متن عربی
192.وَ مِنْ خُطبَةٍ لَهُ عَلیهِ السَّلامُ تُسَمَّى القَاصِعَةُ وَ هِیَ تَتَضَمَّنُ ذَمَّ إبْلِیسَ لَعَنَهُ اللّهُ، عَلَى اسْتِکْبَارِهِ وَ تَرْکِهِ السُّجودَ لِآدَمَ (علیه السلام) ، وَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ العَصَبِیَّةَ وَ تَبِعَ الحَمِیَّةَ، وَ تَحْذِیرَ النَّاسِ مِنْ سُلُوکِ طَرِیقَتِهِ:
- ألْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْکِبْرِیَاءَ؛
- وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ،
- وَ جَعَلَهُمَا حِمىً وَ حَرَماً عَلَى غَیْرِهِ،
- وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلاَلِهِ.
رأس العصیان - وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِیهِمَا مِنْ عِبَادِهِ.
- ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِکَ مَلاَئِکَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ،
- لَیمِیزَ الْمُتَوَاضِعِینَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَکْبِرِینَ،
- فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ،
- وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُیُوبِ:
- «إِنِّی خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ فَإِذَا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِینَ،
- فَسَجَدَ الْمَلاَئِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِیسَ»
- اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِیَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ،
- وَ تَعَصَّبَ عَلَیْهِ لِاَصْلِهِ.
- فَعَدُوُّ اللّهِ إِمَامُ الْمتَعَصِّبِینَ، وَ سَلَفُ الْمُسْتَکْبِرِینَ،
- الَّذِی وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِیَّةِ،
- وَ نَازَعَ اللّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِیَّةِ.
- وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ،
- وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ.
- ألا تَرَوْنَ کَیْفَ صَغَّرَهُ اللّهُ بِتَکَبُّرِهِ،
- وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ،
- فَجَعَلَهُ فِی الدُّنْیَا مَدْحُوراً،
- وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْآخِرَةِ سَعِیراً؟!
ابتِلاءُ اللّهِ لخَلقِه - وَ لَوْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ یَخْطَفُ الْاَبْصارَ ضِیَاؤُهُ،
- وَ یَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ،
- وَ طِیبٍ یَأْخُذُ الْاَنْفَاسَ عَرْفُهُ، لَفَعَلَ.
- وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْاَعْنَاقُ خَاضِعَةً،
- وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِیه عَلَى الْمَلاَئِکَةِ.
- وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ یَبْتَلِی خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا یَجْهَلُونَ أَصْلَهُ، تَمْیِیزاً بِالاِخْتِبَارِ لَهُمْ،
- وَ نَفْیاً لِلاِسْتِکْبارِ عَنْهُمْ، وَ إِبْعَاداً لِلْخُیَلاَءِ مِنْهُمْ.
طلب العبرة - فَاعْتَبِرُوا بِمَا کانَ مِنْ فِعْلِ اللّهِ بِإبْلِیسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِیلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِیدَ،
- وَ کَانَ قَدْ عَبَدَاللّهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ،
- لا یُدْرَى أمِنْ سِنِیَّ الدُّنْیَا أَمْ مِنْ سِنِیَّ الْآخِرَةِ، عَنْ کِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ.
- فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِیسَ یَسْلَمُ عَلَى اللّهِ بِمِثْلِ مَعْصِیَتِهِ؟
- کَلَّا، مَا کانَ اللّهُ سُبْحَانَهُ لِیُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَکاً.
- إِنَّ حُکْمَهُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْاَرْضِ لَوَاحِدٌ.
- وَ مَا بَیْنَ اللّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِی إِبَاحَةِ حمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِینَ.
التحذیر من الشیطان - فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللّهِ عَدُوَّ اللّهِ أَنْ یُعْدِیَکُمْ بِدَائِهِ،
- وَ أَنْ یَسْتَفِزَّکُمْ بِنِدَائِهِ،
- وَ أَن یُجْلِبَ عَلَیْکُمْ بِخَیْلِهِ وَ رَجِلِهِ.
- فَلَعَمْرِی لَقَدْ فَوَّقَ لَکُمْ سَهْمَ الْوَعِیدِ،
- وَ أَغْرَقَ إِلَیْکُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِیدِ،
- وَ رَمَاکُمْ مِنْ مَکَانٍ قَرِیبٍ،
- فَقَالَ: «رَبِّ بِما أَغْوَیْتَنِی لاُزَیِّنَنَّ لَهُمْ فِی الْاَرْضِ وَ لاُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ»،
- قَذْفاً بِغَیْبٍ بَعِیدٍ،
- وَ رَجْماً بِظَنِّ غَیْرِ مُصِیبٍ.
- صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِیَّةِ، وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِیَّةِ،
- وَ فُرْسَانُ الْکِبْرِ وَ الْجَاهِلِیَّةِ.
- حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْکُمْ،
- وَ اسْتَحْکَمَتِ الطَّمَاعِیَّةُ مِنْهُ فِیکُمْ،
- فَنَجَمَتِ الْحالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِیِّ إِلَى الْاَمْرِ الْجَلِیِّ.
- اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَیْکُمْ، وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَکُمْ.
- فَأَقْحَمُوکُمْ وَ لَجَاتِ الذُّلِّ، وَ أَحَلُّوکُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ،
- وَ أَوْطَأُوکُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ، طَعْناً فِی عُیُونِکُمْ،
- وَ حَزاَّ فِی حُلُوقِکُمْ، وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِکُمْ،
- وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِکُمْ، وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَکُمْ.
- فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِی دِینِکُمْ حَرْجاً.
- وَ أَوْرَى فِی دُنْیَاکُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِینَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِینَ وَ عَلَیْهِمْ مُتَأَلِّبِینَ.
- فَاجْعَلُوا عَلَیْهِ حَدَّکُمْ، وَ لَهُ جِدَّکُمْ،
- فَلَعَمْرُ اللّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِکُمْ، وَ وَقَعَ فِی حَسَبِکُمْ،
- وَ دَفَعَ فِی نَسَبِکُمْ، وَ أَجْلَبَ بِخَیْلِهِ عَلَیْکُمْ،
- وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِیلَکُمْ، یَقْتَنِصُونَکُمْ بِکُلِّ مَکَانٍ،
- وَ یَضْرِبُونَ مِنْکُمْ کُلَّ بَنَانٍ.
- لاَتَعُونَ بِحِیلَةٍ، وَ لا تَدْفَعُونَ بِعَزِیمَةٍ.
- فِی حَوْمَةِ ذُلٍّ، وَ حَلْقَةِ ضِیقٍ،
- وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ، وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ.
- فَأَطْفِئُوا مَا کَمَنَ فِى قُلُوبِکُمْ مِنْ نِیرانِ الْعَصَبِیَّةِ، وَ اَحْقَادِ الْجاهِلِیَّةِ،
- فَإِنَّمَا تِلْکَ الْحَمِیَّةُ تَکُونُ فِی الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّیْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ، وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ.
- وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِکُمْ،
- وَ إِلْقَاءَ التَعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِکُمْ، وَ خَلْعَ التَّکَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِکُمْ.
- وَاتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ عَدُوِّکُمْ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ؛
- فَإِنَّ لَهُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً، وَ رَجِلاً وَ فُرْسَاناً،
- وَ لا تَکُونُوا کَالْمُتَکَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَیْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللهُ فِیهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ،
- وَ قَدَحَتِ الْحَمِیَّةُ فِی قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ،
- وَ نَفَخَ الشَّیْطَانُ فِی أَنْفِهِ مِنْ رِیحِ الْکِبْرِ الَّذِی أَعْقَبَهُ اللّهُ بِهِ النَّدَامَةَ،
- وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِینَ إِلَى یَوْمِ الْقِیامَةِ.
التحذیر من الکبر - ألَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِی الْبَغْیِ، وَ أَفْسَدْتُمْ فِی الْاَرْضِ،
- مُصَارَحَةً لِلّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ،
- وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنینَ بِالْمُحَارَبَةِ.
- فَاللّهَ اللّهَ فِی کِبْرِ الْحَمِیَّةِ، وَ فَخْرِ الْجَاهِلِیَّةِ.
- فَإِنَّهُ مَلاقِحُ الشَّنَآنِ، وَ مَنَافِخُ الشَّیْطَانِ،
- الَّتِی خَدَعَ بِها الْاُمَمَ الْمَاضِیَةَ، وَ الْقُرُونَ الْخَالِیَةَ.
- حَتَّى أَعْنَقُوا فِی حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ، وَ مَهَاوِی ضَلاَلَتِهِ،
- ذُلُلاً عَنْ سِیَاقِهِ، سُلُساً فِی قِیَادِهِ.
- أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِیهِ، وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَیْهِ.
- وَ کِبْراً تَضَایَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ.
التحذیر من طاعة الکبراء - أَلا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِکُمْ وَ کُبَرَائِکُمْ!
- الَّذِینَ تَکَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ،
- وَ أَلْقَوُا الْهَجِینَةَ عَلَى رَبِّهِمْ، وَ جَاحَدُوا اللّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ.
- مُکَابَرَةً لِقَضَائِهِ، وَ مُغَالَبَةً لآِلاَئِهِ.
- فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِیَّةِ.
- وَ دَعَائِمُ أَرْکَانِ الْفِتْنَةِ، وَ سُیُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِیَّةِ.
- فَاتَّقُوا اللّهَ وَ لا تَکُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَیْکُمْ أَضْدَاداً، وَ لا لِفَضْلِهِ عِنْدَکُمْ حُسَّاداً.
- وَ لا تُطِیعُوا الْاَدْعِیَاءَ الَّذِینَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِکُمْ کَدَرَهُمْ،
- وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِکُمْ مَرَضَهُمْ،
- وَ أَدْخَلْتُمْ فِی حَقِّکُمْ بَاطِلَهُمْ،
- وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ،وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ.
- اتَّخَذَهُمْ إِبْلِیسُ مَطَایَا ضَلالٍ.
- وَ جُنْداً بِهِمْ یَصُولُ عَلَى النَّاسِ،
- وَ تَرَاجِمَةً یَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ،
- اسْتِرَاقاً لِعُقُولِکُمْ وَ دُخُولاً فِی عُیُونِکُمْ،
- وَ نَفْثاً فِی أَسْمَاعِکُمْ.
- فَجَعَلَکُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ، وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ، وَ مَأْخَذَ یَدِهِ.
- فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْاُمَمَ الْمُسْتَکْبِرِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ مِنْ بَأْسِ اللّهِ وَصَوْلَاتِهِ،
- وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلاَتِهِ، وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِی خُدُودِهِمْ، وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ، وَ اسْتَعِیذُوا بِاللّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْکِبْرِ،
- کَمَا تَسْتَعِیذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ.
- فَلَوْ رَخَّصَ اللّهُ فِی الْکِبْرِ لِاَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِیهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ.
- وَ لکِنَّهُ سُبْحَانَهُ کَرَّهَ إِلَیْهِمُ التَّکَابُرَ، وَ رَضِیَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ.
- فَأَلْصَقُوا بِالْاَرْضِ خُدُودَهُمْ،
- وَ عَفَّرُوا فِی التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ.
- وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِینَ، وَ کانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِینَ.
- قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللّهُ بِالْمَخْمَصَةِ، وَ ابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ،
- وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ، وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَکَارِهِ.
- فَلا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلاً بِمَواقِعِ الْفِتْنَةِ،
- وَ الاِخْتِبَارِ فِی مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الاِقْتِدَارِ،
- فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: «أَیَحْسَبُونَ أنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَ بَنِینَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْرَاتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ».
- فَإِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ یَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَکْبِرِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِیَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی أَعْیُنِهِمْ.
تواضع الانبیاء - وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونَ (علیهما السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ،
- وَ عَلَیْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَ بِأَیْدِیهِمَا الْعِصِیُّ،
- فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْکِهِ، وَ دَوَامَ عِزِّهِ؛
- فَقَالَ: «أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هذَیْنِ یَشْرِطَانِ لِی دَوَامَ الْعِزِّ، وَ بَقَاءَ الْمُلْکِ؛
- وَ هُمَا بِما تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ،
- فَهَلَّا أُلْقِیَ عَلَیْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ»
- إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ،
- وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ!
- وَ لَوْ أَرَادَ اللّهُ سُبْحَانَهُ لِاَنْبِیَائِهِ حَیْثُ بَعَثَهُمْ،
- أَنْ یَفْتَحَ لَهُمْ کُنُوزَ الذُّهْبَانِ، وَ مَعَادِنَ الْعِقْیَانِ، وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ
- وَ أَنْ یَحْشُرَ مَعَهُمْ طُیُورَ السَّماءِ وَ وُحُوشَ الْاَرَضِینَ لَفَعَلَ،
- وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ، وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ،
- وَ اضْمَحَلَّتِ الْاَنْبَاءُ، وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِینَ أُجُورُ الْمُبْتَلِینَ،
- وَ لا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِینَ، وَ لا لَزِمَتِ الْاَسْمَاءُ مَعَانِیَهَا.
- وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِی قُوَّةٍ فِی عَزَائِمِهِمْ،
- وَضَعَفَةً فِیَما تَرَى الْاَعْیُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ،
- مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُیُونَ غِنىً،
- وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْاَبْصَارَ وَ الْاَسْمَاعَ أَذىً.
- وَ لَوْکَانَتِ الْاَنْبِیَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لا تُرَامُ، وَ عِزَّةٍ لاَتُضَامُ،
- وَ مُلْکٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَ تُشَدُّ إِلَیْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ؛
- لَکَانَ ذَلِکَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِی الإِعْتِبَارِ،
- وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِی الإِسْتِکْبَارِ، وَ لآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ،
- أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ، فَکَانَتِ النِّیَّاتُ مُشْتَرَکَةً،
- وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.
- وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ یَکُونَ الاِتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَ التَّصْدِیقُ بِکُتُبِهِ،
- وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَ الاِسْتِکَانَةُ لِاَمْرِهِ،
- وَ الاِسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً،
- لا تَشُوبُهَا مِنْ غَیْرِهَا شَائِبَةٌ.
- وَ کُلَّمَا کانَتِ الْبَلْوَى وَ الاِخْتِبَارُ أَعْظَمَ،
- کانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ.
الکَعْبَةُ المُقَدَّسَةُ - أَلا تَرَوْنَ أَنَّ اللّهَ، سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الْاَوَّلِینَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیْهِ،
- إِلَى الْآخِرِینَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ؛ بِأَحْجَارٍ لا تَضُرُّ وَ لا تَنْفَعُ،
- وَ لا تُبْصِرُ وَ لا تَسْمَعُ.
- فَجَعَلَهَا بَیْتَهُ الْحَرَامَ «الَّذِی جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِیاماً»
- ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْاَرْضِ حَجَراً، وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْیَا مَدَراً.
- وَ أَضْیَقِ بُطُونِ الْاَوْدِیَةِ قُطْراً.
- بَیْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ، وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ،
- وَ عُیُونٍ وَشِلَةٍ، وَ قُرىً مُنْقَطِعَةٍ؛
- لا یَزْکُو بِهَا خُفٌّ، وَ لا حَافِرٌ وَ لا ظِلْفٌ.
- ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَ وَلَدَهُ أَنْ یَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ،
- فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ، وَ غَایَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ.
- تَهْوِی إِلَیْهِ ثِمَارُ الْاَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِیقَةٍ،
- وَ مَهَاوِی فِجَاجٍ عَمِیقَةٍ، وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ،
- حَتَّى یَهُزُّوا مَنَاکِبَهُمْ ذُلُلاً یُهَلِّلُونَ لِلّهِ حَوْلَهُ.
- وَ یَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ.
- قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِیلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمْ،
- ابْتِلَاءً عَظِیماً، وَ امْتِحَاناً شَدِیداً، وَ اخْتِبَاراً مُبِیناً،
- وَ تَمْحِیصاً بَلِیغاً جَعَلَهُ اللّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ.
- وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ یَضَعَ بَیْتَهُ الْحَرَامَ، وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ،
- بَیْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ، وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ،
- جَمَّ الْاَشْجَارِ، دَانِیَ الِثّمَارِ، مُلْتَفِّ الْبُنَى، مُتَّصِلِ الْقُرَى، بَیْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ،
- وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَ أَرْیَافٍ مُحْدِقَةٍ،
- وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ، وَ رِیَاضٍ نَاضِرَةٍ،
- وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ،
- لَکَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ.
- وَ لَوْ کَانَ الْاِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَیْهَا، وَ الْاَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِها بَیْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ،
- وَ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ؛ وَ نُورٍ وَ ضِیَاءٍ،
- لَخَفَّفَ ذَلِکَ مُصَارَعَةَ الشَّکِّ فِی الصُّدُورِ، وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِیسَ عَنِ الْقُلُوبِ،
- وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّیْبِ مِنَ النَّاسِ، وَ لکِنَّ اللّهَ یَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ،
- وَ یَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ، وَ یَبْتَلِیهِمْ بِضُرُوبِ الْمَکَارِهِ،
- إِخْرَاجاً لِلتَّکَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَ إِسْکَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِی نُفُوسِهِمْ.
- وَ لِیَجْعَلَ ذَلِکَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ،
- وَ أَسْبَاباً ذُلُلاً لِعَفْوِهِ.
عَوْدٌ اِلَى التَّحْذِیرِ - فَاللّهَ اللّهَ فِی عَاجِلِ الْبَغْیِ، وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ،
- وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْکِبْرِ، فَإِنَّهَا مَصْیَدَةُ إِبْلِیسَ الْعُظْمَى،وَ مَکِیدَتَهُ الْکُبْرَى؛
- الَّتِی تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ.
- فَما تُکْدِی أَبَداً، وَ لا تُشْوِی أَحَداً،
- لا عَالِماً لِعِلْمِهِ، وَ لا مُقِلًّا فِی طِمْرِهِ.
- وَ عَنْ ذَلِکَ مَا حَرَسَ اللّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّکَوَاتِ،
- وَ مُجَاهَدَةِ الصِّیَامِ فِی الْاَیَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ،
- تَسْکِیناً لِاَطْرَافِهِمْ، وَ تَخْشِیعاً لِاَبْصَارِهِمْ،
- وَ تَذْلِیلاً لِنُفُوسِهِمْ، وَ تَخْفِیضاً لِقُلُوبِهِمْ،
- وَ إِذْهَاباً لِلْخُیَلاَءِ عَنْهُمْ،
- وَ لِمَا فِی ذَلِکَ مِنْ تَعْفِیرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً،
- وَ الْتِصَاقِ کَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْاَرْضِ تَصَاغُراً،
- وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّیَامِ تَذَلُّلاً؛
- مَعَ مَا فِی الزَّکَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْاَرْضِ
- وَ غَیْرِ ذَلِکَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْکَنَةِ وَ الْفَقْرِ.
- اُنْظُرُوا إِلَى مَا فِی هذِهِ الْاَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ،
- وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْکِبْرِ!
- وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَما وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ یَتَعَصَّبُ لِشَیءٍ مِنَ الْأَشْیَاءِ
- إِلَّا عن عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِیهَ الْجُهَلاَءِ،
- أوْ حُجَّةٍ تَلِیطُ بِعُقُولِ السُّفَهاءِ غَیْرَکُمْ.
- فَإِنَّکُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِاَمْرٍ مَا یُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لا عِلَّةٌ.
- أَمَّا إِبْلِیسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِاَصْلِهِ.
- وَ طَعَنَ عَلَیْهِ فِی خِلْقَتِهِ،
- فَقالَ: أَنَا نَارِیٌّ وَ أَنْتَ طِینِیٌّ.
- وَ أَمَّا الْاَغْنِیاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْاُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لآِثارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ.
- فَقَالُوا: «نَحْنُ أَکْثَرُ أَمْوَالاً وَ أَوْلاَداً وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ».
- فَإِنْ کانَ لاَبُدَّ مِنَ الْعَصَبِیَّةِ، فَلْیَکُنْ تَعَصُّبُکُمْ لِمَکَارِمِ الْخِصَالِ،
- وَ مَحَامِدِ الْاَفْعَالِ، وَ مَحَاسِنِ الْاُمُورِ
- الَّتی تَفَاضَلَتْ فِیهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُیُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ یَعَاسِیبِ الْقَبَائِلِ؛
- بِالْاَخْلَاقِ الرَّغِیبَةِ، وَالْاَحْلَامِ الْعَظِیمَةِ،
- وَ الْاَخْطَارِ الْجَلِیلَةِ، وَ الْآثارِ الْمَحْمُودَةِ.
- فَتَعَصَّبُوا لِخَلالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ، وَ الْوَفاءِ بِالذِّمَامِ،
- وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَ الْمَعْصِیَةِ لِلْکِبْرِ،
- وَ الْاَخْذِ بِالْفَضْلِ، وَ الْکَفِّ عَنِ الْبَغْیِ،
- وَ الْاِعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَ الْاِنْصَافِ لِلْخَلْقِ،
- وَ الْکَظْمِ لِلْغَیْظِ، وَ اجْتِنابِ الْفَسَادِ فِی الْاَرْضِ.
- وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْاُمَمِ قَبْلَکُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْاَفْعَالِ، وَ ذَمِیمِ الْاَعْمَالِ.
- فَتَذَکَّرُوا فِی الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ،
- وَ احْذَرُوا أَنْ تَکُونُوا أَمْثَالَهُمْ.
- فَإِذَا تَفَکَّرْتُمْ فِی تَفَاوُتِ حَالَیْهِمْ، فَالْزَمُوا کُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ،
- وَ زَاحَتِ الْاَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَ مُدَّتِ الْعَافِیَةُ بِهِ عَلَیْهِمْ،
- وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَ وَصَلَتِ الْکَرَامَةُ عَلَیْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الْاِجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ،
- وَ اللُّزُومِ لِلْاُلْفَةِ، وَ التَّحَاضِّ عَلَیْهَا، وَ التَّوَاصِی بِهَا،
- وَ اجْتَنِبُوا کُلَّ أَمْرٍ کَسَرَ فِقْرَتَهُمْ، وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ.
- مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ،
- وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَ تَخَاذُلِ الْاَیْدِی.
- وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ،
- کَیْفَ کَانُوا فِی حَالِ التَّمْحِیصِ وَ الْبَلاءِ.
- أَلَمْ یَکُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً،
- وَ أَجْهَدَ العِبَادِ بَلَاءً، وَ أَضْیَقَ أَهْلِ الدُّنْیَا حَالاً.
- اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِیداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ،
- وَجَرَّ عُوهُمُ الْمُرَارَ، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِی ذُلِّ الْهَلَکَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ.
- لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ
- حَتَّى إِذَا رَأَى اللّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْاَذَى فِی مَحَبَّتِهِ،
- وَ الْاِحْتَمالَ لِلْمَکْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَایِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً،
- فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَکَانَ الذُّلِّ، وَ الْاَمْنَ مَکانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوکاً حُکَّاماً.
- وَ أئِمَّةً أَعْلاَماً، وَ قَدْ بَلَغَتِ الْکَرَامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَیْهِ بِهِمْ.
- فَانْظُرُوا کَیْفَ کانُوا حَیْثُ کانَتْ الْاَمْلاءُ مُجْتَمِعَةً،
- وَ الْاَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً،
- وَ الْاَیْدِی مُتَرَادِفَةً، وَ السُّیُوفُ اصِرَةً،
- وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً.
- أَلَمْ یَکُونُوا أَرْبَاباً فِی أَقْطَارِ الْاَرَضِینَ،
- وَ مُلُوکاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِینَ.
- فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَیْهِ فِی آخِرِ أُمُورِهِمْ حِینَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ،
- وَ تَشَتَّتَتِ الْاُلْفَةُ، وَ اخْتَلَفَتِ الْکَلِمَةُ وَالْاَفْئِدَةُ،
- وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِینَ، وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِینَ،
- قَدْ خَلَعَ اللّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ کَرَامَتِهِ،
- وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ.
- وَ بَقِیَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِیکُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِینَ.
اَلِاعْتِبارُ بالأُمَمِ - فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِیلَ وَ بَنیِ إِسْحَاقَ وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ:
- فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْاَحْوَالِ، وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْاَمْثَالِ!
- تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِی حَالِ تَشَتُّتِهِمْ
- وَ تَفَرُّقِهِمْ لَیَالِیَ کَانَتِ الْاَکاسِرَةُ وَ الْقَیَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ،
- یَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِیفِ الْآفَاقِ، وَ بَحْرِ الْعِراقِ،
- وَ خُضْرَةِ الدُّنْیَا، إِلَى مَنابِتِ الشِّیحِ،
- وَ مَهَافِی الرِّیحِ، وَ نَکَدِ الْمَعَاشِ.
- فَتَرَکُوهُمْ عَالَةً مَسَاکِینَ، إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ،
- أَذَلَّ الْاُمَمِ دَاراً، وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً،
- لا یَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ یَعْتَصِمُونَ بِها،
- وَ لا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ یَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا.
- فَالْاَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَ الْاَیْدِی مُخْتَلِفَةٌ، وَ الْکَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ.
- فِی بِلَاءِ أَزْلٍ، وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ! مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ،
- وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ، وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ، وَ غَاراتٍ مَشْنُونَةٍ.
النَّعْمَةُ بِرَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) - فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیْهِمْ حِینَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ رَسُولاً،
- فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ، وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ.
- کَیْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَیْهِمْ جَنَاحَ کَرَامَتِهَا،
- وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِیمِهَا، وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِی عَوَائِدِ بَرَکَتِهَا،
- فَأَصْبَحُوا فِی نِعْمَتِهَا غَرِقِینَ، وَ فِی خُضْرَةِ عَیْشِهَا فَکِهِینَ.
- قَدْ تَرَبَّعَتِ الْاُمُورُ بِهِمْ، فِی ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ،
- وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى کَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ.
- وَ تَعَطَّفَتِ الْاُمُورُ عَلَیْهِمْ فِی ذُرَى مُلْکٍ ثَابتٍ.
- فَهُمْ حُکَّامٌ عَلَى الْعَالَمِینَ، وَ مُلُوکٌ فِی أَطْرَافِ الْاَرَضِینَ.
- یَمْلِکُونَ الْاُمُورَ عَلَى مَنْ کانَ یَمْلِکُهَا عَلَیْهِمْ.
- وَ یُمْضُونَ الْاَحْکامَ فِیمَنْ کَانَ یُمْضِیهَا فِیهِمْ.
- لا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ، وَ لا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ.
لَوْمُ العُصَاةِ - أَلا وَ إِنَّکُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَیْدِیَکُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ.
- وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَیْکُمْ بِأَحْکامِ الْجَاهِلِیَّةِ.
- فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّة
- فِیما عَقَدَ بَیْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هذِهِ الْاُلْفَةِ الَّتی یَنْتَقِلُونَ فِی ظِلِّهَا،
- وَ یَأْوُونَ إِلَى کَنَفِهَا، بِنِعْمَةٍ لا یَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَها قِیمَةً،
- لِاَنَّها أَرْجَحُ مِنْ کُلِّ ثَمَنٍ، وَ أَجَلُّ مِنْ کُلِّ خَطَرٍ.
- وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً،
- وَ بَعْدَ الْمُوَالاَةِ أَحْزَاباً.
- مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ.
- وَ لا تَعْرِفُونَ مِنَ الْاِیمانِ إلَّا رَسْمَهُ.
- تَقُولُونَ: النَّارَ وَ لا الْعَارَ!
- کَأَنَّکُمْ تُرِیدُونَ أَنْ تُکْفِئُوا الْاِسلاَمَ عَلَى وَجْهِهِ،
- انْتِهَاکاً لِحَرِیمِهِ،
- وَ نَقْضاً لِمِیثَاقِهِ الَّذِی وَضَعَهُ اللّهُ لَکُمْ حَرَماً فِی أَرْضِهِ،
- وَ أَمْناً بَیْنَ خَلْقِهِ.
- وَ إِنَّکُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَیْرِهِ حَارَبَکُمْ أَهْلُ الْکُفْرِ،
- ثُمَّ لا جَبْرَائِیلُ وَلا مِیکائِیلُ وَ لا مُهَاجِرُونَ وَ لا أَنْصَارٌ یَنْصُرُونَکُمْ
- إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّیْفِ حَتى یَحْکُمَ اللّهُ بَیْنَکُمْ.
- وَ إِنَّ عِنْدَکُمُ الْاَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللّهِ وَ قَوَارِعِهِ،
- وَ أَیَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ، فَلا تَسْتَبْطِئُوا وَعِیدَهُ جَهْلاً بِأَخْذِهِ،
- وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ، وَ یَأْساً مِنْ بَأْسِهِ.
- فَإِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِیَ بَیْنَ أَیْدِیکُمْ
- إِلَّا لِتَرْکِهِمُ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْکَرِ.
- فَلَعَنَ اللّهُ السُّفَهَاءَ لِرُکُوبِ الْمَعَاصِی،
- وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْکِ التَّنَاهِی.
- أَلا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَیْدَ الْاِسْلَامِ،وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ، وَ أَمَتُّمْ أَحْکامَهُ.
- أَلا وَ قَدْ أَمَرَنِی اللّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْیِ وَ النَّکْثِ وَالْفَسَادِ فِی الْاَرْضِ،
- فَأَمَّا النَّاکِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ، وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ.
- وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ.
- وَ أَمَّا شَیْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ کُفِیتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ،
- وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ، وَ بَقِیَتْ بَقِیَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْیِ.
- وَ لَئِنْ أَذِنَ اللّهُ فِی الْکَرَّةِ عَلَیْهِمْ لَاُدِیلَنَّ مِنْهُمْ
- إِلَّا مَا یَتَشَذَّرُ فِی أَطْرَافِ الْبِلادِ تَشَذُّراً.
فَضْلُ الوَحْیِ - أَنَا وَضَعْتُ فِی الصِّغَرِ بِکَلاکِلِ الْعَرَبِ،
- وَ کَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ.
- وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِی مِنْ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِیبَةِ،
- وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِیصَةِ.
- وَضَعَنِی فِی حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ، یَضُمُّنِی إِلَى صَدْرِهِ،
- وَ یَکْنُفُنِی فِی فِرَاشِهِ، وَ یُمِسُّنِی جَسَدَهُ، وَ یُشِمُّنِی عَرْفَهُ.
- وَ کانَ یَمْضَغُ الشَّیْءَ ثُمَّ یُلْقِمُنِیهِ.
- وَ مَا وَجَدَ لِی کَذْبَةً فِی قَوْلٍ، وَ لا خَطْلَةً فِی فِعْلٍ.
- وَ لَقَدْ قَرَنَ اللّهُ بِهِ (صلی الله علیه و آله) مِنْ لَدُنْ أَنْ کانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَکٍ مِنْ مَلاَئِکَتِهِ،
- یَسْلُکُ بِهِ طَرِیقَ الْمَکَارِمِ، وَ مَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ.
- وَ لَقَدْ کُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِیلِ أَثَرَ أُمِّهِ،
- یَرْفَعُ لِی فِی کُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً،
- وَ یَأْمُرُنِی بِالْاِقْتِدَاءِ بِهِ.
- وَ لَقَدْ کَانَ یُجَاوِرُ فِی کُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ،
- وَ لا یَرَاهُ غَیْرِی.
- وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْتٌ وَاحِدٌ یَوْمَئِذٍ فِی الْاِسْلامِ غَیْرَ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا.
- أَرَى نُورَ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ، وَ أَشُمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ.
- وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیْطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ (صلی الله علیه و آله)
- فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللّهِ مَا هذِهِ الرَّنَّةُ؟
- فَقَالَ: «هذَا الشَّیْطَانُ قَدْ أَیِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ.
- إِنَّکَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَ تَرَى مَا أَرَى،
- إِلَّا أَنَّکَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ، وَ لکِنَّکَ لَوَزِیرٌ وَ إِنَّکَ لَعَلَى خَیْرٍ».
- وَ لَقَدْ کُنْتُ مَعَهُ (صلی الله علیه و آله) لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ،
- فَقَالُوا لَهُ: یَا مُحَمَّدُ، إِنَّکَ قَدِ ادَّعَیْتَ عَظِیماً لَمْ یَدَّعِهِ آبَاؤُکَ وَ لا أَحَدٌ مِنْ بَیْتِکَ،
- وَ نَحْنُ نَسْأَلُکَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَیْهِ وَ أَرَیْتَنَاهُ، عَلِمْنَا أَنَّکَ نَبِیٌّ وَ رَسُولٌ،
- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّکَ سَاحِرٌ کَذَّابٌ.
- فَقَالَ (صلی الله علیه و آله): «وَ مَا تَسْأَلُونَ؟»
- قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَیْنَ یَدَیْکَ،
- فَقَالَ (صلی الله علیه و آله) :«إِنَّ اللّهَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ،
- فَإِنْ فَعَلَ اللّهُ لَکُمْ ذَلِکَ، أَتُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟»
- قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإنِّی سَأُرِیکُمْ مَا تَطْلُبُونَ،
- وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّکُمْ لا تَفِیئُونَ إِلَى خَیْرٍ،
- وَ إِنَّ فِیکُمْ مَنْ یُطْرَحُ فِی الْقَلِیبِ،
- وَ مَنْ یُحَزِّبُ الْاَحْزَابَ» ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه و آله):
- «یا أیَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ کُنْتِ تُؤْمِنِینَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْاخِرِ،
- وَ تَعْلَمِینَ أَنِّی رَسُولُ اللّهِ،
- فَانْقَلِعِی بِعُرُوقِکِ حَتَّى تَقِفِی بَیْنَ یَدَیَّ بِإِذْنِ اللّهِ».
- فَوَالَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا،
- وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِیٌّ شَدِیدٌ، وَ قَصْفٌ کَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّیْرِ؛
- حَتَّى وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) مُرَفْرِفَةً،
- وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْاَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله)،
- وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِها عَلَى مَنْکِبی،
- وَ کُنْتُ عَنْ یَمِینِهِ (صلی الله علیه و آله)، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِکَ قَالُوا عُلُوًّا وَاسْتِکْبَاراً ـ:
- فَمُرْهَا فَلْیَأْتِکَ نِصْفُهَا وَ یَبْقَى نِصْفُهَا، فَأَمَرَهَا بِذَلِکَ،
- فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ نِصْفُهَا کَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِیّاً،
- فَکَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله)، فَقَالُوا کُفْراً وَ عُتُوّاً:
- فَمُرْ هذَا النِّصْفَ فَلْیَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ کَمَا کانَ،
- فَأَمَرَهُ (صلی الله علیه و آله) فَرَجَعَ؛
- فقُلْتُ أَنَا: لا إِلهَ إِلَّا اللّهُ
- إِنِّی أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِکَ یَا رَسُولَ اللّهِ،
- وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ
- مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللّهِ تَعَالَى تَصْدِیقاً بِنُبُوَّتِکَ،وَ إِجْلَالاً لِکَلِمَتِکَ.
- فَقَالَ الْقَوْمُ کُلُّهُمْ: بَلْ سَاحِرٌ کَذَّابٌ، عَجِیبُ السِّحْرِ خفِیفٌ فِیهِ،
- وَ هَلْ یُصَدِّقُکَ فِی أَمْرِکَ إِلَّا مِثْلُ هذَا! (یَعْنُونَنِی).
- وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ لا تَأْخُذُهُمْ فِی اللّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ،
- سِیَماهُمْ سِیمَا الصِّدِّیقِینَ، وَ کَلاَمُهُمْ کَلاَمُ الْاَبْرَارِ، عُمَّارُ اللَّیْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ.
- مُتَمَسِّکُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ.
- یُحْیُونَ سُنَنَ اللّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ.
- لا یَسْتَکْبِرُونَ وَ لا یَعْلُونَ،
- وَ لا یَغُلُّونَ وَ لا یُفْسِدُونَ.
- قُلُوبُهُمْ فِی الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِی الْعَمَلِ.
متن فارسی
192. از خطبه های آن حضرت ؛ خطبه قاصعه نامیده شده است این خطبه متضمن نکوهش ابلیس (لعنة الله علیه) مى باشد به دلیل تکبّر ورزیدن و ترک سجده براى آدم (علیه السلام) و این که او نخستین کسى است که تعصّب و تکبّر را ظاهر ساخت و نیز امام (علیه السلام) در این خطبه مردم را از پیمودن راه ورسم ابلیس (و تعصّب وتکبّر) بر حذر مى دارد
- حمد و ثناى خداوند: حمد و ستایش مخصوص خداوندى است که لباس عزّت و عظمت را بر خود پوشانده
- و این دو را ویژه خویش ـ نه مخلوقش ـ ساخته،
- و آن را حد و مرز و حرم میان خود و دیگران قرار داده
- و براى جلال خویش برگزیده است.
تکبر شیطان (سرچشمه نافرمانى) - لعن و نفرین را بر بندگانى که با او در این دو صفت به منازعه و ستیز برمى خیزند قرار داده (و آن ها را از رحمتش دور ساخته) است.
- سپس بدین وسیله فرشتگان مقرّب خود را در بوته آزمایش قرار داد
- تا متواضعان آن ها را از متکبّران جدا سازد
- و با این که از همه آنچه در دل هاست باخبر
- و از اسرار نهان آگاه است،
- به آن ها فرمود: «من بشرى از گل مى آفرینم آنگاه که آفرینش او را کامل کردم و از روح خود در او دمیدم همگى براى او سجده کنید،{1}
- فرشتگان همه بدون استثنا سجده کردند جز ابلیس»
- که تعصّب و نخوت او را فراگرفت و به دلیل خلقتش (از آتش) بر آدم افتخار کرد
- و به سبب اصل و ریشه اش در برابر آدم موضع گیرى تندى کرد،
- از این رو این دشمن خدا، پیشواى متعصّبان و سرسلسله مستکبران شد
- که اساس تعصّب را بنا نهاد
- و با خداوند در رداى جبروتى اش به ستیز برخاست
- و لباس بزرگى و تکبّر بر تن کرد
- و پوشش تواضع و فروتنى را از تن درآورد.
- آیا نمى بینید چگونه خداوند او را به سبب تکبّرش کوچک شمرد
- و بر اثر خودبرتربینى اش وى را پست و خوار گردانید
- و به همین دلیل او را در دنیا طرد کرد
- و در آخرت آتش فروزان دوزخ را برایش آماده ساخت؟
آزمایش بندگان - اگر خدا مى خواست مى توانست آدم را از نورى بیافریند که روشنایى اش دیده ها را برباید
- و زیبایى و جمالش عقول را مبهوت کند
- و عطرش شامّه ها را مسخر سازد و اگر چنین مى کرد،
- گردن ها در برابر آدم خاضع مى شد
- و آزمایش براى فرشتگان بسیار آسان بود؛
- ولى خداوند سبحان خلق خود را با امورى مى آزماید که از فلسفه آن آگاهى ندارند، تا (مطیعان از عاصیان) ممتاز گردند
- و تکبّر را از آنان بزداید و آن ها را از کبر و غرور دور سازد.
تکبر ابلیس (درس عبرت) - بنابراین، از کارى که خداوند با ابلیس کرد عبرت بگیرید، زیرا اعمال طولانى و کوشش هاى بسیارش را بر باد داد
- در حالى که خدا را شش هزار سال عبادت کرده بود،
- سال هایى که معلوم نیست از سال هاى دنیا بود یا آخرت. (آرى) همه آن ها را به سبب ساعتى تکبّر نابود ساخت.
- چگونه ممکن است کسى بعد از ابلیس همان نافرمانى او را انجام دهد ولى در برابر (خشم) خدا سالم بماند؟
- نه، هرگز چنین نخواهد بود، هیچ گاه خدا انسانى را با داشتن صفتى وارد بهشت نمى کند که بر اثر همان صفت فرشته اى را از بهشت بیرون کرده است.
- حکم او درباره اهل آسمان و زمین یکسان است
- و خدا با هیچ یک از خلق خود دوستى خاصى ندارد تا به سبب آن، چیزى را که بر همه جهانیان تحریم کرده است بر وى مباح سازد.
وسوسه هاى شیطان - اى بندگان خدا! از این دشمن خدا (ابلیس) بر حذر باشید. نکند شما را به بیمارى خویش (کبر و غرور و تعصّب) مبتلا سازد
- و با نداى خود شما را تحریک کند،
- و لشکریان سواره و پیاده اش را فریاد زند و بر ضد شما برانگیزد.
- به جانم سوگند! او تیر خطرناک را براى شما آماده کرده،
- در کمان گذاشته و با قدرت تا آخرین حدّ کشیده
- و از مکانى نزدیک به سوى شما پرتاب کرده است
- و گفته است: پروردگارا! بدین علت که مرا اغوا کردى (و از رحمت خود محروم ساختى) زرق و برق زندگى دنیا را در چشم آن ها جلوه مى دهم و همه را اغوا مى کنم (و از رحمتت محروم مى سازم)
- او با این سخن تیرى در تاریکى به سوى هدفى دوردست انداخت
- و گمانى نادرست داشت (زیرا خواسته اش درباره همه انسان ها صورت نپذیرفت، ولى)
- فرزندان تکبّر و برادران تعصّب
- و سواران بر مرکب غرور و جهل،او را عملا تصدیق کردند.
- این وضع همچنان ادامه یافت تا افراد سرکش و سست ایمان از شما را در برابر خود تسلیم کرد
- و طمع خویش را بر شما مستحکم ساخت
- و اسرار پنهانى آشکار شد.
- در این هنگام سلطه اش بر شما قوّت گرفت و با سپاه خویش به شما حمله ور شد.
- تا این که (او و سپاهش) شما را به پناهگاه ذلت کشاندند و در مهلکه هاى قتل وارد کردند،
- و زخم خوردگان شما را زیر پاها له کردند، نیزه هاى خود را در چشمان شما فرو بردند،
- گلوى شما را بریدند، بینى شما را کوبیدند،
- و قصد هلاکت شما را کردند و(سرانجام) شما را با قهر و غلبه به سوى آتش (غضب الهى) که برایتان آماده شده، کشاندند.
- بنابراین، ابلیس، بزرگ ترین مشکل براى دین شما و آتش افروزترین دشمن براى دنیاى شماست
- و خطرناک تر از همه انسان هایى است که به آن ها دشمنى مى ورزید و براى در هم شکستن آنان عدّه وعُده گرد مى آورید،
- از این رو قوّت و قدرت خود را در برابر او به کار گیرید و پیوند خویش را با او قطع کنید.
- به خدا سوگند! او (شیطان) بر اصل و ریشه شما (آدم) برترى جویى کرد و به حسب شما طعنه زد
- و بر نسب شما عیب گرفت، با سپاه سواره خود به شما حمله کرد
- و با پیاده نظامش راه را بر شما بست. آن ها هر جا شما را بیابند صید مى کنند
- و انگشتانتان را قطع مى نمایند (وکارآیى را از شما مى گیرند)
- هرگز نمى توانید (به آسانى) با حیله آن ها را منع کنید و نه با تصمیم و اراده، به راحتى آن ها را از خود برانید،
- این در حالى است که در جایگاه پست و دایره تنگ
- و صحنه مرگ و جولانگاه بلا قرار گرفته اید،
- بنابراین (ریشه ها را بخشکانید و) شراره هاى تعصّب و کینه هاى جاهلیّت را که در دل هایتان پنهان شده خاموش سازید،
- زیرا این نخوت و تعصّب ناروا که در مسلمان پیدا مى شود از القائات شیطان و نخوت ها و فسادها و وسوسه هاى اوست.
- تاج تواضع بر سر نهید و خود برتربینى را زیر پا افکنید،
- حلقه هاى زنجیر تکبّر را از گردن فرو نهید
- و فروتنى را سنگر میان خود و دشمنتان، یعنى ابلیس و سپاهیانش قرار دهید،
- زیرا او از هر امتى لشکریان و یاورانى، و پیادگان و سوارانى دارد (که با کمک آن ها در میان همه اقوام و گروه ها نفوذ مى کند).
- شما مانند آن متکبّر (قابیل) نباشید که دربرابر فرزند مادرش (برادرِ با جان برابرش) بى آن که بر او برترى داشته باشد تکبّر ورزید و جز خودبرتربینىِ ناشى از دشمنى برخاسته از حسادت،
- در قلبش چیزى نبود. (سرانجام) آتش غضب بر اثر کبر و تعصّب ناروا در دلش شعله ور شد
- و شیطان، باد غرور در بینى او دمید، همان کبر و غرورى که (سبب قتل برادرش شد و) در پایان، خداوند به سبب آن براى او پشیمانى به بار آورد
- و گناه همه قاتلان را تا روز قیامت بر گردن او افکند.
عواقب کبر و غرور - آگاه باشید که شما در سرکشى و ستم افراط کردید
- و براى دشمنى آشکار با خدا
- و مبارزه با مؤمنان راستین، به فساد در زمین و ستیز برخاستید.
- خدا را! خدا را! از کبر وتعصّب ناروا و تفاخر جاهلیّت بپرهیزید
- که سبب ایجاد کینه و دشمنى، و جایگاه وسوسه هاى شیطان است.
- این ها همان چیزهایى است که شیطان به وسیله آن ها، امت ها و اقوام گذشته را فریفت
- تا آن جا که در تاریکى هاى جهل فرو رفتند و در گودال ها و دام هاى ضلالت او سقوط کردند،
- به آسانى تسلیم او شدند و رهبرى او را پذیرفتند
- و او آن ها را به هر جا که خاطرخواهش بود برد.آن ها از چیزى پیروى کردند که دل ها در آن شبیه و هماهنگ بود و قرن ها پى درپى بر آن گذشت و کبر و غرورى را پذیرا شدند
- که (بر اثر فزونى) سینه ها با آن تنگ شد.
عواقب پیروى از حاکمان متکبر - به هوش باشید! بترسید و بر حذر باشید از پیروى و اطاعت (کورکورانه) از بزرگترها و رؤسایتان،
- همان ها که به سبب موقعیّت خود، تکبّر مى ورزند و خویش را بالاتر از نسب خود مى شمرند،
- اعمال نادرست خود را به خدا نسبت مى دهند و به انکار نعمت هاى او برمى خیزند
- تا با قضایش ستیز کنند و بر نعمت هایش چیره شوند،
- زیرا آن ها اساس و بنیان تعصّب،
- و ستون وارکان فتنه و فساد، و شمشیرهاى تکبّر و افتخار بیهوده به نسب هاى جاهلیّت اند.
- از خدا بترسید و با نعمت هایى که او به شما ارزانى داشته مخالفت نکنید و نسبت به فضل و بخشش او به یکدیگر حسادت نورزید.
- از افراد بى اصل و نسب اطاعت نکنید، همان ها که شما به دلیل صفاى باطن خویش، آب تیره نفاقشان را نوشیدید
- و تندرستى خویش را با بیمارى آن ها آمیختید
- و در اعتقاد حق خود، عقیده باطل آن ها را راه دادید،
- آن ها اساس گناه و همنشین نافرمانى و عصیان اند،
- آن ها کسانى هستند که شیطان آنان را مرکب هاى راهوار ضلالت قرار داده
- و سپاهى، که به وسیله آنان به مردم غافل حمله مى کند
- و از آن ها به عنوان سخنگوى خود (براى بیان مقاصد خویش) بهره مى گیرد
- تا عقل هایتان را بدزدد، در چشم هاى شما نفوذ کند
- و در گوش هایتان (اباطیل را) بدمد.
- به این ترتیب شما را هدف تیرهاى خود قرار داد و با قدم هایش پایمال کرد و گلوى شما را در دست خود فشرد!
- از آنچه به امّت هاى مستکبر پیشین، از عذاب الهى و قهر خدا و کیفرها و مجازات هاى او رسید، عبرت بگیرید
- و از قبرهاى آن ها و خوابگاهشان در زیر خاک پند آموزید و به خدا از عوامل شوم کبر پناه برید.
- انبیاء و تکبر: آن گونه که از بلاها و مشکلات روزگار به او پناه مى برید.
- اگر خدا به کسى از بندگانش اجازه تکبّر ورزیدن مى داد، نخست اجازه آن را به پیامبران و اولیاى خاصّش مى داد؛
- ولى خداوند سبحان تکبّر را براى آن ها منفور شمرد و تواضع و فروتنى را براى آنان پسندید.
- به همین دلیل آن ها گونه هاى خود را (در پیشگاه او) بر زمین مى نهادند
- و صورت ها را به خاک مى ساییدند؛
- پر و بال خویش را براى مؤمنان فرو مى نهادند و همچون مستضعفان، ساده مى زیستند.
- خداوند آن ها را با گرسنگى آزمایش کرد و به مشقّت و رنج مبتلا ساخت؛
- با امور خوفناک امتحان کرد و با حوادث ناخوشایند خالص گردانید.
- ثروت و اولاد، نعمت یا عذاب؟ (بود و نبود یا کم و زیاد) ثروت و اولاد را دلیل بر خشنودى یا خشم خدا ندانید که این ناشى از جهل و بى خبرى
- درباره آزمایش هاى الهى در مورد بى نیازى و قدرت است،
- (همان گونه که) خداوند سبحان فرموده است: «آیا گمان مى کنند مال و فرزندانى که به آن ها مى بخشیم دلیل بر این است که نیکى ها را به سرعت براى آنان فراهم مى سازیم؟ (چنین نیست)، بلکه آن ها درک نمى کنند»{1}.
- (آرى) خداوند کسانى از بندگانش را که خود را برتر مى بینند به وسیله اولیاى خود که در نظر آن ها مستضعف اند آزمایش مى کند.
(ساده زیستى) فروتنى انبیا - موسى بن عمران با برادرش هارون (علیهما السلام) بر فرعون وارد شدند
- در حالى که پیراهن هاى بلند پشمین به تن داشتند و در دست هر کدام عصایى (همچون عصاى چوپان ها) بود
- (او را به سوى خداوند یگانه دعوت کرده و) با او شرط کردند که اگر تسلیم فرمان خدا شود عزّت وقدرتش پایدار و حکومتش برقرار خواهد بود؛
- ولى فرعون گفت: آیا از این دو نفر تعجّب نمى کنید که بقاى ملک و دوام عزّتم را تضمین مى کنند
- در حالى که فقر و ذلّت از سر و وضعشان مى بارد؟!
- (اگر راست مى گویند) چرا دستبندهایى از طلا (از سوى خدا) به آن ها داده نشده است؟
- این سخن را فرعون به دلیل بزرگ شمردن طلا و گردآورى آن،
- و تحقیر پشم و پوشیدن آن گفت،
- در حالى که اگر خداوند سبحان مى خواست که به هنگام مبعوث ساختن پیامبرانش
- درهاى گنج هاى طلا و معادن زر ناب و باغ هاى خرّم و سرسبز را به روى آن ها بگشاید، مى گشود
- و اگر اراده مى کرد که پرندگان آسمان و وحوش زمین را همراه آن ها گسیل دارد، مى داشت،
- ولى اگر این کار را مى کرد ارزش آزمایش از میان مى رفت، پاداش و جزاى نیکوکاران بى اثر مى شد
- و وعده هاى الهى بى فایده مى گشت؛ مطیعان، مستحقّ اجر و پاداش امتحان دهندگان نمى شدند
- و مؤمنان استحقاق ثواب نیکوکاران را نمى یافتند و نام ها (نام مسلم، مؤمن، مخلص و...) با معانى خود همراه نمى گشت.
- اما خداوند سبحان پیامبران خود را از نظر عزم و اراده، قوى
- و از نظر ظاهر، فقیر و تهیدست در چشم مردم قرار داد؛
- ولى فقرى توأم با قناعتى که قلب ها و چشم ها را پر از غنا مى کرد،
- همراه ضعف ظاهرى که چشم ها و گوش ها(ى دنیاپرستان) را آزار مى داد (در جهات معنوى، قوى و نیرومند و در جهات مادّى، ساده و بى آلایش بودند).
- چرایى ساده زیستى انبیا: اگرپیامبران داراى قدرتى بودندکه کسى را یاراى مخالفت با آنان نبود، و توانایى و عزتى داشتند که هیچ گاه مغلوب نمى شدند،
- و سلطنت و شوکتى که گردن ها به سوى آن کشیده مى شد و از راه هاى دور بار سفر به سوى آنان مى بستند
- ـ اگر چنین بودند ـ پذیرش دعوت آنان براى مردم آسانتر
- و سرکشى در برابر آنان مشکل تر بود. و مردم به جهت ترسى که بر آن ها مستولى مى شد، یا علاقه و انتظارى که آنان را متمایل به پیامبران مى ساخت به آن ها ایمان مى آوردند.
- در این حال نیّات و انگیزه ها خالص نبود (و غیر خدا در آن شرکت داشت)
- به همین دلیل حسنات و پاداش آنان تقسیم مى شد (و اجر کمى داشتند).
- ولى خداوند سبحان اراده کرده است که پیروى از رسولانش و تصدیق کتاب هایش
- و خضوع در برابر ذات پاکش و تواضع در برابر فرمانش
- و تسلیم در مقابل اطاعتش امورى باشد که فقط به جهت او انجام گیرد
- و چیز دیگرى آن را مشوب و ناخالص نکند،
- (و به یقین) هر قدر امتحان و آزمایش عظیم تر (و مشکل تر) باشد
- ثواب و پاداشش فزون تر خواهد بود.
موقعیت کعبه و ویژگى هاى مکه - آیا نمى بینید که خداوند انسان هاى نخستین را از زمان آدم
- تا آخرین آن ها، در این عالم با سنگ هایى (منظور، خانه کعبه است) آزمایش کرده که نه زیان مى رساند نه سودى مى بخشد،
- نه مى بیند و نه مى شنود،
- و این سنگ ها را خانه محترم خود و موجب پایدارى و پابرجایى مردم قرار داده است.
- سپس آن را در سنگلاخ ترین مکان ها، و بى گیاه ترین ریگزارهاى زمین
- و تنگ ترین درّه ها،
- در میان کوه هاى خشن و شن هاى نرم و روان
- و چشمه هاى کم آب و آبادى هاى پراکنده قرار داد
- که نه شتر به آسانى در آن پرورش مى یابد و نه اسب و گاو و گوسفند (نه بناى قابل ملاحظه اى دارد و نه سرزمین پربارى).
- حج از زمان آدم تا پایان جهان: سپس به آدم و فرزندانش فرمان داد که به سوى آن رخت سفر بربندند،
- آن جا را مرکز اجتماع و سرمنزل مقصود و باراندازشان قرار داد،
- که میوه دل ها از میان فلات ها و دشت هاى دوردست
- و از درون درّه هاى عمیق و جزایر از هم پراکنده دریاها به سوى آن سرازیر مى شود
- تا شانه ها را متواضعانه حرکت دهند و لا اله الّا الله گویان گرد این خانه طواف کنند
- و با موهاى آشفته و بدن هاى پرگرد و غبار هروله نمایند،
- در حالى که لباس ها را به کنارى افکنده و با ترک اصلاح سر و صورت زیبایى هاى خود را دگرگون ساخته اند.
- این آزمایشى است بزرگ و امتحانى است شدید و آشکار،
- و پاک سازى مؤثّرى که خدا آن را سبب رحمتش و وصول به بهشتش قرار داده است.
- کعبه درسرزمینى خشک: اگر خداوند سبحان مى خواست مى توانست خانه محترم خود و اماکن پرعظمتش
- را در میان باغ ها و نهرها و سرزمین هاى هموار و آرام
- و پردرخت که میوه هایش در دسترس باشد و داراى بناهاى فراوان و آبادى هاى به هم پیوسته در میان گندم زارها
- و باغ هاى خرم و پرگل و گیاه
- و روستاهاى سرسبز و زمین هاى پرآب و گلزارهاى پرطراوت
- و جاده هاى آباد قرار دهد؛
- امّا در این صورت به همان نسبت که آزمون، ساده تر بود پاداش و جزا نیز کوچک تر مى شد
- و اگر پى و بنیانى که خانه کعبه بر آن نهاده شده و سنگ هایى که بناى آن را بالا برده از زمرد سبز
- و یاقوت سرخ و درخشنده بود،
- شک و تردید در سینه ها کمتر رخنه مى کرد و نیازى به تلاش ابلیس براى سیطره بر قلوب نبود
- و تلاطم وسوسه هاى پنهانى از مردم منتفى مى شد؛ ولى خداوند، بندگانش را با انواع سختى ها مى آزماید
- و با انواع مشکلات، متعبّد مى سازد و با اشکال گوناگون گرفتارى ها امتحان مى کند
- تا تکبّر را از قلوب آن ها خارج سازد و تواضع و فروتنى را در نفوسشان جاى دهد
- و درهاى فضل و رحمتش را به روى آنان بگشاید
- و اسباب عفوش را به آسانى در اختیارشان قرار دهد.
ستمگرى و تکبر، دام شیطان - خدا را خدا را! از کیفر سریع سرکشى و سرانجام وخیم ظلم و ستم،
- و سوء عاقبت تکبّر بر حذر باشید، زیرا این امور دام بزرگ ابلیس و نیرنگ عظیم اوست
- که همچون زهرهاى کشنده در قلوب مردان نفوذ مى کند.
- هرگز از تأثیر فرو نمى ماند و کسى از هلاکتش جان سالم به درنمى برد،
- نه عالم به سبب علم و دانشش و نه فقیر به سبب لباس کهنه اش.
- فلسفه عبادات: و به همین دلیل خداوند بندگان باایمان خود را با نمازها و زکات ها
- و مجاهدت به وسیله روزه هاى واجب، (از بغى و ظلم و کبر) حراست فرموده،
- تا اعضا و جوارحشان آرام شود، چشمانشان خاضع
- و نفوس آنان رام گردد،قلب هایشان خضوع پذیرد
- و تکبّر از آنان زدوده شود.
- و به همین دلیل ساییدن پیشانى ها، که جاى با ارزش صورت است، بر خاک، موجب تواضع و فروتنى است
- و گذاشتن اعضاى پرارزش بدن بر زمین دلیل بر کوچکى،
- و چسبیدن شکم ها به پشت به هنگام روزه مایه تواضع است
- و نیز پرداخت زکات موجب صرف ثمرات و درآمدهاى زمین
- و غیر آن براى نیازمندان و مستمندان مى گردد (و همه این امور، بندگان را از آفت کبر و غرور بازمى دارد و به تواضع و فروتنى دعوت مى کند).
- به آثار این اعمال بنگرید که چگونه شاخه هاى درخت تفاخر را درهم مى شکند
- و از جوانه زدن کبر و خودپسندى (در دل ها) جلوگیرى مى کند.
- سرچشمه تعصب: من در رفتار و کردار مردم جهان نظر افکندم، هیچ کس را نیافتم که درباره چیزى تعصّب به خرج دهد
- جز این که دلیل و هدفى براى خویش دارد: یا مى خواهد حقیقت را بر جاهلان مشتبه سازد
- و یا با دلیلى با فکر و اندیشه سفیهان درآمیزد (و در آن نفوذ کند).
- جز شما که درباره چیزى تعصّب مى ورزید که نه سببى دارد و نه هدفى.
- ابلیس در برابر آدم به سبب اصل و ریشه خود تعصّب و تکبّر ورزید؛
- آفرینش آدم را مورد طعن قرار داد
- و گفت: من از آتشم و تو از گِل.
- اما ثروتمندان عیّاش و متکبّر امّت هاى پیشین، تعصّبشان به سبب نعمت هاى گوناگون (و زر وزیورها) و فزونى نفراتشان بود؛
- آن ها مى گفتند: «ثروت و فرزندان ما از همه بیشتر است و هرگز کیفر (الهى) نمى بینیم» (امّا شما حتّى این بهانه ها را هم براى تعصّب کورکورانه خود ندارید).
- تعصب مثبت، نشانه ها و آثار: اگر قرار است تعصّبى به خرج داده شود، باید تعصّب شما براى اخلاق پسندیده،
- کارهاى نیک و امور خوب و شایسته باشد.
- همان افعال و امورى که مردان بزرگوار و شجاع از خاندان (باارزش) عرب و سران باشخصیّت قبایل در آن ها بر یکدیگر پیشى مى گرفتند
- (یعنى) در صفات پسندیده و اندیشه هاى والا
- و مقام هاى بلند و آثار ستوده
- (آرى! اگر مى خواهید تعصّبى داشته باشید) درباره خصلت هاى مطلوب، تعصّب به خرج دهید؛ از جمله حفظ حقوق همسایگان، وفاى به عهد و پیمان،
- انجام کارهاى نیک، مخالفت با تکبّر،
- اقدام به جود و بخشش، خوددارى از ستم،
- بزرگ شمردن قتل نفس (و پرهیز شدید از آن)، انصاف درباره مردم،
- فرو خوردن خشم و اجتناب از فساد در زمین.
- علل شکست و پیروزى: از کیفرهایى که بر اثر سوء افعال و اعمال ناپسند بر امّت هاى پیشین نازل شد، برحذر باشید،
- حالات آن ها را در خوبى و بدى به یاد آرید
- و بترسید از این که شما هم مانند آنان شوید.
- هرگاه به تفاوت دو حال آن ها (پیروزى وشکست) مى اندیشید به سراغ امورى بروید که موجب عزّت و اقتدار آنان شد،
- دشمنان را از آن ها دور کرد، عافیت و سلامت را بر آنان گسترش داد،
- نعمت ها مطیعشان شدند، و کرامت و شخصیت، رشته خود را به آنان پیوست. عامل این خوشبختى، پرهیز از تفرقه،
- تأکید بر الفت و اتّحاد، تشویق یکدیگر به آن و سفارش کردن به انجام آن بود.
- از هر کارى که ستون فقرات آن ها را در هم شکست و قدرتشان را سست کرد اجتناب کنید:
- از کینه هاى درونى، بدخواهى،
- پشت به هم کردن و دست از یارىِ هم برداشتن.
- در احوال مؤمنان پیشین بیندیشید
- که در حال آزمایش و امتحان چگونه بودند؟
- آیا آن ها بیش از همه مردم بار مشکلات را بر دوش نکشیدند و بیش از همه بندگان (خدا) در شدّت و زحمت نبودند
- و نسبت به همه جهانیان در تنگناى سخت ترى قرار نداشتند؟
- فرعون ها آنان را برده خویش ساختند و پیوسته آن ها را در بدترین شکنجه ها قرار دادند
- و تلخى هاى روزگار را جرعه جرعه به آن ها نوشاندند و همچنان این وضع با ذلّت و هلاکت به سبب قهر و غلبه ظالمان ادامه یافت.
- نه چاره اى داشتند که از آن وضع سر باززنند و نه راهى براى دفاع از خود مى یافتند،
- تا زمانى که خداوند سبحان جدّیت آن ها را در صبر و استقامت در برابر ناملایمات در مسیر محبّتش،
- و تحمّل آن ها را در ناراحتى ها به دلیل خوف و خشیتش، مشاهده کرد. در این هنگام گشایشى از میان تنگناهاى بلا براى آنان فراهم ساخت؛
- ذلّت را به عزّت، و ترس و ناامنى را به امنیّت مبدّل کرد و آن ها زمامداران فرمانروا و پیشوایان برجسته شدند
- و آن قدر لطف و کرامت الهى شامل حالشان شد که هیچ کس فکر آن را هم درباره آنان نمى کرد.
- آثاروحدت و عاقبت شوم اختلاف: بنگرید (اقوام پیشین) چگونه بودند در آن هنگام که جمعیّت هایشان متّحد،
- خواسته ها هماهنگ، اندیشه ها معتدل،
- دست ها پشتیبان هم، شمشیرها یارى کننده یکدیگر،
- دیده ها نافذ و تصمیم ها یکى بود؟
- آیا (در آن روز) آن ها زمامدار اقطار زمین نبودند
- و بر مردم جهان حکومت نمى کردند؟
- حال بنگرید که پایان کارشان به کجا کشید: در آن هنگام که در میان آن ها جدایى افتاد،
- الفتشان به پراکندگى گرایید و اهداف و دل هایشان از هم دور شد
- و به گروه هاى مختلفى تقسیم شدند و در پراکندگى به نبرد با هم پرداختند
- (در این هنگام بود که) خدا لباس کرامت خود را از تنشان بیرون کرد
- و وسعت و شادابى نعمت را از آن ها گرفت،
- تنها چیزى که از آن ها باقى ماند سرگذشتشان در میان شما بود که درس عبرتى است براى عبرت گیرندگان.
آثار اختلاف فرزندان ابراهیم (علیه السلام) (عبرت از امت ها) - اکنون از سرنوشت فرزندان اسماعیل و اولاد اسحاق و یعقوب: درس عبرت بگیرید.
- چقدر احوال امت ها یکسان و سرنوشت ها شبیه یکدیگر است!
- در کار آن ها در آن زمان که گرفتار تشتّت و پراکندگى بودند بیندیشید،
- آن زمان که کسراها و قیصرها مالک و ارباب آنان بودند
- و آن ها را از سرزمین هاى آباد و کناره هاى دریاى عراق (دجله و فرات)
- و مناطق سرسبز و خرم، به نقاط بى آب و علف،
- محل وزش تندبادها و مکان هایى که زندگى در آن سخت و مشکل بود تبعید کردند،
- و آن ها را به صورت گروهى فقیر و مسکین، همنشین شتران مجروح و لباس هاى پشمین خشن کردند.
- آن ها را ذلیل ترین امت ها از نظر محل سکنا قرار دادند و در بى حاصل ترین زمین ها ساکن کردند.
- نه در پناه کسى بودند که از حمایت او کمک گیرند
- و نه در سایه الفت و اتّحادى که بر عزّتش تکیه کنند.
- وضع آن ها ناآرام، قدرت هایشان پراکنده، و جمعیّت انبوهشان متفرق شد.
- در بلایى شدید و جهلى فراگیر فرو رفتند، دختران زنده به گور شده،
- بت هایى که پرستش مى شدند قطع رحم ها، و جنگ ها و غارت هاى پى درپى از آثار آن دوران بود.
برکات بعثت پیامبر اسلام (صلی الله علیه و آله) - اکنون به نعمت هاى بزرگى که خداوند هنگام بعثت پیامبر اسلام به آن ها ارزانى داشت بنگرید
- که در سایه آیین خود آن ها را مطیع فرمان ساخت وبا دعوتش آنان را متحد کرد.
- (بنگرید) چگونه نعمت (الهى)، پر و بال کرامت خود را بر آن ها گسترد
- و نهرهاى مواهب خویش را به سوى آن ها جارى ساخت، آیین حقّ با همه برکاتش آنان را در بر گرفت
- تا آن جا که در میان نعمت هاى این آیین غرق شدند و در زندگى خرّمش شادمان گشتند.
- امور آن ها در سایه حکومتى قدرتمند، استوار شد
- و تحت حمایت عزّت پیروزى قرار گرفتند
- و کارهایشان بر قلّه هاى حکومتى پایدار، سامان یافت. در سایه این امور،
- آن ها زمامداران جهانیان و سلاطین گرداگرد زمین شدند،
- و بر کسانى که پیش از آن بر آن ها فرمانروایى مى کردند حکم راندند
- و احکام را درباره کسانى به اجرا درآوردند که درگذشته آن ها مجریان امور بودند.
- نه نیزه هاى آن ها کج مى شد و نه سنگ آنان در هم مى شکست (قدرتشان ثابت و نیروهایشان شکست ناپذیر بود).
عواقب عصیانگرى، عقب گردى از وحدت - آگاه باشید! شما دست از ریسمان اطاعت خدا کشیدید
- و با احیاى احکام جاهلیّت دژ محکم الهى را که گرداگرد شما بود درهم شکستید،
- خداوند سبحان بر این امّت منّت نهاده
- و پیوند الفت و اتّحاد را میان آنان برقرار ساخته، الفتى که در سایه آن (در نهایت امنیّت) رفت و آمد کنند
- و در کنف حمایت آن قرار گیرند؛ نعمتى که هیچ کس از مردم نمى تواند بهایى براى آن تعیین کند،
- زیرا از هر بهایى برتر و از هر چیز باارزشى پرارزش تر است.
- بدانید که شما بعد از هجرت (به سوى اسلام) به خوى اعراب بادیه نشین (قبل از اسلام) بازگشتید
- و بعد از دوستى و محبّت (رشته الفت را گسستید و) به صورت گروه هاى پراکنده درآمدید.
- از اسلام تنها به نامش قناعت کرده اید
- و از ایمان جز صورتى نمى شناسید.
- شما مى گویید: «النار و لا العار» (آتش دوزخ آرى! اما ننگ و عار نه!)
- گویا مى خواهید با این شعارتان اسلام را واژگون کنید
- و حرمت آن را بشکنید
- و پیمان الهى را که خداوند آن را حرمى براى شما در زمین قرار داده
- و وسیله امنیّت خلقش شمرده، نقض کنید.
- شما اگر به غیر اسلام پناه برید کافران با شما نبرد خواهند کرد
- و در آن هنگام نه جبرئیل و میکائیل به یارى شما مى آیند و نه مهاجرین و انصار،
- و راهى جز پیکار با شمشیر نخواهید داشت تا خداوند میان شما حکم کند (و شکست و زبونى شما فرارسد).
- نمونه هایى از کیفرهاى الهى و عذاب هاى کوبنده او
- و روزهایى که مجازات وى دامن گنهکاران را گرفت و وقایعى که در این زمینه اتّفاق افتاد (در قرآن مجید) در دسترس شماست،
- بنابراین تهدیدهاى الهى را به دلیل جهل درباره آن وسبک شمردن مجازات پروردگار و ایمنى از کیفر او، دور نشمرید،
- زیرا خداوند سبحان مردم قرن هاى پیشین را از رحمت خود دور نساخت
- جز به این سبب که امر به معروف و نهى از منکر را ترک کردند،
- لذا افراد نادان را به سبب گناه
- و دانایان را به علّت ترک نهى از منکر از رحمت خود دور ساخت.
- آگاه باشید! شما رشته اسلام را قطع وحدود آن را تعطیل کردید و احکامش را به نابودى کشاندید (با این حال انتظار نجات دارید؟!).
- نبرد با منحرفان: آگاه باشید! خداوند مرا به نبرد با ستمگران، پیمان شکنان و مفسدان در زمین امر فرموده است،
- با ناکثین و پیمان شکنان (اشاره به اصحاب جمل) نبرد کردم (و آن ها را در هم شکستم) و با قاسطین (ستمگران شام و اصحاب معاویه) جهاد نمودم
- (و ضعف و زبونى آن ها را نشان دادم) و مارقین (خوارج نهروان) را بر خاک مذلت نشاندم؛
- و شیطان ردهه (ذوالثدیه، رییس خوارج) با صاعقه اى که بر او فرود آمد به گونه اى که آخرین تپش هاى قلب و لرزش سینه اش شنیده شد،
- شرّ او از من دفع گردید؛ ولى گروه دیگرى از ستمگران باقى مانده اند
- که اگر خداوند به من اجازه حمله دیگرى به آن ها دهد (و مرا باقى بگذارد) آن ها را از میان برداشته و دولت حق را به جاى آن ها قرار مى دهم،
- جز افراد قلیلى از آنان که (ممکن است از دست ما بگریزند و) در اطراف بلاد پراکنده شوند.
فضایل على (علیه السلام) - من در دوران جوانى بزرگان وشجاعان عرب را به خاک افکندم
- و شاخ هاى بلند قبیله ربیعه و مضر را درهم شکستم (و سران گردنکش آن ها را بر خاک نشاندم)
- و شما به خوبى موقعیّت مرا نسبت به رسول خدا (صلی الله علیه و آله) از نظر خویشاوندى نزدیک
- و منزلت و مقام ویژه مى دانید.
- او مرا در دامان خویش در حالى که کودک (خردسالى) بودم مى نشاند و(همانند فرزندش) مرا به سینه خود مى فشرد
- و در بستر خویش در کنار خود مى خوابانید، به گونه اى که بدن خود را (همچون یک پدر مهربان) به بدن من مى چسبانید و بوى خوش خود را به مشام من مى رساند
- و(چون بسیار کوچک بودم و توان جویدن غذاى سخت را نداشتم) غذا را مى جوید و در دهان من مى گذاشت.
- او هرگز دروغى در گفتار من نیافت و در کردارم خطا و اشتباهى ندید.
- از همان زمان که رسول خدا (صلی الله علیه و آله) از شیر بازگرفته شد، خداوند بزرگ ترین فرشته از فرشتگان خود را مأمور ساخت
- تا در طول شب و روز وى را به راه هاى فضیلت و محاسن اخلاق جهانیان وادارد
- و من هم مانند کودکى که به دنبال مادرش حرکت مى کند از او پیروى مى کردم.
- هر روز نکته تازه اى از اخلاق برجسته خود را براى من آشکار مى ساخت
- و مرا فرمان مى داد که به او اقتدا کنم.
- او در هر سال مدتى را در مجاورت غار حرا به سر مى برد (و به عبادت خدا مى پرداخت) من او را مى دیدم
- و کسى دیگر او را نمى دید (و از برنامه عبادت او خبر نداشت و هنگامى که آن حضرت به نبوت مبعوث شد)
- در آن روز خانه اى که اسلام در آن راه یافته باشد، جز خانه پیامبر (صلی الله علیه و آله) نبود، تنها او و خدیجه در آن بودند و من نفر سوم بودم.
- من نور وحى و رسالت را مى دیدم و بوى نبوّت را استشمام مى کردم.
- من صداى ناله شیطان را در آغاز نزول وحى بر آن حضرت شنیدم
- و گفتم: اى رسول خدا! این ناله (از کیست و براى) چیست؟
- فرمود: این ناله شیطان است، زیرا از این که پیروى اش کنند مأیوس شده است. (سپس پیامبر (صلی الله علیه و آله) به من فرمود:)
- تو آنچه را که من مى شنوم مى شنوى و آنچه را که من مى بینم مى بینى (و چشم و گوش تو حقایق عالم غیب را درک مى کند)
- جز این که تو پیامبر نیستى؛ ولى وزیر منى و در مسیر خیر و سعادت قرار دارى!
- معجزه حرکت درخت: من با آن حضرت (صلی الله علیه و آله) بودم؛ که سران قریش نزد او آمدند
- و گفتند: اى محمّد! تو ادعاى بزرگى کرده اى؛ ادعایى که هیچ یک از پدران و خاندانت نکردند.
- ما از تو معجزه اى مى خواهیم که اگر پاسخ مثبت داده و آن را پیش چشم ما انجام دهى، مى دانیم که تو پیامبر و فرستاده خدایى
- و اگر انجام ندهى، خواهیم دانست که ساحر دروغگویى هستى.
- پیامبر (صلی الله علیه و آله) فرمود: خواسته شما چیست؟
- گفتند: این درخت را (اشاره به درختى کردند که در آن جا بود) براى ما صدا بزن، تا با تمام ریشه هایش کنده شود و پیش روى تو بایستد،
- پیامبر (صلی الله علیه و آله) فرمود: خداوند بر هر چیزى تواناست.
- آیا اگر خداوند این کار را (به دست من) براى شما انجام دهد، ایمان مى آورید و شهادت به حق خواهید داد؟
- عرض کردند: آرى، فرمود: من به زودى آنچه را مى خواهید به شما نشان مى دهم،
- ولى مى دانم که شما به خیر و نیکى (و ایمان و تسلیم در برابر حق) بازنمى گردید،
- و نیز مى دانم که در میان شما کسى است که درون چاه (در سرزمین بدر) افکنده مى شود (اشاره به جنازه هاى ابوجهل و عتبه و شیبه و امیة بن خلف است که در میدان بدر به چاه افکنده شدند)
- و نیز کسى است که احزاب را (براى جنگ با مسلمین) بسیج مى کند (اشاره به ابوسفیان است). سپس فرمود:
- اى درخت! اگر به خدا و روز واپسین ایمان دارى
- و مى دانى که من رسول خدا هستم
- با ریشه ها از زمین کنده شو و نزد من آى و به فرمان خدا پیش روى من بایست!
- سوگند به خدایى که او را به حق مبعوث کرد (با چشم خود دیدم) درخت با ریشه هایش از زمین کنده شد و حرکت کرد،
- در حالى که (بر اثر سرعت حرکت) طنین شدیدى داشت و صدایى همچون صداى بال پرندگان (در هنگام پرواز) از آن برمى خاست؛
- تا در برابر رسول خدا (صلی الله علیه و آله) قرار گرفت، در حالى که مانند پرندگان بال مى زد
- و بعضى از شاخه هاى بالاى آن، بر سر رسول خدا(صلی الله علیه و آله و سلم) سایه افکنده بود
- وبعضى دیگر بر دوش من،
- در حالى که در طرف راست پیامبر (صلی الله علیه و آله) ایستاده بودم. هنگامى که آن قوم (لجوج) این صحنه را مشاهده کردند، از روى برترى جویى و تکبّر گفتند:
- (اگر راست مى گویى) دستور ده (درخت به جاى خود برگردد و) نیمى از آن نزد تو آید و نیم دیگر در جاى خود باقى بماند. (رسول خدا) به درخت امر فرمود که چنین کند،
- بلافاصله نیمى از آن درخت، با منظره اى شگفت آور و صدایى شدیدتر به سوى آن حضرت حرکت کرد
- و آن قدر پیش آمد که نزدیک بود به آن حضرت (صلی الله علیه و آله) بپیچد. (بار دیگر) آن ها از روى کفر و سرکشى گفتند:
- دستور ده این نصف بازگردد و به نصف دیگر ملحق شود و به صورت نخستین درآید.
- پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) دستور داد و آن نصف به جاى نخستین بازگشت.
- در این هنگام من گفتم: لا اله الا الله؛ اى رسول خدا!
- من نخستین کسى هستم که به تو ایمان آورده ام
- و نخستین کسى هستم که اقرار مى کنم که آنچه آن درخت انجام داد
- به فرمان خدا و براى تصدیق نبوّت تو و بزرگداشت سخن و برنامه ات بود؛
- ولى تمام آن گروه گفتند: او ساحرى دروغگوست، که سحر شگفت آور و ماهرانه اى دارد (سپس افزودند:)
- آیا تو را در این کار کسى جز امثال این ـ منظورشان من بودم ـ تصدیق مى کند؟!
- فضایل على (علیه السلام): من از کسانى هستم که در راه خدا از هیچ ملامتى هراس ندارند،
- از کسانى که سیمایشان سیماى صدیقان و گفتارشان گفتار نیکان است. از کسانى که شب ها را با عبادت آباد مى کنند و(در طریق هدایت مردم) روشنى بخش روزهایند،
- از کسانى که دست به ریسمان قرآن زده
- و سنّت هاى خدا و رسولش را احیا مى کنند،
- تکبّر نمى ورزند و برترى جویى ندارند،
- خیانت نمى کنند و فساد به راه نمى اندازند،
- دل هایشان در بهشت و بدن هایشان در میدان عمل است.