متن عربی

« 775»

(234) (و من خطبة له (عليه ‏السلام) ) و من الناس من يسمي هذه الخطبة بالقاصعة و هي تتضمن ذم إبليس لعنه اللّه على استكباره و تركه السجود لآدم (عليه ‏السلام)  و إنه أول من أظهر العصبية و تبع الحمية و تحذير الناس من سلوك طريقته‏
 

« 776»

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْكِبْرِيَاءَ وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمَا حِمًى وَ حَرَماً عَلَى غَيْرِهِ وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلَالِهِ‏ وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِيهِمَا مِنْ عِبَادِهِ ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِكَ مَلَائِكَتَهُ الْمُقَرَّبِينَ لِيُمَيِّزَ الْمُتَوَاضِعِينَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَكْبِرِينَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُيُوبِ ( إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِيَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ وَ تَعَصَّبَ عَلَيْهِ لِأَصْلِهِ فَعَدُوُّ اللَّهِ إِمَامُ الْمُتَعَصِّبِينَ وَ سَلَفُ الْمُسْتَكْبِرِينَ الَّذِي وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِيَّةِ وَ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَ الْجَبَرِيَّةِ وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ أَ لَا تَرَوْنَ كَيْفَ صَغَّرَهُ اللَّهُ بِتَكَبُّرِهِ وَ وَضَعَهُ اللَّهُ بِتَرَفُّعِهِ فَجَعَلَهُ فِي الدُّنْيَا مَدْحُوراً وَ أَعَدَّ لَهُ فِي الْآخِرَةِ سَعِيراً
 

« 779»

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ يَخْطَفُ الْأَبْصَارَ ضِيَاؤُهُ وَ يَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِيبٍ يَأْخُذُ الْأَنْفَاسَ عَرْفُهُ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْأَعْنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِيهِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ابْتَلَى خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا يَجْهَلُونَ أَصْلَهُ تَمْيِيزاً بِالِاخْتِبَارِ لَهُمْ وَ نَفْياً لِلِاسْتِكْبَارِ عَنْهُمْ وَ إِبْعَاداً لِلْخُيَلَاءِ مِنْهُمْ فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَ جَهْدَهُ الْجَهِيدَ وَ كَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ
 

« 780»

فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ
 

« 781»

فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللَّهِ عَدُوَّ اللَّهِ أَنْ يُعْدِيَكُمْ بِدَائِهِ وَ أَنْ يَسْتَفِزَّكُمْ بِنِدَائِهِ وَ أَنْ يُجْلِبَ عَلَيْكُمْ بِخَيْلِهِ وَ رَجْلِهِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ لَكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ وَ رَمَاكُمْ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ وَ قَالَ (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) قَذْفاً بِغَيْبٍ بَعِيدٍ وَ رَجْماً بِظَنٍّ غَيْرِ مُصِيبٍ صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِيَّةِ وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِيَّةِ وَ فُرْسَانُ الْكِبْرِ وَ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْكُمْ وَ اسْتَحْكَمَتِ الطَّمَاعِيَةُ مِنْهُ فِيكُمْ فَنَجَمَتِ الْحَالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِيِّ إِلَى الْأَمْرِ الْجَلِيِّ اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَيْكُمْ وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَكُمْ فَاقْحَمُوكُمْ وَلَجَاتِ الذُّلِّ وَ أَحَلُّوكُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ وَ اوْطَئُوكُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ طَعْناً فِي عُيُونِكُمْ وَ حَزّاً فِي حُلُوقِكُمْ وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِكُمْ وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِكُم‏
 

«782»

وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَكُمْ فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِي دِينِكُمْ حَرْجاً وَ أَوْرَى فِي دُنْيَاكُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِينَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِينَ وَ عَلَيْهِمْ مُتَأَلِّبِينَ فَاجْعَلُوا عَلَيْهِ حَدَّكُمْ وَ لَهُ جِدَّكُمْ فَلَعَمْرُ اللَّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِكُمْ وَ وَقَعَ فِي حَسَبِكُمْ وَ دَفَعَ فِي نَسَبِكُمْ وَ أَجْلَبَ بِخَيْلِهِ عَلَيْكُمْ وَ قَصَدَ بِرَجْلِهِ سَبِيلَكُمْ يَقْتَنِصُونَكُمْ بِكُلِّ مَكَانٍ وَ يَضْرِبُونَ مِنْكُمْ كُلَّ بَنَانٍ لَا تَمْتَنِعُونَ بِحِيلَةٍ وَ لَا تَدْفَعُونَ بِعَزِيمَةٍ فِي حَوْمَةِ ذُلٍّ وَ حَلْقَةِ ضِيقٍ وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ فَأَطْفِئُوا مَا كَمَنَ فِي قُلُوبِكُمْ مِنْ نِيرَانِ الْعَصَبِيَّةِ وَ أَحْقَادِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّمَا تِلْكَ الْحَمِيَّةُ تَكُونُ فِي الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّيْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُءُوسِكُمْ وَ إِلْقَاءَ التَّعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ وَ خَلْعَ التَّكَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ وَ اتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ عَدُوِّكُمْ إِبْلِيسَ وَ جُنُودِهِ فَإِنَّ لَهُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً وَ رَجْلًا وَ فُرْسَاناً وَ لَا تَكُونُوا كَالْمُتَكَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِيهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ وَ قَدَحَتِ الْحَمِيَّةُ
 

« 783»

فِي قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ وَ نَفَخَ الشَّيْطَانُ فِي أَنْفِهِ مِنْ رِيحِ الْكِبْرِ الَّذِي أَعْقَبَهُ اللَّهُ بِهِ النَّدَامَةَ وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
 

« 785»

أَلَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ وَ أَفْسَدْتُمْ فِي الْأَرْضِ مُصَارَحَةً لِلَّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالْمُحَارَبَةِ فَاللَّهَ اللَّهَ فِي كِبْرِ الْحَمِيَّةِ وَ فَخْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مَلَاقِحُ الشَّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشَّيْطَانِ الَّتِي خَدَعَ بِهَا الْأُمَمَ الْمَاضِيَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِيَةَ حَتَّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مَهَاوِي ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَنْ سِيَاقِهِ سُلُساً فِي قِيَادِهِ أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَيْهِ وَ كِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ أَلَا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَ كُبَرَائِكُمْ الَّذِينَ تَكَبَّرُوا
 

« 786»

عَنْ حَسَبِهِمْ وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ وَ أَلْقَوُا الْهَجِينَةَ عَلَى رَبِّهِمْ وَ جَاحَدُوا اللَّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ وَ مُغَالَبَةً لِآلَائِهِ فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ وَ دَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ وَ سُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ لَا تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَيْكُمْ أَضْدَاداً وَ لَا لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً وَ لَا تُطِيعُوا الْأَدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ وَ أَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ اتَّخَذَهُمْ إِبْلِيسُ مَطَايَا ضَلَالٍ وَ جُنْداً بِهِمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ وَ تَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ وَ دُخُولًا فِي عُيُونِكُمْ وَ نَفْثاً فِي أَسْمَاعِكُمْ فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ وَ مَأْخَذَ يَدِهِ فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْأُمَمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ صَوْلَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ وَ اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكِبْرِ كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ
 

« 789»

فَلَوْ رَخَّصَ اللَّهُ فِي الْكِبْرِ لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِيَائِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ إِلَيْهِمُ التَّكَابُرَ وَ رَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ فَأَلْصَقُوا بِالْأَرْضِ خُدُودَهُمْ وَ عَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ كَانُوا أَقْوَاماً مُسْتَضْعَفِينَ قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللَّهُ بِالْمَخْمَصَةِ وَ ابْتَلَاهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السَّخَطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلًا بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ وَ الِاخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَ الْإِقْتَارِ فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى ( أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ‏
 

«790»

الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ ( صلى‏الله‏عليهما  )عَلَى فِرْعَوْنَ وَ عَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَ بِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَ دَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرُطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَ بَقَاءَ الْمُلْكِ وَ هُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرُ مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ‏
 

« 791»

وَ لَوْ أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذُّهْبَانِ وَ مَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ وَ أَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَ وُحُوشَ الْأَرْضِ لَفَعَلَ وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ وَ اضْمَحَلَّتِ الْأَنْبَاءُ
 

« 792»

وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِينَ أَجُورُ الْمُبْتَلَيْنَ وَ لَا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ وَ لَا لَزِمَتِ الْأَسْمَاءُ مَعَانِيَهَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِي قُوَّةٍ فِي عَزَائِمِهِمْ وَ ضَعَفَةً فِيمَا تَرَى الْأَعْيُنُ مِنْ حَالَاتِهِمْ مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُيُونَ غِنًى وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْأَبْصَارَ وَ الْأَسْمَاعَ أَذًى وَ لَوْ كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لَا تُرَامُ وَ عِزَّةٍ لَا تُضَامُ وَ مُلْكٍ تَمْتَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ وَ تُشَدُّ إِلَيْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ لَكَانَ ذَلِكَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِي الِاعْتِبَارِ وَ أَبْعَدَ لَهُمْ مِنَ الِاسْتِكْبَارِ وَ لَآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ فَكَانَتِ النِّيَّاتُ مُشْتَرَكَةً وَ الْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً وَ لَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ الِاتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ وَ التَّصْدِيقُ بِكُتُبِهِ وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِأَمْرِهِ وَ الِاسْتِسْلَامُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً لَا تَشُوبُهَا مِنْ غَيْرِهَا شَائِبَةٌ وَ كُلَّمَا كَانَتِ الْبَلْوَى وَ الِاخْتِبَارُ أَعْظَمَ كَانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ
 

« 794»

أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ اخْتَبَرَ الْأَوَّلِينَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ ( صلوات‏الله‏عليه  )إِلَى الْآخِرِينَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ بِأَحْجَارٍ لَا تَضُرُّ وَ لَا تَنْفَعُ وَ لَا تُبْصِرُ وَ لَا تَسْمَعُ فَجَعَلَهَا بَيْتَهُ الْحَرَامَ الَّذِي جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِيَاماً ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَجَراً وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْيَا مَدَراً وَ أَضْيَقِ بُطُونِ الْأَوْدِيَةِ قُطْراً بَيْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ وَ عُيُونٍ وَشِلَةٍ وَ قُرًى مُنْقَطِعَةٍ لَا يَزْكُو بِهَا خُفٌّ وَ لَا حَافِرٌ وَ لَا ظِلْفٌ ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ (عليه ‏السلام) وَ وَلَدَهُ أَنْ يَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ وَ غَايَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ تَهْوِي إِلَيْهِ‏
 

« 795»

ثِمَارُ الْأَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِيقَةٍ وَ مَهَاوِي فِجَاجٍ عَمِيقَةٍ وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ حَتَّى يَهُزُّوا مَنَاكِبَهُمْ ذُلُلًا يُهَلِّلُونَ لِلَّهِ حَوْلَهُ وَ يَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِيلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمُ ابْتِلَاءً عَظِيماً وَ امْتِحَاناً شَدِيداً وَ اخْتِبَاراً مُبِيناً وَ تَمْحِيصاً بَلِيغاً جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ بَيْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ جَمِّ الْأَشْجَارِ دَانِي الثِّمَارِ مُلْتَفِّ الْبُنَى مُتَّصِلِ الْقُرَى بَيْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ وَ أَرْيَافٍ مُحْدِقَةٍ وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ وَ زُرُوعٍ نَاضِرَةٍ وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ لَكَانَ قَدْ صَغَّرَ قَدْرَ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ وَ لَوْ كَانَ الْإِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا وَ الْأَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِهَا بَيْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ وَ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ وَ نُورٍ وَ ضِيَاءٍ لَخَفَّفَ ذَلِكَ مُصَارَعَةَ الشَّكِّ فِي الصُّدُورِ وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِيسَ عَنِ الْقُلُوبِ وَ لَنَفَى مُعْتَلِجَ الرَّيْبِ مِنَ النَّاسِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ وَ يَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ‏
 

« 796»

الْمَجَاهِدِ وَ يَبْتَلِيهِمْ بِضُرُوبِ الْمَكَارِهِ إِخْرَاجاً لِلتَّكَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ وَ إِسْكَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِي نُفُوسِهِمْ وَ لِيَجْعَلَ ذَلِكَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ وَ أَسْبَاباً ذُلُلًا لِعَفْوِهِ
 

« 797»

فَاللَّهَ اللَّهَ فِي عَاجِلِ الْبَغْيِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْكِبْرِ فَإِنَّهَا مَصِيدَةُ إِبْلِيسَ الْعُظْمَى وَ مَكِيدَتُهُ الْكُبْرَى الَّتِي تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ فَمَا تُكْدِي أَبَداً وَ لَا تُشْوِي أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلْمِهِ وَ لَا مُقِلًّا فِي طِمْرِهِ
 

« 798»

وَ عَنْ ذَلِكَ مَا حَرَسَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّكَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصِّيَامِ فِي الْأَيَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ تَسْكِيناً لِأَطْرَافِهِمْ وَ تَخْشِيعاً لِأَبْصَارِهِمْ وَ تَذْلِيلًا لِنُفُوسِهِمْ وَ تَخْفِيضاً لِقُلُوبِهِمْ وَ إِذْهَاباً لِلْخُيَلَاءِ عَنْهُمْ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ تَعْفِيرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً وَ الْتِصَاقِ كَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْأَرْضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّيَامِ تَذَلُّلًا مَعَ مَا فِي الزَّكَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْأَرْضِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْفَقْرِ انْظُرُوا إِلَى مَا فِي هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْكِبْرِ
 

« 799»

وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَمَا وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ يَتَعَصَّبُ لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا عَنْ عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِيهَ الْجُهَلَاءِ أَوْ حُجَّةٍ تَلِيطُ بِعُقُولِ السُّفَهَاءِ غَيْرَكُمْ فَإِنَّكُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِأَمْرٍ لَا يُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلَّةٌ أَمَّا إِبْلِيسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِأَصْلِهِ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ فِي خِلْقَتِهِ فَقَالَ أَنَا نَارِيٌّ وَ أَنْتَ طِينِيٌّ وَ أَمَّا الْأَغْنِيَاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْأُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ فَقالُوا (نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ فَلْيَكُنْ تَعَصُّبُكُمْ لِمَكَارِمِ الْخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الْأَفْعَالِ وَ مَحَاسِنِ الْأُمُورِ الَّتِي تَفَاضَلَتْ فِيهَا الْمُجَدَاءُ وَ
 

« 800»

النُّجَدَاءُ مِنْ بُيُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ يَعَاسِيبِ القَبَائِلِ بِالْأَخْلَاقِ الرَّغِيبَةِ وَ الْأَحْلَامِ الْعَظِيمَةِ وَ الْأَخْطَارِ الْجَلِيلَةِ وَ الْآثَارِ الْمَحْمُودَةِ فَتَعَصَّبُوا لِخِلَالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ وَ الْوَفَاءِ بِالذِّمَامِ وَ الطَّاعَةِ لِلْبِرِّ وَ الْمَعْصِيَةِ لِلْكِبْرِ وَ الْأَخْذِ بِالْفَضْلِ وَ الْكَفِّ عَنِ الْبَغْيِ وَ الْإِعْظَامِ لِلْقَتْلِ وَ الْإِنْصَافِ لِلْخَلْقِ وَ الْكَظْمِ لِلْغَيْظِ وَ اجْتِنَابِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
 

« 801»

وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْأَفْعَالِ وَ ذَمِيمِ الْأَعْمَالِ فَتَذَكَّرُوا فِي الْخَيْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ وَ احْذَرُوا أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَإِذَا تَفَكَّرْتُمْ فِي تَفَاوُتِ حَالَيْهِمْ فَالْزَمُوا كُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ وَ زَاحَتِ الْأَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ وَ مُدَّتِ الْعَافِيَةُ فِيهِ عَلَيْهِمْ وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ وَ وَصَلَتِ الْكَرَامَةُ عَلَيْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الِاجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ
 

« 802»

وَ اللُّزُومِ لِلْأُلْفَةِ وَ التَّحَاضِّ عَلَيْهَا وَ التَّوَاصِي بِهَا وَ اجْتَنِبُوا كُلَّ أَمْرٍ كَسَرَ فِقْرَتَهُمْ وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ وَ تَخَاذُلِ الْأَيْدِي وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ كَيْفَ كَانُوا فِي حَالِ التَّمْحِيصِ وَ الْبَلَاءِ أَ لَمْ يَكُونُوا أَثْقَلَ الْخَلَائِقِ أَعْبَاءً وَ أَجْهَدَ الْعِبَادِ بَلَاءً وَ أَضْيَقَ أَهْلِ الدُّنْيَا حَالًا اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِيداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَ جَرَّعُوهُمُ الْمُرَارَ فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِي ذُلِّ الْهَلَكَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ حَتَّى إِذَا رَأَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى فِي مَحَبَّتِهِ وَ الِاحْتِمَالِ لِلْمَكْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَايِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَكَانَ الذُّلِّ وَ الْأَمْنَ مَكَانَ الْخَوْفِ فَصَارُوا مُلُوكاً حُكَّاماً وَ أَئِمَّةً أَعْلَاماً وَ قَدْ بَلَغَتِ الْكَرَامَةُ مِنَ اللَّهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَيْهِ بِهِمْ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانُوا حَيْثُ كَانَتِ الْأَمْلَاءُ مُجْتَمِعَةً وَ الْأَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً وَ الْأَيْدِي مُتَرَادِفَةً وَ السُّيُوفُ مُتَنَاصِرَةً وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً
 

« 803»

وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً أَ لَمْ يَكُونُوا أَرْبَاباً فِي أَقْطَارِ الْأَرَضِينَ وَ مُلُوكاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِينَ فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ وَ اخْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ وَ الْأَفْئِدَةُ وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِينَ وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِينَ قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ وَ بَقِيَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِيكُمْ عِبْرَةً لِلْمُعْتَبِرِينَ
 

« 805»

فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَ بَنِي إِسْحَاقَ وَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (( عليهم‏السلام  )) فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْأَحْوَالِ وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْأَمْثَالِ تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِي حَالِ تَشَتُّتِهِمْ وَ تَفَرُّقِهِمْ لَيَالِيَ كَانَتِ الْأَكَاسِرَةُ وَ الْقَيَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ يَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِيفِ الْآفَاقِ وَ بَحْرِ الْعِرَاقِ وَ خُضْرَةِ الدُّنْيَا إِلَى مَنَابِتِ الشِّيحِ وَ مَهَافِي الرِّيحِ وَ نَكَدِ الْمَعَاشِ فَتَرَكُوهُمْ عَالَةً مَسَاكِينَ إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلَّ الْأُمَمِ دَاراً وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً لَا يَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ يَعْتَصِمُونَ بِهَا وَ لَا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ يَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا فَالْأَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ وَ الْأَيْدِي مُخْتَلِفَةٌ وَ الْكَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ فِي بَلَاءِ أَزْلٍ وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ وَ غَارَاتٍ مَشْنُونَةٍ فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ حِينَ بَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ
 

« 806»

كَيْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَيْهِمْ جَنَاحَ كَرَامَتِهَا وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِيمِهَا وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِي عَوَائِدِ بَرَكَتِهَا فَأَصْبَحُوا فِي نِعْمَتِهَا غَرِقِينَ وَ فِي خُضْرَةِ عَيْشِهَا فَكِهِينَ قَدْ تَرَبَّعَتِ الْأُمُورُ بِهِمْ فِي ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى كَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ وَ تَعَطَّفَتِ الْأُمُورُ عَلَيْهِمْ فِي ذُرَى مُلْكٍ ثَابِتٍ فَهُمْ حُكَّامٌ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ مُلُوكٌ فِي أَطْرَافِ الْأَرَضِينَ يَمْلِكُونَ الْأُمُورَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُهَا عَلَيْهِمْ وَ يُمْضُونَ الْأَحْكَامَ فِيمَنْ كَانَ يُمْضِيهَا فِيهِمْ لَا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ وَ لَا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ
 

« 807»

أَلَا وَ إِنَّكُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَيْدِيَكُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللَّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَيْكُمْ بِأَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ
 

« 808»

وَ إِنَّ اللَّهَ (سُبْحَانَهُ) قَدِ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِيمَا عَقَدَ بَيْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هَذِهِ الْأُلْفَةِ الَّتِي يَنْتَقِلُونَ فِي ظِلِّهَا وَ يَأْوُونَ إِلَى كَنَفِهَا بِنِعْمَةٍ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ لَهَا قِيمَةً لِأَنَّهَا أَرْجَحُ مِنْ كُلِّ ثَمَنٍ وَ أَجَلُّ مِنْ كُلِّ خَطَرٍ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً وَ بَعْدَ الْمُوَالَاةِ أَحْزَاباً مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ  الْإِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ وَ لَا تَعْرِفُونَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا رَسْمَهُ تَقُولُونَ النَّارَ وَ لَا الْعَارَ كَأَنَّكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُكْفِئُوا الْإِسْلَامَ عَلَى وَجْهِهِ انْتِهَاكاً لِحَرِيمِهِ وَ نَقْضاً لِمِيثَاقِهِ الَّذِي وَضَعَهُ اللَّهُ لَكُمْ حَرَماً فِي أَرْضِهِ وَ أَمْناً بَيْنَ خَلْقِهِ وَ إِنَّكُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَيْرِهِ حَارَبَكُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ ثُمَّ لَا جَبْرَائِيلُ وَ لَا مِيكَائِيلُ وَ لَا مُهَاجِرُونَ وَ لَا أَنْصَارٌ يَنْصُرُونَكُمْ إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّيْفِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَكُمْ وَ إِنَّ عِنْدَكُمُ الْأَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللَّهِ وَ قَوَارِعِهِ وَ أَيَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوا وَعِيدَهُ جَهْلًا بِأَخْذِهِ وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ وَ يَأْساً مِنْ بَأْسِهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِيَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ إِلَّا لِتَرْكِهِمُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ
 

« 809»

فَلَعَنَ اللَّهُ السُّفَهَاءَ لِرُكُوبِ الْمَعَاصِي وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْكِ التَّنَاهِي
 

« 810»

أَلَا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَيْدَ الْإِسْلَامِ وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ وَ أَمَتُّمْ أَحْكَامَهُ أَلَا وَ قَدْ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ النَّكْثِ وَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ فَأَمَّا النَّاكِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ‏
 

« 811»

فَقَدْ جَاهَدْتُ وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ وَ أَمَّا شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ كُفِيتُهُ بِصَعْقَةٍ سَمِعْتُ لَهَا وَجْبَةَ قَلْبِهِ وَ رَجَّةَ صَدْرِهِ وَ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَ لَئِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي الْكَرَّةِ عَلَيْهِمْ لَأُدِيلَنَّ مِنْهُمْ إِلَّا مَا يَتَشَذَّرُ فِي أَطْرَافِ الْبِلَادِ تَشَذُّراً أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِ وَ كَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حَجْرِهِ وَ أَنَا وَلِيدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَ يَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَ يَمُسُّنِي جَسَدَهُ وَ يُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَ كَانَ يَمْضَغُ الشَّيْ‏ءَ ثُمَّ يُلَقِّمُنِيهِ وَ مَا وَجَدَ لِي كِذْبَةً فِي قَوْلٍ وَ لَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ وَ لَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَ يَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا يَرَاهُ غَيْرِي وَ لَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ
 

« 812»

فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)وَ خَدِيجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَ الرِّسَالَةِ وَ أَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَ لَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَ إِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ
 

« 815»

وَ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ‏ فَقَالَ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله) إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌفَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ
 

« 816»

وَ إِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ الَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ (صلى ‏الله ‏علي ه‏و آله)فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ‏:
 

« 817»

الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيهِ وَ هَلْ يُصَدِّقُكَ فِي أَمْرِكَ إِلَّا مِثْلُ هَذَا (يَعْنُونَنِي) وَ إِنِّي لَمِنْ قَوْمٍ لَا تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ سِيمَاهُمْ سِيمَا الصِّدِّيقِينَ وَ كَلَامُهُمْ كَلَامُ الْأَبْرَارِ عُمَّارُ اللَّيْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ مُتَمَسِّكُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ يُحْيَوْنَ سُنَنَ اللَّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَ لَا يَعْلُونَ وَ لَا يَغُلُّونَ وَ لَا يُفْسِدُونَ قُلُوبُهُمْ فِي الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِي الْعَمَلِ.

متن فارسی

ص776

 از خطبه‏ هاى آن حضرت عليه السّلام است كه بعضى آنرا خطبه قاصعه مى‏ نامند
قسمت اول خطبه
و (قصع در لغت بمعنى نشخوار كردن آمده، گفته‏ اند: وجه تسميه اين خطبه به قاصعه آنست كه‏
 

 ص777

چون حضرت آنرا براى اهل كوفه بيان مى‏ فرمود بر شتر ماده ‏اى سوار بود كه نشخوار مي كرد، و گفته‏ اند: قصع در لغت بمعنى تحقير و خوار نمودن نيز آمده، پس وجه تسميه آن آنست كه امام عليه السّلام در آن شيطان را تحقير و خوار و پست نموده، و وجوه ديگرى هم براى تسميه آن گفته ‏اند، ولى اقرب وجوه وجه اوّل و نيكوتر آنها وجه دوّم است، و) آن متضمّن مذمّت و سرزنش شيطان است-  لعنت خدا بر او باد-  بجهت تكبّر و سركشى او، و سجده نكردنش بر آدم-  عليه السّلام-  و اينكه او نخستين كسى بود كه پا فشارى كرده نپذيرفتن حقّ را آشكار ساخت، و نخوت و خود خواهى را پيروى نمود، و (نيز) متضمّن ترساندن مردم است از متابعت طريقه و روش او (و اين خطبه درازترين خطبه‏ هاى نهج البلاغه است): 1 سپاس سزاوار خداوندى است كه پوشيد (جامه) توانگرى و بزرگوارى را (توانگرى و بزرگوارى مخصوص او است كه هيچ چيز او را ناتوان نمى‏ گرداند و به حقيقت او نمى‏ رسد) و اين دو صفت را بخود اختصاص داده نه براى آفريدگانش (باين دو صفت منفرد و يگانه است، زيرا غير او ذاتا زبون و زير دست و در همه چيز نياز بغير دارند) و آنها را بر غير خود ممنوع و حرام گردانيد (پس كسي را نمى‏ رسد كه آنها را ادّعاء نمايد و اگر ادّعاء نمود مسئول و معاقب است) و آنها را براى جلال خويش برگزيد، و لعنت (دورى از رحمتش) را قرار داد براى هر كه از بندگانش در اين دو صفت با او منازعه نمايد (به توانگرى و بزرگوارى كردن بر افرازد، چنانكه در قرآن كريم س 39 ى 60 مى‏ فرمايد: وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ، أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يعنى آنان را كه بر خدا دروغ بستند و زير بار فرمان او نرفتند روز رستخيز روهايشان را سياه مى‏ بينى، آيا در دوزخ جائى براى تكبّر كنندگان و گردنكشان نيست و در س 16 ى 29 مى‏ فرمايد: فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ يعنى داخل درها «دركات و گوديها» ى دوزخ شويد در حاليكه در آن جاويد مى‏ مانيد، و بد است جاى گردنكشان) 2 پس بسبب اختصاص اين دو صفت بخود فرشتگان را كه مقرّب درگاه او بودند آزمايش نمود تا فروتنان ايشان را از گردنكشان (شيطان كه از جنّ بود و در بين آنها به سجده بآدم مأمور شد) ممتاز و جدا سازد (با آنان معامله آزمايش كنندگان‏
 

 ص778

نمود تا بدانند كه هر كه از فرمان الهى پيروى كند رستگار و هر كه مخالفت ورزد بعذاب گرفتار شود، نه آنكه خواسته امتحان نمايد تا دانا گردد كه امتحان به اين معنى در باره او محال است، چنانكه در شرح خطبه شصت و دوّم اشاره شد) پس (از اين جهت امام عليه السّلام مى‏ فرمايد:) با اينكه به نهانيهاى دلها و پنهانيهاى پوشيده از نظرها دانا بود (در قرآن كريم س 38 ى 71) فرمود: إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي (ى (72)) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (ى 73) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (ى (74)) إِلَّا إِبْلِيسَ يعنى من آدم را از گل خلق خواهم نمود، پس وقتى كه او را بيافريدم و جان دادمش برو در افتاده او را سجده كنيد (تعظيم و فروتنى نمائيد، و يا او را قبله خويش قرار دهيد، زيرا سجده عبادت و بندگى براى غير خدا جائز نيست) پس همه فرشتگان سجده كردند مگر ابليس (حضرت رضا عليه السّلام فرموده: نام شيطان حارث بوده سمّى إبليس لأنّه أبلس من رحمة اللَّه يعنى ابليس ناميده شده بجهت آنكه از رحمت خدا دور گشت.
ناگفته نماند كه بين علماء و بزرگان اختلاف است كه آيا شيطان از جنّ بوده يا از فرشتگان، و حقّ آنست كه از جنّ بوده، و اجماع علماء اماميّه بر آنست، چنانكه از شيخ مفيد-  عليه الرحمة-  نقل شده، و روايات متواتره از ائمه هدى-  عليهم السّلام-  در اين باب وارد گشته، و قرآن كريم بآن تصريح مى‏ فرمايد س 18 ى 50 وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ يعنى ياد آور هنگامى‏  را كه به فرشتگان فرموديم بآدم سجده كنيد، پس همه سجده كردند مگر ابليس كه از جنّ بود، و استثناء دليل بر آن نيست كه شيطان از فرشتگان بوده چون جمله كان من الجنّ صريح است كه استثناء در اينجا و سائر مواضع قرآن كريم در اين باب استثناء منقطع است يعنى ربط به مستثنى منه ندارد، خلاصه آدم را سجده نكرد براى آنكه) 3 كبر و خود خواهى باو روى مى‏ آورد، پس به آفرينش خود بر آدم فخر و نازش نمود، و براى اصل خويش (كه از آتش آفريده شده بود) عصبيّت نموده آشكارا زير بار فرمان حقّ نرفت (و گفت: او را از گل و مرا از آتش آفريدى من كه از او بهترم چرا او را سجده كنم) پس دشمن خدا (شيطان) پيشواى متعصبين و پيشرو گردنكشان است كه بنيان عصبيّت را بجا گذارد، و با خدا در جامه عظمت و بزرگى (كه اختصاص باو داشت) نزاع نمود، و لباس‏
 

 ص779

عزّت و سربلندى (كه سزاوار او نبود) پوشيد، و پوشش ذلّت و خوارى (كه شايسته‏ اش بود) دور افكند. 4 نمى‏ بينيد چگونه خداوند او را براى تكبّر و سركشى خرد و كوچك و سبب بلند پروازى پست نمود پس او را در دنيا (از رحمت خود) رانده شده قرار داد (چنانكه در قرآن كريم س 15 ى 34 مى‏ فرمايد: قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ى 35 وَ إِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى‏ يَوْمِ الدِّينِ يعنى خداوند فرمود از بهشت بيرون رو كه تو رانده شدى، و تا روز رستخيز بر تو لعنت است) و در آخرت براى او آتش بر افروخته آماده فرمود (چنانكه در قرآن كريم س 38 ى 85 مى‏ فرمايد: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَ مِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ يعنى دوزخ را از تو و از همه آنان كه پيرو تو هستند از آدميان و جنّيان پر خواهم نمود).
 

 ص780

قسمت دوم خطبه
5 و اگر خدا مى‏ خواست آدم را بيافريند از نورى كه روشنى آن ديده‏ ها را تيره سازد، و زيبايى آن بر خردها غالب گردد (عقلها در برابر آن حيران و سرگردان شوند) و از چيزخوشبوئى كه بوى خوش آن اشخاص را فرا گيرد، هر آينه مى‏ آفريد، و اگر (چنين) مى‏ آفريد گردنها در برابر آدم فروتن، و آزمايش در باره او بر فرشتگان آسان مى‏ شد (بى‏ درنگ شيطان به سجده او مى‏ شتافت و او را مادون خود تصوّر نمى‏ كرد) و ليكن خداوند سبحان آفريدگانش را مى‏ آزمايد به بعضى از آنچه اصل و سببش را نمى‏ دانند براى امتياز دادن و جدا ساختن آنها (از غير-  شان) و براى برطرف كردن تكبّر و گردنكشى و دور نمودن خودپسندى از آنان (چنانكه بيشتر احكام شرعيّه كه عقل به حكمت آن پى نبرده از اين قبيل است.) 6 پس از كار خدا در باره شيطان عبرت گيريد كه عبادت و بندگى بسيار و منتهى سعى و كوشش او را (بر اثر تكبّر و سركشيش) باطل و تباه ساخت در حاليكه خدا را شش هزار سال عبادت كرده بود كه معلوم نيست (شما نمى‏ دانيد و فهمتان قاصر است كه) آيا از سالهاى دنيا است يا از سالهاى (آخرت) كه هر روز آن معادل پنجاه هزار سال دنيا است، و اين) بجهت كبر و سركشى يك ساعت (بود كه خود را بر تر از آدم دانسته باو سجده نكرد) پس چه كس بعد از شيطان با بجا آوردن مانند معصيت او (كبر و سركشى) از عذاب خدا سالم ماند حاشا نخواهد شد كه خداوند سبحان انسانى را ببهشت داخل نمايد با كارى كه بسبب آن فرشته‏اى (شيطان) را از آن بيرون نمود (تعبير امام عليه السّلام از شيطان در اينجا به فرشته‏اى براى آنست كه در آسمان بوده و با فرشتگان‏
 

 ص781

آميزش داشته) 7 حكم و فرمان خدا در اهل آسمان (فرشتگان) و اهل زمين (آدميان) يكى است، و بين او و هيچيك از آفريدگانش در روا داشتن آنچه مختصّ بخود او است (عظمت و بزرگوارى) كه آنرا بر عالميان حرام كرده و ناروا دانسته رخصتى نيست (احكام خداوند نسبت بهمه يكسان است، پس نمى‏ توان گفت كه بس شيطان بر اثر يك نافرمانى رانده درگاه شده، بلكه بايد دانست هر كه و هر جا باشد چون گردن از زير بار تكليف بيرون آرد از رحمت خدا دور گشته بعذاب گرفتار شود).
 

 ص783

قسمت سوم خطبه
8 پس بندگان خدا، از دشمن خدا (شيطان) بترسيد از اينكه شما را بدرد خود (كبر و سركشى) گرفتار كند (مانند خود متكبّر و گردن كش نموده از رحمت خدا دور سازد) و از اينكه به گفته خويش شما را (از راه راست) باز داشته نگران نمايد، و سواران و پيادگان لشگرش (پيروانش) را دور شما گرد آورد، پس بجان خودم سوگند كه تير شرّ (گمراه ساختن) را براى شما بزه كمان نهاده و آنرا بطرف شما سخت كشيده، و از نزديك بشما تير انداخته (تا تيرش بخطاء نرود) و (چنانكه در قرآن كريم س 15 ى 39 خداوند از او حكايت مى‏ فرمايد) گفت: قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ يعنى پروردگار من براى اينكه مرا گمراه كردى (بر اثر ترك سجده آدم) هر آينه گناهان را برابر بنى آدم در زمين مى‏ آرايم (تا از اطاعت باز مانند) و همه آنان را گمراه خواهم نمود (و اين سخن را گفت) در حاليكه (ندانسته) اظهار غيب گوئى كرده از روى گمان نادرست آنرا بيان نمود (ولى) 9 فرزندان نخوت و برادران عصبيّت و سواران گردن كش و جاهليّت و نادانى دعوى او را تصديق كرده راست آوردند (چون اهل دنيا معصيت و نافرمانى نموده بدرد كبر و خود پسندى كه شيطان داشت گرفتار شدند، پس ادّعاى او را كه از روى نادانى و گمان نادرست بود درست جلوه دادند) تا اينكه سركش از شما (كه از راه راست پا بيرون نهاد) پيرو او گرديد، و (از اينرو) طمع و آز او در (گمراه كردن) شما پا بر جا شد، پس چگونگى پنهان آشكار گشت (آثار وسوسه او در دلهاى شما نمايان شد كه بى پروا بر خلاف دستور خدا رفتار مى‏ نماييد) 10 استيلاء او بر شما قوّت يافت، و سپاه خود را بسوى شما نزديك آورد، پس شما را در غارهاى ذلّت و خوارى افكندند، و در گودالهاى كشتن (تباه ساختن) انداختند، و شما را پايمال كردند با زخم سخت: نيزه زدن در چشمها و بريدن گلوها
 

 ص784

و كوبيدن سوراخ بينى ‏ها و اراده انداختن در قتلگاهاتان و راندنتان با حلقه‏ هاى مهار قهر و خشم كه در بينى مى‏ نهند بسوى آتشى كه برايتان آماده شده (خلاصه شيطان و سپاهش خواهشهاى نفس امّاره و گناهان را در نظر شما جلوه داده به دام بد بختى در آورده بعذاب سوق مى‏ دهند) 11 پس شيطان براى زخم زدن (زيان رساندن) در دين شما بزرگتر و براى آتش افروختن (فتنه و فساد بر پا نمودن) در دنياى شما افروزنده‏تر گرديد از دشمنانى كه با ايشان آشكارا دشمنى كرده براى (زد و خورد با) آنها گرد مى‏ آييد (و از يكديگر كمك مى‏ طلبيد) پس زور و كوشش خود را بر دفع او بگماريد كه بخدا سوگند بر ريشه شما (پدرتان آدم) فخر و نازش كرد، و در حسب (قدرت و منزلت) شما نكوهش نمود، و نسب (قرابت و خويشى) شما را كوچك و پست دانست، و سواران خود را براى (گمراه كردن) شما گرد آورده، و با پيادگانش راه شما را اراده نمود (تا در گمراهى مانده براه هدايت و رستگارى پا نهيد) در هر جا شما را شكار كرده به دام مى‏ آرند، و سر انگشتانتان را مى‏ زنند، و به حيله و دسيسه نمى‏ توانيد (از ايشان) سرباز زنيد، و بتصميم و اراده نمى‏ توانيد (آنها را) دفع نموده از خود دور نمائيد، در حاليكه شما در انبوه ذلّت و خوارى و دائره تنگ و عرصه مرگ و جولانگاه بلاء و سختى (دنيا گرفتار) هستيد (و از شرّ شيطان نرهيد مگر با كشتن نفس امّاره و پيروى نكردن از او) 12 پس خاموش كنيد آتش عصبيّت و كينه‏ هاى زمان جاهليّت را كه در دلهاى شما پنهان است كه اين تكبّر و گردنكشى و خود پسندى در مسلمان از افكنده‏ هاى شيطان و خود خواهى‏ها و تباه كردنها و وسوسه‏ هاى او است، 13 و تصميم گيريد كه فروتنى را از روى سرهاتان نهاده بزرگى و خود پسندى را زير پاهاتان بيفكنيد، و تكبّر و گردنكشى را از گردنهاتان دور سازيد، و فروتنى را بين خود و دشمنانتان شيطان و لشگرش بجاى لشگر تمام سلاح بكار بريد، زيرا او را در هر امّتى لشگرها و ياران و پيادگان و سواران است (كه همه با او كمك كرده كبر و نخوت را در نظرتان مى‏ آرايند تا شما را در بلاء و هلاكت اندازند، پس شما تواضع و فروتنى را لشگر خود قرار داده با ايشان كارزار كنيد)
14 و مانند متكبّر گردن كش (قابيل فرزند آدم عليه السّلام) بر فرزند مادرش (هابيل) نباشيد (تعبير از هابيل به فرزند مادر قابيل با اينكه هر دو از يك پدر و يك مادر بودند براى آنست كه مهربانى دو برادر از يك مادر بيشتر است از مهربانى دو برادر كه از دو مادر باشند)
 

 ص785

كه بر او تكبّر نمود بدون اينكه خداوند در او فزونى قرار داده باشد جز آنكه كبر و بزرگى ناشى از رشك باو روى آورد، و از آتش خشم در دل او تعصّب افروخته شد، و شيطان باد كبر و سر بلندى در بينى او دميد، چنان خود خواهى و گردنكشى كه خداوند پس از كبر و سربلندى او را پشيمانى داد (بر اثر مردن برادر حيران و سرگردانش نمود، نه بر كشتن او كه اگر بر اثر كشتن او پشيمان مى‏ شد توبه و بازگشت از گناهى بود كه مرتكب شده و معذّب نمى‏ ماند) و گناه كشندگان را تا روز رستخيز همراه او گردانيد (چنانكه در قرآن كريم س 5 ى 31 مى‏ فرمايد: فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ى 32 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى‏ بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً يعنى چون قابيل هابيل را كشت از جمله پشيمانان گرديد، از اينرو به بنى اسرائيل دستور داديم كه هر كه بكشد كسى را بى آنكه او ديگرى را كشته يا فسادى در زمين كرده باشد كه موجب كشته شدن گردد، پس چنان است كه همه مردم را كشته باشد).
 

 ص787

قسمت چهارم خطبه
15 آگاه باشيد كه شما در ستمگرى بسيار جهد و كوشش نموديد، و در زمين فساد و تباهكارى كرديد، از روى آشكار كردن دشمنى با خدا، و بيرون آمدن براى جنگ با مؤمنين (شايد مقصود امام عليه السّلام در اينجا اشاره به مخالفت امّت با آن حضرت بوده بعد از رحلت رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله، يا رفتار اهل شام و پيروان معاويه با آن بزرگوار) 16 پس از خدا بترسيد، از خدا بترسيد در گردنكشى ناشى از تعصّب، و خود پسندى جاهليّت، زيرا كبر ايجاد كننده‏ هاى دشمنى و دميدنگاه‏ هاى شيطان است كه بآن دميدنها امّتهاى گذشته و پيشينيان (مانند قوم نوح و عادت و ثمود و فرعون و نمرود) را فريب داده است (خود خواهى و نخوت را در برابر ايشان جلوه داده پس از روى خودپسندى پيغمبران را تكذيب كرده قدم در راه راست ننهادند) تا اينكه در تاريكى‏هاى نادانى و دامهاى گمراهى او شتافتند در حاليكه در برابر راندن او رام و به كشيدنش آرام (در پيروى از او تسليم) بودند، و شتافتند بسوى كارى كه دلها در آن يكسانند، و پيشينيان بر آن كار از پى يكديگر رفتند، و بطرف خود پسندى و سربلندى كه سينه‏ ها بسبب آن (از كينه و رشك) تنگ گشت. 17 آگاه باشيد و بترسيد، بترسيد از فرمانبرى مهتران و بزرگانتان كه از شرف و جاه خود (كه در بين مردم يافته بودند) گردنكشى كردند، و بالاتر از نسب خويش (خانواده‏اى كه در آن بوجود آمده‏اند) سرفرازى نمودند، و چيزيكه (به گمان خودشان) ناپسند و زشت آمد به پروردگارشان نسبت دادند (مثل اينكه به مردى گويند تو عجم هستى يا عرب يا خراسانىّ مى‏ باشى يا طهرانىّ كه اين نوع نسبتها بخدا است نه به انسان، زيرا گناهى نيست او را در اينكه عجم يا خراسانىّ گرديده) و آنچه خداوند بايشان احسان كرده بود انكار كردند براى نبرد كردن با قضاء و قدر او و زد و خورد نمودن با نعمت‏هايش (آنان را كه مقدّر بود در دنيا كمتر از آنها بهره‏مند گردند زبون و خوار دانستند و به مستمندان و ناتوانان بر اثر نعمت‏هايى كه خدا بايشان عطاء فرموده تكبّر نمودند با اينكه منتهى درجه بى انصافى و ناسپاسى است كه هر يك از ايشان نصيب كسانى را تنها برده و مردم تعظيمش نموده بزرگ و مهتر و پيشوايش نام نهند و او بخود نيامده كه براى آزمايش اين نعمتها را خداوند باو اختصاص داده) پس اينان پايه‏ هاى بناى عصبيت و ستونهاى اركان‏
 

 ص788

فتنه و آشوب و شمشيرهاى افتخار و سرفرازى جاهليّت مى‏ باشند (همچنانكه عربهاى جاهليّت بر اثر تكبّر و عصبيّت به قبيله و پدران و رؤساى خود افتخار و سرفرازى مى‏ نمودند، و هنگام جنگ آنها را بنام مى‏ خواندند، پس آنان بمنزله شمشيرهاى جنگ بودند ايشان هم بر اثر تكبّر و گردنكشى بمنزله شمشيرهاى فتنه و آشوب مى‏ باشند) 18 پس از خدا بترسيد، و (با كبر و خود پسندى) براى نعمتهاى او بر شما ناسپاسگزار و از جهت احسان او بشما رشكبر نباشيد (زيرا كفران و ناسپاسى و رشك موجب زوال نعمت است، و وجه تشبيه ايشان به رشكبر آنست كه چون رشكبر طالب زوال نعمت از ديگرى است ايشان هم بر اثر خود پسندى و گردنكشى كه در برابر نعمت خداوند كفران و ناسپاسى است مانند آنست كه بر خودشان رشك مى‏ برند و زوال فضل و احسان خداوند را مى‏ طلبند) و از بدان و ناكسان كه آنها را نيكان و مهتران مى‏ پنداريد پيروى نكنيد كه آنان كسانى هستند كه شما آب تيره گل آلود ايشان را با آب صاف و پاكيزه خود آشاميده و بيمارى آنان را با تندرستى خويش مخلوط نموده و باطل و نادرستيشان را در راستى و درستيشان داخل ساختيد (سعادت و نيكبختى و آسايش خود را كه در زير سايه لواء دين و ايمان حقيقى بدست آورده بوديد از دست داده بر اثر پيروى از متظاهرين به اسلام بفتنه و آشوب و خونريزى و بد بختى گرفتار و هميشه مضطرب و نگران مى‏ باشيد) 19 در حاليكه آنها پايه فسق (خروج از طاعت خدا) و ملازم و همراه معصيت و مخالفت (خدا و رسول و امام) هستند كه شيطان آنها را (بجاى) شتران بار كش گمراهى گرفته، و سپاهى كه بوسيله ايشان بر مردم مسلّط شود، و ترجمه كننده‏ هايى كه به زبان آنها سخن مى‏ گويد،
براى اينكه عقلهاى شما را بدوزد (با گفتار دروغ شما را از ذكر حقّ و آخرت اغفال نموده باز دارد) و در چشمهاتان داخل گردد (زندگانى دنيا و گناهان را در نظر شما بيارايد تا از نظر در آيات خدا باز مانيد) و در گوشهاتان بدمد (آنقدر سخنان بيهوده و زشت بشما بياموزد كه به سخن خدا و رسول گوش فرا ندهيد) و (نتيجه‏اى كه از دزديدن عقل و داخل شدن در چشم و دميدن در گوشهاتان مى‏ برد اين است كه) شما را هدف تير (هلاك و تباهى) و جاى پاى (ذلّت و خوارى) و دستگيره (اسير و گرفتار) خود قرار مى‏ دهد، 20 پس (اكنون كه فهميديد شيطان بوسيله گردنكشان شما را گمراه مى‏ سازد، از آنان پيروى نكرده كبر و خودپسندى را شعار خويش قرار ندهيد، و) از كيفر خدا و حمله و سختيها و عذابهاى او
 

 ص789

كه به گردنكشان پيش از شما (نمروديان و فرعونيان و ديگران) رسيده عبرت گيريد، و به جاهائى كه چهره ‏شان بخاك افكنده شده و پهلوهاشان افتاده (قبرها) پند پذيريد (ببينيد چهره‏ هائى كه پرده‏ ها جلو آنها مى‏ آويختند روى خاك نهاده و پهلوها كه بر بستر سنجاب مى‏ نهادند بر زمين گسترده‏اند) و از آنچه توليد كبر و سربلندى مى‏ نمايد بخدا پناه ببريد چنانكه از حوادث و پيش آمدهاى سخت روزگار باو پناه مى‏ بريد (بلكه پناه بردن بخدا از اسباب توليد كبر سزاوارتر است از پناه بردن باو از حوادث روزگار، زيرا كبر باعث الم و درد اخروىّ است و حوادث روزگار الم دنيوىّ است، و الم اخروىّ اهميّت دارد كه رهائى از آن ممكن نيست).
 

 ص790

قسمت پنجم خطبه
21 و اگر خداوند بكسى از بندگانش خودپسندى و سربلندى را رخصت و اذن مى‏ داد (براى او جائز مى‏ دانست) به پيغمبران و دوستان خود اجازه مى‏ داد، و ليكن آنها را از خود خواهى و سربلندى منع كرده تواضع و فروتنيشان را پسنديده داشت (بى آنكه كسى را استثناء فرمايد) پس (ايشان هم امتثال امر و فرمان او را بتواضع و فروتنى نموده از بسيارى خضوع و افتادگى) رخسارهاى خود بزمين نهاده چهره‏ هاشان را بخاك ماليدند، و بالهاى (خدمتگزارى و خوشرويى) خويش را براى مؤمنين و خدا پرستان به زير افكندند (بلند پروازى و سرفرازى نشان ندادند) و انبياء و دوستان خدا گروهى بودند ضعيف شمرده شده كه (مردم و دنيا دوستان آنان را در نظر خود ضعيف و ناتوان مى‏ پنداشتند) خداوند آنها را به گرسنگى آزموده بسختى گرفتار و بمواضع خوف و ترس امتحان فرمود، و از ناشايسته‏ ها خالص و پاك گردانيد، 22 پس (چون پيغمبران و دوستان خدا در دنيا باين منوال گذراندند بنا بر اين) خوشنودى و خشم خدا را به دارائى و فرزند داشتن نپنداريد (كه دارائى و فرزندان علامت خوشنودى و نداشتن آنها دليل خشم او نيست) از روى نادانى به جاهاى امتحان و آزمايش در توانگرى و تنگدستى كه خداوند سبحان (در قرآن كريم س 23 ى 55)
 

 ص791

فرموده: أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِينَ (ى 56) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ يعنى آيا گمان ميكنند آنچه ما از دارائى و فرزندان بايشان عطاء مى‏ كنيم در نيكوئيهاى ايشان مى‏ شتابيم (چنين نيست) بلكه شعور ندارند و نمى‏ فهمند (كه آنها را بمال و فرزند مى‏ آزماييم و مهلت مى‏ دهيم كه تا چه اندازه در معصيت و نافرمانى افزوده بر اثر آن بعذاب گرفتار شوند) 23 و خداوند سبحان بندگان خود را كه داراى خودپسندى و سربلندى هستند به دوستانش كه در نظر آنها ضعيف و زبون مى‏ آيند مى‏ آزمايد، و (شاهد بر آن داستان موسى و فرعون است كه) موسى ابن عمران با برادرش هارون صلى اللَّه عليهما كه همراه او بود بر فرعون وارد شد و در بر آنها جامه‏ هاى پشمى‏  و در دستشان عصاى چوبى بود، پس با او قرار گذاشتند كه اگر اسلام آورد (به يگانگى خدا و رسالت موسى اقرار نمايد) پادشاهيش باقى و عزّت و سر و ريش بر جا باشد، فرعون (به پيروان خود) گفت از اين دو نفر به شگفت نمى‏ آييد كه بر جا ماندن سرورى و بقاء و پادشاهى را با من شرط مى‏ نمايند در حاليكه باين پريشانى و زبونى هستند كه مى‏ بينيد، پس (آنان را توبيخ و سرزنش نموده بمردم گفت اگر اين دو نفر از جانب خدا آمده‏اند) چرا دست بندهاى طلا بدستشان آويخته نشده (چون در آن زمان هرگاه مردى را سيّد و مهتر قرار مى‏ دادند او را بدست بند و طوق طلا مى‏ آراستند، چنانكه شيخ طبرسى رحمه اللَّه در مجمع البيان فرموده است، خلاصه فرعون اين سخن را گفت) بجهت آنكه طلا و گرد آوردن آنرا بزرگ دانسته پشم و پوشيدن آنرا (كه در بر موسى و هارون ديد) پست انگاشت.
 

 ص793

قسمت ششم خطبه
24 و اگر خداوند سبحان مى‏ خواست براى پيغمبرانش آنگاه كه آنان را بر انگيخت، گنجهاى زر و كانهاى طلاى ناب و باغهائى كه همه گونه درخت در آن مى‏ كارند قرار دهد، و مرغهاى آسمان و جانوران زمين را با ايشان همراه سازد بجا مى‏ آورد، و اگر چنين ميكرد آزمايش ساقط مى‏ شد، و پاداش نادرست مى‏ گرديد، و خبرها (ى آسمانى و پيغامهاى الهى) موردى نداشت (زيرا اگر كسى با چنين نعمت و شوكت و توانائى از جانب خداوند به بندگان بر انگيخته مى‏ شد از حكم او سر نمى‏ پيچيدند و با كمال فروتنى فرمانش را انجام مى‏ دادند، و در اين صورت فرمانبر و پيرو واقعى و گناهكار حقيقى شناخته نمى‏ شد، و پاداش و كيفر بكار نمى‏ آمد) و براى قبول كنندگان (دعوت و فرمان چنين پيغمبرى) مزدهاى آزمايش شدگان لازم نبود (زيرا پيروى از چنين پيغمبرى از راه طمع و آز يا خوف و ترس مى‏ باشد، نه از راه امتحان تا ثواب و پاداش آزمايش شدگان نصيب گردد) و گرويدگان (بآن پيغمبر) شايسته ثواب نيكوكاران نبودند (زيرا ايمانشان از راه نا علاجى بود) و نامها با معانى مطابقت نمى‏ كرد (زيرا اسلام و ايمان و فروتنى از راه آز و ترس اگر چه باين نامها ناميده ميشود و ليكن چون حقيقى نيست اسم با معنى مطابقت ندارد، پس از اينرو ايشان را با عظمت و شوكت و توانائى بر نيانگيخت) 25 ولى خداوند سبحان پيغمبرانش را در اراده و تصميمهاشان قوىّ و توانا گردانيد، و در آنچه ديده‏ ها به حالاتشان مى‏ نگرند ناتوانشان قرار داد، با قناعتى (به اندك راضى شدنى) كه دلها و چشمها را از بى‏نيازى پر ميكرد (هر صاحب دلى كه در ايشان انديشه كند مى‏ بيند و مى‏ فهمد كه آنها مانند سائر درويشان و نيازمندان از ناكامى‏  جهان در غمّ و اندوه نيستند، بلكه شهان و بى‏نيازان حقيقى هستند كه دلهاشان به قناعت و رضاء توانگر است) و با فقر و تنگدستى كه چشمها و گوشها را از رنج و آزار پر مى‏ نمود (هر كه احوال پريشان آنها را ديده و مى‏ شنيد افسرده مى‏ شد چون در ظاهر پريشان و بى‏سامان و نيازمند بودند) 26 و اگر پيغمبران داراى توانائى بودند كه كسى قصد تسلّط بر ايشان نمى‏ كرد، و داراى تسلّطى بودند كه ستم نمى‏ كشيدند، و داراى سلطنت و پادشاهى بودند كه گردنهاى مردان بسوى آن كشيده مى‏ شد، و (بقصد ديدن شوكتشان) گره‏ هاى پالان شتران بسته مى‏ گرديد (مردم‏
 

 ص794

از اطراف جهان سفر كرده بجانب آنان كوچ مى‏ كردند) اين حال براى مردم در پند پذيرفتن (و پيروى كردن) آسانتر، و از خودپسندى و گردنكشى دورتر بود (هرگز كسى مخالفتشان نمى‏ كرد) و از راه ترس كه بر ايشان غالب مى‏ شد، يا از راه رغبت و خواهشى كه آنها را مائل و متوجّه مى‏ گردانيد ايمان مى‏ آوردند، پس (در اين صورت) قصدها خالص نبود، و نيكوئيها (عبادات) قسمت شده بود (قسمتى براى دنيا و قسمتى براى آخرت) 27 ولى خداوند سبحان خواسته كه پيروى از پيغمبران و تصديق بكتابها و فروتنى براى ذات و تسليم در مقابل فرمان و گردن نهادن بطاعت و بندگيش چيزهائى در برداشته باشد مخصوص او كه بآن چيزها از غير آنها عيبى (رغبت و ترس و رئاء و خودنمايى و مانند آنها) آميخته نشود، و (اين براى بزرگى امتحان و آزمايش است، پس) هر چند امتحان و آزمايش بزرگتر باشد، ثواب و پاداش بيشتر است.
 

 ص796

قسمت هفتم خطبه
28 آيا نمى‏ بينيد كه خداوند سبحان پيشينيان را از زمان آدم صلوات اللّه عليه  تا آخرين نفر از اين جهان آزمايش فرموده به سنگهايى كه (كعبه مقدّسه از آنها بنا شده، و) نه زيان دارد و نه سود بخشد و نه مى‏ بيند و نه مى‏ شنود، پس آن سنگها را بيت الحرام خود قرار داد (خانه محترمى‏  كه دخول مشركين را در آن و بيرون نمودن كسى را كه بآن پناه برده حرام كرده) خانه‏اى كه آنرا براى مردم برپا (محلّ اجتماع و صلاح دنيا و آخرت ايشان) گردانيد، پس آنرا قرار داد در دشوارترين جاهاى زمين از جهت سنگستان بودن، و كمترين جاهاى بلند دنيا از جهت كلوخ و خاك داشتن، و تنگ‏ترين دره‏ ها كه در جانبى از زمين واقع گشته است (خانه را قرار داد) بين كوه‏ هاى ناهموار، و ريگهاى نرم، و چشمه‏ هاى كم آب، و ده‏ هاى از هم دور كه نه شتر آنجا فربه ميشود، و نه اسب، و نه گاو و گوسفند (چون آب و گياه و هواى مناسب ندارد) 29 پس آدم عليه السّلام و فرزندانش را امر فرمود كه بجانب آن متوجّه گردند، و بيت الحرام محلّى براى سود دادن سفرها و مقصد انداختن بارهاشان گرديد (به علاوه سود اخروىّ كه بر اثر بجا آوردن فريضه حجّ مى‏ برند سود دنيوىّ هم دارد) ميوه‏ هاى دلها بآن خانه فرود مى‏ آيد (اصحاب دل آنجا گرد آمده از يكديگر سود معنوىّ بدست آرند) از بيابانهاى بى آب و گياه دور از آبادى، و از بلنديهاى درّه‏ هاى سراشيب، و از جزيره‏ هاى درياها كه (بر اثر احاطه دريا بآنها از قطعات زمين) جدا شده است (از راه‏ هاى دور و دراز از كوچ كرده با سختى بسيار به آنجا مى‏ رسند) تا اينكه دوشهاى خود را با خضوع و فروتنى (در سعى و طواف) مى‏ جنبانند، در اطراف خانه تهليل (لا إله الا اللَّه) مى‏ گويند، و بر پاهاشان هروله ميكنند (با شتاب مى‏ روند) در
 

 ص797

حالي كه براى رضاى خدا ژوليده مو و غبار آلوده رو هستند، جامه‏ هاشان را پشت سر انداخته‏اند (لباس هميشگى را از تن بيرون كرده جامه‏ هاى احرام پوشيده‏اند) و بر اثر نتراشيدن موها و زيادة شدن آنها نيكوئيهاى خلقت خود را (مانند روى زندانيان) زشت كرده‏اند، خداوند ايشان را (در زيارت بيت الحرام باين امور) امتحان و آزمايش نمود امتحانى بزرگ و سخت و آشكار و كامل كه آنرا سبب دريافت رحمت و رسيدن ببهشت خود گردانيد، 30 و اگر خداوند سبحان مى‏ خواست خانه محترم و عبادتگاه‏ هاى بزرگ خويش را قرار دهد بين باغها و جويها و زمين نرم و هموار با درختهاى بسيار و با ميوه‏ هاى در دسترس و ساختمانهاى بهم پيوسته، و ده‏ هاى نزديك بهم، و بين گندم سرخ گونه، و مرغزار سبز، و زمينهاى پر گياه بستان دارد، و كشت‏زارهاى تازه و شاداب، و راه‏ هاى آباد، مقدار پاداش را به تناسب كمى‏  آزمايش اندك مى‏ گردانيد، 31 و اگر پايه‏ هايى كه خانه بر آنها نهاده شده و سنگهائى كه بآنها بناء گرديده از زمرّد سبز و ياقوت سرخ و نور و روشنائى بود چنين ساختمانى در سينه‏ ها زد و خورد شكّ را كم ميكرد، و كوشش و تلاش شيطان را از دلها برطرف مى‏ ساخت، و اضطراب و نگرانى ترديد را از مردم دور مى‏ نمود، 32 و ليكن خداوند بندگانش را به سختيهاى گوناگون مى‏ آزمايد، و با كوششهاى رنگارنگ از آنان بندگى مى‏ خواهد، و ايشان را به اقسام آنچه پسنديده طباع نيست امتحان مى‏ فرمايد براى بيرون كردن كبر و خودپسندى از دلها و جا دادن فروتنى در جانهايشان، و براى اينكه آن آزمايش را درهاى گشاده بسوى فضل و احسان خود و وسائل آسان براى عفو و بخشش خويش قرار دهد.
 

 ص798

قسمت هشتم خطبه
33 پس از خدا بترسيد، از خدا بترسيد از (كيفر) تباهكارى در دنيا و از زيان ستمگرى در آخرت، و از بدى پايان خود خواهى و گردنكشى، زيرا تباهكارى و ستمگرى و گردنكشى بزرگترين دام و فريب شيطان است، چنان فريبى كه مانند زهرهاى كشنده در دلهاى مردان داخل ميشود (و آنها را از بين مى‏ برد) پس شيطان هرگز ناتوان نمى‏ شود، و كشتنگاه هيچيك را اشتباه نمى‏ كند، نه دانشمند را براى دانائى او، و نه درويش و بى‏چيز را در جامه كهنه‏اش (عالم با علمش و درويش با بيچاره بودنش از اين زشتكاريها كه از فريبهاى شيطان است رهائى نمى‏ يابند چه جاى آنكه نادان و توانگر آسوده خاطر باشد) 34 و از تباهكارى و ستمگرى و گردنكشى خداوند بندگان مؤمنينش را حفظ مى‏ فرمايد بوسيله نمازها و زكوةها و كوشش در گرفتن روزه در روزهاى واجب، براى آرام ماندن دست و پا و اندام ديگر ايشان (از معصيت و نافرمانى) و چشم به زير انداختنشان، و فروتنى‏
 

 ص799

جانهاشان، و زبونى دلهاشان، و بيرون نمودن كبر و خودپسندى از آنان، چون در نماز است ماليدن رخسارهاى نيكو بخاك براى فروتنى، و (هنگام سجده نمودن) چسبانيدن اعضاء شريفه (هفت موضع) را بزمين براى اظهار كوچكى، و در روزه است رسيدن شكمها به پشتها براى خضوع و ناچيز دانستن، و در زكوة است دادن ميوه‏ هاى زمين (گندم و جو و خرما و مويز) و غير از آن (شتر و گاو و گوسفند و طلا و نقره) به زير دستان و درويشان، 35 نگاه كنيد بمنافع اين عبادات از پست شمردن بزرگيها و سر فرازيهاى آشكار، و برطرف نمودن خود پسندى و گردن كشيهاى هويدا (كه موجب بدبختى دنيا و عذاب آخرت مى‏ گردد. در اينجا امام عليه السّلام اهل كوفه را بر عصبيّت و گردنكشى بدون علّت كه موجب تباهكارى و ستمگرى است توبيخ و سرزنش نموده مى‏ فرمايد:)
 

 ص800

قسمت نهم خطبه
36 من (در احوال مردم) نظر كردم هيچيك از جهانيان را نيافتم كه بر سر چيزى از چيزها تعصّب و گردنكشى نمايد مگر از روى علّت و سببى كه اشتباه كارى نادانان را در بر دارد، يا از روى دليلى كه به خردها و انديشه‏ هاى نفهمها مى‏ چسبد (خلاصه تعصّب آنها از روى سبب و دليلى بود كه در واقع باطل و نادرست بود و ايشان از روى نادانى و نفهمى‏  در ظاهر گمان مى‏ كردند صحيح و درست است) جز شما را كه تعصّب و گردنكشى مى‏ كنيد براى امرى (افتخار و سرفرازى بر يكديگر) كه (در ظاهر و نزد نادانان و نفهمها نيز) براى آن سبب و علّتى معلوم نمى‏ شود، 37 امّا شيطان بر آدم تعصّب و گردنكشى كرد براى اصل خود (كه از آتش بود) و او را در خلقت و آفرينشش سرزنش نموده گفت: من از آتشم و تو از گلى (پس باين علّت تعصّب و گردنكشى كرد، كه در نظر نادان براى تعصّب حجّت و دليل مى‏ نمايد) و امّا توانگران امّتها كه نعمت براى آنها فراوان بوده و از هر لذّت و خوشى كه مى‏ خواستند بهره‏مند مى‏ شدند از جهت نعمتها (دارائى و فرزندان و بزرگ شمردن زير دستان آنها را) تعصّب و گردنكشى كردند، پس (چنانكه در قرآن كريم س 34 ى 34 مى‏ فرمايد: وَ ما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ ى 35 وَ قالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَ أَوْلاداً،
 

 ص801

وَ ما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ يعنى ما در هيچ شهر و دهى بيم كننده و پيغمبرى نفرستاديم مگر آنكه خوشگذرانان و ناز پروران آنجا گفتند: ما بآنچه شما پيغام آورده‏ايد نمى‏ گرويم، و) گفتند: ما را دارائيها و فرزندان بيشتر (از شما) است، و معذّب نخواهيم بود (در آخرت خداوند ما را عذاب نخواهد نمود چنانكه ما را در دنيا به نعمتهاى بيشمار متنعّم فرموده است، خلاصه شما اهل كوفه بچه حجّت و دليل تعصّب و گردنكشى پيش گرفته‏ايد، آيا مانند شيطان آفرينش خود را بهتر مى‏ دانيد يا مانند توانگران خوشگذران به دارائى و فرزندان بسيار مى‏ باليد) 38 پس اگر از تعصّب و گردنكشى چاره و گريزى نداريد بايد تعصّب شما براى صفات شايسته و كارهاى پسنديده و چيزهاى نيكو باشد، از آن صفات و كارها و چيزهائى كه بزرگان و دليران از خاندانهاى عرب و رؤساى قبيله‏ ها با آنها بر ديگران برترى مى‏ جويند بسبب خوهاى مرغوب و عقلهاى بزرگ و مراتب بلند و صفات پسنديده، 39 پس براى خصلتهاى ستوده تعصّب نمائيد: از نگاه‏داشتن حقّ همسايه، و وفاء بعهد و پيمان، و فرمانبرى نيكوكاران، و نافرمانى گردنكشان، و فرا گرفتن احسان (كار نيكو) و دست كشيدن از ستم، و اهميت دادن به خونريزى، و انصاف و دادگرى براى مردم، و فرو نشاندن خشم، و دورى جستن از تباهكارى در زمين.
 

 ص803

قسمت دهم خطبه
40 و بترسيد از عذابها و سختيها كه بر اثر زشتكاريها و بد كرداريها بامتهاى پيش از شما رسيد، و پيش آمدهاى آنان را در نيكى و بدى (خودتان) ياد آوريد (ببينيد بر هر كارى چه اثرى مترتّب مى‏ گردد) و بر حذر باشيد از مانند آنان شدن (كه بر اثر كردار بد و گفتار زشت بشما نيز عذاب و سختى برسد) و هرگاه در تفاوت دو حالت (نيك و بد) ايشان انديشه نموديد، پس (در راه خير و نيكى قدم نهيد، و) اختيار كنيد هر كارى را كه بسبب آن ارجمند گشتند، و دشمنان را از آنان برطرف ساخت، و تندرست ماندند، و نعمت و خوشى براى آنها فراوان شد، و نيكوكارى و بزرگوارى پيوست ريسمان (اجتماع) آنان را (و كارى كه موجب ارجمندى و بر طرف شدن دشمنان و تندرستى و آسودگى و ارزانى نعمت و خوشى و پيوند ريسمان اجتماع است عبارت است) از پرهيز نمودن از جدائى (نفاق و دو روئى) و مهربانى كردن (اتّفاق و يگانگى) و ترغيب و سفارش يكديگر به مهربانى (اتّحاد و همبستگى) 41 و (در راه شرّ و بدى پا نگذاريد، و) دورى كنيد از هر كارى كه مهره پشت پيشينيان را شكست، و توانائى ايشان را سست نمود، از جهت كينه ورزى در دلها و دشمنى داشتن در سينه‏ ها و پشت كردن اشخاص بهم و يارى نكردن دستها يكديگر را،
 

 ص804

42و در حالات گذشتگان از مؤمنين پيش از خودتان (از بنى اسرائيل و غير ايشان) انديشه كنيد كه در موقع آزمايش و رنج كشيدن چگونه بودند آيا از مردم ديگر گرانبارتر (جفا-  كشتر) و از سائرين رنجبرتر و از اهل دنيا زندگانيشان سختتر نبود كه فرعونها آنان را به بندگى و خدمتگزارى گماشتند، و سختى عذاب را بايشان چسبانيدند (پسرهاشان را سر بريده و دخترهاشان را بجا مى‏ گذاشتند) و تلخى را بآنها جرعه جرعه مى‏ نوشانيدند (بمنتهى درجه سختى گرفتارشان كردند، گروهى خدمتگزار و برخى برزگر ايشان بودند، و از آنكه كارى ساخته نبود باج مى‏ گرفتند) پس هميشه حال آنها در خوارى هلاكت و زير تسلّط و استيلاء (فرعونها) بود، چاره‏اى براى سرباز زدن (از فرمان آنها) و راهى براى دفاع (از ستمگريهاشان) نمى‏ يافتند، 43 تا آنگاه كه خداوند كوشش ايشان را در شكيبائى بر رنج بردن در راه محبّت خود و تحمل بر ناشايسته‏ ها را از جهت ترس از خود مورد نظر قرار داد، آنان را از گرفتاريهاى سخت گشايش و رهائى داد، و بآنها عوض ذلّت و خوارى ارجمندى و عوض ترس آسودگى عطاء فرمود، پس پادشاهان فرمانده و پيشوايان راهنما شدند، و از جانب خدا بايشان عزّت و بزرگوارى رسيد بيش از آنچه آرزو داشتند (بمقام و مرتبه‏اى رسيدند كه هرگز رسيدن به آن را در انديشه نگذرانيده بودند، چنانكه در قرآن كريم س 2 ى 47 مى‏ فرمايد: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَ أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ يعنى اى بنى اسرائيل نعمت‏هايى را كه بشما بخشيدم و شما را بر جهانيان «مردم زمانتان» برترى دادم ياد كنيد. و برترى آنان اين بود كه دريا را براى آنها شكافت و از فرعونيان رهائيشان داد، و دشمنانشان را تباه ساخت، و شهرها و داراييشان را به خودشان باز گردانيد، و تورية بر آنها نازل فرموده و ديگر نعمتها) 44 پس نگاه كنيد چگونه بودند زمانيكه جمعيّتها گرد آمده و انديشه‏ ها با هم و دلها يكسان و دستها يار هم و شمشيرها كمك يكديگر و بينائيها ژرف و تصميمها يگانه بود آيا در اطراف زمينها (شهرها) بزرگ و بر همه چيز جهانيان پادشاه نبودند 45 پس نگاه كنيد بآنچه (به سختيهائى كه) در آخر كارها (خوشگذراني ها) شان گرفتار شدند، آنگاه كه (بين آنها) جدائى افتاد، و مهربانى و پيوستگى بهم خورد، و سخن و دلهاشان‏
 

 ص805

مختلف گرديد، و دسته دسته شده بجان هم افتادند، و پراكنده گشته با يكديگر جنگيدند، خداوند (بر اثر اين زشتكاريها بوسيله ستمگران مانند بخت نصر و غير او) لباس عزّت و بزرگوارى را از بر ايشان بيرون آورد، و فراوانى نعمتش را از آنها گرفت، و براى عبرت گرفتن پند گيرندگان شما داستان سرگذشتهاى آنان در بينتان باقى ماند.
 

 ص806

قسمت يازدهم خطبه
46 پس از پيش آمدهاى فرزندان اسماعيل (ذبيح) و پسران اسحاق (ابن ابراهيم خليل) و اولاد اسرائيل (يعقوب ابن اسحاق)-  عليهم السّلام-  عبرت گيريد كه چه بسيار متناسب است سر گذشتها (ى مردم هر عصرى با هم) و چه مانند و نزديك است داستانها (با يكديگر، يعنى اوضاع و احوال شما و گذشتگان بهم شباهت دارد شايسته است از سرگذشت آنان پند گيريد، و) در سرگذشت ايشان و چگونگى پراكندگى و جدائيشان از يكديگر تأمّل و انديشه نمائيد در شبهايى كه (روزگارى كه) كسرى‏ها (پادشاهان عجم) و قيصرها (پادشاهان روم) سرور و مسلّط بر آنان بودند، 47 آنها را از كشتزارها (آباديها) و درياى عراق (دجله و فرات) و سبزه زار جهان راندند به جاهائى كه درمنه (گياهى است در بيابان) رويد، و بادهاى تند وزد، و زندگانى سخت باشد (آنها را به بيابانهاى بى آب و گياه و دور از آبادى روانه ساختند) پس آنان را درويش و مستمند و يار و همراه زخم و موى شتر (شتر چران)
 

 ص807

رها كردند، زبون‏ترين امتها بودند از جهت خانه و جايگاه، و بد بختترين آنها از جهت آسايشگاه (جائى داشتند كه آب و گياه نبود) 48 به زير بار مهترى گرد نمى‏ آمدند كه بآن پناه برند (كسى نبود كه آنها را بدين و آئينى دعوت نموده بر امرى گرد آورد تا از اين بدبختى و سختى برهند) و نه به زير سايه الفت و مهربانى كه بر عزّت و بزرگوارى آن تكيه كنند (پيشوايى نداشتند تا در سايه اعتماد باو بياسايند) پس با حالات نگران و دستهاى مختلف (با هم همراه نبودن) و بسيارى پراكنده، در رنج سخت و جهل و نادانى از قبيل زنده به گور كردن دختران، و پرستيدن بتها، و دورى جستن از خويشان، و غارتگرى از هر راهى بودند. 49 پس بنگريد به نعمتهاى خداوند بر ايشان زماني كه بسوى آنان پيغمبرى (حضرت خاتم الأنبياء صلى اللَّه عليه و آله) را فرستاد و آنها را فرمانبر شريعت او گردانيد، و بر دعوت او ايشان را گرد آورده با هم مهربانشان ساخت، چگونه نعمت و آسايش بال بزرگوارى خود را بروى آنها گسترد، و نهرهاى خوشگذرانى را براى آنان روان كرد، و شريعت (آن حضرت) آنها را در سودهاى پر بركت خود گرد آورد، پس غرقه نعمت آن شدند (چون منتهى درجه نيكبختى و بزرگوارى و آسايش را براى ايشان فراهم آورده بود) و از خرّمى‏  زندگانى آن خوشنود گرديدند، 50 زندگانيشان در سايه پادشاه غالب (دين مقدّس اسلام) بر قرار شد، و آنها را نيكوئى حالشان در كنار بزرگوارى و غلبه جا داد، و كارها براى ايشان آسان گرديد، در رفعت پادشاهى استوار (سعادت دنيا و آخرت بآنها رو آورد) 51 پس ايشان فرمان دهنده بر جهانيان و پادشاهان اطراف زمينها (شهرها) بودند، مسلّط شدند بر كسانيكه بر آنها تسلّط داشتند، و فرمانها مى‏ دادند بر آنانكه بر آنها فرمانده بودند، براى ايشان نيزه‏اى انداخته و سنگى پرتاب نمى‏ شد (دين اسلام بآنها قدرت و توانائى داد كه زمامدار كارهاى جهان و فرمانده جهانيان گشتند، و كسى بر آنان مسلّط نمى‏ گشت).
 

 ص809

قسمت دوازدهم خطبه
52-  آگاه باشيد شما (بعد از عزّت و بزرگوارى كه بر اثر گرويدن به شريعت حضرت خير الأنام يافتيد) دستهاتان را از ريسمان طاعت و پيروى رهانيديد (از خدا و رسول اعراض و دورى نموديد) و در حصار خدا كه به اطراف شما كشيده شده بود بوسيله حكمهاى جاهليّت (عادات پيش از اسلام) رخنه كرديد (از امام و پيشواى خود فرمان نبرده بر اثر آن دنيا و آخرت خويش را بر باد داديد) و خداوند سبحان بر اين امّت منّت نهاد (بدون رنج نعمت بايشان ارزانى داشت) در ريسمان اين الفت و مهربانى كه بين آنها بست-  الفتى كه در سايه آن وارد ميشوند، و در كنار آن قرار مى‏ گيرند-  به نعمتى (دينى كه موجب الفت است) كه كسى از آفريدگان بهاى آنرا نمى‏ داند، زيرا بهاى الفت و مهربانى با يكديگر از هر بهايى افزونتر و از هر بزرگى بزرگتر است (چون با الفت و يگانگى سعادت و نيكبختى دنيا و آخرت بدست مى‏ آيد). 53 و بدانيد شما بعد از هجرت (از نادانى و گمراهى به دانائى و رستگارى دوباره بر اثر عصبيّت و گردنكشى و دشمنى با يكديگر و بر پا كردن فتنه و آشوب) اعراب (و باديه نشينان نادانى و گمراهى) شديد، و بعد از دوستى (گرد آمدن با هم) گروه گروه (مخالف و دشمن يكديگر) گرديديد، با اسلام علاقه و ارتباطى نداريد مگر بنام آن، و از ايمان نمى‏ شناسيد مگر نشان آنرا (فقط به زبان شهادتين مى‏ گوئيد، ولى از احكام اسلام چيزى فرا نگرفته و به حقيقت ايمان پى نبرده‏ايد) 54 مى‏ گوئيد به آتش مى‏ رويم و به ننگ تن نمى‏ دهيم (مثل النّار و لا العار را كسانيكه زير بار ذلّت و خوارى نمى‏ روند مى‏ گويند، اگر در باره حقّ گفته شود نيكو است، و اگر در باره باطل گفته شود نادرست است، و چون غرض اهل كوفه اگر خطاب با ايشان باشد، يا غرض آنها و اهل شام اگر خطاب عامّ باشد، فتنه و آشوب و مخالفت با دستور اسلام بود، امام عليه السّلام در سرزنش آنان مى‏ فرمايد:) مانند آنست كه شما مى‏ خواهيد اسلام را از صورتيكه هست وارونه نمائيد (از بين ببريد همانطور كه كفّار و منافقين و دشمنان در صدد از بين بردن آن‏
 

 ص810

هستند) با دريدن پرده احترام و شكستن پيمان (عمل نكردن به احكام و شرائط) آن، چنان پيمانى كه خداوند آنرا براى شما در زمين خود پناه (از دخول دشمنان و تسلّط بر شما) و در بين آفريدگانش (براى رفع اضطراب و نگرانى آنها سبب) ايمنى و آسايش قرار داده (تا هر گاه جهانيان در هر كار بيچاره شده و از هر راه وا ماندند به پيمان اسلام يعنى به احكام و دستور آن توجه كرده از آنها پيروى كنند) 55 و شما (با داشتن چنين آئينى) اگر بغير اسلام پناه ببريد (به دليرى و بسيارى جمعيّت و خويشان اعتماد كرده از احكام آن پيروى ننموده دستورش را محترم نشماريد) كفّار با شما مى‏ جنگند، و جبرائيل و ميكائيل و مهاجرين و انصار نيستند كه شما را يارى كنند (چنانكه در زمان حضرت رسول صلّى اللَّه عليه و آله يارى مى‏ كردند) مگر با شمشير زد و خورد كنيد تا خداوند بين شما حكم فرمايد (غلبه و فيروزى را نصيب كدام قرار دهد). 56 و مثلها و داستانها (ى پيشينيان) از عذاب خدا و بلاها و سختيهاى او كه (دلها را) كوبنده و بدرد آورنده است و از روزگارها (ى خشم) و پيشآمدهاى (علاج ناپذير) او در دسترس شما است (در قرآن كريم سرگذشت قوم نوح و عاد و ثمود و ديگران را بيان فرموده است) پس (رسيدن) عذاب او را دير مپنداريد از جهت نادانى به مؤاخذه و سهل انگاشتن سخت‏گيرى او، و نرسيدن بعذاب او (زيرا حكمت الهيّه اقتضاء دارد كه عذاب گناهكاران را تأخير اندازد تا نيكان توبه و بازگشت نمايند و ستمگران شقاوت خود را بيشتر آشكار سازند) 57 و خداوند سبحان گذشتگان را از رحمت خود دور نكرده مگر بجهت ترك نمودن ايشان امر بمعروف و نهى از منكر را (يكديگر را بكار پسنديده وادار نكرده و از كار ناشايسته باز نداشتند) پس خداوند نفهمها را از جهت گناه كردن و خردمندان را از جهت نهى از منكر نكردن لعن فرمود (از رحمت خود دور كرده بعذاب سخت گرفتارشان نمود).
 

 ص812

قسمت سيزدهم خطبه
58 آگاه باشيد رشته اسلام را گسيختند (با عصبيّت و گردنكشى الفت و دوستى را پشت سر انداخته با يكديگر دشمنى نموديد) و حدود آنرا معطّل كرديد (بوظائف آن عمل ننموديد) و احكام آنرا (كه بزرگتر و مهمتر از همه آنها امر بمعروف و نهى از منكر است) از بين برديد (ولى من كه امام مفترض الطّاعة و پيشواى شما هستم، و نزديكترين اشخاص به رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله بودم بآنچه مأمور شده‏ام رفتار مى‏ نمايم، بنا بر اين) بدانيد خداوند مرا بجنگ با ستمگران و پيمان شكنان و تباهكاران در روى زمين امر فرمود: پس با پيمان شكنان (اصحاب جمل: طلحه و زبير و پيروانشان) جنگيدم (و آنان را از پا در آوردم) و با آنانكه دست از حق برداشتند (اهل شام) جهاد كرده زد و خورد نمودم، و بر آنان كه از دين بيرون رفتند (خوارج نهروان) خشم نموده زبون و خوارشان كردم، 59 و امّا شيطان رده‏ ه را (كه يكى از رؤساى خوارج نهروان ثرمله يا حرقوص ابن زهير و لقبش ذو الثّديه است براى آنكه يك دستش مانند پستان زنان بوده است، و بعضى ذو اليديّة خوانده‏اند يعنى داراى يك دست كوچك) از (كشتن و جنگيدن با) او بسبب صداى ترسناك كه از آن فرياد تپش دل و جنبش و لرزش سينه ‏اش را شنيدم، بى ‏نياز گرديدم (رده‏ ه در لغت بمعنى گودالى است در كوه يا در سنگ‏
 

 ص813

سخت كه آب باران در آن جمع ميشود، و اينكه او را شيطان تعبير فرموده براى آنست كه چون گمراه و پيشواى گمراهان بوده و اينكه او را به رده‏ ه نسبت داده براى آنست كه پس آن حضرت پس از فراغت از جنگ با خوارج نهروان خواست او را در بين كشتگان بيابد بعد از جستجوى بسيار در گودالى افتاده بود، و مراد از صعقه يعنى صداى وحشت انگيز و ترسناك آنست كه روايت شده آن حضرت چون با خوارج رو برو شد نعره و فريادى كشيد كه ذو الثّديّه از جمله كسانى بوده كه از ترس گريخت تا اينكه در گودالى كشته او را يافتند، و گفته‏اند: خداوند او را بر اثر صاعقه آسمانى تباه ساخت، و گفته شده: چون آن بزرگوار شمشيرى بر او زد بيهوش گرديده مرد، و گروهى گفته‏ اند: شيطان رده‏ ه شيطانى از فرزندان شيطان بوده، و ديگرى گفته: مراد از او شيطان جنّ است. لكن ظاهر فرمايش امام عليه السّلام و مناسبتر بمقام كه پس از دقّت و تأمّل معلوم مى‏ گردد آنست كه مراد از شيطان رده‏ ه يكى از رؤساى خوارج است كه بر اثر فرياد آن حضرت گريخته در گودالى كشته‏اش پيدا شد (و اللَّه أعلم) و آنچه از ستمگران (معاويه و اطرافيانش كه بر اثر مكر و حيله عمرو ابن عاص كه قرآنها بر سر نيزه‏ ها زده جنگ صفّين را خاتمه دادند) باقى ماند، اگر خداوند رخصت دهد (بخواهد و زنده بمانم) دوباره كه بسوى ايشان مى‏ روم دولت و توانائى را از آنان بگيرم (و همه را تباه سازم) مگر اندكى كه در اطراف شهرها پراكنده شوند (در اينجا شجاعت و دليرى و مقام و منزلت و بزرگوارى خود را گوشزد نموده مى‏ فرمايد:) 60 من در كوچكى سينه‏ هاى عرب را بزمين رساندم (در جنگهاى صدر اسلام بزرگان آنان را كشتم) و شاخه‏ هاى نو بر آمده (دليران قبيله) ربيعه و (قبيله) مضر را شكستم، و شما قدرت و منزلت مرا از رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله بسبب خويشى نزديك (پسر عمو و داماد او بودن) و مقام بلند و احترام مخصوص (كه نزد آن حضرت داشتم و مرا بخلافت نصب فرمود) مى‏ دانيد، زمان كودكى مرا در كنار خود پرورش داد، و به سينه‏اش مى‏ چسبانيد، و در بسترش در آغوش مى‏ داشت، و تنش را بمن مى‏ ماليد، و بوى خوش خويش را بمن مى‏ بويانيد، و خوراكى جويده در دهان من مى‏ نهاد (چنانكه پدر نسبت به فرزند كند) و دروغ در
 

 ص814

گفتار و خطاء و اشتباه در كردار از من نيافت (زيرا باتّفاق اماميّه آن حضرت و حضرت زهرا و يازده فرزندشان «سلام اللَّه عليهم أجمعين» معصوم هستند و هرگز گناه كوچك و بزرگ از ايشان نه عمدا و نه نسيانا و نه خطاء سر نمى‏ زند) 61 و خداوند بزرگترين فرشته‏اى از فرشتگانش را از وقتى كه پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله از شير گرفته شده بود همنشين آن حضرت گردانيد كه او را در شب و روز براه بزرگواريها و خوهاى نيكوى جهان سير دهد (از اخبار چنين معلوم ميشود كه مراد از آن فرشته روح القدس است كه از جبرائيل و ميكائيل بزرگتر و هميشه با پيغمبر اكرم بوده بعد از آن حضرت هم با ائمّه اطهار عليهم السّلام مى‏ باشد) و من پى او مى‏ رفتم مانند رفتن بچه شتر پى مادرش (شب و روز در خلوت و جلوت با آن بزرگوار بوده و هرگز از او جدا نمى‏ شدم. ابن ابى الحديد در شرح خود نوشته: فضل ابن عبّاس گفت: از پدرم پرسيدم رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله كدام يك از پسرانش را بيشتر دوست مى‏ داشت گفت: علىّ ابن ابى طالب را، گفتم من ترا از پسران او مى‏ پرسم، گفت او را نسبت به پسرانش از همه بيشتر دوست مى‏ داشت، نديديم هيچ روزى علىّ عليه السّلام از وقتى كه كودك بود از آن حضرت جدا شود مگر زمانيكه براى خديجه در سفر بود، نديديم پدرى را به پسرش مهربانتر از او به علىّ، و نه پسرى را براى پدرش فرمانبرتر از على براى پيغمبر.) در هر روزى از خوهاى خود پرچم و نشانه‏اى مى‏ افراشت (آشكار مى‏ نمود) و پيروى از آنرا بمن امر مى‏ فرمود، 62 و در هر سالى (پيش از مبعوث شدن به رسالت يك ماه از مردم دورى گزيده براى عبادت و بندگى) بحراء (كوهى است نزديك مكّه) اقامت مى‏ نمود، من او را مى‏ ديدم و غير من نمى‏ ديد، و در آن زمان اسلام در خانه‏اى نيامده بود مگر خانه رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله و خديجه (زوجه آن حضرت) كه من سوّم ايشان بودم (در آنروز مسلمان نبود مگر پيغمبر اكرم و خديجه و من، اين جمله صراحت دارد باينكه امام عليه السّلام نخستين مردى بود كه به آن حضرت ايمان آورده و اسلام اختيار نمود، و نظير اين سخن فرمايش آن بزرگوار است در سخن صد و سى و يكم كه فرمود: اللّهمّ إنّى أوّل من أناب، و سمع و أجاب، لم يسبقني إلّا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله   بالصّلاة يعنى بار خدايا من نخستين كسى هستم كه بحقّ رسيده و آنرا شنيده و پذيرفته‏
 

 ص815

است، هيچكس بر من به نماز پيشى نگرفت مگر رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله) نور وحى و رسالت را مى‏ ديدم، و بوى نبوّت و پيغمبرى را مى‏ بوييدم (هنگام نزول وحى با آن حضرت بوده و بآنچه نازل مى‏ شد بدون ترديد ايمان مى‏ آوردم) 63 و هنگاميكه وحى بر آن حضرت صلّى اللَّه عليه و آله نازل شد صداى شيطان را شنيدم، گفتم: اى رسول خدا اين چه صدايى است فرمود: اين شيطان است كه او را از پرستش نمودن نوميدى روى داده (چون دانسته كه بعد از رسيدن اين وحى مردم از ضلالت و گمراهى بيرون آمده از او پيروى نمى‏ كنند نوميد گرديده ناله و فرياد مى‏ نمايد) تو مى‏ شنوى آنچه من مى‏ شنوم، و مى‏ بينى آنچه من مى‏ بينم (در همه چيز با من يكسانى) مگر اينكه پيغمبر نيستى، و ليكن وزيرى، و تو بر خير و نيكوئى هستى (جامع جميع كمالات صوريّه و معنويّه بوده بر آنچه خير و نيكوئى دنيا و آخرت در آنست استوار مى‏ باشى).
 

 ص817

قسمت چهاردهم خطبه
64 و من با پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله بودم زمانيكه گروهى از بزرگان قريش نزد او آمدند و گفتند: اى محمّد تو امر بزرگى (نبوّت و پيغمبرى) ادّعا ميكنى كه پدران تو و نه كسى از خاندان تو آنرا ادّعاء نكرده است، و ما از تو كارى درخواست مى‏ نماييم كه اگر آنرا براى ما بجا آورى و بما بنمائى مى‏ دانيم كه پيغمبر و فرستاده (از جانب خدا) هستى، و اگر بجا نياورى مى‏ دانيم جادوگر و دروغگو هستى، 65 پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله فرمود: چه مى‏ خواهيد گفتند: اين درخت را براى ما بخوان تا با ريشه‏ هايش (از زمين) كنده شده (بيايد) جلو رويت بايستد، پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله فرمود: خداوند بر همه چيز توانائى دارد، اگر اين خواهش شما را بر آورد آيا ايمان مى‏ آوريد و بحقّ گواهى مى‏ دهيد، گفتند: آرى، 66 فرمود: من بشما نشان مى‏ دهم آنچه را مى‏ طلبيد، و مى‏ دانم كه بخير و نيكوئى (اسلام كه جامع خير دنيا و آخرت است) نمى‏ گرويد، و بين شما كسى هست كه (بر كفرش باقى مانده و در جنگ بدر كشته مى‏ گردد، و) در چاه انداخته ميشود (مراد چاهى است كه آنرا بدر مى‏ ناميدند و آن بين مكّه و مدينه واقع شده به مدينه نزديكتر است، و از جمله كسانيكه در جنگ بدر بعد از كشته شدن در آن چاه افكنده شدند عتبه و شيبه دو پسر ربيعه و اميّة ابن عبد شمس و ابو جهل و وليد ابن مغيره بودند) و
 

 ص818

كسى هست كه لشگرها را گرد آورد (در وقعه خندق با مسلمين مى‏ جنگد، و از جمله كسانيكه لشگر از اطراف گرد آوردند و مدينه را محاصره نمودند ابو سفيان و عمرو ابن عبدود و صفوان ابن اميّه و عكرمة ابن ابى جهل و سهل ابن عمرو بودند، و خندق گودالى بود كه در اطراف سور مدينه طيّبه براى اين جنگ كندند) پس از آن پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله فرمود: اى درخت اگر تو بخدا و روز رستخيز ايمان دارى و ميدانى من پيغمبر خدا هستم با ريشه‏ هاى خود كنده شو و به فرمان خدا جلو من بايست، 67 سوگند به خدائى كه آن حضرت را بحقّ (راستى و درستى) بر انگيخت درخت با ريشه‏ هايش كنده شد و آمد در حالي كه صداى سخت داشت و صدايى مانند صداى بالهاى مرغان، تا بين دو دست پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله مانند مرغ پر و بال زنان ايستاد، و شاخه بلند خود را بر سر رسول خدا صلّى اللَّه عليه و اله و بعضى از شاخه‏ هايش را بر دوش من افكند، و من در طرف راست آن حضرت صلّى اللَّه عليه و آله بودم، 68 پس چون آن گروه آنرا ديدند از روى سرفرازى و گردنكشى گفتند: بفرما تا نيمى‏  از آن پيش تو آيد و نيمه ديگر جاى خود بماند، پس درخت را بآن درخواست فرمان داد، آنگاه نيمه آن بسوى آن حضرت رو آورد كه به شگفت‏ترين روى آوردن و سختترين صدا كردن مى‏ ماند (از اوّل با شتابتر فرمان آن بزرگوار را اجابت نمود) و نزديك بود به رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله. بپيچد، پس از روى ناسپاسى و ستيزگى گفتند: امر كن اين نيمه باز گردد و به نيمه خود پيوندد همچنانكه بود، پس پيغمبر صلّى اللَّه عليه و آله امر فرمود درخت بازگشت، 69 من گفتم: سزاوار پرستش جز خدا نيست، اى رسول خدا من نخست كسى هستم كه ايمان بتو آوردم و نخست كسيكه اقرار كردم باينكه درخت به فرمان و خواست خدا بجا آورد آنچه را كه كرد براى اعتراف به پيغمبرى تو و احترام فرمانت، پس همه آن گروه گفتند: جادوگر بسيار دروغگويى است، شگفت جادويى كه در آن چابك است (زيرا بدون تأمّل و انديشه آنچه خواسته كرد) و (گفتند:) آيا ترا در كارت تصديق مى‏ نمايد غير از مانند اين شخص كه قصدشان من بودم، 70 و من از گروهى هستم كه در راه خدا آنان را توبيخ سرزنش كننده‏اى باز نمى‏ دارد، چهره آنان چهره راستگويان و سخنشان سخن نيكوكاران است، شب را آباد كننده و روز را نشانه و راهنما
 

 ص819

هستند (شب را زنده داشته آخرت خود را آباد مى‏ سازند و روز مردم را براه حقّ راهنمائى مى‏ نمايند) به ريسمان قرآن (علوم و معارف آن كه سبب رهائى و گمراهى از بدبختى است) خود را مى‏ آويزند، و راه‏ هاى خدا و روشهاى پيغمبرش را زنده ميكنند (آثار دين را نشر داده به احكام آن عمل مى‏ نمايند)
گردنكشى و سرفرازى و نادرستى و تباهكارى نمى‏ كنند، دلهاشان در بهشت و بدنهاشان مشغول كار (دلهاشان متوجّه آخرت و بدنهاشان به كارهاى نيكو و بندگى پرداخته) است.