یا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی تَصْدِیقاً بِنُبُوَّتِک وَ إِجْلَالًا لِکلِمَتِک فَقَالَ الْقَوْمُ کلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ کذَّابٌ عَجِیبُ السِّحْرِ خَفِیفٌ فِیهِ وَ هَلْ یصَدِّقُک فِی أَمْرِک إِلَّا مِثْلُ هَذَا یعْنُونَنِی وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِی اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِیمَاهُمْ سِیمَا الصِّدِّیقِینَ وَ کلَامُهُمْ کلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّیلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّکونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ یحْیونَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا یسْتَکبِرُونَ وَ لَا یعْلُونَ وَ لَا یغُلُّونَ وَ لَا یفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِی الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِی الْعَمَلِ.


متن فارسی

خطبه قاصعه
خطبه ای است از امیرالمومنین علیه السلام که آن را قاصعه می نامند.
این خطبه متضمن مذمت شیطان است در برابر تکبر ورزیدن و خودداری او از سجده کردن آدم علیه السلام و اینکه وی نخستین کسی است که عصبیت و پافشاری در انجام امری باطل را از خود آشکار ساخت و به دنبال نخوت و خودخواهی رفت و نیز این خطبه، بر حذر داشتن مردم را از پیمودن راه شیطان در بر دارد: ستایش مر خدایی را است که وجود او محاط به عزت و عظمت است و آن دو را برای خود برگزید نه برای مخلوقاتش و دو صفت مذکور را مورد حمایت و حرم امن خویش قرار داد، تا دیگران به آن دو، دست نیابند و آنها را برای بزرگی و جلال خود، اختیار کرد، و هر کس از بندگانش را که بخواهد در این دو صفت با وی به نزاع و ستیزه جویی برخیزد، مستحق لعنت ساخت، سپس با این امر، فرشتگان مقرب خود را مورد آزمایش قرار داد، تا متواضعان ایشان را از مستکبران جدا و متمایز سازد، پس خدای سبحان که به آنچه در دلها نهان است و به هر چه در پرده غیب پنهان است، آگاه می باشد، چنین گفته است: انی خالق بشرا من طین فاذا سویته و نفخت فیه من روحی فقعوا له ساجدین فسجد الملائکه کلهم، اجمعون الا ابلیس (همانا من آفریننده انسانی از گل هستم پس در آن هنگام که اعضا و اندام او را متناسب ساختم و روح خود را در وی دمیدم، پس به حالت سجده برای او خود را به زمین فرو افکنید آن گاه جمیع فرشتگان سجده کردند، جز ابلیس) حمیت جاهلانه عارض او گردید و به خلقت خود که از آتش بود افتخار کرد و در مقابل آدم که اصل او از گل بود، تعصب ورزید.
 بنابراین، دشمن خدا (ابلیس) پیشوای متعصبان و پیش کسوت مستکبران و کسی است که اساس عصبیت را بر جا نهاد و با خداوند درباره پوشیدن جامه جبروت و عظمت و احاطه داشتن به این صفت به ستیزه جویی برخاست، لباس عزت را در بر کرد و جامه فروتنی را فرو نهاد.
 آیا نمی بینید که خداوند به علت تکبری که ابلیس از خود نشان داد، چگونه او را حقیر ساخت و به سبب اینکه او خود را بلند پنداشت، چگونه وی را پست نمود؟ پس خداوند در دنیا او را مطرود و دور از رحمت خود قرار داد و در آخرت، آتش سوزان را برای وی آماده کرد.
 اگر خداوند اراده می کرد، آدم را از نوری بیافریند که تابش آن چشمها را برباید و خیره سازد و زیبایی آن، عقلها را روشن نماید، یا او را از عطری خلق کند که رایحه و بوی خوش آن در نفسها اثر کند، هر آینه چنین می کرد و اگر چنین می کرد گردنها در برابر او (یعنی آدم) به حال خضوع در می آمد، و هر آینه ابتلاء و آزمایش بر ملائکه سبک و آسان می گردید، لیکن خدای سبحان مخلوقات خود را به پاره ای از اموری که نسبت به اصل آن نادان و ناآگاهند، می آزماید تا با این آزمایش از یکدیگر تمیز داده شوند و نیز برای از میان بردن تکبر و دور ساختن خودخواهی از ایشان، این آزمایش انجام می یابد، پس، از آنچه خدا درباره ابلیس انجام داد، عبرت گیرید، که عمل طولانی و کوشش بسیار او را فرود آورد و از میان برد، ابلیس، به تحقیق، ششهزار سال خدا را عبادت کرده بود، که دانسته نیست این ششهزار سال به حساب سالهای دنیا است یا سالهای آخرت (همه این عبادتها) در برابر یک لحظه تکبر ورزیدن، (از میان رفت.) پس، چه کسی بعد از این وضعی که برای ابلیس پیش آمد، در برابر انجام معصیتی مانند معصیت او، از خشم خدا سالم می ماند؟ 
 حاشا و کلا، و محال است که خدای سبحان بشری را با ارتکاب امری که فرشته ای را به سبب ارتکاب آن امر، از بهشت بیرون راند، (چنین بشری را) وارد بهشت کند، به راستی، حکم خدا درباره اهل آسمان و اهل زمین، هر آینه یکسان است و میان خدا و هیچیک از مخلوقاتش، برای مباح شماردن ورود به حد و مرزی که ورود به آن را بر همه اهل جهان حرام کرده است، آشتی و رخصتی وجود ندارد.
 پس ای بندگان خدا، از اینکه ابلیس درد خود را به شما سرایت دهد حذر کنید و نیز از اینکه وی با ندا و دعوت خود، شما را برای انجام مقاصد خویش به ستوه آورد و (در صورت کندی شما در اجابت دعوت او) سواران و پیادگان خود (یعنی مردمان زشتکار) را به سوی شما، گسیل دارد، بپرهیزید، پس هر آینه سوگند به جان خودم که ابلیس هر آینه و به تحقیق تیری را برای ترسانیدن شما در کمان نهاده و برای تیراندازی به سوی شما زه کمان را به نهایت توانایی خود، کشیده و شما را از مکانی نزدیک، هدف قرار داده و گفته است: رب بما اغویتنی لازینن لهم فی الارض و لا غوینهم اجمعین پروردگارا، از این روی که (سجده برای آدم را به من تکلیف کردی و من تمرد کردم) باعث گمراه گردیدن من شدی، هر آینه و به طور یقین، لذتهای زمین را برای فرزندان آدم می آرایم و هر آینه و البته، همه آنها را گمراه می سازم در حالی که این سخن ابلیس به منزله تیراندازی به طرف هدفی موهوم و مجهول و دور از نظر و همانند، سنگ پرانی از روی گمانی نادرست است (زیرا همه مردم، به دنبال وسوسه و اغوای او نمی روند و فقط) افراد موصوف به حمیت و نخوت جاهلیت و همراهان با عصبیت و رو گردانندگان از حقیقت، و یکه تازان میدان تکبر و جهل، اعمال و گمراهیهای او را راست و درست پنداشتند تا آن گاه که افرادی از شما که از فرمان او سر باز می زدند، از وی فرمان بردند و طمع او نسبت به شما (در گمراه کردنتان) استوار و محکم گردید، در این وضع ، حالت و چگونگی امر دگرگون شد و رازی نهان به صورت امری آشکار ظاهر گشت: چیرگی او بر شما شدت یافت و سپاههای خود را به طرف شما پیش آورد، تا آن گاه که به شما هجوم آوردند و شما را در سوراخها و شکافهای مذلت افکندند و در خطرات کشته شدن که امیدی برای رهایی از آن وجود ندارد، فرود آوردند و جراحتهای بسیار بر شما وارد ساختند از قبیل فرو بردن نیزه در چشمانتان و بریدن گلوهایتان و کوبیدن بینی هایتان و به قصد ضربت زدن به مواضعی از بدنتان که پس از آن نتوانید جان سالم به در ببرید و راندن شما با حلقه ها و مهارهایی از خشم خود به سوی آتشی که برایتان آماده گردیده است، بنابراین احوال، ابلیس چنان شد که از جهت جراحت آوردن به دینتان و زیان رساندن به دنیاتان، از کسانی که به دشمنی با آنها پرداختید و برای نبرد با ایشان گرد یکدیگر بر آمدید، بزرگتر و خطرناکتر و آتش افروزتر گردید، پس، شدت و عضب خود را در برابر او قرار دهید و رابطه خویش را با وی قطع کنید، پس (از این سخنان، بدانید) به خدا قسم که ابلیس هر آینه و به تحقیق بر اصل شما (یعنی جد اعلای شما ، آدم ابوالبشر) افتخار کرد و منزلت خانوادگی شما را مورد نکوهش قرار داد و نسب شما را باطل دانست و مردود شمرد سپاه سواره خود را برای زیان رساندن به شما و نبرد با شما، گرد آورد و با سپاه پیاده خویش آهنگ بستن راهتان را کرد، تا در هر کجا هستید شما را شکار کنند و با تمام انگشتان دست، شما را بزنند (تا اینکه قدرت دست زدن به کارهای نیک، از شما سلب گردد) نه با حیله و تدبیر می توانید جلو این اعمال ابلیس را بگیرید و نه با به کار بردن افسونی، قدرت دور ساختن آنها را از خود، دارید، در حالی که در دریای خواری و در حلقه تنگنایی (که شما را می فشارد) قرار دارید و بازیچه مرگ و محل خودنمایی بلاها و رنجها (و آزمایشها) هستید.
 پس (با توجه به این اوضاع و احوال و برای رهایی از این خطرات) هر چه از آتشهای عصبیت و کینه توزیهای جاهلیت در دلهایتان نهفته است خاموش سازید، پس جز این نیست که وجود این گونه حمیت (که از آثار جاهلیت است) در مسلمان از چیزهایی است که شیطان در قلب و خاطر او می اندازد و القا می کند و از جمله خودخواهیها و وسوسه ها و دمدمه های وی می باشد و شما (راهتان این است که) به نهادن فروتنی در بالای سرتان و افکندن نخوت در زیر قدمهایتان و به باز کردن و جدا ساختن تکبر از گردنهایتان، توجه و اعتماد نمایید، و در میان خود و دشمنتان ابلیس و سپاههایش تواضع را وسیله دفاع قرار دهید، پس همانا او در هر امتی ، سپاهها و یاران و پیادگان و سوارانی دارد و شما مانند آن کسی نباشید که بدون اینکه خداوند فضیلتی در وی قرار داده باشد، بر پسر مادرش تکبر ورزید (هیچ برتری و فضیلتی در او نبود و عمل او هیچ علتی نداشت) جز اینکه در نتیجه عداوتی که از حسد برخاسته بود، نخوت به او راه یافت و از آتش خشم، حمیت در دل او افروخته گردید و شیطان در بینی او باد تکبر دمید، تکبری که خداوند به دنبال آن، پشیمانی برای وی آورد و گناه همه آدم کشان را تا روز قیامت به گردن و عهده او نهاد .
آگاه باشید و بدانید که همانا شما در ستمگری زیاده روی کردید و به علت دشمنی آشکار با خدا و اعلان جنگ با مومنان، در زمین به فساد پرداختید، پس در خودپسندی از روی حمیت و فخر فروشی به رسم دوران جاهلیت، از خشم خدا حذر کنید، از خشم خدا حذر کنید که این خودپسندی و فخر فروشی، محلی برای بارور شدن دشمنی و کینه توزی و جای دمیدن و وسوسه شیطان است، همان وسوسه ای که شیطان امتهای گذشته و مردمان زمانهای سپری شده را با آن فریب داد تا آن گاه که به سوی تاریکیهای شدید نادانی و گودالهای خطرناک گمراهی که شیطان در سر راهشان قرار داده بود، با گامهای بلند شتافتند (یا در آنها فرو رفتند) در حالی که در برابر راندن شیطان (آنها را به سوی نادانی و گمراهی) راه و مطیع و برای رفتن به دنبال او، سهل انگار و فرمانبر بودند ) .
او (یعنی شیطان) به امری تکیه کرد که دلها در توجه به آن همانند یکدیگرند (و همه به آن توجه دارند یعنی تکبر و حمیت جاهلیت) و امتها در روی آوردن به سوی آن به دنبال همدیگر در آمده اند و در تکبر و نخوتی قرار گرفتند که از کثرت و شدت آن، سینه ها تنگ شده بود.
 آگاه باشید، که بعد از توجه به آنچه گفته شد، از فرمانبری از مهتران و بزرگانتان، حذر کنید، حذر کنید کسانی که به علت جاه و مقام خویش، تکبر ورزیدند و خود را از نسب و اصل خویش (که آبی گندیده و خاکی بدبو می باشد) برتر دانستند و عیوبی که به گمان آنها در دیگران می دیدند به خدا نسبت می دادند، آنها نیکیهای خدا را نسبت به خود انکار کردند، همه این کارها برای ستیزه جویی با حکم خدا و به نزاع برخاستن و چیره ساختن خود بر نعمتهای او بود (که آنچه را نصیبشان شده از خود بدانند نه از خدا) پس به راستی که ایشان پایه های اساس عصبیت و ستونهای ارکان فتنه هستند و به منزله شمشیرهایی می باشند که در عصر جاهلیت در هنگام مفاخرت به پدران و نیاکان، کشیده می شد، بنابراین، از خشم خدا بترسید و در مقابل نعمتهایی که خدا به شما عطا فرموده ضدیت نکنید و در برابر فضل و احسان او نسبت به خود، از جمله حسودان نباشید و از منافقان و افراد پستی که خود را شریف می پندارند، فرمان نبرید، کسانی که شما آب صاف و پاک خود را با آب کدر و تیره آنها، آمیخته و نوشیدید و بیماری آنها را با سلامتی خویش مخلوط کردید و کارها و سخنان باطل آنها را در کارها و سخنان خود داخل نمودید، در حالی که ایشان پایه و اساس فسقها و فجورها و ملازم و همراه نافرمانیها و سرپیچیها هستند که ابلیس، آنها را، همچون شتران بارکش، برای حمل گمراهیهای خود، اختصاص داده است، و نیز ایشان را مانند سپاهی قرار داده که به وسیله آنها بر مردمان هجوم ببرد و به منزله مترجمانی ساخته که با زبان ایشان سخن گوید، همه اینها برای دزدیدن عقلهای شما و داخل شدن در چشمانتان و دمیدن در گوشهایتان است، پس شیطان بدینگونه شما را هدف تیرهای خود و در جای گام نهادن و پایمال کردن خود و در محل دست یازیدن خود قرار داده است، بنابراین، شما از چیزهایی از خشم و قهر و خدا مصیبتها و عقوبتهای او که بر امتهای مستکبر و گردنکش که پیش از شما می زیسته اند، رسیده است، عبرت بگیرید و از محل نهاده شدن گونه ها و جای افکنده گردیدن پهلوهایشان (در گور) پند بیاموزید و از آنچه ، تکبر در جانها پدیدار می سازد، به خدا پناه ببرید به همانگونه که از پیشامدهای ناگوار روزگار به او پناه می برید.
 پس اگر قرار بود که خداوند به یکی از بندگانش، رخصت تکبر ورزیدن را بدهد، هر آینه این رخصت را به پیامبران و دوستان مخصوص خود، عطا می کرد لیکن او که از هر عیبی پاک است خودخواهی و خودپسندی را، برای بندگان خاص خود نپسندید و فروتنی و تواضع را از آنان پسندید و بنابراین، ایشان گونه های خود را (در برابر خداوند) به زمین چسبانیدند و چهره هایشان را به خاک ساییدند (خاک آلود کردند) و پهلوهای خویش را برای افراد مومن، نرم و ملایم ساختند (کنایه از فروتنی) آنان گروههایی مستضعف بودند که به تحقیق خداوند ایشان را با گرسنگی و سختی آزمود و به دشواری مبتلا ساخت و با امور هولناک امتحانشان کرد و با ناملایمات زندگی، آنان را پاک و خالص گردانید .
پس شما به علت نادانی نسبت به موارد آزمایش و امتحان، به وسیله ثروت و قدرت، رضای خدا را در عطا کردن مال و فرزند و عدم رضایت او را در ندادن مال و فرزند ندانید و این گمان خود را، معتبر نشمارید، زیرا خدای سبحانه و تعالی گفته است: ایحسبون انما نمدهم به من مال و بنین نسارع لهم فی الخیرات بل لا یشعرون (آیا می پندارند که آنچه از مال و فرزندان به آنها مدد می دهیم، در رساندن خیرات و خوبیها به ایشان شتاب می ورزیم؟ (چنین نیست) بلکه کسانی که چنین می پندارند، نمی دانند و آگاه نیستند) پس به راستی خدای سبحان بندگان خویش را که خود خویشتن را بزرگ و با عظمت می شمارند، به وسیله دوستان خود که در نظر مستکبران، مستضعف هستند می آزماید.
 هر آینه و به تحقیق موسی بن عمران در حالی که برادرش هارون (علیهماالسلام) همراه او بود و در حالی که جامه گشاد و پشمین در بر و عصای چوبین در دست داشتند، بر فرعون وارد شدند و با او شرط کردند که اگر تسلیم فرمانهای الهی شود، پادشاهی وی باقی می ماند و عزت او دوام می یابد، فرعون (پس از شنیدن این سخن به حاضران رو کرد) و گفت: آیا از این دو تن در شگفتی قرار نمی گیرید که اسلام آوردن مرا شرط دوام عزت و بقای سلطنت من می دانند؟ در حالی که آن دو به گونه ای از فقر و ذلت هستند که مشاهده می کنید، پس برای چه دستبندهای زرین (از سوی خدا) به آن دو تن عطا نشده است؟ این سخن فرعون، برای عظمت دادن و بزرگ شماردن زر و گرد آوری آن و حقیر نشان دادن پشم و پوشیدن آن بود.
 و اگر خدای سبحان، در آن هنگام که پیامبران خود را مبعوث می گردانید، اراده می کرد که گنجهای طلا و معدنهای زر خالص و محل کاشتن و نشاندن گیاهان و درختان را برای احداث باغها برای آنان بگشاید و اینکه مرغان هوا و حیوانات وحشی زمین را با ایشان همراه سازد هر آینه این کار را انجام می داد، اما اگر چنین می کرد آزمایش انسانها از میان می رفت و پاداش و کیفر خوبی و بدی باطل می شد و خبرهای آسمانی مربوط به ثواب و عقاب، سست و گسیخته می گردید و هر آینه برای پذیرندگان دعوت پیامبران، مزد امتحان شوندگان و شکیبایان در برابر سختیها واجب نمی شد و مومنان، استحقاق ثواب نیکوکاران را پیدا نمی کردند، همچنین نامها از معانی خود جدا می گشت و با آن مطابقت پیدا نمی کرد .
لیکن خدای سبحان، فرستادگان خود را، مردمانی نیرومند و توانا در اراده و عزمشان قرار داد و حالات و وضع ظاهری آنان را در برابر چشمان ظاهربین، ضعیف نشان داد، همراه با قناعتی که دلها و چشمها را از بی نیازی پر می ساخت و فقری که چشمها و گوشها را از آزار و رنج آن، انباشته می کرد.
 اگر پیامبران، دارای نیرویی بودند که به سبب آن، هیچکس نمی توان ست قصد آزار آنان را بکند و عزت و قدرتی داشتند که به موجب آن، مورد ستم کسی قرار نمی گرفتند و سلطنتی داشتند با چنان عظمتی که گردنها به سوی آن کشیده می شد و تنگ اشتران حاجتمندان (برای رفتن نزد آنان) محکم می گردید، هر آینه این امر، بر خلق خدا برای عبرت گرفتن، آسانتر بود و نیز آنها را از رفتن به سوی استکبار، بیشتر دور می ساخت و هر آینه مردم از ترسی که بر ایشان چیره شده بود با میل و رغبتی که آنان را به طرف قدرت متمایل ساخته بود، ایمان می آوردند و در این صورت نیتها (در اثر ایمان حقیقی نبود بلکه) در میان ترس از قدرت یا میل به آن، مشترک می بود و نیکیها نیز در میان آن دو، قسمت می شد، لیکن خدای سبحان چنان خواست که پیروی از پیامبرانش و تصدیق کتابهایش و خشوع و تسلیم در برابر راهش و فروتنی در مقابل فرمانهایش و تسلیم شدن برای فرمانبری از او، همه اینها به خود او اختصاص داشته باشد که هیچ چیز دیگری با آنها آمیخته نگردد و هر اندازه که ابتلاء و آزمایش بزرگتر باشد، ثواب و پاداش هم بیشتر خواهد بود.
 آیا نمی بینید و نمی اندیشید که خدای سبحان، مردمان را از زمان آدم صلوات الله علیه تا آخرین کس از این جهان، با سنگهایی آزمود که نه زیانی وارد می سازند و نه سودی می رسانند و نه می بینند و نه می شنوند آن سنگها را خانه محترم و مقدس خود قرار داد، تا به عبادت قیام کنند و به انجام مناسک حج بپردازند از این گذشته، آن را در محلی بنیاد نهاد که سنگلاخ ترین و دشوارترین مکانهای روی زمین از جهت سنگهای سخت و کم حاصلترین زمین از حیث کلوخ و تنگترین فاصله دره ها در میان اقطار و نواحی زمین می باشد، در میان کوههای خشن و شنهای نرم و چشمه های کم آب و قریه های جدا از یکدیگر که (در اثر کمی مرتع و گیاه) نه شتر در آن نمود می کند و فربه می شود، نه اسب و درازگوش و نه گوسفند آن گاه خداوند به آدم و فرزندانش دستور داد، تا پهلوی خود را به سوی آن متمایل سازند (آهنگ زیارت آن را بکنند) سپس آن خانه محل آمد و رفتی گردید برای سفرهای ایشان (یعنی اولاد آدم (علیه السلام)) سفرهایی برای سود بردن (خواه سود دنیاوی، خواه سود اخروی) و مقصدی نهایی برای افکندن بارها و باز کردن جهاز شتران (کنایه از اقامت) که نق طه اصلی دلها (ممکن است مقصود روح باشد) از بیابانهای بی آب و گیاه و پرتگاههای دره های عمیق و از جزیره های دریاها که از خشکی جدا گردیده اند، به سوی آن، می شتابند تا آن حد که شانه هایشان را از توضع و برای خوار گردانیدن خود در مقابل آن، می لرزانند.
و در اطراف آن، فریادشان را با ذکر لبیک بلند می کنند و شتابان بر روی قدمها، راه می پیمایند، در حالی که برای احترام و شوق دیدار کعبه، مویهایشان ژولیده و چهره هایشان گردآلود است، که به تحقیق جامه هایشان را به پشت سرافکنده (به دور انداخته اند) و با رها ساختن موی سر و اصلاح نکردن موی صورت، زیبایی خلقت خود را به زشتی بدل کرده اند.
 آزمایشی است عظیم و امتحانی است سخت و آزمونی است آشکار، و پاک ساختنی است رسا و کافی از آلودگیها که خداوند، آن را موجب رحمت و باعث رسیدن به بهشت خود قرار داده است، و اگر خدای سبحان اراده می کرد که بیت الحرام خویش و مکانهای عظیم و مقدس عبادت خود را در میان باغها و نهرها و در سرزمینی هموار و متناسب برای سکونت (یا مناسب برای زراعت) با درختانی انبوه و میوه هایی در دسترس با ساختمانهایی آباد و بسیار و قریه هایی به هم پیوسته، در میان گندم زارهایی با محصولی مرغوب از گندم و باغی سبز و سبزه زارهایی محیط بر آن باغ و زمینهایی پر آب و گیاه و باغهایی زیبا و تر و تازه و راههای معمور و آباد (اگر اراده می کرد، خانه خود را در چنین مکانی) قرار دهد، هر آینه به نسبت کمی رنج و آزمایش، مقدار پاداش بندگان او، کم می شد، و اگر پایه هایی که خانه کعبه بر آنها نهاده شده و سنگهایی که دیوار کعبه با آنها بالا آمده، یکی از زمرده سبز و دیگری از یاقوت سرخ و در میان نور و روشنایی بود، هر آینه چنین چیزی ، شتافتن شک و تردید در سینه ها تخفیف می داد و کوشش ابلیس را (برای وسوسه کردن) از دلها فرو می نهاد و اضطرابی که دو دلی و بدگمانی در مردم پدیدار می سازد، از میان می برد، لیکن خداوند، بندگان خود را با انواع سختیها می آزماید و با گونه هایی از دشواری از آنان بندگی می خواهد و آنها را به اقسامی از چیزهایی که از آن کراهت دارند و بر ایشان دشوار است، مبتلا می سازد (این آزمایشها و ابتلاآت) برای بیرون راندن نخوت و تکبر از دلهایشان و پابرجا ساختن تواضع و فروتنی در جانهایشان است، و تا اینکه این امور را به منزله درهای گشاده ای به سوی فضل و احسان خود و وسیله های آسانی برای بخشایش خویش، قرار دهد.
 بنابر آنچه گفته شد، در شتافتن به ستمگری در این دنیا و از عاقبت بسیار بد ظلم در روز حساب، و از نتیجه بد تکبر، از خشم خدا حذر کنید، از خشم خدا حذر کنید (یا به خدا پناه ببرید) پس به راستی که این امور بزرگترین دامگاه ابلیس (برای به دام انداختن شما) و مهمترین وسیله مکر و فریب او می باشد، آن چنان مکر و فریبی که همچون زهر کشنده به دلهای مردم می جهد و با خون آنان آمیخته می گردد و هرگز ناتوانی به آن، راه نمی یابد و ضربه های کشنده آن، در مورد هیچکس به خطا نمی رود نه عالمی را به ملاحظه علمش و نه مستمندی را به خاطر جامه کهنه اش، (چه برسد به جاهل و توانگر) و خداوند، بندگان مومن خود را به وسیله ادای نماز و پرداخت زکات و کوشش در روزه داشتن در روزهایی که روزه در آن روزها واجب گردیده، از این خطرات، حفظ فرموده و نگاه داشته است، که این اعمال، برای آرامش یافتن دست و پای ایشان و فرود افتادن چشمانشان از روی خشوع و خضوع، و خوار شدن جانهایشان و پست شماردن دلهایشان و برطرف ساختن خودخواهی نخوت از ایشان می باشد و این به علت اعمال و آثاری است که در نماز و روزه و پرداخت زکات یافته می شود (که آن اعمال و آثار موجب از میان رفتن تکبر و نخوت است) از قبیل به خاک ساییدن اعضای گرامی و عزیز چهره، برای تواضع و چسباندن اعضای گرانقدر بدن (هنگام سجود) بر زمین، برای کوچک شماردن خود، همچنین ملحق شدن و پیوستن شکمها به پشتها (هنگام روزه داری) برای خوار داشتن خود، به علاوه آنچه در پرداخت زکات است از مصرف کردن محصولات و ثمرات زمین و چیزهایی دیگری جز اینها و رسانیدن آنها به مسکینان و فقیران.
 در این اعمال بنگرید و تاثر آنها را در برانداختن جوانه های فقر و باز داشتن نشانه های بروز تکبر و خودستایی ببینید و هر آینه و به تحقیق من نگریستم و اندیشه کردم و هیچیک از مردم جهان را که نسبت به چیزی تعصب ورزد نیافتم جز اینکه تعصب او به علتی است که آن علت، گول زدن و به اشتباه انداختن افراد نادان را در بر می گیرد، یا حجت و دلیلی ارائه می کند که به عقل مردمان سفیه می چسبد و اثر می کند، جز شما که مانند آنها نیستید و به راستی نسبت به امری تعصب می ورزید که سبب و علتی برای آن شناخته نمی شود، اما ابلیس ، به واسطه اصل خود (یا اصل آدم) بر آدم تعصب ورزید و او را به علت آفرینش وی، سرزنش کرد و گفت من از آتشم و تو از گل.
 اما توانگران و کسانی از امتها که نعمت فراوان، آنها را به طغیان انداخته، برای اثری که موقعیتهای نعمت در ایشان پدیدار ساخته، تعصب ورزیدند، و گفتند: نحن اکثر اموالا و اولادا و ما نحن بمعذبین (ما اموال و اولادمان از شما افزون است و ما به عذاب الهی، گرفتار نخواهیم شد) پس اگر شما ناگزیر از تعصب ورزیدن هستید، پس باید تعصبتان برای خصال نیک و کارهای ستوده و امور پسندیده باشد، آن خصال و اعمال نیکی که مردانی از خاندانهای شریف و دلاوران از قبائل عرب و روسای قبیله ها، به وس یله آنها، بر دیگران برتری جسته اند، این برتری به علت دارا بودن اخلاقی پسندیده و مورد رغبت همگان و به واسطه داشتن خردهای بزرگ و انجام کارهای عظیم و برخورداری از شرف و منزلتی شگرف و آثاری ستوده بود، بنابراین، شما تعصب بورزید، برای داشتن صفات نیکو از قبیل رعایت حق همسایه و حق کسی که به شما پناه آورده و از قبیل وفای به عهد و پیمان و فرمانبری از نیکان و نافرمانی از متکبران و به دست آوردن فضیلت و خودداری از ستمگری و بزرگ شماردن قتل نفس و از قبیل داد خلق خدا را دادن و فرو خوردن خشم و دوری جستن از فساد در روی زمین.
 پس با توجه به این امور، از عقوبتها و دشواریهایی که برای امتهای پیش از شما، به سبب کارهای بد و عملهای زشت فرود آمد، حذر کنید بنابراین، حالت وضع آنها را در آن هنگام که (به سبب اطاعت از فرامین الهی و پیامبرانشان) در خیر و سلامت می زیستند سپس (به علت مخالفت با اعمال نیک و همراه شدن با افعال ناپسند،) در شر و عقوبت قرار گرفتند، به یاد آوردید و از همانند بودن با آنها، خود را دور نگاه دارید، پس هر گاه در تفاوتهای حالتهای ایشان (که زمانی در خیر و سلامت و وقت دیگری در شر و عقوبت می زیستند) اندیشه کنید، باید در نتیجه این اندیشیدن با هر امری که وضع و حالت آنها را با عزت همراه ساخته، و به موجب آن، دشمنان از ایشان دور گشته اند، همراه شوید، امری که به سبب آن عافیت و سلامتی به طرف آنان کشیده شد و به خاطر آن، نعمت در اختیارشان قرار گرفت و بر پایه آن، کرامت و بزرگ منشی به ریسمان وجود آنها پیوست (عاملی که این نیکیها را برای ایشان به ارمغان آورد، عبارت است از:) دوری جستن از پراکندگی و جدایی و همراه بودن با الفت و انس نسبت به همدیگر و تشویق و تحریض یکدیگر به آن و سفارش کردن هر یک به دیگری رعایت آن را.
 و نیز، از هر سبب و عاملی که ستون فقرات آنها را شکست و نیرویشان را سست کرد، دوری کنید، (این عوامل و اسباب عبارت بود از:) کینه ورزی دلها به یکدیگر و دشمنی سینه ها با همدیگر، و پشت کردن افراد به یکدیگر و یاری نکردن و تنها گذاشتن دستها همدیگر را (مقصود از دستها نیروی انسانهاست که دست، مظهر قدرت و نیروی آدمی می باشد) همچنین در حالات مردمان مومن گذشته که قبل از شما می زیسته اند، تدبر و اندیشه نمایید که در حالت آزمایش و رنج، چگونه بوده اند؟ آیا باری که بر دوش می کشیدند از بار همه خلق خدا سنگینتر نبود؟ و رنجشان از رنج تمام بندگان خدا دشوارتر و حالشان از همه مردم دنیا تنگتر و سختتر نبود؟ فرعونها و گردنکشان، آنان را به بردگی گرفتند و سختی و بدی عذاب را بر آنها تحمیل کردند و تلخیها را جرعه جرعه به ایشان نوشانیدند، پس همواره حال ایشان در ذلت هلاکت و در قهر و غلبه فرعونها و گردنکشان، قرار داشت، که چاره ای برای سر، باز زدن و امتناع از این رنجها نمی یافتند، و راهی برای جلوگیری از آنها پیدا نمی کردند، تا آن زمان که خداوند، بیشترین شکیبایی را در آزار کشیدن به خاطر دوستی او و تحمل سختیها را به علت بیم از او، مورد نظر قرار داد، برای آنان گشایشی از تنگناهای بلا، قرار داد، پس، ذلت ایشان را به عزت و ترسشان را به ایمنی و آرامش خاطر، بدل ساخت که در نتیجه آن ایشان فرمانروایانی حاکم و پیشوایانی راهنما، گردیدند و کرامت و لطف خدا نسبت به آنان به اندازه ای رسید که آرزوهای ایشان نیز به آن نرسیده بود.
 بنابراین در کیفیت حال ایشان بیندیشید که در آن هنگام که گروهها، مجتمع و تمایلات، هماهنگ و دلها مثل هم و دستها (کنایه از نیروها) یار یکدیگر و شمشیرها در پی کمک رساندن به همدیگر و بینشها، عمیق و بدون تردید و اراده ها و تصمیمها، یکی بود ، در چه حال و وضعی قرار داشتند؟ آیا در اقطار و نواحی زمین صاحب اختیار نبودند و بر گردنهای مردم جهان، فرمانروایی نداشتند؟ آن گاه به دگرگونیهایی که در آخر کارشان در آنها رخ داد (و از آن حال به این حال در آمدند) بیندیشید.
در آن هنگام که میانشان جدایی افتاد و الفت و انس ایشان به پراکندگی گرایید و در میان زبانها و دلها اختلاف پدیدار گشت و به گروههایی با اندیشه های مختلف، قسمت شدند و در حال پراکندگی و اختلاف کلمه، از یکدیگر جدا گردیدند، همانا خداوند، (در اثر این امور) جامه کرامت و لطف خویش را، از تنشان بیرون آورد و خوشی و فراوانی نعمت خود را از آنها گرفت و خبر آنچه برای ایشان پیش آمد در میان شما باقی ماند، تا عبرت گیرندگان، از آن، عبرت گیرند.
 پس، شما از حالات پسران اسماعیل و پسران اسحاق و پسران اسرائیل، علیهم السلام عبرت بگیرید، که چه بسیار است، هماهنگی و تناسب حالتها و چه نزدیک است، همانند بودن، سر گذشتها.
 در کار این اقوام تامل و تفکر بکنید و در حالت پراکندگی و جدایی آنها از یکدیگر بیندیشید، در آن شبهایی (ظ- روزگاری) که کسری ها و قیصرها، صاحب اختیارشان بودند و آنان را از سرزمینهای آباد و پر نعمت و دریای عراق (ظ- مقصود دجله و فرات است) و از نقاط سبز و خرم دنیا، گرفتند و به سرزمینی که روئیدن بوته شیح و حای وزیدن باد و مکان زندگی سخت و دشوار بود، در فقر و پریشان حالی، همراه با زخم پشت شتر به علت ساییدگی از پالان و همراه با موی شتر (ظ مقصود شتر چرانی است) رهایشان کردند، از جهت منزل و سرایی که در آن به سر ببرند، پست ترین و خوارترین امتها و از حیث قرارگاه زندگی، در خشکترین و بیحاصلترین، سرزمینها بودند، نه به زیر پر و بال دعوتی قرار داشتند (یعنی دعوت به راه حق) که به آن پناه می برند، تا به وسیله آن، خود را از گمراهی نگاه دارند و نه در سایه انس و الفت یکدیگر می آسودند تا عزتی را که از این رهگذر، حاصل می شود، پشت یبان خود سازند، پس حالها پریشان و دستها (نیروها) در اختلاف و جدایی و جمعشان پراکنده بود، در رنج و بلایی شدید و جهلی متراکم و فشرده شده (جهل اندر جهل) که از جمله آثار آن، دختران زنده بگور و بتهای پرستیده شده و رحمهای قطع گردیده و غارتهای پراکنده بود.
 پس شما به موارد نعمتهای خدا بر آن گروهها بنگرید، در آن هنگام که خداوند، پیامبری به سوی ایشان فرستاد، آن گاه خداوند فرمانبری آنان را با آیین آن پیامبر پیوند داد (ایشان را مطیع دین او ساخت) و الفت و هماهنگی آنها را با یکدیگر، همراه با دعوت آن حضرت گرد آورد، (بنگرید که) نعمت چگونه بال کرامت و آسایش خود را بر آنان گسترد و نهرهایی از فراوانی و عطاهای خود را برای ایشان روان ساخت؟ (مقصود، انواع نعمتها است) و برکات سودمند دین، که عاید ایشان گردید، چگونه جمعشان کرد و از پراکندگی رهایشان نمود.
 پس به حالی در آمدند که نعمت دین آنان را فرا گرفت و از زندگی خوش و پاکیزه آن ، خشنود و خرم گردیدند و در سایه سلطانی نیرومند، کالاهایشان به خوبی پابرجا و استوار شد و این حالت ، ایشان را در کنار عزتی که بر هر چیزی غالب بود، فرود آورد و نیکبختیها در بلندیها و عظمت سلطنتی پایدار به آنان رو آورد.
 پس، ایشان، فرمانروایان همه جهان و پادشاهان اطراف زمین گردیدند.
 و بر کسانی که پیش از این، فرمانروای آنان بودند، فرمان راندند و کارها را به دست گرفتند.
 و حکمها و فرمانها را درباره کسانی که قبلا بر ایشان فرمانروا بودند، به اجرا در آوردند، کارشان محکم و استوار بود و نیزه آنها نیازی به آزمودن نداشت (کنایه از نیرومندی) و هیچکس برای از میان بردن قدرتشان، طمع نمی بست.
 (اما) آگاه باشید و بدانید که شما دستهایتان را از بند و ریسمان طاعت حق، تکاندید (و بیرون کشیدید) و با پیروی از احکام زمان جاهلیت، در حصار احکام خدا که به اطرافتان کشیده شده بود، رخنه وارد ساختید.
 پس به راستی، خدای سبحان بر جماعت این امت با ریسمان این الفتی که در میانشان منعقد ساخت، منت نهاد، چنان الفتی که در سایه آن، از حالی به حالی دیگر، منتقل گردند و در کنف حمایت آن، بیارامند، با نعمتی که هیچیک از آفریده شدگان خدا، بهای آن را نمی داند، برای اینکه بهای این نعمت از هر بهای دیگر افزونتر و برتر و شان و مقام آن از هر شان و مقامی با عظمتتر است.
 (مقصود دین مبین اسلام است).
آگاه باشید و بدانید که شما پس از هجرت به سوی پیامبر (صلی الله علیه و آله) مانند اعراب گردیدید و بعد از دوستی و پیوستن به یکدیگر، دسته دسته و پراکنده شدید و جز با نام اسلام، پیوستگی دیگری با آن ندارید و از ایمان، جز نشانی از آن، نمی شناسید.
 می گویید: آتش، آری اما ننگ نه.
 گویی می خواهید اسلام را با صورت به زمین بکوبید تا حرمت آن را از میان ببرید و پیمان آن را بگسلید، آن چنان پیمانی که خداوند، آن را در زمین خود برای شما، مورد احترام قرار داد تا در نگاهداری آن بکوشید و هتک حرمت آن را ننمایید) و نیز آن را وسیله آرامش و امنیتی در میان آفریده شدگان خود ساخت (تا در سایه آن، در آسایش زیست نمایند) به راستی و البته، اگر شما به چیزی دیگری غیر از اسلام، پناه ببرید، کافران با شما به جنگ خواهند پرداخت و پس از آن نه جبراییل و نه میکاییل، نه مهاجرین و نه انصار، هیچکدام به یاری شما نخواهند شتافت و چیز دیگری نخواهد بود، جز کوبیدن شما سرهای همدیگر را با شمشیر تا آن وقت که خداوند، در میان شما، داوری فرماید.
 همانا مثالها و نمونه هایی از خشم خدا و کوبندگیهای او و روزهای غضب او و وقایعی که از این بابت رخ داده، در خاطر شما وجود دارد، بنابراین بیم دادنهای او را به علت ناآگاه بودن از بازخواست و کیفر او را از جهت آسان شماردن خشم او و ناامیدی از غضب او کند و دیر نشمارید، پس به راستی ، خدای منزه و پاک از هر عیب و نقص، مردمان نسل گذشته را که در پیش روی شما و نزدیک به زمان شما بودند، لعنت نکرده است مگر برای ترک کردن آنها امر به معروف و نهی از منکر را، پس، خداوند، سفیهان و نادانان را به علت ارتکاب گناه و خردمندآن و بردباران را به علت خودداری از نهی کردن سفیهان لعنت کرد.
 آگاه باشید که شما به راستی و حقیقت، قید و بند اسلام را از خود گسیختید و حدود آن را تعطیل کردید و احکام آن را می راندید و از میان بردید، آگاه باشید و بدانید که خداوند، نبرد با ستمگران و پیمانشکنان و پدید آورندگان فساد در روی زمین را، به من امر کرده است، اما ناکثین (پیمانشکنان یعنی اصحاب جمل) پس به تحقیق با آنان نبرد کردم و اما قاسطین (منحرفان از حق و عدل یعنی اصحاب معاویه) پس به تحقیق با آنها جهاد کردم و اما مارقین (خارج شوندگان از دین یعنی خوارج نهروان) پس به تحقیق بر ایشان غلبه کردم و خوارشان ساختم و اما شیطان ردهه (ذوالثدیه- یکی از روسای خوارج) پس به تحقیق با صاعقه ای (یا صیحه ای) که در اثر آن، اضطراب قلب و لرزشس سینه او شنیده شد، شر او کفایت و بر طرف گردید، بقیه ای از ستمگران بر جا مانده اند که هر آینه اگر خداوند، بازگشت برای حمله کردن به آنها را اجازه دهد، و وسائل آن را فراهم سازد هر آینه بر آنها غالب خواهد شد و ایشان را در زیر فرمان خود خواهم آورد (و دیگر کسی از آنها باقی نخواهد ماند) جز افرادی معدود و بسیار کم که در اطراف شهرها و سرزمینها پراکنده می گردند.
من در کودکی و نوجوانی، سینه عربها را (ظ- مقصود بزرگان عرب است) بر زمین نهادم (آنها را خوار ساختم) و شاخهای بر آمده دو قبیله ربیعه و مضر را شکستم (قدرت و منزلت گردنکشانشان را از میان بردم) و به تحقیق شما موقعیت و مقام مرا به سبب خویشاوندی نزدیک با رسول خدا صلی الله علیه و آله و داشتن منزلت و مقامی مخصوص در نزد آن حضرت دانسته اید، او مرا در حالی که کودک بودم بر روی دامن خود می نهاد و در روی سینه خویش جای می داد، در بستر خود، مرا نگهداری می کرد و مرا به تن خود می چسباند و بوی خوش خود را به مشام من می رسانید، آن حضرت ، غذا را می جوید و در دهان من می گذاشت.
 وی یک دروغ در سخن من نیافت و یک خطا و کار نسنجیده از من ندید، هر آینه و به تحقیق از همان وقت که پیامبر صلی الله علیه و آله طفلی بود که تازه از شیر باز گرفته شده بود، خداوند با عظمتترین فرشتگان خود را، قرین و همنشین او ساخت تا در شب و روز او را به راه نیکیها و اخلاق پسندیده در جهان، رهنمون گردد، هر آینه و به تحقیق، من همچون بچه ای که به دنبال مادرش می رود، به دنبال او می رفتم، آن حضرت در هر روز، نشانه ای از اخلاق خود را به من می رسانید و در ذهنم جای می داد و پیروی از آن را به من امر می کرد، هر آینه و به تحقیق، در هر سال در کوه حراء مجاور می شد، در آن هنگام، من او را می دیدم و کسی دیگر او را نمی دید، در آن روز در خانه ای (یا خاندانی) اسلام راه نیافته بود و مسلمانی وجود نداشت، جز رسول خدا صلی الله علیه و آله و خدیجه، و من سوی ایشان بودم که نور وحی و رسالت را می دیدم و بوی نبوت را می بوییدم.
 هر آینه و به تحقیق، در آن هنگام که وی بر آن حضرت صلی الله علیه و آله نازل شد، من صدای ناله شیطان را، شنیدم و پس از شنیدن آن صدا، گفتم ای رسول خدا، این ناله چیست؟ فرمود: این شیطان است، که بعد از نزول وحی بر من، از اینکه دیگر کسی او را بپرستد و فرمانش را ببرد و به گمراهیهای وی، تن در دهد، ناامید گشته است)
(ای علی) همانا، آنچه را من می شنوم، تو نیز می شنوی و هر چه را من می بینم، تو نیز می بینی، جز اینکه تو، پیامبر نیستی، لیکن تو وزیر و یار من هستی و به راستی که تو در راه خیر قرار داری.
 هر آینه و به تحقیق، من در آن وقت که گروهی از قریش نزد آن حضرت آمدند، با او صلی الله علیه و آله بودم آن گروه به او گفتند: ای محمد، تو ادعای عظیمی کرده ای که نه پدر و اجدادت و نه هیچیک از افراد خاندانت چنین ادعایی کرده اند و ما چیزی از تو می خواهیم که اگر پذیرفتی و آن را به ما نشان دادی، می دانیم که تو پیامبر و فرستاده خدایی و اگر انجام ندادی، خواهیم دانست که تو جادوگر و بسیار دروغگو هستی، پیغمبر صلی الله علیه و آله فرمود: چه درخواستی دارید؟ گفتند: این درخت را به سوی ما می خوانی تا با ریشه های خود، از جا کنده شود و برابرت بایستد، پیامبر (صلی الله علیه و آله) فرمود: خداوند، بر هر کاری تواناست، پس اگر خدا، این کار را برای شما انجام داد، ایمان می آورید و به حق شهادت می دهید؟ گفتند: آری فرمود: همانا من به زودی، آنچه را خواسته اید، به شما نشان خواهم داد، اما من به راستی و حقیقت می دانم که شما به طرف خیر، بازگشت و گرایش پیدا نمی کنید، و بی گمان ، در میان شما، کسی است که در چاه افکنده می شود و کس دیگری است که گروههای پراکنده را گرد هم بر می آورد، سپس، پیغمبر صلی الله علیه و آله (خطاب به درخت) فرمود: ای درخت اگر تو به خدا و به آخرت ایمان داری و می دانی که من فرستاده خدا هستم، با ریشه هایت از زمین کنده شو تا اینکه به اذن خدا در برابر من بایستی، پس، سوگند به خدایی که محمد (صلی الله علیه و آله) را به دین حق، مبعوث گردانید، هر آینه، درخت با ریشه هایش از جا کنده شد و در حالی که صدایی شدید، همچون صدای رعد یا صدای تند به هم خوردن بالهای مرغان، از آن بر می خاست، آمد تا اینکه با شاخه های آویزان (یا برگ ریزان) در برابر رسول خدا صلی الله علیه و آله، ایستاد و شاخه بلندتر خود را بر رسول الله صلی الله علیه و آله و پاره ای از شاخه هایش را بر روی شانه من در حالی که در طرف راست آن حضرت صلی الله علیه و آله قرار داشتم، افکند.
 پس، چون آن گروه چنین دیدند از روی بزرگ پنداشتن خود و از روی تکبر ، گفتند: اکنون به درخت دستور ده، نیمی از آن نزد تو آید و نیم دیگر آن در جای خود باقی بماند، پیامبر (صلی الله علیه و آله)، درخت را به انجام چنین کاری، امر کرد، آن گاه نیمی از آن با عجیبترین وجه و شدیدترین صدا، به سوی آن حضرت رو آورد به گونه ای که نزدیک بود به رسول الله صلی الله علیه و آله بپیچد، باز آن گروه از روی کفر و شدت عناد و سرکشی گف تند: پس به این نیمه دستور ده به طرف نیمه دیگر، باز گردد، و به صورتی که بود، در آید، پیامبر صلی الله علیه و آله فرمان داد و درخت بازگشت، آن گاه من (یعنی علی) گفتم: خدایی، جز خدا نیست پس به راستی من نخستین ایمان آورنده به تو هستم ای رسول خدا، و نخستین کسی هستم که به علت راست دانستن پیغمبری تو و برای بزرگ داشتن سخن تو، به آنچه درخت به فرمان خدای تعالی انجام داد، اقرار می کنم .
پس از آن، همه آن گروه گفتند: (تو پیغمبر نیستی) بلکه جاودگر و سخت دروغگو هستی، با جادوگریهای عجیب و با چابکی و تردستی در جادوگری، و آیا در این امر (امر نبوت) جز امثال این کودک (مقصودشان من که علی هستم، بود) کس دیگری، سخن تو را تصدیق می کند؟ و به راستی من (علی) از گروهی می باشم که سرزنش هیچ سرزنش کننده ای در برابر پیمودن راه حق، در آنان اثری ندارد، گروهی که رخساره ایشان رخساره مردمان بسیار راستگو و سخنشان، سخن افراد بسیار نیکوکار است، آنان آباد کنندگان شب (با شب زنده داری و عبادت) و روشنی بخش و راهنمای دیگران، در روز هستند، به ریسمان قرآن چنگ می زنند، سنتهای خدا و سنتهای پیامبر او را، زنده نگاه می دارند، تکبر نمی ورزند و سرکشی نمی نمایند، خیانت نمی کنند و گرد فساد نمی گردند.
 قلب و فکرشان متوجه بهشت و جسمشان، سرگرم عمل (برای آخرت) است.

قبلی بعدی