چون دنيا به كسى روى آورد ، نيكى هاى ديگران را به او عاريت دهد ، و چون از او روى برگرداند خوبى هاى او را نيز بربايند.
مرکز جهانی اطلاع رسانی آل البیت

خانه  >  خطبه قاصعه ( خطبه شماره 192 )

خطبـه ها
نامـــه ها
حکمت ها
غرائب الکلم
برای دسترسی سریع به خطبه مورد نظر، شماره خطبه را وارد کنید
برای دسترسی سریع به نامه مورد نظر، شماره نامه را وارد کنید
برای دسترسی سریع به حکمت مورد نظر، شماره حکمت را وارد کنید

متن عربی

 

192.وَ مِنْ خُطبَةٍ لَهُ عَلیهِ السَّلامُ تُسَمَّى القَاصِعَةُ وَ هِیَ تَتَضَمَّنُ ذَمَّ إبْلِیسَ لَعَنَهُ اللّهُ، عَلَى اسْتِکْبَارِهِ وَ تَرْکِهِ السُّجودَ لِآدَمَ (علیه السلام) ، وَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ العَصَبِیَّةَ وَ تَبِعَ الحَمِیَّةَ، وَ تَحْذِیرَ النَّاسِ مِنْ سُلُوکِ طَرِیقَتِهِ:

  1. ألْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِی لَبِسَ الْعِزَّ وَ الْکِبْرِیَاءَ؛
  2. وَ اخْتَارَهُمَا لِنَفْسِهِ دُونَ خَلْقِهِ،
  3. وَ جَعَلَهُمَا حِمىً وَ حَرَماً عَلَى غَیْرِهِ،
  4. وَ اصْطَفَاهُمَا لِجَلاَلِهِ.
    رأس العصیان
  5. وَ جَعَلَ اللَّعْنَةَ عَلَى مَنْ نَازَعَهُ فِیهِمَا مِنْ عِبَادِهِ.
  6. ثُمَّ اخْتَبَرَ بِذَلِکَ مَلاَئِکَتَهُ الْمُقَرَّبِینَ،
  7. لَیمِیزَ الْمُتَوَاضِعِینَ مِنْهُمْ مِنَ الْمُسْتَکْبِرِینَ،
  8. فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ هُوَ الْعَالِمُ بِمُضْمَرَاتِ الْقُلُوبِ،
  9. وَ مَحْجُوبَاتِ الْغُیُوبِ:
  10. «إِنِّی خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِینٍ فَإِذَا سَوَّیْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِیهِ مِنْ رُوحِی فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِینَ،
  11. فَسَجَدَ الْمَلاَئِکَةُ کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِیسَ»
  12. اعْتَرَضَتْهُ الْحَمِیَّةُ فَافْتَخَرَ عَلَى آدَمَ بِخَلْقِهِ،
  13. وَ تَعَصَّبَ عَلَیْهِ لِاَصْلِهِ.
  14. فَعَدُوُّ اللّهِ إِمَامُ الْمتَعَصِّبِینَ، وَ سَلَفُ الْمُسْتَکْبِرِینَ،
  15. الَّذِی وَضَعَ أَسَاسَ الْعَصَبِیَّةِ،
  16. وَ نَازَعَ اللّهَ رِدَاءَ الْجَبْرِیَّةِ.
  17. وَ ادَّرَعَ لِبَاسَ التَّعَزُّزِ،
  18. وَ خَلَعَ قِنَاعَ التَّذَلُّلِ.
  19. ألا تَرَوْنَ کَیْفَ صَغَّرَهُ اللّهُ بِتَکَبُّرِهِ،
  20. وَ وَضَعَهُ بِتَرَفُّعِهِ،
  21. فَجَعَلَهُ فِی الدُّنْیَا مَدْحُوراً،
  22. وَ أَعَدَّ لَهُ فِی الْآخِرَةِ سَعِیراً؟!
    ابتِلاءُ اللّهِ لخَلقِه
  23. وَ لَوْ أَرَادَ اللّهُ أَنْ یَخْلُقَ آدَمَ مِنْ نُورٍ یَخْطَفُ الْاَبْصارَ ضِیَاؤُهُ،
  24. وَ یَبْهَرُ الْعُقُولَ رُوَاؤُهُ،
  25. وَ طِیبٍ یَأْخُذُ الْاَنْفَاسَ عَرْفُهُ، لَفَعَلَ.
  26. وَ لَوْ فَعَلَ لَظَلَّتْ لَهُ الْاَعْنَاقُ خَاضِعَةً،
  27. وَ لَخَفَّتِ الْبَلْوَى فِیه عَلَى الْمَلاَئِکَةِ.
  28. وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ یَبْتَلِی خَلْقَهُ بِبَعْضِ مَا یَجْهَلُونَ أَصْلَهُ، تَمْیِیزاً بِالاِخْتِبَارِ لَهُمْ،
  29. وَ نَفْیاً لِلاِسْتِکْبارِ عَنْهُمْ، وَ إِبْعَاداً لِلْخُیَلاَءِ مِنْهُمْ.
    طلب العبرة
  30. فَاعْتَبِرُوا بِمَا کانَ مِنْ فِعْلِ اللّهِ بِإبْلِیسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِیلَ، وَجَهْدَهُ الْجَهِیدَ،
  31. وَ کَانَ قَدْ عَبَدَاللّهَ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ،
  32. لا یُدْرَى أمِنْ سِنِیَّ الدُّنْیَا أَمْ مِنْ سِنِیَّ الْآخِرَةِ، عَنْ کِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ.
  33.  فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِیسَ یَسْلَمُ عَلَى اللّهِ بِمِثْلِ مَعْصِیَتِهِ؟
  34. کَلَّا، مَا کانَ اللّهُ سُبْحَانَهُ لِیُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَکاً.
  35. إِنَّ حُکْمَهُ فِی أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْاَرْضِ لَوَاحِدٌ.
  36. وَ مَا بَیْنَ اللّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِی إِبَاحَةِ حمىً حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِینَ.
    التحذیر من الشیطان
  37. فَاحْذَرُوا عِبَادَ اللّهِ عَدُوَّ اللّهِ أَنْ یُعْدِیَکُمْ بِدَائِهِ،
  38. وَ أَنْ یَسْتَفِزَّکُمْ بِنِدَائِهِ،
  39. وَ أَن یُجْلِبَ عَلَیْکُمْ بِخَیْلِهِ وَ رَجِلِهِ.
  40. فَلَعَمْرِی لَقَدْ فَوَّقَ لَکُمْ سَهْمَ الْوَعِیدِ،
  41. وَ أَغْرَقَ إِلَیْکُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِیدِ،
  42. وَ رَمَاکُمْ مِنْ مَکَانٍ قَرِیبٍ،
  43. فَقَالَ: «رَبِّ بِما أَغْوَیْتَنِی لاُزَیِّنَنَّ لَهُمْ فِی الْاَرْضِ وَ لاُغْوِیَنَّهُمْ أَجْمَعِینَ»،
  44. قَذْفاً بِغَیْبٍ بَعِیدٍ،
  45. وَ رَجْماً بِظَنِّ غَیْرِ مُصِیبٍ.
  46. صَدَّقَهُ بِهِ أَبْنَاءُ الْحَمِیَّةِ، وَ إِخْوَانُ الْعَصَبِیَّةِ،
  47. وَ فُرْسَانُ الْکِبْرِ وَ الْجَاهِلِیَّةِ.
  48. حَتَّى إِذَا انْقَادَتْ لَهُ الْجَامِحَةُ مِنْکُمْ،
  49. وَ اسْتَحْکَمَتِ الطَّمَاعِیَّةُ مِنْهُ فِیکُمْ،
  50. فَنَجَمَتِ الْحالُ مِنَ السِّرِّ الْخَفِیِّ إِلَى الْاَمْرِ الْجَلِیِّ.
  51. اسْتَفْحَلَ سُلْطَانُهُ عَلَیْکُمْ، وَ دَلَفَ بِجُنُودِهِ نَحْوَکُمْ.
  52. فَأَقْحَمُوکُمْ وَ لَجَاتِ الذُّلِّ، وَ أَحَلُّوکُمْ وَرَطَاتِ الْقَتْلِ،
  53. وَ أَوْطَأُوکُمْ إِثْخَانَ الْجِرَاحَةِ، طَعْناً فِی عُیُونِکُمْ،
  54. وَ حَزاَّ فِی حُلُوقِکُمْ، وَ دَقّاً لِمَنَاخِرِکُمْ،
  55. وَ قَصْداً لِمَقَاتِلِکُمْ، وَ سَوْقاً بِخَزَائِمِ الْقَهْرِ إِلَى النَّارِ الْمُعَدَّةِ لَکُمْ.
  56. فَأَصْبَحَ أَعْظَمَ فِی دِینِکُمْ حَرْجاً.
  57. وَ أَوْرَى فِی دُنْیَاکُمْ قَدْحاً مِنَ الَّذِینَ أَصْبَحْتُمْ لَهُمْ مُنَاصِبِینَ وَ عَلَیْهِمْ مُتَأَلِّبِینَ.
  58. فَاجْعَلُوا عَلَیْهِ حَدَّکُمْ، وَ لَهُ جِدَّکُمْ،
  59. فَلَعَمْرُ اللّهِ لَقَدْ فَخَرَ عَلَى أَصْلِکُمْ، وَ وَقَعَ فِی حَسَبِکُمْ،
  60. وَ دَفَعَ فِی نَسَبِکُمْ، وَ أَجْلَبَ بِخَیْلِهِ عَلَیْکُمْ،
  61. وَ قَصَدَ بِرَجِلِهِ سَبِیلَکُمْ، یَقْتَنِصُونَکُمْ بِکُلِّ مَکَانٍ،
  62. وَ یَضْرِبُونَ مِنْکُمْ کُلَّ بَنَانٍ.
  63. لاَتَعُونَ بِحِیلَةٍ، وَ لا تَدْفَعُونَ بِعَزِیمَةٍ.
  64. فِی حَوْمَةِ ذُلٍّ، وَ حَلْقَةِ ضِیقٍ،
  65. وَ عَرْصَةِ مَوْتٍ، وَ جَوْلَةِ بَلَاءٍ.
  66. فَأَطْفِئُوا مَا کَمَنَ فِى قُلُوبِکُمْ مِنْ نِیرانِ الْعَصَبِیَّةِ، وَ اَحْقَادِ الْجاهِلِیَّةِ،
  67. فَإِنَّمَا تِلْکَ الْحَمِیَّةُ تَکُونُ فِی الْمُسْلِمِ مِنْ خَطَرَاتِ الشَّیْطَانِ وَ نَخَوَاتِهِ، وَ نَزَغَاتِهِ وَ نَفَثَاتِهِ.
  68. وَ اعْتَمِدُوا وَضْعَ التَّذَلُّلِ عَلَى رُؤُوسِکُمْ،
  69. وَ إِلْقَاءَ التَعَزُّزِ تَحْتَ أَقْدَامِکُمْ، وَ خَلْعَ التَّکَبُّرِ مِنْ أَعْنَاقِکُمْ.
  70. وَاتَّخِذُوا التَّوَاضُعَ مَسْلَحَةً بَیْنَکُمْ وَ بَیْنَ عَدُوِّکُمْ إِبْلِیسَ وَ جُنُودِهِ؛
  71. فَإِنَّ لَهُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ جُنُوداً وَ أَعْوَاناً، وَ رَجِلاً وَ فُرْسَاناً،
  72. وَ لا تَکُونُوا کَالْمُتَکَبِّرِ عَلَى ابْنِ أُمِّهِ مِنْ غَیْرِ مَا فَضْلٍ جَعَلَهُ اللهُ فِیهِ سِوَى مَا أَلْحَقَتِ الْعَظَمَةُ بِنَفْسِهِ مِنْ عَدَاوَةِ الْحَسَدِ،
  73. وَ قَدَحَتِ الْحَمِیَّةُ فِی قَلْبِهِ مِنْ نَارِ الْغَضَبِ،
  74. وَ نَفَخَ الشَّیْطَانُ فِی أَنْفِهِ مِنْ رِیحِ الْکِبْرِ الَّذِی أَعْقَبَهُ اللّهُ بِهِ النَّدَامَةَ،
  75. وَ أَلْزَمَهُ آثَامَ الْقَاتِلِینَ إِلَى یَوْمِ الْقِیامَةِ.
    التحذیر من الکبر
  76. ألَا وَ قَدْ أَمْعَنْتُمْ فِی الْبَغْیِ، وَ أَفْسَدْتُمْ فِی الْاَرْضِ،
  77.  مُصَارَحَةً لِلّهِ بِالْمُنَاصَبَةِ،
  78. وَ مُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنینَ بِالْمُحَارَبَةِ.
  79. فَاللّهَ اللّهَ فِی کِبْرِ الْحَمِیَّةِ، وَ فَخْرِ الْجَاهِلِیَّةِ.
  80. فَإِنَّهُ مَلاقِحُ الشَّنَآنِ، وَ مَنَافِخُ الشَّیْطَانِ،
  81. الَّتِی خَدَعَ بِها الْاُمَمَ الْمَاضِیَةَ، وَ الْقُرُونَ الْخَالِیَةَ.
  82. حَتَّى أَعْنَقُوا فِی حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ، وَ مَهَاوِی ضَلاَلَتِهِ،
  83. ذُلُلاً عَنْ سِیَاقِهِ، سُلُساً فِی قِیَادِهِ.
  84. أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِیهِ، وَ تَتَابَعَتِ الْقُرُونُ عَلَیْهِ.
  85. وَ کِبْراً تَضَایَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ.
    التحذیر من طاعة الکبراء
  86. أَلا فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِکُمْ وَ کُبَرَائِکُمْ!
  87. الَّذِینَ تَکَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَ تَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ،
  88. وَ أَلْقَوُا الْهَجِینَةَ عَلَى رَبِّهِمْ، وَ جَاحَدُوا اللّهَ عَلَى مَا صَنَعَ بِهِمْ.
  89. مُکَابَرَةً لِقَضَائِهِ، وَ مُغَالَبَةً لآِلاَئِهِ.
  90. فَإِنَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِیَّةِ.
  91. وَ دَعَائِمُ أَرْکَانِ الْفِتْنَةِ، وَ سُیُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِیَّةِ.
  92. فَاتَّقُوا اللّهَ وَ لا تَکُونُوا لِنِعَمِهِ عَلَیْکُمْ أَضْدَاداً، وَ لا لِفَضْلِهِ عِنْدَکُمْ حُسَّاداً.
  93. وَ لا تُطِیعُوا الْاَدْعِیَاءَ الَّذِینَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِکُمْ کَدَرَهُمْ،
  94. وَ خَلَطْتُمْ بِصِحَّتِکُمْ مَرَضَهُمْ،
  95. وَ أَدْخَلْتُمْ فِی حَقِّکُمْ بَاطِلَهُمْ،
  96. وَ هُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ،وَ أَحْلَاسُ الْعُقُوقِ.
  97. اتَّخَذَهُمْ إِبْلِیسُ مَطَایَا ضَلالٍ.
  98. وَ جُنْداً بِهِمْ یَصُولُ عَلَى النَّاسِ،
  99. وَ تَرَاجِمَةً یَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ،
  100. اسْتِرَاقاً لِعُقُولِکُمْ وَ دُخُولاً فِی عُیُونِکُمْ،
  101. وَ نَفْثاً فِی أَسْمَاعِکُمْ.
  102. فَجَعَلَکُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ، وَ مَوْطِئَ قَدَمِهِ، وَ مَأْخَذَ یَدِهِ.
  103. فَاعْتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الْاُمَمَ الْمُسْتَکْبِرِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ مِنْ بَأْسِ اللّهِ وَصَوْلَاتِهِ،
  104. وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلاَتِهِ، وَ اتَّعِظُوا بِمَثَاوِی خُدُودِهِمْ، وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِمْ، وَ اسْتَعِیذُوا بِاللّهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْکِبْرِ،
  105. کَمَا تَسْتَعِیذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ.
  106. فَلَوْ رَخَّصَ اللّهُ فِی الْکِبْرِ لِاَحَدٍ مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِیهِ لِخَاصَّةِ أَنْبِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ.
  107. وَ لکِنَّهُ سُبْحَانَهُ کَرَّهَ إِلَیْهِمُ التَّکَابُرَ، وَ رَضِیَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ.
  108. فَأَلْصَقُوا بِالْاَرْضِ خُدُودَهُمْ،
  109. وَ عَفَّرُوا فِی التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ.
  110. وَ خَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤْمِنِینَ، وَ کانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِینَ.
  111. قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللّهُ بِالْمَخْمَصَةِ، وَ ابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَةِ،
  112. وَ امْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ، وَ مَخَضَهُمْ بِالْمَکَارِهِ.
  113. فَلا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَ السُّخْطَ بِالْمَالِ وَ الْوَلَدِ جَهْلاً بِمَواقِعِ الْفِتْنَةِ،
  114. وَ الاِخْتِبَارِ فِی مَوْضِعِ الْغِنَى وَ الاِقْتِدَارِ،
  115. فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: «أَیَحْسَبُونَ أنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَ بَنِینَ، نُسَارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْرَاتِ بَلْ لا یَشْعُرُونَ».
  116. فَإِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ یَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَکْبِرِینَ فِی أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِیَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِینَ فِی أَعْیُنِهِمْ.
    تواضع الانبیاء
  117. وَ لَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونَ (علیهما السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ،
  118. وَ عَلَیْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ، وَ بِأَیْدِیهِمَا الْعِصِیُّ،
  119. فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْکِهِ، وَ دَوَامَ عِزِّهِ؛
  120. فَقَالَ: «أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هذَیْنِ یَشْرِطَانِ لِی دَوَامَ الْعِزِّ، وَ بَقَاءَ الْمُلْکِ؛
  121. وَ هُمَا بِما تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَ الذُّلِّ،
  122. فَهَلَّا أُلْقِیَ عَلَیْهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ»
  123. إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَ جَمْعِهِ،
  124. وَ احْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَ لُبْسِهِ!
  125. وَ لَوْ أَرَادَ اللّهُ سُبْحَانَهُ لِاَنْبِیَائِهِ حَیْثُ بَعَثَهُمْ،
  126. أَنْ یَفْتَحَ لَهُمْ کُنُوزَ الذُّهْبَانِ، وَ مَعَادِنَ الْعِقْیَانِ، وَ مَغَارِسَ الْجِنَانِ
  127. وَ أَنْ یَحْشُرَ مَعَهُمْ طُیُورَ السَّماءِ وَ وُحُوشَ الْاَرَضِینَ لَفَعَلَ،
  128. وَ لَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ، وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ،
  129. وَ اضْمَحَلَّتِ الْاَنْبَاءُ، وَ لَمَا وَجَبَ لِلْقَابِلِینَ أُجُورُ الْمُبْتَلِینَ،
  130. وَ لا اسْتَحَقَّ الْمُؤْمِنُونَ ثَوَابَ الْمُحْسِنِینَ، وَ لا لَزِمَتِ الْاَسْمَاءُ مَعَانِیَهَا.
  131. وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ رُسُلَهُ أُولِی قُوَّةٍ فِی عَزَائِمِهِمْ،
  132. وَضَعَفَةً فِیَما تَرَى الْاَعْیُنُ مِنْ حَالاَتِهِمْ،
  133. مَعَ قَنَاعَةٍ تَمْلَأُ الْقُلُوبَ وَ الْعُیُونَ غِنىً،
  134. وَ خَصَاصَةٍ تَمْلَأُ الْاَبْصَارَ وَ الْاَسْمَاعَ أَذىً.
  135. وَ لَوْکَانَتِ الْاَنْبِیَاءُ أَهْلَ قُوَّةٍ لا تُرَامُ، وَ عِزَّةٍ لاَتُضَامُ،
  136. وَ مُلْکٍ تُمَدُّ نَحْوَهُ أَعْنَاقُ الرِّجَالِ، وَ تُشَدُّ إِلَیْهِ عُقَدُ الرِّحَالِ؛
  137. لَکَانَ ذَلِکَ أَهْوَنَ عَلَى الْخَلْقِ فِی الإِعْتِبَارِ،
  138. وَ أَبْعَدَ لَهُمْ فِی الإِسْتِکْبَارِ، وَ لآمَنُوا عَنْ رَهْبَةٍ قَاهِرَةٍ لَهُمْ،
  139. أَوْ رَغْبَةٍ مَائِلَةٍ بِهِمْ، فَکَانَتِ النِّیَّاتُ مُشْتَرَکَةً،
  140. وَالْحَسَنَاتُ مُقْتَسَمَةً.
  141. وَ لکِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ یَکُونَ الاِتِّبَاعُ لِرُسُلِهِ، وَ التَّصْدِیقُ بِکُتُبِهِ،
  142. وَ الْخُشُوعُ لِوَجْهِهِ، وَ الاِسْتِکَانَةُ لِاَمْرِهِ،
  143. وَ الاِسْتِسْلاَمُ لِطَاعَتِهِ أُمُوراً لَهُ خَاصَّةً،
  144. لا تَشُوبُهَا مِنْ غَیْرِهَا شَائِبَةٌ.
  145. وَ کُلَّمَا کانَتِ الْبَلْوَى وَ الاِخْتِبَارُ أَعْظَمَ،
  146. کانَتِ الْمَثُوبَةُ وَ الْجَزَاءُ أَجْزَلَ.
    الکَعْبَةُ المُقَدَّسَةُ
  147. أَلا تَرَوْنَ أَنَّ اللّهَ، سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الْاَوَّلِینَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَیْهِ،
  148. إِلَى الْآخِرِینَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ؛ بِأَحْجَارٍ لا تَضُرُّ وَ لا تَنْفَعُ،
  149. وَ لا تُبْصِرُ وَ لا تَسْمَعُ.
  150. فَجَعَلَهَا بَیْتَهُ الْحَرَامَ «الَّذِی جَعَلَهُ لِلنَّاسِ قِیاماً»
  151. ثُمَّ وَضَعَهُ بِأَوْعَرِ بِقَاعِ الْاَرْضِ حَجَراً، وَ أَقَلِّ نَتَائِقِ الدُّنْیَا مَدَراً.
  152. وَ أَضْیَقِ بُطُونِ الْاَوْدِیَةِ قُطْراً.
  153. بَیْنَ جِبَالٍ خَشِنَةٍ، وَ رِمَالٍ دَمِثَةٍ،
  154. وَ عُیُونٍ وَشِلَةٍ، وَ قُرىً مُنْقَطِعَةٍ؛
  155. لا یَزْکُو بِهَا خُفٌّ، وَ لا حَافِرٌ وَ لا ظِلْفٌ.
  156. ثُمَّ أَمَرَ آدَمَ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَ وَلَدَهُ أَنْ یَثْنُوا أَعْطَافَهُمْ نَحْوَهُ،
  157. فَصَارَ مَثَابَةً لِمُنْتَجَعِ أَسْفَارِهِمْ، وَ غَایَةً لِمُلْقَى رِحَالِهِمْ.
  158. تَهْوِی إِلَیْهِ ثِمَارُ الْاَفْئِدَةِ مِنْ مَفَاوِزِ قِفَارٍ سَحِیقَةٍ،
  159. وَ مَهَاوِی فِجَاجٍ عَمِیقَةٍ، وَ جَزَائِرِ بِحَارٍ مُنْقَطِعَةٍ،
  160. حَتَّى یَهُزُّوا مَنَاکِبَهُمْ ذُلُلاً یُهَلِّلُونَ لِلّهِ حَوْلَهُ.
  161. وَ یَرْمُلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ شُعْثاً غُبْراً لَهُ.
  162. قَدْ نَبَذُوا السَّرَابِیلَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَ شَوَّهُوا بِإِعْفَاءِ الشُّعُورِ مَحَاسِنَ خَلْقِهِمْ،
  163. ابْتِلَاءً عَظِیماً، وَ امْتِحَاناً شَدِیداً، وَ اخْتِبَاراً مُبِیناً،
  164. وَ تَمْحِیصاً بَلِیغاً جَعَلَهُ اللّهُ سَبَباً لِرَحْمَتِهِ، وَ وُصْلَةً إِلَى جَنَّتِهِ.
  165. وَ لَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ یَضَعَ بَیْتَهُ الْحَرَامَ، وَ مَشَاعِرَهُ الْعِظَامَ،
  166. بَیْنَ جَنَّاتٍ وَ أَنْهَارٍ، وَ سَهْلٍ وَ قَرَارٍ،
  167. جَمَّ الْاَشْجَارِ، دَانِیَ الِثّمَارِ، مُلْتَفِّ الْبُنَى، مُتَّصِلِ الْقُرَى، بَیْنَ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ،
  168. وَ رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَ أَرْیَافٍ مُحْدِقَةٍ،
  169. وَ عِرَاصٍ مُغْدِقَةٍ، وَ رِیَاضٍ نَاضِرَةٍ،
  170. وَ طُرُقٍ عَامِرَةٍ،
  171. لَکَانَ قَدْ صَغُرَ قَدْرُ الْجَزَاءِ عَلَى حَسَبِ ضَعْفِ الْبَلَاءِ.
  172. وَ لَوْ کَانَ الْاِسَاسُ الْمَحْمُولُ عَلَیْهَا، وَ الْاَحْجَارُ الْمَرْفُوعُ بِها بَیْنَ زُمُرُّدَةٍ خَضْرَاءَ،
  173. وَ یَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ؛ وَ نُورٍ وَ ضِیَاءٍ،
  174. لَخَفَّفَ ذَلِکَ مُصَارَعَةَ الشَّکِّ فِی الصُّدُورِ، وَ لَوَضَعَ مُجَاهَدَةَ إِبْلِیسَ عَنِ الْقُلُوبِ،
  175. وَ لَنَفَى مُعْتَلَجَ الرَّیْبِ مِنَ النَّاسِ، وَ لکِنَّ اللّهَ یَخْتَبِرُ عِبَادَهُ بِأَنْوَاعِ الشَّدَائِدِ،
  176. وَ یَتَعَبَّدُهُمْ بِأَنْوَاعِ الْمَجَاهِدِ، وَ یَبْتَلِیهِمْ بِضُرُوبِ الْمَکَارِهِ،
  177. إِخْرَاجاً لِلتَّکَبُّرِ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَ إِسْکَاناً لِلتَّذَلُّلِ فِی نُفُوسِهِمْ.
  178. وَ لِیَجْعَلَ ذَلِکَ أَبْوَاباً فُتُحاً إِلَى فَضْلِهِ،
  179. وَ أَسْبَاباً ذُلُلاً لِعَفْوِهِ.
    عَوْدٌ اِلَى التَّحْذِیرِ
  180. فَاللّهَ اللّهَ فِی عَاجِلِ الْبَغْیِ، وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظُّلْمِ،
  181. وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الْکِبْرِ، فَإِنَّهَا مَصْیَدَةُ إِبْلِیسَ الْعُظْمَى،وَ مَکِیدَتَهُ الْکُبْرَى؛
  182.  الَّتِی تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرِّجَالِ مُسَاوَرَةَ السُّمُومِ الْقَاتِلَةِ.
  183. فَما تُکْدِی أَبَداً، وَ لا تُشْوِی أَحَداً،
  184. لا عَالِماً لِعِلْمِهِ، وَ لا مُقِلًّا فِی طِمْرِهِ.
  185. وَ عَنْ ذَلِکَ مَا حَرَسَ اللّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِینَ بِالصَّلَوَاتِ وَ الزَّکَوَاتِ،
  186. وَ مُجَاهَدَةِ الصِّیَامِ فِی الْاَیَّامِ الْمَفْرُوضَاتِ،
  187. تَسْکِیناً لِاَطْرَافِهِمْ، وَ تَخْشِیعاً لِاَبْصَارِهِمْ،
  188. وَ تَذْلِیلاً لِنُفُوسِهِمْ، وَ تَخْفِیضاً لِقُلُوبِهِمْ،
  189. وَ إِذْهَاباً لِلْخُیَلاَءِ عَنْهُمْ،
  190. وَ لِمَا فِی ذَلِکَ مِنْ تَعْفِیرِ عِتَاقِ الْوُجُوهِ بِالتُّرَابِ تَوَاضُعاً،
  191. وَ الْتِصَاقِ کَرَائِمِ الْجَوَارِحِ بِالْاَرْضِ تَصَاغُراً،
  192. وَ لُحُوقِ الْبُطُونِ بِالْمُتُونِ مِنَ الصِّیَامِ تَذَلُّلاً؛
  193. مَعَ مَا فِی الزَّکَاةِ مِنْ صَرْفِ ثَمَرَاتِ الْاَرْضِ
  194. وَ غَیْرِ ذَلِکَ إِلَى أَهْلِ الْمَسْکَنَةِ وَ الْفَقْرِ.
  195. اُنْظُرُوا إِلَى مَا فِی هذِهِ الْاَفْعَالِ مِنْ قَمْعِ نَوَاجِمِ الْفَخْرِ،
  196. وَ قَدْعِ طَوَالِعِ الْکِبْرِ!
  197. وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَما وَجَدْتُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِینَ یَتَعَصَّبُ لِشَیءٍ مِنَ الْأَشْیَاءِ
  198. إِلَّا عن عِلَّةٍ تَحْتَمِلُ تَمْوِیهَ الْجُهَلاَءِ،
  199. أوْ حُجَّةٍ تَلِیطُ بِعُقُولِ السُّفَهاءِ غَیْرَکُمْ.
  200. فَإِنَّکُمْ تَتَعَصَّبُونَ لِاَمْرٍ مَا یُعْرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لا عِلَّةٌ.
  201. أَمَّا إِبْلِیسُ فَتَعَصَّبَ عَلَى آدَمَ لِاَصْلِهِ.
  202. وَ طَعَنَ عَلَیْهِ فِی خِلْقَتِهِ،
  203. فَقالَ: أَنَا نَارِیٌّ وَ أَنْتَ طِینِیٌّ.
  204. وَ أَمَّا الْاَغْنِیاءُ مِنْ مُتْرَفَةِ الْاُمَمِ فَتَعَصَّبُوا لآِثارِ مَوَاقِعِ النِّعَمِ.
  205. فَقَالُوا: «نَحْنُ أَکْثَرُ أَمْوَالاً وَ أَوْلاَداً وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِینَ».
  206. فَإِنْ کانَ لاَبُدَّ مِنَ الْعَصَبِیَّةِ، فَلْیَکُنْ تَعَصُّبُکُمْ لِمَکَارِمِ الْخِصَالِ،
  207. وَ مَحَامِدِ الْاَفْعَالِ، وَ مَحَاسِنِ الْاُمُورِ
  208.  الَّتی تَفَاضَلَتْ فِیهَا الْمُجَدَاءُ وَ النُّجَدَاءُ مِنْ بُیُوتَاتِ الْعَرَبِ وَ یَعَاسِیبِ الْقَبَائِلِ؛
  209. بِالْاَخْلَاقِ الرَّغِیبَةِ، وَالْاَحْلَامِ الْعَظِیمَةِ،
  210. وَ الْاَخْطَارِ الْجَلِیلَةِ، وَ الْآثارِ الْمَحْمُودَةِ.
  211. فَتَعَصَّبُوا لِخَلالِ الْحَمْدِ مِنَ الْحِفْظِ لِلْجِوَارِ، وَ الْوَفاءِ بِالذِّمَامِ،
  212. وَالطَّاعَةِ لِلْبِرِّ، وَ الْمَعْصِیَةِ لِلْکِبْرِ،
  213. وَ الْاَخْذِ بِالْفَضْلِ، وَ الْکَفِّ عَنِ الْبَغْیِ،
  214. وَ الْاِعْظَامِ لِلْقَتْلِ، وَ الْاِنْصَافِ لِلْخَلْقِ،
  215. وَ الْکَظْمِ لِلْغَیْظِ، وَ اجْتِنابِ الْفَسَادِ فِی الْاَرْضِ.
  216. وَ احْذَرُوا مَا نَزَلَ بِالْاُمَمِ قَبْلَکُمْ مِنَ الْمَثُلَاتِ بِسُوءِ الْاَفْعَالِ، وَ ذَمِیمِ الْاَعْمَالِ.
  217.  فَتَذَکَّرُوا فِی الْخَیْرِ وَ الشَّرِّ أَحْوَالَهُمْ،
  218. وَ احْذَرُوا أَنْ تَکُونُوا أَمْثَالَهُمْ.
  219. فَإِذَا تَفَکَّرْتُمْ فِی تَفَاوُتِ حَالَیْهِمْ، فَالْزَمُوا کُلَّ أَمْرٍ لَزِمَتِ الْعِزَّةُ بِهِ شَأْنَهُمْ،
  220. وَ زَاحَتِ الْاَعْدَاءُ لَهُ عَنْهُمْ، وَ مُدَّتِ الْعَافِیَةُ بِهِ عَلَیْهِمْ،
  221. وَ انْقَادَتِ النِّعْمَةُ لَهُ مَعَهُمْ، وَ وَصَلَتِ الْکَرَامَةُ عَلَیْهِ حَبْلَهُمْ مِنَ الْاِجْتِنَابِ لِلْفُرْقَةِ،
  222. وَ اللُّزُومِ لِلْاُلْفَةِ، وَ التَّحَاضِّ عَلَیْهَا، وَ التَّوَاصِی بِهَا،
  223. وَ اجْتَنِبُوا کُلَّ أَمْرٍ کَسَرَ فِقْرَتَهُمْ، وَ أَوْهَنَ مُنَّتَهُمْ.
  224. مِنْ تَضَاغُنِ الْقُلُوبِ، وَ تَشَاحُنِ الصُّدُورِ،
  225. وَ تَدَابُرِ النُّفُوسِ، وَ تَخَاذُلِ الْاَیْدِی.
  226. وَ تَدَبَّرُوا أَحْوَالَ الْمَاضِینَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَبْلَکُمْ،
  227. کَیْفَ کَانُوا فِی حَالِ التَّمْحِیصِ وَ الْبَلاءِ.
  228. أَلَمْ یَکُونُوا أَثْقَلَ الْخَلاَئِقِ أَعْبَاءً،
  229. وَ أَجْهَدَ العِبَادِ بَلَاءً، وَ أَضْیَقَ أَهْلِ الدُّنْیَا حَالاً.
  230. اتَّخَذَتْهُمُ الْفَرَاعِنَةُ عَبِیداً فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ،
  231. وَجَرَّ عُوهُمُ الْمُرَارَ، فَلَمْ تَبْرَحِ الْحَالُ بِهِمْ فِی ذُلِّ الْهَلَکَةِ وَ قَهْرِ الْغَلَبَةِ.
  232.  لَا يَجِدُونَ حِيلَةً فِي امْتِنَاعٍ وَ لَا سَبِيلًا إِلَى دِفَاعٍ
  233. حَتَّى إِذَا رَأَى اللّهُ سُبْحَانَهُ جِدَّ الصَّبْرِ مِنْهُمْ عَلَى الْاَذَى فِی مَحَبَّتِهِ،
  234. وَ الْاِحْتَمالَ لِلْمَکْرُوهِ مِنْ خَوْفِهِ، جَعَلَ لَهُمْ مِنْ مَضَایِقِ الْبَلَاءِ فَرَجاً،
  235. فَأَبْدَلَهُمُ الْعِزَّ مَکَانَ الذُّلِّ، وَ الْاَمْنَ مَکانَ الْخَوْفِ، فَصَارُوا مُلُوکاً حُکَّاماً.
  236. وَ أئِمَّةً أَعْلاَماً، وَ قَدْ بَلَغَتِ الْکَرَامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُمْ مَا لَمْ تَذْهَبِ الْآمَالُ إِلَیْهِ بِهِمْ.
  237. فَانْظُرُوا کَیْفَ کانُوا حَیْثُ کانَتْ الْاَمْلاءُ مُجْتَمِعَةً،
  238. وَ الْاَهْوَاءُ مُؤْتَلِفَةً، وَ الْقُلُوبُ مُعْتَدِلَةً،
  239. وَ الْاَیْدِی مُتَرَادِفَةً، وَ السُّیُوفُ اصِرَةً،
  240. وَ الْبَصَائِرُ نَافِذَةً، وَ الْعَزَائِمُ وَاحِدَةً.
  241. أَلَمْ یَکُونُوا أَرْبَاباً فِی أَقْطَارِ الْاَرَضِینَ،
  242. وَ مُلُوکاً عَلَى رِقَابِ الْعَالَمِینَ.
  243. فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَیْهِ فِی آخِرِ أُمُورِهِمْ حِینَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ،
  244. وَ تَشَتَّتَتِ الْاُلْفَةُ، وَ اخْتَلَفَتِ الْکَلِمَةُ وَالْاَفْئِدَةُ،
  245. وَ تَشَعَّبُوا مُخْتَلِفِینَ، وَ تَفَرَّقُوا مُتَحَارِبِینَ،
  246. قَدْ خَلَعَ اللّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ کَرَامَتِهِ،
  247. وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِهِ.
  248. وَ بَقِیَ قَصَصُ أَخْبَارِهِمْ فِیکُمْ عِبَراً لِلْمُعْتَبِرِینَ.
    اَلِاعْتِبارُ بالأُمَمِ
  249. فَاعْتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسْمَاعِیلَ وَ بَنیِ إِسْحَاقَ وَ بَنِی إِسْرَائِیلَ:
  250. فَمَا أَشَدَّ اعْتِدَالَ الْاَحْوَالِ، وَ أَقْرَبَ اشْتِبَاهَ الْاَمْثَالِ!
  251. تَأَمَّلُوا أَمْرَهُمْ فِی حَالِ تَشَتُّتِهِمْ
  252. وَ تَفَرُّقِهِمْ لَیَالِیَ کَانَتِ الْاَکاسِرَةُ وَ الْقَیَاصِرَةُ أَرْبَاباً لَهُمْ،
  253. یَحْتَازُونَهُمْ عَنْ رِیفِ الْآفَاقِ، وَ بَحْرِ الْعِراقِ،
  254. وَ خُضْرَةِ الدُّنْیَا، إِلَى مَنابِتِ الشِّیحِ،
  255. وَ مَهَافِی الرِّیحِ، وَ نَکَدِ الْمَعَاشِ.
  256. فَتَرَکُوهُمْ عَالَةً مَسَاکِینَ، إِخْوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ،
  257. أَذَلَّ الْاُمَمِ دَاراً، وَ أَجْدَبَهُمْ قَرَاراً،
  258. لا یَأْوُونَ إِلَى جَنَاحِ دَعْوَةٍ یَعْتَصِمُونَ بِها،
  259. وَ لا إِلَى ظِلِّ أُلْفَةٍ یَعْتَمِدُونَ عَلَى عِزِّهَا.
  260. فَالْاَحْوَالُ مُضْطَرِبَةٌ، وَ الْاَیْدِی مُخْتَلِفَةٌ، وَ الْکَثْرَةُ مُتَفَرِّقَةٌ.
  261. فِی بِلَاءِ أَزْلٍ، وَ أَطْبَاقِ جَهْلٍ! مِنْ بَنَاتٍ مَوْءُودَةٍ،
  262. وَ أَصْنَامٍ مَعْبُودَةٍ، وَ أَرْحَامٍ مَقْطُوعَةٍ، وَ غَاراتٍ مَشْنُونَةٍ.
    النَّعْمَةُ بِرَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله)
  263. فَانْظُرُوا إِلَى مَوَاقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیْهِمْ حِینَ بَعَثَ إِلَیْهِمْ رَسُولاً،
  264. فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طَاعَتَهُمْ، وَ جَمَعَ عَلَى دَعْوَتِهِ أُلْفَتَهُمْ.
  265. کَیْفَ نَشَرَتِ النِّعْمَةُ عَلَیْهِمْ جَنَاحَ کَرَامَتِهَا،
  266. وَ أَسَالَتْ لَهُمْ جَدَاوِلَ نَعِیمِهَا، وَ الْتَفَّتِ الْمِلَّةُ بِهِمْ فِی عَوَائِدِ بَرَکَتِهَا،
  267. فَأَصْبَحُوا فِی نِعْمَتِهَا غَرِقِینَ، وَ فِی خُضْرَةِ عَیْشِهَا فَکِهِینَ.
  268. قَدْ تَرَبَّعَتِ الْاُمُورُ بِهِمْ، فِی ظِلِّ سُلْطَانٍ قَاهِرٍ،
  269. وَ آوَتْهُمُ الْحَالُ إِلَى کَنَفِ عِزٍّ غَالِبٍ.
  270. وَ تَعَطَّفَتِ الْاُمُورُ عَلَیْهِمْ فِی ذُرَى مُلْکٍ ثَابتٍ.
  271. فَهُمْ حُکَّامٌ عَلَى الْعَالَمِینَ، وَ مُلُوکٌ فِی أَطْرَافِ الْاَرَضِینَ.
  272. یَمْلِکُونَ الْاُمُورَ عَلَى مَنْ کانَ یَمْلِکُهَا عَلَیْهِمْ.
  273. وَ یُمْضُونَ الْاَحْکامَ فِیمَنْ کَانَ یُمْضِیهَا فِیهِمْ.
  274. لا تُغْمَزُ لَهُمْ قَنَاةٌ، وَ لا تُقْرَعُ لَهُمْ صَفَاةٌ.
    لَوْمُ العُصَاةِ
  275. أَلا وَ إِنَّکُمْ قَدْ نَفَضْتُمْ أَیْدِیَکُمْ مِنْ حَبْلِ الطَّاعَةِ.
  276. وَ ثَلَمْتُمْ حِصْنَ اللّهِ الْمَضْرُوبَ عَلَیْکُمْ بِأَحْکامِ الْجَاهِلِیَّةِ.
  277. فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدِ امْتَنَّ عَلَى جَمَاعَةِ هَذِهِ الْأُمَّة
  278. فِیما عَقَدَ بَیْنَهُمْ مِنْ حَبْلِ هذِهِ الْاُلْفَةِ الَّتی یَنْتَقِلُونَ فِی ظِلِّهَا،
  279. وَ یَأْوُونَ إِلَى کَنَفِهَا، بِنِعْمَةٍ لا یَعْرِفُ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ لَها قِیمَةً،
  280. لِاَنَّها أَرْجَحُ مِنْ کُلِّ ثَمَنٍ، وَ أَجَلُّ مِنْ کُلِّ خَطَرٍ.
  281. وَ اعْلَمُوا أَنَّکُمْ صِرْتُمْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَعْرَاباً،
  282. وَ بَعْدَ الْمُوَالاَةِ أَحْزَاباً.
  283. مَا تَتَعَلَّقُونَ مِنَ الْاِسْلَامِ إِلَّا بِاسْمِهِ.
  284. وَ لا تَعْرِفُونَ مِنَ الْاِیمانِ إلَّا رَسْمَهُ.
  285. تَقُولُونَ: النَّارَ وَ لا الْعَارَ!
  286. کَأَنَّکُمْ تُرِیدُونَ أَنْ تُکْفِئُوا الْاِسلاَمَ عَلَى وَجْهِهِ،
  287. انْتِهَاکاً لِحَرِیمِهِ،
  288. وَ نَقْضاً لِمِیثَاقِهِ الَّذِی وَضَعَهُ اللّهُ لَکُمْ حَرَماً فِی أَرْضِهِ،
  289. وَ أَمْناً بَیْنَ خَلْقِهِ.
  290. وَ إِنَّکُمْ إِنْ لَجَأْتُمْ إِلَى غَیْرِهِ حَارَبَکُمْ أَهْلُ الْکُفْرِ،
  291.  ثُمَّ لا جَبْرَائِیلُ وَلا مِیکائِیلُ وَ لا مُهَاجِرُونَ وَ لا أَنْصَارٌ یَنْصُرُونَکُمْ
  292. إِلَّا الْمُقَارَعَةَ بِالسَّیْفِ حَتى یَحْکُمَ اللّهُ بَیْنَکُمْ.
  293. وَ إِنَّ عِنْدَکُمُ الْاَمْثَالَ مِنْ بَأْسِ اللّهِ وَ قَوَارِعِهِ،
  294. وَ أَیَّامِهِ وَ وَقَائِعِهِ، فَلا تَسْتَبْطِئُوا وَعِیدَهُ جَهْلاً بِأَخْذِهِ،
  295. وَ تَهَاوُناً بِبَطْشِهِ، وَ یَأْساً مِنْ بَأْسِهِ.
  296. فَإِنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَلْعَنِ الْقَرْنَ الْمَاضِیَ بَیْنَ أَیْدِیکُمْ
  297. إِلَّا لِتَرْکِهِمُ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیَ عَنِ الْمُنْکَرِ.
  298. فَلَعَنَ اللّهُ السُّفَهَاءَ لِرُکُوبِ الْمَعَاصِی،
  299. وَ الْحُلَمَاءَ لِتَرْکِ التَّنَاهِی.
  300. أَلا وَ قَدْ قَطَعْتُمْ قَیْدَ الْاِسْلَامِ،وَ عَطَّلْتُمْ حُدُودَهُ، وَ أَمَتُّمْ أَحْکامَهُ.
  301. أَلا وَ قَدْ أَمَرَنِی اللّهُ بِقِتَالِ أَهْلِ الْبَغْیِ وَ النَّکْثِ وَالْفَسَادِ فِی الْاَرْضِ،
  302. فَأَمَّا النَّاکِثُونَ فَقَدْ قَاتَلْتُ، وَ أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَقَدْ جَاهَدْتُ.
  303. وَ أَمَّا الْمَارِقَةُ فَقَدْ دَوَّخْتُ.
  304. وَ أَمَّا شَیْطَانُ الرَّدْهَةِ فَقَدْ کُفِیتُهُ بِصَعْقَةٍ سُمِعَتْ لَهَا وَجْبَةُ قَلْبِهِ،
  305. وَ رَجَّةُ صَدْرِهِ، وَ بَقِیَتْ بَقِیَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْبَغْیِ.
  306. وَ لَئِنْ أَذِنَ اللّهُ فِی الْکَرَّةِ عَلَیْهِمْ لَاُدِیلَنَّ مِنْهُمْ
  307. إِلَّا مَا یَتَشَذَّرُ فِی أَطْرَافِ الْبِلادِ تَشَذُّراً.
    فَضْلُ الوَحْیِ
  308. أَنَا وَضَعْتُ فِی الصِّغَرِ بِکَلاکِلِ الْعَرَبِ،
  309. وَ کَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ.
  310. وَ قَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِی مِنْ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِیبَةِ،
  311. وَ الْمَنْزِلَةِ الْخَصِیصَةِ.
  312. وَضَعَنِی فِی حِجْرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ، یَضُمُّنِی إِلَى صَدْرِهِ،
  313. وَ یَکْنُفُنِی فِی فِرَاشِهِ، وَ یُمِسُّنِی جَسَدَهُ، وَ یُشِمُّنِی عَرْفَهُ.
  314. وَ کانَ یَمْضَغُ الشَّیْءَ ثُمَّ یُلْقِمُنِیهِ.
  315. وَ مَا وَجَدَ لِی کَذْبَةً فِی قَوْلٍ، وَ لا خَطْلَةً فِی فِعْلٍ.
  316. وَ لَقَدْ قَرَنَ اللّهُ بِهِ (صلی الله علیه و آله) مِنْ لَدُنْ أَنْ کانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَکٍ مِنْ مَلاَئِکَتِهِ،
  317. یَسْلُکُ بِهِ طَرِیقَ الْمَکَارِمِ، وَ مَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ، لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ.
  318. وَ لَقَدْ کُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِیلِ أَثَرَ أُمِّهِ،
  319. یَرْفَعُ لِی فِی کُلِّ یَوْمٍ مِنْ أَخْلاَقِهِ عَلَماً،
  320. وَ یَأْمُرُنِی بِالْاِقْتِدَاءِ بِهِ.
  321. وَ لَقَدْ کَانَ یُجَاوِرُ فِی کُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ،
  322. وَ لا یَرَاهُ غَیْرِی.
  323. وَ لَمْ یَجْمَعْ بَیْتٌ وَاحِدٌ یَوْمَئِذٍ فِی الْاِسْلامِ غَیْرَ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) وَ خَدِیجَةَ وَ أَنَا ثَالِثُهُمَا.
  324. أَرَى نُورَ الْوَحْیِ وَ الرِّسَالَةِ، وَ أَشُمُّ رِیحَ النُّبُوَّةِ.
  325. وَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّیْطَانِ حِینَ نَزَلَ الْوَحْیُ عَلَیْهِ (صلی الله علیه و آله)
  326. فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللّهِ مَا هذِهِ الرَّنَّةُ؟
  327. فَقَالَ: «هذَا الشَّیْطَانُ قَدْ أَیِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ.
  328. إِنَّکَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ، وَ تَرَى مَا أَرَى،
  329. إِلَّا أَنَّکَ لَسْتَ بِنَبِیٍّ، وَ لکِنَّکَ لَوَزِیرٌ وَ إِنَّکَ لَعَلَى خَیْرٍ».
  330. وَ لَقَدْ کُنْتُ مَعَهُ (صلی الله علیه و آله) لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَیْشٍ،
  331.  فَقَالُوا لَهُ: یَا مُحَمَّدُ، إِنَّکَ قَدِ ادَّعَیْتَ عَظِیماً لَمْ یَدَّعِهِ آبَاؤُکَ وَ لا أَحَدٌ مِنْ بَیْتِکَ،
  332. وَ نَحْنُ نَسْأَلُکَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَیْهِ وَ أَرَیْتَنَاهُ، عَلِمْنَا أَنَّکَ نَبِیٌّ وَ رَسُولٌ،
  333. وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّکَ سَاحِرٌ کَذَّابٌ.
  334. فَقَالَ (صلی الله علیه و آله): «وَ مَا تَسْأَلُونَ؟»
  335. قَالُوا: تَدْعُو لَنَا هذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَیْنَ یَدَیْکَ،
  336. فَقَالَ (صلی الله علیه و آله) :«إِنَّ اللّهَ عَلَى کُلِّ شَیْءٍ قَدِیرٌ،
  337. فَإِنْ فَعَلَ اللّهُ لَکُمْ ذَلِکَ، أَتُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ؟»
  338. قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «فَإنِّی سَأُرِیکُمْ مَا تَطْلُبُونَ،
  339. وَ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّکُمْ لا تَفِیئُونَ إِلَى خَیْرٍ،
  340. وَ إِنَّ فِیکُمْ مَنْ یُطْرَحُ فِی الْقَلِیبِ،
  341. وَ مَنْ یُحَزِّبُ الْاَحْزَابَ» ثُمَّ قَالَ (صلی الله علیه و آله):
  342. «یا أیَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ کُنْتِ تُؤْمِنِینَ بِاللّهِ وَ الْیَوْمِ الْاخِرِ،
  343. وَ تَعْلَمِینَ أَنِّی رَسُولُ اللّهِ،
  344. فَانْقَلِعِی بِعُرُوقِکِ حَتَّى تَقِفِی بَیْنَ یَدَیَّ بِإِذْنِ اللّهِ».
  345. فَوَالَّذِی بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لاَنْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا،
  346. وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِیٌّ شَدِیدٌ، وَ قَصْفٌ کَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّیْرِ؛
  347. حَتَّى وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله) مُرَفْرِفَةً،
  348. وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْاَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله)،
  349. وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِها عَلَى مَنْکِبی،
  350. وَ کُنْتُ عَنْ یَمِینِهِ (صلی الله علیه و آله)، فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِکَ قَالُوا عُلُوًّا وَاسْتِکْبَاراً ـ:
  351. فَمُرْهَا فَلْیَأْتِکَ نِصْفُهَا وَ یَبْقَى نِصْفُهَا، فَأَمَرَهَا بِذَلِکَ،
  352. فَأَقْبَلَ إِلَیْهِ نِصْفُهَا کَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِیّاً،
  353. فَکَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللّهِ (صلی الله علیه و آله)، فَقَالُوا کُفْراً وَ عُتُوّاً:
  354. فَمُرْ هذَا النِّصْفَ فَلْیَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ کَمَا کانَ،
  355. فَأَمَرَهُ (صلی الله علیه و آله) فَرَجَعَ؛
  356.  فقُلْتُ أَنَا: لا إِلهَ إِلَّا اللّهُ
  357. إِنِّی أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِکَ یَا رَسُولَ اللّهِ،
  358. وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ
  359. مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللّهِ تَعَالَى تَصْدِیقاً بِنُبُوَّتِکَ،وَ إِجْلَالاً لِکَلِمَتِکَ.
  360. فَقَالَ الْقَوْمُ کُلُّهُمْ: بَلْ سَاحِرٌ کَذَّابٌ، عَجِیبُ السِّحْرِ خفِیفٌ فِیهِ،
  361. وَ هَلْ یُصَدِّقُکَ فِی أَمْرِکَ إِلَّا مِثْلُ هذَا! (یَعْنُونَنِی).
  362. وَ إِنِّی لَمِنْ قَوْمٍ لا تَأْخُذُهُمْ فِی اللّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ،
  363. سِیَماهُمْ سِیمَا الصِّدِّیقِینَ، وَ کَلاَمُهُمْ کَلاَمُ الْاَبْرَارِ، عُمَّارُ اللَّیْلِ وَ مَنَارُ النَّهَارِ.
  364. مُتَمَسِّکُونَ بِحَبْلِ الْقُرْآنِ.
  365. یُحْیُونَ سُنَنَ اللّهِ وَ سُنَنَ رَسُولِهِ.
  366. لا یَسْتَکْبِرُونَ وَ لا یَعْلُونَ،
  367. وَ لا یَغُلُّونَ وَ لا یُفْسِدُونَ.
  368. قُلُوبُهُمْ فِی الْجِنَانِ وَ أَجْسَادُهُمْ فِی الْعَمَلِ.

متن فارسی

 192. از خطبه های آن حضرت ؛ خطبه قاصعه نامیده شده است این خطبه متضمن نکوهش ابلیس (لعنة الله علیه) مى باشد به دلیل تکبّر ورزیدن و ترک سجده براى آدم (علیه السلام) و این که او نخستین کسى است که تعصّب و تکبّر را ظاهر ساخت و نیز امام (علیه السلام) در این خطبه مردم را از پیمودن راه ورسم ابلیس (و تعصّب وتکبّر) بر حذر مى دارد

  1. حمد و ثناى خداوند: حمد و ستایش مخصوص خداوندى است که لباس عزّت و عظمت را بر خود پوشانده
  2. و این دو را ویژه خویش ـ نه مخلوقش ـ ساخته،
  3. و آن را حد و مرز و حرم میان خود و دیگران قرار داده
  4. و براى جلال خویش برگزیده است.
    تکبر شیطان (سرچشمه نافرمانى)
  5. لعن و نفرین را بر بندگانى که با او در این دو صفت به منازعه و ستیز برمى خیزند قرار داده (و آن ها را از رحمتش دور ساخته) است.
  6. سپس بدین وسیله فرشتگان مقرّب خود را در بوته آزمایش قرار داد
  7.  تا متواضعان آن ها را از متکبّران جدا سازد
  8. و با این که از همه آنچه در دل هاست باخبر
  9. و از اسرار نهان آگاه است،
  10. به آن ها فرمود: «من بشرى از گل مى آفرینم آنگاه که آفرینش او را کامل کردم و از روح خود در او دمیدم همگى براى او سجده کنید،{1}
  11.  فرشتگان همه بدون استثنا سجده کردند جز ابلیس»
  12. که تعصّب و نخوت او را فراگرفت و به دلیل خلقتش (از آتش) بر آدم افتخار کرد
  13. و به سبب اصل و ریشه اش در برابر آدم موضع گیرى تندى کرد،
  14. از این رو این دشمن خدا، پیشواى متعصّبان و سرسلسله مستکبران شد
  15.  که اساس تعصّب را بنا نهاد
  16. و با خداوند در رداى جبروتى اش به ستیز برخاست
  17. و لباس بزرگى و تکبّر بر تن کرد
  18. و پوشش تواضع و فروتنى را از تن درآورد.
  19. آیا نمى بینید چگونه خداوند او را به سبب تکبّرش کوچک شمرد
  20. و بر اثر خودبرتربینى اش وى را پست و خوار گردانید
  21. و به همین دلیل او را در دنیا طرد کرد
  22. و در آخرت آتش فروزان دوزخ را برایش آماده ساخت؟
    آزمایش بندگان
  23. اگر خدا مى خواست مى توانست آدم را از نورى بیافریند که روشنایى اش دیده ها را برباید
  24. و زیبایى و جمالش عقول را مبهوت کند
  25. و عطرش شامّه ها را مسخر سازد و اگر چنین مى کرد،
  26. گردن ها در برابر آدم خاضع مى شد
  27. و آزمایش براى فرشتگان بسیار آسان بود؛
  28. ولى خداوند سبحان خلق خود را با امورى مى آزماید که از فلسفه آن آگاهى ندارند، تا (مطیعان از عاصیان) ممتاز گردند
  29. و تکبّر را از آنان بزداید و آن ها را از کبر و غرور دور سازد.
    تکبر ابلیس (درس عبرت)
  30. بنابراین، از کارى که خداوند با ابلیس کرد عبرت بگیرید، زیرا اعمال طولانى و کوشش هاى بسیارش را بر باد داد
  31. در حالى که خدا را شش هزار سال عبادت کرده بود،
  32. سال هایى که معلوم نیست از سال هاى دنیا بود یا آخرت. (آرى) همه آن ها را به سبب ساعتى تکبّر نابود ساخت.
  33. چگونه ممکن است کسى بعد از ابلیس همان نافرمانى او را انجام دهد ولى در برابر (خشم) خدا سالم بماند؟
  34. نه، هرگز چنین نخواهد بود، هیچ گاه خدا انسانى را با داشتن صفتى وارد بهشت نمى کند که بر اثر همان صفت فرشته اى را از بهشت بیرون کرده است.
  35. حکم او درباره اهل آسمان و زمین یکسان است
  36. و خدا با هیچ یک از خلق خود دوستى خاصى ندارد تا به سبب آن، چیزى را که بر همه جهانیان تحریم کرده است بر وى مباح سازد.
    وسوسه هاى شیطان
  37. اى بندگان خدا! از این دشمن خدا (ابلیس) بر حذر باشید. نکند شما را به بیمارى خویش (کبر و غرور و تعصّب) مبتلا سازد
  38. و با نداى خود شما را تحریک کند،
  39. و لشکریان سواره و پیاده اش را فریاد زند و بر ضد شما برانگیزد.
  40. به جانم سوگند! او تیر خطرناک را براى شما آماده کرده،
  41. در کمان گذاشته و با قدرت تا آخرین حدّ کشیده
  42. و از مکانى نزدیک به سوى شما پرتاب کرده است
  43. و گفته است: پروردگارا! بدین علت که مرا اغوا کردى (و از رحمت خود محروم ساختى) زرق و برق زندگى دنیا را در چشم آن ها جلوه مى دهم و همه را اغوا مى کنم (و از رحمتت محروم مى سازم)
  44. او با این سخن تیرى در تاریکى به سوى هدفى دوردست انداخت
  45. و گمانى نادرست داشت (زیرا خواسته اش درباره همه انسان ها صورت نپذیرفت، ولى)
  46. فرزندان تکبّر و برادران تعصّب
  47. و سواران بر مرکب غرور و جهل،او را عملا تصدیق کردند.
  48. این وضع همچنان ادامه یافت تا افراد سرکش و سست ایمان از شما را در برابر خود تسلیم کرد
  49. و طمع خویش را بر شما مستحکم ساخت
  50. و اسرار پنهانى آشکار شد.
  51. در این هنگام سلطه اش بر شما قوّت گرفت و با سپاه خویش به شما حمله ور شد.
  52. تا این که (او و سپاهش) شما را به پناهگاه ذلت کشاندند و در مهلکه هاى قتل وارد کردند،
  53. و زخم خوردگان شما را زیر پاها له کردند، نیزه هاى خود را در چشمان شما فرو بردند،
  54. گلوى شما را بریدند، بینى شما را کوبیدند،
  55. و قصد هلاکت شما را کردند و(سرانجام) شما را با قهر و غلبه به سوى آتش (غضب الهى) که برایتان آماده شده، کشاندند.
  56. بنابراین، ابلیس، بزرگ ترین مشکل براى دین شما و آتش افروزترین دشمن براى دنیاى شماست
  57. و خطرناک تر از همه انسان هایى است که به آن ها دشمنى مى ورزید و براى در هم شکستن آنان عدّه وعُده گرد مى آورید،
  58. از این رو قوّت و قدرت خود را در برابر او به کار گیرید و پیوند خویش را با او قطع کنید.
  59. به خدا سوگند! او (شیطان) بر اصل و ریشه شما (آدم) برترى جویى کرد و به حسب شما طعنه زد
  60. و بر نسب شما عیب گرفت، با سپاه سواره خود به شما حمله کرد
  61. و با پیاده نظامش راه را بر شما بست. آن ها هر جا شما را بیابند صید مى کنند
  62. و انگشتانتان را قطع مى نمایند (وکارآیى را از شما مى گیرند)
  63. هرگز نمى توانید (به آسانى) با حیله آن ها را منع کنید و نه با تصمیم و اراده، به راحتى آن ها را از خود برانید،
  64. این در حالى است که در جایگاه پست و دایره تنگ
  65. و صحنه مرگ و جولانگاه بلا قرار گرفته اید،
  66. بنابراین (ریشه ها را بخشکانید و) شراره هاى تعصّب و کینه هاى جاهلیّت را که در دل هایتان پنهان شده خاموش سازید،
  67. زیرا این نخوت و تعصّب ناروا که در مسلمان پیدا مى شود از القائات شیطان و نخوت ها و فسادها و وسوسه هاى اوست.
  68. تاج تواضع بر سر نهید و خود برتربینى را زیر پا افکنید،
  69. حلقه هاى زنجیر تکبّر را از گردن فرو نهید
  70. و فروتنى را سنگر میان خود و دشمنتان، یعنى ابلیس و سپاهیانش قرار دهید،
  71.  زیرا او از هر امتى لشکریان و یاورانى، و پیادگان و سوارانى دارد (که با کمک آن ها در میان همه اقوام و گروه ها نفوذ مى کند).
  72. شما مانند آن متکبّر (قابیل) نباشید که دربرابر فرزند مادرش (برادرِ با جان برابرش) بى آن که بر او برترى داشته باشد تکبّر ورزید و جز خودبرتربینىِ ناشى از دشمنى برخاسته از حسادت،
  73. در قلبش چیزى نبود. (سرانجام) آتش غضب بر اثر کبر و تعصّب ناروا در دلش شعله ور شد
  74. و شیطان، باد غرور در بینى او دمید، همان کبر و غرورى که (سبب قتل برادرش شد و) در پایان، خداوند به سبب آن براى او پشیمانى به بار آورد
  75. و گناه همه قاتلان را تا روز قیامت بر گردن او افکند.
    عواقب کبر و غرور
  76. آگاه باشید که شما در سرکشى و ستم افراط کردید
  77. و براى دشمنى آشکار با خدا
  78. و مبارزه با مؤمنان راستین، به فساد در زمین و ستیز برخاستید.
  79. خدا را! خدا را! از کبر وتعصّب ناروا و تفاخر جاهلیّت بپرهیزید
  80.  که سبب ایجاد کینه و دشمنى، و جایگاه وسوسه هاى شیطان است.
  81. این ها همان چیزهایى است که شیطان به وسیله آن ها، امت ها و اقوام گذشته را فریفت
  82. تا آن جا که در تاریکى هاى جهل فرو رفتند و در گودال ها و دام هاى ضلالت او سقوط کردند،
  83.  به آسانى تسلیم او شدند و رهبرى او را پذیرفتند
  84. و او آن ها را به هر جا که خاطرخواهش بود برد.آن ها از چیزى پیروى کردند که دل ها در آن شبیه و هماهنگ بود و قرن ها پى درپى بر آن گذشت و کبر و غرورى را پذیرا شدند
  85.  که (بر اثر فزونى) سینه ها با آن تنگ شد.
    عواقب پیروى از حاکمان متکبر
  86. به هوش باشید! بترسید و بر حذر باشید از پیروى و اطاعت (کورکورانه) از بزرگترها و رؤسایتان،
  87. همان ها که به سبب موقعیّت خود، تکبّر مى ورزند و خویش را بالاتر از نسب خود مى شمرند،
  88. اعمال نادرست خود را به خدا نسبت مى دهند و به انکار نعمت هاى او برمى خیزند
  89. تا با قضایش ستیز کنند و بر نعمت هایش چیره شوند،
  90. زیرا آن ها اساس و بنیان تعصّب،
  91. و ستون وارکان فتنه و فساد، و شمشیرهاى تکبّر و افتخار بیهوده به نسب هاى جاهلیّت اند.
  92. از خدا بترسید و با نعمت هایى که او به شما ارزانى داشته مخالفت نکنید و نسبت به فضل و بخشش او به یکدیگر حسادت نورزید.
  93. از افراد بى اصل و نسب اطاعت نکنید، همان ها که شما به دلیل صفاى باطن خویش، آب تیره نفاقشان را نوشیدید
  94. و تندرستى خویش را با بیمارى آن ها آمیختید
  95. و در اعتقاد حق خود، عقیده باطل آن ها را راه دادید،
  96. آن ها اساس گناه و همنشین نافرمانى و عصیان اند،
  97.  آن ها کسانى هستند که شیطان آنان را مرکب هاى راهوار ضلالت قرار داده
  98. و سپاهى، که به وسیله آنان به مردم غافل حمله مى کند
  99. و از آن ها به عنوان سخنگوى خود (براى بیان مقاصد خویش) بهره مى گیرد
  100. تا عقل هایتان را بدزدد، در چشم هاى شما نفوذ کند
  101. و در گوش هایتان (اباطیل را) بدمد.
  102. به این ترتیب شما را هدف تیرهاى خود قرار داد و با قدم هایش پایمال کرد و گلوى شما را در دست خود فشرد!
  103. از آنچه به امّت هاى مستکبر پیشین، از عذاب الهى و قهر خدا و کیفرها و مجازات هاى او رسید، عبرت بگیرید
  104. و از قبرهاى آن ها و خوابگاهشان در زیر خاک پند آموزید و به خدا از عوامل شوم کبر پناه برید.
  105. انبیاء و تکبر: آن گونه که از بلاها و مشکلات روزگار به او پناه مى برید.
  106.  اگر خدا به کسى از بندگانش اجازه تکبّر ورزیدن مى داد، نخست اجازه آن را به پیامبران و اولیاى خاصّش مى داد؛
  107. ولى خداوند سبحان تکبّر را براى آن ها منفور شمرد و تواضع و فروتنى را براى آنان پسندید.
  108. به همین دلیل آن ها گونه هاى خود را (در پیشگاه او) بر زمین مى نهادند
  109. و صورت ها را به خاک مى ساییدند؛
  110. پر و بال خویش را براى مؤمنان فرو مى نهادند و همچون مستضعفان، ساده مى زیستند.
  111. خداوند آن ها را با گرسنگى آزمایش کرد و به مشقّت و رنج مبتلا ساخت؛
  112. با امور خوفناک امتحان کرد و با حوادث ناخوشایند خالص گردانید.
  113. ثروت و اولاد، نعمت یا عذاب؟ (بود و نبود یا کم و زیاد) ثروت و اولاد را دلیل بر خشنودى یا خشم خدا ندانید که این ناشى از جهل و بى خبرى
  114. درباره آزمایش هاى الهى در مورد بى نیازى و قدرت است،
  115. (همان گونه که) خداوند سبحان فرموده است: «آیا گمان مى کنند مال و فرزندانى که به آن ها مى بخشیم دلیل بر این است که نیکى ها را به سرعت براى آنان فراهم مى سازیم؟ (چنین نیست)، بلکه آن ها درک نمى کنند»{1}.
  116. (آرى) خداوند کسانى از بندگانش را که خود را برتر مى بینند به وسیله اولیاى خود که در نظر آن ها مستضعف اند آزمایش مى کند.
    (ساده زیستى) فروتنى انبیا
  117. موسى بن عمران با برادرش هارون (علیهما السلام) بر فرعون وارد شدند
  118. در حالى که پیراهن هاى بلند پشمین به تن داشتند و در دست هر کدام عصایى (همچون عصاى چوپان ها) بود
  119. (او را به سوى خداوند یگانه دعوت کرده و) با او شرط کردند که اگر تسلیم فرمان خدا شود عزّت وقدرتش پایدار و حکومتش برقرار خواهد بود؛
  120. ولى فرعون گفت: آیا از این دو نفر تعجّب نمى کنید که بقاى ملک و دوام عزّتم را تضمین مى کنند
  121. در حالى که فقر و ذلّت از سر و وضعشان مى بارد؟!
  122. (اگر راست مى گویند) چرا دستبندهایى از طلا (از سوى خدا) به آن ها داده نشده است؟
  123. این سخن را فرعون به دلیل بزرگ شمردن طلا و گردآورى آن،
  124. و تحقیر پشم و پوشیدن آن گفت،
  125. در حالى که اگر خداوند سبحان مى خواست که به هنگام مبعوث ساختن پیامبرانش
  126. درهاى گنج هاى طلا و معادن زر ناب و باغ هاى خرّم و سرسبز را به روى آن ها بگشاید، مى گشود
  127. و اگر اراده مى کرد که پرندگان آسمان و وحوش زمین را همراه آن ها گسیل دارد، مى داشت،
  128. ولى اگر این کار را مى کرد ارزش آزمایش از میان مى رفت، پاداش و جزاى نیکوکاران بى اثر مى شد
  129. و وعده هاى الهى بى فایده مى گشت؛ مطیعان، مستحقّ اجر و پاداش امتحان دهندگان نمى شدند
  130. و مؤمنان استحقاق ثواب نیکوکاران را نمى یافتند و نام ها (نام مسلم، مؤمن، مخلص و...) با معانى خود همراه نمى گشت.
  131. اما خداوند سبحان پیامبران خود را از نظر عزم و اراده، قوى
  132.  و از نظر ظاهر، فقیر و تهیدست در چشم مردم قرار داد؛
  133. ولى فقرى توأم با قناعتى که قلب ها و چشم ها را پر از غنا مى کرد،
  134. همراه ضعف ظاهرى که چشم ها و گوش ها(ى دنیاپرستان) را آزار مى داد (در جهات معنوى، قوى و نیرومند و در جهات مادّى، ساده و بى آلایش بودند).
  135. چرایى ساده زیستى انبیا: اگرپیامبران داراى قدرتى بودندکه کسى را یاراى مخالفت با آنان نبود، و توانایى و عزتى داشتند که هیچ گاه مغلوب نمى شدند،
  136. و سلطنت و شوکتى که گردن ها به سوى آن کشیده مى شد و از راه هاى دور بار سفر به سوى آنان مى بستند
  137.  ـ اگر چنین بودند ـ پذیرش دعوت آنان براى مردم آسانتر
  138. و سرکشى در برابر آنان مشکل تر بود. و مردم به جهت ترسى که بر آن ها مستولى مى شد، یا علاقه و انتظارى که آنان را متمایل به پیامبران مى ساخت به آن ها ایمان مى آوردند.
  139. در این حال نیّات و انگیزه ها خالص نبود (و غیر خدا در آن شرکت داشت)
  140. به همین دلیل حسنات و پاداش آنان تقسیم مى شد (و اجر کمى داشتند).
  141. ولى خداوند سبحان اراده کرده است که پیروى از رسولانش و تصدیق کتاب هایش
  142.  و خضوع در برابر ذات پاکش و تواضع در برابر فرمانش
  143. و تسلیم در مقابل اطاعتش امورى باشد که فقط به جهت او انجام گیرد
  144. و چیز دیگرى آن را مشوب و ناخالص نکند،
  145. (و به یقین) هر قدر امتحان و آزمایش عظیم تر (و مشکل تر) باشد
  146. ثواب و پاداشش فزون تر خواهد بود.
    موقعیت کعبه و ویژگى هاى مکه
  147. آیا نمى بینید که خداوند انسان هاى نخستین را از زمان آدم
  148. تا آخرین آن ها، در این عالم با سنگ هایى (منظور، خانه کعبه است) آزمایش کرده که نه زیان مى رساند نه سودى مى بخشد،
  149. نه مى بیند و نه مى شنود،
  150. و این سنگ ها را خانه محترم خود و موجب پایدارى و پابرجایى مردم قرار داده است.
  151. سپس آن را در سنگلاخ ترین مکان ها، و بى گیاه ترین ریگزارهاى زمین
  152. و تنگ ترین درّه ها،
  153. در میان کوه هاى خشن و شن هاى نرم و روان
  154. و چشمه هاى کم آب و آبادى هاى پراکنده قرار داد
  155.  که نه شتر به آسانى در آن پرورش مى یابد و نه اسب و گاو و گوسفند (نه بناى قابل ملاحظه اى دارد و نه سرزمین پربارى).
  156. حج از زمان آدم تا پایان جهان: سپس به آدم و فرزندانش فرمان داد که به سوى آن رخت سفر بربندند،
  157.  آن جا را مرکز اجتماع و سرمنزل مقصود و باراندازشان قرار داد،
  158. که میوه دل ها از میان فلات ها و دشت هاى دوردست
  159. و از درون درّه هاى عمیق و جزایر از هم پراکنده دریاها به سوى آن سرازیر مى شود
  160. تا شانه ها را متواضعانه حرکت دهند و لا اله الّا الله گویان گرد این خانه طواف کنند
  161. و با موهاى آشفته و بدن هاى پرگرد و غبار هروله نمایند،
  162. در حالى که لباس ها را به کنارى افکنده و با ترک اصلاح سر و صورت زیبایى هاى خود را دگرگون ساخته اند.
  163. این آزمایشى است بزرگ و امتحانى است شدید و آشکار،
  164. و پاک سازى مؤثّرى که خدا آن را سبب رحمتش و وصول به بهشتش قرار داده است.
  165. کعبه درسرزمینى خشک: اگر خداوند سبحان مى خواست مى توانست خانه محترم خود و اماکن پرعظمتش
  166. را در میان باغ ها و نهرها و سرزمین هاى هموار و آرام
  167. و پردرخت که میوه هایش در دسترس باشد و داراى بناهاى فراوان و آبادى هاى به هم پیوسته در میان گندم زارها
  168. و باغ هاى خرم و پرگل و گیاه
  169. و روستاهاى سرسبز و زمین هاى پرآب و گلزارهاى پرطراوت
  170. و جاده هاى آباد قرار دهد؛
  171. امّا در این صورت به همان نسبت که آزمون، ساده تر بود پاداش و جزا نیز کوچک تر مى شد
  172. و اگر پى و بنیانى که خانه کعبه بر آن نهاده شده و سنگ هایى که بناى آن را بالا برده از زمرد سبز
  173. و یاقوت سرخ و درخشنده بود،
  174. شک و تردید در سینه ها کمتر رخنه مى کرد و نیازى به تلاش ابلیس براى سیطره بر قلوب نبود
  175. و تلاطم وسوسه هاى پنهانى از مردم منتفى مى شد؛ ولى خداوند، بندگانش را با انواع سختى ها مى آزماید
  176. و با انواع مشکلات، متعبّد مى سازد و با اشکال گوناگون گرفتارى ها امتحان مى کند
  177. تا تکبّر را از قلوب آن ها خارج سازد و تواضع و فروتنى را در نفوسشان جاى دهد
  178. و درهاى فضل و رحمتش را به روى آنان بگشاید
  179. و اسباب عفوش را به آسانى در اختیارشان قرار دهد.
    ستمگرى و تکبر، دام شیطان
  180. خدا را خدا را! از کیفر سریع سرکشى و سرانجام وخیم ظلم و ستم،
  181. و سوء عاقبت تکبّر بر حذر باشید، زیرا این امور دام بزرگ ابلیس و نیرنگ عظیم اوست
  182. که همچون زهرهاى کشنده در قلوب مردان نفوذ مى کند.
  183. هرگز از تأثیر فرو نمى ماند و کسى از هلاکتش جان سالم به درنمى برد،
  184. نه عالم به سبب علم و دانشش و نه فقیر به سبب لباس کهنه اش.
  185. فلسفه عبادات: و به همین دلیل خداوند بندگان باایمان خود را با نمازها و زکات ها
  186. و مجاهدت به وسیله روزه هاى واجب، (از بغى و ظلم و کبر) حراست فرموده،
  187. تا اعضا و جوارحشان آرام شود، چشمانشان خاضع
  188. و نفوس آنان رام گردد،قلب هایشان خضوع پذیرد
  189. و تکبّر از آنان زدوده شود.
  190. و به همین دلیل ساییدن پیشانى ها، که جاى با ارزش صورت است، بر خاک، موجب تواضع و فروتنى است
  191. و گذاشتن اعضاى پرارزش بدن بر زمین دلیل بر کوچکى،
  192. و چسبیدن شکم ها به پشت به هنگام روزه مایه تواضع است
  193. و نیز پرداخت زکات موجب صرف ثمرات و درآمدهاى زمین
  194. و غیر آن براى نیازمندان و مستمندان مى گردد (و همه این امور، بندگان را از آفت کبر و غرور بازمى دارد و به تواضع و فروتنى دعوت مى کند).
  195.  به آثار این اعمال بنگرید که چگونه شاخه هاى درخت تفاخر را درهم مى شکند
  196. و از جوانه زدن کبر و خودپسندى (در دل ها) جلوگیرى مى کند.
  197. سرچشمه تعصب: من در رفتار و کردار مردم جهان نظر افکندم، هیچ کس را نیافتم که درباره چیزى تعصّب به خرج دهد
  198. جز این که دلیل و هدفى براى خویش دارد: یا مى خواهد حقیقت را بر جاهلان مشتبه سازد
  199. و یا با دلیلى با فکر و اندیشه سفیهان درآمیزد (و در آن نفوذ کند).
  200. جز شما که درباره چیزى تعصّب مى ورزید که نه سببى دارد و نه هدفى.
  201. ابلیس در برابر آدم به سبب اصل و ریشه خود تعصّب و تکبّر ورزید؛
  202. آفرینش آدم را مورد طعن قرار داد
  203. و گفت: من از آتشم و تو از گِل.
  204. اما ثروتمندان عیّاش و متکبّر امّت هاى پیشین، تعصّبشان به سبب نعمت هاى گوناگون (و زر وزیورها) و فزونى نفراتشان بود؛
  205. آن ها مى گفتند: «ثروت و فرزندان ما از همه بیشتر است و هرگز کیفر (الهى) نمى بینیم» (امّا شما حتّى این بهانه ها را هم براى تعصّب کورکورانه خود ندارید).
  206. تعصب مثبت، نشانه ها و آثار: اگر قرار است تعصّبى به خرج داده شود، باید تعصّب شما براى اخلاق پسندیده،
  207. کارهاى نیک و امور خوب و شایسته باشد.
  208. همان افعال و امورى که مردان بزرگوار و شجاع از خاندان (باارزش) عرب و سران باشخصیّت قبایل در آن ها بر یکدیگر پیشى مى گرفتند
  209. (یعنى) در صفات پسندیده و اندیشه هاى والا
  210. و مقام هاى بلند و آثار ستوده
  211. (آرى! اگر مى خواهید تعصّبى داشته باشید) درباره خصلت هاى مطلوب، تعصّب به خرج دهید؛ از جمله حفظ حقوق همسایگان، وفاى به عهد و پیمان،
  212. انجام کارهاى نیک، مخالفت با تکبّر،
  213.  اقدام به جود و بخشش، خوددارى از ستم،
  214. بزرگ شمردن قتل نفس (و پرهیز شدید از آن)، انصاف درباره مردم،
  215.  فرو خوردن خشم و اجتناب از فساد در زمین.
  216. علل شکست و پیروزى: از کیفرهایى که بر اثر سوء افعال و اعمال ناپسند بر امّت هاى پیشین نازل شد، برحذر باشید،
  217. حالات آن ها را در خوبى و بدى به یاد آرید
  218. و بترسید از این که شما هم مانند آنان شوید.
  219. هرگاه به تفاوت دو حال آن ها (پیروزى وشکست) مى اندیشید به سراغ امورى بروید که موجب عزّت و اقتدار آنان شد،
  220. دشمنان را از آن ها دور کرد، عافیت و سلامت را بر آنان گسترش داد،
  221. نعمت ها مطیعشان شدند، و کرامت و شخصیت، رشته خود را به آنان پیوست. عامل این خوشبختى، پرهیز از تفرقه،
  222. تأکید بر الفت و اتّحاد، تشویق یکدیگر به آن و سفارش کردن به انجام آن بود.
  223. از هر کارى که ستون فقرات آن ها را در هم شکست و قدرتشان را سست کرد اجتناب کنید:
  224. از کینه هاى درونى، بدخواهى،
  225. پشت به هم کردن و دست از یارىِ هم برداشتن.
  226. در احوال مؤمنان پیشین بیندیشید
  227. که در حال آزمایش و امتحان چگونه بودند؟
  228. آیا آن ها بیش از همه مردم بار مشکلات را بر دوش نکشیدند و بیش از همه بندگان (خدا) در شدّت و زحمت نبودند
  229. و نسبت به همه جهانیان در تنگناى سخت ترى قرار نداشتند؟
  230. فرعون ها آنان را برده خویش ساختند و پیوسته آن ها را در بدترین شکنجه ها قرار دادند
  231. و تلخى هاى روزگار را جرعه جرعه به آن ها نوشاندند و همچنان این وضع با ذلّت و هلاکت به سبب قهر و غلبه ظالمان ادامه یافت.
  232. نه چاره اى داشتند که از آن وضع سر باززنند و نه راهى براى دفاع از خود مى یافتند،
  233. تا زمانى که خداوند سبحان جدّیت آن ها را در صبر و استقامت در برابر ناملایمات در مسیر محبّتش،
  234. و تحمّل آن ها را در ناراحتى ها به دلیل خوف و خشیتش، مشاهده کرد. در این هنگام گشایشى از میان تنگناهاى بلا براى آنان فراهم ساخت؛
  235. ذلّت را به عزّت، و ترس و ناامنى را به امنیّت مبدّل کرد و آن ها زمامداران فرمانروا و پیشوایان برجسته شدند
  236. و آن قدر لطف و کرامت الهى شامل حالشان شد که هیچ کس فکر آن را هم درباره آنان نمى کرد.
  237. آثاروحدت و عاقبت شوم اختلاف: بنگرید (اقوام پیشین) چگونه بودند در آن هنگام که جمعیّت هایشان متّحد،
  238. خواسته ها هماهنگ، اندیشه ها معتدل،
  239.  دست ها پشتیبان هم، شمشیرها یارى کننده یکدیگر،
  240.  دیده ها نافذ و تصمیم ها یکى بود؟
  241. آیا (در آن روز) آن ها زمامدار اقطار زمین نبودند
  242. و بر مردم جهان حکومت نمى کردند؟
  243. حال بنگرید که پایان کارشان به کجا کشید: در آن هنگام که در میان آن ها جدایى افتاد،
  244. الفتشان به پراکندگى گرایید و اهداف و دل هایشان از هم دور شد
  245. و به گروه هاى مختلفى تقسیم شدند و در پراکندگى به نبرد با هم پرداختند
  246. (در این هنگام بود که) خدا لباس کرامت خود را از تنشان بیرون کرد
  247. و وسعت و شادابى نعمت را از آن ها گرفت،
  248. تنها چیزى که از آن ها باقى ماند سرگذشتشان در میان شما بود که درس عبرتى است براى عبرت گیرندگان.
    آثار اختلاف فرزندان ابراهیم (علیه السلام) (عبرت از امت ها)
  249. اکنون از سرنوشت فرزندان اسماعیل و اولاد اسحاق و یعقوب: درس عبرت بگیرید.
  250. چقدر احوال امت ها یکسان و سرنوشت ها شبیه یکدیگر است!
  251. در کار آن ها در آن زمان که گرفتار تشتّت و پراکندگى بودند بیندیشید،
  252. آن زمان که کسراها و قیصرها مالک و ارباب آنان بودند
  253. و آن ها را از سرزمین هاى آباد و کناره هاى دریاى عراق (دجله و فرات)
  254. و مناطق سرسبز و خرم، به نقاط بى آب و علف،
  255. محل وزش تندبادها و مکان هایى که زندگى در آن سخت و مشکل بود تبعید کردند،
  256. و آن ها را به صورت گروهى فقیر و مسکین، همنشین شتران مجروح و لباس هاى پشمین خشن کردند.
  257. آن ها را ذلیل ترین امت ها از نظر محل سکنا قرار دادند و در بى حاصل ترین زمین ها ساکن کردند.
  258. نه در پناه کسى بودند که از حمایت او کمک گیرند
  259. و نه در سایه الفت و اتّحادى که بر عزّتش تکیه کنند.
  260. وضع آن ها ناآرام، قدرت هایشان پراکنده، و جمعیّت انبوهشان متفرق شد.
  261. در بلایى شدید و جهلى فراگیر فرو رفتند، دختران زنده به گور شده،
  262. بت هایى که پرستش مى شدند قطع رحم ها، و جنگ ها و غارت هاى پى درپى از آثار آن دوران بود.
    برکات بعثت پیامبر اسلام (صلی الله علیه و آله)
  263. اکنون به نعمت هاى بزرگى که خداوند هنگام بعثت پیامبر اسلام به آن ها ارزانى داشت بنگرید
  264.  که در سایه آیین خود آن ها را مطیع فرمان ساخت وبا دعوتش آنان را متحد کرد.
  265. (بنگرید) چگونه نعمت (الهى)، پر و بال کرامت خود را بر آن ها گسترد
  266. و نهرهاى مواهب خویش را به سوى آن ها جارى ساخت، آیین حقّ با همه برکاتش آنان را در بر گرفت
  267. تا آن جا که در میان نعمت هاى این آیین غرق شدند و در زندگى خرّمش شادمان گشتند.
  268. امور آن ها در سایه حکومتى قدرتمند، استوار شد
  269. و تحت حمایت عزّت پیروزى قرار گرفتند
  270. و کارهایشان بر قلّه هاى حکومتى پایدار، سامان یافت. در سایه این امور،
  271. آن ها زمامداران جهانیان و سلاطین گرداگرد زمین شدند،
  272. و بر کسانى که پیش از آن بر آن ها فرمانروایى مى کردند حکم راندند
  273. و احکام را درباره کسانى به اجرا درآوردند که درگذشته آن ها مجریان امور بودند.
  274. نه نیزه هاى آن ها کج مى شد و نه سنگ آنان در هم مى شکست (قدرتشان ثابت و نیروهایشان شکست ناپذیر بود).
    عواقب عصیانگرى، عقب گردى از وحدت
  275. آگاه باشید! شما دست از ریسمان اطاعت خدا کشیدید
  276. و با احیاى احکام جاهلیّت دژ محکم الهى را که گرداگرد شما بود درهم شکستید،
  277. خداوند سبحان بر این امّت منّت نهاده
  278. و پیوند الفت و اتّحاد را میان آنان برقرار ساخته، الفتى که در سایه آن (در نهایت امنیّت) رفت و آمد کنند
  279. و در کنف حمایت آن قرار گیرند؛ نعمتى که هیچ کس از مردم نمى تواند بهایى براى آن تعیین کند،
  280. زیرا از هر بهایى برتر و از هر چیز باارزشى پرارزش تر است.
  281. بدانید که شما بعد از هجرت (به سوى اسلام) به خوى اعراب بادیه نشین (قبل از اسلام) بازگشتید
  282. و بعد از دوستى و محبّت (رشته الفت را گسستید و) به صورت گروه هاى پراکنده درآمدید.
  283. از اسلام تنها به نامش قناعت کرده اید
  284. و از ایمان جز صورتى نمى شناسید.
  285. شما مى گویید: «النار و لا العار» (آتش دوزخ آرى! اما ننگ و عار نه!)
  286. گویا مى خواهید با این شعارتان اسلام را واژگون کنید
  287. و حرمت آن را بشکنید
  288. و پیمان الهى را که خداوند آن را حرمى براى شما در زمین قرار داده
  289. و وسیله امنیّت خلقش شمرده، نقض کنید.
  290. شما اگر به غیر اسلام پناه برید کافران با شما نبرد خواهند کرد
  291. و در آن هنگام نه جبرئیل و میکائیل به یارى شما مى آیند و نه مهاجرین و انصار،
  292. و راهى جز پیکار با شمشیر نخواهید داشت تا خداوند میان شما حکم کند (و شکست و زبونى شما فرارسد).
  293. نمونه هایى از کیفرهاى الهى و عذاب هاى کوبنده او
  294. و روزهایى که مجازات وى دامن گنهکاران را گرفت و وقایعى که در این زمینه اتّفاق افتاد (در قرآن مجید) در دسترس شماست،
  295.  بنابراین تهدیدهاى الهى را به دلیل جهل درباره آن وسبک شمردن مجازات پروردگار و ایمنى از کیفر او، دور نشمرید،
  296. زیرا خداوند سبحان مردم قرن هاى پیشین را از رحمت خود دور نساخت
  297. جز به این سبب که امر به معروف و نهى از منکر را ترک کردند،
  298. لذا افراد نادان را به سبب گناه
  299. و دانایان را به علّت ترک نهى از منکر از رحمت خود دور ساخت.
  300. آگاه باشید! شما رشته اسلام را قطع  وحدود آن را تعطیل کردید و احکامش را به نابودى کشاندید (با این حال انتظار نجات دارید؟!).
  301. نبرد با منحرفان: آگاه باشید! خداوند مرا به نبرد با ستمگران، پیمان شکنان و مفسدان در زمین امر فرموده است،
  302. با ناکثین و پیمان شکنان (اشاره به اصحاب جمل) نبرد کردم (و آن ها را در هم شکستم) و با قاسطین (ستمگران شام و اصحاب معاویه) جهاد نمودم
  303.  (و ضعف و زبونى آن ها را نشان دادم) و مارقین (خوارج نهروان) را بر خاک مذلت نشاندم؛
  304. و شیطان ردهه (ذوالثدیه، رییس خوارج) با صاعقه اى که بر او فرود آمد به گونه اى که آخرین تپش هاى قلب و لرزش سینه اش شنیده شد،
  305.  شرّ او از من دفع گردید؛ ولى گروه دیگرى از ستمگران باقى مانده اند
  306.  که اگر خداوند به من اجازه حمله دیگرى به آن ها دهد (و مرا باقى بگذارد) آن ها را از میان برداشته و دولت حق را به جاى آن ها قرار مى دهم،
  307. جز افراد قلیلى از آنان که (ممکن است از دست ما بگریزند و) در اطراف بلاد پراکنده شوند.
    فضایل على (علیه السلام)
  308. من در دوران جوانى بزرگان وشجاعان عرب را به خاک افکندم
  309. و شاخ هاى بلند قبیله ربیعه و مضر را درهم شکستم (و سران گردنکش آن ها را بر خاک نشاندم)
  310. و شما به خوبى موقعیّت مرا نسبت به رسول خدا (صلی الله علیه و آله) از نظر خویشاوندى نزدیک
  311. و منزلت و مقام ویژه مى دانید.
  312. او مرا در دامان خویش در حالى که کودک (خردسالى) بودم مى نشاند و(همانند فرزندش) مرا به سینه خود مى فشرد
  313. و در بستر خویش در کنار خود مى خوابانید، به گونه اى که بدن خود را (همچون یک پدر مهربان) به بدن من مى چسبانید و بوى خوش خود را به مشام من مى رساند
  314. و(چون بسیار کوچک بودم و توان جویدن غذاى سخت را نداشتم) غذا را مى جوید و در دهان من مى گذاشت.
  315. او هرگز دروغى در گفتار من نیافت و در کردارم خطا و اشتباهى ندید.
  316. از همان زمان که رسول خدا (صلی الله علیه و آله) از شیر بازگرفته شد، خداوند بزرگ ترین فرشته از فرشتگان خود را مأمور ساخت
  317. تا در طول شب و روز وى را به راه هاى فضیلت و محاسن اخلاق جهانیان وادارد
  318. و من هم مانند کودکى که به دنبال مادرش حرکت مى کند از او پیروى مى کردم.
  319. هر روز نکته تازه اى از اخلاق برجسته خود را براى من آشکار مى ساخت
  320. و مرا فرمان مى داد که به او اقتدا کنم.
  321. او در هر سال مدتى را در مجاورت غار حرا به سر مى برد (و به عبادت خدا مى پرداخت) من او را مى دیدم
  322. و کسى دیگر او را نمى دید (و از برنامه عبادت او خبر نداشت و هنگامى که آن حضرت به نبوت مبعوث شد)
  323. در آن روز خانه اى که اسلام در آن راه یافته باشد، جز خانه پیامبر (صلی الله علیه و آله) نبود، تنها او و خدیجه در آن بودند و من نفر سوم بودم.
  324. من نور وحى و رسالت را مى دیدم و بوى نبوّت را استشمام مى کردم.
  325. من صداى ناله شیطان را در آغاز نزول وحى بر آن حضرت شنیدم
  326. و گفتم: اى رسول خدا! این ناله (از کیست و براى) چیست؟
  327. فرمود: این ناله شیطان است، زیرا از این که پیروى اش کنند مأیوس شده است. (سپس پیامبر (صلی الله علیه و آله) به من فرمود:)
  328. تو آنچه را که من مى شنوم مى شنوى و آنچه را که من مى بینم مى بینى (و چشم و گوش تو حقایق عالم غیب را درک مى کند)
  329. جز این که تو پیامبر نیستى؛ ولى وزیر منى و در مسیر خیر و سعادت قرار دارى!
  330. معجزه حرکت درخت: من با آن حضرت (صلی الله علیه و آله) بودم؛ که سران قریش نزد او آمدند
  331. و گفتند: اى محمّد! تو ادعاى بزرگى کرده اى؛ ادعایى که هیچ یک از پدران و خاندانت نکردند.
  332. ما از تو معجزه اى مى خواهیم که اگر پاسخ مثبت داده و آن را پیش چشم ما انجام دهى، مى دانیم که تو پیامبر و فرستاده خدایى
  333. و اگر انجام ندهى، خواهیم دانست که ساحر دروغگویى هستى.
  334. پیامبر (صلی الله علیه و آله) فرمود: خواسته شما چیست؟
  335. گفتند: این درخت را (اشاره به درختى کردند که در آن جا بود) براى ما صدا بزن، تا با تمام ریشه هایش کنده شود و پیش روى تو بایستد،
  336. پیامبر (صلی الله علیه و آله) فرمود: خداوند بر هر چیزى تواناست.
  337. آیا اگر خداوند این کار را (به دست من) براى شما انجام دهد، ایمان مى آورید و شهادت به حق خواهید داد؟
  338. عرض کردند: آرى، فرمود: من به زودى آنچه را مى خواهید به شما نشان مى دهم،
  339. ولى مى دانم که شما به خیر و نیکى (و ایمان و تسلیم در برابر حق) بازنمى گردید،
  340. و نیز مى دانم که در میان شما کسى است که درون چاه (در سرزمین بدر) افکنده مى شود (اشاره به جنازه هاى ابوجهل و عتبه و شیبه و امیة بن خلف است که در میدان بدر به چاه افکنده شدند)
  341. و نیز کسى است که احزاب را (براى جنگ با مسلمین) بسیج مى کند (اشاره به ابوسفیان است). سپس فرمود:
  342. اى درخت! اگر به خدا و روز واپسین ایمان دارى
  343. و مى دانى که من رسول خدا هستم
  344. با ریشه ها از زمین کنده شو و نزد من آى و به فرمان خدا پیش روى من بایست!
  345. سوگند به خدایى که او را به حق مبعوث کرد (با چشم خود دیدم) درخت با ریشه هایش از زمین کنده شد و حرکت کرد،
  346. در حالى که (بر اثر سرعت حرکت) طنین شدیدى داشت و صدایى همچون صداى بال پرندگان (در هنگام پرواز) از آن برمى خاست؛
  347. تا در برابر رسول خدا (صلی الله علیه و آله) قرار گرفت، در حالى که مانند پرندگان بال مى زد
  348. و بعضى از شاخه هاى بالاى آن، بر سر رسول خدا(صلی الله علیه و آله و سلم) سایه افکنده بود
  349. وبعضى دیگر بر دوش من،
  350. در حالى که در طرف راست پیامبر (صلی الله علیه و آله) ایستاده بودم. هنگامى که آن قوم (لجوج) این صحنه را مشاهده کردند، از روى برترى جویى و تکبّر گفتند:
  351. (اگر راست مى گویى) دستور ده (درخت به جاى خود برگردد و) نیمى از آن نزد تو آید و نیم دیگر در جاى خود باقى بماند. (رسول خدا) به درخت امر فرمود که چنین کند،
  352. بلافاصله نیمى از آن درخت، با منظره اى شگفت آور و صدایى شدیدتر به سوى آن حضرت حرکت کرد
  353. و آن قدر پیش آمد که نزدیک بود به آن حضرت (صلی الله علیه و آله) بپیچد. (بار دیگر) آن ها از روى کفر و سرکشى گفتند:
  354. دستور ده این نصف بازگردد و به نصف دیگر ملحق شود و به صورت نخستین درآید.
  355. پیامبر اکرم (صلی الله علیه و آله) دستور داد و آن نصف به جاى نخستین بازگشت.
  356. در این هنگام من گفتم: لا اله الا الله؛ اى رسول خدا!
  357. من نخستین کسى هستم که به تو ایمان آورده ام
  358. و نخستین کسى هستم که اقرار مى کنم که آنچه آن درخت انجام داد
  359. به فرمان خدا و براى تصدیق نبوّت تو و بزرگداشت سخن و برنامه ات بود؛
  360. ولى تمام آن گروه گفتند: او ساحرى دروغگوست، که سحر شگفت آور و ماهرانه اى دارد (سپس افزودند:)
  361. آیا تو را در این کار کسى جز امثال این ـ منظورشان من بودم ـ تصدیق مى کند؟!
  362. فضایل على (علیه السلام): من از کسانى هستم که در راه خدا از هیچ ملامتى هراس ندارند،
  363. از کسانى که سیمایشان سیماى صدیقان و گفتارشان گفتار نیکان است. از کسانى که شب ها را با عبادت آباد مى کنند و(در طریق هدایت مردم) روشنى بخش روزهایند،
  364. از کسانى که دست به ریسمان قرآن زده
  365. و سنّت هاى خدا و رسولش را احیا مى کنند،
  366. تکبّر نمى ورزند و برترى جویى ندارند،
  367. خیانت نمى کنند و فساد به راه نمى اندازند،
  368. دل هایشان در بهشت و بدن هایشان در میدان عمل است.
قبلی بعدی