«906»
(31) (و من وصية له ( عليه السلام )) للحسن ابن علي ( عليهماالسلام ) كتبها إليه بحاضرين منصرفا من صفين
مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ الْمُدْبِرِ الْعُمُرِ الْمُسْتَسْلِمِ
«907»
لِلدَّهْرِ الذَّامِ لِلدُّنْيَا السَّاكِنِ مَسَاكِنَ الْمَوْتَى الظَّاعِنِ عَنْهَا غَداً إِلَى الْمَوْلُودِ الْمُؤَمِّلِ مَا لَا يُدْرِكُ السَّالِكِ سَبِيلَ مَنْ قَدْ هَلَكَ غَرَضِ الْأَسْقَامِ وَ رَهِينَةِ الْأَيَّامِ وَ رَمِيَّةِ الْمَصَائِبِ وَ عَبْدِ الدُّنْيَا وَ تَاجِرِ الْغُرُورِ وَ غَرِيمِ الْمَنَايَا وَ أَسِيرِ الْمَوْتِ وَ حَلِيفِ الْهُمُومِ وَ قَرِينِ الْأَحْزَانِ وَ نَصْبِ الْآفَاتِ وَ صَرِيعِ الشَّهَوَاتِ وَ خَلِيفَةِ الْأَمْوَاتِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ فِيمَا تَبَيَّنْتُ مِنْ إِدْبَارِ الدُّنْيَا عَنِّي وَ جُمُوحِ الدَّهْرِ عَلَيَّ وَ إِقْبَالِ الْآخِرَةِ إِلَيَّ مَا يَزَعُنِي عَنْ ذِكْرِ مَنْ سِوَايَ وَ الِاهْتِمَامِ بِمَا وَرَائِي غَيْرَ أَنِّي حَيْثُ تَفَرَّدَ بِي دُونَ هُمُومِ النَّاسِ هَمُّ نَفْسِي فَصَدَقَنِي رَأْيِي وَ صَرَفَنِي عَنْ هَوَايَ وَ صَرَّحَ لِي مَحْضُ أَمْرِي فَأَفْضَى بِي إِلَى جِدٍّ لَا يَكُونُ فِيهِ لَعِبٌ وَ صِدْقٍ لَا يَشُوبُهُ كَذِبٌ وَجَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَ كَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي فَكَتَبْتُ إِلَيْكَ كِتَابِي مُسْتَظْهِراً بِهِ إِنْ أَنَا بَقِيتُ لَكَ أَوْ فَنِيتُ
«909»
فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ أَيْ بُنَيَّ وَ لُزُومِ أَمْرِهِ وَ عِمَارَةِ قَلْبِكَ بِذِكْرِهِ وَ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِهِ وَ أَيُّ سَبَبٍ أَوْثَقُ مِنْ سَبَبٍ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِ أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَ قَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَ قَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ وَ بَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا وَ حَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَ فُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَ الْأَيَّامِ وَ اعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ وَ ذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ
«910»
قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ سِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَ آثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَ عَمَّا انْتَقَلُوا وَ أَيْنَ حَلُّوا وَ نَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ وَ حَلُّوا دَارَ الْغُرْبَةِ وَ كَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ وَ لَا تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ وَ دَعِ الْقَوْلَ فِيمَا لَا تَعْرِفُ وَ الْخِطَابَ فِيمَا لَمْ تُكَلَّفْ وَ أَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَهُ فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأَهْوَالِ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ وَ أَنْكِرِ الْمُنْكَرَ بِيَدِكَ وَ لِسَانِكَ وَ بَايِنْ مَنْ فَعَلَهُ بِجُهْدِكَ وَ جَاهِدْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَ لَا تَأْخُذْكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ وَ خُضِ الْغَمَرَاتِ لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وَ تَفَقَّهْ فِي الدِّينِ وَ عَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ وَ نِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ وَ أَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ حَرِيزٍ وَ مَانِعٍ عَزِيزٍ وَ أَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَ الْحِرْمَانَ وَ أَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ وَ تَفَهَّمْ وَصِيَّتِي وَ لَا تَذْهَبَنَّ عَنْهَا صَفْحاً فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَ لَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ
«912»
أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً وَ رَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ وَ أَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي دُونَ أَنْ أُفْضِيَ إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى أَوْ فِتَنِ الدُّنْيَا فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ النَّفُورِ وَ إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْ ءٍ قَبِلَتْهُ فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَ يَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارُبِ بُغْيَتَهُ وَ تَجْرِبَتَهُ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَ عُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيهِ
«913»
وَ اسْتَبَانَ لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْهُ أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وَ إِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ وَ فَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ وَ سِرْتُ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهَى إِلَيَّ مِنْ أُمُورِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أَوَّلِهِمْ إِلَى آخِرِهِمْ فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِهِ وَ نَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِهِ
«914»
فَاسْتَخْلَصْتُ لَكَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ نَخِيلَهُ وَ تَوَخَّيْتُ لَكَ جَمِيلَهُ وَ صَرَفْتُ عَنْكَ مَجْهُولَهُ وَ رَأَيْتُ حَيْثُ عَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِي الْوَالِدَ الشَّفِيقَ وَ أَجْمَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَدَبِكَ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ وَ أَنْتَ مُقْبِلُ الْعُمُرِ وَ مُقْتَبِلُ الدَّهْرِ ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ وَ نَفْسٍ صَافِيَةٍ وَ أَنْ أَبْتَدِئَكَ بِتَعْلِيمِ كِتَابِ اللَّهِ وَ تَأْوِيلِهِ وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَ أَحْكَامِهِ وَ حَلَالِهِ وَ حَرَامِهِ لَا أُجَاوِزُ ذَلِكَ بِكَ إِلَى غَيْرِهِ ثُمَّ أَشْفَقْتُ أَنْ يَلْتَبِسَ عَلَيْكَ مَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنْ أَهْوَائِهِمْ وَ آرَائِهِمْ مِثْلَ الَّذِي الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ فَكَانَ إِحْكَامُ ذَلِكَ عَلَى مَا كَرِهْتُ مِنْ تَنْبِيهِكَ لَهُ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِكَ إِلَى أَمْرٍ لَا آمَنُ عَلَيْكَ بِهِ الْهَلَكَةَ وَ رَجَوْتُ أَنْ يُوَفِّقَكَ اللَّهُ فِيهِ لِرُشْدِكَ وَ أَنْ يَهْدِيَكَ لِقَصْدِكَ فَعَهِدْتُ إِلَيْكَ وَصِيَّتِي هَذِهِ
«915»
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ إِلَيَّ مِنْ وَصِيَّتِي تَقْوَى اللَّهِ وَ الِاقْتِصَارُ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ وَ الْأَخْذُ بِمَا مَضَى عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ مِنْ آبَائِكَ وَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَدَعُوا أَنْ نَظَرُوا لِأَنْفُسِهِمْ كَمَا أَنْتَ نَاظِرٌ وَ فَكَّرُوا كَمَا أَنْتَ مُفَكِّرٌ ثُمَّ رَدَّهُمْ آخِرُ ذَلِكَ إِلَى الْأَخْذِ بِمَا عَرَفُوا وَ الْإِمْسَاكِ عَمَّا لَمْ يُكَلَّفُوا فَإِنْ أَبَتْ نَفْسُكَ أَنْ تَقْبَلَ ذَلِكَ دُونَ أَنْ تَعْلَمَ كَمَا عَلِمُوا فَلْيَكُنْ طَلَبُكَ ذَلِكَ بِتَفَهُّمٍ وَ تَعَلُّمٍ لَا بِتَوَرُّطِ الشُّبُهَاتِ وَ غُلُوِّ الْخُصُومَاتِ وَ ابْدَأْ قَبْلَ نَظَرِكَ فِي ذَلِكَ بِالِاسْتِعَانَةِ بِإِلَهِكَ وَ الرَّغْبَةِ إِلَيْهِ فِي تَوْفِيقِكَ وَ تَرْكِ كُلِّ شَائِبَةٍ أَوْلَجَتْكَ فِي شُبْهَةٍ أَوْ أَسْلَمَتْكَ
«916»
إِلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا أَيْقَنْتَ أَنْ قَدْ صَفَا قَلْبُكَ فَخَشَعَ وَ تَمَّ رَأْيُكَ فَاجْتَمَعَ وَ كَانَ هَمُّكَ فِي ذَلِكَ هَمّاً وَاحِداً فَانْظُرْ فِيمَا فَسَّرْتُ لَكَ وَ إِنْ أَنْتَ لَمْ يَجْتَمِعْ لَكَ مَا تُحِبُّ مِنْ نَفْسِكَ وَ فَرَاغِ نَظَرِكَ وَ فِكْرِكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا تَخْبِطُ الْعَشْوَاءَ وَ تَتَوَرَّطُ الظَّلْمَاءَ وَ لَيْسَ طَالِبُ الدِّينِ مَنْ خَبَطَ أَوْ خَلَطَ وَ الْإِمْسَاكُ عَنْ ذَلِكَ أَمْثَلُ
«917»
فَتَفَهَّمْ يَا بُنَيَّ وَصِيَّتِي وَ اعْلَمْ أَنَّ مَالِكَ الْمَوْتِ هُوَ مَالِكُ الْحَيَاةِ وَ أَنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمُمِيتُ وَ أَنَّ الْمُفْنِي هُوَ الْمُعِيدُ وَ أَنَّ الْمُبْتَلِيَ هُوَ الْمُعَافِي وَ أَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ لِتَسْتَقِرَّ إِلَّا عَلَى مَا جَعَلَهَا اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النَّعْمَاءِ وَ الِابْتِلَاءِ وَ الْجَزَاءِ فِي الْمَعَادِ وَ مَا شَاءَ مِمَّا لَا نَعْلَمُ فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكَ شَيْ ءٌ مِنْ ذَلِكَ فَاحْمِلْهُ عَلَى جَهَالَتِكَ بِهِ فَإِنَّكَ أَوَّلَ مَا خُلِقْتَ جَاهِلًا ثُمَّ عُلِّمْتَ وَ مَا أَكْثَرَ مَا تَجْهَلُ مِنَ الْأَمْرِ وَ يَتَحَيَّرُ فِيهِ رَأْيُكَ وَ يَضِلُّ فِيهِ بَصَرُكَ ثُمَّ تُبْصِرُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَاعْتَصِمْ بِالَّذِي خَلَقَكَ وَ رَزَقَكَ وَ سَوَّاكَ وَ لْيَكُنْ لَهُ تَعَبُّدُكَ وَ إِلَيْهِ رَغْبَتُكَ وَ مِنْهُ شَفَقَتُكَ
«918»
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ أَحَداً لَمْ يُنْبِئْ عَنِ اللَّهِ كَمَا أَنْبَأَ عَنْهُ الرَّسُولُ (صلى الله عليه وآله)فَارْضَ بِهِ رَائِداً وَ إِلَى النَّجَاةِ قَائِداً فَإِنِّي لَمْ آلُكَ نَصِيحَةً وَ إِنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ فِي النَّظَرِ لِنَفْسِكَ وَ إِنِ اجْتَهَدْتَ مَبْلَغَ نَظَرِي لَكَ وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّهُ لَوْ كَانَ لِرَبِّكَ شَرِيكٌ لَأَتَتْكَ رُسُلُهُ وَ لَرَأَيْتَ آثَارَ مُلْكِهِ وَ سُلْطَانِهِ وَ لَعَرَفْتَ أَفْعَالَهُ وَ صِفَاتِهِ وَ لَكِنَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَا يُضَادُّهُ فِي مُلْكِهِ
«919»
أَحَدٌ وَ لَا يَزُولُ أَبَداً وَ لَمْ يَزَلْ أَوَّلٌ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ بِلَا أَوَّلِيَّةٍ وَ آخِرٌ بَعْدَ الْأَشْيَاءِ بِلَا نِهَايَةٍ عَظُمَ عَنْ أَنْ تَثْبُتَ رُبُوبِيَّتُهُ بِإِحَاطَةِ قَلْبٍ أَوْ بَصَرٍ فَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَافْعَلْ كَمَا يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أَنْ يَفْعَلَهُ فِي صِغَرِ خَطَرِهِ وَ قِلَّةِ مَقْدُرَتِهِ وَ كَثْرَةِ عَجْزِهِ و عَظِيمِ حَاجَتِهِ إِلَى رَبِّهِ فِي طَلَبِ طَاعَتِهِ وَ الْخَشْيَةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ وَ الشَّفَقَةِ مِنْ سُخْطِهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْمُرْكَ إِلَّا بِحَسَنٍ وَ لَمْ يَنْهَكَ إِلَّا عَنْ قَبِيحٍ
«920»
يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الدُّنْيَا وَ حَالِهَا وَ زَوَالِهَا وَ انْتِقَالِهَا وَ أَنْبَأْتُكَ عَنِ الْآخِرَةِ وَ مَا أُعِدَّ لِأَهْلِهَا فِيهَا وَ ضَرَبْتُ لَكَ فِيهِمَا الْأَمْثَالَ لِتَعْتَبِرَ بِهَا وَ تَحْذُوَ عَلَيْهَا إِنَّمَا مَثَلُ مَنْ خَبَرَ الدُّنْيَا كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ نَبَا بِهِمْ مَنْزِلٌ جَدِيبٌ فَأَمُّوا مَنْزِلًا خَصِيباً وَ جَنَاباً مَرِيعاً فَاحْتَمَلُوا وَعْثَاءَ الطَّرِيقِ وَ فِرَاقَ الصَّدِيقِ وَ خُشُونَةَ السَّفَرِ وَ جُشُوبَةَ المَطْعَمِ لِيَأْتُوا سَعَةَ دَارِهِمْ وَ مَنْزِلَ قَرَارِهِمْ فَلَيْسَ يَجِدُونَ لِشَيْ ءٍ مِنْ ذَلِكَ أَلَماً وَ لَا يَرَوْنَ نَفَقَةً فِيهِ مَغْرَماً وَ لَا شَيْ ءَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِمَّا قَرَّبَهُمْ مِنْ مَنْزِلِهِمْ وَ أَدْنَاهُمْ مِنْ مَحَلِّهِمْ وَ مَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ كَانُوا بِمَنْزِلٍ خَصِيبٍ فَنَبَا بِهِمْ إِلَى مَنْزِلٍ جَدِيبٍ فَلَيْسَ شَيْ ءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ وَ لَا أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فِيهِ إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ وَ يَصِيرُونَ إِلَيْهِ
«921»
يَا بُنَيَّ اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ غَيْرِكَ فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا وَ لَا تَظْلِمْ كَمَا لَا تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ وَ أَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَ اسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَيْرِكَ وَ ارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ وَ إِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ وَ لَا تَقُلْ مَا لَا تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْإِعْجَابَ ضِدُّ الصَّوَابِ وَ آفَةُ الْأَلْبَابِ فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ وَ لَا تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ وَ إِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ
«922»
وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ طَرِيقاً ذَا مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ وَ مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَ أَنَّهُ لَا غِنَى بِكَ فِيهِ عَنْ حُسْنِ الِارْتِيَادِ وَ قَدْرِ بَلَاغِكَ مِنَ الزَّادِ مَعَ خِفَّةِ الظَّهْرِ فَلَا تَحْمِلَنَّ عَلَى ظَهْرِكَ فَوْقَ طَاقَتِكَ فَيَكُونَ ثِقْلُ ذَلِكَ وَبَالًا عَلَيْكَ وَ إِذَا وَجَدْتَ مِنْ أَهْلِ الْفَاقَةِ مَنْ يَحْمِلُ لَكَ زَادَكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَيُوَافِيكَ بِهِ غَداً حَيْثُ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ فَاغْتَنِمْهُ وَ حَمِّلْهُ إِيَّاهُ وَ أَكْثِرْ مِنْ تَزْوِيدِهِ وَ أَنْتَ قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَعَلَّكَ تَطْلُبُهُ فَلَا تَجِدُهُ وَ اغْتَنِمْ مَنِ اسْتَقْرَضَكَ فِي حَالِ غِنَاكَ لِيَجْعَلَ قَضَاءَهُ لَكَ فِي يَوْمِ عُسْرَتِكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ أَمَامَكَ عَقَبَةً كَئُوداً الْمُخِفُّ فِيهَا أَحْسَنُ حَالًا
«923»
مِنَ الْمُثْقِلِ وَ الْبَطِي ءُ عَلَيْهَا أَقْبَحُ حَالًا مِنَ الْمُسْرِعِ وَ أَنَّ مَهْبَطَكَ بِهَا لَا مَحَالَةَ عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ نُزُولِكَ وَ وَطِّئِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ مُسْتَعْتَبٌ وَ لَا إِلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ وَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي بِيَدِهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَدْ أَذِنَ لَكَ فِي الدُّعَاءِ وَ تَكَفَّلَ لَكَ بِالْإِجَابَةِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَسْأَلَهُ
«924»
لِيُعْطِيَكَ وَ تَسْتَرْحِمَهُ لِيَرْحَمَكَ وَ لَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ مَنْ يَحْجُبُهُ عَنْكَ وَ لَمْ يُلْجِئْكَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكَ إِلَيْهِ وَ لَمْ يَمْنَعْكَ إِنْ أَسَأْتَ مِنَ التَّوْبَةِ وَ لَمْ يُعَاجِلْكَ بِالنِّقْمَةِ وَ لَمْ يَفْضَحْكَ حَيْثُ الْفَضِيحَةُ بِكَ أَوْلَى وَ لَمْ يُشَدِّدْ عَلَيْكَ فِي قَبُولِ الْإِنَابَةِ وَ لَمْ يُنَاقِشْكَ بِالْجَرِيمَةِ وَ لَمْ يُوئِسْكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بَلْ جَعَلَ نُزُوعَكَ عَنِ الذَّنْبِ حَسَنَةً وَ حَسَبَ سَيِّئَتَكَ وَاحِدَةً وَ حَسَبَ حَسَنَتَكَ عَشْراً وَ فَتَحَ لَكَ بَابَ الْمَتَابِ وَ بَابَ الِاسْتِيعَابِ فَإِذَا نَادَيْتَهُ سَمِعَ نِدَاءَكَ وَ إِذَا نَاجَيْتَهُ عَلِمَ نَجْوَاكَ فَأَفْضَيْتَ إِلَيْهِ بِحَاجَتِكَ وَ أَبْثَثْتَهُ ذَاتَ نَفْسِكَ وَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ هُمُومَكَ وَ اسْتَكْشَفْتَهُ كُرُوبَكَ وَ اسْتَعَنْتَهُ عَلَى أُمُورِكَ وَ سَأَلْتَهُ مِنْ خَزَائِنِ رَحْمَتِهِ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَى إِعْطَائِهِ غَيْرُهُ مِنْ زِيَادَةِ الْأَعْمَارِ وَ صِحَّةِ الْأَبْدَانِ وَ سَعَةِ الْأَرْزَاقِ ثُمَّ جَعَلَ فِي يَدَيْكَ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِهِ بِمَا أَذِنَ لَكَ فِيهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ فَمَتَى شِئْتَ اسْتَفْتَحْتَ بِالدُّعَاءِ أَبْوَابَ نِعْمَتِهِ وَ اسْتَمْطَرْتَ شَآبِيبَ رَحْمَتِهِ فَلَا يُقَنِّطَنَّكَ إِبْطَاءُ إِجَابَتِهِ فَإِنَّ الْعَطِيَّةَ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ وَ رُبَّمَا أُخِّرَتْ عَنْكَ الْإِجَابَةُ لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْظَمَ لِأَجْرِ السَّائِلِ وَ أَجْزَلَ لِعَطَاءِ الْآمِلِ وَ رُبَّمَا سَأَلْتَ الشَّيْ ءَ فَلَا تُؤْتَاهُ وَ أُوتِيتَ خَيْراً مِنْهُ
«925»
عَاجِلًا أَوْ آجِلًا أَوْ صُرِفَ عَنْكَ لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ فَلَرُبَّ أَمْرٍ قَدْ طَلَبْتَهُ فِيهِ هَلَاكُ دِينِكَ لَوْ أُوتِيتَهُ فَلْتَكُنْ مَسْأَلَتُكَ فِيمَا يَبْقَى لَكَ جَمَالُهُ وَ يُنْفَى عَنْكَ وَبَالُهُ فَالْمَالُ لَا يَبْقَى لَكَ وَ لَا تَبْقَى لَهُ
«926»
وَ اعْلَمْ أَنَّكَ إِنَّمَا خُلِقْتَ لِلْآخِرَةِ لَا لِلدُّنْيَا وَ لِلْفَنَاءِ لَا لِلْبَقَاءِ وَ لِلْمَوْتِ لَا لِلْحَيَاةِ وَ أَنَّكَ فِي مَنْزِلِ قُلْعَةٍ وَ دَارِ بُلْغَةٍ وَ طَرِيقٍ إِلَى الْآخِرَةِ وَ أَنَّكَ طَرِيدُ الْمَوْتِ الَّذِي لَا يَنْجُو مِنْهُ هَارِبُهُ وَ لَا يَفُوتُهُ طَالِبُهُ وَ لَا بُدَّ أَنَّهُ مُدْرِكُهُ فَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرٍ أَنْ يُدْرِكَكَ وَ أَنْتَ عَلَى حَالٍ سَيِّئَةٍ قَدْ كُنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ مِنْهَا بِالتَّوْبَةِ فَيَحُولَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ ذَلِكَ فَإِذَا أَنْتَ قَدْ أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ يَا بُنَيَّ أَكْثِرْ مِنْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَ ذِكْرِ مَا تَهْجُمُ عَلَيْهِ وَ تُفْضِي بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ وَ قَدْ أَخَذْتَ مِنْهُ حِذْرَكَ وَ شَدَدْتَ لَهُ أَزْرَكَ وَ لَا يَأْتِيَكَ بَغْتَةً فَيَبْهَرَكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَغْتَرَّ بِمَا تَرَى مِنْ إِخْلَادِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا وَ تَكَالُبِهِمْ عَلَيْهَا
«927»
فَقَدْ نَبَّأَكَ اللَّهُ عَنْهَا وَ نَعَتْ لَكَ عَنْ نَفْسِهَا وَ تَكَشَّفَتْ لَكَ عَنْ مَسَاوِيهَا فَإِنَّمَا أَهْلُهَا كِلَابٌ عَاوِيَةٌ وَ سِبَاعٌ ضَارِيَةٌ يَهِرُّ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يَأْكُلُ عَزِيزُهَا ذَلِيلَهَا وَ يَقْهَرُ كَبِيرُهَا صَغِيرَهَا نَعَمٌ مُعَقَّلَةٌ وَ أُخْرَى مُهْمَلَةٌ قَدْ أَضَلَّتْ عُقُولَهَا وَ رَكِبَتْ مَجْهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعْثٍ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ يُقِيمُهَا وَ لَا مُسِيمٌ يُسِيمُهَا سَلَكَتْ بِهِمُ الدُّنْيَا طَرِيقَ الْعَمَى وَ أَخَذَتْ بِأَبْصَارِهِمْ عَنْ مَنَارِ الْهُدَى فَتَاهُوا فِي حَيْرَتِهَا وَ غَرِقُوا فِي نِعْمَتِهَا وَ اتَّخَذُوهَا رَبّاً فَلَعِبَتْ بِهِمْ وَ لَعِبُوا بِهَا وَ نَسُوا مَا وَرَاءَهَا رُوَيْداً يُسْفِرُ الظَّلَامُ كَأَنْ قَدْ وَرَدَتِ الْأَظْعَانُ يُوشِكُ مَنْ أَسْرَعَ أَنْ يَلْحَقَ
«929»
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ مَنْ كَانَتْ مَطِيَّتُهُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ فَإِنَّهُ يُسَارُ بِهِ وَ إِنْ كَانَ وَاقِفاً وَ يَقْطَعُ الْمَسَافَةَ وَ إِنْ كَانَ مُقِيماً وَادِعاً وَ اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّكَ لَنْ تَبْلُغَ أَمَلَكَ وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ وَ أَنَّكَ فِي سَبِيلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ فَخَفِّضْ فِي الطَّلَبِ وَ أَجْمِلْ فِي الْمُكْتَسَبِ فَإِنَّهُ رُبَّ طَلَبٍ قَدْ جَرَّ إِلَى حَرَبٍ وَ لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ بِمَرْزُوقٍ وَ لَا كُلُّ مُجْمِلٍ بِمَحْرُومٍ وَ أَكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّةٍ وَ إِنْ سَاقَتْكَ إِلَى الرَّغَائِبِ فَإِنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ بِمَا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضاً وَ لَا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَ قَدْ جَعَلَكَ اللَّهُ حُرّاً وَ مَا خَيْرُ خَيْرٍ لَا يُنَالُ إِلَّا بِشَرٍّ وَ يُسْرٍ لَا يُنَالُ إِلَّا بِعُسْرٍ وَ إِيَّاكَ أَنْ تُوجِفَ بِكَ مَطَايَا الطَّمَعِ فَتُورِدَكَ مَنَاهِلَ الْهَلَكَةَ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَكُونَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ ذُو نِعْمَةٍ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ مُدْرِكٌ قِسْمَكَ وَ آخِذٌ سَهْمَكَ وَ إِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ أَعْظَمُ وَ أَكْرَمُ مِنَ الْكَثِيرِ مِنْ خَلْقِهِ وَ إِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُ
«930»
وَ تَلَافِيكَ مَا فَرَطَ مِنْ صَمْتِكَ أَيْسَرُ مِنْ إِدْرَاكِكَ مَا فَاتَ مِنْ مَنْطِقِكَ وَ حِفْظُ مَا فِي الْوِعَاءِ بِشَدِّ الْوِكَاءِ وَ حِفْظُ مَا فِي يَدَيْكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِ مَا فِي يَدِ غَيْرِكَ وَ مَرَارَةُ الْيَأْسِ خَيْرٌ مِنَ الطَّلَبِ إِلَى النَّاسِ وَ الْحِرْفَةُ مَعَ الْعِفَّةِ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى مَعَ الْفُجُورِ وَ الْمَرْءُ أَحْفَظُ لِسِرِّهِ وَ رُبَّ سَاعٍ فِيمَا يَضُرُّهُ مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ وَ مَنْ تَفَكَّرَ أَبْصَرَ قَارِنْ أَهْلَ الْخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ
«931»
تَبِنْ عَنْهُمْ بِئْسَ الطَّعَامُ الْحَرَامُ وَ ظُلْمُ الضَّعِيفِ أَفْحَشُ الظُّلْمِ إِذَا كَانَ الرِّفْقُ خُرْقاً كَانَ الْخُرْقُ رِفْقاً رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَيْرُ النَّاصِحِ وَ غَشَّ الْمُسْتَنْصَحُ وَ إِيَّاكَ وَ الِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النُّوكَى وَ الْعَقْلُ حِفْظُ التَّجَارُبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ بَادِرِ الْفُرْصَةَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ غُصَّةً لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ وَ لَا كُلُّ غَائِبٍ يَئُوبُ وَ مِنَ الْفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ وَ مَفْسَدَةُ الْمَعَادِ وَ لِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ التَّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ يَسِيرٍ أَنْمَى مِنْ كَثِيرٍ
«932»
وَ لَا خَيْرَ فِي مُعِينٍ مَهِينٍ وَ لَا فِي صَدِيقٍ ظَنِينٍ سَاهِلِ الدَّهْرَ مَا ذَلَّ لَكَ قُعُودُهُ وَ لَا تُخَاطِرْ بِشَيْ ءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَجْمَحَ بِكَ مَطِيَّةُ اللَّجَاجِ احْمِلْ نَفْسَكَ مِنْ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ وَ عِنْدَ صُدُودِهِ عَلَى اللُّطْفِ وَ الْمُقَارَبَةِ وَ عِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى
«933»
الْبَذْلِ وَ عِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّنُوِّ وَ عِنْدَ شِدَّتِهِ عَلَى اللِّينِ وَ عِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى الْعُذْرِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَهُ عَبْدٌ وَ كَأَنَّهُ ذُو نِعْمَةٍ عَلَيْكَ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَوْ أَنْ تَفْعَلَهُ بِغَيْرِ أَهْلِهِ لَا تَتَّخِذَنَّ عَدُوَّ صَدِيقِكَ صَدِيقاً فَتُعَادِيَ صَدِيقَكَ وَ امْحَضْ أَخَاكَ النَّصِيحَةَ حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبِيحَةً وَ تَجَرَّعِ الْغَيْظَ فَإِنِّي لَمْ أَرَ جُرْعَةً أَحْلَى مِنْهَا عَاقِبَةً وَ لَا أَلَذَّ مَغَبَّةً وَ لِنْ لِمَنْ غَالَظَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَلِينَ لَكَ وَ خُذْ عَلَى عَدُوِّكَ بِالْفَضْلِ فَإِنَّهُ أَحْلَى الظَّفَرَيْنِ وَ إِنْ أَرَدْتَ قَطِيعَةَ أَخِيكَ فَاسْتَبْقِ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بَقِيَّةً يَرْجِعُ إِلَيْهَا إِنْ بَدَا لَهُ ذَلِكَ يَوْماً مَا وَ مَنْ ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ وَ لَا تُضِيعَنَّ حَقَّ أَخِيكَ اتِّكَالًا عَلَى مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ أَضَعْتَ حَقَّهُ وَ لَا يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى الْخَلْقِ بِكَ وَ لَا تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ عَنْكَ وَ لَا يَكُونَنَّ أَخُوكَ عَلَى مُقَاطَعَتِكَ مِنْكَ عَلَى صِلَتِهِ وَ لَا يَكُونَنَّ عَلَى الْإِسَاءَةِ أَقْوَى مِنْكَ عَلَى الْإِحْسَانِ وَ لَا يَكْبُرَنَّ عَلَيْكَ ظُلْمُ مَنْ ظَلَمَكَ فَإِنَّهُ يَسْعَى فِي مَضَرَّتِهِ وَ نَفْعِكَ وَ لَيْسَ جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ
«935»
وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الرِّزْقَ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ وَ رِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ مَا أَقْبَحَ الْخُضُوعَ عِنْدَ الْحَاجَةِ وَ الْجَفَاءَ عِنْدَ الْغِنَى إِنَّمَا لَكَ مِنْ دُنْيَاكَ مَا أَصْلَحْتَ بِهِ مَثْوَاكَ وَ إِنْ جَزِعْتَ عَلَى مَا تَفَلَّتَ مِنْ يَدَيْكَ فَاجْزَعْ عَلَى كُلِّ مَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْكَ اسْتَدِلَّ عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ فَإِنَّ الْأُمُورَ أَشْبَاهٌ وَ لَا تَكُونَنَّ مِمَّنْ لَا تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلَّا إِذَا بَالَغْتَ فِي إِيلَامِهِ فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالْأَدَبِ وَ الْبَهَائِمَ لَا تَتَّعِظُ إِلَّا بِالضَّرْبِ اطْرَحْ عَنْكَ وَارِدَاتِ الْهُمُومِ بِعَزَائِمِ الصَّبْرِ وَ حُسْنِ الْيَقِينِ مَنْ تَرَكَ الْقَصْدَ جَارَ وَ الصَّاحِبُ مُنَاسِبٌ وَ الصَّدِيقُ مَنْ صَدَقَ غَيْبُهُ
«936»
وَ الْهَوَى شَرِيكُ الْعَمَى وَ رُبَّ بَعِيدٍ أَقْرَبُ مِنْ قَرِيبٍ وَ قَرِيبٍ أَبْعَدُ مِنْ بَعِيدٍ وَ الْغَرِيبُ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَبِيبٌ مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ وَ مَنِ اقْتَصَرَ عَلَى قَدْرِهِ كَانَ أَبْقَى لَهُ وَ أَوْثَقُ سَبَبٍ أَخَذْتَ بِهِ سَبَبٌ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِكَ فَهُوَ عَدُوُّكَ قَدْ يَكُونُ الْيَأْسُ إِدْرَاكاً إِذَا كَانَ الطَّمَعُ هَلَاكاً لَيْسَ كُلُّ عَوْرَةٍ تَظْهَرُ وَ لَا كُلُّ فُرْصَةٍ تُصَابُ وَ رُبَّمَا أَخْطَأَ الْبَصِيرُ قَصْدَهُ وَ أَصَابَ الْأَعْمَى رُشْدَهُ أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ وَ قَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ مَنْ أَمِنَ الزَّمَانَ خَانَهُ وَ مَنْ أَعْظَمَهُ أَهَانَهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ رَمَى أَصَابَ إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ سَلْ عَنِ الرَّفِيقِ قَبْلَ الطَّرِيقِ وَ عَنِ الْجَارِ قَبْلَ الدَّارِ
«938»
إِيَّاكَ أَنْ تَذْكُرَ مِنَ الْكَلَامِ مَا يَكُونُ مُضْحِكاً وَ إِنْ حَكَيْتَ ذَلِكَ عَنْ غَيْرِكَ الرأي في المرأة وَ إِيَّاكَ وَ مُشَاوَرَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّ رَأْيَهُنَّ إِلَى أَفْنٍ وَ
«939»
عَزْمَهُنَّ إِلَى وَهْنٍ وَ اكْفُفْ عَلَيْهِنَّ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ بِحِجَابِكَ إِيَّاهُنَّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَى عَلَيْهِنَّ وَ لَيْسَ خُرُوجُهُنَّ بِأَشَدَّ مِنْ إِدْخَالِكَ مَنْ لَا يُوثَقُ بِهِ عَلَيْهِنَّ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا يَعْرِفْنَ غَيْرَكَ فَافْعَلْ وَ لَا تُمَلِّكِ الْمَرْأَةَ مِنْ أَمْرِهَا مَا جَاوَزَ نَفْسَهَا فَإِنَّ الْمَرْأَةَ رَيْحَانَةٌ وَ لَيْسَتْ بِقَهْرَمَانَةٍ وَ لَا تَعْدُ بِكَرَامَتِهَا نَفْسَهَا وَ لَا تُطْمِعْهَا فِي أَنْ تَشْفَعَ لِغَيْرِهَا وَ إِيَّاكَ وَ التَّغَايُرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِ غَيْرَةٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْعُو الصَّحِيحَةَ إِلَى السَّقَمِ وَ الْبَرِيئَةَ إِلَى الرِّيَبِ وَ اجْعَلْ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ خَدَمِكَ عَمَلًا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلَّا يَتَوَاكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ وَ أَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ فَإِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ وَ أَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ وَ يَدُكَ الَّتِي بِهَا تَصُولُ دعاء اسْتَوْدِعِ اللَّهَ دِينَكَ وَ دُنْيَاكَ وَ اسْأَلْهُ خَيْرَ الْقَضَاءِ لَكَ فِي الْعَاجِلَةِ وَ الْآجِلَةِ وَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ السَّلَامُ .
ص907
از وصيّتهاى آن حضرت عليه السّلام است كه پس از مراجعت از صفّين در حاضرين (موضعى در نواحى صفّين) براى حسن ابن علىّ- عليهما السّلام- نوشته
قسمت اول نامه
(و در اندرزهاى بسيارى كه داده راههاى سعادت و نيكبختى را نشان داده است، و روى سخن امام عليه السّلام در اين وصيّت نامه با افراد
ص908
بشر است نه خصوص امام حسن عليه السّلام تا گفته شود: بعضى كلمات اين وصيّت نامه مانند عبد الدّنيا و تاجر الغرور با شأن امام و مقام عصمت مناسبت ندارد، پس ناچار بايستى در صدد تأويل بر آمد يعنى از معنى ظاهر اين كلمات چشم پوشيد و بمعنى كه در ظاهر مستفاد نيست متوجّه گرديد، در صورتيكه اگر روى سخن با افراد بشر باشد بتأويل نياز نداريم، زيرا خاندان عصمت و طهارت را اگر چه خداوند از هر عيب و نقصى دور و آراسته قرار داده، ولى ايشان هم بدستور حقّ تعالى خود را نستوده در ظاهر خويشتن را مانند ديگران مى نمايانند، و با وجود اين شارح بحرانىّ «رحمه اللّه» از ابو جعفر ابن بابويه قمىّ «عليه الرّحمة» روايت كند كه امام عليه السّلام اين وصيّت را براى فرزند خود محمّد ابن حنفيّه نوشت): (اين وصيّت نامه) 1 از پدرى كه نزديك به نيستى و مرگ است، به (گذشت و سختيهاى) زمان اعتراف كننده، پشت كرده بعمر و زندگى (زيرا سنّ مبارك آن حضرت از شصت تجاوز كرده بود و شصت نصف عمر طبيعىّ است و چون كمتر كسى عمر طبيعىّ را دريابد، و اگر هم بعمر طبيعىّ برسد پس بعد از شصت سال هر چه بماند كمتر از گذشته است، بنابر اين بعد از شصت سال شخص بعمر پشت كرده) تسليم به (گرفتاريهاى) روزگار، بد بين بدنيا، ساكن در خانه هاى مردگان، كوچ كننده از آنها فردا (روز مرگ نزديك) به فرزند آرزو كننده آنچه (هدايت و راهنمائى مردم كه) در نمى يابد، رونده براه نابود شدگان (مرده ها) هدف بيماريها (ى گوناگون) و در گرو روزگار، و آماجگاه مصيبتها و اندوه ها، و بنده دنيا (گرفتار رفتار ناهنجار آن) و سودا كننده (سعادت و نيكبختى خوبان و شقاوت و بدبختى بد كرداران) سراى خدعه و فريب و وام دار نابوديها (بيماريها و پيشآمدهاى مرگ آور كه مانند بستانكار تا وام خود را از بدهكار نگيرد دست بر ندارد) و گرفتار مرگ (كه رهائى از آن ممكن نيست) و هم سوگند رنجها، و همنشين اندوهها (زيرا چون شخص از رنج و اندوه جدا نمى شود مانند آنست كه با آنها هم سوگند و همنشين است) و نشانه آفتها و دردها، و بخاك افتاده خواهشها، و جانشين مردگان (كه بآنان خواهد پيوست). 2 پس از اين، در آنچه دانستم از پشت كردن دنيا از من، و سركشى روزگار بر من، و رو آوردن آخرت بمن، چيزى است كه مرا از ياد غير و كوشش بآنچه پى من است (از خانه و دارائى و فرزند)
ص909
باز مى دارد (زيرا در چنين هنگام سزاوار نيست كه از كسى ياد كرده يا غمّ چيزى خورم، بلكه بايستى در صدد فضايلى كه موجب سعادت و نيكبختى است باشم) ولى چون اندوه من- نه اندوههاى مردم- بمن منحصر گرديد (هرگاه جز كار خود و هر اندوه جز اندوه خود را از ياد بردم) پس انديشه ام مرا درست پنداشته از آرزو و خواهش نفس باز داشت، و حقيقت كار من (كوچ از دنيا) را آشكار ساخت، پس وادار نمود مرا به كوشش و تلاشى كه در آن بازيچه نيست، و براستى كه آميخته به دروغ نمى باشد (خلاصه چون ديدم دنيا بمن پشت كرده و بايستى آماده سفر آخرت شوم، هر انديشه اى جز انديشه كار خود را دور ساختم، ولى از آنجا كه) 3 ترا جزئى از خود يافتم (چون فرزند پاره اى از شخص است) بلكه تمام خود يافتم (چون جاى او گرفته نامش را باقى دارد) بطوري كه اگر چيزى بتو رو آورد مانند آنست كه بمن رو آورده است، و اگر مرگ ترا دريابد مانند آنست كه مرا دريافته (خلاصه انديشه ام در كار تو مانند انديشه در كار خويش است) و در اندوه افكند مرا كار تو بطوريكه كار خودم مرا در اندوه مى افكند، پس (به اين جهت) اين نامه را براى تو نوشتم در حاليكه بآن پشت قوىّ كردم (وصيّت نامه اى كه اگر بآن عمل نمائى خاطرم آسوده باشد) اگر باقى باشم براى تو يا بميرم.
ص911
قسمت دوم نامه
4 پس اى پسرك من ترا وصيّت و سفارش مي كنم به پرهيزكارى و ترس از خدا، و به ملازمت امر و فرمان او، و به آباد داشتن دل خود بياد او (زيرا ياد خدا كمال نفس است، چنانكه ساختمان كمال خانه است) و به چنگ زدن به ريسمان (طاعت و پيروى) او، و كدام سبب و رشته اى از سبب و رشته بين تو و خدا استوارتر مى باشد اگر بآن دست اندازى 5 دلت را به موعظه و اندرز (علم و حكمت و ياد آخرت) زنده دار، و بزهد و پارسائى (دل نبستن بدنيا) بميران، و بيقين و باور (ايمان بخدا و رسول) توانائى ده، و به حكمت (دانستن احكام الهىّ) روشن نما، و بياد آورى از مرگ ذليل و خوار گردان (پيرو هوا نباش) و به اقرار بفناء و نيست شدن (دنيا) وادار (تا نپندارد كه سراى جاويد است) و به بديها و دردهاى دنيا بينا كن (تا بآن اعتماد ننمايد) و بهجوم آوردن روزگار (پيش آمدهاى ناگوار) و زشت گردى شبها و روزها (ناهموارى و نگشتن آنها بر خواهش و آرزوى شخص) بترسان، به اخبار گذشتگان (چگونگى سرگذشتشان) آشنا كرده و به يادش آور آنچه به پيش از تو از پيشينيان رسيده است، 6 و در سراها و باز مانده ها و نشانه هاى ايشان گردش كن، پس ببين چه كردند، و از چه جائى انتقال يافتند، و كجا فرود آمده جا گرفتند، خواهى يافت ايشان را از دوستان جدا شده و در سراى تنهائى فرود آمده اند، و چنانست كه تو در اندك زمانى يكى از آنان خواهى بود، 7 پس منزل و آرامگاه خود را (بسبب كردارهاى شايسته) درست كن، و آخرتت را به دنياى خويش مفروش، و در چيزيكه نمى دانى سخن مگو، و در آنچه بتو مربوط نيست گفتگو مكن، و از (رفتن) راهى خوددارى كن كه از گمراهى آن بترسى، زيرا خوددارى در هنگام سرگردانى گمراهى بهتر است از انجام دادن كارهاى ترسناك، 8 و به نيكوكارى امر كن تا اهل آن گردى، و بدست و زبانت ناپسنديده را نهى نما، و به تلاش و كوشش خودت جدائى كن از آنكه آنرا بجا آورد، و در راه خدا (با دشمنان دين و نفس امّاره) جهاد كن جهادى كه شايسته او است (تا جائى كه توانائى دارى از جهاد خوددارى ننما) و در راه خدا از سرزنش سرزنش كننده باك نداشته باش (در امر بمعروف و نهى از منكر و سائر احكام الهىّ سرزنش كسى مانع انجام وظيفه ات نگردد) و براى (يارى) حقّ
ص912
هر جا و بهر سختى باشد اقدام كن (از هيچ گونه پيشآمدى رو بر نگردان) و در دين كسب دانش نما (احكام آنرا بياموز) و خود را به شكيبايى بر نامطلوب عادت ده، و نيكو خوئى است شكيبا بودن در راه حقّ، 9 و در همه كارها نفس خود را بخداى خويش واگذار، زيرا تو (در اين صورت) آنرا وا مى گذارى در پناهگاهى كه نگاه دارنده و جلوگيرى كه توانا است، و در درخواست نمودن فقط از پروردگارت بخواه (بغير او رو نياور) زيرا بخشيدن و نوميد ساختن بدست او است، و (در هر كار از خدا) طلب خير و نيكوئى بسيار كن، و در وصيّت و سفارش من فهم و انديشه بكار بر، و از آن رو بر مگردان، زيرا نيكوترين گفتار سخنى است كه سود دهد (شنونده آنرا بكار برد، نه آنكه بشنود و رفتار ننمايد) 10 و بدان نيكوئى نيست در دانائى كه (به صاحبش) سود ندهد، و سود برده نمى شود از علمى كه آموختن آن شايسته نيست (مانند سحر و جادو و علومى كه بر خلاف دستور دين و مذهب است).
ص913
قسمت سوم نامه
11 اى پسرك من، چون خود را پير و سالخورده يافتم، و ديدم ناتوانى و سستى من در افزايش است، به وصيّت نمودن خويش براى تو شتافتم، و در آن فضايلى آوردم پيش از آنكه مرگ مرا دريابد و هنوز آنچه در خاطر دارم بتو نرسانده باشم يا در انديشه ام كوتاهى بيايم چنانكه در تنم كاستى يافته ام يا پيش افتد از من بتو بعضى از خواهشهاى نفس، يا آشوبهاى دنيا (وصيّت كردم پيش از آنكه پيروى از خواهش نفس و دل بستن بدنيا بر تو مسلّط شود، مبادا نصيحت و اندرزهاى مرا نپذيرى) پس مانند شتر سركش گردى، و دل جوان همچون زمين خالى است: (كه تخم در آن نپاشيده باشند) هر تخم كه در آن افشانده شود بپذيرد (و آنرا بروياند) 12 پس به ادب نمودن تو پرداختم (آداب دين و حكمتها و دانائيها و عبرتها را بتو يادآورى نمودم) پيش از آنكه دلت (بر اثر دوستى دنيا) سخت گردد، و عقل و خردت (به كارهاى بيهوده) گرفتار شود تا با انديشه تمام خود در كار (خويش) رو آورى بآنچه بى نياز گردانيده اند ترا آزمايش كنندگان از طلب و آزمايش آن، تا از رنج آزمايش بى نياز شده و از بكار بردن آن معاف گردى، پس از ادب (بى رنج) بتو رسيد آنچه را ما (با رنج بسيار) بآن رسيديم، و براى تو آشكار است آنچه بر ما تاريك (پنهان) بود (خلاصه آنچه ما در طلب آن رنج برديم نزد تو به رايگان آمده. باز يادآورى ميشود كه اين سخنان با مقام امامت و عصمت منافات ندارد، زيرا بطور قطع و يقين امام عليه السّلام خود و فرزندش را در اينجا بجاى ديگران گذاشته، و با اين فرمايشها هر پدر و فرزندى را سر مشق داده است).
ص914
قسمت چهارم نامه
13 اى پسرك من- و اگر چه من عمر (دراز) نكردم (مانند) عمر كسانيكه پيش از من بودند- (ولى) در كارهاى ايشان نگريسته در اخبارشان انديشه نموده در باز مانده هاشان سير كردم چنانكه (مانند) يكى از آنان گرديدم، بلكه بسبب آنچه از كارهاى آنها بمن رسيد چنان شد كه من با اوّل تا آخرشان زندگى كرده ام، پس پاكيزگى و خوبى كردار آنها را از تيرگى و بدى و سود آنرا از زيانش پى بردم، و از هر كارى براى تو پاكيزه آنرا برگزيدم، و پسنديده آنرا خواستم، و نامعلوم آنرا (آنچه سبب سرگردانى است) از تو دور داشتم، 14، و چنان صلاح ديدم- هنگامي كه
ص915
مرا كار تو وادار ساخت آنچه پدر مهربان را وامى دارد، و آنچه در ادب و تربيت تو بآن تصميم گرفتم- كه ترا ادب و تربيت نمايم و حال آنكه تو رو آورنده اى به زندگى و تازه روزگار را دريافته اى (جوان و نو رسيده اى) و داراى نيّت پاك و نفس پاكيزه هستى، و آغاز كنم، ياد دادن كتاب خدا و تأويل آن و راههاى (حقيقت) اسلام و احكام و حلال و حرام آنرا بتو، در حاليكه براى آموزش تو از كتاب خدا بغير آن نمى پردازم، 15 پس از آن ترسيدم كه بر تو اشتباه شود آنچه مردم از روى خواهشها و انديشه هاشان در آن اختلاف كرده اند مانند آنچه (عقائد و احكامى كه) بر آنان اشتباه گرديده، و استوار ساختن آن هر چند ميل بياد آورى آن براى تو نداشتم نيكوتر است نزد من از واگذاشتن ترا بكارى كه از هلاك و تباهى آن بر تو ايمن و آسوده نيستم، و اميدوارم كه خدا ترا در آن توفيق رستگارى عطاء فرموده و براه راست راهنمائيت فرمايد، پس ترا باين وصيّت سفارش مى نمايم.
ص916
قسمت پنجم نامه
16 و بدان اى پسرك من بهترين آنچه تو از وصيّت من فراگيرى پرهيزكارى و ترس از خدا است، و اكتفاء كردن بآنچه خدا بتو واجب گردانيده، و فرا گرفتن آنچه بر آن گذشته اند پيشينيانت از پدران و خويشاوندان نيكويت (مانند ابو طالب، و حمزه سيّد الشّهداء و جعفر طيّار) زيرا ايشان انديشه بينائى خود را ترك نكردند (در خود نگريسته سعادت و نيكبختى را يافتند) چنانكه تو در فكر و انديشه اى، پس در نتيجه انديشه آنان را به فرا گرفتن آنچه شناختند و باز ايستادن از آنچه مكلّف نشده بودند وارد ساخت (آنچه بر ايشان آشكار گشت باور داشته طبق آن رفتار نمودند، و از آنچه مشتبه و نامعلوم ماند دورى گزيدند) 17 پس اگر نفس تو سرباز مى زند از اينكه آنچه خويشاوندان تو بر آن گذشتند بپذيرد بدون آنكه بداند همچنان كه آنان دانستند بايد خواست تو در آن طلب فهم و تحصيل علم و دانائى باشد نه اينكه در شبهات (سخنان درهم و برهم) افتاده در جدل و زد و خوردها فرو روى (اگر نمى خواهى طبق روش پيشينيان رفتار كنى به سخنان گوناگون و كردار گمراهان و گمراه كنندگان اعتناء مكن، بلكه احتياط و خوددارى را از دست نداده تلاش و جستجو كن تا خود حقيقت را بدست آورى) و پيش از نظر و انديشه در آن ابتداء كن بكمك خواستن از خداى خود، و برو آوردن باو براى كامروا شدن خويش و تبرك هر بدى كه ترا در شكّ و شبهه اندازد، يا به ضلالت و گمراهى رساند، 18 پس هرگاه باور كردى كه دلت صاف و پاك گشته و فروتن و فرمانبردار است، و انديشه ات كامل گرديده و (از پراكندگى دور و) گرد آمده، و كوشش تو در آن بيك قصد باشد، بنگر و انديشه كن در آنچه براى تو (در اين وصيّت نامه)
ص917
بيان كردم، و اگر براى تو آنچه دوست مى دارى از آسودگى نظر و انديشه ات گرد نيامده (دلت پاكيزه و فرمانبر نگشت و انديشه ات پراكنده بود و قصدهاى گوناگون داشتى) بدان تو مانند شترى كه پيش رويش را نبيند در خبط بوده بينا نيستى، و در تاريكى ها (گمراهي ها) مى افتى، و طالب دين نيست كسيكه خبط كرده براه ندانسته رود، يا (حقّ را بباطل) بياميزد و (در اين صورت) درنگ در چنين حال (بعقل و علم) نزديكتر است.
قسمت ششم نامه
19 پس از پسرك من وصيّت و سفارشم را درياب، و بدان آنكه مرگ در اختيار او مى باشد زندگى هم در اختيار او است، و آفريننده ميراننده است، و نيست كننده باز گرداننده است، و گرفتار كننده رهاننده است (خلاصه در كارها مؤثّرى جز خداى بى همتا نيست) و دنيا پابرجا نمانده مگر بر آنچه خدا براى آن قرار داده از بخششها و آزمايش و پاداش
ص918
در روز رستخيز، و بر آنچه خواسته از آنچه نمى دانيم، 20 پس اگر چيزى از امور بر تو مشكل شد (نپندار كه از روى حكمت و مصلحت نبوده، بلكه) آنرا بر نادانى خود بآن پندار، زيرا تو در نخستين بار آفرينشت نادان بودى پس دانا شدى، و چه بسيار است چيزى كه تو به (حكمت و مصلحت) آن نادانى و انديشه ات در آن سرگردان بوده، و بينائيت در آن گمراه است، پس از آن بآن بينا گردى، پس چنگ زن به (ريسمان رحمت) ايجاد كننده و روزى بخشنده و آفريننده اندام زيبايت، و بايد پرستش و بندگيت براى او، و رو آوردنت باو، و ترست از او باشد.
قسمت هفتم نامه
21 و بدان اى پسرك من، كسى خبر نداده از خدا چنانكه پيغمبر، صلّى اللّه عليه و آله، خبر داده است، پس او را پيشرو (سعادت و نيكبختى) خود دانسته، و پيشواى نجات و رهائى (از عذاب و سختيها) قرار ده، و من از نصيحت و اندرز داده بتو (در اين باب) كوتاهى نكردم، و تو هرگز در فكر و انديشه براى (سود) خودت به پايه فكر و انديشه من براى تو- هر چند سعى و كوشش نمائى- نمى رسى.
ص919
قسمت هشتم نامه
22 و بدان اى پسرك من، هرگاه براى پروردگارت شريك و انبازى بود پيغمبران او هم براى (راهنمائى) تو مى آمدند، و نشانه هاى پادشاهى و تسلّط او را مى ديدى، و كردار و صفات او را مى شناختى، و لكن خدا يكتا است چنانكه خود را وصف فرموده (در قرآن كريم س 18 ى 110 مى فرمايد: أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ يعنى خداى شما خداى يكتا است) كسى با او در پادشاهيش و مخالفت نمى كند، و هرگز از بين نمى رود، و هميشه بوده (ابدىّ و ازلىّ) است، 23 اوّل است پيش از همه چيزها بى اوّليّت (اوّل حقيقى است نه عددى، زيرا اگر براى او اوّليّت باشد مسبوق بعدم و نيستى مى گردد، و محدث و نو پيدا مى باشد، و اين صفت شايسته ممكن است نه واجب) و آخر است بعد از همه اشياء بدون پايان (زيرا اگر براى او پايانى باشد بعدم و نيستى خواهد پيوست، پس واجب الوجود لذاته نخواهد بود) بزرگ است از اينكه ربوبيّت و پروردگارى او بسبب احاطه دلى يا چشمى اثبات شود (برتر است از اينكه دلها بعلم و دانائى يا چشمها به ديدن كنه ذات و صفات او را درك كرده بشناسند، زيرا او هرگز محاط و محدود نگردد) 24 پس چون اوصاف او را (بطوريكه بيان شد) پى بردى بكن چنانكه سزاوار است از چون تويى كه بجا آورد با كوچكى قدر و منزلت، و كمى توانائى، و زيادى ناتوانى، و بسيارى نيازمندى به پروردگارش، در طلب طاعت و بندگى، و ترس از عذاب و كيفر، و بيم از غضب
ص920
و خشم (دور شدن از رحمت) او، زيرا امر نكرده ترا مگر به نيكوئى، و نهى نفرموده است مگر از زشتى (شارح بحرانىّ در اينجا مى فرمايد: معتزله در باب مسئله حسن و قبح عقلىّ باين كلام و مانند آن تمسّك نموده اند).
قسمت نهم نامه
25 اى پسرك من، ترا از دنيا و چگونگى و از بين رفتن و درگذشت آن آگاه ساختم، و از آخرت و آنچه براى اهل آن در آن سرا آماده گشته با خبر نمودم، و براى تو در امر دنيا و آخرت مثلها زدم تا بآنها عبرت و پند گرفته از آنها پيروى كنى 26 مثل كسيكه دنيا را با آزمايش شناخته مانند مثل گروه مسافرينى است كه در جاى قحط و تنگى كه موافق (آرزو و خواست)
ص921
ايشان نيست جاى پر آب و گياه و گوشه سبز و خرّمى را قصد كنند، و رنج راه و دورى يار و سختى سفر و ناگوارى خوراك را بر خود هموار نمايند تا به فراخى سراى خويش و جايگاهشان برسند، پس از آن سختيها درد و آزارى نمى يابند، و در صرف اندوخته (خويش) در آن راه غرامت و تاوان نبينند (آرى رنج و سختى راحت و آسودگى باشد در جائيكه بنده راه او پويد، و زيان و تاوان سود گردد آنرا كه وصال جانان جويد) و نيست چيزى خوش آيندتر نزد ايشان از آنچه آنها را بمنزل و جايگاهشان نزديك نمايد، 27 و داستان كسيكه فريب دنيا خورد (و آخرت را نديده انگارد) چون داستان گروهى است كه در منزل پر آب و گياه و فراوانى نعمت بودند و موافق (خواست و آرزوى) آنها نبود آمدند بمنزل و جايگاه قحط و تنگى، و هيچ چيزى نزد ايشان نارواتر و سختتر نيست از جدائى جائيكه در آن بودند آنگاه كه ناگهان بجاى نو رسيده و بسوى آن مى آيند
قسمت دهم نامه
28 اى پسرك من، در آنچه بين تو و ديگرى است خود را تراز و قرار ده، پس براى ديگرى
ص922
بپسند آنچه براى خود مى پسندى، و نخواه براى ديگرى آنچه براى خود نمى خواهى، و ستم مكن چنانكه نمى خواهى بتو ستم شود، و نيكى كن چنانكه دوست دارى بتو نيكى شود، و زشت دان از خود آنچه را كه از ديگرى زشت پندارى، و از مردم راضى و خوشنود باش بآنچه كه تو خوشنود مى شوى براى آنها از جانب خود، و آنچه نمى دانى مگو و اگر چه دانسته ات اندك باشد، و آنچه دوست ندارى برايت گفته شود مگو. 29 و بدان گردنكشى و خود بينى ناروا و بر خلاف حقّ و آفت خردها است، پس در كسب معاش خويش تلاش كن و براى ديگرى خزانه دار مباش (با آز مال و دارائى گرد مكن و براى ديگران مگذار) و هرگاه براه راست خويش رسيدى (راه حقّ را يافتى) پس باش در فروتن تر و فرمانبرترين حالات براى پروردگارت.
ص923
قسمت يازدهم نامه
30 و بدان كه در جلوت راهى است دور و دراز و بسيار سهمگين، و در آن ترا بى نيازى نيست از طلب نيكى و توشه برداشتن به مقدارى كه ترا برساند با سبك بودن پشتت (از بار گران معاصى و نافرمانيها) پس بيش از طاقت و توانائى بر پشت خود بار مكن كه سنگينى آن ترا بيازارد (كه در راه مانده خود را نتوانى به ديگران برسانى) 31 و هرگاه نيازمند و درمانده اى را بيابى كه توشه ترا بسوى روز رستخيز ببرد و فردا در هنگام نيازمنديت آنرا بتو برساند پس او را غنيمت شمرده توشه خود را بر او بنه، و بسيار باو كمك كن در حاليكه توانا هستى كه شايد (روز تنگدستى) او را بطلبى و نيابى، 32 و غنيمت بدان كسي را كه در زمان بى نيازيت از تو وام بخواهد تا در روز تنگدستيت بتو پس دهد. 33 و بدان كه در جلو تو گردنه بسيار دشوارى است، كه در آن سبكبار از گرانبار خورسندتر است، و كند رفتار از تندرو زشت و درمانده تر است، و فرودگاه تو در آن راه ناچار بر بهشت است يا بر آتش، پس پيش از رسيدنت (به آن سرا) براى خود پيشروى بفرست (تا برايت جاى آسايش و خرّمى بدست آورد) و پيش از رفتنت منزلى آماده ساز كه بعد از مرگ وسيله خوشنود گرداندن نيست، و كسى بدنيا بر نمى گردد (در آنجا كار نيكى نمى توان انجام داد تا از گناه در گذرند و بدنيا باز گشتى نمى باشد تا از كردار زشت توبه نمايند).
ص925
قسمت دوازدهم نامه
34 و بدان آن خدائى كه بدست (قدرت و توانائى) او است خزانه هاى آسمانها و زمين دعاء و درخواست را بتو اجازه داده، و پذيرفتن را ضامن گشته است، و بتو فرموده كه از او بخواهى تا ببخشد، و رحمت و مهربانى بطلبى تا مهربانى كند، و بين تو و خود كسي را نگذاشته كه او را از تو بپوشد، و ترا ناچار نگردانيده كه نزد او شفيع و ميانجى ببرى، و ترا از توبه و بازگشت جلو نگرفته اگر بدى كرده باشى، و بكيفر (گناه) تو شتاب ننموده، و رسوايت نكرده آنجا كه شايسته رسوا شدن بودى، و در پذيرفتن توبه و بازگشت بتو سخت نگرفت، و بسبب گناه ترا در تنگى نيانداخت، و از رحمت نوميد نفرمود، 35 بلكه خوددارى ترا از گناه حسنه و كار نيك قرار داد، و سيّئه و كار بد ترا يك گناه و حسنه و كار نيكويت را ده برابر شمرد، و براى تو در توبه و بازگشت و خوشنود ساختن را گشود، پس هر وقت او را بخوانى صدايت را مى شنود، و هرگاه با او مناجات و راز و نياز كنى راز دلت را ميداند، پس خواست خود را باو مى رسانى، و راز دلت را پيشش آشكار مى سازى، و از اندوههايت باو شكايت و درد دل ميكنى، و از او چاره گرفتاريهايت را مى خواهى، و بر كارهايت كمك و يارى مى جويى، و از خزانه هاى رحمتش مى خواهى آنچه را كه غير او بر بخشيدنش توانا نيست: از قبيل درازى زندگانيها و درستى تنها و فراخى روزيها 36 و در دو دست تو كليدهاى خزانه هايش را نهاده به چيزى كه براى تو در آن از درخواست از او اجازه فرموده، پس هرگاه بخواهى بسبب دعاء درهاى نعمتش را بگشائى، و پى در پى رسيدن بارانهاى رحمتش را درخواست نمائى، بايد دير اجابت و پذيرفتن خدا ترا نوميد نگرداند، زيرا بخشش باندازه نيّت و تصميم است (اجابت دعاء بسته بخلوص نيّت و استقامت است) 37 و بسا اجابت تو بتأخير افتد تا پاداش براى درخواست كننده بزرگتر و بخشش براى اميدوار بيشتر باشد
ص926
(چون هر چند در اجابت تأخير شود درخواست بيشتر گردد و راز و نياز بهتر كند، پس بيشتر سزاوار عطاء و بخشش شود) و بسا چيزى (از خداوند متعال) درخواست مى نمايى و بتو داده نمى شود و بهتر از آن در دنيا يا آخرت بتو داده ميشود، يا اجابت نمى شود براى چيزيكه براى تو بهتر است، و بسا چيزى را مى طلبى كه اگر بتو داده شود تباهى دين تو در آن است، پس (بنابر اين) بايد بخواهى چيزى كه نيكوئى آن برايت برقرار و آزار آن از تو بركنار باشد (خلاصه بخواه آنچه را كه موجب سعادت و نيكبختى هميشگى است) و (چون بيشتر درخواستها مال و دارائى دنيا است، در نكوهش آن مى فرمايد:) مال براى تو نمى ماند، و تو براى آن نخواهى ماند (در آخرت با تو نيست كه سود بخشد، و تو در دنيا نمى مانى كه از آن بهره ببرى).
ص927
قسمت سيزدهم نامه
38 و بدان كه تو آفريده شده اى براى آخرت نه براى دنيا، و براى نيستى نه براى هستى، و براى مردن نه براى زندگانى، و تو در جاى كوچ مى باشى، و در سراى موقّت و در راه بسوى آخرت هستى (پس دلبستن به چنين جائى روا نيست) و تو رانده مرگى كه گريزنده از آن رهائى نمى يابد، و جوينده آنرا از دست نمى دهد، و ناچار مرگ او را در مى يابد، 39 پس بر حذر باش و بترس از اينكه مرگ ترا دريابد در وقت گناه كردن كه با خود مى گفتى از آن توبه مى نمايم و بين تو و انديشه ات جدائى اندازد كه در اين حال خود را تباه ساخته اى (زيرا با چنين انديشه دور از خردمندى گناه كرده و بكيفر آن گرفتار شده اى). 40 اى پسرك من، بياد مرگ و بياد پيشآمدهاى بعد از مرگ كه ناگاه بآن در آيى بسيار
ص928
باش، تا وقتى كه مرگ نزد تو آيد تو خود را آماده نموده و (سلاح خويش را پوشيده) كمر بسته باشى، و مبادا ناگاه مرگ ترا دريابد كه (آماده آن نباشى) بر تو غلبه نمايد 41 و بترس از اينكه گول بخورى به دلبستگى و اعتماد اهل دنيا بآن و حرص و دشمنى آنان بر سر آن كه خداوند ترا از آن خبر داده (در قرآن كريم س 29 ى 64 مى فرمايد: وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ يعنى زندگانى دنيا فسون و بازيچه اى بيش نيست و اگر بدانند آخرت سراى زندگانى است) و دنيا خود را براى تو وصف نموده، و بديهايش را آشكار ساخته (رفتارش را در باره ديگران مى بينى) و دنيا خواهان (مانند) سگهاى فرياد كننده و درندگانى شكارجو هستند، بعضى از آنها را از بعضى ديگر بد آمده فرياد كند، و تواناى آنها ناتوانشان را بخورد، و بزرگ آنها بر كوچكشان با زور زيان رساند (و مانند) چهار پائى باشند (كه بعضى از آنها) بسته شده اند (مثل كسانيكه بيناى بدين نيستند، ولى بظاهر شرع رفتار نموده از معاصى و گناهان مى پرهيزند، پس آنها چون چهار پائى هستند كه چراننده آنرا بسته، چنانكه شارح بحرانىّ فرموده) و بعضى ديگر چهار پائى باشند رها شده كه گم كرده اند خردشان را، و در بيراهه سوارند، چهار پايانى هستند سر داده شده براى چراى آفت و زيان در بيابان سخت و دشوار چوپانى ندارند كه نگاه داريشان نمايد، و نه چراننده اى كه بچراندشان 42 دنيا ايشان را براه كورى و گمراهى مى برد، و ديده هاشان را از ديدن نشانه هدايت و رستگارى پوشانده، پس در گمراهى آن سرگردانند، و در نعمت و خوشى آن فرو رفته، و (بر اثر شيفتگى و دل بستن بآن) آنرا پروردگار خود قرار داده اند، پس دنيا با آنان بازى ميكند (عقلهاشان را ربود) و ايشان هم با دنيا بازى ميكنند (سرگرم به آنند) و آنچه (مرگ و سختيهاى بعد از آن و روز رستخيز كه) در پى آنست فراموش كرده اند 43 اندكى مداراة كن و مهلت ده تا تاريكى برطرف شود كه گويا هودجها رسيد (مسافرين وارد شدند) نزديكست شتابنده بپيوندد (بزودى دلباختگان دنيا به كاروان پيشين كه هنوز به جايگاه هميشگى فرود نيامده اند مى رسند، و كيفر كردارشان را خواهند ديد).
ص929
قسمت چهاردهم نامه
44 و بدان اى پسرك من، هر كه شتر سوارى او شب و روز را برود پس او را هم مى برد اگر چه خود او راه نرود، و راه را مى پيمايد اگر چه در استراحت و آرامش باشد (كنايه از اينكه انسان در دنيا پندارد كه ماندنى است غافل از اينكه شب و روز او را اسير مى دهد تا زندگانيش را بپايان رساند).
ص930
45 و يقين بدان و باور كن كه هرگز به آرزوى خود نخواهى رسيد، و هرگز از مرگ خويش نتوانى رست، و تو در راه كسانى هستى كه پيش از تو بودند، پس (با اين صورت كه از مرگ چاره اى نيست) در تلاش (مال و دارائى) مداراة كن و آسان گير، و در آنچه كسب ميشود سعى و كوشش نيكو نما (حريص نباش كه نتيجه آن هلاك و تباهى است) زيرا بسا تلاش است كه موجب نيستى مال گردد، و نيست هر تلاش كننده اى در يابنده، و هر ميانه رو نوميد گرديده، 46 و گرامى دار نفست را از هر زبونى و پستى هر چند ترا به نعمتهاى بيشمار رساند، زيرا هرگز برابر آنچه از نفس خويش صرف ميكنى عوض نخواهى يافت، و بنده ديگرى مباش (بطمع مال و جاه بكسى سر فرود نياور) كه خدا ترا آزاد گردانيده، و چه خوبى دارد نيكوئى (مال و جاهى) كه نرسد مگر به بدى (ريختن آبرو نزد ديگرى) و چه سودى دارد گشايشى كه بدست نمى آيد مگر به دشوارى 47 و بر حذر باش از اينكه شترهاى طمع و از ترا به تندى به آبشخورهاى تباهى ببرند (بر اثر طمع و آز بدنيا و كالاى آن مرتكب حرام مشو كه بعذاب الهىّ گرفتار خواهى شد) و اگر توانائى دارى كه بين تو و خدا بخشنده اى نباشد چنان خواه (آبروى خود پيش ديگرى مريز) زيرا تو (از خوان دنيا) قسمت خويش را مى يابى، و بهره ات را مى برى و اندك از جانب خداوند سبحان برتر و ارجمندتر است از بسيارى كه از خلق او برسد هر چند همه از او است.
ص931
قسمت پانزدهم نامه
48 و تدارك آنچه از تو بر اثر خاموشيت نرسيده آسانتر است از دريافتنت چيزى را كه بسبب گفتارت از دست رفته (زيرا سخن در اختيار تو است تا زمانيكه نگفته باشى، و چون گفتى تو در اختيار آنى، پس خاموشى از پر گوئى بهتر است) و نگاه دارى چيزيكه در ظرف است به استوارى بند آن است (اگر بند مشك سست باشد آب مى ريزد و از بين مى رود، همچنين اگر بند زبان شخص محكم نباشد سخن بيجا از آن بيرون آيد و پشيمانى را سودى نيست) و نگاه دارى آنچه در دو دست تو است نزد من بهتر است از خواستن آنچه در دست ديگرى است (مال و دارائى داشتن بهتر از اسرافى است كه شخص را بديگرى نيازمند سازد) 49 و تلخى نوميدى (درويشى) نيكوتر است از دست دراز نمودن بسوى مردم، و كار با عفّت و پاكدامنى خوبتر است از توانگرى با گناه و بزه، و مرد راز خود را بهتر نگاه مى دارد (چون كوشش براى پنهان داشتنش از ديگرى بيشتر است) و بسا كوشش كننده در چيزى است كه او را زيان مى رساند، پر گو هرزه گو ميشود، و هر كه (در كار دنيا و آخرت خويش) انديشه نمايد بينا گردد، 50 با نيكوكاران بپيوند تا از ايشان باشى، و از بدان
ص932
جدا شو تا از ايشان نباشى، بد خوراكى است حرام، و ستم بر ناتوان زشتترين ستمست، جائيكه مداراة و هموارى سختگيرى و درشتى باشد سختگيرى و درشتى مداراة و هموارى است (آنجا كه نرمى سود ندهد درشتى پسنديده است، و آنجا كه عقل بكار نايد ديوانگى در آن شايد) بسا دارو درد و درد دارو گردد (گاهى مصلحت شخص در درويشى و بيمارى است نه توانگرى و تندرستى) و بسا پند دهد كسيكه نبايد پند دهد و پند خواسته شده خيانت كند (بسا دشمن خردمند و دور انديش يا نادان به سود و زيانت ترا پند دهد، و دوستت خيانت كرده راه نيكوئى را بتو ننمايد) 51 و برحذر باش از اعتماد و بستگى به آرزوها، زيرا آرزوها سرمايه احمقها و كم خردان است، و خرد نگاه دارى آزمايشها است (خردمند تجربه و آزمايش را از دست ندهد، و بى خرد زود آنرا فراموش كند) و بهتر تجربه و آزمايشى كه نمودى آنست كه ترا پند دهد، بشتاب هنگام فرصت داشتن پيش از آنكه فرصت اندوه گردد، هر جوينده اى (آنچه را مى جويد) نمى يابد، و نه هر مسافرى باز آيد (دل بدنيا بند و فرصت از دست مده و براى آخرت توشه بردار كه فرصت هموار بدست نمى آيد و مسافر مرگ باز نگردد) 52 و از جمله تباهكارى از دست دادن توشه (تقوى و پرهيزكارى، يا صرف مال در شهوات و خواهشهاى نفس) و تباه ساختن آخرت است، و هر كارى را پايانى است (خردمند كسى است كه انديشه پايان كار نمايد) آنچه برايت مقدّر است زود بتو مى رسد (اين همه رنج مكش و دين و دنياى خويش تباه نگردان) بازرگان و سوداگر (كه براى بدست آوردن مال و دارائى درياها و بيابانها مى پيمايد) خود را در خطر و تباهى مى اندازد، و بسا (مال) اندك كه بركت آن از (مال) بسيار، بيشتر باشد (آنچه پيشه ور و پاكدامن بدست آورد خير و بركتش در دنيا و آخرت بيشتر از دارائى توانگر بزهكار است).
ص933
قسمت شانزدهم نامه
53 و سودى نيست دريارى كننده پست و خوار (زيرا او اگر توانا بود خود را از ذلّت و
ص934
خوارى مى رهاند) و نه در دوست متهّم (بنفاق و دوروئى، زيرا اعتماد باو نيست، چون سود خويش جويد و از زيان دوست باك نداشته باشد) زمانه را آسان گير و هموار دار مادامى كه شتر جوان زمانه رام تو است، و خود را بچيزى براى اميدوارى به بيشى آن در خطر و تباهى ميفكن (براى زياده كردن مال و دارائى حرص مزن كه بسختيها گرفتار خواهى شد) و بر حذر باش از اينكه شتر سواريت سركشى كند (بترس از لجاج و ستيزگى كه در كار چنان گرفتارت نمايد كه نتوانى رهائى يافت) 54 و وادار خود را در باره برادر (همكيش و دوست) خود بر پيوستن هنگام جدائى او، و بر مهربانى و دوستى هنگام دورى او، و بر بخشش هنگام بخل و خوددارى او، و بر نزديكى هنگام دورى نمودن او، و بر نرمى هنگام درشتى او، و بر عذر هنگام بد كارى او (خلاصه در برابر بديهاى او نيكى كن) بطوريكه مانند آن باشد كه تو او را بنده و او بر تو صاحب بخشش است، و بر حذر باش از اينكه آنچه بيان شد در غير جاى خود بكار برى (با منافق چنين رفتار كنى) يا آنها را در باره كسيكه لياقت ندارد (اوباش) بجا آورى (چون نيكى با منافق و نا اهل تخم در شوره زار افكندن است) 55 با دشمن دوستت دوستى مكن كه با دوست خود دشمنى كرده اى، و براى برادر (همكيش و دوست) خود پند را خالص و بى آلايش گردان (جز رضاى خدا در اندرز باو قصدى نداشته باش) خواه (اندرز تو نزد او) نيكو باشد يا زشت، خشم را كم كم فرو بر (خود را نگاه دار) زيرا من آشاميدنى شيرين تر و گواراتر از آن در پايان نديدم، و نرم باش در برابر كسيكه با تو خشم و درشتى ميكند، زيرا (نرمى تو او را شرمنده سازد، و) زود باشد كه بتو نرمى كند (اين در صورتى است كه طرف اهل باشد و گر نه در برابر خشم او درشتى بايد) و با دشمنت احسان و نيكى كن كه آن شيرين تر از (يكى از) دو فيروزى (انتقام و بكيفر رساندن، و گذشت و نيكى كردن) است (فيروزى با نيكى شيرين تر و سودمندتر است از فيروزى انتقام، و اين انديشه اخيار و نيكان است، ولى در نظر اشرار و بدان انتقام و قتل و غارت گوارتر است) 56 و اگر خواستى از برادر (همكيش و دوست) خود قطع كرده ببرى، پس جاى مقدارى از دوستيت را باقى گزار كه آن دوست بتواند بآن باز گردد اگر روزى از روزها آن دوستى براى او پيش آيد (هنگام دورى جستن يا زد و خورد با دوست هر سخنى باو مگو و هر كارى مكن، بلكه جاى آشتى باقى گذار تا در موقع پشيمانى هر يك از شما بكار آيد) و هر كه بتو گمان خير و نيكى برد گمانش را راست پندار (چون ترا نيك دانسته
ص935
و چشم نيكى بتو دوخته، ترك خير و نيكى ناروا است) و البتّه حقّ برادر را تباه مگردان باعتماد و بستگى به دوستى كه بين تو و او است كه برادرت نيست كسيكه حقّ او را تباه سازى، و بايد اهل بيت و نزديكانت نسبت بتو بد بختترين مردم نباشند (نزديكانت ببخشش و نيكى تو از ديگران سزاوارترند، چنانكه گويند: چراغى كه خانه را بايد بر مسجد نشايد) 57 و البتّه آشنائى مكن با كسيكه از تو دورى جويد (چون آشنائى با كسيكه نمى خواهد موجب سر شكستگى شخص و ستم كردن بر خود مى باشد) و بايد بريدن برادرت (همكيش و دوستت) بر پيوستن تو با او و بدى كردنش بر نيكى تو تواناتر نباشد (خلاصه هر چه او اسباب جدائى فراهم سازد تو موجبات پيوستگى پيش آور) و بايد ستم ستمگر بر تو بزرگ نيايد، زيرا او به زيان خود (كيفرى كه براى ستمگران مقرّر گشته) و سود تو (پاداشى كه به شكيبايي بر ظلم و ستم وعده شده) كوشش مى نمايد، و پاداش كسيكه ترا شاد گردانده آن نيست كه تو او را اندوهگين سازى.
ص936
قسمت هفدهم نامه
58 و بدان اى پسرك من، روزى دو گونه است: روزى كه تو آنرا مى جويى، و روزى كه ترا مى جويد كه اگر بسوى آن نرفته باشى بتو خواهد رسيد، چه زشت است فروتنى هنگام نيازمندى و تنگدستى و ستم و سختگيرى هنگام بى نيازى (روش مردمان فرومايه آنست كه چون نيازمند باشند فروتنى كنند، و چون بى نياز شوند درشتخويى و سركشى نمايند، و خداوند در نكوهش آنان در قرآن كريم س 70 ى 19 مى فرمايد: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ى 20 إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً ى 21 وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً يعنى انسان حريص و ناشكيبا آفريده شده است، چون او را زيان رسد بسيار بى قرارى كند و چون خير و نيكوئى «مال و دارائى» باو رو آورد «از نفاق و بخشش در راه خدا» سخت خود را باز دارد) سود تو از دنيايت آنست كه جاى (هميشگى
ص937
يعنى آخرت) خود را بآن اصلاح كنى (و غير آن آنچه بكار برى يا بعد از خويشتن بگذارى بتو سود نرسانده دستگيرى ننمايد) و اگر زارى ميكنى بر آنچه از دو دستت بيرون رفته پس زارى كن بآنچه بتو نرسيده است (همان طورى كه زارى بر آنچه بتو نرسيده سودى ندارد زارى بر آنچه از دستت رفته بى فايده است، بنابر اين بايستى به پيشآمد راضى بوده براى كالاى دنيا افسرده نشد) دليل آور بر آنچه كه نبوده بآنچه كه بوده است (از آنچه مى بينى بآنچه نديده اى پى بر تا از بينايان و كار آگهان باشى) زيرا امور (دنيا) مانند يكديگرند، 59 و بايد از كسانى نباشى كه پند دادن بآنها سود نرساند مگر هنگامى كه به آزردن و رنجاندنشان بكوشى، زيرا خردمند به ادب و ياد دادن پند مى آموزد، و چهار پايان پيروى نمى كنند مگر بكتك، اندوه هائى كه بتو رو آورد با انديشه هاى شكيبائى و نيك باورى (به خداى تعالى) از خود دور كن (بآنچه خدا خواسته تن ده كه سعادت و نيكبختى تو در آنست) هر كه راه راست و ميانه را بگذاشت از حقّ دورى گزيده و بخود ستم روا داشته است، دوست به منزله خويش است (آنچه در باره خويشاوند رعايت ميكنى در باره او نيز بايد بكار برى) دوست كسى است كه نهانيش راست باشد (آنچه در حضور اظهار مى نمايد در غياب هم چنان كند، و گر نه منافق و دو رواست كه به مصلحت خود دوست جلوه مى نمايد) و هوا و خواهش شريك كورى است (همانطور كه نابينا چيزى نمى بيند، شيفته هوا هم بكور دلى نيك و بد و سود و زيان خويش نشناسد) 60 بسا دور نزديكتر از نزديك و بسا نزديك دورتر از دور است (بسا بيگانه سود رساند و خويشاوند زيان) و غريب و دور از وطن كسى است كه او را دوست نبوده (هر چند در وطن باشد) كسي كه از حقّ (گفتار راست و كردار درست) بگذرد راهش تنگ است (كنايه از اينكه راه حقّ راهى است فراخ و آسان با نشانه هاى هويدا، و راه باطل راهى است تنگ و ترسناك) و هر كه بر قدر و مرتبه خويش سازش داشته باشد براى او پاينده تر مى ماند، و استوارترين سبب و ريسمانى كه فرا گرفته و بآن چنگ زنى سببى است كه بين تو و خدا باشد (هر كه به ريسمان خدا چنگ زند از هر كسى بى نياز گردد) و هر كه در باره تو بى پروا باشد (سود و زيانت را يكسان شمارد) دشمن تو است، گاه باشد كه بدست نيامدن دريافتن است هنگامي كه طمع و آز تباه كننده باشد (بسا شخص بچيزى طمع دارد كه باعث
ص938
زيان و بدبختى او است و نوميدى از آن چيز مانند آنست كه دريافته است) هر رخنه (زشتى) آشكار نمى گردد (سزاوار نيست آشكار نمائى) و هر فرصتى دريافته نمى شود (پس آنرا غنيمت شمار و از دست مده) و بسا بينا (خردمند) كه در راه راست خود خطاء كند، و كور (بى خرد نادان) كه راه رستگاريش را بيابد (بدان كار بعقل و تدبير نيست، بلكه بتوفيق خداوند است، پس به رأى و انديشه و بينائى خود مغرور نبوده و در كارها به حقّ تعالى اعتماد داشته باش)61 بدى را بتأخير انداز، زيرا هر زمان بخواهى بسوى آن مى توانى شتافت، و (سود) بريدن و جدائى از نادان برابر است با پيوستن به خردمند، هر كه زمانه را ايمن و آسوده پندارد زمانه باو خيانت كند، و هر كه آنرا بزرگ شمارد او را ذليل و خوار گرداند (پس خردمند كسى است كه از آن ايمن و آسوده نبوده دل بآن نبندد و آنرا خوار شمارد تا هر بدى كه بيند بر خلاف توقّع نداند) هر كه تير بيندازد به نشانه نمى رسد (هر كه كوشش نمود و بمقصود نرسيد نبايد اندوه بدل راه دهد، بلكه به خواسته خدا و مقدّر او بايد راضى باشد) هر گاه (انديشه و كردار) پادشاه تغيير كند (اوضاع و احوال) زمانه تغيير مى نمايد (ابن ابى الحديد در اينجا مى نويسد: انوشيروان عمّال و كار گردانان مملكت را گرد آورد و در دست خود مرواريدى مى گردانيد، پس گفت: هر كه بگويد: چه چيز به مزروعات مملكت بيشتر زيان مى رساند، اين مرواريد را در ذهن او نهم، يكى گفت: آمدن ملخ، ديگرى گفت: نرسيدن آب، ديگرى گفت: نيامدن باران، ديگرى گفت: وزيدن باد جنوب و نوزيدن باد شمال يعنى اختلاف هواء، آنگاه بوزير خود گفت: تو بگو كه گمان مى برم عقل تو با عقل همه رعيّت برابرى كند يا افزون باشد، وزير گفت: تغيير انديشه سلطان در باره رعيّت، و تصميم به بدرفتارى و ستم بر آنان، انوشيروان گفت: آفرين باين هوش كه پدران و اجداد من ترا شايسته دانسته اند، و آن مرواريد در دهن وزير نهاد) پيش از راه از همراه و پيش از خانه از همسايه بپرس.
ص939
قسمت هجدهم نامه
62 بپرهيز از اينكه سخن خنده آور بگوئى هر چند آنرا از غير نقل كنى (چون موجب كوچك شدن شخص است پيش مردم) و بپرهيز از مشورت و كنگاش با زنها، زيرا انديشه ايشان رو به ناتوانى و تصميمشان رو به سستى است، و با حجاب و پوشاندن چشمهاى آنها را از ديدار باز دار (مگذار بيرون رفته چشمشان بر مردم افتد) زيرا سخت گرفتن حجاب (پوشيدگى و آراستگى) براى ايشان پاينده تر است (هر چند در حجاب باشند از تباهكاري ها محفوظند) و بيرون رفتن
ص940
اينان بدتر نيست از آوردن تو كسي را كه از جهت ايشان اعتماد و اطمينانى باو نمى باشد (خواه مرد يا زن، زيرا گاهى فساد آوردن بعضى از مردم به خانه بيش از بيرون شدن زنان است، و گاهى فساد آمدن بعضى از زنان نزد ايشان بيش از مردان است) و اگر مى توانى كارى كن كه غير ترا نشناسند، 63 و مسلّط مكن زن را بآنچه باو مربوط نيست، زيرا زن (چون) گياهى است خوشبو نه كار فرما (پس او را از انجام امور باز دار) و در گرامى داشتن او از آنچه مربوط باو است تجاوز مكن، و او را بطمع مينداز كه شفاعت ديگرى كند، و بپرهيز از اظهار غيرت و بدگمانى در جائيكه نبايد غيرت بكار برد (در باره زن پاكدامن بد گمان و به اندك چيزى آشفته مشو) زيرا اين كار زن درست را به نادرستى، و زنى را كه (از ناشايسته) آراسته است بدو دلى و انديشه (در آن كار) وامى دارد (زنى كه بكار ناشايسته اهميّت دهد بر اثر نسبت دادن ارتكاب آن در نظر او آسان شود و ممكن است آنرا بجا آورد) 64 و براى هر يك از زير دستان و كاركنان خود كارى تعيين كن تا (اگر آنرا انجام نداد) او را نسبت بهمان كار مؤاخذه و باز پرسى كنى، زيرا اين روش سزاوارتر است تا اينكه كارهايت را بيكديگر وا نگذارند، و خويشانت را گرامى دار، زيرا آنان بال و پرتو هستند كه با آن پرواز ميكنى، و اصل و ريشه تو مى باشند كه بايشان باز مى گردى (از آنان كمك گرفته و بآنها سرفرازى) و دست (ياور) تو هستند كه با آن (بر دشمن) حمله ميكنى (و پيروز مى گردى). 65 دين و دنياى ترا نزد خدا امانت مى سپارم (كه حفظ نموده از هر پيشآمد بدى نگاه دارد) و بهترين قضاء خواسته او را اكنون و آينده و در دنيا و آخرت براى تو از درخواست مى نمايم، و درود بر آنكه شايسته است.
قبلی [1] بعدی [2]Links
[1] https://farsi.balaghah.net/node/499
[2] https://farsi.balaghah.net/node/501