استوارى رأى با كسى است كه قدرت و دارايى دارد، با روى آوردن قدرت، روى آورد، و با پشت كردن آن روى بر تابد.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >   ترجمه ( عبدالمحمد آیتی)  >  عهد نامه مالک اشتر ( نامه شماره 53 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم
برای دسترسی سریع به حکمت مورد نظر، شماره حکمت را وارد کنید

متن عربی

(53) و من عهد له ( عليه السلام  ) كتبه للأشتر النخعي رحمه الله لما ولاه على مصر و أعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد ابن أبي بكر و هو أطول عهد كتبه و أجمعه للمحاسن

  1. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ ابْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا
  2. أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا
  3. وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ
  4. وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ عِنْدَ الشَّهَوَاتِ وَ يَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ
  5. ثُمَّ اعْلَمْ يَا مَالِكُ أَنِّي قَدْ وَجَّهْتُكَ إِلَى بِلَادٍ قَدْ جَرَتْ عَلَيْهَا دُوَلٌ قَبْلَكَ مِنْ عَدْلٍ وَ جَوْرٍ وَ أَنَّ النَّاسَ يَنْظُرُونَ مِنْ أُمُورِكَ فِي مِثْلِ مَا كُنْتَ تَنْظُرُ فِيهِ مِنْ أُمُورِ الْوُلَاةِ قَبْلَكَ وَ يَقُولُونَ فِيكَ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِيهِمْ
  6. وَ إِنَّمَا يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحِينَ بِمَا يُجْرِي اللَّهُ لَهُمْ عَلَى أَلْسُنِ عِبَادِهِ فَلْيَكُنْ أَحَبُّ الذَّخَائِرِ إِلَيْكَ ذَخِيرَةَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ
  7. فَامْلِكْ هَوَاكَ وَ شُحَّ بِنَفْسِكَ عَمَّا لَا يَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشُّحَّ بِالنَّفْسِ
  8. الْإِنْصَافُ مِنْهَا فِيمَا أَحَبَّتْ أَوْ كَرِهَتْ وَ أَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ
  9. وَ لَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وَ إِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَ تَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَ يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَ الْخَطَاءِ
  10. فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَ صَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَ صَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَ وَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَ اللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَ قَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَ ابْتَلَاكَ بِهِمْ
  11. وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَا يَدَيْ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ وَ لَا تَنْدَمَنَّ عَلَى عَفْوٍ وَ لَا تَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَةٍ
  12. وَ لَا تُسْرِعَنَّ إِلَى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً وَ لَا تَقُولَنَّ إِنِّي مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ فِي الْقَلْبِ وَ مَنْهَكَةٌ لِلدِّينِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ
  13. وَ إِذَا أَحْدَثَ لَكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ سُلْطَانِكَ أُبَّهَةً أَوْ مَخِيلَةً فَانْظُرْ إِلَى عِظَمِ مُلْكِ اللَّهِ فَوْقَكَ وَ قُدْرَتِهِ مِنْكَ عَلَى مَا لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِكَ
  14. فَإِنَّ ذَلِكَ يُطَامِنُ إِلَيْكَ مِنْ طِمَاحِكَ وَ يَكُفُّ عَنْكَ مِنْ غَرْبِكَ وَ يَفِي ءُ إِلَيْكَ بِمَا عَزَبَ عَنْكَ مِنْ عَقْلِكَ
  15. إِيَّاكَ وَ مُسَامَاةَ اللَّهِ فِي عَظَمَتِهِ وَ التَّشَبُّهَ بِهِ فِي جَبَرُوتِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُذِلُّ كُلَّ جَبَّارٍ وَ يُهِينُ كُلَّ مُخْتَالٍ
  16. أَنْصِفِ اللَّهَ وَ أَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَ مِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ وَ مَنْ لَكَ فِيهِ هَوًى مِنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّكَ إِلَّا تَفْعَلْ تَظْلِمْ
  17. وَ مَن  ظَلَمَ عِبَادَ اللَّهِ كَانَ اللَّهُ خَصْمَهُ دُونَ عِبَادِهِ وَ مَنْ خَاصَمَهُ اللَّهُ أَدْحَضَ حُجَّتَهُ وَ كَانَ لِلَّهِ حَرْباً حَتَّى يَنْزِعَ وَ يَتُوبَ
  18. وَ لَيْسَ شَيْ ءٌ أَدْعَى إِلَى تَغْيِيرِ نِعْمَةِ اللَّهِ وَ تَعْجِيلِ نِقْمَتِهِ مِنْ إِقَامَةٍ عَلَى ظُلْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَسْمَعُ دَعْوَةَ الْمُضْطَهَدِينَ وَ هُوَ لِلظَّالِمِينَ بِالْمِرْصَادِ
  19. وَ لْيَكُنْ أَحَبُّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطَهَا فِي الْحَقِّ وَ أَعَمَّهَا فِي الْعَدْلِ وَ أَجْمَعَهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ وَ إِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ
  20. وَ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَئُونَةً فِي الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ وَ أَكْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَ أَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَ أَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَ أَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَ أَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ
  21. وَ إِنَّمَا عَمُودُ الدِّينِ وَ جِمَاعُ الْمُسْلِمِينَ وَ الْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْيَكُنْ صَغْوُكَ لَهُمْ وَ مَيْلُكَ مَعَهُمْ
  22. وَ لْيَكُنْ أَبْعَدُ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَ أَشْنَؤُهُمْ عِنْدَكَ أَطْلَبَهُمْ لِمَعَايِبِ النَّاسِ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا فَلَا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ
  23. وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ
  24. أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ وَ اقْطَعْ  عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لَا يَصِحُّ لَكَ وَ لَا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ السَّاعِيَ غَاشٌ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ
  25. وَ لَا تُدْخِلَنَّ فِي مَشْوَرَتِكَ بَخِيلًا يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ وَ يَعِدُكَ الْفَقْرَ وَ لَا جَبَاناً يُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ وَ لَا حَرِيصاً يُزَيِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ فَإِنَّ الْبُخْلَ وَ الْجُبْنَ وَ الْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللَّهِ
  26. إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلْأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً وَ مَنْ شَرِكَهُمْ فِي الْآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الْأَثَمَةِ وَ إِخْوَانُ الظَّلَمَةِ
  27. وَ أَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ وَ لَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَ أَوْزَارِهِمْ مِمَّنْ لَمْ يُعَاوِنْ ظَالِماً عَلَى ظُلْمِهِ وَ لَا آثِماً عَلَى إِثْمِهِ
  28. أُولَئِكَ أَخَفُّ عَلَيْكَ مَئُونَةً وَ أَحْسَنُ لَكَ مَعُونَةً وَ أَحْنَى عَلَيْكَ عَطْفاً وَ أَقَلُّ لِغَيْرِكَ إِلْفاً
  29. فَاتَّخِذْ أُولَئِكَ خَاصَّةً لِخَلَوَاتِكَ وَ حَفَلَاتِكَ
  30. ثُمَّ لْيَكُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ وَ أَقَلَّهُمْ مُسَاعَدَةً فِيمَا يَكُونُ مِنْكَ مِمَّا كَرِهَ اللَّهُ لِأَوْلِيَائِهِ وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ هَوَاكَ حَيْثُ وَقَعَ
  31. وَ الْصَقْ بِأَهْلِ الْوَرَعِ وَ الصِّدْقِ ثُمَّ رُضْهُمْ عَلَى أَنْ لَا يُطْرُوكَ وَ لَا يُبَجِّحُوكَ بِبَاطِلٍ لَمْ تَفْعَلْهُ فَإِنَّ كَثْرَةَ الْإِطْرَاءِ تُحْدِثُ الزَّهْوَ وَ تُدْنِي مِنَ الْعِزَّةِ
  32. لَا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَ الْمُسِي ءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِي الْإِحْسَانِ وَ تَدْرِيباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَةِ عَلَى الْإِسَاءَةِ وَ أَلْزِمْ كُلًّا مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ
  33. وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ ءٌ بِأَدْعَى إِلَى حُسْنِ ظَنِّ وَالٍ بِرَعِيَّتِهِ مِنْ إِحْسَانِهِ إِلَيْهِمْ وَ تَخْفِيفِهِ الْمَئُونَاتِ عَلَيْهِمْ وَ تَرْكِ اسْتِكْرَاهِهِ إِيَّاهُمْ عَلَى مَا لَيْسَ لَهُ قِبَلَهُمْ
  34. فَلْيَكُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ بِرَعِيَّتِكَ فَإِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ يَقْطَعُ عَنْكَ نَصَباً طَوِيلًا
  35. وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ حَسُنَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ حَسُنَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ سَاءَ ظَنُّكَ بِهِ لَمَنْ سَاءَ بَلَاؤُكَ عِنْدَهُ .
  36. وَ لَا تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ اجْتَمَعَتْ بِهَا الْأُلْفَةُ وَ صَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ وَ لَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْ ءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الْأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا وَ الْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا
  37. وَ أَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ وَ مُنَافَثَةَ الْحُكَمَاءِ فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ بِلَادِكَ وَ إِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِهِ النَّاسُ قَبْلَكَ
  38. وَ اعْلَمْ أَنَّ الرَّعِيَّةَ طَبَقَاتٌ لَا يَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ وَ لَا غِنَى بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ وَ مِنْهَا كُتَّابُ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْلِ وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ
  39. وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْيَةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَى  مِنْ ذَوِي الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ
  40. وَ كُلٌّ قَدْ سَمَّى اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ وَ وَضَعَ عَلَى حَدِّهِ وَ فَرِيضَتِهِ فِي كِتَابِهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ( صلى الله عليه وآله  )عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً
  41. فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللَّهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ وَ زَيْنُ الْوُلَاةِ وَ عِزُّ الدِّينِ وَ سُبُلُ الْأَمْنِ وَ لَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلَّا بِهِمْ
  42. ثُمَّ لَا قِوَامَ لِلْجُنُودِ إِلَّا بِمَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَرَاجِ الَّذِي يَقْوَوْنَ بِهِ عَلَى جِهَادِ عَدُوِّهِمْ وَ يَعْتَمِدُونَ عَلَيْهِ فِيمَا يُصْلِحُهُمْ وَ يَكُونُ مِنْ وَرَاءِ حَاجَتِهِمْ
  43. ثُمَّ لَا قِوَامَ لِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ إِلَّا بِالصِّنْفِ الثَّالِثِ مِنَ الْقُضَاةِ وَ الْعُمَّالِ وَ الْكُتَّابِ لِمَا يُحْكِمُونَ مِنَ الْمَعَاقِدِ وَ يَجْمَعُونَ مِنَ الْمَنَافِعِ وَ يُؤْتَمَنُونَ عَلَيْهِ مِنْ خَوَاصِّ الْأُمُورِ وَ عَوَامِّهَا
  44. وَ لَا قِوَامَ لَهُمْ جَمِيعاً إِلَّا بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ فِيمَا يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مِنْ مَرَافِقِهِمْ وَ يُقِيمُونَهُ مِنْ أَسْوَاقِهِمْ وَ يَكْفُونَهُمْ مِنَ التَّرَفُّقِ بِأَيْدِيهِمْ مِمَّا لَا يَبْلُغُهُ رِفْقُ غَيْرِهِمْ
  45. ثُمَّ الطَّبَقَةُ السُّفْلَى مِنْ أَهْلِ الْحَاجَةِ وَ الْمَسْكَنَةِ الَّذِينَ يَحِقُّ رِفْدُهُمْ وَ مَعُونَتُهُمْ
  46. وَ فِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ وَ لِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدَرٍ مَا يُصْلِحُهُ وَ لَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا بِالِاهْتِمَامِ  وَ الِاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ وَ تَوْطِينِ نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ أَوْ ثَقُلَ
  47. فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ وَ أَنْقَاهُمْ جَيْباً وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَ يَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ وَ مِمَّنْ لَا يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَ لَا يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ
  48. ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِي الْأَحْسَابِ وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَ الشُّجَاعَةِ وَ السَّخَاءِ وَ السَّمَاحَةِ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْكَرَمِ وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ
  49. ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا وَ لَا يَتَفَاقَمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْ ءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ وَ لَا تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَ إِنْ قَلَّ فَإِنَّهُ  دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ بِكَ
  50. وَ لَا تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّكَالًا عَلَى جَسِيمِهَا فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَ لِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لَا يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ
  51. وَ لْيَكُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِي مَعُونَتِهِ وَ أَفْضَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ بِمَا يَسَعُهُمْ وَ يَسَعُ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ خُلُوفِ أَهْلِيهِمْ حَتَّى يَكُونَ هَمُّهُمْ هَمّاً وَاحِداً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ فَإِنَّ عَطْفَكَ عَلَيْهِمْ يَعْطِفُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْكَ
  52. وَ إِنَّ أَفْضَلَ قُرَّةِ عَيْنِ الْوُلَاةِ اسْتِقَامَةُ الْعَدْلِ فِي الْبِلَادِ وَ ظُهُورُ مَوَدَّةِ الرَّعِيَّةِ
  53. و إِنَّهُ لَا تَظْهَرُ مَوَدَّتُهُمْ إِلَّا بِسَلَامَةِ صُدُورِهِمْ وَ لَا تَصِحُّ نَصِيحَتُهُمْ إِلَّا بِحِيطَتِهِمْ عَلَى وُلَاةِ أُمُورِهِمْ وَ قِلَّةِ اسْتِثْقَالِ دُوَلِهِمْ وَ تَرْكِ  اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ
  54. فَافْسَحْ فِي آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ وَ تَعْدِيدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلَاءِ مِنْهُمْ فَإِنَّ كَثْرَةَ الذِّكْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاكِلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
  55. ثُمَّ اعْرِفْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَى وَ لَا تُضِيفَنَّ بَلَاءَ امْرِئٍ إِلَى غَيْرِهِ وَ لَا تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَايَةَ بَلَائِهِ وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعَظِّمَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ صَغِيراً وَ لَا ضَعَةُ امْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلَائِهِ مَا كَانَ عَظِيماً
  56. وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَ يَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الْأُمُورِ
  57. فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَ الرَّسُولِ)
  58. فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ وَ الرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ
  59. ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ مِمَّنْ لَا تَضِيقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لَا تَمْحَكُهُ الْخُصُومُ وَ لَا يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ وَ لَا يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْ ءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَعٍ وَ لَا يَكْتَفِي بِأَدْنَى فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ
  60. وَ أَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وَ آخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَ أَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وَ أَصْبَرَهُمْ  عَلَى تَكَشُّفِ الْأُمُورِ
  61. وَ أَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُكْمِ مِمَّنْ لَا يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ وَ لَا يَسْتَمِيلُهُ إِغْرَاءٌ وَ أُولَئِكَ قَلِيلٌ
  62. ثُمَّ أَكْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَ افْسَحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ مَا يُزِيلُ عِلَّتَهُ وَ تَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ وَ أَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لَا يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ
  63. فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً فَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ كَانَ أَسِيراً فِي أَيْدِي الْأَشْرَارِ يُعْمَلُ فِيهِ بِالْهَوَى وَ تُطْلَبُ بِهِ الدُّنْيَا
  64. ثُمَّ انْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ فَاسْتَعْمِلْهُمُ اخْتِبَاراً وَ لَا تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَ أَثَرَةً فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ الْجَوْرِ وَ الْخِيَانَةِ
  65. وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَ الْحَيَاءِ مِنْ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ وَ الْقَدَمِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُتَقَدِّمَةِ فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلَاقاً وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً وَ أَقَلُّ فِي الْمَطَامِعِ إِشْرَافاً وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ نَظَراً
  66. ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقَ فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِصْلَاحِ أَنْفُسِهِمْ وَ غِنًى لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَكَ
  67. ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ وَ ابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَ الْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ
  68. فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لِأُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْأَمَانَةِ وَ الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ
  69. وَ تَحَفَّظْ مِنَ الْأَعْوَانِ فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى خِيَانَةٍ اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ اكْتَفَيْتَ بِذَلِكَ شَاهِداً
  70. فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِهِ وَ أَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ وَ وَسَمْتَهُ بِالْخِيَانَةِ وَ قَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهْمَةِ
  71. وَ تَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَهُ فَإِنَّ فِي صَلَاحِهِ وَ صَلَاحِهِمْ صَلَاحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ وَ لَا صَلَاحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلَّا بِهِمْ لِأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَ أَهْلِهِ
  72. وَ لْيَكُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الْأَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلَابِ الْخَرَاجِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالْعِمَارَةِ وَ مَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَةٍ أَخْرَبَ الْبِلَادَ وَ أَهْلَكَ الْعِبَادَ وَ لَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلَّا قَلِيلًا
  73. فَإِنْ شَكَوْا ثِقْلًا أَوْ عِلَّةً أَوِ انْقِطَاعَ شِرْبٍ أَوْ بَالَّةٍ أَوْ إِحَالَةَ أَرْضٍ اغْتَمَرَهَا غَرَقٌ أَوْ أَجْحَفَ بِهَا عَطَشٌ خَفَّفْتَ عَنْهُمْ بِمَا تَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُهُمْ
  74. وَ لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ شَيْ ءٌ خَفَّفْتَ بِهِ الْمَئُونَةَ عَنْهُمْ فَإِنَّهُ ذُخْرٌ يَعُودُونَ بِهِ عَلَيْكَ فِي عِمَارَةِ بِلَادِكَ وَ تَزْيِينِ وِلَايَتِكَ
  75. مَعَ اسْتِجْلَابِكَ حُسْنَ ثَنَائِهِمْ وَ تَبَجُّحِكَ بِاسْتِفَاضَةِ الْعَدْلِ فِيهِمْ مُعْتَمِداً فَضْلَ قُوَّتِهِمْ بِمَا ذَخَرْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ إِجْمَامِكَ لَهُمْ وَ الثِّقَةِ مِنْهُمْ بِمَا عَوَّدْتَهُمْ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ وَ رِفْقِكَ بِهِمْ
  76. فَرُبَّمَا حَدَثَ مِنَ الْأُمُورِ مَا إِذَا عَوَّلْتَ فِيهِ عَلَيْهِمْ مِنْ بَعْدُ احْتَمَلُوهُ طِيبَةَ أَنْفُسِهِمْ بِهِ فَإِنَّ الْعُمْرَانَ مُحْتَمِلٌ مَا حَمَّلْتَهُ
  77. وَ إِنَّمَا يُؤْتَى خَرَابُ الْأَرْضِ مِنْ إِعْوَازِ  أَهْلِهَا وَ إِنَّمَا يُعْوِزُ أَهْلُهَا لِإِشْرَافِ أَنْفُسِ الْوُلَاةِ عَلَى الْجَمْعِ وَ سُوءِ ظَنِّهِمْ بِالْبَقَاءِ وَ قِلَّةِ انْتِفَاعِهِمْ بِالْعِبَرِ
  78. ثُمَّ انْظُرْ فِي حَالِ كُتَّابِكَ فَوَلِّ عَلَى أُمُورِكَ خَيْرَهُمْ وَ اخْصُصْ رَسَائِلَكَ الَّتِي تُدْخِلُ فِيهَا مَكَايِدَكَ وَ أَسْرَارَكَ بِأَجْمَعِهِمْ لِوُجُوهِ صَالِحِ الْأَخْلَاقِ مِمَّنْ لَا تُبْطِرُهُ الْكَرَامَةُ فَيَجْتَرِئَ بِهَا عَلَيْكَ فِي خِلَافٍ لَكَ بِحَضْرَةِ مَلَإٍ
  79. وَ لَا تَقْصُرُ بِهِ الْغَفْلَةُ عَنْ إِيرَادِ مُكَاتَبَاتِ عُمِّالِكَ عَلَيْكَ وَ إِصْدَارِ جَوَابَاتِهَا عَلَى الصَّوَابِ عَنْكَ وَ فِيمَا يَأْخُذُ لَكَ وَ يُعْطِي مِنْكَ وَ لَا يُضْعِفُ عَقْداً اعْتَقَدَهُ لَكَ وَ لَا يَعْجِزُ عَنْ إِطْلَاقِ مَا عُقِدَ عَلَيْكَ
  80. وَ لَا يَجْهَلُ مَبْلَغَ قَدْرِ نَفْسِهِ فِي الْأُمُورِ فَإِنَّ الْجَاهِلَ بِقَدْرِ نَفْسِهِ يَكُونُ بِقَدْرِ غَيْرِهِ أَجْهَلَ
  81. ثُمَّ لَا يَكُنِ اخْتِيَارُكَ إِيَّاهُمْ عَلَى فِرَاسَتِكَ وَ اسْتِنَامَتِكَ وَ حُسْنِ الظَّنِّ مِنْكَ فَإِنَّ الرِّجَالَ يَتَعَرَّضُونَ لِفِرَاسَاتِ الْوُلَاةِ بِتَصَنُّعِهِمْ وَ حُسْنِ خِدْمَتِهِمْ
  82. وَ لَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ النَّصِيحَةِ وَ الْأَمَانَةِ شَيْ ءٌ  وَ لَكِنِ اخْتَبِرْهُمْ بِمَا وُلُّوا لِلصَّالِحِينَ قَبْلَكَ فَاعْمِدْ لِأَحْسَنِهِمْ كَانَ فِي الْعَامَّةِ أَثَراً وَ أَعْرَفِهِمْ بِالْأَمَانَةِ وَجْهاً فَإِنَّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى نَصِيحَتِكَ لِلَّهِ وَ لِمَنْ وُلِّيتَ أَمْرَهُ
  83. وَ اجْعَلْ لِرَأْسِ كُلِّ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِكَ رَأْساً مِنْهُمْ لَا يَقْهَرُهُ كَبِيرُهَا وَ لَا يَتَشَتَّتُ عَلَيْهِ كَثِيرُهَا وَ مَهْمَا كَانَ فِي كُتَّابِكَ مِنْ عَيْبٍ فَتَغَابَيْتَ عَنْهُ أُلْزِمْتَهُ
  84. ثُمَّ اسْتَوْصِ بِالتُّجَّارِ وَ ذَوِي الصِّنَاعَاتِ وَ أَوْصِ بِهِمْ خَيْراً الْمُقِيمِ مِنْهُمْ وَ الْمُضْطَرِبِ بِمَالِهِ وَ الْمُتَرَفِّقِ بِبَدَنِهِ
  85. فَإِنَّهُمْ مَوَادُّ الْمَنَافِعِ وَ أَسْبَابُ الْمَرَافِقِ وَ جُلَّابُهَا مِنَ الْمَبَاعِدِ وَ الْمَطَارِحِ فِي بَرِّكَ وَ بَحْرِكَ وَ سَهْلِكَ وَ جَبَلِكَ وَ حَيْثُ لَا يَلْتَئِمُ النَّاسُ لِمَوَاضِعِهَا وَ لَا يَجْتَرِءُونَ عَلَيْهَا فَإِنَّهُمْ سِلْمٌ لَا تُخَافُ بَائِقَتُهُ وَ صُلْحٌ لَا تُخْشَى غَائِلَتُهُ
  86. وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ بِحَضْرَتِكَ وَ فِي حَوَاشِي بِلَادِكَ وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ فِي كَثِيرٍ مِنْهُمْ ضِيقاً فَاحِشاً وَ شُحّاً قَبِيحاً وَ احْتِكَاراً لِلْمَنَافِعِ وَ تَحَكُّماً فِي الْبِيَاعَاتِ وَ ذَلِكَ بَابُ مَضَرَّةٍ لِلْعَامَّةِ وَ عَيْبٌ عَلَى الْوُلَاةِ
  87. فَامْنَعْ مِنَ الِاحْتِكَارِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله  )مَنَعَ مِنْهُ وَ لْيَكُنِ  الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْلٍ وَ أَسْعَارٍ لَا تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَ الْمُبْتَاعِ
  88. فَمَنْ قَارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَ عَاقِبْهُ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ
  89. ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لَا حِيلَةَ لَهُمْ مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى وَ الزَّمْنَى فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً وَ مُعْتَرّاً
  90. وَ احْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ وَ قِسْماً مِنْ غَلَّاتِ صَوَافِي الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ فَإِنَّ لِلْأَقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلْأَدْنَى
  91. وَ كُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ وَ لَا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ فَإِنَّكَ لَا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِ التَّافِهِ لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ
  92.  فَلَا تُشْخِصْ هَمَّكَ عَنْهُمْ وَ لَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ
  93. وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لَا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ التَّوَاضُعِ فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ
  94. ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالْإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ تَلْقَاهُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الْإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ وَ كُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ
  95. وَ تَعَهَّدْ أَهْلَ الْيُتْمِ وَ ذَوِي الرِّقَّةِ فِي السِّنِّ مِمَّنْ لَا حِيلَةَ لَهُ وَ لَا يَنْصِبُ لِلْمَسْأَلَةِ نَفْسَهُ وَ ذَلِكَ عَلَى الْوُلَاةِ ثَقِيلٌ وَ الْحَقُّ كُلُّهُ ثَقِيلٌ  وَ قَدْ يُخَفِّفُهُ اللَّهُ عَلَى أَقْوَامٍ طَلَبُوا الْعَاقِبَةَ فَصَبَّرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ وَثِقُوا بِصِدْقِ مَوْعُودِ اللَّهِ لَهُمْ
  96. وَ اجْعَلْ لِذَوِي الْحَاجَاتِ مِنْكَ قِسْماً تُفَرِّغُ لَهُمْ فِيهِ شَخْصَكَ وَ تَجْلِسُ لَهُمْ مَجْلِساً عَامّاً فَتَتَوَاضَعُ فِيهِ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ وَ تُقْعِدُ عَنْهُمْ جُنْدَكَ وَ أَعْوَانَكَ مِنْ أَحْرَاسِكَ وَ شُرَطِكَ حَتَّى يُكَلِّمَكَ مُتَكَلِّمُهُمْ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ
  97. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله  )يَقُولُ فِي غَيْرِ مَوْطِنٍ (لَنْ تُقَدَّسَ أُمَّةٌ لَا يُؤْخَذُ لِلضَّعِيفِ فِيهَا حَقُّهُ مِنَ الْقَوِيِّ غَيْرَ مُتَتَعْتِعٍ)
  98. ثُمَّ احْتَمِلِ الْخُرْقَ مِنْهُمْ وَ الْعِيَّ وَ نَحِّ عَنْهُمُ الضِّيقَ وَ الْأَنَفَ يَبْسُطِ اللَّهُ عَلَيْكَ بِذَلِكَ أَكْنَافَ رَحْمَتِهِ وَ يُوجِبْ لَكَ ثَوَابَ طَاعَتِهِ وَ أَعْطِ مَا أَعْطَيْتَ هَنِيئاً وَ امْنَعْ فِي إِجْمَالٍ وَ إِعْذَارٍ.
  99. ثُمَّ أُمُورٌ مِنْ أُمُورِكَ لَا بُدَّ لَكَ مِنْ مُبَاشَرَتِهَا مِنْهَا إِجَابَةُ عُمَّالِكَ بِمَا يَعْيَا عَنْهُ كُتَّابُكَ وَ مِنْهَا إِصْدَارُ حَاجَاتِ النَّاسِ عِنْدَ وُرُودِهَا عَلَيْكَ بِمَا تَحْرَجُ بِهِ صُدُورُ أَعْوَانِكَ
  100. وَ أَمْضِ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ مَا فِيهِ
  101. وَ اجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اللَّهِ أَفْضَلَ تِلْكَ الْمَوَاقِيتِ وَ أَجْزَلَ تِلْكَ الْأَقْسَامِ وَ إِنْ كَانَتْ كُلُّهَا لِلَّهِ إِذَا صَلُحَتْ فِيهَا النِّيَّةُ وَ سَلِمَتْ مِنْهَا الرَّعِيَّةُ
  102. وَ لْيَكُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ لِلَّهِ بِهِ دِينَكَ إِقَامَةُ فَرَائِضِهِ الَّتِي هِيَ لَهُ خَاصَّةً فَأَعْطِ اللَّهَ مِنْ بَدَنِكَ فِي لَيْلِكَ وَ نَهَارِكَ وَ وَفِ   مَا تَقَرَّبْتَ بِهِ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ كَامِلًا غَيْرَ مَثْلُومٍ وَ لَا مَنْقُوصٍ بَالِغاً مِنْ بَدَنِكَ مَا بَلَغَ
  103. وَ إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ لِلنَّاسِ فَلَا تَكُونَنَّ مُنَفِّراً وَ لَا مُضَيِّعاً فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِهِ الْعِلَّةُ وَ لَهُ الْحَاجَةُ
  104. وَ قَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله  )حِينَ وَجَّهَنِي إِلَى الْيَمَنِ كَيْفَ أُصَلِّي بِهِمْ فَقَالَ صَلِّ بِهِمْ كَصَلَاةِ أَضْعَفِهِمْ وَ كُنْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً .
  105. وَ أَمَّا بَعْدَ هَذَا فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِيَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِيَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّيقِ وَ قِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ
  106. وَ الِاحْتِجَابُ مِنْهُمْ يَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَيَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْكَبِيرُ وَ يَعْظُمُ الصَّغِيرُ وَ يَقْبُحُ الْحَسَنُ وَ يَحْسُنُ الْقَبِيحُ وَ يُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ
  107. وَ إِنَّمَا الْوَالِي بَشَرٌ لَا يَعْرِفُ مَا تَوَارَى عَنْهُ النَّاسُ بِهِ مِنَ الْأُمُورِ
  108.  وَ لَيْسَتْ عَلَى الْحَقِّ سِمَاتٌ تُعْرَفُ بِهَا ضُرُوبُ الصِّدْقِ مِنَ الْكَذِبِ
  109. وَ إِنَّمَا أَنْتَ أَحَدُ رَجُلَيْنِ إِمَّا امْرُؤٌ سَخَتْ نَفْسُكَ بِالْبَذْلِ فِي الْحَقِّ فَفِيمَ احْتِجَابُكَ مِنْ وَاجِبِ حَقٍّ تُعْطِيهِ أَوْ فِعْلٍ كَرِيمٍ تُسْدِيهِ أَوْ مُبْتَلًى بِالْمَنْعِ فَمَا أَسْرَعَ كَفَّ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَتِكَ إِذَا أَيِسُوا مِنْ بَذْلِكَ
  110. مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ حَاجَاتِ النَّاسِ إِلَيْكَ مِمَّا لَا مَئُونَةَ فِيهِ عَلَيْكَ مِنْ شَكَاةِ مَظْلِمَةٍ أَوْ طَلَبِ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ.
  111. ثُمَّ إِنَّ لِلْوَالِي خَاصَّةً وَ بِطَانَةً فِيهِمُ اسْتِئْثَارٌ وَ تَطَاوُلٌ وَ قِلَّةُ إِنْصَافٍ فِي مُعَامَلَةٍ فَاحْسِمْ مَادَّةَ أُولَئِكَ بِقَطْعِ أَسْبَابِ تِلْكَ الْأَحْوَالِ
  112. وَ لَا تُقْطِعَنَّ لِأَحَدٍ مِنْ حَاشِيَتِكَ وَ حَامَّتِكَ قَطِيعَةً وَ لَا يَطْمَعَنَّ مِنْكَ فِي اعْتِقَادِ عُقْدَةٍ تَضُرُّ بِمَنْ يَلِيهَا مِنَ النَّاسِ فِي شِرْبٍ أَوْ عَمَلٍ مُشْتَرَكٍ يَحْمِلُونَ مَئُونَتَهُ عَلَى غَيْرِهِمْ فَيَكُونَ مَهْنَأُ ذَلِكَ لَهُمْ دُونَكَ وَ عَيْبُهُ عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ
  113. وَ أَلْزِمِ الْحَقَّ مَنْ لَزِمَهُ مِنَ الْقَرِيبِ وَ الْبَعِيدِ وَ كُنْ فِي ذَلِكَ صَابِراً  مُحْتَسِباً وَاقِعاً ذَلِكَ مِنْ قَرَابَتِكَ وَ خَاصَّتِكَ حَيْثُ وَقَعَ وَ ابْتَغِ عَاقِبَتَهُ بِمَا يَثْقُلُ عَلَيْكَ مِنْهُ فَإِنَّ مَغَبَّةَ ذَلِكَ مَحْمُودَةٌ
  114. وَ إِنْ ظَنَّتِ الرَّعِيَّةُ بِكَ حَيْفاً فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَ اعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ وَ رِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وَ إِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ
  115. وَ لَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ لِلَّهِ فِيهِ رِضًا فَإِنَّ فِي الصُّلْحِ دَعَةً لِجُنُودِكَ وَ رَاحَةً مِنْ هُمُومِكَ وَ أَمْناً لِبِلَادِكَ
  116. وَ لَكِنِ الْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ عَدُوِّكَ بَعْدَ صُلْحِهِ فَإِنَّ الْعَدُوَّ رُبَّمَا قَارَبَ لِيَتَغَفَّلَ فَخُذْ بِالْحَزْمِ وَ اتَّهِمْ فِي ذَلِكَ حُسْنَ الظَّنِّ
  117. وَ إِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عَدُوٍّ لَكَ عُقْدَةً أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ وَ ارْعَ ذِمَّتَكَ بِالْأَمَانَةِ
  118. وَ اجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا أَعْطَيْتَ
  119. فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ شَيْ ءٌ النَّاسُ أَشَدُّ عَلَيْهِ اجْتِمَاعاً مَعَ تَفَرُّقِ أَهْوَائِهِمْ وَ تَشَتُّتِ آرَائِهِمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَ قَدْ لَزِمَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ
  120. فَلَا تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ وَ لَا تَخْيِسَنَّ بِعَهْدِكَ وَ لَا تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ فَإِنَّهُ لَا يَجْتَرِئُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا جَاهِلٌ شَقِيٌّ
  121. وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَهْدَهُ وَ ذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ  بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ وَ حَرِيماً يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ وَ يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ فَلَا إِدْغَالَ وَ لَا مُدَالَسَةَ وَ لَا خِدَاعَ فِيهِ
  122. وَ لَا تَعْقِدْ عَقْداً تُجَوِّزُ فِيهِ الْعِلَلُ وَ لَا تُعَوِّلَنَّ عَلَى لَحْنِ قَوْلٍ بَعْدَ التَّأْكِيدِ وَ التَّوْثِقَةِ
  123. وَ لَا يَدْعُوَنَّكَ ضِيقُ أَمْرٍ لَزِمَكَ فِيهِ عَهْدُ اللَّهِ إِلَى طَلَبِ انْفِسَاخِهِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
  124. فَإِنَّ صَبْرَكَ عَلَى ضِيقِ أَمْرٍ تَرْجُو انْفِرَاجَهُ وَ فَضْلَ عَاقِبَتِهِ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخَافُ تَبِعَتَهُ وَ أَنْ تُحِيطَ بِكَ مِنَ اللَّهِ فِيهِ طِلْبَةٌ لَا تَسْتَقِيلُ فِيهَا دُنْيَاكَ وَ لَا آخِرَتَكَ
  125. إِيَّاكَ وَ الدِّمَاءَ وَ سَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْ ءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَ لَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَ لَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ
  126. وَ انْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
  127. فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَ يُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَ يَنْقُلُهُ وَ لَا عُذْرَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عِنْدِي فِي قَتْلِ الْعَمْدِ لِأَنَّ فِيهِ قَوَدَ الْبَدَنِ
  128. وَ إِنِ ابْتُلِيتَ بِخَطَإٍ وَ أَفْرَطَ عَلَيْكَ سَوْطُكَ أَوْ سَيْفُكَ أَوْ يَدُكَ بِالْعُقُوبَةِ فَإِنَّ فِي الْوَكَزَةِ فَمَا فَوْقَهَا مَقْتَلَةً فَلَا تَطْمَحَنَّ بِكَ نَخْوَةُ سُلْطَانِكَ عَنْ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى أَوْلِيَاءِ الْمَقْتُولِ حَقَّهُمْ
  129. وَ إِيَّاكَ وَ الْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ وَ الثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَ حُبِّ الْإِطْرَاءِ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ  مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ
  130. وَ إِيَّاكَ وَ الْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ أَوِ التَّزَيُّدَ فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ
  131. فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الْإِحْسَانَ وَ التَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ وَ الْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ عِنْدَ اللَّهِ وَ النَّاسِ
  132.  قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ)
  133. وَ إِيَّاكَ وَ الْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ التَّسَاقُطَ فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ أَوِ الْوَهْنَ عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَهُ وَ أَوْقِعْ كُلَّ عَمَلٍ مَوْقِعَهُ
  134. وَ إِيَّاكَ وَ الِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ وَ التَّغَابِيَ عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ وَ عَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الْأُمُورِ وَ يُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ
  135. امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ وَ سَوْرَةَ حَدِّكَ وَ سَطْوَةَ يَدِكَ وَ غَرْبَ لِسَانِكَ وَ احْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ وَ تَأْخِيرِ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ وَ لَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ
  136. وَ الْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا ( صلى الله عليه وآله  )أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ
  137. فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِهِ فِيهَا وَ تَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا وَ اسْتَوْثَقْتُ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا فَلَنْ يَعْصِمَ مِنَ السُّوءِ
  138.  وَ لَا يُوَفِّقُ لِلْخَيْرِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى
  139. وَ قَدْ كَانَ فِيمَا عَهِدَ إِلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله  )فِي وَصَايَاهُ تَحْضِيضٌ عَلَى الصَّلاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ مَا مَلَكَتْهُ أَيْمَانُكُمْ فَبِذَلِكَ أَخْتِمُ لَكَ بِمَا عَهِدْتُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ
  140. وَ مِنْ هَذَا الْعَهْدِ وَ هُوَ آخِرُهُ وَ أَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ عَلَى إِعْطَاءِ كُلِّ رَغْبَةٍ أَنْ يُوَفِّقَنِي وَ إِيَّاكَ لِمَا فِيهِ رِضَاهُ مِنَ الْإِقَامَةِ عَلَى الْعُذْرِ الْوَاضِحِ إِلَيْهِ وَ إِلَى خَلْقِهِ
  141. مَعَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فِي الْعِبَادِ وَ جَمِيلِ الْأَثَرِ فِي الْبِلَادِ وَ تَمَامِ النِّعْمَةِ وَ تَضْعِيفِ الْكَرَامَةِ وَ أَنْ يَخْتِمَ لِي وَ لَكَ بِالسَّعَادَةِ وَ الشَّهَادَةِ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
  142. وَ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ

متن فارسی

(از فرمان او به مالک اشتر)اين فرمان را برای مالک اشتر نخعی نوشت، هنگامی که او را امارت مصر و توابع آن داد. در آن هنگام که کار بر محمد بن ابی بکر آشفته شده بود. اين فرمان درازترين فرمانهاست و از ديگر نامه های او محاسن بيشتری در بردارد.

  1. به نام خداوند بخشاينده مهربان اين فرمانی است از بنده خدا، علی امير المؤمنين، به مالک بن الحارث الاشتر. در پيمانی که با او می نهد، هنگامی که او را فرمانروايی مصر داد تا خراج آنجا را گرد آورد و با دشمنانش پيکار کند و کار مردمش را به صلاح آورد و شهرهايش را آباد سازد.
  2. او را به ترس از خدا و برگزيدن طاعت او بر ديگر کارها و پيروی از هر چه در کتاب خود بدان فرمان داده، از واجبات و سنتهايی که کس به سعادت نرسد مگر به پيروی از آنها، و به شقاوت نيفتد، مگر به انکار آنها و ضايع گذاشتن آنها.
  3. و بايد که خدای سبحان را ياری نمايد به دل و دست و زبان خود، که خدای جلّ اسمه، ياری کردن هر کس را که ياريش کند و عزيز داشتن هر کس را که عزيزش دارد بر عهده گرفته است.
  4. و او را فرمان می دهد که زمام نفس خويش در برابر شهوتها به دست گيرد و از سرکشيهايش باز دارد، زيرا نفس همواره به بدی فرمان دهد، مگر آنکه خداوند رحمت آورد.
  5. ای مالک، بدان که تو را به بلادی فرستاده ام که پيش از تو دولتها ديده، برخی دادگر و برخی ستمگر. و مردم در کارهای تو به همان چشم می نگرند که تو در کارهای واليان پيش از خود می نگری و در باره تو همان گويند که تو در باره آنها می گويی
  6. و نيکوکاران را از آنچه خداوند در باره آنها بر زبان مردم جاری ساخته، توان شناخت.
  7. بايد بهترين اندوخته ها در نزد تو، اندوخته کار نيک باشد.
  8. پس زمام هواهای  نفس خويش فروگير و بر نفس خود، در آنچه برای او روا نيست، بخل بورز که بخل ورزيدن بر نفس، انصاف دادن است در آنچه دوست دارد يا ناخوش می شمارد. مهربانی به رعيت و دوست داشتن آنها و لطف در حق ايشان را شعار دل خود ساز.
  9. چونان حيوانی درنده مباش که خوردنشان را غنيمت شماری، زيرا آنان دو گروهند يا همکيشان تو هستند يا همانندان تو در آفرينش. از آنها خطاها سر خواهد زد و علتهايی عارضشان خواهد شد و، بعمد يا خطا، لغزشهايی کنند،
  10. پس، از عفو و بخشايش خويش نصيبشان ده، همان گونه که دوست داری که خداوند نيز از عفو و بخشايش خود تو را نصيب دهد. زيرا تو برتر از آنها هستی و، آنکه تو را بر آن سرزمين ولايت داده، برتر از توست و خداوند برتر از کسی است که تو را ولايت داده است. ساختن کارشان را از تو خواسته و تو را به آنها آزموده است.
  11. ای مالک، خود را برای جنگ با خدا بسيج مکن که تو را در برابر خشم او توانی نيست و از عفو و بخشايش او هرگز بی نياز نخواهی بود. هرگاه کسی را بخشودی، از کرده خود پشيمان مشو و هرگاه کسی را عقوبت نمودی، از کرده خود شادمان مباش.
  12. هرگز به خشمی، که از آنت امکان رهايی هست، مشتاب و مگوی که مرا بر شما امير ساخته اند و بايد فرمان من اطاعت شود. زيرا، چنين پنداری سبب فساد دل و سستی دين و نزديک شدن دگرگونيها در نعمتهاست.
  13. هرگاه، از سلطه و قدرتی که در آن هستی در تو نخوتی يا غروری پديد آمد به عظمت ملک خداوند بنگر که برتر از توست و بر کارهايی تواناست که تو را بر آنها توانايی نيست.
  14. اين نگريستن سرکشی تو را تسکين می دهد و تندی و سرافرازی را فرو می کاهد و خردی را که از تو گريخته است به تو باز می گرداند.
  15. بپرهيز از اين که خود را در عظمت با خدا برابر داری يا در کبريا و جبروت، خود را به او همانند سازی که خدا هر جباری را خوار کند و هر خودکامه ای را پست و بی مقدار سازد.
  16. هر چه خدا بر تو فريضه کرده است، ادا کن و در باره خواص  خويشاوندانت و از افراد رعيت، هرکس را که دوستش می داری، انصاف را رعايت نمای. که اگر نه چنين کنی، ستم کرده ای
  17. و هر که بر بندگان خدا ستم کند، افزون بر بندگان، خدا نيز خصم او بود. و خدا با هر که خصومت کند، حجتش را نادرست سازد و همواره با او در جنگ باشد تا از اين کار باز ايستد و توبه کند.
  18. هيچ چيز چون ستمکاری، نعمت خدا را ديگرگون نکند و خشم خدا را برنينگيزد، زيرا خدا دعای ستمديدگان را می شنود و در کمين ستمکاران است.
  19. بايد که محبوبترين کارها در نزد تو، کارهايی باشد که با ميانه روی سازگارتر بود و با عدالت دمسازتر و خشنودی رعيت را در پی داشته باشد زيرا خشم توده های مردم، خشنودی نزديکان را زير پای بسپرد و حال آنکه، خشم نزديکان اگر توده های مردم از تو خشنود باشند، ناچيز گردد.
  20. خواص و نزديکان کسانی هستند که به هنگام فراخی و آسايش بر دوش والی باری گران اند و چون حادثه ای پيش آيد کمتر از هر کس به ياريش برخيزند و خوش ندارند که به انصاف در باره آنان قضاوت شود. اينان همه چيز را به اصرار از والی می طلبند و اگر عطايی يابند، کمتر از همه سپاس می گويند و اگر به آنان ندهند، ديرتر از ديگران پوزش می پذيرند. در برابر سختيهای روزگار، شکيباييشان بس اندک است.
  21. اما ستون دين و انبوهی مسلمانان و ساز و برگ در برابر دشمنان، عامه مردم هستند، پس، بايد توجه تو به آنان بيشتر و ميل تو به ايشان افزونتر باشد.
  22. و بايد که دورترين افراد رعيت از تو و دشمنترين آنان در نزد تو، کسی باشد که بيش از ديگران عيبجوی مردم است. زيرا در مردم عيبهايی است و والی از هر کس ديگر به پوشيدن آنها سزاوارتر است. از عيبهای مردم آنچه از نظرت پنهان است، مخواه که آشکار شود، زيرا آنچه بر عهده توست، پاکيزه ساختن چيزهايی است که بر تو آشکار است
  23. و خداست که بر آنچه از نظرت پوشيده است، داوری کند. تا توانی عيبهای ديگران را بپوشان، تا خداوند عيبهای تو را که خواهی از رعيت مستور بماند، بپوشاند.
  24. و از مردم گره هر کينه ای را بگشای و از دل بيرون کن و رشته هر عداوت را بگسل و خود را از آنچه از تو پوشيده داشته اند، به تغافل زن و گفته سخن چين را تصديق مکن. زيرا سخن چين، خيانتکار است، هر چند، خود را چون نيکخواهان وانمايد.
  25. با بخيلان رأی مزن که تو را از جود و بخشش باز دارند و نه با حريصان، زيرا حرص و طمع را در چشم تو می آرايند که بخل و ترس و آزمندی، خصلتهايی گوناگون هستند که سوء ظن به خدا همه را در بر دارد.
  26. بدترين وزيران تو، وزيری است که وزير بدکاران پيش از تو بوده است و شريک گناهان ايشان. مبادا که اينان همراز و همدم تو شوند، زيرا ياور گناهکاران و مددکار ستم پيشگان بوده اند.
  27. در حالی که، تو می توانی بهترين جانشين را برايشان بيابی از کسانی که در رأی و انديشه و کاردانی همانند ايشان باشند ولی بار گناهی چون بار گناه آنان بر دوش ندارند، از کسانی که ستمگری را در ستمش و بزهکاری را در بزهش ياری نکرده باشند.
  28. رنج اينان بر تو کمتر است و ياريشان بهتر و مهربانيشان بيشتر و دوستيشان با غير تو کمتر است.
  29. اينان را در خلوت و جلوت به دوستی برگزين.
  30. و بايد که برگزيده ترين وزيران تو کسانی باشند که سخن حق بر زبان آرند، هر چند، حق تلخ باشد و در کارهايی که خداوند بر دوستانش نمی پسندد کمتر تو را ياری کنند، هر چند، که اين سخنان و کارها تو را ناخوش آيد.
  31. به پرهيزگاران و راست گويان بپيوند، سپس، از آنان بخواه که تو را فراوان نستايند و به باطلی که مرتکب آن نشده ای، شادمانت ندارند، زيرا ستايش آميخته به تملق، سبب خودپسندی شود و آدمی را به سرکشی وادارد.
  32. و نبايد که نيکوکار و بدکار در نزد تو برابر باشند، زيرا اين کار سبب شود که نيکوکاران را به نيکوکاری رغبتی نماند، ولی بدکاران را به بدکاری رغبت بيفزايد. با هر يک چنان رفتار کن که او خود را بدان ملزم ساخته است.
  33. و بدان، بهترين چيزی که حسن ظن والی را نسبت به رعيتش سبب می شود، نيکی کردن والی است در حق رعيت و کاستن است از بار رنج آنان و به اکراه وادار نکردنشان به انجام دادن کارهايی که بدان ملزم نيستند.
  34. و تو بايد در اين باره چنان باشی که حسن ظن رعيت برای تو فراهم آيد. زيرا حسن ظن آنان، رنج بسياری را از تو دور می سازد.
  35. به حسن ظن تو، کسی سزاوارتر است که در حق او بيشتر احسان کرده باشی و به بدگمانی، آن سزاوارتر که در حق او بدی کرده باشی.
  36. سنت نيکويی را که بزرگان اين امت به آن عمل کرده اند و رعيت بر آن سنت به نظام آمده و حالش نيکو شده است، مشکن و سنتی مياور که به سنتهای نيکوی گذشته زيان رساند، آن گاه پاداش نيک بهره کسانی شود که آن سنتهای نيکو نهاده اند و گناه بر تو ماند که آنها را شکسته ای. تا کار کشورت به سامان آيد و نظامهای نيکويی، که پيش از تو مردم برپای داشته بودند برقرار بماند،
  37. با دانشمندان و حکيمان، فراوان، گفتگو کن در تثبيت آنچه امور بلاد تو را به صلاح می آورد و آن نظم و آيين که مردم  پيش از تو بر پای داشته اند.
  38. بدان، که رعيت را صنفهايی است که کارشان جز به يکديگر اصلاح نشود و از يکديگر بی نياز نباشند. صنفی از ايشان لشکرهای خدای اند و صنفی، دبيران خاص يا عام و صنفی قاضيان عدالت گسترند و صنفی، کارگزاران اند که بايد در کار خود انصاف و مدارا را به کار دارند
  39. و صنفی جزيه دهندگان و خراج گزارانند، چه ذمی و چه مسلمان و صنفی بازرگانان اند و صنعتگران و صنفی فرودين که حاجتمندان و مستمندان باشند.
  40. هر يک را خداوند سهمی معين کرده و ميزان آن را در کتاب خود و سنت پيامبرش (صلی الله عليه و آله) بيان فرموده و دستوری داده که در نزد ما نگهداری می شود.
  41. اما لشکرها، به فرمان خدا دژهای استوار رعيت اند و زينت واليان. دين به آنها عزّت يابد و راهها به آنها امن گردد و کار رعيت جز به آنها استقامت نپذيرد.
  42. و کار لشکر سامان نيابد، جز به خراجی که خداوند برای ايشان مقرر داشته تا در جهاد با دشمنانشان نيرو گيرند و به آن در به سامان آوردن کارهای خويش اعتماد کنند ونيازهايشان را برآورد.
  43. اين دو صنف، برپای نمانند مگر به صنف سوم که قاضيان و کارگزاران و دبيران اند، اينان عقدها و معاهده ها را می بندند و منافع حکومت را گرد می آورند و در هر کار، چه خصوصی و چه عمومی، به آنها متکی توان بود.
  44. و اينها که برشمردم، استوار نمانند مگر به بازرگانان و صنعتگران که گردهم می آيند و تا سودی حاصل کنند، بازارها را برپای می دارند و به کارهايی که ديگران در انجام دادن آنها ناتوان اند امور رعيت را سامان می دهند.
  45. آن گاه، صنف فرودين، يعنی نيازمندان و مسکينان اند و سزاوار است که والی آنان را به بخشش خود بنوازد و ياريشان کند.
  46. در نزد خداوند، برای هر يک از اين اصناف، گشايشی است. و هر يک را بر والی حقی است، آن قدر که حال او نيکو دارد و کارش را به صلاح آورد. و والی از عهده آنچه خدا بر او مقرر داشته، بر نيايد مگر، به کوشش و ياری خواستن از خدای و ملزم ساختن خويش به اجرای حق و شکيبايی ورزيدن در کارها، خواه بر او دشوار آيد يا آسان نمايد.
  47. آن گاه از لشکريان خود آن را که در نظرت نيکخواه ترين آنها به خدا و پيامبر او و امام توست، به کار برگمار. اينان بايد پاکدامن ترين و شکيباترين افراد سپاه باشند، دير خشمناک شوند و چون از آنها پوزش خواهند، آرامش يابند. به ناتوانان، مهربان و بر زورمندان، سختگير باشند. درشتيشان به ستم بر نينگيزد و نرميشان برجای ننشاند.
  48. آن گاه به مردم صاحب حسب و خوشنام بپيوند، از خاندانهای صالح که سابقه ای نيکو دارند و نيز پيوند خود با سلحشوران و دليران و سخاوتمندان و جوانمردان استوار نمای، زيرا اينان مجموعه های کرم اند و شاخه های احسان و خوبی.
  49. آن گاه به کارهايشان آن چنان بپرداز که پدر و مادر به کار فرزند خويش می پردازند. اگر کاری کرده ای که سبب نيرومندی آنها شده است، نبايد در نظرت بزرگ آيد و نيز نبايد لطف و احسان تو در حق آنان هر چند خرد باشد، در نظرت اندک جلوه کند. زيرا لطف و احسان تو سبب می شود که نصيحت خود از تو دريغ ندارند و به تو حسن ظن يابند.
  50. نبايد بدين بهانه، که به کارهای بزرگ می پردازی، از کارهای کوچکشان غافل مانی، زيرا الطاف کوچک را جايی است که از آن بهره مند می شوند و توجه به کارهای بزرگ را هم جايی است که از آن بی نياز نخواهند بود.
  51. بايد برگزيده ترين سران سپاه تو، در نزد تو، کسی باشد که در بخشش به افراد سپاه قصور نورزد و به آنان ياری رساند و از مال خويش چندان بهره مندشان سازد که هزينه خود و خانواده شان را، که بر جای نهاده اند، کفايت کند، تا يکدل و يک رأی روی به جهاد دشمن آورند، زيرا مهربانی تو به آنها دلهايشان را به تو مهربان سازد.
  52. و بايد که بهترين مايه شادمانی واليان برپای داشتن عدالت در بلاد باشد و پديد آمدن دوستی در ميان افراد رعيت.
  53. و اين دوستی پديد نيايد، مگر به سلامت دلهاشان. و نيکخواهيشان درست نبود، مگر آن گاه که برای کارهای خود بر گرد واليان خود باشند و بار دولت ايشان را بر دوش خويش سنگين نشمارند و از دير کشيدن فرمانرواييشان ملول نشوند.
  54. پس اميدهايشان را نيک برآور و پيوسته به نيکيشان بستای و رنجهايی را که تحمل کرده اند، همواره بر زبان آر، زيرا ياد کردن از کارهای نيکشان، دليران را برمی انگيزد و از کارماندگان را به کار ترغيب می کند. ان شاء الله.
  55. و همواره در نظر دار که هر يک در چه کاری تحمل رنجی کرده اند، تا رنجی را که يکی تحمل کرده به حساب ديگری نگذاری و کمتر از رنج و محنتی که تحمل کرده، پاداشش مده. شرف و بزرگی کسی تو را واندارد که رنج اندکش را بزرگ شمری و فرودستی کسی تو را واندارد که رنج بزرگش را خرد به حساب آوری.
  56. چون کاری بر تو دشوار گردد و شبهه آميز شود در آن کار به خدا و رسولش رجوع کن.
  57. زيرا خدای تعالی به قومی که دوستدار هدايتشان بود، گفته است: «ای کسانی که ايمان آورده ايد از خدا اطاعت کنيد و از رسول و الوالامر خويش فرمان بريد و چون در امری اختلاف کرديد اگر به خدا و روز قيامت ايمان داريد به خدا و پيامبر رجوع کنيد.»
  58. رجوع به خدا، گرفتن محکمات کتاب اوست و رجوع به رسول، گرفتن سنت جامع اوست، سنتی که مسلمانان را گرد می آورد و پراکنده نمی سازد.
  59. و برای داوری در ميان مردم، يکی از افراد رعيت را بگزين که در نزد تو برتر از ديگران بود. از آن کسان، که کارها بر او دشوار نمی آيد و از عهده کار قضا برمی آيد. مردی که مدعيان با ستيزه و لجاج، رأی خود را بر او تحميل نتوانند کرد و اگر مرتکب خطايی شد، بر آن اصرار نورزد و چون حقيقت را شناخت در گرايش به آن درنگ ننمايد و نفسش به آزمندی متمايل نگردد و به اندک فهم، بی آنکه به عمق حقيقت رسد، بسنده نکند.
  60. قاضی تو بايد، از هر کس ديگر موارد شبهه را بهتر بشناسد و بيش از همه به دليل متکی باشد و از مراجعه صاحبان دعوا کمتر از ديگران ملول شود و در کشف حقيقت، شکيباتر از همه باشد و چون حکم آشکار شد، قاطع رأی دهد.
  61. چرب زبانی و ستايش به خودپسنديش نکشاند. از تشويق و ترغيب ديگران به يکی از دو طرف دعوا متمايل نشود. چنين کسان اندک به دست آيند،
  62. پس داوری مردی چون او را نيکو تعهد کن و نيکو نگه دار. و در بذل مال به او، گشاده دستی به خرج ده تا گرفتاريش برطرف شود و نيازش به مردم نيفتد. و او را در نزد خود چنان منزلتی ده که نزديکانت در باره او طمع نکنند و در نزد تو از آسيب ديگران در امان ماند.
  63. در اين کار، نيکو نظر کن که اين دين در دست بدکاران اسير است. از روی هوا و هوس در آن عمل می کنند و آن را وسيله طلب دنيا قرار داده اند.
  64. در کار کارگزارانت بنگر و پس از آزمايش به کارشان برگمار، نه به سبب دوستی با آنها. و بی مشورت ديگران به کارشان مگمار، زيرا به رأی خود کار کردن و از ديگران مشورت نخواستن، گونه ای از ستم و خيانت است.
  65. کارگزاران شايسته را در ميان گروهی بجوی که اهل تجربت و حيا هستند و از خاندانهای صالح، آنها که در اسلام سابقه ای ديرين دارند. اينان به اخلاق شايسته ترند و آبرويشان محفوظتر است و از طمعکاری بيشتر رويگردان اند و در عواقب کارها بيشتر می نگرند.
  66. در ارزاقشان بيفزای، زيرا فراوانی ارزاق، آنان را بر اصلاح خود نيرو دهد و از دست اندازی به مالی که در تصرف دارند، باز می دارد. و نيز برای آنها حجت است، اگر فرمانت را مخالفت کنند يا در امانتت خللی پديد آورند.
  67. پس در کارهايشان تفقد کن و کاوش نمای و جاسوسانی از مردم راستگوی و وفادار به خود بر آنان بگمار.
  68. زيرا مراقبت نهانی تو در کارهايشان آنان را به رعايت امانت و مدارا در حق رعيت وامی دارد.
  69. و بنگر تا ياران کارگزارانت تو را به خيانت نيالايند. هر گاه يکی از ايشان دست به خيانت گشود و اخبار جاسوسان در نزد تو به خيانت او گرد آمد و همه بدان گواهی دادند، همين خبرها تو را بس بود.
  70. بايد به سبب خيانتی که کرده تنش را به تنبيه بيازاری و از کاری که کرده است، بازخواست نمايی. سپس، خوار و ذليلش سازی و مهر خيانت بر او زنی و ننک تهمت را بر گردنش آويزی.
  71. در کار خراج نيکو نظر کن، به گونه ای که به صلاح خراج گزاران باشد. زيرا صلاح کار خراج و خراج گزاران، صلاح کار ديگران است و ديگران حالشان نيکو نشود، مگر به نيکوشدن حال خراج گزاران، زيرا همه مردم روزيخوار خراج و خراج گزاران اند.
  72. ولی بايد بيش از تحصيل خراج در انديشه زمين باشی، زيرا خراج حاصل نشود، مگر به آبادانی زمين و هر که خراج طلبد و زمين را آباد نسازد، شهرها و مردم را هلاک کرده است و کارش استقامت نيابد، مگر اندکی.
  73. هرگاه از سنگينی خراج يا آفت محصول يا بريدن آب يا نيامدن باران يا دگرگون شدن زمين، چون در آب فرو رفتن آن يا بی آبی، شکايت نزد تو آوردند، از هزينه و رنجشان بکاه، آن قدر که اميد می داری که کارشان را سامان دهد.
  74. و کاستن از خراج بر تو گران نيايد، زيرا اندوخته ای شود برای آبادانی بلاد تو و زيور حکومت تو باشد،
  75. که ستايش آنها را به خود جلب کرده ای و سبب شادمانی دل تو گردد، که عدالت را در ميانشان گسترده ای و به افزودن ارزاقشان و به آنچه در نزد ايشان اندوخته ای از آسايش خاطرشان و اعتمادشان به دادگری خود و مدارا در حق ايشان، برای خود تکيه گاهی استوار ساخته ای.
  76. چه بسا کارها پيش آيد که اگر رفع مشکل را بر عهده آنها گذاری، به خوشدلی به انجامش رسانند. زيرا چون بلاد آباد گردد، هر چه بر عهده مردمش نهی، انجام دهند
  77. که ويرانی زمين را تنگدستی مردم آن سبب شود و مردم زمانی تنگدست گردند که همت واليان، همه گرد آوردن  مال بود و به ماندن خود بر سر کار اطمينان نداشته باشند و از آنچه مايه عبرت است، سود برنگيرند.
  78. سپس، به دبيرانت نظر کن و بهترين آنان را بر کارهای خود بگمار و نامه هايی را که در آن تدبيرها و اسرار حکومتت آمده است، از جمع دبيران، به کسی اختصاص ده که به اخلاق از ديگران شايسته تر باشد. از آن گروه که اکرام تو سرمستش نسازد يا چنان دليرش نکند که در مخالفت با تو، بر سر جمع سخن گويد
  79. و غفلتش سبب نشود که نامه های عاملانت را به تو نرساند يا در نوشتن پاسخ درست تو به آنها درنگ روا دارد، يا در آنچه برای تو می ستاند يا از سوی تو می دهد، سهل انگاری کند، يا پيمانی را که به سود تو بسته، سست گرداند و از فسخ پيمانی که به زيان توست، ناتوان باشد.
  80. دبير بايد به پايگاه و مقام خويش در کارها آگاه باشد زيرا کسی که مقدار خويش را نداند، به طريق اولی، مقدار ديگران را نتواند شناخت.
  81. مباد که در گزينش آنها بر فراست و اعتماد و حسن ظن خود تکيه کنی. زيرا مردان با ظاهر آرايی و نيکو خدمتی، خويشتن را در چشم واليان عزيز گردانند. ولی، در پس اين ظاهر آراسته و خدمت نيکو، نه نشانی از نيکخواهی است و نه امانت.
  82. دبيرانت را به کارهايی که برای حکام پيش از تو بر عهده داشته اند، بيازمای و از آن ميان، بهترين آنها را که در ميان مردم اثری نيکوتر نهاده اند و به امانت چهره ای شناخته اند، اختيار کن. که اگر چنين کنی اين کار دليل نيکخواهی تو برای خداوند است و هم به آن کس که کار خود را بر عهده تو نهاده.
  83. بر سر هر کاری از کارهای خود از ميان ايشان، رئيسی برگمار. کسی که بزرگی کار مقهورش نسازد و بسياری آنها سبب پراکندگی خاطرش نشود. اگر در دبيران تو عيبی يافته شود و تو از آن غفلت کرده باشی، تو را به آن بازخواست کنند.
  84. اينک سفارش مرا در حق بازرگانان و پيشه وران بپذير و در باره آنها به کارگزارانت نيکو سفارش کن. خواه آنها که بر يک جای مقيم اند و خواه آنها که با سرمايه خويش اين سو و آن سو سفر کنند و با دسترنج خود زندگی نمايند.
  85. زيرا اين گروه، خود مايه های منافع اند و اسباب رفاه و آسودگی و به دست آورندگان آن از راههای دشوار و دور و خشکی و دريا و دشتها و کوهساران و جايهايی که مردم در آن جايها گرد نيايند و جرئت رفتن به آن جايها ننمايند. اينان مردمی مسالمت جوی اند که  نه از فتنه گريهايشان بيمی است و نه از شر و فسادشان وحشتی.
  86. در کارشان نظر کن، خواه در حضرت تو باشند يا در شهرهای تو. با اين همه بدان که بسياری از ايشان را روشی ناشايسته است و حريص اند و بخيل. احتکار می کنند و به ميل خود برای کالای خود بها می گذارند، با اين کار به مردم زيان می رسانند و برای واليان هم مايه ننگ و عيب هستند.
  87. پس از احتکار منع کن که رسول الله (صلی الله عليه و آله) از آن منع کرده است و بايد خريد و فروش به آسانی صورت گيرد و بر موازين عدل، به گونه ای که در بها، نه فروشنده زيان بيند و نه بر خريدار اجحاف شود.
  88. پس از آنکه احتکار را ممنوع داشتی، اگر کسی باز هم دست به احتکار کالا زد، کيفرش ده و عقوبتش کن تا سبب عبرت ديگران گردد ولی کار به اسراف نکشد.
  89. خدا را، خدا را، در باب طبقه فرودين: کسانی که بيچارگان اند از مساکين و نيازمندان و بينوايان و زمينگيران. در اين طبقه، مردمی هستند سائل و مردمی هستند، که در عين نياز روی سؤال ندارند.
  90. خداوند حقی برای ايشان مقرر داشته و از تو خواسته است که آن را رعايت کنی، پس، در نگه داشت آن بکوش. برای اينان در بيت المال خود حقی مقرر دار و نيز بخشی از غلات اراضی خالصه اسلام را، در هر شهری، به آنان اختصاص ده. زيرا برای دورترينشان همان حقی است که نزديکترينشان از آن برخوردارند.
  91. و از تو خواسته اند که حق همه را، اعم از دور و نزديک، نيکو رعايت کنی. سرمستی و غرور، تو را از ايشان غافل نسازد، زيرا اين بهانه که کارهای خرد را به سبب پرداختن به کارهای مهم و بزرگ از دست هشتن، هرگز پذيرفته نخواهد شد.
  92. پس همت خود را از پرداختن به نيازهايشان دريغ مدار و به تکبر بر آنان چهره دژم منمای
  93. و کارهای کسانی را که به تو دست نتوانند يافت، خود، تفقد و بازجست نمای. اينان مردمی هستند که در نظر ديگران بی مقدارند و مورد تحقير رجال حکومت. کسانی از امينان خود را که خدای ترس و فروتن باشند، برای نگريستن در کارهايشان برگمار تا نيازهايشان را به تو گزارش کنند.
  94. با مردم چنان باش، که در روز حساب که خدا را ديدار می کنی، عذرت پذيرفته آيد که گروه ناتوانان و بينوايان به عدالت تو نيازمندتر از ديگران اند و چنان باش که برای يک يک آنان در پيشگاه خداوندی، در ادای حق ايشان، عذری توانی داشت.
  95. تيمار دار يتيمان باش و غمخوار پيران از کار افتاده که بيچاره اند و دست سؤال پيش کس دراز نکنند و اين کار بر واليان دشوار و گران است و هرگونه حقی دشوار و گران آيد. و گاه باشد که خداوند اين دشواريها را برای کسانی که خواستار عاقبت نيک هستند، آسان می سازد. آنان خود را به شکيبايی وامی دارند و به وعده راست خداوند، در باره خود اطمينان دارند.
  96. برای کسانی که به تو نياز دارند، زمانی معين کن که در آن فارغ از هر کاری به آنان پردازی. برای ديدار با ايشان به مجلس عام بنشين، مجلسی که همگان در آن حاضر توانند شد و، برای خدايی که آفريدگار توست، در برابرشان فروتنی نمايی و بفرمای تا سپاهيان و ياران و نگهبانان و پاسپانان به يک سو شوند، تا سخنگويشان بی هراس و بی لکنت زبان سخن خويش بگويد.
  97. که من از رسول الله (صلی الله عليه و آله) بارها شنيدم که می گفت: پاک و آراسته نيست امتی که در آن امت، زيردست نتواند بدون لکنت زبان حق خود را از قوی دست بستاند.
  98. پس تحمل نمای، درشتگويی يا عجز آنها را در سخن گفتن. و تنگ حوصلگی و خودپسندی را از خود دور ساز تا خداوند درهای رحمتش را به روی تو بگشايد و ثواب طاعتش را به تو عنايت فرمايد. اگر چيزی می بخشی، چنان بخش که گويی تو را گوارا افتاده است و اگر منع می کنی، بايد که منع تو با مهربانی و پوزشخواهی همراه بود.
  99. سپس کارهايی است که بايد خود به انجام دادنشان پردازی. از آن جمله، پاسخ دادن است به کارگزاران در جايی که دبيرانت درمانده شوند. ديگر برآوردن نيازهای مردم است در روزی که بر تو عرضه می شوند، ولی دستيارانت در ادای آنها درنگ و گرانی می کنند.
  100. کار هر روز را در همان روز به انجام رسان، زيرا هر روز را کاری است خاص خود.
  101. بهترين وقتها و بيشترين ساعات عمرت را برای آنچه ميان تو و خداست، قرار ده اگر چه در همه وقتها، کار تو برای خداست، هرگاه نيتت صادق باشد و رعيت را در آن آسايش رسد.
  102. بايد در اقامه فرايضی، که خاص خداوند است، نيت خويش خالص گردانی و در اوقاتی باشد که بدان اختصاص دارد. پس در بخشی از شبانه روز، تن خود را در طاعت خدای بگمار و اعمالی را که سبب نزديکی تو به خدای می شود به انجام رسان و بکوش تا اعمالت بی هيچ عيب و نقصی گزارده آيد، هر چند، سبب فرسودن جسم تو گردد.
  103. چون با مردم نماز می گزاری، چنان مکن که آنان را رنجيده سازی يا نمازت را ضايع گردانی، زيرا برخی از نمازگزاران بيمارند و برخی نيازمند.
  104. از رسول الله (صلی الله عليه و آله) هنگامی که مرا به يمن می فرستاد، پرسيدم که چگونه با مردم نمازگزارم فرمود: به قدر توان ناتوانترين آنها و بر مؤمنان مهربان باش.
  105. به هر حال، روی پوشيدنت از مردم به دراز نکشد، زيرا روی پوشيدن واليان از رعيت خود، گونه ای نامهربانی است به آنها و سبب می شود که از امور ملک آگاهی اندکی داشته باشند.
  106. اگر والی از مردم رخ بپوشد، چگونه تواند از شوربختيها و رنجهای آنان آگاه شود. آن وقت، بسا بزرگا، که در نظر مردم خرد آيد و بسا خردا، که بزرگ جلوه کند و زيبا، زشت و زشت، زيبا نمايد و حق و باطل به هم بياميزند.
  107. زيرا والی انسان است و نمی تواند به کارهای مردم که از نظر او پنهان مانده، آگاه گردد.
  108. و حق را هم نشانه هايی نيست که به آنها انواع راست از دروغ شناخته شود.
  109. و تو يکی از اين دو تن هستی: يا مردی هستی در اجرای حق گشاده دست و سخاوتمند، پس چرا بايد روی پنهان داری و از ادای حق واجبی که بر عهده توست دريغ فرمايی و در کار نيکی، که بايد به انجام رسانی، درنگ روا داری. يا مردی هستی که هيچ خواهشی را و نيازی را برنمی آوری، در اين حال، مردم، ديگر از تو چيزی نخواهند و از ياری تو نوميد شوند،
  110. با اين که نيازمنديهای مردم برای تو رنجی پديد نياورد، زيرا آنچه از تو می خواهند يا شکايت از ستمی است يا درخواست عدالت در معاملتی.
  111. و بدان، که والی را خويشاوندان و نزديکان است و در ايشان خوی برتری جويی و گردنکشی است و در معاملت با مردم رعايت انصاف نکنند. ريشه ايشان را با قطع موجبات آن صفات قطع کن.
  112. به هيچيک از اطرافيان و خويشاوندانت زمينی را به اقطاع مده، مبادا به سبب نزديکی به تو، پيمانی بندند که صاحبان زمينهای مجاورشان را در سهمی که از آب دارند يا کاری که بايد به اشتراک انجام دهند، زيان برسانند و بخواهند بار زحمت خود بر دوش آنان نهند. پس لذت و گوارايی، نصيب ايشان شود و ننگ آن در دنيا و آخرت بهره تو گردد.
  113. اجرای حق را در باره هر که باشد، چه خويشاوند و چه بيگانه، لازم بدار و در اين کار شکيبايی به خرج ده که خداوند پاداش شکيبايی تو را خواهد داد. هر چند، در اجرای عدالت، خويشاوندان و نزديکان تو را زيان رسد. پس چشم به عاقبت دار، هر چند، تحمل آن بر تو سنگين آيد که عاقبتی نيک و پسنديده است.
  114. اگر رعيت بر تو به ستمگری گمان برد، عذر خود را به آشکارا با آنان در ميانه نه و با اين کار از بدگمانيشان بکاه، که چون چنين کنی، خود را به عدالت پروده ای و با رعيت مدارا نموده ای. عذری که می آوری سبب می شود که تو به مقصود خود رسی و آنان نيز به حق راه يابند.
  115. اگر دشمنت تو را به صلح فراخواند، از آن روی برمتاب که خشنودی خدای در آن نهفته است. صلح سبب بر آسودن سپاهيانت شود و تو را از غم و رنج برهاند و کشورت را امنيت بخشد.
  116. ولی، پس از پيمان صلح، از دشمن برحذر باش و نيک برحذر باش. زيرا دشمن، چه بسا نزديکی کند تا تو را به غفلت فرو گيرد. پس دورانديشی را از دست منه و حسن ظن را به يک سو نه
  117. و اگر ميان خود و دشمنت پيمان دوستی بستی و امانش دادی به عهد خويش وفا کن و امانی را که داده ای، نيک، رعايت نمای.
  118. در برابر پيمانی که بسته ای و امانی که داده ای خود را سپر ساز،
  119. زيرا هيچ يک از واجبات خداوندی که مردم با وجود اختلاف در آرا و عقايد، در آن همداستان و همرأی هستند، بزرگتر از وفای به عهد و پيمان نيست. حتی مشرکان هم وفای به عهد را در ميان خود لازم می شمردند، زيرا عواقب ناگوار غدر و پيمان شکنی را دريافته بودند.
  120. پس در آنچه بر عهده گرفته ای، خيانت مکن و پيمانت را مشکن و خصمت را به پيمان مفريب. زيرا تنها نادانان شقی در برابر خدای تعالی، دليری کنند.
  121. خداوند پيمان و زينهار خود را به سبب رحمت و محبتی، که بر بندگان خود دارد، امان قرار داده و آن را چون حريمی ساخته که در سايه سار استوار آن زندگی کنند و به جوار آن پناه آورند. پس نه خيانت را جايی برای خودنمايی است و نه فريب را و نه حيله گری را.
  122. پيمانی مبند که در آن تأويل را راه تواند بود و پس از بستن و استوار کردن پيمان برای بر هم زدنش به عبارتهای دو پهلو که در آنها ايهامی باشد، تکيه منمای.
  123. و مبادا که سختی اجرای پيمانی که بر گردن گرفته ای و بايد عهد خدا را در آن رعايت کنی، تو را به شکستن و فسخ آن وادارد، بی آنکه در آن حقی داشته باشی.
  124. زيرا پايداری تو در برابر کار دشواری که اميد به گشايش آن بسته ای و عاقبت خوشش را چشم می داری، از غدری که از سرانجامش بيمناک هستی بسی بهتر است. و نيز به از آن است که خداوندت بازخواست کند و راه طلب بخشايش در دنيا و آخرت بر تو بسته شود.
  125. بپرهيز از خونها و خونريزيهای بناحق. زيرا هيچ چيز، بيش از خونريزی بناحق، موجب کيفر خداوند نشود و بازخواستش را سبب نگردد و نعمتش را به زوال نکشد
  126. و رشته عمر را نبرد. خداوند سبحان، چون در روز حساب به داوری در ميان مردم پردازد، نخستين داوری او در باره خونهايی است که مردم از يکديگر ريخته اند.
  127. پس مباد که حکومت خود را با ريختن خون حرام تقويت کنی، زيرا ريختن چنان خونی نه تنها حکومت را ناتوان و سست سازد، بلکه آن را از ميان برمی دارد يا به ديگران می سپارد. اگر مرتکب قتل عمدی شوی، نه در برابر خدا معذوری، نه در برابر من، زيرا قتل عمد موجب قصاص می شود.
  128. اگر به خطايی دچار گشتی و کسی را کشتی يا تازيانه ات، يا شمشيرت، يا دستت در عقوبت از حد درگذرانيد يا به مشت زدن و يا بالاتر از آن، به ناخواسته، مرتکب قتلی شدی، نبايد گردنکشی و غرور قدرت تو مانع آيد که خونبهای مقتول را به خانواده اش بپردازی.
  129. از خودپسندی و از اعتماد به آنچه موجب اعجابت شده و نيز از دلبستگی به ستايش و چرب زبانيهای ديگران، پرهيز کن، زيرا يکی از بهترين فرصتهای شيطان است برای تاختن تا کردارهای نيکوی نيکوکاران را نابود سازد.
  130. زنهار از اين که به احسان خود بر رعيت منت گذاری يا آنچه برای آنها کرده ای، بزرگش شماری يا وعده دهی و خلاف آن کنی.
  131. زيرا منت نهادن احسان را باطل کند و بزرگ شمردن کار، نور حق را خاموش گرداند و خلف وعده، سبب برانگيختن خشم خدا و مردم شود.
  132. خدای تعالی فرمايد: خداوند سخت به خشم می آيد که چيزی بگوييد و به جای نياوريد.
  133. از شتاب کردن در کارها پيش از رسيدن زمان آنها بپرهيز و نيز، از سستی در انجام دادن کاری که زمان آن فرا رسيده است و از لجاج و اصرار در کاری که سررشته اش ناپيدا بود و از سستی کردن در کارها، هنگامی که راه رسيدن به هدف باز و روشن است، حذر نمای. پس هر چيز را به جای خود بنه و هر کار را به هنگامش به انجام رسان.
  134. و بپرهيز از اين که به خود اختصاص دهی، چيزی را که همگان را در آن حقی است يا خود را به نادانی زنی در آنچه توجه تو به آن ضروری است و همه از آن آگاه اند. زيرا بزودی آن را از تو می ستانند و به ديگری می دهند. زودا که حجاب از برابر ديدگانت برداشته خواهد شد و بينی که داد مظلومان را از تو می ستانند.
  135. به هنگام خشم خويشتندار باش و از شدت تندی و تيزی خود بکاه و دست به روی کس بر مدار و سخن زشت بر زبان مياور و از اين همه، خود را در امان دار باز ايستادن از دشنامگويی و به تأخيرافکندن قهر خصم، تا خشمت فرو نشيند و زمام اختيارت به دستت آيد. و تو بر خود مسلط نشوی مگر آن گاه که بيشتر همّت ياد بازگشت به سوی پروردگارت شود.
  136. بر تو واجب آمد که همواره به ياد داشته باشی، آنچه که بر واليان پيش از تو رفته است، از حکومت عادلانه ای که داشته اند يا سنت نيکويی که نهاده اند يا چيزی از پيامبر، (صلی الله عليه و آله) که آورده اند يا فريضه ای که در کتاب خداست و آن را برپای داشته اند.
  137. پس اقتدا کنی به آنچه ما بدان عمل می کرده ايم و بکوشی تا از هر چه در اين عهدنامه بر عهده تو نهاده ام و حجت خود در آن بر تو استوار کرده ام، پيروی کنی، تا هنگامی که نفست به هوا و هوس شتاب آرد، بهانه ای نداشته باشی.
  138. و جز خدای کس نيست که از بدی نگه دارد و به نيکی توفيق دهد.
  139. از وصايا و عهود رسول الله (صلی الله عليه و آله) با من ترغيب به نماز بود و دادن زکات و مهربانی با غلامانتان. و من اين عهدنامه را که برای تو نوشته ام به وصيت او پايان می دهم و لا حول و لا قوة الا بالله العلی العظيم.
  140. و از اين عهد نامه [که پايان آن است ] از خدای می طلبم که به رحمت واسعه خود و قدرت عظيمش در برآوردن هر مطلوبی مرا و تو را توفيق دهد به چيزی که خشنوديش در آن است، از داشتن عذری آشکار در برابر او و آفريدگانش
  141. و آوازه نيک در ميان بندگانش و نشانه های نيک در بلادش و کمال نعمت او و فراوانی کرمش. و اين که کار من و تو را به سعادت و شهادت به پايان رساند، به آنچه در نزد اوست مشتاقيم
  142. و السلام علی رسول الله صلی الله عليه و آله الطيبين الطاهرين.
قبلی بعدی